id
string
url
string
title
string
text
string
220887
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86%20%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%85%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D8%B3%D8%A8%D8%A8%20%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AC%D8%B2%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A
كتاب الزهرة/الباب التاسع والثلاثون مسامرة الأوهام والأماني سبب لتمام العجز والتواني
قال حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى قال حدثني أبو العالية قال حدثني حباب القشيري قال لمَّا ملك الوليد بن يزيد بعث إلى ابن ميادة وكان معجباً بشِعره فألزمه بابه فاشتاق الشَّيخ لمَّا طال مقامه فقال: قال فلمَّا سمع شِعره كتب إلى مصدِّق كلبٍ أن يعطيه مئة ناقةٍ دهماءَ جعاداً. وقال ابن ميادة: وأنشدني أحمد بن يحيى: وقال كثيّر: وقال البحتري: وقال آخر: وقال كثيّر: وقال آخر: وقال عمر بن أبي ربيعة: ولبعض أهل هذا العصر: وقال بعض الأعراب: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال العباس بن الأحنف وقال جميل: وقال أبو بكر عبد الرحمن الزهري: وقال مزاحم العقيلي: وقال جرير: وقال آخر: وقال سعد ذلفاء: وقال عروة بن حزام: وقال آخر: وقال الأحوص: وقال النميري: وقال أبو القمقام الفقعسي: وقال أيضاً: وقال آخر: كتاب الزهرة
220888
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D9%82%D9%8A%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B0%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86%20%D9%88%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D8%A7%D9%86
كتاب الزهرة/الباب الخامس والثمانون ذكر ما قيل في ذم الإخوان وشكاية الزمان
حدَّثنا محمد بن سلمة الواسطي قال: حدَّثنا يزيد بن هارون ومحمد بن حرب قالا: حدَّثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عروة عن عائشة قال: كانت عائشة من أفصح النَّاس وأقولهم لشعر لبيد. قالت: قال لبيد في الجاهلية: قالت عائشة: وكيف بلبيد لو أدرك زماننا هذا، قال عروة: فكيف بعائشة لو أدركت ما نحن فيه اليوم. قال هشام: كيف بأبي لو أدرك ما نحن فيه اليوم. حدَّثنا أبو البحتري عبد الله بن محمد بن شاكر قال: حدَّثنا محمد بن جعفر الأحمر قال: كنَّا يوماً عند أبي نُعيم فتذاكرنا حديث عائشة حيثُ ذكرت شعر لبيد: ذهب الذين يُعاش في أكنافهم قال: فأنشدنا أبو نُعيم: قال آخر: ولطفيل بن أسود المحاربي: قال آخر: قال ابن طوعة الفزاري: قال آخر: قال عمرو بن قميئة: وللبحتري: ولإبراهيم بن العباس: وقال إبراهيم بن العباس أيضاً: وذكر لنا عن نُعيم بن حماد أنَّه قال: بلغنا أن سهماً وجد على عهد تُبَّع مُلقًى في وادٍ مكتوب عليه بيتان من شعر، فترجم فإذا هو: قال فنظرنا، فإذا السهم منذ سقط إلى أن وجد ألف عام. قال إبراهيم بن العباس: وأنشدنا أبو طاهر الدمشقي: ولآخر: قال علي بن جبلة: قال أبو هشام: قال آخر: قال آخر: وقال آخر: أنشدني أحمد بن أبي طاهر: قال آخر: قال آخر: قال آخر: قال آخر: قال آخر: قال آخر: قال آخر: قال آخر: قال آخر: قال آخر: وهذا لعمري من أحسن الكلام لفظاً وأجوده معنًى، وأنَّه لسهل المأخذ قريب من الحق وقد ذكرنا في هذا الباب والَّذي قبله من مدح الزمان، وذمه، ومساوئ الإخوان ومحاسنهم، ومن وصف وفائهم وتغيّرهم ما يدل ذوي الخواطر الصحيحة على أن الفريقين جميعاً معاً غير مصيبين للحقيقة إذْ الزَّمان لم يعر من سداد وفساد، ولم يخل من أهل وفاءٍ ورعاية، ومن أهل غدر وخيانة. فمن سامحه الزَّمان بما يهواه ويثبت له الإخوان على الخلق الَّذي يرضاه، مدح زمانه، وحمد إخوانه. ومن جرى عليه الأمر بخلاف ذلك، صرف الأمر فيه إلى فساد الزمان، وغدر الإخوان، على أن منهم من يذم إخوانه، ويعذر زمانه. ألم تسمع الَّذي يقول: قال آخر: وأنصف من هؤلاء كلهم الَّذي يقول: كتاب الزهرة
220889
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D8%A2%D8%AF%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AA%20%D9%88%D8%AD%D8%B3%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA
كتاب الزهرة/الباب الثاني والثمانون ذكر آداب المجالسات وحسن المنادات
حدَّثنا العباس بن أحمد الدوري قال: حدَّثنا يحيى بن معين قال: حدَّثنا حجاج بن محمد الأعور قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن أبي زياد عن هشام بن عروة قال: رأيت ربيعة بن عباد وهو يحدث أبي، وأبي يسأله قال: إن ابن عفان رضي الله عنه كان أغزانا في غزوة، فمررنا فيها على معاوية، وقد كان وجد علينا في شيء بلغه من أمرنا في غزاتنا تلك، فدخلنا إليه، فجعلنا نعتذر إليه، ونكذِّب ما بلغه، وجعل يوافقنا على بعض ذلك، ويؤنبنا فيه، ثمَّ قام رجل فقال: أصلح الله الأمير، إنا مكذوبٌ علينا، فلينظر الأمير في أمرنا، فإن كنَّا أبرياء غفر لنا ذلك، وإن كان لنا ذنب عفاه عنَّا. فقال معاوية: فكذاك إذاً، ثمَّ قال الرَّجُل: إن كنتُ لم أذنب فلا تظلمنَّني، وإن كنت ذا ذنبٍ فسوف أتوب، ثمَّ أقبل في وجوه القوم حيث جلس معاوية فقال: قال: فقبل منَّا معاوية، وصنع إلينا معروفاً. ومن جيد ما قيل في حسن المساعدة قول دريد بن الصمة وقد أغار وأخوه في نفر من قومهم على نِعمٍ لقيس، فاستاقوها، فلمَّا كانوا في بعض الطريق، ترك عبد الله بن الصمة فقال له أخوه دريد: ليس هذا منزلنا، إن قيساً غير نائمة عن أموالها. فقال: والله لا أبرح حتَّى آكل وأعلف وأشرب، فبينا هم كذلك إذْ رأوا غبرة، فقالوا لرقيبهم: ما ترى؟ فقال: أَرَى خيلاً كالعقبان، عليها فوارس كالصبيان، فقال: تلك فزارة ولا بأس. ثمَّ رأوا غبرة فقالوا: ما ترى؟ فقال: أَرَى خيلاً كأنَّ قوائمها تنقلع من الصخر، قال: تلك عبس والموت. فلم يلبثوا أن خالطتهم الخيل، فصاح صائح: أودى فارس، فنظروا فإذا هو عبد الله بن الصمة، فقال دريد في ذلك شعراً طويلاً، قد ذكرنا طرفاً منه في بعض أبواب المراثي، ومع ذلك يقول في مساعدته أخاه على الرَّأي الَّذي لا يرضاه: قال آخر: وفيما بلغنا أن العباس بن عبد المطلب أوصى ابنه عبد الله حين اصطفاه عمر بن الخطاب أن قال له: يا بني. إن هذا الرَّجل قد قدَّمك على غيرك، فاحفظ عنِّي ثلاثاً: لا تُجري عليك كذباً، ولا تغتابنَّ عنده أحداً، ولا تفشينَّ له سرّاً. ومن جيد ما قيل في السِّرّ قول النابغة: قال آخر: قال آخر: قال آخر: قال قيس بن الخطيم: قال آخر: وقال: وقال آخر: وقال آخر: قال إبراهيم ابن العباس: وقال الصلتان العبدي: قال الطائي: قال معن بن أوس المزني: قال أبو نهشل حميد بن عبد الحميد الطوسي: قال محمد بن حازم: قال آخر: قال آخر: قال آخر: قال الحسين بن مطير: قال زهير: قال عدي بن زيد: قال آخر: قال آخر: قال سعيد بن وهب: قال آخر: قال آخر: قال آخر: قال آخر: قال يحيى بن زياد: قال حميد بن عبد الحميد الطوسي لبعض من استأذن عليه وهو في النبيذ: قال آخر: كتاب الزهرة
220890
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D8%AC%D8%A7%D8%A1%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب الحادي والثمانون ذكر ما جاء في الشعر من صفات الخمر
قال أبو بكر: قد أكثر الشعراء المتقدمون والمتأخرون في مدح الخمر وذمها، وفي وصف طيبها ورقتها، ولم يقل أحد في ذمها ولا في مدحها إلاَّ دون ما تستحقه هي في هذه الدَّار من الذم في الغاية، وهي في الدَّار الآخرة من المدح في النهاية، فأمَّا فضلها في تلك الدَّار فيغني عن الإطناب فيه ما ذكره الله جل وعلا في كتابه من تحبيب الجنة بها، وبما شاكلها إلى أوليائه، وأمَّا ذمها في هذه الدَّار فإنها توقع العداوة والبغضاء، وتدعو إلى الإثم والفحشاء، وتشغل عن أداء المفترضات، وتجرئ عن ارتكاب المحرمات. ولو لم يكن في ذمها غير نهي الله جل وعز عن شربها لكان مغنياً عن غيره. فكيف وقد بين الله جل وعلا من قبيح أفعالها ما يدعو ذوو التمييز، وإن لم تكن محرمة إلى اجتنابها فلعل بعض الخلفاء أن يغلب على عقله سكرة الأهواء. فيقول كيف تكون محرمة مذمومة وممدوحة، وعينها واحدة، ولم تأتي الشريعة بتحريمها. فيقال له: الخمر المذمومة في هذه الدَّار غير الخمر الممدوحة في تلك الدار، لأن أصحاب تلك الدَّار لا يصدعون عنها، ولا ينزفون منها، وتلك لا توقع العداوة والبغضاء، ولا تصدُّ عن ذكر الله وعن فرضه. وهذه الخمر تفعل جميع ذلك، فلهذه العلل صارت الخمر في الدُّنيا مذمومة، وفي الآخرة ممدوحة. ولقد أحسن نصيب في قوله، وقد سامه بعض بني مروان شربها فقال: يا أمير المؤمنين. إنَّه لم يدنني منك جمالي، ولا نسبي، وإنَّما أدناني منك عقلي ولساني. فنشدتك الله أن تدخل عليَّ ما يسلبنيهما فأعفاه حينئذ من شربها. وممَّا في الخمر من المقابح الَّتي يعتدّ بها من لا يفهم من المدائح أنَّها تنفي الأحزان، وتشجّع الجبان، وتسهّل على البخلاء الدّخول في جملة الأسخياء. ولو لم يكن في الخمر عيب غير هذا لكفى، لأن الَّذي توجبه الخمر من هذا الفعل إنَّما هو بزوال التمييز، ونقصان العقل، فإن جاء في تلك العمرات فعل يشبه أفعال السادات لم يكن فاعله محموداً، ولا كان ذلك الفعل إليه منسوباً، لأنه يندم عليه، ويعتذر منه بأن عقله لو كان حاضراً لنهاه عنه، وإن جاء في تلك الحال ما يخرج عن حدّ الاعتدال، وكان ذلك ممَّا يتعذّر تلافيه، ويصعب طريق العذر فيه، كما أنَّها تشجّع الجبناء، وتسمّح البخلاء، فإنها تسفّه الحلماء، وتسخّف العقلاء، وقد كان صنف من القدماء يتركون الخمر والزنا تكرُّماً، وإن لم يكن ذلك في ملّتهم محرّماً. ولقد أحسن زهير حيث يقول: فهذا أحسن من قول طرفة: وفي هذا النحو يقول حسان بن ثابت: وهذا قبيح كله لأنهم صيروا سبب السماحة والشجاعة زوال التمييز والمعرفة. وصاحب هذه الحال والمجنون سواءٌ بمنزلة، لأنه يأتي الشيء بغير معرفة، وأمثل من هذا قول عنترة: وأحسن من هذا قول البحتري: ولسنا مع ما ذكرنا من عيبها ندع أن نذكر طرفاً من الأشعار المستحسنة في وصفها فإنها وإن لم تكن موضعاً للمدح لما قدمناه من ذمها، فقد يحسن المصيب في وصفها ضرباً من الإحسان، إما لحسن تشبيه، أوْ لمعنى يخترعه ويعرف به كما قال الأعشى: قال أبو نواس: قال الأعشى: وقال آخر: وقال: قال مسلم: قال أبو نواس: وقد أكثر الشعراء في تفضيل رقة الخمر على رقة الماء، وليس الأمر على ما يقدرونه، وذلك أنَّ الخمر متولّدة من جوهر الماء، ومحال أن يكون جزء من الشَّيء أرقّ من كلّ شيء. ولن يكون بعضه أرقّ من بعض، والعلَّة الَّتي دعت إلى توهُّم الخمر أنَّها أرقّ من الماء هي أن الماء إذا صُبَّ عليها تكدَّر صفاؤه، ونقصت رقتها، وذلك لأن الماء لا يتهيّأ للآدميين تخليصه من الكدورة الحالَّة به، والأجسام الممازجة له، وإن جهدوا بقوتهم في تصفيته كما تصفَّى أعواد الكرم في اجتذابها إيَّاه إلى ثمارها بلطيف قواها الَّتي ركّبها الله عز وجل بحكمته فيها، فهي بتلك اللّطافة تجتذب صفوة، وتجفو عن رقَّة مسالكها كدره، فيخلص لها الماء وحده، فإذا مزجت بعد ذلك بالماء الممزوج بغيره تبين أن الأوَّل أصفى منه. قال أبو نواس: وقال أيضاً: قال أيضاً: ولعمري لقد بالغ في الصفة، وإن دينه لفي نهاية الرقة، ولقد أحسن في قوله: وإنَّما تكامل صفاء دمع المهجور لأنه لا يكتحل، فدمعه صرف غير متكدر. وقال في نحو ذلك الحسين بن الضحاك: وقال: وقال الطائي: قال إسحاق الموصلي: وقال آخر: قال آخر: وقال آخر: وقال أبو نواس: قال ديك الجن: قال الأخطل: قال الطائي: وقال البحتري: قال أبو نواس: قال البحتري: كتاب الزهرة
220891
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D9%88%D8%B4%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%20%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%20%D8%AA%D8%B5%D8%B7%D8%A7%D8%AF
كتاب الزهرة/الباب الثمانون ذكر الوحوش التي تصاد والجوارح التي تصطاد
قال امرؤ القيس: وله أيضاً: قال الأخطل: قال أبو البيداء الأعرابي: قال أبو نواس: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: قال أيضاً: قال أيضاً: كتاب الزهرة
220892
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D9%8A%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D9%84%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D9%84
كتاب الزهرة/الباب التاسع والسبعون ذكر ما يختار من القول في صفات الإبل والخيل
أنشدني عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري لزهير بن أبي سلمى: وقال القطامي: وقال كعب بن زهير: ولخلف الأحمر يصف الفرس: وهذا مأخوذ من قول الأعشى: وللحطيئة: وللشماخ: فلعمري ما أنصفها ولا أحسن صحبتها إذ جعل مكافأتها على تبليغها إيَّاه لمنيته أن يفجعها بمهجتها. ولعمري لأحسن منه قول الحسن بن هانئ حيث يقول: قال الراعي: قال ذو الرمة: لشامة بن الغدير: ولآخر: ومن جيد ما قيل في جياد الخيل قول أبي دؤاد: ومن المختار قول امرئ القيس: قال أُبي بن أبي سلمى بن ربيعة بن ريَّان: قال الرقاد بن المنذر الضبِّيّ: قال أبو البيداء الأعرابي أوْ خلف أوْ ابن جهم المازني: يعني عنقه وخديه وبطنه وذراعيه وفخذيه وذنبه، هذه كلها يستحب طولها وممَّا يستحب قصره أربعة: أرساغه ووظيفا يديه وعسيبه وساقاه. سبعة عرين: الخدَّان والجبهة والوجه والقوائم، وسبع كسين: الفخذان وحماتاه ووركاه وحصيرا جنبه. الثمان الدقاق: عرقوباه وقلبه ومنكباه، وأذناه. والثمان العراض: الجبهة والمحزم والصدر والصهوة والفخذان والوظيفان. قال أُنيف بن جبلة الضبّي: ولعلي بن جبلة: قال آخر: وللبحتري: وقال أيضاً: وله أيضاً: كتاب الزهرة
220893
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D8%AC%D8%A7%D8%A1%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AA
كتاب الزهرة/الباب الثامن والسبعون ذكر ما جاء في صفات البحر والفلوات
قال: قال أعرابيّ أغراه الأسود بن بلال في البحر: وقال أبو الشيص: قال أحمد بن أبي طاهر: وله أيضاً: قال أبو بكر: هذه بُلغة فيما جاء في الشعر من صفات المراكب والبحار، ولم نمل في ذلك إلى الإطالة لئلا يضيق الباب عما يحتاج إليه وإلى ذكره من صفات المفاوز، لأن شعر العرب بصفات البوادي والقفار أحذق منهم بوصف البحار والسفائن. إذْ بالفلوات يولدون، وفي طرقها يسلكون ثمَّ نحن الآن مبتدئون بإتمام الباب بما يُحضر من صفات البوادي والفلوات يتهيأ ذلك إذا لم نتجاوز العدد الَّذي شرطناه إلاَّ قليلاً من كثير، ومن كان مقصده في هذا الباب التذكرة قنع بالسير. قال المتلمس الضبعي: وقال امرؤ القيس: وله أيضاً: قال الأعشى: وله أيضاً: وله أيضاً: قال المرار الفقعسي: قال الرّاعي: قال ذو الرُّمَّة: قال ابن هرمة: وممَّا يشاكل هذا في وصف غلبة النوم على السفار قول أبي نواس: قال عمر بن أبي ربيعة: قال: كتاب الزهرة
220894
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A1%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%8A%D8%B1%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D8%A1
كتاب الزهرة/الباب السابع والسبعون ذكر ما للشعراء في التحذير والإغراء
حدثني إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا إبراهيم بن بشار قال: حدثنا سفيان بن عمر بن دينار، وأبو أيوب عن عكرمة وداود بن سابور وابن جريج عن مجاهد قالا: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم حلف من خزاعة فذكر صدراً من خبر فتح مكة فيه، ودخل النَّبيّ صلى الله عليه وسلّم من كداء، وقال: اللهم اضرب على أسماعهم وعلى أبصارهم فلا يشعرون بنا حتَّى نهجم عليهم. فأنشأ حسان بن ثابت الأنصاري يقول: قال سفيان: فلقد كانت المرأة تردُّ وجه الفرس بخمارها عن بابها. قال عدي بن زيد العبادي يحرض ابنه على من حبسه: وقال لقيط بن معبد الأيادي: قال أبو طالب: وله أيضاً: قال النابغة الجعدي: وقال زُفر بن الحارث: وقال الأشتر: وقال الفضل بن العباس: وقال آخر: قال يزيد بن الحكم ليزيد بن المهلب: فقال: ما شعرت. فقال: قال الأخطل: قال عطيَّة الكلبي: قال مُحرز بن المكعبر: قال أوس بن بكر: قال إسماعيل بن عبد الله أبو مريم يحذر بني أمية من بني العباس: قال سديف يُحرّض المنصور: قال أبو عاصم الأسلمي يحرّض بني العباس علَى بني أميّة: وقال آخر: قال طريح بن إسماعيل: وقال آخر: وقال آخر: قال آخر: قال آخر: قال رويشد الطائي: قال البحتري: وممَّا يدخل في باب التهاون بالتوعيد والاحتقار بالإنذار والتهدد ما بلغنا أن عبد الله بن العباس كان يتمثل إذا رأى عبد الله بن الزبير به: قال الأعشى في نحو ذلك: قال آخر: وفي نحوه يقول جرير: وفي مثله: وفي مثله: قال آخر: فلو لم نعرف قبيلة هذا القائل، ومقصده من غير شعره لم ندرِ أطيئ المهجوّون أم هم الممدحون، وكذلك الحال في بني أسد. قال آخر: قال آخر: قال أبو علي البصير: وفي نحو ذلك: قال الأخطل لشقيق بن ثور: فقال شقيق: يا أبا مالك ما تُحسنْ أن تهجو، ولا تمدح. أردت أن تهجوني فمدحتني، وزدتني ما لم أطمع فيه من بني تغلب خاصة فجعلت وائل كلها. قال مفروق بن عمرو الشيباني: قال زُفر بن الحارث: قال عبد الوهاب بن الصّباح: وبلغنا أن الزبرقان بن بدر استعدى عمر بن الخطاب على الحطيئة فقال: إنَّه قد هجاني. قال: وما قال لك؟ قال: فقال عمر: أما ترضى أن تكون طاعماً كاسياً؟ قال: لا والله لولا الإسلام لأنكرتني. قال: ما أعلمه هجاك، ولكن أدعو ابن القُريعة. فلما جاءه حسّان. قال له عمر: أهجاه؟ قال: لا. ولكنه سلح عليه.. فقال عمر للحطيئة: لأحبسنَّك أوْ لتكفنَّ عن إعراض المسلمين. قال أمير المؤمنين: لكل مقامٍ مقال. قال: وإنك لتهددني فحبسه. فكتب إليه من الحبس: فلما قرأها عمر رقَّ له، فخلَّى سبيله. وبيت الحطيئة وإن كان غيره أشدَّ إفصاحاً بالهجاء منه فإن معه ما يوضّح عن مراد صاحبه ويزيل توهم المدح فيه وهو: وروي أن عمر بن الخطاب رحمه الله، أنَّه لما سمع قول النجاشي في بني العجلان: قال: يسرني أن ابن الخطاب كذلك، فلما سمع: قال: ما أحبّ كل هذه الذلة. ومع هذين البيتين ما يوضح أنَّها هجاء صحيح غير مشبه لشيء من المديح مع البيت الأول وهو قوله: قال رجل من بني العنبر: قال آخر: قال المُثلَّم بن رياح بن ظالم: قال آخر: قال القتّال الكلابي: قال قيس بن زهير: قال الشميذر الحارثي: قال البحتري: قال أيضاً: فهذا إن شاء إنسانٌ يصير به إلى نهاية المدح، وشاء آخر أن يصرفه إلى غاية الذم، وجد كلُّ امرئ منهم مقالا. أي مديح أبلغ من أن يكون ماضي من الخلفاء دون الممدوح بهذا القول. وأي ذم أوكد حجةً على المرء من تشريفه على آبائه وأجداده والأخبار بأنه نجم من بينهم، مخالف في السؤدد لجماعتهم. وهذا النوع من الحلم غير مشاكل لما قدمناه في الباب المتقدم، لأن ذلك الحلم إنَّما وقع من فاعله رغبة منه في المكارم. وهذا الحلم إنَّما وقع احتقاراً للمخاصم، وكلاهما جميل من فاعله إذا كان ذلك يدل على كرم الطبع، وهذا يدل على جلالة القدر. كتاب الزهرة
220895
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%B1%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AC%D8%A7%D8%B9%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب السادس والسبعون ذكر الافتخار بالشجاعة والانتصار
أخبرنا الحارث بن أبي أسامة: أن العباس بن الفضل حدثهم قال: حدثنا محمد بن عبد الله التميمي قال: حدثنا الحسين بن عبد الله. قال: حدثني من سمع النابغة الجعدي يقول: أتيت النَّبيّ صلى الله عليه فأنشدته قولي: وقال عنترة: وله أيضاً: وقال خُفاف حين قتل مالك بن حُباب الشمخي معاوية بن عمرو السلمي: وقال العباس بن عبد المطلب: وقال آخر: وقال أبو سفيان بن الحارث: وقال قيس بن الخطيم: وذكروا أن معاوية ركب فرسه عازماً للهرب. قال: فذكرت أبياتاً لعمرو ابن الإطنابة فوقفت وهي قوله: وقال كعب بن مالك: وقال مالك بن عوف النصري: وقال ربيعة بن مقروم الضبّي: وقال سعد بن ناشب: وقال أيضاً: وقال علي بن محمد العلوي: وقال جعفر بن علبه الحارثي: وقال أيضاً: وقال موسى بن جابر الحنفي: وقال أيضاً: وقال الراعي: وقال الراعي: وقال آخر: وقال آخر: وقال معبد بن علقمة: وقال أبو عطاء السِّنْدي: وقال آخر: وقال عبد العزيز بن أرطاة الكلابي: قال علي بن يحيى الأميني: أنشدني محمد بن الخطاب الكلابي: قال أبو الحسن يحيى بن عمر العلوي يوم قتل: قال علي بن محمد العلوي: ولعلي أيضاً: كتاب الزهرة
220896
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%AE%D8%B1%20%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%BA%D8%B6%D8%A7%D8%A1%20%D8%B9%D9%86%20%D8%AE%D8%B5%D9%85%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الخامس والسبعون ذكر من افتخر لنفسه بالإغضاء عن خصمه
قال المتلمّس: وقال آخر: وقال آخر: وقال وعلة بن الحرث الجرمي: وقال ابن صريم الجرمي: وقال آخر: وقال آخر: وفي نحوه: وفي نحوه: وفي نحوه يقول عمار بن ياسر: قال لقيط بن زراة: وقال طرفة: قال لبيد، وهذه تعرف للكميت: قال معاوية بن أبي سفيان: ولبعض الأعراب: وقال آخر: وقال آخر: ولبعض الأعراب: ولأبي هلال الأسدي: وقال آخر: وقال آخر: ولمحمود الورّاق: وقال آخر: وقال معن بن أوس المُزني: وقال آخر: وقال أبو الدّلف: أنشدني البحتري لنفسه: وقال آخر: وقائل هذه الأبيات غير داخل في باب الصفح عن المجرمين بل هو داخل في باب انتظار الفرصة لمعاقبة المذنبين، وليس ذلك لعيب في كل الحالان إذْ في الأحوال ما يكون الصفح عن المجرم جرماً عظيماً، وفساداً كثيراً، لأن العقاب على ثلاثة أضرب، فعقاب يدخل في باب التشفي، وعقاب يدخل في باب التأديب، وعقاب يدخل في باب الحدود. وإنَّما يصلح الصفح فيما يدخل في باب التّشفي وحده. نحو ما قدمنا في صدر هذا الباب ذكره، ولا يصلح في النوعين المذكورين بعده. فأمَّا ترك العقاب الداخل في باب التأديب فداعٍ إلى فساد التدبير، وعائد بالضرر على المعفو عنه وفي نحو ذلك يقول أبو تمام: على أنَّه ينبغي للمعاقب التأديب ألا يزيد على مقدار الاستحقاق فيدخل في باب الظلم كما قال أشجع: وأمَّا ترك العقاب الَّذي يدخل في باب الحدود فمعصية لله عز وجل، ومن أعظم الجهل طلب المكارم بالدخول في باب المحارم كما بلغنا عن عبد الملك بن مروان أنَّه أراد قطع يد رجل سرق فكتب إليه من الحبس: فأبى إلاَّ قطعها، فدخلت عليه أمُّه فقالت يا أمير المؤمنين: واحدي وكاسبي. فقال: بئس الكاسب كاسبُك، وهذا حدٌّ من حدود الله لا أُعطّله. فقالت: يا أمير المؤمنين: اجعله من الذنوب الَّتي يستغفر الله منها، فعفا عنه. وهذا الفعل لا يُسمى عفوا، لأن العفو إنَّما هو ترك المرء ماله وترك مال غيره ممَّا قد جُعل هو القيّم عليه باستيفائه. فهو بباب التصنيع والإثم أشبه منه بباب العفو والحلم. كتاب الزهرة
220897
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D9%82%D8%B5%D8%B1%20%D9%86%D9%88%D9%85%D9%87%20%D8%B7%D8%A7%D9%84%20%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الأربعون من قصر نومه طال ليله
أمَّا هؤلاء الذين ترجمنا هذا الباب بذكرهم فهم على كلِّ الأحوال أعذر ممَّن كان قبلهم على أنَّ فراغهم لوصف ما بدا لهم هُجنة بهم ودلالة على ضعف أحوالهم وقال الطائي وما أظنُّ أنَّه احترز به من هذا اللَّوم الَّذي يلحق غيره فألزم نفسه أكثر ما حذره وذلك قوله: فهو وإنْ كانت جهالته بحاله دالَّة على قوَّة اشتغاله فإنَّ علمه بالعلَّة الَّتي أوجبت جهله بها ضربٌ من الفلسفة الَّتي لا يصلح أن يعلمها إلاَّ متخلٍّ من هذه الحالة كلِّها ففرَّ من شيءٍ ووقع في أعظم منه ألا ترى أنَّ البهائم تجد ألم ما ينالها وتُظهر التَّأذِّي به وليس يعلم أنَّ الاشتغال بالألم يمنع من وصفه إلاَّ أهل الفلسفة والحكم والتَّكلُّف إذا دخل في شيء نبَّه على موضعه وترجم عن ضمير متحلِّله ولسنا قادرين على ذكر حال تامَّة عن أحد من الشُّعراء في هذا الباب لأنَّ كلّ واصف بوصفه أدلّ الأشياء على ضعفه فأهل التَّمام إذن سكوتٌ عن الوصف مستغرقون في غمراته مشتغلون به عن صفاته ولكنَّا نذكر عن أهل الضَّعف المستطيعين لترتيب الوصف أحسن ما يحضرنا من أقاويلهم وما زادوا فيه على أمثالهم ونظرائهم. قال النابغة الذبياني: وقال عبيد الراعي: وقال سويد بن أبي كاهل: وقال جرير: وقال أبو تمام: وقال كثيّر: وذكروا أنَّ علي بن الجهم لمَّا طُعن في برِّيَّة حلب قال لغلامه في أول اللَّيل أطلعَ النَّجمُ أم لا؟ فقال له غلامه هذا بعد وقت العشاء فأنشأ يقول: ثمَّ مات من ليلته. وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال أبو تمام: فهذا قد زادنا رتبة على ما عنى لأنه لم يدع النوم شوقاً إلى من يهواه ثمَّ رأى في النَّوم ما قد وصف وهو يزعم أنَّ تركه إيّاه مع ذلك سرف ولو جعل امتناعه من ترك النَّوم شوقاً إلى رؤية الطَّيف فقال قد كدتُ أحلف لولا الطَّيف مجتهداً ألا أذوق رقاداً بعده أبداً كان أعذر على كلّ حال وإن دخل ذلك ضروبٌ من الاختلال منها أنَّه نام أوَّلاً حتَّى رأى ما رأى، ومنها أنَّه لم يتهيَّأ له ترك النَّوم إلاَّ بيمين على نفسه، ومنها أنَّه مع ذلك لم يحلف أيضاً وإنَّما أرجف باليمين. وقال أيضاً: فهذا عافانا الله وإيَّاه ألوَم في هذا النَّوم من كلِّ ما لمناه لأنَّ الإنسان يشغل قلبه بمجيء خادمه من حاجة لا قدر لها في قلبه فيشغله ذلك عن نومه فكيف لمن يعِده من يهواه بزيارة فينام عن موعده. وقال البحتري: وأنشدني محمد بن الخطاب الكلابي لنفسه: وقال آخر: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وتوهم هؤلاء بمنع أحبَّتهم إيَّاهم النَّوم وإن كان مُسقطاً عنهم لائمة النُّوَّام فإنَّه موجب عليهم ضرباً من الملام لأن في الحال يرون سهرهم بالفكر في أحبَّتهم نعمة لا يعرف قدرها فضلاً عن أن يؤدَّى شكرها. ولقد أحسن الَّذي يقول: على أنَّه غير مأمون على صاحب هذا الشِّعر أن يكون السَّهر الَّذي مدحه هو السَّهر مع إلفه لا السَّهر بالفكرة في أمره ومن أبلغ ما قيل في طول الليل. قول خالد الكاتب: ولقد أكثر النَّاس في استطالة الليل وأصحّ ما قيل فيه معنًى. قول بشار: وأنشدني أبو الفضل بن أبي طاهر قال أنشدني أبو دعامة علي بن زيد لخليل بن هشام: ولا أعلم أحداً استطالَ الليل ممّن خبَّر بعلّة استطالته ولا ممّن لم يخبّرها شرح السبب المضجر من اللَّيل ما هو غير الطرماح حيث يقول: وهذا قول امرئ القيس: إلاَّ أنَّ امرء القيس لم يقل لم صار النَّهار وإن لم يكن أمثل من اللَّيل والقلوب إليه أميل منها إلى اللَّيل كما بيَّنه الطرمّاح ومن سرق معنى فزاد فيه احتمل له جرم سرقته لموضع زيادته ومن أحسن ما قيل في ترك النَّوم قول مسلم بن الوليد: ولقد أحسن بشار بن برد حيث يقول: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال جرير: وقال أيضاً: وقال الراعي: وقال امرؤ القيس: وأنشدتني أعرابية بالبادية: وقال محمد بن عبد الملك الزيات: وقال آخر: كتاب الزهرة
220899
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D9%84%D9%85%20%D9%8A%D9%82%D8%B9%20%D9%84%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%89%20%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%A8%20%D9%84%D9%85%20%D9%8A%D9%86%D8%B2%D8%AC%D8%B1%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D8%A7%D8%A8
كتاب الزهرة/الباب الخامس والأربعون من لم يقع له الهوى باكتساب لم ينزجر بالعتاب
العلَّة في ذلك أنَّ المعاتبة إنَّما هي توقيف على مواضع المصلحة وتبين لما في الحال الَّتي بقي عليها المعاتب من المنقصة فمن كان أصل هواه اختياراً لنفسه فتبيَّن موضع النَّقص في اختياره رجع إلى قول عذَّاله ومن وقع هواه مضطراً بغلبة إلى الانقياد لإلفه لم يعلق العذل بسمعه لأنَّ العذل يأتيه من غير جهته والشَّيءُ لا يوجب زواله إلاَّ ضدُّ ما أوجب ثباته فكما أنَّ الهوَى الاختياريَّ يضادُّه التَّوقيف على مواضع الحال فيوجب على صاحبه أن يختار إزالته فكذلك الهوَى الاضطراريُّ لا يزايله إلاَّ اضطرارٌ يضادُّه والهوَى الاختياريُّ أيضاً على ضعفه لا تمحوه ضروريَّته ولا تعارض في تركه لأنَّها تجيء من غير جهته وهو لا يزول إلاَّ بزوال الجهة الَّتي أوجبته إذْ محالٌ أن يكون شيءٌ علَّةً لشيءٍ فيزول المعلول والعلَّة قائمةٌ. ولقد أحسن عمر بن ضبيعة الرقاشي حيث يقول: وللبحتري في نحو ذلك: وقال يحيى بن منصور: ولقد أحسن أبو تمام حيث يقول: وأنشدني أحمد بن يحيى: وقال آخر: وأنشدني أحمد بن يحيى: وزادني غيره: وقال أبو صخر الهذلي: وقال الضحاك بن عقيل الخفاجي: وهذا لعمري من أحسن الكلام وجيده وإن كان في البيت الأخير غلط يسير لأنه زعم أنَّ من ملامهم فيها زاده ضعفاً من محبَّتها والعذل لا يزيد المحبة ولا ينقصها ولكن النَّفس إذا اشتدَّ ضنُّها فغُري العذل بمسامعها عارضها ضربٌ من الإشفاق على حال من عوتبت في محبَّته وخشيت أن يكون العذل مزيلاً له عن مرتبته وكان تحريك خاطرة الضَّنّ بذلك زائدة في القلق ومهيِّجة للفكر فيتوهَّم صاحبها أنَّ محبَّته قد تزايدت وما تزايدت ولا تناقصت وهذا الغلط لم يجر على صاحب هذه الأبيات وحده بل قد جرى على من قبله وبعده. وقال معاذ ليلى في نحو ذلك: وقال عمر بن يحيى الطائي: وقالت وجيهة بنت أوس: وقال مالك بن حارث الهذلي: وقال جرير: وقال القعقاع: أما العذل الذي يقع ابتداء فليس على النَّفس منه من المؤونة كما عليها من عذل من أملت عنده من المعونة ولقد كسب هذا البائس على نفسه تعباً كاسراً لمنقلبه ومسقطاً لهمَّته باستدعائه المساعدة من ذكر قصَّته ومن هذا وأشباهه كرهنا للمحبِّ الاطلاع على أسراره ولكن متى غُلب على أمره لم يلم على إفشاء سرِّه. ولقد أحسن أبو تمام الطائي حيث يقول: وقال يزيد بن الطثرية: وقال أيضاً: وقال ذو الرمة: وقال عدي بن زيد: وأنشدني أحمد بن يحيى لجميل بن معمر: وقال آخر: وقال الطائي: وقال البحتري: وقال آخر: وقال آخر: وذكروا أنَّ العتبي حبس ابناً له في بيتٍ لمَّا ظهر على أنَّه عاشق ليكون الحبس رادعاً له ففتح الباب عنه بعد مدَّة فوجده قد كتب على الحائط: ومدَّ الحرف الأخير مع استدارة حائط البيت أجمع فلمَّا نظر أبوه إلى ذلك يئس منه فخلَّى سبيله. وقال آخر: وهذا الكلام لا يكون إلاَّ عن حال ضعيفة أو بعقب ضجرةٍ شديدةٍ لأنَّ صاحبه لم يرضَ بالتَّبرُّم من هواه حتَّى ضمَّ إلى ذلك تمنِّي انصراف الحال إلى سواه وأحسن من هذا قولاً وأجمل منه فعلاً الذي يقول: وأحسن مجنون بني عامر حيث يقول: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: كتاب الزهرة
220900
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%BA%D9%84%D8%A8%20%D8%B5%D8%A8%D8%B1%D9%87%20%D8%B8%D9%87%D8%B1%20%D8%B3%D8%B1%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الرابع والأربعون من غلب صبره ظهر سره
ذكروا أنَّ سكينة بنت الحسين ركبت في جواريها فمرَّت بعروة بن أُذينة الليثي وهو يغنِّي فقالت لجواريها: من الشَّيخ؟ قالوا: عروة فعدلت نحوه ثمَّ قالت: يا أبا التَّمام أنت تزعم أنَّك لم تعشق قطّ وأنت تقول: كلُّ مَن ترى حولي مِن جواريَّ أحرارٌ إن كان خرج هذا الكلام من قلبٍ سليمٍ قطُّ. وقال آخر: وقال أبو ذؤيب الهذلي: وقال الضحاك بن عقيل: وقال الحسين بن وهب: وأنشدني أحمد بن يحيى: وقال معاذ ليلَى: وأنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي لامرأة من خثعم: وقال أبو العتاهية: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وقال الحطيئة: وقال الأحوص: وهذا لعمري من حسن الكلام ونفيسه ألا ترى إلى إخباره عن اجتهاده في كتم ما في قلبه حتَّى صرَّح الوجد به من غير قصد له ولا اختيار منه وهذه هي الحال التامة من جهتين إحداهما أن يكون المحبُّ مؤثراً الإسرار على الإعلان والأخرى أن يكون الوجد تملَّكه ملكاً يزول معه الكتمان فيكون ضابطاً لنفسه مؤثراً لكتمان سرِّ ما دام التَّمييز معه إلى أن يغلبه من الوجد ما لا يستطيع أن يدفعه. ولقد أحسن البحتري غاية الإحسان حيث يقول: أفلا ترى إلى حسن قسمته لما خفي وما ظهر من سرِّه فأعلمك أنَّ ما به من غلبات الوجد أخرجها الشَّوق عن يده فظهرت لمن بحضرته وأنَّ ما استودعه من السَّرائر الَّتي كانت بينه وبين إلفه لم يكن ليطَّلع عليها غيره وهذا هو الَّذي أطريناه ومدحنا من فعله في الباب الماضي من وجوب ظهور الحال وحدها واستخفاء ما بعدها والعلَّة في ذلك أنَّ مكتوم الحبّ يظهره الدَّمع ومكنون ما جرى من المحبِّين لا يظهره غير النُّطق والنَّاس قادرون على حبس ألسنتهم وعاجزون عن حبس دمعهم سيَّما إذا ملكهم اشتياق أو جدَّ بهم فراقٌ. ولقد أحسن الَّذي يقول: وقال جرير: وقال العرجي: وقال يزيد بن الطثرية: وقال آخر: وقال العباس بن الأحنف: وقال آخر: وقال آخر: وقال أبو حفص الشطرنجي: ولقد أحسن ابن قنبر حيث يقول: وقال أحمد بن أبي قين: وقال النابغة: وقال البحتري: قد كثَّر النَّاس في شكاية الدَّمع وخبَّروا بأنَّه من أشدّ الأشياء دلالة على السُّرور بما امتنع بضروب من الصَّنائع إمَّا لفرط جفاف في الدِّماغ يحتمل ما ورد عليه من البخارات فلا ينحدر عنه حتَّى يكثر كثرةً غالبةً وربَّما امتنع لشدَّة الكمد حسب ما ذكرناه بديَّا وللهوى دلالات تتبيَّن في الزَّفرات واللَّون والنَّظر والإرشادات لا تكاد تفتقد وجدها ومفتقدها أيضاً يراها وإن لم يعرف لها شبيهاً عند تلاقي المتحابَّين. أنشدنا أحمد بن أبي طاهر: ولبعض أهل هذا العصر: وقال مسلم بن الوليد: ولبعض أهل هذا العصر: وقال آخر: فهذه الجهات كلّها تنمُّ الهوَى على أهله وتدلُّ مشاهدتها على موضعه وربَّما كان إفراط التَّحفُّظ دالاً على هوى التَّحفُّظ لأنَّ التَّصنُّع الشَّديد يخرج عند العادة فيوقع التّهمة بمن استعمله لقد سمعت فتًى من أهل الأدب يقول لآخر من أهل الهوى وقد أفرط في احتشامه وحاذر أن يطَّلع على شيءٍ من حاله قد والله بلغ منِّي ما أراه بك على أنَّه ما يظهر لي من حالك إلاَّ كتمانك لأمرك. ولبعض أهل هذا العصر في نحو ذلك: كتاب الزهرة
220901
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%B1%20%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%AF%20%D9%88%D9%83%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%20%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%AF
كتاب الزهرة/الباب الثالث والأربعون طريق الصبر بعيد وكتمان الحب شديد
كان يقال سرُّك أسيرك فإذا تكلَّمت به صرت أسيره وأمَّا إفشاء من يحبُّ سرَّه إلى محبوبه فقد تقدَّم القول فيه بما في بعضه بلاغٌ وأمَّا اطِّلاع سائر النَّاس على وجد المحبّ بالمحبوب فهو خطأ من وجوهٍ أوَّلها تعرُّض المحبوب لما لا يحبّ من القالات والتَّشنيعات ثمَّ تعرُّض المحبّ نفسه للسِّعاية والارتقاب له وإنَّما يوصى بهذه الوصيّة من أمر سرّه إليه فأمّا من قد أخرجت الحال زمام السّرّ من يديه فلا ذنب له ولا لوم عليه وأمّا أسرار المحبوب عند المحبّ مثل مواعيده له وزيارته إيَّاه ومساعدته له على ما يهواه وما يجري بينهما من المعاتبات بل من سرائر المخاصمات فإنَّ غالبات الوجد لا توجب إفشائه بل توجب صونه وإخفائه ولن يشيع مثل ما وصفنا إلاَّ ضعيفٌ في الحال جدّاً فكتمان هذا أبين وجوباً من أن نزيد القول فيه توكيداً وإفشاء المحبَّة وحدها إلى غير المحبوب فواجبٌ على من أطاق كتمها ألاَّ يظهرها ومن عجز فخارجٌ عن باب المنع والوجوب ومن ضاق صدره عن سرِّه فلم يلم غيره على نشره وإن كان في الحقيقة ملوماً لأنَّ للمرء أن يتطوَّع بإظهار سرِّه وعلى المستودع أن لا يظهر سرَّ مستودعه. ولبعض الأدباء في ذلك: وقال يزيد بن الطثرية: وقال آخر: وقال آخر: وقال بعض الأعراب: وقال آخر: وقال ابن الدمينة: وقال ذو الرمة: ولعَمري إنَّ هذه الحال لجميلةٌ بين أهل الصَّفاء غير أنَّها من الأعداء أحسن منها من الأولياء إذْ ليس عجيباً أن يكتم الوليُّ سرَّ وليِّه كما يعجب من كتمان العدوِّ سرَّ عدوِّه. وقد قال بعض أهل هذا العصر في هذا النحو: وقال آخر: وقال آخر: وأنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى لعمر بن أبي ربيعة: وأنشدني أحمد بن أبي طاهر: وقال آخر: وقال ابن ميادة: وقال آخر: وإنَّ البيت الثالث من هذه الأبيات ليس من الكلام الَّذي لا يقع مثله في النَّدرات ولئن كان صادقاً فيما قال إنَّه من صون إلفه لعلى حالٍ توجب له غلبة الوفاء بعهده والرِّعاية لودِّه إنَّ امرءاً يثق من وجده بأنَّ الإشاعة لذكره تدعو المستوطن الآلف إلى مفارقة الوطنين وطن روحه ووطن جسمه ثمَّ يترك ذلك ويتجشَّم مضاضة الكتمان في قلبه على الإشارة بذكر إلفه بما عساه غير مؤدٍّ إلى ضرره لشديد الإبقاء على إلفه ولمتمكِّن القدر على نفسه لأنَّ من ملكه الشّوق ملكاً صحيحاً عجز لأن لا يكون سرّه تصريحاً على أنَّ صاحبنا قد عرّض تعريضاً مليحاً بذكره لموضع إقامة قلبه إذْ هو بلا شكٍّ موضع إلفه وإنِّي لأستطرف قول نبهان العبشمي: فهو أعزَّه الله لم يرض بتسميةٍ واحدةٍ حتَّى سمَّى اثنتين سمَّى الَّتي هو مقبلٌ عليها والَّتي هو يجب الانصراف عنها ثمَّ لا يسكت مع ما جناه حتَّى يمتنَّ بأنه يكاتم هواه ليت شعري ما الَّذي بقي عليه أن يخبر به بعد وصفه لمحلِّ من يهواه من قلبه وإخباره في الشِّعر باسمه ولولا أنَّ هذا بابٌ لا يحتمل لمن ذكرت حاله فيه ما يحتمل لمن ذكر في الباب الَّذي يليه لصفحنا عن هذا وأضعافه. ولعمري لقد أحسن الَّذي يقول: وأحسن مسلم بن الوليد في قوله: وأحسن الَّذي يقول: وأحسن سوار بن المضرّب حيث يقول: وقال كثير: وقال ذو الرحل لقمان بن توبة القشيري: وقال الحسين بن الضحاك: وقال بشار بن برد: وقال آخر: وأنشدتني ستيرة العصيبية: ولبعض أهل هذا العصر: كتاب الزهرة
220902
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D9%86%D8%AD%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D8%AF%20%D9%85%D9%86%20%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%85%D8%AF
كتاب الزهرة/الباب الثاني والأربعون نحول الجسد من دلائل الكمد
أمَّا الدَّلالة على صحَّة هذا القول من جهة الطِّبِّ فهي إنَّ الحرارة المتولِّدة من الحزن تنحاز إلى القلب من سائر أعضاء البدن ثمَّ تتصاعد إلى الدِّماغ فتتولَّد بخاراتٍ رديَّةً فإن طاقتها الطَّبيعة بالقوَّة الغريزيَّة أذابت تلك البخارات الرَّديَّة فأجرتها دموعاً وربَّما أضرَّ كثرة جريانها بالمجاري فأدماها فجرى الدَّم مجرى الدَّمع وهكذا تذيب تلك القوى البخارات المتولِّدة في الدِّماغ في كمون الحرارة لما يعرض للرَّأس من حرٍّ وبردٍ فتجريه من الأنف زكاماً فتذهب غائلته ولو لم تذبه وتجره من الأنف صار كيموساً غليظاً ومادَّة منصبةً إلى بعض الأعضاء الرَّئيسية فحينئذٍ تتلف أوْ تولِّد علَّةً غليظةً فكذلك الدُّموع إن لم تطق تذويبها القوى الطَّبيعيَّة واشتغلت عنها بمدافعة ما هو أخوف على النَّفس منها صارت تلك البخارات كيموساً غليظاً فولَّد أمراً عظيماً وإمَّا أن يستقرَّ في الدماغ فيفسد ما جمع فيبطل الذّكر ويفسد الفكر ويهيج التَّخييلات المستحيلات وذلك هو الجنون بعينه وربَّما فسدت منه كرَّةً أو كرَّتين فيفسد بفسادها ما كان مستقيماً بصلاحها وشرح ذلك يطول وليس من جنس ما ابتدأناه فيجب علينا أن نشرح منه ما أجملناه وربَّما انحدر ذلك الكيموس عن الدماغ إلى القلب فهتك بعض الحجب أوْ جميعها وكان منه حينئذٍ التَّلف لا محالة والله أعلم وربَّما انحدر إلى الكبد فمنع شهوة الطَّعام والشَّراب فحينئذٍ يكون نحول الجسم وضعف القوَّة ولقد أصاب كلَّ الإصابة على الإصابة حيث يقول: لأنَّ هذا هو الَّذي قدَّمنا ذكره من أنَّ الحرارات هي المولِّدة لتلك البخارات الَّتي يحدث الدَّمع منها بإذابة الحرارة الغريزية لها وقد ذكرت الشعراء جملاً من أن فيض الدمع أروح من كمونه ولم يدلُّوا على سبب ذلك ولا أحسبهم وقفوا عليه ومن أقربهم وصفاً له الَّذي يقول: وقال بعض الأعراب: وقال عمرو بن متبعة الرقاشي: وقال آخر: وقال ذو الرمة: وقال الفرزدق: وقال ذو الرمة: وقال أيضاً: ولقد أحسن سابق اليزيدي في قوله: ولبعض أهل هذا العصر: وقال آخر: هذا البائس يعتذر من ذهاب دموعه ولو عرف علَّة ذهابها لكان محتاجاً إلى الاعتذار لو دامت من دوامها. وأحسن من هذا قول قيس بن ذريح: وقد لطف أبو تمام في هذا المعنى حيث يقول: أفلا ترى إلى إزرائه على الدَّمع وتقصيره بأهله وإخباره أنَّ من قويت حاله انقطع دمعه ونحل جسمه. ولقد أحسن الَّذي يقول: وقال محمد العلوي: وقال قيس بن الملوح: وقال البحتري: وقال ماني: وقال أيضاً: وقال أيضاً: ولقد أحسن الَّذي يقول: وقال آخر: وقال عمر بن أبي ربيعة: وأنشدني بعض الأدباء: ولبعض أهل هذا العصر: وقال مجنون بني عامر: فبين صاحب هذا الكلام وصاحب الكلام الَّذي قبله بوْنٌ بعيدٌ وتفاوتٌ شديدٌ ويزعم أنَّ تزايد الحال توجب له نفي الهزال وهذا لم يرض لنفسه بنحول اللَّحم حتَّى أضاف إليه نحول العظم. ولبعض أهل هذا العصر: وقال آخر: وقال أبو العتاهية: وقال جرير: وقال آخر: وقال آخر: وهذا مأخوذ من قول امرئ القيس: وقال الأحوص: كتاب الزهرة
220903
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%BA%D9%84%D8%A8%20%D8%B9%D8%B2%D8%A7%D9%87%20%D9%83%D8%AB%D8%B1%20%D8%A8%D9%83%D8%A7%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الحادي والأربعون من غلب عزاه كثر بكاه
أمَّا أهل هذا الباب فقد انفردوا بأمرٍ يقوم لهم ببعض العذر على أنَّ ذلك الأمر الَّذي يعذرهم هو بعينهِ يدلُّ على نقيصتهمْ فأما جهته المحمودة فهي وصف الحال بالدَّمع لا يمكن فيها من التَّصنُّع ما يمكن في الصِّفات بالألسن وأما جهته المذمومة وهي أنَّ امتناع الدَّمع من الجريان أوَّل على تظاهر ألم الأشجان لعلَّةٍ سنذكرها في الباب الثاني ولا نألو إن شاء الله أن نذكر من هذا الباب أحسن ما قيل فيه على النقص الَّذي يلحق قائليه ثمَّ نذكر الحال التَّامة في الباب الَّذي يليه. أنشدني أبو عبادة البحتري لنفسه: وقال أبو تمام الطائي: وقال آخر: وقال أحمد بن أبي طاهر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال أبو حية النميري: وقال جران العود: وقال ابن هرمة: وقال آخر: وقال ابن ميادة: وقال الطائي: وقال ابن قوفا: وقال آخر: وهذا مأخوذ من قول ذي الرمة: وقال ابن هرمة: وقال آخر: وقال أبو نواس: وقال أيضاً: وقال بعض الأعراب: وقال ابن الدمينة: وقال الركاض الزبيري: وقال البحتري: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وقال البحتري: وقال الحسين بن الضحاك: وقال آخر: وقال البحتري: وقال آخر: وقال آخر: وقال البحتري: وقال الأعشى: وقال آخر: وقال آخر: وأنشدتني مريم الأسدية: كتاب الزهرة
220904
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B3%D9%88%D9%86%20%D9%85%D8%A7%20%D9%85%D8%AF%D8%AD%20%D8%A8%D9%87%20%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A%20%D8%B5%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87%20%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%91%D9%85%20%D9%88%D9%85%D8%A7%20%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%AF%20%D9%88%D8%A3%D9%86%D8%B4%D8%AF%20%D8%A8%D9%8A%D9%86%20%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الثاني والخمسون ما مدح به أمية النبي صلى الله عليه وسلّم وما استشهد وأنشد بين يديه
حدَّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال: حدَّثنا علي بن محمد المدائني قال: حدَّثنا محمد بن عبد الله بن أخي الزهري بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن سعد بن أبي وقاص قال: قدم وفد ربيعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - فسألهم عن قس بن ساعدة الإيادي وكان نازلاً فيهم: ما فعل؟ فقالوا: هلك يا رسول الله، فقال: والله لقد رأيته يوماً بعكاظ وهو على جمل له أحمر وهو يخطب النَّاس وهو يقول: أيُّها النَّاس اجتمعوا واسمعوا واسمعوا وعوا: من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت، ما لي أرى النَّاس يذهبون فلا يرجعون، أرَضُوا بالإقامة فأقاموا، أم تركوا فناموا، إنَّ في السَّماء لخبراً، وإنَّ في الأرض لعبراً، ليل موضوع، وسقف مرفوع، وبحار لا تفور، ونجوم تمور، ثمَّ بحور، أقسم قس قسماً بالله وما أتمَّ، إنَّ لله ديناً هو أرضى من دينٍ نحن عليه، ثمَّ تكلَّم بأبيات شعر ما أدري ما هي؟ فقال أبو بكر: أنا شاهد ذلك يا نبي الله فقال: أنشدها، فأنشأ أبو بكر - رضي الله عنه - يقول: وروي أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يقول لعائشة: " يا حميراء ما فعلت أبياتك " ؟ قالت: فكنت أقول: يا رسول الله قال الشاعر: قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: نعم يا عائشة إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة قال لعبد من عبيده: " عبدي صنع إليك معروفاً فهل شكرته؟ فيقول: يا ربِّ علمت أنَّه منك فشكرت لك، فيقول: لِمَ تشكرني إذا لم تشكر من أجريتُ ذلك علي يديه " . ومع هذه الأبيات: وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلّم - أنشدته عائشة الأربعة الأبيات فقال: قال لي جبريل - عليه السلام - : من آويته خيراً فذلك فقد كافى. وروي في بعض الأخبار أن ضرار بن الأزور الأسدي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأسلم وقال: فقال رسول الله : ما غبنت صفقتك يا ضرار. وروي أن النابغة الجعدي أنشد النبي - صلى الله عليه وسلّم - : فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: إلى أين؟ قال: إلى الجنة بك يا رسول الله. قال: لا يفضض الله فاك. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلّم سمع رجلاً ينشد: فقال: ذاك أبعد من الله ورسوله والوجه في هذا والله أعلم أن افتخاره بأنَّه لا من ربيعة ولا من مضر هو الَّذي أوجب له الذّمّ والتّباعد من الله عز وجل ورسوله عليه السلام لا أن كونه من حمير موجب لذلك. والَّذي يروى أن النبي صلى الله عليه وسلّم أنشده واستنشده أكثر من ذاك. وقد روي عن ابن الشريد عن أبيه قال: استنشدني النبي صلى الله عليه وسلّم فأنشدته مائة قافية لامية فقال: إن كان ليسلم ماذا كان قد أنشد النبي صلى الله عليه وسلّم من شعر رجل واحد مقدار ما حددناه نحن للباب فكيف يتهيء لنا استيعاب ما استنشده وما مدح به في باب غير أن الاستقصاء أصلح من طلب الغاية بالتطويل والإكثار ونحن الآن نذكر طرفاً ممَّا مدح به رسول الله صلى الله عليه وسلّم وما رثي به بعد وفاته. وقال أبو بكر الصديق رحمة الله عليه يرثي رسول الله صلى الله عليه: وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرثيه: وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرثيه: وقال علي بن أبي طالب عليه السلام: وقالت صفية بنت عبد المطلب ترثيه عليه السلام: وقالت صفية: وقال أبو سفيان بن الحارث: وقال كعب بن مالك: وقال عمرو بن سالم الخزاعي: وقال الزبرقان بن بدر: وقال حسان بن ثابت: وقال أمية يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهي أبيات اخترناها، وقد ذكرنا بعض القصيدة في الباب الماضي وإنّما أردنا هذه الأبيات من هذا الباب لندل على جهل من حكينا قوله في الباب الَّذي قبله: وقال حسان بن ثابت: وهذا لعمري من أحسن الكلام لفظاً وأصحَّه معنى ولا أعرفُ بعده في الأنصاف غاية، ولا أقلَّ منه في الاختصار نهاية. ومن أشبه شيء به قصة عبد الله ابن رواحه حين تظلّمت اليهود من خرصه عليهم بخيبر فقال: إن شئتم أخذتموه بخرصي، وأعطيتموني ما يجب، وإن شئتم أخذتموه بما خرصته وقاسمتكم فأعطيتكم حقكم منه على ذلك. فقالت اليهود: هذا والله الحق، بهذا قامت السَّموات. وهذا المعنى الَّذي اختاره حسان رحمه الله في مدح النبيّ صلى الله عليه وسلّم وهو الاختيار في مثله، لأن من استعار وصفه بغاية ما يستحقه، والاقتصار من مدحه على ما لا يتهيأ للخصم دفعه أولى من غيره، وبما عسى أن يمدح النبيّ صلى الله عليه فيكون مستوعباً لفضله، ومقارناً لوضعه. وكل ما مدح فإنما يجري إلى منتهى عمله. وفضله صلى الله عليه، يُحلّ عن أن تدركه الخواطر والأفكار ويكبر عن أن تحيط بجمعه الروايات والأخبار صلى الله عليه وعلى أصحابه وآله المنتجبين صلاة تُبلّغه رضاه، وتتجاوز به إلى أن يقصر عنه مناه. وعليه وعليهم السلام ورحمة الله. كتاب الزهرة
220905
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B3%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%87%20%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A7%D8%A4%D9%87%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AA%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D8%AC%D9%84%20%D8%B4%D8%A3%D9%86%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الحادي والخمسون ذكر ما قاله أمية ونظراؤه في تعظيم الله جل شأنه
وقال أمية بن أبي الصلت: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال زهير بن أبي سُلمى: وقال عدي بن زيد: وقال لبيد بن ربيعة: حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدَّثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا شعبة بن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه: إن أصدق بيت قاله الشاعر: ألا كلُّ شيءٍ ما خَلا الله باطلُ وقال ابن أبي عيينة: وقال آخر: وقال أبو العتاهية: وإن هذا لمن أحسن كلام قيل في باب التخويف بلاغة في الوعظ وسلامة في اللفظ. وقد قال أبو نواس في باب الأطماع فقارب في هذا المعنى في الجودة وإنْ كان في الحقيقة ضدّه وهو قوله: ولقد أحسن الذي يقول: ومن أحسن ما أعرف في هذا المعنى قول محمود الوراق: فأمَّا ما ذكرناه في هذا الباب من الأشعار الإسلامية فلا حاجة بنا إلى الاحتجاج به، ولا إلى الاعتذار منه. وأمَّا ما حكيناه من الأشعار الجاهلية ففيها لعمري عبرة لمن اعتبر، وعظة لمن تذكَّر وتدبَّر. ولأميَّة بن أبي الصلت خاصة ليس لغيره من الشعراء عامة، وإن في تبيّنه الله عزّ وجلّ ما نبّهه عليه وتعريفه إيَّاه ما عرفه من عظمته، ودلَّه عليه من قدرته، ثمَّ في خذلانه له عن الانقياد إلى طاعته، والرجوع إلى شريعته، لدليلاً بيناً على أنَّه ليس لمخلوق مع الخالق أمر ولا اختيار، جلَّ الله عمَّا يقول الملحدون إن في شعر أمية طعناً على الدين من قِبل أنَّه مواطن لبعض ما في القرآن، وموافق لكثير ممَّا في شريعة الإسلام. قالوا: فهذا يدلّ على أن القرآن منه أجدر. ومن معانيه استخرج الله عز وجل تعالى عن قولهم علواً كبيراً. ولو ساعدهم التوفيق على فهم ما اعتقدوه، بل لو صَدَفهم الحياء عن قبح ما انتحلوه، ولاستحيَوا عن ذكر ما ذكر أمية بن أبي الصلت، وإن كان جاهلياً فقد أدرك الإسلام، ومدح النبي - صلى الله عليه - وذلك موجود في شعره، ومفهوم عند أهل الخبرة به. وكيف يتوهم لبيب أوْ يستخبر لبيب أن يهجر عليه عقله أو يحمل نفسه بدعوى ما يتهيأ تكذيبه فيه بأهون السعي من مخالفته، أم كيف يظن بالنبي - صلى الله عليه - أنَّه يأخذ المعاني من أمية وأمية يشهدُ بتصديقه، ويقرُّ بكتابه، ويعزل نفسه عن التأخر بالدخول في ملته، وذلك موجود فيما ذكرناه من شعره وما لم نذكره. وسنذكر بعض ما مدح به أمية النبي - صلى الله عليه - في بابه إن شاء الله ولا قوَّة إلاَّ بالله. كتاب الزهرة
220906
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B3%D9%88%D9%86%20%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%B9%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9%20%D8%A3%D8%AC%D9%84%20%D9%85%D9%86%20%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D9%87%20%D9%88%D9%82%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9
كتاب الزهرة/الباب الخمسون قليل الوفاء بعد الوفاة أجل من كثيره وقت الحياة
الوفاء اسم للثَّبات على الشَّرائط فكلُّ من عقد على نفسه أو عقد عليه غيره ممَّن يلزمه عقده شيئاً فثبت عليه ولم يزل عنه سمِّي موفياً وكلُّ من شرط على نفسه شرطاً وزال عنه للزَّوال سمِّي غادراً وليس يسمَّى موفياً من فعل فعلاً جميلاً لم يشرط على نفسه فعله ولا شرطه عليه من يلزمه شرطه ولا يسمّى غادراً من فعل فعلاً قبيحاً لم يجب عليه تركه ولا شرط عليه من يحبُّ شرطه فالمحبوب يكون موفياً لمحبِّه ويكون غادراً بعهده والمحبّ لا يكون موفياً ولا غادراً لأنَّ محبَّته قائدةٌ له إلى محابّ إلفه فيما يصلح الانقياد إلى مثله فهو يأتي طاعته بطبعه لا وفاءً بشرط لزمه وكلّ من لم يصلح أن يسمَّى موفياً لم يصلح أن يسمَّى غادراً وإنَّما يصلح أن يكون المحبوب موفياً وغادراً لأنه يأتي ما يأتيه مختاراً ويشرط لإلفه الشَّرائط على نفسه فيفعل ما ضمن أو يتركه فيكون موفياً أو غادراً بفعله أو تركه وهذا الَّذي ذكرناه من أنَّ المحبّ لا يكون موفياً ولا غادراً إنَّما هو ما دامت محبَّته قائمة فأمَّا إذا زالت المحبَّة بسلوٍّ عارض أو بوفاة المحبوب فالمحبّ حينئذ يكون موفياً غادراً. قالت امرأة من عامر بن صبعة: ويروى عن هذه المرأة أنَّها زارت قبر زوجها وعليها حليٌّ وثيابٌ مصبَّغة فالتزمت القبر ثمَّ أنشأت تقول: فبينما هي ملتزمة القبر إذ شهقت شهقةً فماتت وليس موت هذه المرأة بعد وفاة زوجها بمدَّة نقضاً لما قدَّمنا ذكره في الباب الَّذي ذكرنا فيه أنَّ من يئس ممَّن يهواه فلم يلتفت من وقته سلاه لما قدَّمنا في ذلك من البرهان وأرينا فيه من الأمثال ونحن نقول الآن من فجأه الحزن دفعة واحدة من غير مقدّمة حتَّى يمضي عليه مدَّة خوف جوًى ولا حذارٍ طبيعي لم يستنكر منه أن يزول تمييزه فلا يفهم ما نزل به حتَّى تمضي عليه مدة متطاولة فربَّما انحلَّت سكرته إلى إفاقة سلوٍّ مريح وربَّما انحلَّت بوقوع تلف صحيح وعلى أنَّ الضَّنين المشفق العالم بنوب الزَّمان والمستعدّ لخطوب الأيَّام قد يلحقه بمفاجأة المكروه ما يزيل تمييزه ويبطل تدبيره وينسيه ما كان ذاكراً له ولمعترفاته وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناله من وفاة النبي صلى الله عليه وسلّم ما لا خفاء به على الخاصَّة ولا على كثير من العامَّة من انتضائه سيفه وقوله إنَّ رسول الله لا يموت وليقومنَّ فليقطّعنَّ أيدي رجالٍ وأرجلهم حتَّى قال له أبو بكر الصديق رضي الله عنه إن الله جلَّ وعزَّ يقول )إنَّك ميتٌ وإنَّهم ميّتون( قال عمر رضي الله عنه فكأنِّي لم أسمعه إلاَّ يومئذ ويروى عن إبان تغلب أنه قال بينا أنا في بعض الفلوات في طلب ذود ضالَّة إذ بصرت بجارية أعشَى إشراق وجهها بصري فقالت لي مالي أراك مدلَّهاً قلت في طلب ذودٍ لي ضالَّة قالت هل أدلّك على من يعلم علمهنَّ فإن شاء ردَّهنَّ عليك فقلت نعم بأبي أنتِ مسرعاً قالت إنَّ الَّذي أعطاكهنَّ هو الَّذي أخذهنَّ فاسأله من طريق اليقين لا من طريق الاختيار فلمَّا رأيت حسن منظرها وحلاوة منطقها قلت هل لك من زوجٍ؟ قالت كان فدُعيَ فعاد إلى ما منه خُلق فأجاب فقلت فهل لك من زوجٍ لا تُخشى بوائقه ولا تذمُّ خلائقه؟ فأطرقت مليّاً وعيناها تهملان بالدُّموع ثمَّ أنشأت تقول: ويروى عن الأصمعي أنه قال دخلت فإذا أنا بامرأة تنوح على قبر وهي مسفرة فلمَّا رأتني غطَّت وجهها ثمَّ كشفته فقالت: وقال آخر: وقالت ليلَى الأخيلية ترثي توبة بن الحمير: وذكروا أنَّها دخلت على الحجاج بن يوسف يوماً فقال لها بلغني أنَّكِ مررتِ على قبر توبة فعدلت عنه فوالله ما وفيتِ له ولو كان مكانك ما عدل عن قبركِ فقلت أصلح الله الأمير إنَّ لي عذراً قال وما هو قالت إنِّي سمعته يقول: وكان معي نسوة قد سمعن قوله فكرهت أن أمرَّ بهنَّ على قبره فلا يكون ما قال فأكون قد كذَّبته فاستحسن الحجَّاج ذلك منها وأمر بقضاء حوائجها. وقال آخر: وقال البحتري وقال أيضاً وقال جرير: وقال أبو نواس: وقال آخر: وقال أشجع: وأنشدني أحمد بن طاهر قال: أنشدنا أبو تمام لنفسه: وأنشدني أبو طاهر الدمشقي للحسين بن وهب: وقال علي بن محمد العلوي: وقال محمد بن مناذر يرثي صاحبه عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي: ولبعض أهل هذا العصر: وبلغني أنَّ جميلاً لمَّا حضرته الوفاة قال: من يأخذ ناقتي هذه وما عليها ويأتي ماء بني فلان فينشد عنده هذين البيتين؟ فقال له بعض من حضره: أنا، فأنشده: فلمَّا قضى حياته أتى الرَّجل الماء الَّذي وُصف له فأنشد البيتين عنده فخرجت بُثينة ناشرةً شعرها شاقَّةً جيبها لاطمةً وجهها وهي تقول: يا أيُّها النَّاعي بفيكَ الحجرُ أمَا واللهِ لئنْ كذَبْتني لقد فضحتني ولئن كنتَ صدقتَني لقد قتلتني ثمَّ أنشأت تقول: ويقال أنَّها لم تقل شعراً غيره وذكروا أنَّ عروة بن حزام لمَّا انصرف من عند عفراء ابنة عقال فتوفِّي وجداً بها وصبابةً إليها مرَّ به ركبٌ فعرفوه فلمَّا انتهوا إلى منزل عفراء صاح صائح منهم: ففهمت صوته ففزعت وأشرفت فقالت: فأجابها رجل من القوم: فقالت لهم: ثمَّ سألتهم أين دفنوه فأخبروها فسارت إلى قبره فلمَّا قاربته قالت: أنزلوني فإنِّي أُريد قضاء حاجةٍ فأنزلوها فانسلَّت إلى القبر فانكبَّت عليه فما راعهم إلاَّ صوتها فلمَّا سمعوه بادروا إليها فإذا هي ممدودة علَى القبر قد خرجت نفسُها فدفنوها إلى جنبه. تمَّ القول ولله الحمد والمنَّة والصَّلاة علَى رسول الله. قد وفَّينا بحمد الله من التَّشبيب بكل ما ضمنَّاه على حسن الترتيب الَّذي قدَّمناه فأفردنا له خمسين باباً ووفَّينا كلّ باب مائة بيت مع ما دخل فيها من توابع الأبيات وشواهد الاحتجاجات ولو لم يدخل في الباب من الشعر إلاَّ ما يواطئ ترجمته مفرداً من كل ما يتصل به لجاء أكثر الأشعار متبتِّراً ولبقي عامَّة الكلام مستوحشاً لأنَّ البيت يقتضي الأبيات والكلام يطلب الاحتجاجات وليس حسناً أن يُذكر البيت لمعنًى فيه يشاكل الباب وتُفرد سائر معانيه المتعلّقة بالبيت الَّذي يليه ممَّا ينتظم معها وينبّه على صحَّتها وحسنها على أنَّه لو لزمنا أن لا نضمّن الباب إلاَّ ما يطابق لفظه مفرداً ممَّا يقتضيه ويتَّصل به ألزمنا تفصيل المصراع من المصراع الَّذي لا يشاكله حتَّى لا يكون في البيت كلمةٌ تقتضي معنًى ليس الباب موجباً له لأنَّ في أشعار بلغاء العرب الَّذي يتضمَّن أوَّله معنًى ويتضمَّن آخره غيره إذ البلاغة الصحيحة والمخاطبة الفصيحة في جمع المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة وربَّما تضمَّن المصراع المتأخِّر ضدَّ ما يتضمنَّه المصراع المتقدّم ولو فعلنا ذلك لخرج كتابنا عن حدّ العلوم المستعملة والآداب المستحسنة إلى حدّ الجهالات المطربة والنوادر المضحكة ولخرجت الأبيات لتقطّع نظامها وبتر كلامها عن باب الأشعار فإذا كان الاختيار والاضطرار معاً يمنعان من أن لا ندخل في باب إلاَّ ما توجبه ترجمته المتقدّمة له إذاً فلا بدَّ من إدخال البيت مع البيت يزاوجه ومع الاحتجاج يطابقه وإن كان ممَّا لو أُفرد في نفسه لكان البيت غنيّاً عن ذكره والَّذي منعني أن أجعل أبيات كلّ باب مائة كاملة في خاصّية معناه سوى ما يتَّصل به ممَّا يدخل في معنى سواه شيئان أحدهما أنِّي لو فعلت ذلك لم أضبطه إلاَّ بتحليل المقطوعات بل بانتخاب كلّ واحد من الأبيات وفي ذلك ما قدَّمنا ذكره من تهجين الكتاب وتقبيح الأبواب والآخر أنَّ الأبواب حينئذٍ كانت تكون بغير عددٍ محصورٍ ولا حدّ مقصور وإنَّما عمدنا أن يكون الكتاب مائة باب بمائة بيت فيشتمل طرفاه على عشرة آلاف بيت وللمحافظة على ذلك والمراعاة لتمام الشَّرط فيه أعدت فيما ذكرته من سرقات الشعراء خمسة أبيات فقد مرَّت في أبواب الغزل تكون قصاصاً من الخمسة الأبيات الَّتي في الرسالة المقدَّمة في صدر الكتاب فنحن لأن لا يخرج العدد عن حدّ ما قصدناه أعدنا أبياتاً قصاصاً عن الأبيات ليست محسوبة في باب وإنَّما هي متمثَّل بها في عروض الخطاب فلو سامحنا في أن تكون الاحتجاجات والأبيات المتعلّقات بما يشاكل الباب من الأبيات غير داخلات في العدد لاستحالت التَّسوية بين الأبواب ولفسد ترتيب الكتاب. ونحن الآن إن شاء الله وقد أتينا على الخمسين الماضية من الأبواب مبتدئون في الخمسين الباقية من الكتاب فأوَّل ما نشرع فيه من ذلك ما قيل في تعظيم أمر الله عزَّ وجلَّ والتَّنبيه على قدرته والدلالة على آلائه والتَّحذير من سطوته ثمَّ تعقب ذلك ما قيل في رسوله صلى الله عليه وسلّم ثمَّ نتبع ذلك ما قيل في المختارين من أهل بيته رحمة الله عليهم وصلواته ثمَّ ننسِّق إلى آخرها على أحقّ التَّرتيب بها حسب ما تبلغه أفهامنا ويومي إليه اختيارنا وإنَّما قدَّمت أبواب الغزل منها دِيناً ودنيا وممَّا هو أدعى إلى مصالح النَّفس وأدخل في باب التَّقوى لأن مذهب الشُّعراء أن تجعل التَّشبيب في صدر كلامها مقدّمة لما تحاوله في خطابها حتَّى أنَّ الشِّعر الَّذي لا تشبيب له ليلقَّب بالحصا وتسمَّى القصيدة منه البتراء وإنَّ قائلها ليخرج عند أهل العلم بالأشعار عند عمل يدخل فيه الموصوفون بالاقتدار والمنسوبون إلى حسن الاختيار فأحببت أن لا أخرج في تأليف الشِّعر عن مذهب الشُّعراء دليلاً عمَّا ضمنت من رعاية حقوق المشاكلة ولم يصلح إذا انقضى ذكر التَّشبيب بالغزل أن أُقدم على أمر الله عزَّ وجلَّ أمراً ولا أرسم بين يديَّ الأشعار الدَّالَّة على عظمته شِعراً ولم أجد أحداً من الشُّعراء اتَّسع في هذا النَّحو اتّساع أُميَّة بن أبي الصَّلت على أنَّه لم يسلم فيعظم الإسلام في قلبه ما لا تعظمه إقامته على كفره وأشعار أهل الجاهليَّة في هذا المعنى وما كان شكله أولى أن يقدَّم من أشعار الإسلاميين لا لسبقهم في الزَّمان ولا لتقدُّمهم في الأسنان ولكن لأنَّ إقرار الخصم بدعوى خصمه أقطع للجدل من ادِّعاء المرء حقّاً لنفسه وإن أقام البيّنة بصحّة قوله ونحن نقدِّم إن شاء الله ولا قوَّة إلاَّ بالله ما نختاره من شعر أُميَّة وأصحابه والدَّاخلين معه في بابه وإن لم يبلغوه فقد رموا غرضه فقاربوه. يتلوه الباب الحادي والخمسون ذكر ما قاله أُميَّة ونظراؤه في تعظيم أمر الله جلَّ ثناؤه والحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة على رسوله محمَّدٍ وآله أجمعين. بلغ هذا الكتاب المبارك تصحيحاً ومقابلةً مع نسخة أصله على حسب الجهد والطَّاقة فصحَّ ووافق في ذي قعدة سنة ثمان عشرة وسبع مائة من الهجرة النَّبويَّة. كُتب مقابلةً مع المملوك محمد بن أبي المقاتل أحمد بن فهد بن أبي الفداء إسماعيل بن إبراهيم الحمى أيَّده الله تعالى. كتاب الزهرة
220907
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D9%84%D8%A7%20%D9%8A%D8%B9%D8%B1%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D9%8A%D9%85%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF%20%D8%A5%D9%84%D8%A7%20%D8%B9%D9%86%D8%AF%20%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%82%20%D8%A3%D9%88%20%D8%B5%D8%AF
كتاب الزهرة/الباب التاسع والأربعون لا يعرف المقيم على العهد إلا عند فراق أو صد
من شأن من كان مجاوراً لأحبَّائه وسامحته الأيَّام ببلوغ محابّه أن يصرف خواطره إليهم وان لا يؤثر صحبة أحد غيرهم عليهم بل الجاري من عادة أهل الأدب إذا أقبل عليهم يستثقلون أن يظهروا له المودَّة بل يعتقدونها في الحقيقة فإذا كانت هذه حال أهل الأدب مع من يعاشرهم من غير الأحباب كان أحبابهم أحرى أن يغلبوا على قلوبهم وإنَّما يبين الصَّادق في هواه إذا فارقه أو صدَّ عنه من يهواه فأقام حينئذ عليه ولم ينتقل إلى ما سواه. أنشدني أحمد بن يحيى النحوي لعمر بن أبي ربيعة: ولقد أحسن ذو الرمة حيث يقول: وقال أيضاً وقال أيضاً وقال أيضاً وقال أيضاً وقال هدبة بن خشرم: وقال آخر: وقال العرجي: وقال الحسين بن الضحاك: وقال الحسحاس الأسدي: وقال تأبَّط شرَّا: وقال أبو ذؤيب الهذلي: وقال زهير: وقال جميل بن معمر: وقال عروة بن حزام: وقال آخر: وقال البحتري وقال الضحاك بن عقيل: وقال الهذلي: وقال ابن الدمينة: أما هذا فقد أحسن في البيت الأول وبرد في البيت الثاني إذ جعل علَّته في الوفاء لها حذار قِلاها وصرمها وعلى أنه لم يرض أيضاً بذلك حتَّى جعل مداومته عليها متَّصلة بمداومتها عليه لا غير وهذه حال مفرطة الخساسة متناهية القباحة. ولبعض أهل هذا العصر: وقال آخر: وقال معاذ ليلَى: وقال المؤمّل: وقال البحتري وقال أيضاً وقال مجنون بني عامر: وقال نصيب: وقال آخر: كتاب الزهرة
220908
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D9%8A%D8%A6%D8%B3%20%D9%85%D9%85%D9%86%20%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%A7%D9%87%20%D9%81%D9%84%D9%85%20%D9%8A%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%AA%20%D9%85%D9%86%20%D9%88%D9%82%D8%AA%D9%87%20%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الثامن والأربعون من يئس ممن يهواه فلم يلتفت من وقته سلاه
العلَّة في ذلك أنَّ اليأس هو مفارقة النَّفس للرَّجاء الَّتي كانت تعتاض به من حال الصّفات وتتماسك بمسامرته من سطوة الفراق الَّذي مُنيت بمشاهدته فأوَّل روعات اليأس تلقى القلب وهو غير مستعد لمقاومتها ولا مُصاب بمشاهدتها فتجرحه دفعةً واحدةً عادةً إلى غير عادةٍ والرَّوعة الثانية ترد على القلب وقد ذلَّلته لها الرَّوعة الأوَّلة فللثانية ألم المعاودة وليس لها ألمٌ وفقد العادة والرَّوعة الأوَّلة فيها مشاهدة المكروه ومفارقة ما تعوَّدت من المحبوب فإن هي لم تُتلف وفيها مكروهان لم تتلف الثانية وليس فيها إلاَّ أحدهما وكذلك كلّ روعةٍ يجلبها الفكر والتَّذكُّر هي أهون من الَّتي قبلها لأن المتقدّمة قدِ انذرت بها ووطَّأت المواضع لها حتَّى ينحلَّ ذلك أجمع من النَّفس حالاً بعد حالٍ لأنَّ دوام الرَّوعات إنَّما يكون بتنازع المخاوف والآمال فإذا وقع اليأس زال الخوف بوقوع المخوِّف وانقطع الأمل بذهاب المأمول. ولعمري لقد أحسن البحتري حيث يقول: وقال امرؤ القيس: أنشدني أحمد بن يحيى لأم الضحاك المحاربية: وقال آخر: وقال كثيّر: وقال علي بن محمد العلوي: وقال البحتري وقال أيضاً ولبعض أهل هذا العصر: وله أيضاً: وقال البحتري وقال أيضاً وقال الأحوص: وقال آخر: وقال بشار بن برد: وقال ذو الرمة: وقال مجنون بني عامر: وقال آخر: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وقال آخر: وهذا من أحسن ما مرَّ ويمرُّ لأنه قد جمع لفظاً لطيفاً ومعنًى مليحاً هذا البائس قد علم أنَّ اليأس لا يكون معه هوًى لأحدٍ من النَّاس فأظهر التَّعجُّب منه لأنه خارج عن عادته ووجد في قلبه بقايا من الحزن لألم الفراق وليس هو هوًى قائمٌ ولكنَّه تأثير الاحتراق يزول حالاً بعد حالٍ إذ لم يدركه غليل الإشفاق ولم تحرّكه غلبات الاشتياق فظنَّ لشدَّة مضاضته أنَّ الهوى بعدُ مقيمٌ في قلبه. وقال آخر: وأنشدني أحمد بن يحيى عن زيد بن بكَّار لرجل من بني أسد: ولبعض أهل هذا العصر: وقال العتبي: وقال ذو الرمة: وأنشدني أبو طاهر الدمشقي لبعض الأعراب: فهؤلاء الذين ذكروا أشعارهم قد سلوا على أوَّل روعات اليأس فمنهم من تشاغل بإظهار الحنين تجمّلاً للنَّاس ومنهم من صرَّح بالسّلوِّ عن نفسه ومنهم من اشتغل بمعالجة ما بقي من الهوَى في قلبه ونحن الآن نذكر طرفاً من أخبار من تمكَّنت الرَّوعة الأولى من نفسه وتظاهر سلطانه على قلبه فبلغ إلى ما لا يمكن منه تلافٍ ولا ينفع فيه استعطاف حدَّثني أبو طاهر الدمشقي قال حدثنا حامد بن يحيى النَّجليّ قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن رجل من مُزينة يقال له ابن عاصم عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في سريَّة وقال إن رأيتم مسجداً أو سمعتم مؤذّناً فلا تقتلوا أحداً وإنَّا قد لقينا قوماً فأسرناهم ورأى نسوة وهو في ذمَّته فدنا إلى هؤلاء أفض إليهنَّ فدنَا إلى امرأة منهنَّ فقال أسلمي حُبيش قبل نفاذ العيش. قال فقالت وأنت فحييت عشراً وتسعاً وترَا وثمانياً تترَا قال ثمَّ قدَّمناه فضربنا عنقه فنزلت إليه امرأة تخصُّه فأكبَّت عليه فما زالت تحنُّ عليه حتَّى ماتت وقال الجاحظ ذُكرت لأمير المؤمنين المتوكّل لتأديب بعض ولده فلمَّا رآني استشبع منظري فأمر لي بعشرة آلاف وصرفني فخرجت من عنده فلقيت محمَّد بن إبراهيم وهو يريد الانحدار إلى مدينة السَّلام فعرض عليَّ الخروج معه وقرَّب حرَّاقته ونصب ستارته وأمر بالغناء فاندفعتْ عوَّادة له فغنَّت: ثمَّ سكتت وأمر طُنبوريَّة فغنَّت: فقالت لها العوَّادة فيصنعون ماذا؟ قالت ويصنعون هكذا وضربت بيدها إلى السّتارة فهتكتها وبرزت كأنَّها فلقة قمر فزجَّت نفسها إلى الماء قال وعلى رأس محمَّد غلام يضاهيها في الجَمال وبيده مِذبَّة فلمَّا رأَى ما صنعت ألقى المذبَّة من يده وأتى الموضع فنظر إليها وهي تمرُّ بين الماء فأنشأ يقول: وزجَّ بنفسه في أثرها فأدار الملاَّح الحرَّاقة فإذا بهما معتنقان ثمَّ غاصا فلم يُريا فهال ذلك محمداً واستفظعه وقال لي أبا عمرو ولتحدّثني بحديث يُسليني عن فعل هذين وإلا ألحقتك بهما قال فحضرني خبر سليمان بن عبد الملك وقد قعد للمظالم وعُرضت عليه القصص فمرَّت به قصَّة فيها إن رأى أمير المؤمنين أعزَّه الله أن يُخرج إليَّ جاريته فلانة حتَّى تغنِّيني ثلاثة أصوات فعل فاغتاظ سليمان وأمر من يخرج إليه فيأتيه برأسه واسترجع وأتبع الرسول برسول آخر يأمره أن يدخل إليه فلمّا وقف بين يديه قال له ما الَّذي حملك على ما صنعت؟ قال الثّقة بحملك والاتّكال على عفوك فأمره بالقعود حتَّى إذا لم يبق من بني أُميَّة أحد إلاَّ خرج فأمر فأُخرجت الجارية ومعها عودها ثمَّ قال قل لها غنِّي فقال لها الفتى غنِّي: فغنَّته فقال له سليمان قل قال تأمر لي برطل فشربه ثمَّ قال له قل قال غنِّي: فغنَّته فقال له سليمان قل قال تأمر لي برطل فأُتي برطل فشربه ثمَّ قال له قل قال غنِّي: فغنَّته فقال له قل قال تأمر لي برطل فأُتي برطل فما استتمَّ شربه حتَّى وثب فصعد على قبَّة لسليمان فرمى بنفسه على دماغه فقال سليمان إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون أتراه الأحمق الجاهل ظنَّ أنِّي أُخرج الجارية إليه وأردُّها إلى ملكي يا غلمان خذوا بيدها فانطلقوا بها إلى أهله إن كان له أهل وإلا فبيعوها وتصدَّقوا عنه فلمَّا انطلقوا بها نظرت إلى حفرة في دار سليمان قد أُعدَّت للمطر فجذبت نفسها من أيديهم وأنشأت تقول: وزجَّت بنفسها على دماغها فماتت فسُري عن محمَّد وأحسن صلتي وذكر لنا أنَّ محمَّداً بن حميد الطُّوسي كان جالساً مع ندمانه يوماً فغنَّت جارية له وراء السِّتارة: قال وعلى رأس محمَّد غلام بيده قدح يسقيه فرمى بالقدح من يده وقال تصنعين هكذا ورمى بنفسه من الدَّار إلى الدِّجلة فهتكت الجارية السِّتارة ثمَّ رمت بنفسها على أثره فنزل الغاصة خلفها فلم يجدوا واحداً منهما فقطع محمَّد الشُّرب وقام من مجلسه وأخبار هذا الباب أكثر من أن يتضمَّنها مثل هذا الكتاب غير أنَّا اقتصرنا منها على ما يكون معه مضربين عنها ولا مكترثين بها ولقد كادت شهرتها له لتمنعنا عن ذكرها غير أنَّها كانت شاهداً لما قدَّمناه وأحببنا أن يؤيّد بذكرها على ما شرطناه. كتاب الزهرة
220909
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%B4%D8%A7%D8%A8%D8%AA%20%D8%B0%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%A8%D9%87%20%D8%AC%D9%81%D8%A7%D9%87%20%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D8%A6%D8%A8%D9%87
كتاب الزهرة/الباب السابع والأربعون من شابت ذوائبه جفاه حبائبه
بلغني عن بعض الأكاسرة أنه قال كنت أظن أني إذا شبت زهدت في النساء فلم أزل مغموماً بذلك ولم أدر أنِّي إذا شبت كنت أنا فيهنَّ اشدّ زهداً ولعمري إن من قرب من آخر عمره لجدير أن يصرف همَّته إلى ما يعيد عليه نفعاً في آخرته ويتشاغل بأحكام الدَّار الَّتي يصير إليها عن أسباب الدَّار الَّتي ينتقل عنها فإن لم يقع ذلك له اختياراً وقع أكثره به اضطراراً. أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي: وقال آخر: وأنشدني البحتري لنفسه: وقال علي بن العباس الرومي: وقال ابن حازم: وقال جميل بن معمر: وهذا تعريض مليح بل هو تعبير لها صريح لأنه قد ذكر أنَّهما كانا قرينين ومحالٌ أن يكبر واحد ويصغر واحد فهو قد عيَّرها كما عيَّرته وقد يحتمل أن يكون لم يردْ تعييرها وإنما أراد أنَّ السبب الَّذي ظهر له ليس من كبره وإنما هو لأهوال ما يمرُّ به وأحسن من قوله لفظاً وأوضح معنًى. قول البحتري: وقال محمد بن أبي حازم: وقال أشجع: وقال أبو الشيص: وقال الحسين بن الضحاك: وقال أبو تمام: وقال أيضاً وقال إبراهيم بن هرمة: وقال أيضاً وقال أيضاً وهذا لعمري مِن حسن الكلام وفصيحه ومن أحسن ما أعرف في التجلُّد علَى الشيب قول محمد بن عبد الملك: ولبعض أهل هذا العصر: وقال علي بن العباس الرومي: وقال البحتري وقال أيضاً وقال أبو الشيص: وقال الطائي: وقال البحتري وقال عمر بن أبي ربيعة: وقال منصور النمري: كتاب الزهرة
220910
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D9%82%D8%AF%D9%85%20%D9%87%D9%88%D8%A7%D9%87%20%D9%82%D9%88%D9%8A%20%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%87
كتاب الزهرة/الباب السادس والأربعون من قدم هواه قوي أساه
من كان أوَّل ما وقع به من أسباب المحبة استحساناً ثمَّ ينمي على الترتيب الذي وصفناه حالاً فحالاً حتَّى ينتهي إلى بعض الأحوال الصِّعاب التي ذكرناها كان زوالها إن زال بطيئاً ومن عشق بأوَّل النَّظر سلا مع أوَّل الظَّفر فإن لم يظفر بمن يهواه سلا إذا تعذَّر عليه ما يتمنَّاه فإذا وقع الهوى بأوَّل نظر ثمَّ ارتقى صاحبه ارتقاءً بغير ترتيب حتَّى صار مدلَّهاً بمن يهواه قبل أن تطول معاشرته كان بقاء ذلك الهوى يسيراً وهكذا كل شيءٍ في العالم إن اعتبرته وجدت ما ارتقى إلى هذه الغاية القصوى بغير ترتيب انحطَّ انحطاطاً طويلاً ولعمري لقد أحسن الذي يقول: وقال الحسين بن وهب في هذا المعنى فأحسن: وقال آخر: وقال آخر: وقال كثير: وقال بعض الأعراب: وقال أبو تمام: وقال مجنون بني عامر: وقال كثير: وقال جميل: وقال آخر: وقال آخر: وقال مجنون بني عامر: وقال مسلم بن الوليد: وقال البحتري: وقال آخر: وقال عروة بن حزام: وقال أيضاً وقال آخر: وقال ابن هرمة: وقال آخر: وقال هدبة بن خشرم: وأنشدنا أحمد بن يحيى لذي الرمة: وأخبرنا أبو العباس عليّ ابن الأعرابي أنَّ ميَّة قالت اللَّهمَّ لا تقضِ بينهما. وقال بشار: فهؤلاء البائسون قد صيروا على أحبَّتهم إمَّا طائعين وإمَّا كارهين فإن كانوا طائعين فهو أحمدُ ممَّن يتلاعب وينتقل في كل ساعة عن إلفه إلى سواه وإن كانوا كارهين فإنَّ السبب الَّذي اضطرهم إلى المقام على ما يؤلمهم ويمنعهم عن الانتقال إلى ما يختارونه لو لم يكن سبباً أملك بهم منهم ما عليهم فهم على كل الجهات أتمُّ في الحال ممَّن جعل هواه ضرباً من الإشغال ينفرد له إذا نشط ويتركه إذا كسل كالذين قدَّمنا وصفهم في صدر هذا الكتاب من أنَّهم لم يرتقوا في المحبَّة على من انتهى بل صعدوا بأول نظرة إلى ذروتها فكما كان ارتقاؤهم سريعاً كان انحطاطهم قريباً. فمنهم الوليد بن عبيد الطائي حيث يقول: وله أيضاً: ولأبي نواس في نحو ذلك: وأنشدنا أحمد بن أبي طاهر لإبراهيم بن العباس في نحو ذلك: وقال جرير: والأصل البين في ذلك قول عمر بن أبي ربيعة: ولغيره في مثله: فأخلِقْ بمن يسقمهُ أوَّل داءٍ أنْ يشفيه أوَّل دواءٍ كتاب الزهرة
220911
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B3%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%87%20%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A3%D9%87%D9%84%20%D8%A8%D9%8A%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A%20%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85.
كتاب الزهرة/الباب الثالث والخمسون ذكر ما قاله شعراء الإسلام في أهل بيت النبي عليه السلام.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يرثي عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما: وقال أمير المؤمنين علي أيضاً يرثيه رضي الله عنهما: وقال حسان بن ثابت يرثيه رضي الله عنهما: وقال حسان يرثي جعفراً ومن قتل معه - رضي الله عنهم - : وقال آخر: وقال آخر: وقال دعبل بن علي: ويروى أن زينب بنت علي بن أبي طالب يوم قتل الحسين أخرجت رأسها من الخباء فقالت: وقال سليمان بن قَتَّة مولى بني مدكور يوم الحسين رضي الله عنه: وقال منصور بن سلمة: وقال أيضاً: وقال أيضاً: أنشدني محمد بن الخطاب لنفسه في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: أنشدني محمد قال: أنشدني بعض النصارى لنفسه: ولم نذكر شعر النصارى في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه افتقاراً إليه ولا اتكالاً في فضائلهم عليه، ولكن أردنا أن ننبّه على من قصدهم من أهل ملتهم الَّذي أوجبه عليه لهم في قوله تبارك وتعالى في محكم كتابه: )قل لا أسألكم عليه أجراً إلاَّ المودَّة في القربى( ولو أنَّ الله جلَّ ثناؤه أجاز سفك دمائهم رضوان الله عليهم، واعتقاد عداوتهم نصّاً في محكم التَّنزيل مكان ما أنزله في الحضّ على مودّتهم لما زاد المعاندون على ما فعلوا بهم بل قد أنزل الله في قتل المشركين، فما أتتك من حريمهم، ولا سبي نسائهم، ولا ذبح أطفالهم ولا قتل ساداتهم، ولا شردوا عن أوطانهم، ولا أخيفوا في مأمنهم ولا استفرع المجهود في مكارههم. وقد فعل ذلك كلّه بآل رسول الله صلى الله عليه، ولعمري ما رجع ضرر ذلك إلاَّ على من فعله، ولا احتقب الوزر فيه إلاَّ الَّذي ارتكبه. وعند الله المجازاة للمظلومين، والانتصاف لهم من المعتدين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وذكروا أنَّه لمَّا وجَّه معاوية زيد بن أرطأة في طلب شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام. هرب منه عبيد الله بن العباس فوجد ابنين له صغاراً فقتلهما، ففي ذلك تقول أُمّهما: ثمَّ اجتمع بسر وعبد الله عند معاوية بعد ذلك فقال له عبيد الله: أهو الشَّيخ قاتل الصبيين، والله لوددت أن الأرض أخرجتني عندك. قال: فقد أخرجتك الساعة فمه. فقال: والله لو أن معي سيفي، فقال: هاك سيفك وأهوى بيده ليناوله سيفه فقال له معاوية: أُفٍّ لك من شيخ. ما أجهلك تجيء إلى رجل قد قتلت ابنه فتعطيه سيفك كأنَّك لم تعرف أكباد بني هاشم، أما والله لو بدأ بك ثمَّ لثنَّى بي. فقال عبيد الله لمعاوية: لا والله لبدأتُ بك ثمَّ لثنَّيت به، وقال إبراهيم ابن عبد الله بن الحسين يرثي أخاه محمد بن عبد الله عندما قتله عيسى بن موسى بن محمد في المعركة: ولبعض المحدثين يخاطب بعض قتلة الطالبيين: كتاب الزهرة
220912
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B3%D9%88%D9%86%20%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%88%D9%83%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA..%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%84%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA
كتاب الزهرة/الباب الرابع والخمسون مراثي الملوك والسادات..وأهل الفضل والرئاسات
حدَّثني أبو العباس أحمد بن يحيى قال: حدَّثني محمد بن الفضل بن العباس قال: خرج الغريض ومعبد حتَّى إذا كانا على الثنيّة الَّذي تشرف بهم على مكَّة فقال الغريض لمعبد: لك كلّ من كان بها من أهل المدينة فاندفع يغني راكباً نحو المدينة: فسمعتُ البكاء من سطوح مكة من ها هنا ومن ها هنا من كان بها أم كان من أهل المدينة. فاندفع يتغنى: قال: فما بقيت دار إلاَّ سمعنا فيها الصّراخ يصرخون حتَّى اصطبحوا. وقال الذبياني: وقال رجل من طي: وقال آخر: وقال الخريمي: وقال مطيع بن أياس: وقال آخر: وقال آخر: وقد أخذ الطائي في هذا المعنى بلطف في قوله أنشدنا أحمد بن أبي طاهر عنه: وقال آخر: وقال آخر: وقال معن بن زائدة في يزيد بن عمرو بن هبيرة: وقال آخر: وقال: وقال آخر: وقال النمر بن تولب: وقال آخر وأحسبه لبيداً: وقال حارثة بن بدر يرثي زياداً: وقال آخر يرثي معن بن زائدة: وقال آخر: وقال إبراهيم بن هشام يرثي عمرو بن جري: وقال آخر: وبلغنا أنَّه كان سبب موت مروان بن عبد الملك أنَّه وقع بينه وبين أخيه سليمان فقال يا ابن من تلحن أمه ففتح فاه ليجيبه وإلى جانبه عمر بن عبد العزيز فأمسك عليه فيه، وردّ كلمته وقال: يا أبا عبد الملك أخوك وابن أبيك وله السن عليك، فقال أبا حفص قتلتني، قال: وما صنعتُ بك؟ قال: رددت في جوفي أحر من الجمر، ومال لجنبه فمات وفيه يقول جرير يخاطب أخاه لأمه يزيد بن عبد الملك: كتاب الزهرة
220913
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B3%D9%88%D9%86%20%D9%86%D9%88%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D9%85%D9%86%20%D9%81%D9%82%D8%AF%D9%88%D9%87%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AC%D8%B9%D8%A7%D9%86
كتاب الزهرة/الباب الخامس والخمسون نوح الأهل والإخوان على من فقدوه من الشجعان
أنشد أحمد بن أبي طاهر عن أبي تمام: وقالت امرأة من كندة في أخوتها: أنشدنا أحمد لأبي تمام: وأنشدني بعض الأدباء: وأنشدني ابن أبي طاهر لأبي تمام: وقالت الخنساء ترثي أخاها صخراً: أنشدنا أحمد بن أبي طاهر لأبي تمام قالت الخنساء: خفاف بن ندبة وعوف هذان اللذان عاتبتهما من الفرسان المعدودين وكانا مع صخر فهربا عنه، وقد أدرك خفافاً الإسلام فأسلم، وشعر الخنساء هذا من أجود الشعر لفظاً وأحسنه معنى، ألا ترى إلى اعتذارها من قتله أنَّه لم يقتله رجلٌ مثله، وإنَّما تفرجت الألف عنه وحده، ثمَّ أبى معاينتها من فزعته واستنهاضها الشجعان لاستغاثة النسوان، وقد كانت الخنساء من أحسن أهل زمانها، ثمَّ رُزئت أخاها معاوية ثمَّ عمرو، فلم تزل تبكيه وتُحسن القولَ في مراثيه حتَّى رُزئت أخاها صخراً بعده، قد رزئتها المصايب، وهذَّبت شعرها النوائب، وقلَّ من ناله من الجزع مثل ما نالها، لقد بلغني أن أخوتها أن استعدَوا عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تبكي عليه فإنَّه من أهل النار. قالت ذلك أعظم لحزني عليه، وبلغني عن عمر رضي الله عنه، أنَّه قال: دعوها فكلُّ ذي شجو تبكي شجوه وهذا الَّذي اعتذرت به لأخيها من قبله هو من أحسن ما تهيأ الاعتذار به اعتذرت بالمقدار الَّذي لا شيء يجاوز مثله، ولا أحد يخرج عن قبضته ثمَّ لم تقتصر عليه وحده حتَّى وضعت كثرة المؤازرين علَى قبله. أما صدر الكلام فحسن، وأمَّا البيت الأخير ففيه إفراط شديد، ومعنى ليس بالعذب، ولا بالشديد، وذلك أن الشجاع إنَّما يؤثر الموت على الفرار خوفاً لما يلحقه من العار، فإنما إيثاره قتل الأعداء له على قتله لهم، وظفرهم به وبقومه على ظفره بهم وبقومهم. فهذا يخرج عن حد الشجاعة، ويدخل في حدّ الرقاعة، وليس ينبغي لكل من تمكن من معنى، وتسهّل له نظمه أن ينظمه في شعره، ويحتمل ما يدخل فيه من المجال، رغبةً في التوفيق في الحال، وطلب التوسط والاعتدال، خيرُ على كل حال، لأنه لا يخرج عن حدّ التقصير والإخلال، ولا يبلغ بصاحبه إلى درجة المحال. قالت بنت بدر ترثي الزبير بن العوام: وكان قتل الزبير فيما بلغنا أنَّه لما انصرف عن البصرة تبعه ابن جرموز فعطف عليه الزبير فقال له: نشدتُكَ بالله فكف عنه، فلما جاوزه تبعه فلما عطف عليه الزبير رحمه الله ناشده فكف عنه، فلما صار على قريب من فرسخين من البصرة نام فضربه بن جرموز مغتالاً، فقال: ما له قاتله الله يذكرني بالله ثمَّ ينساه فأخذ رأسه وصار به إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال للآذن ائذن له، وبشره بالنار، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: بشِّر قاتل ابن صفية بالنار فقال ابن جرموز: أنشدنا ابن أبي طاهر: وقال البحتري: كتاب الزهرة
220914
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B3%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%AD%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D9%85%D9%86%20%D9%85%D8%A7%D8%AA%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA
كتاب الزهرة/الباب السادس والخمسون ذكرالنوح على من مات من الأبناء والقرابات
ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلّم، لما قتل النَّضْر بن الحارث بن كَلْدة جاءت أخته فعلقت بزمام راحلته صلى الله عليه وأنشأت تقول: فيقال أن النبي صلى الله عليه قال: لو سمعت هذا قبل أن أقتله ما قتلته، وليس هذا مستنكر من أخلاقه. وذكروا أن أبا بكر الصديق رحمه الله صلى الصبح يوماً فلما انفتل قام متمم بن نويرة في مؤخر الناس، وكان رجلاً أعورَ ذميماً فاتّكى علَى سيَّةِ قوسه ثمَّ قال: وأومأ إلى أبي بكر فقال أبو بكر: والله ما دعوته، ولا غدرت به. ثمَّ بكى مُتمّم وانخرط على سيَّةِ قوسه حتَّى دمعت عينه العوراء. ثمَّ أتمَّ شعره فقال: فقال له عمر: لوددت أنك رثيتَ أخي بمثل هذا. فقال يا أبا حفص: لو لم أعلم أن أخي صار حيث ما صار أخوك ما رثيته: يعني أن أخا عمر مات شهيداً فقال عمر: ما عزَّاني أحدٌ عن أخي بمثل تعزيته. وذكروا أنّ مُتمّم بن نويرة كان لا يمرُّ بقبر، ولا يُذكر الموت بحضرته إلاَّ قال: يا مالك ثمَّ فاضت عبرته ففي ذلك يقول: وقال دُريد بن الصمّة يرثي أخاه: وقالت الخنساء في أخيها: وقالت أيضاً: وقال أيضاً: ولما مات عاصم بن عمر بن عبد العزيز جزع عليه أخوه عبد الله فرثاه فقال: وقال ربيع الأسدي يرثي أخاه: وقال آخر في أخ له قُتل: قال العتبي من ولد عتبة بن أبي سفيان، وكان من رواة أخبار الجاهلية والإسلام ومات له بنون فرثاهم مراتٍ كثيرة منها: وقال أيضاً: وقال محمد بن حسّان الضَّبِّيّ: ومات ابن لأرطاة بن سُهيَّة من غطفان، فأقام على قبره حولاً يأتيه كلَّ غداة فيقول: يا عمرو إنْ أقمتُ حتَّى أصبح هل أنت غادٍ معي. وينصرف، فلما كان عند رأس الحول انصرف عن قبره وأنشأ يقول: وذكروا أن خالد بن الوليد قتل رجلاً من بني عُذرة يقال له فطن بن شريع، فأقبلت أمه فقالت: وقالت أيضاً: ثمَّ انكبت عليه وشهقت وماتت. وقالت امرأة ترثي ابنها: وقال آخر: وقال بعض الشعراء يرثي ابناً له مفقوداً: وقال الفضل بن العباس الكاتب: وفي نحو ذلك وهو من نفس الكلام: كتاب الزهرة
220915
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B3%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%AC%D8%B2%D8%B9%20%D9%81%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%A7%D8%AC%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%A9%20%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%A6%D9%87%20%D9%88%D9%85%D9%86%20%D8%B1%D8%B2%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%B1%20%D9%81%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D9%86%D9%89%20%D8%A8%D8%AD%D8%B3%D9%86%20%D8%B9%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D9%87
كتاب الزهرة/الباب السابع والخمسون ذكر من جزع فاحتاج إلى تعزية أوليائه ومن رزق الصبر فاستغنى بحسن عزائه
حدثنا القاضي إبراهيم بن عيسى الزهري قال، وحدثنا محمد بن عاصم صاحب الحانات قال: حدثنا سليمان بن عمرو وأبو داود النخعي عن مهاجر بن الشامي عن عبد الرحيم بن غُنم عن معاذ بن جبل قال: مات ابن لي فكتب إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم. من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك، فإنِّي أحمدُ إليك الله الَّذي لا إله إلاَّ هو. أما بعد، فعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، ثمَّ أن أنفسنا وأموالنا وأهالينا وأولادنا مواهب لله الهينة ... المستودعة متعك به في غبطة وسرور، وقبضه أجر كبير إن صبرت واحتسبت، فلا تجمعنَّ عليك يا معاذ أن يُحيط جزعك أجرك فتندم على ما فاتك، فلو قدمت على ثواب مصيبتك عرفت أن المصيبة قد قصرت عنه، واعلم أن الجزع لا يردُّ ميتاً، ولا يدفع حزناً، فليذهب أسفك ما هو نازل بك، فكان قدر السلام. لولا ما تقدم من ضماننا أن نُضمّن كل باب مائة بيت من الشعر لاستغنينا بهذه التعزية وحدها عن كل ما كان من جنسها لأنها بحمد الله مستغنية عما يوجدها، دالّة على قبح ما يخالفها. وما عسى أن نذكر بعدها، هل تركت لقائل مقالاً أوْ ضمنت أقطارها زللاً واختلالا معاذ الله هي أحسن كمالاً، وأتم جمالاً من أن يحبسها التوكيد أوْ ينوء بها التأييد، وأنَّها لموجبة على من عقلها أن يعتد المصيبة نعمة، وأن يرى الجزع منها نعمة، ولقد أصاب أبو تمام الطائي بعض الإصابة في قوله، وإن كان سمع هذه التعزية وكسا شعره بعض معانيها فقد أحسن في فعله حيث يقول: وممَّن عزَّى نفسه فأحسن تعزيتها، وكفى أولياءه مداراتها، ومؤونة التشاغل بها ابن سبيل معبد البجلي حيث يقول: ولقد أحسن الَّذي يقول: وقال عبد الصمد يرثي عمرو بن سعيد بن سَلَم: وما قصرت الخنساء حيث تقول: وهذا لعمري من أحسن الكلام لفظاً، وأحسنه اختصاراً، وأشدَّه استيفاءً لأجل معنى، وذلك أنَّها وكَّدت جزعها عليه بإخبارها أنَّه لا مانع لها من قتل نفسها إلاَّ كثرة نظائرها، ثمَّ أفردت قتيلها من جملة قتلى غيرها فشبهت نفسها بأنفسهم، ورفعت قتيلها عن قتلاهم، وقد أحسن الَّذي يقول، وإن كان دون ذلك: وقال الحسن بن عبيد الربيعي في أخيه جبار: ولقد أحسن الَّذي يقول: وقال آخر: وقال آخر: ولأبي العتاهية: وقال آخر في ابنٍ له: وقال أعرابيّ وقتل أخوه ابناً له، فقدم ليقتاد منه، فلما أهوى بالسيف ارتعد زنده فألقى السَّيف وعفا عنه وقال: وقال أبو خراش: وقال هشام أخو ذي الرّمَّة: وقال آخر: وقال أوس بن حجر وكان فيما ذكر أبو عبيدة شاعر مضر حتَّى نشأ زهير والنابغة فوضعا منه ولكنه شاعر تميم غير مدافع: وهذا أتمُّ في الحال ممَّا ذكرناه قبله أنَّه تسلَّى عن منيته بغيره لأن هذا جعل النَّاس وحده سبباً لتسلية نفسه وأولئك جعلوا حياة الباقي سبباً للتسلي عن المضي. وهذا يعتوره حالان من النقصان أحدهما تقصير بالماضي إذْ كان من بعده يُسلّي فقده، ويسدُّ موضعه. والثاني تقصير القائل بنفسه إذْ جعلها غير منقادة له في التسلِّي عن من يئست منه إلاَّ بإقامة عوض ينوب عنه. وقال رجل لعمر بن عبد العزيز عند وفاة ابنه عبد الملك: ولما قتل بُسْر بن أرطاة عمرو بن أراكة جزع عليه أخوه عبد الملك: وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: وقال آخر: وقال آخر يعزي رجلاً عن أبيه: وبلغني أن رجلاً عزَّى يحيى عن حرمةٍ له فقال: أيها الوزير تقديم الحرم من النعم وتمثل: وقال بعض الطاهريين: وقال البحتري: وقال يزيد بن الحكم الثقفي: وذكر لنا أن محمد بن عبد الملك الزيَّات كانت له جارية وكان بها ضنيناً وكان له منها ابن يقال له عمرو، فماتت وابنه صغير فقال فيها: وقال آخر: وهذا من الكلام السائر اللفظ المستعمل المعنى إذْ ليس ترى ميتاً وإن جل رزؤه وعظم فقده يبكي عليه إلاَّ في الندرات، فأمَّا النياحة والاجتماعات فلا يراها إلاَّ قبل الحول، وليس يستحسن من أهل المصائب مراعاة الحزن والإفراط في باب الجزع، وليس يحسن أيضاً التحقق بقسوة القلب وقلة الجزع من فقد المحبوب كالذي يقول: ولكن بين الطرفين واسطة عادلة، فيها رقة تشاكل طباع المؤمنين، وحسن تجلّد يشبه أخلاق المتقين، فقد روي عن النبي صلى الله عليه أنَّه بكى على ابنه إبراهيم وقال: لو نفع الحزن حزنّا عليك حزناً هو أشدّ من هذا وأنا عليك يا إبراهيم لمحزونون، تدمع العين، ويحرق القلب، ولا نقول ما يسخط الرب. كتاب الزهرة
220916
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B3%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D9%87%D9%8A%D8%AF%20%D9%81%D9%8A%D9%85%D8%A7%20%D9%8A%D9%81%D9%86%D9%89%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%BA%D9%8A%D8%A8%20%D9%81%D9%8A%D9%85%D8%A7%20%D9%8A%D8%A8%D9%82%D9%89
كتاب الزهرة/الباب الثامن والخمسون ذكر التزهيد فيما يفنى والترغيب فيما يبقى
بلغنا أن أمية بن أبي الصلت أُغمي عليه في مرضه الَّذي مات فيه، فأفاق وهو يقول: لبيكما لبيكما هأنذا لديكما، لا ثري فأعتذر ولا ذو قوة فأنتصر. ثمَّ أُغمي عليه ثمَّ أفاق وهو يقول: لبيكما لبيكما لا مال لي يفتديني ولا عشيرة تحميني، ثمَّ قال: أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي لنافع بن لقيط القفعسي: وقال لبيد: المرءُ يأملُ أن يعيش وطول عيشٍ ما يضرُّه تفنى بشاشتُه ويبقى حلوِ العيش مُرُّه وتصرّف الحالات حتَّى لا يرى شيئاً يسرُّه كم شامتاً بي إن هلكتُ وقائلاً لله درُّه وقال أيضاً: وذكر ابن الأعرابي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ما في شعر العرب أحكم من شعر بعض العابدين: وقال آخر: وقال الفرزدق: وقال الخليل بن أحمد: وقال التستري: وقال محمود الورَّاق: وقيل للمؤيد مات الملك فقال: كان أمس أنطق منه اليوم، وهو اليوم أوعظ منه أمس، فأخذه أبو العتاهية فقال: وقال أبو نُواس: وقال أيضاً: وقال أبو دؤاد الإيادي: وقال حاتم طيّ: وقال آخر: وقال مُضرّس بن ربَعي: وقال آخر: وقال آخر: وقال أبو بكر العَرْزمي: وقال آخر: وهذا مأخوذ من قول النابغة: وذكر عن الأصمعي أنَّه قال: أصبت حفراً حول الحيرة فإذا فيه رجلٌ عليه حلتان وإذا عند رأسه لوحٌ مكتوب فيه أنا عبد بن حيّان بن بقيلة: وقال آخر: ولعمري لقد طَرِفَ إسماعيل بن جعفر حيث يقول: كتاب الزهرة
220917
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B3%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B8%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%A1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%88%D9%83%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A1
كتاب الزهرة/الباب التاسع والخمسون ذكرأشعار الظرفاء من الملوك والخلفاء
قال أبو بكر الصديق رحمه الله: وقال أيضاً رضي الله عنه: وقال معاوية: وقال الوليد بن يزيد: وقال المهدي: وقال الرشيد: وذكروا أن الفضل بن الرَّبيع اشتكى شكاة، فكتب إليه الرشيد: أطال الله مدَّتك وأدام عافيتك، ما منعني من المسير إليك إلاَّ التطير من عيادتك واعذر أخاك فوالله ما جفاك ولا قلاك ولا استبدل بك سواك، وفيك أقول: وقال إبراهيم بن المهدي يرثي ابناً له: وقال إبراهيم يعتذر إلى المأمون في عقد البيعة في غيبته وادعائه الخلافة لنفسه: وقال المأمون حين أخذ إبراهيم: ذكروا أن المأمون أرسل غلاماً له إلى جارية يهواها فأبطأ عليه، فلما أقبل أنشأ يقول: وقال المأمون أيضاً: وقال المتوكل: هذه مائة بيت من أشعار الخلفاء، ولو شئنا أن نختار من شعر واحد منهم مائة بيت لم يكن ذلك متعذراً، غير أنَّا لم نحب أن نزيد على ما شرطناه ولا نغيِّر الرسم عمَّا ابتدأناه. وقال النجاشي يفضّل عليّاً على معاوية: وممَّا قيل في الجود. قال أبو تمام: وقال أيضاً: قال: وأنشدني أحمد بن يحيى: وأنشدنا: وقال: وقال دعبل: وقال آخر: وقال أبو الشمقمق: وقال آخر: كتاب الزهرة
220918
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86
كتاب الزهرة/الباب الستون
وقال أبو دلف: أنشدني بعض أهل الأدب: ومن الباب الخامس والسبعين ذكر من افتخر لنفسه بالإغضاء عن خصمه. وقال المتلمس: وقال وعلة الجرمي: وقال آخر: وقال: وقال لبيد بن ربيعة: وقال آخر: وقال ابن أوس المزني: أخبرني محمد بن الخطاب أن فتى من الأعراب خطب لبنت عم له وكان معسراً فأبى عمُّه أن يزوّجه فكتب إلى ابنة عمه هذه الأبيات: قال: فدخلت بالأبيات على أبيها فقال: ما أُريد بذلك صداقٌ غيرها فزوَّجه إيَّاها. وفي الباب الستين ما جاء في ذم المزاح وكثرة الكلام، أخبرني أحمد بن عبيد ورجل من العرب قال: خرجت في بعض ليالي الظلم فإذا أنا بجارية كأنها صنم، فراودتها عن نفسها، فقالت: يا هذا ما لك زاجر من عقل إذا لم يكن لك ناهٍ من دين. فقلت: والله ما ترانا إلاَّ الكواكب. قالت: وأين مكوكبها؟ فأخجلني كلامها فقلت: إنَّما كنت أمزح. فأنشأت تقول: وقال بعض الحكماء: لكل شيء بدء، وبدء العداوة المزاح. وكتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى عماله: امنعوا النَّاس من المزاح فإنَّه يذهب المروءة ويوغر الصدر. وقال بعض الشعراء: وقال بعض الشعراء: وقال يحيى بن أكثم القاضي: وأنشدني منشد: وأنشدني الحسن بن عليل الغنوي: وكان يقال: لا تهذر في منطقك ولا تخبر بذات نفسك ولا تغترَّ بعدوك ولا تفرط في حبِّ صديقك، واعلم أن شرَّ الأخلاق ملالة الصاحب وتقريب المتباعد. وأنشدني أحمد بن يحيى الكندي: وبلغني أن أبا نواس قال هذه الأبيات على البديهة في الوقت الَّذي كان فيه محمد الأمين أمير المؤمنين، وذلك أنَّه ركب الحرّاقات إلى الشماسية فاصطفت له الخيل والرِّجال على شاطئ دجلة وحملت معه المطابخ والخزائن، وكان ركوبه حراقة تمثال أسد فما رأَى النَّاس منظراً كان أحسن من ذلك المنظر والسير، وركب أبو نواس معه وكان يومئذ ينادمه فقال: قال: وبلغني أن أبا نواس حضر يوماً مجلس محمد فورد على محمد كتاب العمَّال يُخبر أن رجلاً من الشُّراة، ويصف شدَّة شوكته وقوَّة أمره فقال لبشر خادمه وكان يحبّه: ينبغي أن توجّه أبا نواس إلى هناك يريد الشاري. وأظهر لأبي نواس جدّاً وكان مزَّاحاً، وأمر أن تُراح علَّته فيما يحتاج إليه من المال والسلاح وقال لبشر: انظر ما يرد عليك من أبي نواس في هذا الباب فاعرضه عليَّ. فلمَّا انصرف أبو نواس كتب إلى بشر الخادم بهذه الأبيات: فأوصلها بشر إلى الأمير فلمَّا قرأها استطار ضحكاً ثمَّ دعا به فأحسن صلته. كتاب الزهرة
220919
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%81%D8%B6%D9%84%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%87%20%D9%88%D9%85%D8%AF%D8%AD%20%D8%A8%D8%AD%D8%B3%D9%86%20%D8%B1%D8%A3%D9%8A%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الحادي والستون ذكر من فضل على نظرائه ومدح بحسن رأيه
حدَّثني حمدان بن علي الوراق قال: حدَّثنا أبو بكر قال: حدَّثنا شيخ لنا قال: أخبرنا مُخالد عن عامر قال: سئلت أو سئل ابن عباس: أيّ النَّاس كان أول إسلاماً؟ قال: أما سمعت قول حسَّان بن ثابت: وقال زهير: وقال الحطيئة: وقال الأخطل: وقال محمد بن زياد الحارثي: وقال آخر: وقال كثيّر: وقال معن بن أوس: وقال أبو دهبل: وقال مروان بن أبي حفصة لمعن بن زائدة: وقال الحسين بن مطير: وقال أبو دهبل: وقال آخر: وقال ابن هرمة: وقال آخر: وقال ابنُ الخياط في مالك بن أنس: وقال آخر: وقال محمد بن بشير الخارجي: وقال ربيعة الرقيّ: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال بعض بني ثعل: وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقد ذكرنا في هذا الباب طرفاً من الأخلاق المحمودة مجملاً، ونحن نذكر إن شاء الله ما بقي من ذلك مفصلاً، فنفرد لكلّ باب منه ما يشاكله ومن شأن كثير من الشعراء أن يفرطوا فيما يصفونه وليس ذلك بمحمود في خلائق الكرماء ولا مستحسن من أفعال الشعراء إلاَّ من أسرف في الحفظ كان مقتراً ومن أسرف في الشَّجاعة كان متهوراً، كما أن من أسرف في الجدّ عدَّ جباناً، ومن تجاوز حدّ الحلم كان مستدلاً، كما أنَّ من تعدَّى الانتصار عُدَّ خرقاً، ومن أفرط في قلَّة الكلام كان مستجهلاً، كما أنَّ من أفرط في الإطراء كان مهذاراً. والتأديب بتأديب الله عزّ وجلّ وأدب رسوله صلى الله عليه وسلّم هو الطريق الَّذي من سلكه اهتدى، والوجه الَّذي من قصده آمن من بوائق الرَّدى. قال الله يمدح قوماً: )والَّذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما(. أخبرنا الحارث بن أبي أسامة عن العباس بن الفضل عن أبي عبد الله التميمي قال: أخبرني الحسين بن عبد الله قال: حدَّثني من سمع النابغة الجعدي يقول: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأنشدته، فذكر أبياتاً وحكى كلاماً بعدها، قال: فلمَّا أنشدته: قال النَّبيّ صلى الله عليه: " لا يفضض الله فاك " . كتاب الزهرة
220920
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%B3%D9%88%D8%AF%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB%D8%AA%D9%87%20%D9%88%D9%82%D8%AF%D9%85%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الثاني والستون ذكر من سود في حداثته وقدم في بلاغته
أنشدني أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي: لابن بيض في هذا المعنى: وقال البحتري: وقالت الخنساء: وقال آخر يرثي العديل بن الفرخ: وقال الفرزدق: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: ولبعضهم في عبد الله بن الزبير: وأنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي لكرّوس بن يزيد الطائي: وقال أبو تمّام الطائي: وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال آخر: وقال أبو تمام الطائي: وقال آخر: وقال قيس بن عاصم: ولبعضهم في عبد الله بن عباس رحمة الله عليه: وقال آخر وهو حسان بن ثابت: وقال آخر: وقال البحتري: وقال أيضاً: أنَّه قد خرج هذا الرَّجُل أعني محمد بن عبد الله بن الحسن فقال إنِّي قلت أبياتاً فاحفظها عنِّي: كتاب الزهرة
220921
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B6%D9%8A%D9%84%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%AD%20%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A8
كتاب الزهرة/الباب الثالث والستون ذكر التفضيل بالإحسان والمدح بشرف الأنساب
وقال زهير بن أبي سلمى المُزني: وقال آخر: وقال المسيب بن علس: وقال بعض العبديين وتروى لزهير: وقال أعشى همدان في خالد بن ورقاء: وقال حسان بن ثابت: وقال الحطيئة: وقال أيضاً: وقال آخر: وقال آخر: وقال أبو دهبل الجُمحي: وقال العجير السلولي: وقال آخر: وقال آخر: وقال الفرزدق: وقال أيضاً: وقال مروان بن أبي حفصة: وقال عبد الله بن الزّبير الأسدي: وقال آخر: وقال ابن أذينة الكناني: وقال القطامي: وقال آخر: وقال علي بن الجهم: وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: ولقد أحسن الَّذي يقول: كتاب الزهرة
220922
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%82%D8%AF%D9%85%20%D8%A8%D8%AC%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%87%20%D9%88%D9%85%D8%AF%D8%AD%20%D8%A8%D8%B4%D8%AC%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الرابع والستون ذكر من قدم بجسارته ومدح بشجاعته
وقال الأعشى: وقال المخبل بن السبيع العنبري: وقال مُعَلّى الطائي: وقال أبو نواس: وقال مسلم بن الوليد الأنصاري: وقال أيضاً: وأنشدني محمد بن الخطاب الكلابي لغيره: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال النَّابغة الذّبياني: قال وأنشدني أحمد بن أبي طاهر قال أنشدني أبو تمام: كتاب الزهرة
220923
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%88%D8%B5%D9%81%20%D8%A8%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%87%20%D9%88%D9%85%D8%AF%D8%AD%20%D8%A8%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الخامس والستون ذكر من وصف بصباحته ومدح بسماحته
قال النابغة الذبياني: وقال زياد الأعجم: وقال الحطيئة فيما أَرَى: وقال أبو العتاهية: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: البحتري: وقال علي بن العباس الرومي: كتاب الزهرة
220924
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A3%D8%B3%D8%AF%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%88%D9%81%20%D8%A5%D9%84%D9%8A%D9%87%20%D9%81%D8%B4%D9%83%D8%B1%D9%87%20%D9%88%D8%A3%D8%B8%D9%87%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87
كتاب الزهرة/الباب السادس والستون ذكر من أسدى المعروف إليه فشكره وأظهر ما عليه
ذكروا أن القطامي كان يهجو قيساً فأسره زفر بن الحارث فامتن عليه وأمر له بمائة من الإبل فامتدحه بعد ذلك بأشعار كثيرة منها قوله: وقال ذو الرُّمَّة: وقال محمد بن سعيد السعدي: وقال آخر: وقال آخر: وهذا الكلام حسن إن ترك على جملته، وقبيح إن كشف عن حقيقته، وذلك أن صاحبه لم يقصد بشكره، وإلى أن يؤدي الحق الَّذي لزمه في نفسه وإنَّما قصد إلى أن ولي النعمة يشكره وفي إظهار الشكر خلال كثيرة كل واحدة منها أجلَّ من هذه الخلة قدراً، وأجمل منها ذكراً، على أن هذه وإن كان غيرها أحسن في الحقيقة منها فإنَّه لاعناً بالمنعم عليه عنها لئلا يقع عنده. أن إمساكه قصدٌ منه إلى كفران نعمته، فيمنعه ذلك من معاودة الأنعام عليه، وعلى مثله كما قال عنترة العبسي: وقد غلط قوم من المتفلسفين غلطاً دخلوا به في جملة جهال المتكبرين فزعموا أن إظهار الشكر وتلقيه بالقبول قبيحان وأنهما جميعاً يدلان من الشاكر والمشكور على صغر النفس، ونقصان الهمة. وليس الأمر كذلك بل تركه يدل على كفران النعمة، والاستكبار عن قبوله يدل على قلة الفهم، وضعف الروية، إذْ الله جلّ ثناؤه وهو خالق الخلق بتفضله وموفق من شاء منهم لطاعته ويسمي نفسه تبارك وتعالى شاكراً فإذا جاز أن يكون الله تبارك وتعالى شاكراً لمن أطاعه على طاعته إياه وهو الموفق لها وخالق القدرة على فعلها فكيف ينكر على من ابتدأه مخلوق مثله بنعمه أن يظهرها وأن يشكر لموليه إياها على فعلها وإذا كان الله جلّ ثناؤه يحض على شكر نفسه ويقبله من خلقه فكيف ينساغ للمخلوق أن يأباه ويترفع عن قبوله ولقد أحسن الَّذي يقول: كتاب الزهرة
220925
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D9%8A%D8%AC%D8%B9%D9%84%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D8%A1%20%D9%85%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9%20%D8%A8%D9%8A%D9%86%20%D9%8A%D8%AF%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%A7%D8%A1
كتاب الزهرة/الباب السابع والستون ذكر ما يجعل من الاستبطاء مقدمة بين يدي الهجاء
حدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن حبيب الحارثي قال: حدثنا وهب يعني ابن جرير عن جويرية، حدثنا نافع أنَّه كان تحت منبر ابن الزبير، يوم دعا إلى نفسه، وحدثني أن أبا حُرّة الأسلمي صاحب العبا، كان رجلاً من الموالي شاعراً شجاعاً مقاتلاً فقام إليه فقال: يا ابن الزبير ما سفكنا الدماء، ولا قاتلنا النَّاس إلاَّ في ملكك، قال: فمن تبغون سواي؟ قال: فهل انتظرت حتَّى نكون نحن ندعوك ففارقه ثمَّ أنشأ يقول: وذكروا أن رجلاً من بني ضَبَّة دخل علَى عبد الملك بن مروان فقال: السلام عليك: قال: لا أجد. وأمر له بألف دينار وانصرف. فلما حال عليه الحول رجع وهو يقول: فأمر له بألفي دينار فانصرف. ولقد أحسن الَّذي يقول وهو يزيد بن محمد المهلبي: وقال آخر: وقال إبراهيم بن العباس الكاتب: وأنشدنا أحمد بن طاهر لنفسه: وله أيضاً: وله أيضاً: وله أيضاً: وله أيضاً: وقال علي بن الجهم: ومن أحسن ما قيل في الاستيطاء لعطاء وألطفه معنى قول البحتري: وله أيضاً: وقال أيضاً: وله أيضاً: وقال أيضاً: كتاب الزهرة
220926
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%87%D8%AC%D9%8A%20%D8%A8%D9%81%D8%B9%D9%84%D9%87%20%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%B1%20%D8%A8%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الثامن والستون ذكر من هجي بفعله وعير ببخله
البخلاء على ضروب فبعضهم أقبح من بعض فمنهم من يبخل على غيره بما هو محتاج إليه لمصلحة نفسه، ومنهم من يبخل بما هو مستغن عنه، ومنهم من يبخل بمال غيره وقد جرى على البحتري نوع من البخل طريف. بلغني أن بعض الكتاب عاتبه على احتشامه فاستقرض منه عشرين ديناراً فمنعه فقال في ذلك: وحدثني أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثني سليمان بن أبي صالح بن مسلم قال: كان شريك بن عبد الله على قضاء الكوفة فخرج يتلقى الخيزران فبلغ قرية يقال لها شاهي وأبطأت الخيزران فأقام ثلاثاً ينتظرها فيبس خبزه فجعل يبلَّهُ بالماء ويأكل فقال العلاء بن المنهال الغنوي: قال سليمان فعزله يعني شريكاً موسى بن المهدي، فقال موسى بن عيسى لشريك: يا أبا عبد الله عزلوك عن القضاء ما رأينا قاضياً عزل قال: هم الملوك يعزلون ويخلفون. وقال أيضاً: يعرض أن أباه خلع. وقال أوس بن حجر: وقال الأعشى: وقال الخليل بن أحمد: وأنشدنا أبو العباس: وأنشدنا أيضاً: وقال دعبل: وقال آخر: وقال أبو الشمقمق: وقال آخر: وبلغني أن علي بن العباس الرومي مدح ابن المدبر بأبيات فلما طال تردده في اقتضاء ثوابها دفع لحاجب إليه الأبيات وقال: يقول لك امتدح بها من شئت فاعتزل عن الباب فكتب إليه هذه الأبيات وأنفذها إليه: وقال علي بن الجهم: وقال أبو تمام: وقال أيضاً: وله أيضاً: وله أيضاً: وله أيضاً: وقال البحتري: ولبعض بني أسد: وقال الأخطل: وقال أبو تمام الطائي: وقال البحتري: وقال أيضاً: كتاب الزهرة
220927
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%87%D8%AC%D9%8A%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1
كتاب الزهرة/الباب التاسع والستون ذكر من هجي بالفرار من اللقاء
والجزع من مواقعة الأعداء وأول بابه قال حسان بن ثابت يعير الحارث بن هشام بفراره وتسليمه من معه: وقال الحارث بن هشام معتذراً من ذلك: ومن العجائب أن يُعير حسان أحداً بالفرار من اللقاء، ومكانه من الجُبن المكان الَّذي لا يجهله من روى الأشعار، وعلم طرفاً من الأخبار. وبلغني أنَّه كان يهاجي قيس بن الخطيم وكان فيما هجاه به قوله: فلما بلغ هذا البيت قيساً قال: هذا حسان بن ثابت. قالوا: نعم، قال: لم يكن هذا كلامه يوم انهزم من أول السطح إلى آخره، ومن آخره إلى أوله. وقال جرير يعير الفرزدق بنبوّ السَّيف عن قطع العلج الَّذي ضربه: فقال الفرزدق يجيبه ويعتذر من ذلك: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال الطرماح: وقال أيضاً: وقال آخر: وقال الفرزدق: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال أبو تمام: وقال أيضاً: وللبحتري: كتاب الزهرة
220928
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%87%D8%AC%D9%8A%20%D8%A8%D9%82%D8%A8%D8%AD%20%D8%AE%D9%84%D9%82%D8%AA%D9%87%20%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A8%20%D8%A8%D8%B3%D9%88%D8%A1%20%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%AA%D9%87
كتاب الزهرة/الباب السبعون ذكر من هجي بقبح خلقته وعيب بسوء خليقته
أنشدني بعض أهل الأدب في أبي يعلى الكاتب: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آذرست المعلم: وقال محمد بن حازم الباهلي: وقال آخر: وأنشدني أحمد بن أبي طاهر: وقال آخر: وقال آخر يصف شناعة أبي جهل: ومن خبيث الهجاء قول الآخر: ومثله: وقال الحطيئة يهجو ابنته: وقال أعرابيّ يهجو أباه، وذلك أنَّه دخل على كسرى، فلما نظر إلى حسن مقاصيره وبهاء مملكته أنشأ يقول: وقال آخر يمدح أباه ويهجو نفسه: وقال آخر: كتاب الزهرة
220929
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%87%D8%AC%D9%8A%20%D8%A8%D8%A3%D8%B5%D9%84%D9%87%20%D8%AF%D9%88%D9%86%20%D9%85%D8%A7%20%D9%8A%D8%B8%D9%87%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%81%D8%B6%D9%84%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الحادي والسبعون ذكر من هجي بأصله دون ما يظهر من فضله
أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى عن أبي عبد الله بن الأعرابي قال: تمثل عبد الملك بن مروان لمسلمة بن عبد الملك وكان في خيله فسبق وكان ابن أمة والشعر لعبد القيس: قال: فقال مسلمة، والشعر لمسكين الحنظلي: وقال أبو تمام: وقال الطِرِمَّاح: وقال جرير: وقال آخر: وقال الأعشى أوْ الرّاعي: وقال عميرة بن جُعيل: وقال آخر: وقال زيد بن الحكم الكلابي: وقال آخر: وقال جميل: وقال الخزرجي: وقال أبو نواس: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال مَخْلَد الموصلي: وقال بشر بن شبيب: وقال مسلم: وقال محمد بن حماد: وقال آخر: وقال علي بن الجهم: وقال أبو الموق المديني: وقال البحتري: وأنشدني محمد بن المرزبان لنفسه: قال أبو بكر: قد كنتُ أكره أن أضمّن هذا الكتاب شيئاً من القذف، أوْ أشوبه بضرب من السفه والسخف، أو أذكر فيه هجاءً لقبيلة يجب على كافة المسلمين صونها، أوْ لرجل يكون سبيله في وجوب صيانته سبيلها، ولولا ذلك لكان في نقائض جرير والفرزدق وحدهما أوْ في قصيدتي الكميت ودعبل وحدهما، أوْ في أشعار الحكمي وضربائه دون من تقدمهم ما يملأ هذا الباب، بل ما يفي بجميع هذا الكتاب من أنواع التهاجي والتفاخر، ولولا أن معاني هذه الثلاثة الأبيات من المعاني المفردات الَّتي لا يكاد يقع مثلها سلاسة لفظ، واستيفاء معنى. وأنَّها مع ذلك ليس فيها ذكرٌ لأحد باسمه ولا نسب له بقبيلته، فيشترك فيها هو وغيره ما ذكرتها. ونحن الآن إن شاء الله إذْ أتينا في أبواب الهجاء من الأشعار بما فيه بلاغ. مبتدئون بأبواب الفخار. كتاب الزهرة
220930
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%81%D8%AE%D8%B1%20%D8%A8%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D9%87%20%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%AF%D8%AD%20%D8%A8%D9%86%D8%B3%D8%A8%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الثاني والسبعون ذكر من فخر بحسبه وامتدح بنسبه
قال امرؤ القيس: وقال آخر: وقال رجل من بني نهشل: وقال السموأل بن عادياء أوْ عبد الرحمن القيني أوْ عبد الملك الحارثي المعروف باللجلاج: وقال لقيط بن زُرارة: وقال الخريمي في نحوه: وقال البعيث بن حُريث: وقال آخر: وقال أوس بن مغراء: وقال قيس بن عاصم: وقال زبان بن سيار الفزاري: وللأسلع بن فضاض الطُّهوي: وقال جرير: وقال أيضاً: وقال دعبل: وقال إسحاق الموصلي: وقال أبو دلف: قال أبو بكر: قد مضى عظم هذا الباب، ولم نقضِ فيه لأحد من آل رسول الله صلى الله عليه، من الافتخار، ولم نؤخر ذكرهم، لأن غيرهم كان أحق بالتقدمة منهم، غير أنا أحببنا أن نختم الكتاب بذكرهم، ونقطع بالقضية لهم على غيرهم ونحن الآن نذكر قليلاً من كثير ما لهم إذ كان فضلهم أبين من أن يحتاج إلى توكيده بشعرهم، أوْ بشعر غيرهم، والحمد لله على ذلك. قال علي بن أبي طالب رضوان الله عليه: وقال هارون الرشيد: وقال علي بن محمد العلوي: وله أيضاً: وله أيضاً: وله أيضاً: كتاب الزهرة
220931
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%B1%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AE%D8%A7%D8%A1
كتاب الزهرة/الباب الثالث والسبعون ذكر ما للشعراء من الافتخار بالسخاء
قال حاتم بن عبد الله الطائي: وقال آخر: وقال آخر: وقال الحكم الأسدي: وقال ابن حازم: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال جعفر بن أبي طالب: وقال كعب بن زهير: وقال عروة بن الورد: وقال ابن البرصاء: وقال بشر بن المغيرة: وقال آخر: وقال عبد الله بن سبرة: وقال عبد العزيز بن زرارة: وقال بعض بني عجل: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال الخُريمي: وقال الحسين بن رجاء بن أبي الضحاك: وقال آخر: قال علي بن الجهم في كلب أهداه إلى بعض إخوانه يوصيه به: وقال علي بن محمد العلوي: قال أبو بكر محمد بن داود: وهذا أحسن ما قيل في معناه، على أن الافتخار كله عندي يقبح، وأقبحه الافتخار بالسخاء خاصة، لأن الأجمل بأهل الكرم أن تنشر عنهم فضائلهم، وأن يعترفوا هم بالتقصير على أنفسهم، فإن استقلالهم لمعروفهم الَّذي يستكثره غيرهم دلَّ على كرم طباعهم من الشحح بما صنعوا من معروف إلى غيرهم حتَّى إن ذكر مكارمهم بحضرتهم غير جميل من مادحيهم وتلقِّيهم إيَّاه بالقبول غير محمود من فعلهم. وليس يجمل الافتخار في حال من الأحوال إلاَّ بمن كفر نعمه، ونسب إلى غير ما يستحقّه، فيحسن منه حينئذٍ الاعتذار لنفسه بما ينفي عنه ما قرب به كالذي يقول: وعلى كل حال فالافتخار بالسخاء أجمل من الافتخار بضدّه، كما افتخر الَّذي يقول في شعره: ولو كان هذا الشاعر صرف همَّته إلى ذكر مكرمة عن نفسه هذا الصرف قد أبرَّ على كلّ من ذكرنا شعره. كتاب الزهرة
220932
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A3%D8%B8%D9%87%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%B9%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%20%D9%88%D9%82%D9%86%D8%B9%20%D8%A8%D9%87%20%D9%88%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%AE%D8%B1%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب الرابع والسبعون ذكر من أظهر الجزع من الفقر وقنع به وافتخر بالصبر
قال حطَّان بن المعلَّى: وأنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي: ببابهِ ما سطع النَّهار وقال آخر: وأنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي: وقال نهيك بن أُساف: وقال آخر: وقال آخر: وأجود من هذه المعاني قول الآخر: قال محمود الوراق: وأحسن من ذا قولاً وهو في ضدّ معناه الَّذي يقول: فهؤلاء الذين وصفنا حالهم في صدر هذا الباب إنَّما دعاهم إلى بذل أنفسهم في طلب المال الخوف على عيالهم، ولم يريدوا بذلك مباهاة لغيرهم، ولا مكاثرة لهم بأموالهم فهم لعمري أعذر ممَّن بذل نفسه، واستعمل جاهه، وانصب جسمه في طلب ما لم تدفعه الضرورة إلى طلبه، ويكسب مالاً فقرنه إلى كسب كما قال امرؤ القيس، وهو من جيد كلامه، وهو من الأمثال السائرة من شعره وإن كان غير محمود المعنى في حقيقته: وكما قال أيضاً: وكما قال يزيد بن خذاق: وكما قال أبو نواس: وقال آخر: وكما قال الأحمر بن سالم: قال أبو بكر: وإن هذه الأشعار لفي غاية من جزالة اللفظ، وتوسط من جودة المعنى، ولم نُعب قائليها، لأنهم أساؤوا فيها، وإنَّما أردنا منهم أن تكون رغبتهم في بذلها للمكاسب تأميلاً للرفعة بها في العواقب، إذْ قد استسلفوا مذلَّة السؤال، وليسوا على ثقة ممَّا أمَّلوه من علوّ الحال، ونحن الآن نذكر إن شاء الله من أثر القناعة والصبر، وتجشم مضاضة الإقتار والفقر. أنشدني بعض أهل الأدب عن الرياشي لعلي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه: وأحسن الَّذي يقول: وقال بشر الضبعي: وقال أيضاً: وقال ابن أذينة: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال أبو دلف: وأنشدني بعض أهل الأدب: قال أبو العبر: وقال آخر: وقال آخر: وقال بعض الكلابيين: قال بعض الأعراب: وأخبرني محمد بن الخطاب الكلابي أن فتى من الأعراب خطب ابنة عم له وكان معسراً، وأبى عمه أن يزوّجه فكتب إلى ابنة عمه هذه الأبيات: قال: فدخلت بالأبيات على أبيها فقال لها: ما أُريد لك صداقاً غيرها، فدعاه فزوَّجه إيَّاها. كتاب الزهرة
221190
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF%20%D8%A8%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D9%85%D9%84%D9%88%D9%83%20%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3
رسالة خالد بن الوليد إلى ملوك فارس
من خالد بن الوليد إِلى ملوك فارس. أما بعد: فالحمد لله الذي حلَّ نظامكم، ووهَّن كيدكم، وفرَّق كلمتكم، ولو لم يفعل ذلك بكم كان شرّاً لكم، فادخلوا في أمرنا نَدَعْكم وأرضكم ونجوزكم إلى غيركم، وإلا كان ذلك وأنتم كارهون على غَلَب، على أيدي قوم يحبّون الموت كما تحبون الحياة. خالد بن الوليد
221191
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF%20%D8%A8%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D8%A8%D8%A9%20%D8%A3%D9%87%D9%84%20%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3
رسالة خالد بن الوليد إلى مرازبة أهل فارس
من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس، سلامُ على من اتبع الهدى، اما بعد. فالحمدلله الذي فض خدمتكم وسلب ملككم، و وهن كيدكم، وإنه من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ما لنا وعليه ما علينا، اما بعد. فإذا جاءكم كتابي فابعثوا إلي بالرهن، واعتقدوا مني الذمة، وإلا فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم برجالٍ يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة. خالد بن الوليد
221193
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82
جريدة العراق
العدد 1 العدد 2 العدد 3 العدد 4 العدد 5 العدد 6 العدد 7 العدد 8 العدد 9 العدد 10 العدد 11 العدد 12 العدد 13 العدد 14 العدد 15 العدد 16 العدد 17 العدد 18 العدد 19 العدد 20 العدد 21 العدد 22 العدد 23 العدد 24 العدد 25 العدد 26 العدد 27 العدد 28 العدد 29 العدد 30 العدد 31 العدد 32 العدد 33 العدد 34 العدد 35 العدد 36 العدد 37 العدد 38 العدد 39 العدد 40 العدد 41 العدد 42 العدد 43 العدد 44 العدد 45 العدد 46 العدد 47 العدد 48 العدد 49 العدد 50 العدد 51 العدد 52 العدد 53 العدد 54 العدد 55 العدد 56 العدد 57 العدد 58 العدد 59 العدد 60 العدد 61 العدد 62 العدد 63 العدد 64 العدد 65 العدد 66 العدد 67 العدد 68 العدد 69 العدد 70 العدد 71 العدد 72 العدد 73 العدد 74 العدد 75 العدد 76 العدد 77 العدد 78 العدد 79 العدد 80 العدد 81 العدد 82 العدد 83 العدد 84 العدد 85 العدد 86 العدد 87 العدد 88 العدد 89 العدد 90 العدد 91 العدد 92 العدد 93 العدد 94 العدد 95 العدد 96 العدد 97 العدد 98 العدد 99 العدد 100 العدد 101 العدد 102 العدد 103 العدد 104 العدد 105 العدد 106 العدد 107 العدد 108 العدد 109 العدد 110 العدد 111 العدد 112 العدد 113 العدد 114 العدد 115 العدد 116 العدد 117 العدد 118 العدد 119 العدد 120 العدد 121 العدد 122 العدد 123 العدد 124 العدد 125 العدد 126 العدد 127 العدد 128 العدد 129 العدد 130 العدد 131 العدد 132 العدد 133 العدد 134 العدد 135 العدد 136 العدد 137 العدد 138 العدد 139 العدد 140 العدد 141 العدد 142 العدد 143 العدد 144 العدد 145 العدد 146 العدد 147 العدد 148 العدد 149 العدد 150 العدد 151 العدد 152 العدد 153 العدد 154 العدد 155 العدد 156 العدد 157 العدد 158 العدد 159 العدد 160 العدد 161 العدد 162 العدد 163 العدد 164 العدد 165 العدد 166 العدد 167 العدد 168 العدد 169 العدد 170 العدد 171 العدد 172 العدد 173 العدد 174 العدد 175 العدد 176 العدد 177 العدد 178 العدد 179 العدد 180 العدد 181 العدد 182 العدد 183 العدد 184 العدد 185 العدد 186 العدد 187 العدد 188 العدد 189 العدد 190 العدد 191 العدد 192 العدد 193 العدد 194 العدد 195 العدد 196 العدد 197 العدد 198 العدد 199 العدد 200 العدد 201 العدد 202 العدد 203 العدد 204 العدد 205 العدد 206 العدد 207 العدد 208 العدد 209 العدد 210 العدد 211 العدد 212 العدد 213 العدد 214 العدد 215 العدد 216 العدد 217 العدد 218 العدد 219 العدد 220 العدد 221 العدد 222 العدد 223 العدد 224 العدد 225 العدد 226 العدد 227 العدد 228 العدد 229 العدد 230 العدد 231 العدد 232 العدد 233 العدد 234 العدد 235 العدد 236 العدد 237 العدد 238 العدد 239 العدد 240 العدد 241 العدد 242 العدد 243 العدد 244 العدد 245 العدد 246 العدد 247 العدد 248 العدد 249 العدد 250 العدد 251 العدد 252 العدد 253 العدد 254 العدد 255 العدد 256 العدد 257 العدد 258 العدد 259 العدد 260 العدد 261 العدد 262 العدد 263 العدد 264 العدد 265 العدد 266 العدد 267 العدد 268 العدد 269 العدد 270 العدد 271 العدد 272 العدد 273 العدد 274 العدد 275 العدد 276 العدد 277 العدد 278 العدد 279 العدد 280 العدد 281 العدد 282 العدد 283 العدد 284 العدد 285 العدد 286 العدد 287 العدد 288 العدد 289 العدد 290 العدد 291 العدد 292 العدد 293 العدد 294 العدد 295 العدد 296 العدد 297 العدد 298 العدد 299 العدد 300 العدد 301 العدد 302 العدد 303 العدد 304 العدد 305 العدد 306 العدد 307 العدد 308 العدد 309 العدد 310 العدد 311 العدد 312 العدد 313 العدد 314 العدد 315 العدد 316 العدد 317 العدد 318 العدد 319 العدد 320 العدد 321 العدد 322 العدد 323 العدد 324 العدد 325 العدد 326 العدد 327 العدد 328 العدد 329 العدد 330 العدد 331 العدد 332 العدد 333 العدد 334 العدد 335 العدد 336 العدد 337 العدد 338 العدد 339 العدد 340 العدد 341 العدد 342 العدد 343 العدد 344 العدد 345 العدد 346 العدد 347 العدد 348 العدد 349 العدد 350 العدد 351 العدد 352 العدد 353 العدد 354 العدد 355 العدد 356 العدد 357 العدد 358 العدد 359 العدد 360 العدد 361 العدد 362 العدد 363 العدد 364 العدد 365 العدد 366 العدد 367 العدد 368 العدد 369 العدد 370 العدد 371 العدد 372 العدد 373 العدد 374 العدد 375 العدد 376 العدد 377 العدد 378 العدد 379 العدد 380 العدد 381 العدد 382 العدد 383 العدد 384 العدد 385 العدد 386 العدد 387 العدد 388 العدد 389 العدد 390 العدد 391 العدد 392 العدد 393 العدد 394 العدد 395 العدد 396 العدد 397 العدد 398 العدد 399 العدد 400 العدد 401 العدد 402 العدد 403 العدد 404 العدد 405 العدد 406 العدد 407 العدد 408 العدد 409 العدد 410 العدد 411 العدد 412 العدد 413 العدد 414 العدد 415 العدد 416 العدد 417 العدد 418 العدد 419 العدد 420 العدد 421 العدد 422 العدد 423 العدد 424 العدد 425 العدد 426 العدد 427 العدد 428 العدد 429 العدد 430 العدد 431 العدد 432 العدد 433 العدد 434 العدد 435 العدد 436 العدد 437 العدد 438 العدد 439 العدد 440 العدد 441 العدد 442 العدد 443 العدد 444 العدد 445 العدد 446 العدد 447 العدد 448 العدد 449 العدد 450 العدد 451 العدد 452 العدد 453 العدد 454 العدد 455 العدد 456 العدد 457 العدد 458 العدد 459 العدد 460 العدد 461 العدد 462 العدد 463 العدد 464 العدد 465 العدد 466 العدد 467 العدد 468 العدد 469 العدد 470 العدد 471 العدد 472 العدد 473 العدد 474 العدد 475 العدد 476 العدد 477 العدد 478 العدد 479 العدد 480 العدد 481 العدد 482 العدد 483 العدد 484 العدد 485 العدد 486 العدد 487 العدد 488 العدد 489 العدد 490 العدد 491 العدد 492 العدد 493 العدد 494 العدد 495 العدد 496 العدد 497 العدد 498 العدد 499 العدد 500 مجلات عربية
222412
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%81%D8%AA%D9%88%D9%89%20%D9%88%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86
فتوى وهران
الحمد لله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما" اخواننا القابضين على دينهم، كالقابض على الجمر، من أجزل الله ثوابهم فيما لقوا في ذاته. وصبروا النفوس والأولاد في مرضاته، الغرباء القرباء إن شاء الله من مجاورة نبيه في الفردوس الأعلى من جناته، وارثوا سبيل السلف الصالح في تحمل المشاق وإن بلغت النفوس إلى التراق، نسأل الله أن يلطف بنا وأن يعيننا وإياكم على مراعاة حقه بحسن إيمان وصدق، وأن يجعل لنا ولكم من الأمور فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، بعد السلام عليكم من كتابه إليكم، من عبيد الله أصغر عبيده وأحوجهم إلى عفوه ومزيده، عبيدالله تعالى أحمد ابن بوجمعة المغراوي ثم الوهراني. كان الله للجميع بلطفه وستره، سائلاً من اخلاصكم وغربتكم حسن الدعاء بحسن الخاتمة والنجاة من أهوال هذه الدار والحشر مع الذين أنعم الله عليهم من الأبرار ومؤكداً عليكم في ملازمة دين الإسلام، آمرين به من بلغ من أولادكم، ان لم تخافوا دخول شر عليكم من إعلام عدوكم بطويتكم، فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس، وإن ذاكر الله بين الغافلين كالحي بين الموتى فاعلموا أن الأصنام خشب منجور وحجر جلمود لايضر ولاينفع وان الملك ملك الله ما اتخذ الله من ولد، وما كان معه من إله. فاعبدوه واصطبروا لعبادته، فالصلاة ولو بالإيماء، والزكاة ولو كأنها هدية لفقيركم أو رياء، لأن الله لاينظر إلى صوركم، ولكن إلى قلوبكم، والغسل من الجنابة ولو عوماً في البحور وإن منعتكم فالصلاة قفاء بالليل لحق النهار وتسقط في الحكم طهارة الماء وعليكم بالتيمم ولو مسحاً بالأيدي للحيطان فإن لم يكن فالمشهور سقوط الصلاة وقضاؤها لعدم الماء والصعيد إلا أن يمكنكم الإشارة إليه بالأيدي والوجه إلى تراب طاهر أو حجر أو شجر مما يتمَّم به، فأقصدوا بالإيماء، نقله ابن ناجي في شرح الرسالة لقوله صلى الله عليه وسلم فأتوا منه ما استطعتم. وإن اكرهوكم في وقت صلاة إلى السجود للأصنام أو حضور صلاتهم فأحرموا بالنية وأنووا صلاتكم المشروعة وأشيروا لما يشيرون إليه من صنم ومقصودكم الله. وإن كانلغير القبلة تسقط في حقكم كصلاة الخوف عند الالتحام، وأن أجبروكم على شرب خمر، فاشربوه لابنية استعماله. وإن كلفوا عليكم خنزيراً فكلوه ناكرين إياه بقلوبكم ومعتقدين تحريمه. وكذا إن أكرهوكم على محرّم. وإن زوجوكم بناتهم فجائز لكونهم أهل الكتاب وإن أكرهوكم على إنكاح بناتكم منهم فاعتقدوا تحريمه لولا الإكراه، وأنكم ناكرون لذلك بقلوبكم ولو وجدتم قوة لغيَّرتموه. وكذا إن أكرهوكم على ربا أو حرام فافعلوا منكرين بقلوبكم ثم ليس عليكم إلاّ روؤس أموالكم وتتصدقوا بالباقي، إن تبتم لله تعالى وإن اكرهوكم على كلمة الكفر فإن أمكنكم التوبة والإلغاز فافعلوا، وإلا فكونوا مطمئنين القلوب بالإيمان ان نطقتم بها ناكرين لذلك وإن قالوا اشتموا محمداً فإنهم يقولون له مُمَدْ، فاشتموا مُمَداً، ناوين انه الشيطان أو مُمَد اليهود فكثير بهم اسمه وإن قالوا عيسى توفى بالصلب فانووا من التوفية والكمال والتشريف من هذه وإماتته وصلبه وإنشاد ذكره إظهار الثناء عليه بين الناس وأنه استوفاه الله برفعه إلى العلو ومايعسر عليكم فابعثوا فيه إلينا نرشدكم إن شاء الله على حسب ماتكتبون به. وأنا أسأل الله أن يديل الكرة للإسلام حتى تعبدوا الله ظاهراً بحول الله من غير محنة ولا وجلة بل بصدمة الترك الكرام ونحن نشهد لكم بين يدي الله أنكم صدقتم الله ورضيتم به ولابد من جوابكم والسلام عليكم جميعاً. بتاريخ غرة رجب عام عشرة وتسعمائة عرف الله خبره "يصل إلى الغرباء إن شاء الله تعالى" مؤلفون-أ
222446
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A3%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%86%D8%AF%D8%B3%D9%8A%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%20%28%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89%29
أعلام المهندسين في الإسلام (الطبعة الأولى)
أعلام المُهندسين في الإسلام، كتابٌ لِلباحث والمُحقِّق المصري أحمد تيمور باشا. نُشر أكثره بدايةً كأبحاثٍ في مجلَّة «الهندسة» الشهريَّة الصادرة في مصر سنة 1921م. وقد بدأ نشرها تباعًا في المجلَّة المذكورة مُنذُ العدد الثامن في سنتها الثانية، عدد شهر آب (أغسطس) 1922م. صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في شهر ربيع الآخر 1377هـ المُوافق فيه تشرين الثاني (نوڤمبر) 1957م، ونشرتها لجنة المُؤلَّفات التيموريَّة مُعتمدةً على ما سبق ونُشر في المجلَّة سالِفة الذِكر، إضافةً إلى أُصُولٍ أُخرى بِخط يد المُؤلِّف، عُثر عليها بين مُخلَّفاته، بعد أن زاد فيها وأدخل على كثيرٍ من موضوعاتها تنقيحاتٍ شتَّى.
222654
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9%20%28%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89%29
الآثار النبوية (الطبعة الأولى)
الآثار النبويَّة كتابٌ لِلباحث والمُحقِّق المصري أحمد تيمور باشا، حافلٌ بِبُحُوثٍ شتَّى في آثار الرسول . نُشر أكثره بدايةً كأبحاثٍ في مجلَّة «الهداية الإسلاميَّة»، وتولَّى المُؤلِّف نفسه إدخال بعض الإصلاحات على النُسخ المطبوعة منها، وزاد في تعليقاته. صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في سنة 1370هـ المُوافقة لِسنة 1951م، ونشرتها لجنة المُؤلَّفات التيموريَّة بعدما راجعت تصحيحات الكاتب لأُصُول البحث، وأضافت إليها ما عثرت عليه من تعليقاته ومُلاحظاته المُبعثرة. وكان هذا الكتاب آخر بُحُوث أحمد تيمور باشا قبل أن ينتقل لرحمة الله.
222833
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9
محاضرات في تاريخ الدولة العباسية
مُحاضرات في تاريخ الدولة العبَّاسيَّة، كتابٌ لِلمُؤرِّخة والأُستاذة الجامعيَّة المصريَّة نبيلة حسن مُحمَّد. نُشر في بيروت على شكل مُحاضراتٍ جامعيَّة أُلقيت أمام طُلَّاب السنة الثانية لِمرحلة الليسانس في قسم التاريخ بِكُليَّة الآداب بِجامعة بيروت العربيَّة.
223795
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9%20%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B9%D9%87%D8%AF%20%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%B9%D9%84%D9%8A%20%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7
الأوراق العربية لتاريخ سورية في عهد محمد علي باشا
الأوراق العربيَّة لِتاريخ سورية في عهد مُحمَّد علي باشا، كتابٌ للمُؤرِّخ اللُّبناني أسد رُستُم. نُشر في بيروت عبر المطبعة الأدبيَّة، سنة 1928م. الكتاب عبارة عن مجموعة الوثائق، أو الأُصُول التاريخيَّة بحسب تعبير رُستُم، المكتوبة باللُّغة العربيَّة، والتي تتناول تاريخ الديار الشَّاميَّة تحت حُكم مُحمَّد علي باشا (1831 - 1840م). جُمعت هذه الأُصُول من مصادر شتَّى كأرشيف مكتبة الجامعة الأميركيَّة في بيروت وسجلَّات المحاكم الشرعيَّة في لُبنان وفلسطين، ومن مصادر أُخرى أيضًا. وثائق تاريخية
223828
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%B3
حرب في الكنائس
حربٌ في الكنائس هو كتابٌ للمُؤرِّخ اللُّبناني أسد رُستُم. نشره قسم الدراسات التاريخيَّة في الجامعة اللُبنانيَّة سنة 1958م. الكتاب عبارة عن مُحاضرات ألقاها الدكتور أسد رُستُم في مؤتمر المباحث البيزنطيَّة في دورته الحادية عشر، من 15 إلى 20 أيلول (سپتمبر) 1958م.
223921
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%86%D8%AD%D9%86%20%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%85%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%83%D8%A7%D9%86%20%28%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89%29
نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى)
نحنُ ورومة والفاتيكان هو كتابٌ للمُؤرِّخ اللُّبناني أسد رُستُم. نُشر سنة 1959م. الكتاب عبارة عن عرضٍ تاريخيٍّ واقعيٍّ لأسباب الخلاف والتباعد بين الكنائس الشرقيَّة والكنيسة الغربيَّة. وينص رُستُم على أنَّ الرُجُوع للماضي ضروري لفهم الحاضر وإعداد العُدَّة لِلمُستقبل وإطلاع جُمهُور المسيحيين على حقيقة ما جرى لضرورة خلق «رأي عام مُنوَّر يوجب الاعتدال ويدفع بالرؤساء إلى الأمام».
224188
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1%20%D8%A8%D9%8A%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2%D8%8C%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%20%28%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%D8%8C%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%29
بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)
صدرت الطبعة الثانية من كتاب بشير بين السُلطان والعزيز عن الجامعة اللُبنانيَّة سنة 1966م. تناول فيه المُؤلِّف الحديث عن جوانب من تاريخ جبل لُبنان تحت حُكم الأمير بشير الثاني الشهابي وعلاقته بوالي مصر مُحمَّد علي باشا، الذي عقد معه حلفًا مُناهضًا للدولة العُثمانيَّة، وخرجا معًا على السُلطان العثماني. ويُؤرِّخ المُؤلِّف لتاريخ هذه العلاقة وأسبابها كما يعرض لما شابها فيما بعد من فتور وبرود بسبب رغبة مُحمَّد علي باشا بإخضاع جبل لُبنان لِهيمنته وسيطرته، كما يعرض المؤلِّف للاضطرابات والقلاقل التي عصفت ببلاد الشَّام خلال ذلك العهد، وطبيعة الحكم في الجبل، ومُعاهدة لندن وصولاً إلى الثورة في جبل لُبنان وجلاء القوات الفرنسيَّة عنه. طالع أيضًا الجُزء الثاني من هذا الكتاب
224320
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%28%D8%AD%D9%81%D8%B5%29
القرآن الكريم (حفص)
ضبط هذا المصحف على رواية حفص بن سليمان الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود، بالرسم العثماني، وعلامات الوقف فيه مطابقة لطبعة مصحف المدينة النبوية الصادرة سنة 1441هـ. كتب مقدسة
224496
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1%20%D8%A8%D9%8A%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2%D8%8C%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%28%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%D8%8C%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%29
بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)
صدرت الطبعة الثانية من كتاب بشير بين السُلطان والعزيز عن الجامعة اللُبنانيَّة سنة 1966م. تناول فيه المُؤلِّف الحديث عن جوانب من تاريخ جبل لُبنان تحت حُكم الأمير بشير الثاني الشهابي وعلاقته بوالي مصر مُحمَّد علي باشا، الذي عقد معه حلفًا مُناهضًا للدولة العُثمانيَّة، وخرجا معًا على السُلطان العثماني. ويُؤرِّخ المُؤلِّف لتاريخ هذه العلاقة وأسبابها كما يعرض لما شابها فيما بعد من فتور وبرود بسبب رغبة مُحمَّد علي باشا بإخضاع جبل لُبنان لِهيمنته وسيطرته، كما يعرض المؤلِّف للاضطرابات والقلاقل التي عصفت ببلاد الشَّام خلال ذلك العهد، وطبيعة الحكم في الجبل، ومُعاهدة لندن وصولاً إلى الثورة في جبل لُبنان وجلاء القوات الفرنسيَّة عنه. طالع أيضًا الجُزء الأوَّل من هذا الكتاب
225036
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%28%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9%29
مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة)
صدرت الطبعة الثالثة من كتاب مُصطلح التاريخ عن المكتبة العصريَّة بِمدينة صيدا سنة 1955م. وفي هذا الكتاب يعرض رُستُم رسالةً واضحةً في مُصطلح التاريخ مُحاولًا تأسيس قواعد للتأريخ بوصفه علمًا له شُرُوطه ومُؤهلاته التي يجب أن يحصل عليها كُل من أراد العمل به؛ وهو يربط ذلك كله بعلم مصطلح الحديث، مستفيدًا من قواعده ومناهجه ومطبقًا الكثير منها على رواية التاريخ.
225360
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9%20%D8%AC%D8%B1%D8%AC%D9%8A%20%D8%B2%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%86%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A8%D8%A7
رحلة جرجي زيدان إلى أوربا
صدر هذا الكتاب سنة 1912م، قبل وفاة جُرجي زيدان بسنتين. وفيه يتحدث الكاتب عن زيارته أوروبَّا خلال أوائل القرن العشرين الميلاديّ، من خلال ما جمعه وما دوَّنه من مُلاحظات، بعدما تنقَّل بين فرنسا والمملكة المتحدة وسويسرا. يصف الكاتب ما استرعى انتباهه أثناء زيارته. و يحصر سرده في ما يعود بالنفع على القارئ الشرقي لتحقيق نهضته، دون التوقف عند التفاصيل الشخصية لرحلته. ضمّن زيدان الكتاب العديد من الجداول و الإحصائيات الخاصة بالإقتصاد والتعليم وغيرها من المجالات في فرنسا والمملكة المُتحدة.
225569
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D9%82%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%8C%20%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%87%20%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%87%20%28%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%DB%95%D9%84%D8%B1%20%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9%DB%95%D8%B3%D9%89%29
أوقرانيا، روسيه وتوركيه (مقالەلر مجموعەسى)
هذا الكتاب عبارة عن دراسة بالتُركيَّة العُثمانيَّة أصدرته جمعيَّة الاتحاد والترقي الحاكمة الفعليَّة في الدولة العُثمانيَّة، سنة 1915م. التعريبُ الحرفي للعنوان: أوكرانيا، روسيا، وتُركيا (مجموعة مقالات)، والأفضل القول: مجموعة مقالات عن أوكرانيا وروسيا وتركيا. هذه الدراسة هي من جُملة الدراسات التي أصدرتها الحُكُومة الاتحاديَّة العُثمانيَّة عن دُول وقُوَّات الحُلفاء في الحرب العالميَّة الأولى، وهي مُتخصصة بِمُختلف جوانب إقليم أوكرانيا الذي كان حينذاك جُزءًا من الإمبراطوريَّة الروسيَّة.
225906
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B2%D8%AF%D8%A7%D8%B1%20%D9%88%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%82
وثيقة الدزدار وقضية البراق
وثيقة الدزدار وقضية البراق هي دراسة أجراها المُؤرِّخ اللُبناني لوثيقةٍ تاريخيَّة محفوظة في سراي عابدين الملكيَّة بمصر، عُرفت بوثيقة الدزدار نسبةً إلى أحمد آغا الدزدار القائم بأعمال مُتسلميَّة بيت المقدس خلال العهد المصري في الشَّام (1831 - 1840م). أكَّد رُستم عبر دراسته لهذه الوثيقة أصالتها وصحَّتها، وصحَّة ما ورد فيها، وهو أنَّ الساحة المُحاذية لحارة المغاربة وحائط البُراق كُلها أملاك وقفيَّة إسلاميَّة، ولا حق لليهود فيها.
225930
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%84%D9%88%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D8%B1%D9%8A%D8%AE
الأسلوب العلمي والتأريخ
الأُسلوب العلمي والتأريخ هي مقالة لِلمُؤرِّخ اللُبناني أسد رُستُم نُشرت في 1 كانون الثاني (يناير) 1939م في مجلَّة المشرق.
227063
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%20%281881%29
غابة الحق (1881)
محتويات كتاب مقدمة الحلم الهواجس مملكة الروح السياسة والمملكة التمدن قواد الشر المحاكمة اليقظة مؤلفات فرنسيس مراش
227086
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%88%D9%85%20%D9%88%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9
علم النجوم وأصول الحركات السماوية
محتويات الكتاب الغلاف الفصل الأول : في سني العرب والعجم وأسماء شهورهم وأيّامهم واختلاف ما بين بعضها وبعض الفصل الثاني : في أنّ السماء على مثال الكرة ودورها بجميع ما فيها من الكواكب كدور الكرة الفصل الثالث : في أنّ الأرض أيضاً بجميع أجزائها من البرّ والبحر على مثال الكرة الفصل الرابع : في أنّ كرة الأرض مبنتة في وسط كرة السماء كالمركز وقدرها عند قدر السماء كقدر النقطة من الدائرة صغر الفصل الخامس : في الحركتين الأوّلتين من حركات السماء التين إحديهما حركة الكلّ التي يكون بها الليل والنهار من المشرق إلى مغرب ةالأخرى حركة الكواكب التي يري لهل في فلك البروج من المغرب إلى المشرق الفصل السادس : في صفة الربع المسكون من الأرض وجمل ما يعرض فيه من دور الفلك واختلاف الليل والنهار الفصل السابع : في خواصّ أقسام الربع المسكون وذكر المواضع التي تطلع عليها الشمس شهوراً لا تغرب وتغرب عنها شهوراً لا تطلع الفصل الثامن : في مساحة الأرض وقسمة الأقليم السبعة العامرة منها الفصل التاسع : في أسماء البلدان والمدائن المعروفة في الأرض وما في كلّ إقليم منها الفصل العاشر : في مطالع البروج واختلافها في الأفلاك المستقيمة وفي الأفلاك المائلة الفصل الحادي عشر : في مقدار أزمان النهار والليل واختلاف الساعات المعتدلة والزمانية الفصل الثاني عشر : في صفة هيئة أفلاك الكواكب وتركيبها ومراتب أبعادها من الأرض الفصل الثالث عشر : في تصنيف حركات الشمس والقمر والكواكب الثابتة في أفلاكها في جهتي المغرب والمشرق التي تسمّى حركة الطول الفصل الرابع عشر : في تصنيف حركات الكواكب الخمسة المتحيّرة في أفلاكها في الطول الفصل الخامس عشر : فيما تعرض للكواكب الخمسة المتحيّرة من الرجوع في مسيرها في فلك البروج الفصل السادس عشر : في مقادير أفلاك الكواكب التي تسمّى أفلاك التداوير عند الأفلاك الخارجة المراكز وأبعاد مراكز الأفلاك الخارجة من مركز الأرض الفصل السابع عشر : في أدوار الكواكب في أفلاكها وفي فلك البروج الفصل الثامن عشر : في تصنيف حركات الكواكب الثابتة والجارية في جهتي الشمال والجنوب التي تسمّى حركة العرض الفصل التاسع عشر : في عدد الكواكب الثابتة وتصنيفها على مقادير عضمها ووصف مواضع العظام منها من السماء وهي خمسة عشر كوكباً الفصل العشرون : في صفة الكواكب التي تسمّى منازل القمر وهي ثمان وعشرون منزلة الفصل الحادي والعشرون : في مساحة أبعاد الكواكب الجارية والثابتة من الأرض الفصل الثاني والعشرون : في مساحة الكواكب ومقدار مساحة الأرض من مساحة كلّ كوكب منها الفصل الثالث والعشرون : فيما يعرض من اختلاف بين الكواكب وبين درجته من منطقة فلك البروج في توسّط السماء وفي الطلوع والغروب الفصل الرابع والعشرون : في تشريق الكواكب وتغريبها واختفائها بشعاع الشمس الفصل الخامس والعشرون : في طلوع الأهلّة وزيادة ضوء القمر ونقصانه الفصل السادس والعشرون : في طلوع الكواكب الخمسة من شعاع الشمس الفصل السابع والعشرون : فيما يعرض للقمر والكواكب القريبة من الأرض من اختلاف المنظر الفصل الثامن والعشرون : في كسوف القمر الفصل التاسع والعشرون : في كسوف الشمس الفصل الثلاثون : في مقدار ما بين أوقات كسوفات القمر وكسوفات الشمس الكتاب باللغةاللاتينية الكتاب اللاتينية ومترجم بالعربية الفهرس اللاتيني
227163
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%86%D9%88%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%82%D9%8A%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9%20%D8%B3%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%86
نور اليقين في سيرة سيد المرسلين
الصفحة =1|تصغير محتويات كتاب مقدمة زواج عبد الله بامنة وحملها الرضاع حادثة شق الصدر وفاة امنة وكفالة عبد المطلب ووفاته وكفالة أبي طالب السفر إلى الشام حرب الفجار حلف الفضول رحلته إلى الشام المرة الثانية زواجه خديجة بناء البيت معيشته عليه الصلاة والسلام قبل البعثة سيرته في قومه قبل البعثة ما أكرمه الله به قبل النبوة تبشير التوراة به تبشير الإنجيل حركة الأفكار قبل البعثة بدء الوحي فترة الوحي عود الوحي الدعوة سرا الجهر بالتبليغ الإيذاء إسلام حمزة هجرة الحبشة الأولى إسلام عمر
227376
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B4%D8%B1%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%281911%29
النشر في القراءات العشر (1911)
الصفحة =1|تصغير محتويات كتاب مقدمة شرحها باب الاستعاذة باب البسملة سورة أم القرأن اباب الإدغام الكبير باب هاء الكناية باب المد والقصر باب الهمزتين من كلمة باب الهمزتين من كلمتين باب الهمز المفرد باب الإدغام االصغير ذال اذ باب حروف قربت مخارجها باب أحكم النون الساكنة والتنوين اباب الفتح والإمالة وبين اللفظين باب إمالة هاء التأنيث وماقبلها في الوقف باب مذاهبهم في الراآت اباب اللامات باب الوقف علي أواخر الكلام باب مذاهبهم في الزوائد باب افراد القراآت وجمعها باب فرش الحروف سورة أل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الانعام سورة الاعراف سورة الانفال سورة التوبة سورة هود سورة يوسف سورة الرعد واختيها سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الانبياء سورة الحج والمؤمنون سورة النور والفرقان سورة الشعراء والنمل سورة القصص سورة العنكبوت والروم سورة لقمان إلي سورة يس سورة السجدة سورة سبأ سورة االملائكة سورة يس سورة الصافات من سورةص الي الاحقاف سورة يس سورةالزمر سورة يس سورة المومن سورة فصلت سورة الشوري سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الاحقاف وأختيها سورة محمد (عليه الصلاة والسلام) سورة الفتح من الحجرات الي سورةالرحمن سورة القاف سورة القاف سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن من سورة الواقعة الي سورة التغابن سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف من سورة التغابن الي سورة الانسان سورة الانسان والمرسلات من سورة الانسان الي سورة الرحيق من سورة الرحيق الي سورة الشمس من سورة الشمس الي اخر القرأن باب التكبير الموافقات
227678
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AD%D9%88%D8%B1%D8%A9%20%281946%29
المدينة المسحورة (1946)
محتويات الكتاب عودة شهرزاد الليلة الأولى الليلة الثانية الليلة الثالثة الليلة الرابعة الليلة الخامسة الليلة السادسة الليلة السابعة الليلة الثامنة الليلة التاسعة الليلة العاشرة المدينة المسحورة (1946) مؤلفات سيد قطب
228058
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%AC%20%D8%B4%D8%B1%D8%AD%20%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD%20%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%20%D8%A8%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%AC/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%A7%D8%AD
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج/كتاب النكاح
لا تحل المطلقة ثلاثا لمطلقها حتى تنكح زوجا غيره (ويطأها ثم يفارقها وتنقضي عدتها) قولها (فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير) هو بفتح الزاي وكسر الباء بلا خلاف وهو الزبير بن باطاء ويقال باطياء وكان عبد الرحمن صحابيا والزبير قتل يهوديا في غزوة بني قريظة وهذا الذي ذكرنا من أن عبد الرحمن بن الزبير بن باطاء القرظي هو الذي تزوج امرأة رفاعة القرظي هو الذي ذكره أبو عمر بن عبد البر والمحققون وقال ابن منده وأبو نعيم الأصبهاني في كتابيهما في معرفة الصحابة إنما هو عبد الرحمن بن الزبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف ابن مالك بن أوس والصواب الأول قولها فبت طلاقي أي طلقني ثلاثا قولها هدبة الثوب هو بضم الهاء وسكان الدال وهي طرفة الذي لم ينسج شبهوها بهدب العين وهو شعر جفنها قوله صلى الله عليه وسلم (لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك) هو بضم العين وفتح السين تصغير عسلة وهي كناية عن الجماع شبه لذته بلذة العسل وحلاوته قالوا وأنث العسيلة لأن العسيلة نعتين التذكير والتأنيث وقيل أنثها على إرادة النطفة وهذا ضعيف لأن الانزال لا يشترط وفي هذا الحديث أن المطلقة ثلاثا تحل لمطلقها حتى تنكح زوجا غيره ويطأها ثم يفارقها وتنقضي عدتها فأما مجرد عقدة عليها فلا يبيحها للأول وبه قال جميع العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم وانفرد سعيد بن المسيب فقال إذا عقد الثاني عليها ثم فارقها حلت للأول ولا يشترط وطء الثاني لقول الله تعالى حتى تنكح زوجا غيره والنكاح حقيقة في العقد على الصحيح وأجاب الجمهور بأن هذا الحديث مخصص لعموم الآية ومبين للمراد بها قال العلماء ولعل سعيدا لم يبلغه هذا الحديث قال القاضي عياض لم يقل أحد يقول سعيد في هذا الا طائفة من الخوارج واتفق العلماء على أن تغييب الحشفة في قبلها كاف في ذلك من غير إنزال المنى وشذ الحسن البصري فشرط إنزال المنى وجعله حقيقة العسيلة قال الجمهور بدخول الذكر تحصل اللذة والعسيلة ولو وطئها في نكاح فاسد لم تحل للأول على الصحيح لأنه ليس بزوج قوله (ان النبي صلى الله عليه وسلم تبسم) قال العلماء (٣)ان التبسم للتعجب من جهرها وتصريحها بهذا الذي تستحي النساء منه في العادة أو لرغبتها في زوجها الأول وكراهة الثاني والله أعلم ما يستحب أن يقوله عند الجماع قوله صلى الله عليه وسلم (لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه ان يقدر بينهما في ذلك ولد لم يضره شيطان أبدا) قال القاضي قيل المراد بأنه لا يضره أنه لا يصرعه شيطان وقيل لا يطعن فيه الشيطان عند ولادته بخلاف غيره قال ولم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر والوسوسة والاغواء هذا كلام القاضيجواز جماعة امرأته في قبلها من قدامها ومن ورائها (من غير تعرض للدبر) قول جابر (كانت اليهود تقول إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) وفي رواية ان شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد المجبية بميم مضمومة ثم جيم مفتوحة ثم باء موحدة مشددة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت أي مكبوبة على وجهها والصمام بكسر الصاد أي ثقب واحد والمراد به القبل قال العلماء وقوله تعالى فأتوا حرثكم أنى شئتم أي موضع الزرع من المرأة وهو قبلها الذي يزرع فيه المنى لابتغاء الولد ففيه إباحة وطئها في قبلها إن شاء من بين يديها وإن شاء من ورائها وإن شاء مكبوبة وأما الدبر فليس هو بحرث ولا موضع زرع ومعنى قوله أنى شئتم أي كيف شئتم واتفق العلماء الذين يعتد بهم على تحريم وطء المرأة في دبرها حائضا كانت أو طاهرا لأحاديث كثيرة مشهورة كحديث ملعون من أتى امرأة في دبرها قال أصحابنا لا يحل الوطء في الدبر في شئ من الآدميين ولا غيرهم من الحيوان في حال من الأحوال والله أعلم قوله (إن يهود كانت تقول) هكذا هو في النسخ يهود غير مصروف لان المراد قبيلة اليهود فامتنع صرفه للتأنيث والعلمية (٦)تحريم امتناعها من فراش زوجها قوله صلى الله عليه وسلم (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح وفي رواية حتى ترجع هذا دليل على تحريم امتناعها من فراشه لغير عذر شرعي وليس الحيض بعذر الامتناع لان له حقا في الاستمتاع بها فوق الأزرار ومعنى الحديث أن اللعنة تستمر عليها حتى تزول المعصية بطلوع الفجر والاستغناء عنها أو بتوبتها ورجوعا إلى الفراش قوله صلى الله عليه وسلم (فبات غضبان عليها) وفي بعض النسخ غضبانا تحريم إفشاء المرأة قوله صلى الله عليه وسلم (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها) قال القاضي هكذا وقعت الرواية أشر بالألف وأهل النحو يقولون لا يجوز أشر وأخير وإنما يقال هو خير منه وشر منه قال وقد جاءت الأحاديث الصحيحة باللغتين جميعا وهي حجة في جوازهما جميعا وأنهما لغتان وفي هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجرى بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك وما يجرى من المرأة فيه من قول أو فعل ونحوه فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة وقد قال صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت وإن كان إليه حاجة أو ترتب عليه فائدة بأن ينكر عليه اعراضه عنها أو تدعى عليه العجز عن الجماع أو نحو ذلك فلا كراهة في ذكره كما قال صلى الله عليه وسلم انى لأفعله أنا وهذه وقال صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة أعرستم الليلة وقال لجابر الكيس الكيس والله أعلم حكم العزل العزل هو أن يجامع فإذا قارب الانزال نزع وأنزل خارج الفرج وهو مكروه عندنا في كل حال وكل امرأة سواء رضيت أم لا لأنه طريق إلى قطع النسل ولهذا جاء في الحديث الآخر تسميته الوأد الخفي لأنه قطع طريق الولادة كما يقتل المولود بالوأد وأما التحريم فقال أصحابنا لا يحرم في مملوكته ولا في زوجته الأمة سواء رضيتا أم لا لأن عليه ضررا في مملوكته بمصيرها أم ولد وامتناع بيعها وعليه ضرر في زوجته الرقيقة بمصير ولده رقيقا تبعا لأمه وأما زوجته الحرة فإن أذنت فيه لم يحرم ولا فوجهان أصحهما لا يحرم ثم هذه الأحاديث مع غيرها يجمع بينها بأن ما ورد في النهى محمول على كراهة التنزيه وما ورد في الاذن في ذلك محمول على أنه ليس بحرام وليس معناه نفى الكراهة هذا مختصر ما يتعلق بالباب من الأحكام والجمع بين الأحاديث وللسلف خلاف كنحو ما ذكرناه من مذهبنا ومن حرمه بغير إذن الزوجة الحرة قال عليها ضرر في العزل فيشترط لجوازه إذنها قوله (غزوة بلمصطلق) أي بنى المصطلق وهي غزوة المريسيع قال القاضي قال أهل الحديث هذا أولى من رواية موسى بن عقبة أنه كان في غزوة أوطاس قوله (كرائم العرب) أي النفيسات منهم قوله (فطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء) معناه احتجنا إلى الوطء وخفنا من الحبل فتصير أم ولد يمتنع علينا بيعها وأخذ الفداء فيها فيستنبط منه منع بيع أم الولد وأن هذا كان مشهورا عندهم قوله صلى الله عليه وسلم (لا عليكم ألا تفعلوا ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة الا ستكون) معناه ما عليكم ضرر في ترك العزل لان كل نفس قدر الله تعالى خلقها لابد أن يخلقها سواء عزلتم أم لا وما لم بقدر خلقها الا يقع سواء معناه نفى الكراهة هذا مختصر ما يتعلق بالباب من الأحكام والجمع بين الأحاديث وللسلف خلاف كنحو ما ذكرناه من مذهبنا ومن حرمه بغير إذن الزوجة الحرة قال عليها ضرر في العزل فيشترط لجوازه إذنها قوله (غزوة بلمصطلق) أي بنى المصطلق وهي غزوة المريسيع قال القاضي قال أهل الحديث هذا أولى من رواية موسى بن عقبة أنه كان في غزوة أوطاس قوله (كرائم العرب) أي النفيسات منهم قوله (فطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء) معناه احتجنا إلى الوطء وخفنا من الحبل فتصير أم ولد يمتنع علينا بيعها وأخذ الفداء فيها فيستنبط منه منع بيع أم الولد وأن هذا كان مشهورا عندهم قوله صلى الله عليه وسلم (لا عليكم ألا تفعلوا ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة الا ستكون) معناه ما عليكم ضرر في ترك العزل لان كل نفس قدر الله تعالى خلقها لابد أن يخلقها سواء عزلتم أم لا وما لم بقدر خلقها الا يقع سواء سواء عزلتم أم لا فلا فائدة في عزلكم فإنه إن كان الله تعالى قدر خلقها سبقكم الماء فلا ينفع حرصكم في منع الخلق وفي هذا الحديث دلالة لمذهب جماهير العلماء أن العرب يجرى عليهم الرق كما يجرى على العجم وأنهم كانوا مشركين وسبوا جاز استرقاقهم لان بنى المصطلق عرب صلبية من خزاعة وقد استرقوهم ووطئوا سباياهم واستباحوا بيعهن وأخذ فدائهن وبهذا قال مالك والشافعي في قوله الصحيح الجديد وجمهور العلماء وقال أبو حنيفة والشافعي في قوله القديم لا يجرى عليهم الرق لشرفهم والله أعلم (قوله إن لي جارية) هي خادمنا وسانيتنا أي التي تسقى لنا شبهها بالبعير في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم للذي اخبره بأن له جارية يعزل عنها (إن شئت ثم أخبره أنها حبلت) إلى آخره فيه دلالة على الحاق النسب مع العزل لأن الماء قد سبق وفيه أنه إذا اعترف بوطء أمته صارت فراشا له وتلحقه أولادها الا أن يدعى الاستبراء وهو مذهبنا ومذهب مالك قوله صلى الله عليه وسلم (انا عبد الله ورسوله) معناه هنا أن ما أقول لكم حق فاعتمدوه واستيقنوه فإنه يأتي مثل فلق الصبح تحريم وطء الحامل المسبية قوله (عن يزيد بن خمير) هو بالخاء المعجمة قوله (أتى بامرأة مجح على باب فسطاط) المجح بميم مضمومة ثم جيم مكسورة ثم حاء مهملة وهي الحامل التي قربت ولادتها وفي الفسطاط ست لغات فسطاط وفستاط وفساط بحذف الطاء والتاء لكن بتشديد السين وبضم الفاء وكسرها في الثلاثة وهو نحو بيت الشعر قوله (أتى بامرأة على باب فسطاط فقال لعله يريد أن يلم بها فقالوا نعم فقال لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره كيف يورثه وهو لا يحل له كيف ستخدمه وهو لا يحل له) معنى يلم بها أي يطأها وكانت حاملا مسبية لا يحل جماعها حتى تضع وأما قوله صلى الله عليه وسلم كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له فمعناه انه قد تتأخر ولادتها ستة اشهر حيث يحتمل كون الولد من هذا السابي ويحتمل أنه كان ممن قبله فعلى تقدير كونه من السابي يكون ولدا له ويتوارثان وعلى تقدير كونه من غير السابي لا يتوارثان هو ولا السابي لعدم القرابة بل له استخدامه لأنه مملوكه فتقدير الحديث أنه قد يستلحقه ويجعله ابنا له ويورثه مع أنه لا يحل له توريثه لكونه ليس منه ولا يحل توارثه ومزاحمته لباقي الورثة وقد يستخدمه استخدام العبيد ويجعله عبدا يمتلكه مع أنه لا يحل له ذلك لكونه منه إذا وضعته لمدة محتملة كونه من كل واحد منهما فيجب عليه الامتناع من وطئها خوفا من هذا المحظور فهذا هو الظاهر في معنى الحديث وقال القاضي عياض معناه الإشارة إلى أنه قد ينمى هذا الجنين بنطفة هذا السابي فيصير مشاركا فيه فيمتنع الاستخدام قال وهو نظير الحديث الآخر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره هذا كلام القاضي وهذا الذي قاله ضعيف أو باطل وكيف ينتظم التوريث مع هذا التأويل بل الصواب ما قدمناه والله أعلم جواز الغيلة وهي وطء المرضع وكراهة العزل قوله (عن جدامة بنت وهب) ذكر مسلم اختلاف الرواة فيها هل هي بالدال المهملة أم بالذال المعجمةقال والصحيح أنه بالدال يعنى المهملة وهكذا قال جمهور العلماء أن الصحيح أنها بالمهملة والجيم مضمومة بلا خلاف وقوله جدامة بنت وهب وفي الرواية الأخرى جدامة بنت وهب أخت عكاشة قال القاضي عياض قال بعضهم أنها أخت عكاشة على قول مقال أنها جدامة بنت وهب بن محصن وقال آخرون هي أخت رجل آخر يقال له عكاشة بن وهب ليس بعكاشة بن محصن المشهور وقال الطبري هي جدامة بنت جندل هاجرت قال والمحدثون قالوا فيها جدامة بنت وهب هذا ما ذكره القاضي والمختار أنها جدامة بنت وهب الأسدية أخت عكاشة بن محصن المشهور الأسدي وتكون أخته من أمه وفي عكاشة لغتان سبقتا في كتاب الايمان تشديد الكاف وتخفيفها والتشديد أفصح وأشهر قوله صلى الله عليه وسلم (لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم) قال أهل اللغة الغيلة هنا بكسر الغين ويقال لها الغيل بفتح الغين مع حذف الهاء والغيال بكسر الغين كما ذكره مسلم في الرواية الأخيرة وقال جماعة من أهل اللغة الغيلة بالفتح المرة الواحدة وأما بالكسر فهي الاسم من الغيل وقيل إن أريد بها وطء المرضع جاز الغيلة والغيلة بالكسر والفتح واختلف العلماء في المراد بالغيلة في هذا الحديث وهي الغيل فقال مالك في الموطأ والأصمعي وغيره من أهل اللغة أن يجامع امرأته وهي مرضع يقال منه أغال الرجل وأغيل إذا فعل ذلك وقال ابن السكيت هو أن ترضع المرأة وهي حامل يقال منه غالت وأغيل قال العلماء سبب همه صلى الله عليه وسلم بالنهي عنها أنه يخاف من ضرر الولد الرضيع قالوا والأطباء يقولون إن ذلك اللبن داء والعرب تكرهه وتتقيه وفي الحديث جواز الغيلة فإنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها وبين سبب ترك النهى وفيه جواز
228061
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%AC%20%D8%B4%D8%B1%D8%AD%20%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD%20%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%20%D8%A8%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%AC/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج/كتاب العلم
بسم الله الرحمن الرحيم .باب مَعْنَى كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ وَحُكْمِ مَوْتِ أَطْفَالِ الْكُفَّارِ وَأَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ: 4803- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مَوْلُود إِلَّا يُولَد عَلَى الْفِطْرَة، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَج الْبَهِيمَة بَهِيمَة جَمْعَاء، هَلْ تُحِسُّونَ فيها مِنْ جَدْعَاء؟ ثُمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة: اِقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لِخَلْقِ اللَّه} الْآيَة» وَفِي رِوَايَة: «مَا مِنْ مَوْلُود يُولَد إِلَّا وَهُوَ عَلَى الْمِلَّة» وَفِي رِوَايَة: «لَيْسَ مِنْ مَوْلُود يُولَد إِلَّا عَلَى هَذِهِ الْفِطْرَة حَتَّى يُعَبِّر عَنْهُ لِسَانه قَالُوا: يَا رَسُول اللَّه، أَفَرَأَيْت مَنْ يَمُوت صَغِيرًا؟ قَالَ: اللَّه أَعْلَم بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» وَفِي رِوَايَة: «إِنَّ الْغُلَام الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِر طُبِعَ كَافِرًا، وَلَوْ عَاشَ لَأَرْهَقَ أَبَوَيْهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا» وَفِي حَدِيث عَائِشَة: «تُوُفِّيَ صَبِيّ مِنْ الْأَنْصَار، فَقَالَتْ: طُوبَى لَهُ، عُصْفُور مِنْ عَصَافِير الْجَنَّة، لَمْ يَعْمَل السُّوء، وَلَمْ يُدْرِكهُ. قَالَ: أَوْ غَيْر ذَلِكَ يَا عَائِشَة إِنَّ اللَّه خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَاب آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَاب آبَائِهِمْ». أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدّ بِهِ مِنْ عُلَمَاء الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ مِنْ أَطْفَال الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَهْل الْجَنَّة؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ مُكَلَّفًا. وَتَوَقَّفَ فيه بَعْض مَنْ لَا يُعْتَدّ بِهِ لِحَدِيثِ عَائِشَة هَذَا، وَأَجَابَ الْعُلَمَاء بِأَنَّهُ لَعَلَّهُ نَهَاهَا عَنْ الْمُسَارَعَة إِلَى الْقَطْع مِنْ غَيْر أَنْ يَكُون عِنْدهَا دَلِيل قَاطِع، كَمَا أَنْكَرَ عَلَى سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص فِي قَوْله: أَعْطِهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا، قَالَ: أَوْ مُسْلِمًا الْحَدِيث. وَيَحْتَمِل أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا قَبْل أَنْ يَعْلَم أَنَّ أَطْفَال الْمُسْلِمِينَ فِي الْجَنَّة، فَلَمَّا عَلِمَ قَالَ ذَلِكَ فِي قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِم يَمُوت لَهُ ثَلَاثَة مِنْ الْوَلَد لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْث إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّه الْجَنَّة بِفَضْلِ رَحْمَته إِيَّاهُمْ» وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْأَحَادِيث. وَاَللَّه أَعْلَم. وَأَمَّا أَطْفَال الْمُشْرِكِينَ فَفيهمْ ثَلَاثَة مَذَاهِب. قَالَ الْأَكْثَرُونَ: هُمْ فِي النَّار تَبَعًا لِآبَائِهِمْ. وَتَوَقَّفَتْ طَائِفَة فيهمْ. وَالثَّالِث، وَهُوَ الصَّحِيح الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ أَنَّهُمْ مِنْ أَهْل الْجَنَّة، وَيُسْتَدَلّ لَهُ بِأَشْيَاء مِنْهَا حَدِيث إِبْرَاهِيم الْخَلِيل صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين رَآهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّة، وَحَوْله أَوْلَاد النَّاس قَالُوا: يَا رَسُول اللَّه، وَأَوْلَاد الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: «وَأَوْلَاد الْمُشْرِكِينَ» رَوَاه الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه. وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَث رَسُولًا} وَلَا يَتَوَجَّه عَلَى الْمَوْلُود التَّكْلِيف وَيَلْزَمهُ قَوْل الرَّسُول حَتَّى يَبْلُغ، وَهَذَا مُتَّفَق عَلَيْهِ. وَاَللَّه أَعْلَم. وَأَمَّا الْفِطْرَة الْمَذْكُورَة فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث فَقَالَ الْمَازِرِيُّ: قِيلَ: هِيَ مَا أُخِذَ عَلَيْهِ. فِي أَصْلَاب آبَائِهِمْ، وَأَنَّ الْوِلَادَة تَقَع عَلَيْهَا حَتَّى يَحْصُل التَّغَيُّر بِالْأَبَوَيْنِ. وَقِيلَ: هِيَ مَا قُضِيَ عَلَيْهِ مِنْ سَعَادَة أَوْ شَقَاوَة يَصِير إِلَيْهَا. وَقِيلَ: هِيَ مَا هُيِّئَ لَهُ هَذَا كَلَام الْمَازِرِيُّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: سَأَلْت مُحَمَّد بْن الْحَسَن عَنْ هَذَا الْحَدِيث، فَقَالَ: كَانَ هَذَا فِي أَوَّل الْإِسْلَام قَبْل أَنْ تَنْزِل الْفَرَائِض، وَقِيلَ الْأَمْر بِالْجِهَادِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد كَأَنَّهُ يَعْنِي أَنَّهُ لَوْ كَانَ يُولَد عَلَى الْفِطْرَة، ثُمَّ مَاتَ قَبْل أَنْ يُهَوِّدهُ أَبَوَاهُ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ لَمْ يَرِثهُمَا، وَلَمْ يَرِثَاهُ، لِأَنَّهُ مُسْلِم، وَهُمَا كَافِرَانِ، وَلَمَا جَازَ أَنْ يُسِيء فَلَمَّا فُرِضَتْ الْفَرَائِض، وَتَقَرَّرَتْ السُّنَن عَلَى خِلَاف ذَلِكَ عُلِمَ أَنَّهُ يُولَد عَلَى دِينهمَا. وَقَالَ اِبْن الْمُبَارَك: يُولَد عَلَى مَا يَصِير إِلَيْهِ مِنْ سَعَادَة أَوْ شَقَاوَة فَمَنْ عَلِمَ اللَّه تَعَالَى أَنَّهُ يَصِير مُسْلِمًا وُلِدَ عَلَى فِطْرَة الْإِسْلَام، وَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ يَصِير كَافِرًا وُلِدَ عَلَى الْكُفْر. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كُلّ مَوْلُود يُولَد عَلَى مَعْرِفَة اللَّه تَعَالَى وَالْإِقْرَار بِهِ، فَلَيْسَ أَحَد يُولَد إِلَّا وَهُوَ يُقِرّ بِأَنَّ لَهُ صَانِعًا، وَإِنْ سَمَّاهُ بِغَيْرِ اِسْمه، أَوْ عَبْد مَعَهُ غَيْره وَالْأَصَحّ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ كُلّ مَوْلُود يُولَد مُتَهَيِّئًا لِلْإِسْلَامِ، فَمَنْ كَانَ أَبَوَاهُ أَوْ أَحَدهمَا مُسْلِمًا اِسْتَمَرَّ عَلَى الْإِسْلَام فِي أَحْكَام الْآخِرَة وَالدُّنْيَا، وَإِنْ كَانَ أَبَوَاهُ كَافِرَيْنِ جَرَى عَلَيْهِ حُكْمهمَا فِي أَحْكَام الدُّنْيَا، وَهَذَا مَعْنَى: «يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ»، أَيْ يَحْكُم لَهُ بِحُكْمِهِمَا فِي الدُّنْيَا. فَإِنْ بَلَغَ اِسْتَمَرَّ عَلَيْهِ حُكْم الْكُفْر وَدِينهمَا، فَإِنْ كَانَتْ سَبَقَتْ لَهُ سَعَادَة أَسْلَمَ، وَإِلَّا مَاتَ عَلَى كُفْره. وَإِنْ مَاتَ قَبْل بُلُوغه فَهَلْ هُوَ مِنْ أَهْل الْجَنَّة أَمْ النَّار أَمْ يَتَوَقَّف فيه؟ فَفيه الْمَذَاهِب الثَّلَاثَة السَّابِقَة قَرِيبًا. الْأَصَحّ أَنَّهُ مِنْ أَهْل الْجَنَّة. وَالْجَوَاب عَنْ حَدِيث: «اللَّه أَعْلَم بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» أَنَّهُ لَيْسَ فيه تَصْرِيح بِأَنَّهُمْ فِي النَّار، وَحَقِيقَة لَفْظه: اللَّه أَعْلَم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَوْ بَلَغُوا وَلَمْ يَبْلُغُوا إِذْ التَّكْلِيف لَا يَكُون إِلَّا بِالْبُلُوغِ. وَأَمَّا غُلَام الْخَضِر فَيَجِب تَأْوِيله قَطْعًا لِأَنَّ أَبَوَيْهِ كَانَا مُؤْمِنَيْنِ، فَيَكُون هُوَ مُسْلِمًا، فَيَتَأَوَّل عَلَى أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّه أَعْلَم أَنَّهُ لَوْ بَلَغَ لَكَانَ كَافِرًا، لَا أَنَّهُ كَافِر فِي الْحَال، وَلَا يَجْرِي عَلَيْهِ فِي الْحَال أَحْكَام الْكُفَّار. وَاَللَّه أَعْلَم. وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَمَا تُنْتَج الْبَهِيمَة بَهِيمَة» فَهُوَ بِضَمِّ التَّاء الْأُولَى، وَفَتْح الثَّانِيَة، وَرَفَعَ الْبَهِيمَة، وَنَصَبَ بَهِيمَة. وَمَعْنَاهُ كَمَا تَلِد الْبَهِيمَة بَهِيمَة (جَمْعَاء) بِالْمَدِّ أَيْ مُجْتَمِعَة الْأَعْضَاء سَلِيمَة مِنْ نَقْص، لَا تُوجَد فيها جَدْعَاء بِالْمَدِّ، وَهِيَ مَقْطُوعَة الْأُذُن أَوْ غَيْرهَا مِنْ الْأَعْضَاء. وَمَعْنَاهُ أَنَّ الْبَهِيمَة تَلِد الْبَهِيمَة كَامِلَة الْأَعْضَاء لَا نَقْص فيها، وَإِنَّمَا يَحْدُث فيها الْجَدْع وَالنَّقْص بَعْد وِلَادَتهَا. 4804- سبق شرحه بالباب. 4806- سبق شرحه بالباب. 4807- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلّ إِنْسَان تَلِدهُ أُمّه يَلْكُزهُ الشَّيْطَان فِي حِضْنَيْهِ إِلَّا مَرْيَم وَابْنهَا» هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع النُّسَخ (فِي حِضْنَيْهِ) بِحَاءٍ مُهْمَله مَكْسُورَة ثُمَّ ضَاد مُعْجَمَة ثُمَّ نُون ثُمَّ يَاء تَثْنِيَة حِضْن، وَهُوَ الْجَنْب، وَقِيلَ: الْخَاصِرَة. قَالَ الْقَاضِي: وَرَوَاهُ اِبْن مَاهَان (خُصْيَيْهِ) بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْمَلَة، وَهُوَ الْأُنْثَيَانِ. قَالَ الْقَاضِي: وَأَظُنّ هَذَا وَهْمًا بِدَلِيلِ قَوْله (إِلَّا مَرْيَم وَابْنهَا)، وَسَبَقَ شَرْح هَذَا الْحَدِيث فِي كِتَاب الْفَضَائِل. 4808- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّه أَعْلَم بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» بَيَان لِمَذْهَبِ أَهْل الْحَقّ أَنَّ اللَّه عَلِمَ مَا كَانَ وَمَا يَكُون وَمَا لَا يَكُون لَوْ كَانَ كَيْف كَانَ يَكُون، وَقَدْ سَبَقَ بَيَان نَظَائِره مِنْ الْقُرْآن وَالْحَدِيث. 4809- سبق شرحه بالباب. 4810- سبق شرحه بالباب. 4811- سَبَقَ ذِكْر الْغُلَام الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِر فِي فَضَائِل الْخَضِر. قَوْله: (عَنْ رَقَبَة بْن مَسْقَلَة) هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع االنُّسَخ (مَسْقَلَة) بِالسِّينِ، وَهُوَ صَحِيح، يُقَال بِالسِّينِ وَالصَّاد. .باب بَيَانِ أَنَّ الآجَالَ وَالأَرْزَاقَ وَغَيْرَهَا لاَ تَزِيدُ وَلاَ تَنْقُصُ عَمَّا سَبَقَ بِهِ الْقَدَرُ: 4814- قَوْله: «قَالَتْ أُمّ حَبِيبَة: اللَّهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَان، وَبِأَخِي مُعَاوِيَة فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَأَلْت اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِآجَالٍ مَضْرُوبَة، وَأَيَّام مَعْدُودَة، وَأَرْزَاق مَقْسُومَة، وَلَنْ يُعَجِّل شَيْئًا قَبْل حِلّه، أَوْ يُؤَخِّر شَيْئًا عَنْ حِلّه، وَلَوْ كُنْت سَأَلْت اللَّه أَنْ يُعِيذك مِنْ عَذَاب فِي النَّار، أَوْ عَذَاب فِي الْقَبْر كَانَ خَيْرًا وَأَفْضَل» أَمَّا (حِلّه) فَضَبَطْنَاهُ بِوَجْهَيْنِ فَتْح الْحَاء وَكَسْرهَا فِي الْمَوَاضِع الْخَمْسَة مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَات، وَذَكَرَ الْقَاضِي أَنَّ جَمِيع الرُّوَاة عَلَى الْفَتْح، وَمُرَاده رُوَاة بِلَادهمْ، وَإِلَّا فَالْأَشْهَر عِنْد رُوَاة بِلَادنَا الْكَسْر، وَهُمَا لُغَتَانِ وَمَعْنَاهُ وُجُوبه وَحِينه. يُقَال حَلَّ الْأَجَل يَحِلّ حِلًّا وَحَلًّا. وَهَذَا الْحَدِيث صَرِيح فِي أَنَّ الْآجَال وَالْأَرْزَاق مُقَدَّرَة لَا تَتَغَيَّر عَمَّا قَدَّرَهُ اللَّه تَعَالَى وَعَلِمَهُ فِي الْأَزَل، فَيَسْتَحِيل زِيَادَتهَا وَنَقْصهَا حَقِيقَة عَنْ ذَلِكَ. وَأَمَّا مَا وَرَدَ فِي حَدِيث صِلَة الرَّحِم تَزِيد فِي الْعُمْر وَنَظَائِره فَقَدْ سَبَقَ تَأْوِيله فِي بَاب صِلَة الْأَرْحَام وَاضِحًا. قَالَ الْمَازِرِيُّ هُنَا: قَدْ تَقَرَّرَ بِالدَّلَائِلِ الْقَطْعِيَّة أَنَّ اللَّه تَعَالَى أَعْلَم بِالْآجَالِ وَالْأَرْزَاق وَغَيْرهَا، وَحَقِيقَة الْعِلْم مَعْرِفَة الْمَعْلُوم عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ، فَإِذَا عَلِمَ اللَّه تَعَالَى أَنَّ زَيْدًا يَمُوت سِنّه خَمْسمِائَةٍ اِسْتَحَالَ أَنْ يَمُوت قَبْلهَا أَوْ بَعْدهَا لِئَلَّا يَنْقَلِب الْعِلْم جَهْلًا، فَاسْتَحَالَ أَنَّ الْآجَال الَّتِي عَلِمَهَا اللَّه تَعَالَى تَزِيد وَتَنْقُص، فَيَتَعَيَّن تَأْوِيل الزِّيَادَة أَنَّهَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَلَك الْمَوْت أَوْ غَيْره مِمَّنْ وَكَّلَهُ اللَّه بِقَبْضِ الْأَرْوَاح، وَأَمَرَهُ فيها بِآجَالٍ مَمْدُودَة فَإِنَّهُ بَعْد أَنْ يَأْمُرهُ بِذَلِكَ أَوْ يُثْبِتهُ فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ يَنْقُص مِنْهُ وَيَزِيد عَلَى حَسَب مَا سَبَقَ بِهِ عِلْمه فِي الْأَزَل، وَهُوَ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى: {يَمْحُو اللَّه مَا يَشَاء وَيُثْبِت} وَعَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ يُحْمَل قَوْله تَعَالَى: {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَل مُسَمًّى عِنْده} وَاعْلَمْ أَنَّ مَذْهَب أَهْل الْحَقّ أَنَّ الْمَقْتُول مَاتَ بِأَجَلِهِ وَقَالَتْ الْمُعْتَزِلَة: قُطِعَ أَجَله وَاَللَّه أَعْلَم. فَإِنْ قِيلَ: مَا الْحِكْمَة فِي نَهْيهَا عَنْ الدُّعَاء بِالزِّيَادَةِ فِي الْأَجَل لِأَنَّهُ مَفْرُوغ مِنْهُ، وَنَدْبِهَا إِلَى الدُّعَاء بِالِاسْتِعَاذَةِ مِنْ الْعَذَاب، مَعَ أَنَّهُ مَفْرُوغ مِنْهُ أَيْضًا كَالْأَجَلِ؟ فَالْجَوَاب أَنَّ الْجَمِيع مَفْرُوغ مِنْهُ، لَكِنْ الدُّعَاء بِالنَّجَاةِ مِنْ عَذَاب النَّار وَمِنْ عَذَاب الْقَبْر وَنَحْوهمَا عِبَادَة، وَقَدْ أَمَرَ الشَّرْع بِالْعِبَادَاتِ، فَقِيلَ: أَفَلَا نَتَّكِل عَلَى كِتَابنَا وَمَا سَبَقَ لَنَا مِنْ الْقَدَر؟ فَقَالَ: اِعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّر لِمَا خُلِقَ لَهُ وَأَمَّا الدُّعَاء بِطُولِ الْأَجَل فَلَيْسَ عِبَادَة، وَكَمَا لَا يَحْسُن تَرْك الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالذِّكْر اِتِّكَالًا عَلَى الْقَدَر فَكَذَا الدُّعَاء بِالنَّجَاةِ مِنْ النَّار وَنَحْوه. وَاَللَّه أَعْلَم. 4815- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنَّ الْقِرَدَة وَالْخَنَازِير كَانُوا قَبْل ذَلِكَ» أَيْ قَبْل مَسْخ بَنِي إِسْرَائِيل، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ الْمَسْخ. وَجَاءَ (كَانُوا) بِضَمِيرِ الْعُقَلَاء مَجَازًا لِكَوْنِهِ جَرَى فِي الْكَلَام مَا يَقْتَضِي مُشَارَكَتهَا لِلْعُقَلَاءِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {رَأَيْتهمْ لِي سَاجِدِينَ} وَ{كُلّ فِي فَلَك يَسْبَحُونَ}. .باب فِي الأَمْرِ بِالْقُوَّةِ وَتَرْكِ الْعَجْزِ وَالاِسْتِعَانَةِ بِاللَّهِ وَتَفْوِيضِ الْمَقَادِيرِ لِلَّهِ: 4816- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِن الْقَوِيّ خَيْر وَأَحَبُّ إِلَى اللَّه مِنْ الْمُؤْمِن الضَّعِيف، وَفِي كُلّ خَيْر» وَالْمُرَاد بِالْقُوَّةِ هُنَا عَزِيمَة النَّفْس وَالْقَرِيحَة فِي أُمُور الْآخِرَة، فَيَكُون صَاحِب هَذَا الْوَصْف أَكْثَر إِقْدَامًا عَلَى الْعَدُوّ فِي الْجِهَاد، وَأَسْرَع خُرُوجًا إِلَيْهِ، وَذَهَابًا فِي طَلَبه، وَأَشَدُّ عَزِيمَة فِي الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر، وَالصَّبْر عَلَى الْأَذَى فِي كُلّ ذَلِكَ، وَاحْتِمَال الْمَشَاقّ فِي ذَات اللَّه تَعَالَى، وَأَرْغَب فِي الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالْأَذْكَار وَسَائِر الْعِبَادَات، وَأَنْشَط طَلَبًا لَهَا، وَمُحَافَظَة عَلَيْهَا، وَنَحْو ذَلِكَ. وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَفِي كُلّ خَيْر» فَمَعْنَاهُ فِي كُلّ مِنْ الْقَوِيّ وَالضَّعِيف خَيْر لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي الْإِيمَان، مَعَ مَا يَأْتِي بِهِ الضَّعِيف مِنْ الْعِبَادَات. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعك وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ وَلَا تَعْجِز» أَمَّا (اِحْرِصْ) فَبِكَسْرِ الرَّاء، (وَتَعْجِز) بِكَسْرِ الْجِيم، وَحُكِيَ فَتْحهمَا جَمِيعًا، وَمَعْنَاهُ اِحْرِصْ عَلَى طَاعَة اللَّه تَعَالَى، وَالرَّغْبَة فِيمَا عِنْده، وَاطْلُبْ الْإِعَانَة مِنْ اللَّه تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ، وَلَا تَعْجِز، وَلَا تَكْسَل عَنْ طَلَب الطَّاعَة، وَلَا عَنْ طَلَب الْإِعَانَة. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنْ أَصَابَك شَيْء فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْت كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَح عَمَل الشَّيْطَان» قَالَ الْقَاضِي عِيَاض: قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء: هَذَا النَّهْي إِنَّمَا هُوَ لِمَنْ قَالَهُ مُعْتَقِدًا ذَلِكَ حَتْمًا، وَأَنَّهُ لَوْ فَعَلَ ذَلِكَ لَمْ تُصِبْهُ قَطْعًا، فَأَمَّا مَنْ رَدَّ ذَلِكَ إِلَى مَشِيئَة اللَّه تَعَالَى بِأَنَّهُ لَنْ يُصِيبهُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّه، فَلَيْسَ مِنْ هَذَا، وَاسْتَدَلَّ بِقَوْلِ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي الْغَار: «لَوْ أَنَّ أَحَدهمْ رَفَعَ رَأْسه لَرَآنَا». قَالَ الْقَاضِي: وَهَذَا لَا حُجَّة فيه؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَخْبَرَ عَنْ مُسْتَقْبَل، وَلَيْسَ فيه دَعْوَى لِرَدِّ قَدَر بَعْد وُقُوعه. قَالَ: وَكَذَا جَمِيع مَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ فِي بَاب (مَا يَجُوز مِنْ اللَّوّ) كَحَدِيث: «لَوْلَا حِدْثَان عَهْد قَوْمك بِالْكُفْرِ لَأَتْمَمْت الْبَيْت عَلَى قَوَاعِد إِبْرَاهِيم وَلَوْ كُنْت رَاجِمًا بِغَيْرِ بَيِّنَة لَرَجَمْت هَذِهِ وَلَوْلَا أَنْ أَشُقّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتهمْ بِالسِّوَاكِ» وَشِبْه ذَلِكَ، فَكُلّه مُسْتَقْبَل لَا اِعْتِرَاض فيه عَلَى قَدَر، فَلَا كَرَاهَة فيه؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَخْبَرَ عَنْ اِعْتِقَاده فِيمَا كَانَ يَفْعَل لَوْلَا الْمَانِع، وَعَمَّا هُوَ فِي قُدْرَته، فَأَمَّا مَا ذَهَبَ فَلَيْسَ فِي قُدْرَته. قَالَ الْقَاضِي: فَاَلَّذِي عِنْدِي فِي مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ النَّهْي عَلَى ظَاهِره وَعُمُومه؛ لَكِنَّهُ نَهْيُ تَنْزِيه، وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ لَوْ تَفْتَح عَمَل الشَّيْطَان» أَيْ يُلْقِي فِي الْقَلْب مُعَارَضَة الْقَدَر، وَيُوَسْوِس بِهِ الشَّيْطَان. هَذَا كَلَام الْقَاضِي: قُلْت: وَقَدْ جَاءَ مِنْ اِسْتِعْمَال (لَوْ) فِي الْمَاضِي قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ اِسْتَقْبَلْت مِنْ أَمْرِي مَا اِسْتَدْبَرْت مَا سُقْت الْهَدْي». وَغَيْر ذَلِكَ. فَالظَّاهِر أَنَّ النَّهْي إِنَّمَا هُوَ عَنْ إِطْلَاق ذَلِكَ فِيمَا لَا فَائِدَة فيه، فَيَكُون نَهْي تَنْزِيه لَا تَحْرِيم. فَأَمَّا مَنْ قَالَهُ تَأَسُّفًا عَلَى مَا فَاتَ مِنْ طَاعَة اللَّه تَعَالَى، أَوْ مَا هُوَ مُتَعَذَّر عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ، وَنَحْو هَذَا، فَلَا بَأْس بِهِ، وَعَلَيْهِ يُحْمَل أَكْثَر الِاسْتِعْمَال الْمَوْجُود فِي الْأَحَادِيث. وَاَللَّه أَعْلَم. .كتاب العلم: .باب النَّهْيِ عَنِ اتِّبَاعِ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ وَالتَّحْذِيرِ مِنْ مُتَّبِعِيهِ وَالنَّهْيِ عَنْ الاِخْتِلاَفِ: 4817- قَوْله: (حَدَّثَنَا يَزِيد بْن إِبْرَاهِيم التُّسْتَرِيّ) هُوَ بِضَمِّ التَّاء الْأُولَى. وَأَمَّا التَّاء الثَّانِيَة فَالصَّحِيح الْمَشْهُور فَتْحهَا، وَلَمْ يَذْكُر السَّمْعَانِيّ فِي كِتَابه الْأَنْسَاب، وَالْحَازِمِيّ فِي الْمُؤْتَلِف، وَغَيْرهمَا مِنْ الْمُحَقِّقِينَ، وَالْأَكْثَرُونَ غَيْره. وَذَكَرَ الْقَاضِي فِي الْمَشَارِق أَنَّهَا مَضْمُومَة كَالْأُولَى. قَالَ: وَضَبَطَهَا الْبَاجِيّ بِالْفَتْحِ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: هِيَ بَلْدَة مِنْ كُور الْأَهْوَاز مِنْ بِلَاد خُورِسْتَانَ، يَقُول لَهَا النَّاس: (شتر)، بِهَا قَبْر الْبَرَاء بْن مَالِك رَضِيَ اللَّه عَنْهُ الصَّحَابِيّ أَخِي أَنَس. قَوْلهَا: «تَلَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْك الْكِتَاب مِنْهُ آيَات مُحْكَمَات هُنَّ أُمّ الْكِتَاب وَأُخَر مُتَشَابِهَات} إِلَى آخِر الْآيَة قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا رَأَيْتُمْ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّه فَاحْذَرُوهُمْ» قَدْ اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ وَالْأُصُولِيُّونَ وَغَيْرهمْ فِي الْمُحْكَم وَالْمُتَشَابِه اِخْتِلَافًا كَثِيرًا. قَالَ الْغَزَالِيّ فِي الْمُسْتَصْفَى: إِذَا لَمْ يَرِد تَوْقِيف فِي تَفْسِيره فَيَنْبَغِي أَنْ يُفَسَّر بِمَا يَعْرِفهُ أَهْل اللُّغَة. وَتَنَاسُب اللَّفْظ مِنْ حَيْثُ الْوَضْع. وَلَا يُنَاسِبهُ قَوْل مَنْ قَالَ: الْمُتَشَابِه الْحُرُوف الْمُقَطَّعَة فِي أَوَائِل السُّوَر، وَالْمُحْكَم مَا سِوَاهُ. وَلَا قَوْلهمْ: الْمُحْكَم مَا يَعْرِفهُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم، وَالْمُتَشَابِه مَا اِنْفَرَدَ اللَّه تَعَالَى بِعِلْمِهِ. وَلَا قَوْلهمْ: الْمُحْكَم الْوَعْد وَالْوَعِيد. وَالْحَلَال وَالْحَرَام، وَالْمُتَشَابِه الْقَصَص وَالْأَمْثَال. فَهَذَا أَبْعَد الْأَقْوَال. قَالَ: بَلْ الصَّحِيح أَنَّ الْمُحْكَم يَرْجِع إِلَى مَعْنَيَيْنِ: أَحَدهمَا الْمَكْشُوف الْمَعْنَى الَّذِي لَا يَتَطَرَّق إِلَيْهِ إِشْكَال وَاحْتِمَال، وَالْمُتَشَابِه مَا يَتَعَارَض فيه الِاحْتِمَال. وَالثَّانِي أَنَّ الْمُحْكَم مَا اِنْتَظَمَ تَرْتِيبه مُفِيدًا إِمَّا ظَاهِرًا وَإِمَّا بِتَأْوِيلٍ، وَأَمَّا الْمُتَشَابِه فَالْأَسْمَاء الْمُشْتَرَكَة كَاَلْقُرْء وَكَاَلَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَة النِّكَاح، وَكَالْمَسِّ. فَالْأَوَّل مُتَرَدِّد بَيْن الْحَيْض وَالطُّهْر، وَالثَّانِي بَيْن الْوَلِيّ وَالزَّوْج، وَالثَّالِث بَيْن الْوَطْء وَالْمَسّ بِالْيَدِ، وَنَحْوهَا. قَالَ: وَيُطْلَق عَلَى مَا وَرَدَ فِي صِفَات اللَّه تَعَالَى مِمَّا يُوهِم ظَاهِره الْجِهَة وَالتَّشْبِيه، وَيَحْتَاج إِلَى تَأْوِيل. وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْم هَلْ يَعْلَمُونَ تَأْوِيل الْمُتَشَابِه؟ وَتَكُون الْوَاو فِي {وَالرَّاسِخُونَ} عَاطِفَة أَمْ لَا؟ وَيَكُون الْوَقْف عَلَى {وَمَا يَعْلَم تَأْوِيله إِلَّا اللَّه}، ثُمَّ يَبْتَدِئ قَوْله تَعَالَى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} وَكُلّ وَاحِد مِنْ الْقَوْلَيْنِ مُحْتَمَل، وَاخْتَارَهُ طَوَائِف، وَالْأَصَحّ الْأَوَّل، وَأَنَّ الرَّاسِخِينَ يَعْلَمُونَهُ لِأَنَّهُ يَبْعُد أَنْ يُخَاطِب اللَّه عِبَاده بِمَا لَا سَبِيل لِأَحَدٍ مِنْ الْخَلْق إِلَى مَعْرِفَته، وَقَدْ اِتَّفَقَ أَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ مِنْ الْمُحَقِّقِينَ عَلَى أَنَّهُ يَسْتَحِيل أَنْ يَتَكَلَّم اللَّه تَعَالَى بِمَا لَا يُفِيد. وَاَللَّه أَعْلَم. وَفِي هَذَا الْحَدِيث التَّحْذِير مِنْ مُخَالَطَة أَهْل الزَّيْغ، وَأَهْل الْبِدَع، وَمَنْ يَتَّبِع الْمُشْكِلَات لِلْفِتْنَةِ. فَأَمَّا مَنْ سَأَلَ عَمَّا أَشْكَلَ عَلَيْهِ مِنْهَا لِلِاسْتِرْشَادِ، وَتَلَطَّفَ فِي ذَلِكَ، فَلَا بَأْس عَلَيْهِ، وَجَوَابه وَاجِب. وَأَمَّا الْأَوَّل فَلَا يُجَاب، بَلْ يُزْجَر، وَيُعَزَّر كَمَا عَزَّرَ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ صَبِيغ بْن عُسَيْل حِين كَانَ يَتْبَع الْمُتَشَابِه. وَاَللَّه أَعْلَم. 4818- قَوْله: «هَجَّرْت يَوْمًا» أَيْ بَكَّرْت. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلكُمْ بِاخْتِلَافِهِمْ فِي الْكِتَاب» الْمُرَاد بِهَلَاكِ مَنْ قَبْلنَا هُنَا هَلَاكهمْ فِي الدِّين بِكُفْرِهِمْ، وَابْتِدَاعهمْ، فَحَذَّرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِثْل فِعْلهمْ. 4819- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اِقْرَءُوا الْقُرْآن مَا اِئْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبكُمْ، فَإِذَا اِخْتَلَفْتُمْ فيه فَقُومُوا» وَالْأَمْر بِالْقِيَامِ عِنْد الِاخْتِلَاف فِي الْقُرْآن مَحْمُول عِنْد الْعُلَمَاء عَلَى اِخْتِلَاف لَا يَجُوز، أَوْ اِخْتِلَاف يُوقِع فِيمَا لَا يَجُوز كَاخْتِلَاف فِي نَفْس الْقُرْآن، أَوْ فِي مَعْنًى مِنْهُ لَا يُسَوَّغ فيه الِاجْتِهَاد، أَوْ اِخْتِلَاف يُوقِع فِي شَكٍّ أَوْ شُبْهَة، أَوْ فِتْنَة وَخُصُومَة، أَوْ شِجَار وَنَحْو ذَلِكَ. وَأَمَّا الِاخْتِلَاف فِي اِسْتِنْبَاط فُرُوع الدِّين مِنْهُ، وَمُنَاظَرَة أَهْل الْعِلْم فِي ذَلِكَ عَلَى سَبِيل الْفَائِدَة وَإِظْهَار الْحَقّ، وَاخْتِلَافهمْ فِي ذَلِكَ فَلَيْسَ مَنْهِيًّا عَنْهُ، بَلْ هُوَ مَأْمُور بِهِ، وَفَضِيلَة ظَاهِرَة، وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هَذَا مِنْ عَهْد الصَّحَابَة إِلَى الْآن. وَاَللَّه أَعْلَم. 4820- سبق شرحه بالباب. .باب فِي الأَلَدِّ الْخَصِمِ: 4821- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبْغَض الرِّجَال إِلَى اللَّه الْأَلَدّ الْخَصِم» هُوَ بِفَتْحِ الْخَاء وَكَسْر الصَّاد، و(الْأَلَدّ) شَدِيد الْخُصُومَة مَأْخُوذ مِنْ لَدِيدَيْ الْوَادِي وَهُمَا جَانِبَاهُ؛ لِأَنَّهُ كُلَّمَا اُحْتُجَّ عَلَيْهِ بِحُجَّةٍ أَخَذَ فِي جَانِب آخَر. وَأَمَّا (الْخَصِم) فَهُوَ الْحَاذِق بِالْخُصُومَةِ. وَالْمَذْمُوم هُوَ الْخُصُومَة بِالْبَاطِلِ فِي رَفْع حَقٍّ، أَوْ إِثْبَات بَاطِل. وَاَللَّه أَعْلَم. .باب اتِّبَاعِ سُنَنِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى: قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَن الَّذِينَ مِنْ قَبْلكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ إِلَخْ» السَّنَن بِفَتْحِ السِّين وَالنُّون وَهُوَ الطَّرِيق، وَالْمُرَاد بِالشِّبْرِ وَالذِّرَاع وَجُحْر الضَّبّ التَّمْثِيل بِشِدَّةِ الْمُوَافَقَة لَهُمْ، وَالْمُرَاد الْمُوَافَقَة فِي الْمَعَاصِي وَالْمُخَالَفَات، لَا فِي الْكُفْر. وَفِي هَذَا مُعْجِزَة ظَاهِرَة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدْ وَقَعَ مَا أَخْبَرَ بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَوْله: (حَدَّثَنِي عِدَّة مِنْ أَصْحَابنَا عَنْ سَعِيد بْن أَبِي مَرْيَم) قَالَ الْمَازِرِيُّ هَذَا مِنْ الْأَحَادِيث الْمَقْطُوعَة فِي مُسْلِم، وَهِيَ أَرْبَعَة عَشَرَ، هَذَا آخِرهَا. قَالَ الْقَاضِي: قَلَّدَ الْمَازِرِيُّ أَبَا عَلِيّ الْغَسَّانِيّ الْجَيَّانِيّ فِي تَسْمِيَته هَذَا مَقْطُوعًا، وَهِيَ تَسْمِيَة بَاطِلَة، وَإِنَّمَا هَذَا عِنْد أَهْل الصَّنْعَة مِنْ بَاب الْمَجْهُول، وَإِنَّمَا الْمَقْطُوع مَا حُذِفَ مِنْهُ رَاوٍ. قُلْت: وَتَسْمِيَته هَذَا الثَّانِي أَيْضًا مَقْطُوعًا مَجَاز، وَإِنَّمَا هُوَ مُنْقَطِع وَمُرْسَل عِنْد الْأُصُولِيِّينَ وَالْفُقَهَاء وَإِنَّمَا حَقِيقَة الْمَقْطُوع عِنْدهمْ الْمَوْقُوف عَلَى التَّابِعِيّ وَإِنَّمَا الْمَقْطُوع عَلَى التَّابِعِيّ فَمَنْ بَعْده قَوْلًا لَهُ، أَوْ فِعْلًا، أَوْ نَحْوه. وَكَيْف كَانَ فَمَتْن الْحَدِيث الْمَذْكُور صَحِيح مُتَّصِل بِالطَّرِيقِ الْأَوَّل، وَإِنَّمَا ذَكَرَ الثَّانِي مُتَابَعَة، وَقَدْ سَبَقَ أَنَّ الْمُتَابَعَة يُحْتَمَل فيها مَا لَا يُحْتَمَل فِي الْأُصُول، وَقَدْ وَقَعَ فِي كَثِير مِنْ النُّسَخ هُنَا اِتِّصَال هَذَا الطَّرِيق الثَّانِي مِنْ جِهَة أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن سُفْيَان رَاوِي الْكِتَاب عَنْ مُسْلِم وَهُوَ مِنْ زِيَادَاته وَعَالِي إِسْنَاده، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي مَرْيَم فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى آخِره فَاتَّصَلَتْ الرِّوَايَة. وَاَللَّه أَعْلَم. .باب هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ: 4823- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ» أَيْ الْمُتَعَمِّقُونَ الْغَالُونَ الْمُجَاوِزُونَ الْحُدُود فِي أَقْوَالهمْ وَأَفْعَالهمْ. .باب رَفْعِ الْعِلْمِ وَقَبْضِهِ وَظُهُورِ الْجَهْلِ وَالْفِتَنِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ: 4824- قَوْله: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْن فَرُّوخ إِلَخْ) هَذَا الْإِسْنَاد وَاَلَّذِي بَعْده كُلّهمْ بَصْرِيُّونَ. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ أَشْرَاط السَّاعَة أَنْ يُرْفَع الْعِلْم وَيَثْبُت الْجَهْل وَتُشْرَب الْخَمْر وَيَظْهَر الزِّنَا» هَكَذَا هُوَ فِي كَثِير مِنْ النُّسَخ: «يَثْبُت الْجَهْل» مِنْ الثُّبُوت، وَفِي بَعْضهَا (يُبَثّ) بِضَمِّ الْيَاء وَبَعْدهَا مُوَحَّدَة مَفْتُوحَة ثُمَّ مُثَلَّثَة مُشَدَّدَة، أَيْ يُنْشَر وَيَشِيع. وَمَعْنَى: «تُشْرَب الْخَمْر» شُرْبًا فَاشِيًا، و«يَظْهَر الزِّنَا» أَيْ يَفْشُو وَيَنْتَشِر كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة. و«أَشْرَاط السَّاعَة» عَلَامَاتهَا، وَاحِدهَا شَرَط بِفَتْحِ الشِّين وَالرَّاء. و«يَقِلّ الرِّجَال» بِسَبَبِ الْقَتْل، «وَتَكْثُر النِّسَاء»، فَلِهَذَا يَكْثُر الْجَهْل وَالْفَسَاد، وَيَظْهَر الزِّنَا وَالْخَمْر. و«يَتَقَارَب الزَّمَان» أَيْ يَقْرُب مِنْ الْقِيَامَة. وَيُلْقَى الشُّحّ هُوَ بِإِسْكَانِ اللَّام وَتَخْفِيف الْقَاف أَيْ يُوضَع فِي الْقُلُوب، وَرَوَاهُ بَعْضهمْ يُلَقَّى بِفَتْحِ اللَّام وَتَشْدِيد الْقَاف أَيْ يُعْطَى، وَالشُّحّ هُوَ الْبُخْل بِأَدَاءِ الْحُقُوق، وَالْحِرْص عَلَى مَا لَيْسَ لَهُ، وَقَدْ سَبَقَ الْخِلَاف فيه مَبْسُوطًا فِي بَاب تَحْرِيم الظُّلْم. وَفِي رِوَايَة: «وَيَنْقُص الْعِلْم» هَذَا يَكُون قَبْل قَبْضه. 4825- سبق شرحه بالباب. 4826- سبق شرحه بالباب. 4827- سبق شرحه بالباب. 4828- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّه لَا يَقْبِض الْعِلْم اِنْتِزَاعًا يَنْتَزِعهُ مِنْ النَّاس، وَلَكِنْ يَقْبِض الْعِلْم بِقَبْضِ الْعُلَمَاء حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُك عَالِمًا اِتَّخَذَ النَّاس رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْم فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» هَذَا الْحَدِيث يُبَيِّن أَنَّ الْمُرَاد بِقَبْضِ الْعِلْم فِي الْأَحَادِيث السَّابِقَة الْمُطْلَقَة لَيْسَ هُوَ مَحْوه مِنْ صُدُور حُفَّاظه، وَلَكِنْ مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَمُوت حَمَلَته، وَيَتَّخِذ النَّاس جُهَّالًا يَحْكُمُونَ بِجَهَالَاتِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ. وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اِتَّخَذَ النَّاس رُءُوسًا جُهَّالًا» ضَبَطْنَاهُ فِي الْبُخَارِيّ: «رُءُوسًا» بِضَمِّ الْهَمْزَة وَبِالتَّنْوِينِ جَمْع رَأْس، وَضَبَطُوهُ فِي مُسْلِم هُنَا بِوَجْهَيْنِ أَحَدهمَا هَذَا، وَالثَّانِي: «رُؤَسَاء» بِالْمَدِّ جَمْع رَئِيس، وَكِلَاهُمَا صَحِيح، وَالْأَوَّل أَشْهَر. وَفيه التَّحْذِير مِنْ اِتِّخَاذ الْجُهَّال رُؤَسَاء. (أَنَّ عَائِشَة قَالَتْ فِي عَبْد اللَّه بْن عَمْرو: وَمَا أَحْسِبهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ أَرَاهُ لَمْ يَزِدْ فيه شَيْئًا وَلَمْ يَنْقُص) لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهَا اِتَّهَمَتْهُ، لَكِنَّهَا خَافَتْ أَنْ يَكُون اِشْتَبَهَ عَلَيْهِ، أَوْ قَرَأَهُ مِنْ كُتُب الْحِكْمَة، فَتَوَهَّمَهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَرَّرَهُ مَرَّة أُخْرَى، وَثَبَتَ عَلَيْهِ، غَلَبَ عَلَى ظَنّهَا أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 4829- وَقَوْلهَا: (أَرَاهُ) بِفَتْحِ الْهَمْزَة. وَفِي هَذَا الْحَدِيث الْحَثّ عَلَى حِفْظ الْعِلْم وَأَخْذه عَنْ أَهْله، وَاعْتِرَاف الْعَالِم لِلْعَالِمِ بِالْفَضِيلَةِ. .باب مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً أَوْ سَيِّئَةً وَمَنْ دَعَا إِلَى هُدًى أَوْ ضَلاَلَةٍ: 4830- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَنَّ سُنَّة حَسَنَة وَمَنْ سَنَّ سُنَّة سَيِّئَة» الْحَدِيث وَفِي الْحَدِيث الْآخَر: «مَنْ دَعَا إِلَى الْهُدَى وَمَنْ دَعَا إِلَى الضَّلَالَة». هَذَانِ الْحَدِيثَانِ صَرِيحَانِ فِي الْحَثّ عَلَى اِسْتِحْبَاب سَنّ الْأُمُور الْحَسَنَة، وَتَحْرِيم سَنِّ الْأُمُور السَّيِّئَة، وَأَنَّ مَنْ سَنَّ سُنَّة حَسَنَة كَانَ لَهُ مِثْل أَجْر كُلّ مَنْ يَعْمَل بِهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، وَمَنْ سَنَّ سُنَّة سَيِّئَة كَانَ عَلَيْهِ مِثْل وِزْر كُلّ مَنْ يَعْمَل بِهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، وَأَنَّ مَنْ دَعَا إِلَى هُدَى كَانَ لَهُ مِثْل أُجُور مُتَابِعِيهِ، أَوْ إِلَى ضَلَالَة كَانَ عَلَيْهِ مِثْل آثَام تَابِعِيهِ، سَوَاء كَانَ ذَلِكَ الْهُدَى وَالضَّلَالَة هُوَ الَّذِي اِبْتَدَأَهُ، أَمْ كَانَ مَسْبُوقًا إِلَيْهِ، وَسَوَاء كَانَ ذَلِكَ تَعْلِيم عِلْم، أَوْ عِبَادَة، أَوْ أَدَب، أَوْ غَيْر ذَلِكَ. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَعَمِلَ بِهَا بَعْده» مَعْنَاهُ إِنْ سَنَّهَا سَوَاء كَانَ الْعَمَل فِي حَيَاته أَوْ بَعْد مَوْته. وَاَللَّه أَعْلَم. 4831- سبق شرحه بالباب. .كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: .باب الْحَثِّ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى: 4832- قَوْله عَزَّ وَجَلَّ: «أَنَا عِنْد ظَنّ عَبْدِي بِي» قَالَ الْقَاضِي: قِيلَ: مَعْنَاهُ بِالْغُفْرَانِ لَهُ إِذَا اِسْتَغْفَرَ، وَالْقَبُول إِذَا تَابَ، وَالْإِجَابَة إِذَا دَعَا، وَالْكِفَايَة إِذَا طَلَبَ الْكِفَايَة. وَقِيلَ: الْمُرَاد بِهِ الرَّجَاء وَتَأْمِيل الْعَفْو، وَهَذَا أَصَحُّ. قَوْله تَعَالَى: «وَأَنَا مَعَهُ حِين يَذْكُرنِي» أَيْ مَعَهُ بِالرَّحْمَةِ وَالتَّوْفِيق وَالْهِدَايَة وَالرِّعَايَة. وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ} فَمَعْنَاهُ بِالْعِلْمِ وَالْإِحَاطَة. قَوْله تَعَالَى: «إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسه ذَكَرْته فِي نَفْسِي» قَالَ الْمَازِرِيُّ: النَّفْس تُطْلَق فِي اللُّغَة عَلَى مَعَانٍ: مِنْهَا الدَّم، وَمِنْهَا نَفْس الْحَيَوَان، وَهُمَا مُسْتَحِيلَانِ فِي حَقِّ اللَّه تَعَالَى، وَمِنْهَا الذَّات، وَاَللَّه تَعَالَى لَهُ ذَات حَقِيقَة، وَهُوَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى: «فِي نَفْسِي» وَمِنْهَا الْغَيْب، وَهُوَ أَحَد الْأَقْوَال فِي قَوْله تَعَالَى: {تَعْلَم مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَم مَا فِي نَفْسك} أَيْ مَا فِي غَيْبِي، فَيَجُوز أَنْ يَكُون أَيْضًا مُرَاد الْحَدِيث، أَيْ إِذَا ذَكَرَنِي خَالِيًا أَثَابَهُ اللَّه، وَجَازَاهُ عَمَّا عَمِلَ بِمَا لَا يَطَّلِع عَلَيْهِ أَحَد. قَوْله تَعَالَى: «وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْته فِي مَلَإٍ خَيْر مِنْهُمْ» هَذَا مِمَّا اِسْتَدَلَّتْ بِهِ الْمُعْتَزِلَة وَمَنْ وَافَقَهُمْ عَلَى تَفْضِيل الْمَلَائِكَة عَلَى الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَاحْتَجُّوا أَيْضًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْر وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَات وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِير مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} فَالتَّقْيِيد بِالْكَثِيرِ اِحْتِرَاز مِنْ الْمَلَائِكَة، وَمَذْهَب أَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ أَنَّ الْأَنْبِيَاء أَفْضَل مِنْ الْمَلَائِكَة لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي بَنِي إِسْرَائِيل: {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} وَالْمَلَائِكَة مِنْ الْعَالَمِينَ. وَيُتَأَوَّل هَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ الذَّاكِرِينَ غَالِبًا يَكُونُونَ طَائِفَة لَا نَبِيّ فيهمْ، فَإِذَا ذَكَرَهُ اللَّه فِي خَلَائِق مِنْ الْمَلَائِكَة، كَانُوا خَيْرًا مِنْ تِلْكَ الطَّائِفَة. قَوْله تَعَالَى: «وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْت إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْت مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْته هَرْوَلَة» هَذَا الْحَدِيث مِنْ أَحَادِيث الصِّفَات، وَيَسْتَحِيل إِرَادَة ظَاهِره، وَقَدْ سَبَقَ الْكَلَام فِي أَحَادِيث الصِّفَات مَرَّات، وَمَعْنَاهُ مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِطَاعَتِي تَقَرَّبْت إِلَيْهِ بِرَحْمَتِي وَالتَّوْفِيق وَالْإِعَانَة، وَإِنْ زَادَ زِدْت، فَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي وَأَسْرَعَ فِي طَاعَتِي أَتَيْته هَرْوَلَة، أَيْ صَبَبْت عَلَيْهِ الرَّحْمَة وَسَبَقْته بِهَا، وَلَمْ أُحْوِجْه إِلَى الْمَشْي الْكَثِير فِي الْوُصُول إِلَى الْمَقْصُود، وَالْمُرَاد أَنَّ جَزَاءَهُ يَكُون تَضْعِيفه عَلَى حَسَب تَقَرُّبه. 4833- قَوْله تَعَالَى فِي رِوَايَة مُحَمَّد: «وَإِذَا تَلَقَّانِي بِبَاعٍ جِئْته أَتَيْته» هَكَذَا هُوَ فِي أَكْثَر النُّسَخ: «جِئْته أَتَيْته» وَفِي بَعْضهَا: «جِئْته بِأَسْرَع» فَقَطْ، وَفِي بَعْضهَا (أَتَيْته) وَهَاتَانِ ظَاهِرَتَانِ وَالْأَوَّل صَحِيح أَيْضًا وَالْجَمْع بَيْنهمَا لِلتَّوْكِيدِ، وَهُوَ حَسَن لاسيما عِنْد اِخْتِلَاف اللَّفْظ. وَاَللَّه أَعْلَم. 4834- قَوْله: «جَبَل يُقَال لَهُ جُمْدَان» هُوَ بِضَمِّ الْجِيم وَإِسْكَان الْمِيم. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّه كَثِيرًا وَالذَّاكِرَات» هَكَذَا الرِّوَايَة فيه: (الْمُفَرِّدُونَ) بِفَتْحِ الْفَاء وَكَسْر الرَّاء الْمُشَدَّدَة، وَهَكَذَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عَنْ مُتْقِنِي شُيُوخهمْ، وَذَكَرَ غَيْره أَنَّهُ رُوِيَ بِتَخْفِيفِهَا وَإِسْكَان الْفَاء، يُقَال: فَرَدَ الرَّجُل وَفَرَّدَ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد، وَأَفْرَاد، وَقَدْ فَسَّرَهُمْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالذَّاكِرِينَ اللَّه كَثِيرًا وَالذَّاكِرَات، تَقْدِيره: وَالذَّاكِرَاتُهُ، فَحُذِفَتْ الْهَاء هُنَا كَمَا حُذِفَتْ فِي الْقُرْآن لِمُنَاسِبَةِ رُءُوس الْآي، وَلِأَنَّهُ مَفْعُول يَجُوز حَذْفه، وَهَذَا التَّفْسِير هُوَ مُرَاد الْحَدِيث، قَالَ اِبْن قُتَيْبَة وَغَيْره: وَأَصْل الْمُفَرِّدِينَ الَّذِينَ هَلَكَ أَقْرَانهمْ، وَانْفَرَدُوا عَنْهُمْ، فَبَقُوا يَذْكُرُونَ اللَّه تَعَالَى، وَجَاءَ فِي رِوَايَة: «هُمْ الَّذِينَ اِهْتَزُّوا فِي ذِكْر اللَّه» أَيْ: لَهِجُوا بِهِ وَقَالَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ: يُقَال: فَرَّدَ الرَّجُل إِذَا تَفَقَّهَ وَاعْتَزَلَ وَخَلَا بِمُرَاعَاةِ الْأَمْر وَالنَّهْي
228062
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%AC%20%D8%B4%D8%B1%D8%AD%20%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD%20%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%20%D8%A8%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%AC/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D9%82%D9%8A%D9%86%20%D9%88%D8%A3%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%87%D9%85
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج/كتاب صفات المنافقين وأحكامهم
.كتاب صفات المنافقين وأحكامهم: .باب قَوْله تعالى: {حَتَّى يَنْفَضُّوا}: 4976- قَوْله: {حَتَّى يَنْفَضُّوا} أَيْ: يَنْفَرِدُوا، قَالَ زُهَيْر: وَهِيَ قِرَاءَة مَنْ خَفَضَ (حَوْله)، يَعْنِي قِرَاءَة مَنْ يَقْرَأ (مِنْ حَوْله) بِكَسْرِ مِيم (مِنْ) وَبِجَرِّ (حَوْله) وَاحْتُرِزَ بِهِ عَنْ الْقِرَاءَة الشَّاذَّة (مَنْ حَوْله) بِالْفَتْحِ. قَوْله: (لَوَّوْا رُءُوسهمْ) قُرِئَ فِي السَّبْع بِتَشْدِيدِ الْوَاو وَتَخْفِيفهَا، (كَأَنَّهُمْ خُشُب) بِضَمِّ الشِّين وَبِإِسْكَانِهَا الضَّمّ لِلْأَكْثَرِينَ، وَفِي حَدِيث زَيْد بْن أَرْقَمَ هَذَا أَنَّهُ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَ أَمْرًا يَتَعَلَّق بِالْإِمَامِ أَوْ نَحْوه مِنْ كِبَار وُلَاة الْأُمُور، وَيُخَاف ضَرَره عَلَى الْمُسْلِمِينَ، أَنْ يُبَلِّغهُ إِيَّاهُ لِيَحْتَرِز مِنْهُ. وَفيه: مَنْقَبَة لِزَيْدٍ. 4977- وَأَمَّا حَدِيث صَلَاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ الْمُنَافِق وَإِلْبَاسه قَمِيصه، وَاسْتِغْفَاره لَهُ، وَنَفْثه عَلَيْهِ مِنْ رِيقه، فَسَبَقَ شَرْحه، وَالْمُخْتَصَر مِنْهُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ هَذَا كُلّه إِكْرَامًا لِابْنِهِ، وَكَانَ صَالِحًا، وَقَدْ صَرَّحَ مُسْلِم فِي رِوَايَاته بِأَنَّ اِبْنه سَأَلَ ذَلِكَ، وَلِأَنَّهُ أَيْضًا مِنْ مَكَارِم أَخْلَاقه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحُسْن مُعَاشَرَته لِمَنْ اِنْتَسَبَ إِلَى صُحْبَته، وَكَانَتْ هَذِهِ الصَّلَاة قَبْل نُزُول قَوْله سُبْحَانه وَتَعَالَى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَد مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْره} كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي هَذَا الْحَدِيث، وَقِيلَ: أَلْبَسَهُ الْقَمِيص مُكَافَأَة بِقَمِيصٍ كَانَ أَلْبَسَهُ الْعَبَّاس. 4979- قَوْله: «قَلِيل فِقْه قُلُوبهمْ، كَثِير شَحْم بُطُونهمْ» قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه: هَذَا فيه تَنْبِيه عَلَى أَنَّ الْفِطْنَة قَلَّمَا تَكُون مَعَ السِّمَن. 4980- قَوْله تَعَالَى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}، قَالَ أَهْل الْعَرَبِيَّة: مَعْنَاهُ: أَيّ شَيْء لَكُمْ فِي اِخْتِلَاف فِي أَمْرهمْ، وَفِئَتَيْنِ مَعْنَاهُ فِرْقَتَيْنِ، وَهُوَ مَنْصُوب عِنْد الْبَصْرِيِّينَ عَلَى الْحَال قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِذَا قُلْت مَالَك قَائِمًا؟ مَعْنَاهُ: لِمَ قُمْت، وَنَصَبْته عَلَى تَقْدِير: أَيّ شَيْء يَحْصُل لَك فِي هَذَا الْحَال، وَقَالَ الْفَرَّاء: وَهُوَ مَنْصُوب عَلَى أَنَّهُ خَبَر كَانَ مَحْذُوفَة، فَقَوْلك: مَالَك قَائِمًا؟ تَقْدِيره: لِمَ كُنْت قَائِمًا. 4983- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فِي أَصْحَابِي اِثْنَا عَشَر مُنَافِقًا فيهمْ ثَمَانِيَة لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّة حَتَّى يَلِج الْجَمَل فِي سَمِّ الْخِيَاط، ثَمَانِيَة مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمْ الدُّبَيْلَة سِرَاج مِنْ النَّار يَظْهَر فِي أَكْتَافهمْ حَتَّى يَنْجُم مِنْ صُدُورهمْ» أَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فِي أَصْحَابِي» فَمَعْنَاهُ الَّذِينَ يُنْسَبُونَ إِلَى صُحْبَتِي، كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة: «فِي أُمَّتِي» و«سَمّ الْخِيَاط» بِفَتْحِ السِّين وَضَمّهَا وَكَسْرهَا الْفَتْح أَشْهَر، وَبِهِ قَرَأَ الْقُرَّاء السَّبْعَة، وَهُوَ ثَقْب الْإِبْرَة، وَمَعْنَاهُ: لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّة أَبَدًا كَمَا لَا يَدْخُل الْجَمَل فِي ثَقْب الْإِبْرَة أَبَدًا. وَأَمَّا: «الدُّبَيْلَة» فَبِدَالٍ مُهْمَلَة ثُمَّ بَاء مُوَحَّدَة وَقَدْ فَسَّرَهَا فِي الْحَدِيث بِسِرَاجٍ مِنْ نَار، وَمَعْنَى (يَنْجُم) يَظْهَر وَيَعْلُو، وَهُوَ بِضَمِّ الْجِيم، وَرُوِيَ (تَكْفيهمْ الدُّبَيْلَة) بِحَذْفِ الْكَاف الثَّانِيَة، وَرُوِيَ (تَكْفِتهُمْ) بِتَاءٍ مُثَنَّاة فَوْق بَعْد الْفَاء، مِنْ الْكَفْت، وَهُوَ الْجَمْع وَالسَّتْر، أَيْ: تَجْمَعهُمْ فِي قُبُورهمْ وَتَسْتُرهُمْ. 4984- سبق شرحه بالباب. 4985- قَوْله: «كَانَ بَيْن رَجُل مِنْ أَهْل الْعَقَبَة وَبَيْن حُذَيْفَة بَعْض مَا يَكُون بَيْن النَّاس، فَقَالَ: أَنْشُدك بِاَللَّهِ كَمْ كَانَ أَصْحَاب الْعَقَبَة؟ فَقَالَ لَهُ الْقَوْم: أَخْبِرْهُ إِذْ سَأَلَك، قَالَ: كُنَّا نُخْبِر أَنَّهُمْ أَرْبَعَة عَشَر، فَإِنْ كُنْت مِنْهُمْ فَقَدْ كَانَ الْقَوْم خَمْسَة عَشَر، وَأَشْهَد بِاَللَّهِ أَنَّ اِثْنَيْ عَشَر مِنْهُمْ حَرْب لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَيَوْم يَقُوم الْأَشْهَاد» وَهَذِهِ الْعَقَبَة لَيْسَتْ الْعَقَبَة الْمَشْهُورَة بِمِنًى الَّتِي كَانَتْ بِهَا بَيْعَة الْأَنْصَار رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وَإِنَّمَا هَذِهِ عَقَبَة عَلَى طَرِيق تَبُوك، اِجْتَمَعَ الْمُنَافِقُونَ فيها لِلْغَدْرِ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَة تَبُوك فَعَصَمَهُ اللَّه مِنْهُمْ. 4986- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَصْعَد الثَّنِيَّة ثَنِيَّة الْمُرَار» هَكَذَا هُوَ فِي الرِّوَايَة الْأُولَى (الْمُرَار) بِضَمِّ الْمِيم وَتَخْفِيف الرَّاء وَفِي الثَّانِيَة (الْمُرَار أَوْ الْمَرَار) بِضَمِّ الْمِيم أَوْ فَتْحهَا عَلَى الشَّكّ، وَفِي بَعْض النُّسَخ بِضَمِّهَا أَوْ كَسْرهَا، وَاَللَّه أَعْلَم. وَالْمُرَار شَجَر مُرّ، وَأَصْل الثَّنِيَّة: الطَّرِيق بَيْن جَبَلَيْنِ، وَهَذِهِ الثَّنِيَّة عِنْد الْحُدَيْبِيَة، قَالَ الْحَازِمِيّ: قَالَ اِبْن إِسْحَاق: هِيَ مَهْبِط الْحُدَيْبِيَة. قَوْله: (لَأَنْ أَجِد ضَالَّتِي أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَسْتَغْفِر لِي صَاحِبكُمْ، قَالَ: وَكَانَ الرَّجُل يَنْشُد ضَالَّة لَهُ) (يَنْشُد) بِفَتْحِ الْيَاء وَضَمّ الشِّين، أَيْ: يَسْأَل عَنْهَا، قَالَ الْقَاضِي: قِيلَ هَذَا الرَّجُل هُوَ الْجَدّ بْن قِيسَ الْمُنَافِق. 4987- وَقَوْله: «قَصَمَ اللَّه عُنُقه» أَيْ: أَهْلَكَهُ. قَوْله: «فَنَبَذَتْهُ الْأَرْض» أَيْ: طَرَحَتْهُ عَلَى وَجْههَا عِبْرَة لِلنَّاظِرِينَ. 4988- قَوْله: «هَاجَتْ رِيح تَكَاد أَنْ تَدْفِن الرَّاكِب» هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع النُّسَخ (تَدْفِن) بِالْفَاءِ وَالنُّون، أَيْ: تُغَيِّبهُ عَنْ النَّاس، وَتَذْهَب بِهِ لِشِدَّتِهَا. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثَتْ هَذِهِ الرِّيح لِمَوْتِ مُنَافِق» أَيْ: عُقُوبَة لَهُ، وَعَلَامَة لِمَوْتِهِ وَرَاحَة الْبِلَاد وَالْعِبَاد بِهِ. 4989- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاكِبَيْنِ الْمُقَفِّيَيْنِ» أَيْ: الْمُوَلِّيَيْنِ أَقْفِيَتهمَا مُنْصَرِفَيْنِ. قَوْله: (لِرَجُلَيْنِ حِينَئِذٍ مِنْ أَصْحَابه) سَمَّاهُمَا مِنْ أَصْحَابه، لِإِظْهَارِهِمَا الْإِسْلَام وَالصُّحْبَة لَا أَنَّهُمَا مِمَّنْ نَالَتْهُ فَضِيلَة الصُّحْبَة. 4990- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَل الْمُنَافِق مَثَل الشَّاة الْعَائِرَة بَيْن الْغَنَمَيْنِ، تُعِير إِلَى هَذِهِ مَرَّة وَإِلَى هَذِهِ مَرَّة» «الْعَائِرَة»: الْمُتَرَدِّدَة الْحَائِرَة لَا تَدْرِي لِأَيِّهِمَا تَتْبَع، وَمَعْنَى تُعِير أَيْ: تُرَدَّد وَتَذْهَب، وَقَوْله فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة: «تَكِرّ فِي هَذِهِ مَرَّة وَفِي هَذِهِ مَرَّة» أَيْ: تَعْطِف عَلَى هَذِهِ وَعَلَى هَذِهِ، وَهُوَ نَحْو: (تُعِير) وَهُوَ بِكَسْرِ الْكَاف. 4991- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْنِ عِنْد اللَّه جَنَاح بَعُوضَة» أَيْ: لَا يَعْدِلهُ فِي الْقَدْر وَالْمَنْزِلَة، أَيْ: لَا قَدْر لَهُ. وَفيه: ذَمّ السِّمَن. 4992- (الْحَبْر) بِفَتْحِ الْحَاء وَكَسْرهَا، وَالْفَتْح أَفْصَح وَهُوَ الْعَالِم. قَوْله: «إِنَّ اللَّه يُمْسِك السَّمَوَات عَلَى أُصْبُع وَالْأَرْضِينَ عَلَى أُصْبُع» إِلَى قَوْله: «ثُمَّ يَهُزّهُنَّ» هَذَا مِنْ أَحَادِيث الصِّفَات، وَقَدْ سَبَقَ فيها الْمَذْهَبَانِ: التَّأْوِيل وَالْإِمْسَاك عَنْهُ، مَعَ الْإِيمَان بِهَا، مَعَ اِعْتِقَاد أَنَّ الظَّاهِر مِنْهَا غَيْر مُرَاد، فَعَلَى قَوْل الْمُتَأَوِّلِينَ يَتَأَوَّلُونَ الْأَصَابِع هُنَا عَلَى الِاقْتِدَار أَيْ: خَلَقَهَا مَعَ عِظَمهَا بِلَا تَعَب وَلَا مَلَل، وَالنَّاس يَذْكُرُونَ الْإِصْبَع فِي مِثْل هَذَا لِلْمُبَالَغَةِ وَالِاحْتِقَار، فَيَقُول أَحَدهمْ: بِأُصْبُعِي أَقْتُل زَيْدًا، أَيْ: لَا كُلْفَة عَلَيَّ فِي قَتْله، وَقِيلَ: يُحْتَمَل أَنَّ الْمُرَاد أَصَابِع بَعْض مَخْلُوقَاته، وَهَذَا غَيْر مُمْتَنِع، وَالْمَقْصُود: أَنَّ يَد الْجَارِحَة مُسْتَحِيلَة. قَوْله: «فَضَحِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَجُّبًا مِمَّا قَالَ الْحَبْر تَصْدِيقًا لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ، {وَمَا قَدَرُوا اللَّه حَقّ قَدْره وَالْأَرْض جَمِيعًا قَبْضَته يَوْم الْقِيَامَة وَالسَّمَوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ}» ظَاهِر الْحَدِيث أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَ الْحَبْر فِي قَوْله: إِنَّ اللَّه تَعَالَى يَقْبِض السَّمَوَات وَالْأَرْضِينَ، وَالْمَخْلُوقَات بِالْأَصَابِعِ، ثُمَّ قَرَأَ الْآيَة الَّتِي فيها الْإِشَارَة إِلَى نَحْو مَا يَقُول، قَالَ الْقَاضِي: وَقَالَ بَعْض الْمُتَكَلِّمِينَ: لَيْسَ ضَحِكه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَعَجُّبه وَتِلَاوَته الْآيَة تَصْدِيقًا لِلْحَبْرِ، بَلْ هُوَ رَدّ لِقَوْلِهِ، وَإِنْكَار وَتَعَجُّب مِنْ سُوء اِعْتِقَاده، فَإِنَّ مَذْهَب الْيَهُود التَّجْسِيم، فَفُهِمَ مِنْهُ ذَلِكَ، وَقَوْله تَصْدِيقًا لَهُ إِنَّمَا هُوَ مِنْ كَلَام الرَّاوِي عَلَى مَا فُهِمَ، وَالْأَوَّل أَظْهَر. 4993- قَوْله: «وَالشَّجَر وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَع» الثَّرَى هُوَ التُّرَاب النَّدِيّ. قَوْله: «بَدَتْ نَوَاجِذه» بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، أَيْ: أَنْيَابه. 4995- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَطْوِي اللَّه السَّمَوَات يَوْم الْقِيَامَة ثُمَّ يَأْخُذهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ» وَفِي رِوَايَة: «أَنَّ اِبْن مِقْسَم نَظَرَ إِلَى اِبْن عُمر كَيْف يَحْكِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَأْخُذ اللَّه سَمَاوَاته وَأَرْضِيهِ بِيَدَيْهِ، وَيَقُول: أَنَا اللَّه، وَيَقْبِض أَصَابِعه وَيَبْسُطهَا، أَنَا الْمَلِك، حَتَّى نَظَرْت إِلَى الْمِنْبَر يَتَحَرَّك مِنْ أَسْفَل شَيْء مِنْهُ»، قَالَ الْعُلَمَاء: الْمُرَاد بِقَوْلِهِ: «يَقْبِض أَصَابِعه وَيَبْسُطهَا» النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِهَذَا قَالَ: إِنَّ اِبْن مِقْسَم نَظَرَ إِلَى اِبْن عُمَر كَيْف يَحْكِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَأَمَّا إِطْلَاق الْيَدَيْنِ لِلَّهِ تَعَالَى فَمُتَأَوَّل عَلَى الْقُدْرَة، وَكَنَّى عَنْ ذَلِكَ بِالْيَدَيْنِ، لِأَنَّ أَفْعَالنَا تَقَع بِالْيَدَيْنِ، فَخُوطِبْنَا بِمَا نَفْهَمهُ، لِيَكُونَ أَوْضَحَ وَأَوْكَد فِي النُّفُوس، وَذَكَرَ الْيَمِين وَالشِّمَال حَتَّى يَتِمّ الْمِثَال، لِأَنَّا نَتَنَاوَل بِالْيَمِينِ مَا نُكْرِمهُ، وَبِالشِّمَالِ مَا دُونه وَلِأَنَّ الْيَمِين فِي حَقّنَا يَقْوَى لِمَا لَا يَقْوَى لَهُ الشِّمَال، وَمَعْلُوم أَنَّ السَّمَوَات أَعْظَم مِنْ الْأَرْض، فَأَضَافَهَا إِلَى الْيَمِين، وَالْأَرَضِينَ إِلَى الشِّمَال، لِيَظْهَر التَّقْرِيب فِي الِاسْتِعَارَة، وَإِنْ كَانَ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى لَا يُوصَف بِأَنَّ شَيْئًا أَخَفّ عَلَيْهِ مِنْ شَيْء، وَلَا أَثْقَل مِنْ شَيْء، هَذَا مُخْتَصَر كَلَام الْمَازِرِيّ فِي هَذَا. قَالَ الْقَاضِي: وَفِي هَذَا الْحَدِيث ثَلَاثَة أَلْفَاظ: يَقْبِض، وَيَطْوِي، وَيَأْخُذ كُلّه بِمَعْنَى الْجَمْع لِأَنَّ السَّمَوَات مَبْسُوطَة، وَالْأَرَضِينَ مَدْحُوَّة، وَمَمْدُودَة، ثُمَّ يَرْجِع ذَلِكَ إِلَى مَعْنَى الرَّفْع وَالْإِزَالَة وَتَبْدِيل الْأَرْض غَيْر الْأَرْض وَالسَّمَوَات فَعَادَ كُلّه إِلَى ضَمّ بَعْضهَا إِلَى بَعْض وَرَفْعهَا وَتَبْدِيلهَا بِغَيْرِهَا، قَالَ: وَقَبْض النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابِعه وَبَسْطهَا تَمْثِيل لِقَبْضِ هَذِهِ الْمَخْلُوقَات وَجَمْعهَا بَعْد بَسْطهَا، وَحِكَايَة لِلْمَبْسُوطِ وَالْمَقْبُوض، وَهُوَ السَّمَوَات وَالْأَرْضُونَ، لَا إِشَارَة إِلَى الْقَبْض وَالْبَسْط الَّذِي هُوَ صِفَة الْقَابِض وَالْبَاسِط سُبْحَانه وَتَعَالَى، وَلَا تَمْثِيل لِصِفَةِ اللَّه تَعَالَى السَّمْعِيَّة الْمُسَمَّاة بِالْيَدِ الَّتِي لَيْسَتْ بِجَارِحَةٍ. 4996- وَقَوْله فِي الْمِنْبَر: «يَتَحَرَّك مِنْ أَسْفَل شَيْء مِنْهُ» أَيْ: مِنْ أَسْفَله إِلَى أَعْلَاهُ لِأَنَّ بِحَرَكَةِ الْأَسْفَل يَتَحَرَّك الْأَعْلَى وَيُحْتَمَل أَنَّ تَحَرُّكه بِحَرَكَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذِهِ الْإِشَارَة، قَالَ الْقَاضِي: وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون بِنَفْسِهِ هَيْبَة لَسَمِعَهُ كَمَا حَنَّ الْجِذْع ثُمَّ قَالَ: وَاَللَّه أَعْلَم بِمُرَادِ نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا وَرَدَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث مِنْ مُشْكِل، وَنَحْنُ نُؤْمِن بِاَللَّهِ تَعَالَى وَصِفَاته، وَلَا نُشَبِّه شَيْئًا بِهِ، وَلَا نُشَبِّههُ بِشَيْءٍ، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير} وَمَا قَالَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبَتَ عَنْهُ، فَهُوَ حَقّ وَصِدْق، فَمَا أَدْرَكْنَا عِلْمه فَبِفَضْلِ اللَّه تَعَالَى، وَمَا خَفِيَ عَلَيْنَا آمَنَّا بِهِ وَوَكَّلْنَا عِلْمه إِلَيْهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى، وَحَمَلْنَا لَفْظه عَلَى مَا اُحْتُمِلَ فِي لِسَان الْعَرَب الَّذِي خُوطِبْنَا بِهِ، وَلَمْ نَقْطَع عَلَى أَحَد مَعْنَيَيْهِ بَعْد تَنْزِيهه سُبْحَانه عَنْ ظَاهِره الَّذِي لَا يَلِيق بِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى. وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق. .كتاب صفة القيامة والجنة والنار: .باب ابْتِدَاءِ الْخَلْقِ وَخَلْقِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: 4997- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُلِقَ الْمَكْرُوه يَوْم الثُّلَاثَاء» كَذَا رَوَاهُ ثَابِت بْن قَاسِم، قَالَ: وَهُوَ مَا يَقُوم بِهِ الْمَعَاش، وَيَصْلُح بِهِ التَّدْبِير كَالْحَدِيدِ وَغَيْره مِنْ جَوَاهِر الْأَرْض، وَكُلّ شَيْء يَقُوم بِهِ صَلَاح شَيْء فَهُوَ تِقْنه، وَمِنْهُ إِتْقَان الشَّيْء وَهُوَ إِحْكَامه، قُلْت: وَلَا مُنَافَاة بَيْن الرِّوَايَتَيْنِ، فَكِلَاهُمَا خُلِقَ يَوْم الثُّلَاثَاء. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَخَلَقَ النُّور يَوْم الْأَرْبِعَاء» كَذَا هُوَ فِي صَحِيح مُسْلِم النُّور بِالرَّاءِ وَرِوَايَات ثَابِت بْن قَاسِم (النُّون) بِالنُّونِ فِي آخِره قَالَ الْقَاضِي: وَكَذَا رَوَاهُ بَعْض رُوَاة صَحِيح مُسْلِم وَهُوَ الْحُوت، وَلَا مُنَافَاة أَيْضًا فَكِلَاهُمَا خُلِقَ يَوْم الْأَرْبِعَاء بِفَتْحِ الْهَمْزَة، وَكَسْر الْبَاء، وَفَتْحهَا وَضَمّهَا ثَلَاث لُغَات، حَكَاهُنَّ صَاحِب الْمُحْكَم، وَجَمْعه أَرْبَعَاوَات وَحُكِيَ أَيْضًا أَرَابِيع. .باب فِي الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ وَصِفَةِ الأَرْضِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: 4998- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُحْشَر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عَلَى أَرْض بَيْضَاء عَفْرَاء كَقُرْصَةِ النَّقِيّ، لَيْسَ فيها عَلَم لِأَحَدٍ» (الْعَفْرَاء): بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة وَالْمَدّ بَيْضَاء إِلَى حُمْرَة، و(النَّقِيّ) بِفَتْحِ النُّون وَكَسْر الْقَاف وَتَشْدِيد الْيَاء هُوَ الدَّقِيق الْحُورِيّ، وَهُوَ الدَّرْمَك، وَهُوَ الْأَرْض الْجَيِّدَة، قَالَ الْقَاضِي: كَأَنَّ النَّار غَيَّرَتْ بَيَاض وَجْه الْأَرْض إِلَى الْحُمْرَة. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ فيها عَلَم لِأَحَدٍ» هُوَ بِفَتْحِ الْعَيْن وَاللَّام، أَيْ: لَيْسَ بِهَا عَلَامَة سُكْنَى أَوْ بِنَاء وَلَا أَثَر. .باب نُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: 5000- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَكُون الْأَرْض يَوْم الْقِيَامَة خُبْزَة وَاحِدَة، يَكْفَأهَا الْجَبَّار بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَأ أَحَدكُمْ خُبْزَته فِي السَّفَر نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّة» أَمَّا (النُّزُل) فَبِضَمِّ النُّون وَالزَّاي، وَيَجُوز إِسْكَان الزَّاي وَهُوَ مَا يُعَدّ لِلضَّيْفِ عِنْد نُزُوله، وَأَمَّا (الْخُبْزَة) فَبِضَمِّ الْخَاء، قَالَ أَهْل اللُّغَة: هِيَ الظُّلْمَة الَّتِي تُوضَع فِي الْمِلَّة، (وَيَكْفَأهَا) بِالْهَمْزَةِ وَرُوِيَ فِي غَيْر مُسْلِم (يَتَكَفَّؤُهَا) بِالْهَمْزِ أَيْضًا، وَخُبْزَة الْمُسَافِر هِيَ الَّتِي يَجْعَلهَا فِي الْمَلَّة وَيَتَكَفَّؤُهَا بِيَدَيْهِ، أَيْ: يُمِيلهَا مِنْ يَد إِلَى يَد حَتَّى تَجْتَمِع وَتَسْتَوِي، لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مُنْبَسِطَة كَالرُّقَاقَةِ وَنَحْوهَا وَقَدْ سَبَقَ الْكَلَام فِي الْيَد فِي حَقّ اللَّه تَعَالَى وَتَأْوِيلهَا قَرِيبًا، مَعَ الْقَطْع بِاسْتِحَالَةِ الْجَارِحَة، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَمَعْنَى الْحَدِيث: أَنَّ اللَّه تَعَالَى يَجْعَل الْأَرْض كَالظُّلْمَةِ وَالرَّغِيف الْعَظِيم وَيَكُون ذَلِكَ طَعَامًا نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّة وَاَللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير. قَوْله: «إِدَامهمْ بِلَامٍ وَنُون، قَالُوا: وَمَا هَذَا؟ قَالَ. ثَوْر وَنُون يَأْكُل مِنْ زَائِد كَبِدهمَا سَبْعُونَ أَلْفًا» أَمَّا (النُّون) فَهُوَ الْحُوت بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاء، وَأَمَّا (بِاللَّامِ) فَبِبَاءٍ مُوَحَّدَة مَفْتُوحَة، وَبِتَخْفِيفِ اللَّام وَمِيم مَرْفُوعَة غَيْر مُنَوَّنَة، وَفِي مَعْنَاهَا أَقْوَال مُضْطَرِبَة الصَّحِيح مِنْهَا: الَّذِي اِخْتَارَهُ الْقَاضِي وَغَيْره مِنْ الْمُحَقِّقِينَ، أَنَّهَا لَفْظَة عِبْرَانِيَّة مَعْنَاهَا بِالْعِبْرَانِيَّةِ: ثَوْر، وَفَسَّرَهُ بِهَذَا، وَلِهَذَا سَأَلُوا الْيَهُودِيّ عَنْ تَفْسِيرهَا وَلَوْ كَانَتْ عَرَبِيَّة لَعَرَفَتْهَا الصَّحَابَة، وَلَمْ يَحْتَاجُوا إِلَى سُؤَاله عَنْهَا فَهَذَا هُوَ الْمُخْتَار فِي بَيَان هَذِهِ اللَّفْظَة، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَعَلَّ الْيَهُودِيّ أَرَادَ التَّعْمِيَة عَلَيْهِمْ، فَقَطَعَ الْهِجَاء وَقَدَّمَ أَحَد الْحَرْفَيْنِ عَلَى الْآخَر، وَهِيَ لَامَ أَلِف وَيَاء، يُرِيد (لِأَيِّ) عَلَى وَزْن (لَعَا) وَهُوَ الثَّوْر الْوَحْشِيّ فَصَحَّفَ الرَّاوِي الْيَاء الْمُثَنَّاة فَجَعَلَهَا مُوَحَّدَة، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا أَقْرَب مَا يَقَع فيه. وَاَللَّه أَعْلَم. وَأَمَّا (زَائِدَة الْكَبِد)، وَهِيَ: الْقِطْعَة الْمُنْفَرِدَة الْمُتَعَلِّقَة فِي الْكَبِد، وَهِيَ أَطْيَبهَا. وَأَمَّا قَوْله: (يَأْكُل مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْفًا) فَقَالَ الْقَاضِي: يُحْتَمَل أَنَّهُمْ السَّبْعُونَ أَلْفًا الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّة بِلَا حِسَاب، فَخُصُّوا بِأَطْيَب النُّزُل وَيُحْتَمَل أَنَّهُ عَبَّرَ بِالسَّبْعِينَ أَلْفًا عَنْ الْعَدَد الْكَثِير، وَلَمْ يُرِدْ الْحَصْر فِي ذَلِكَ الْقَدْر، وَهَذَا مَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب. وَاَللَّه أَعْلَم. 5001- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ بَايَعَنِي عَشْرَة مِنْ الْيَهُود لَمْ يَبْقَ عَلَى ظَهْرهَا يَهُودِيّ إِلَّا أَسْلَمَ» قَالَ صَاحِب التَّحْرِير: الْمُرَاد عَشْرَة مِنْ أَحْبَارهمْ. .باب سُؤَالِ الْيَهُودِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّوحِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوح}: 5002- قَوْله: «كُنْت أَمْشِي مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرْث وَهُوَ مُتَّكِئ عَلَى عَسِيب» فَقَوْله: (فِي حَرْث) بِثَاءٍ مُثَلَّثَة وَهُوَ مَوْضِع الزَّرْع، وَهُوَ مُرَاده بِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: «فِي نَخْل» وَاتَّفَقَتْ نُسَخ صَحِيح مُسْلِم عَلَى أَنَّهُ (حَرْث) بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَة، وَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ فِي مَوَاضِع، وَرَوَاهُ فِي أَوَّل الْكِتَاب فِي بَاب (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا) خَرِبَ: بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَة وَالْخَاء الْمُعْجَمَة جَمْع خَرَاب، قَالَ الْعُلَمَاء: الْأَوَّل أَصْوَب، وَلِلْآخَرِ وَجْه، وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْمَوْضِع فيه الْوَصْفَانِ. وَأَمَّا الْعَسِيب: فَهُوَ جَرِيدَة النَّخْل. وَقَوْله: (مُتَّكِئ عَلَيْهِ) أَيْ: مُعْتَمِد. قَوْله: «سَلُوهُ عَنْ الرُّوح فَقَالُوا: مَا رَابَكُمْ إِلَيْهِ لَا يَسْتَقْبِلكُمْ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ» هَكَذَا فِي جَمِيع النُّسَخ: «مَا رَابَكُمْ إِلَيْهِ» أَيْ: مَا دَعَاكُمْ إِلَى سُؤَاله؟ أَوْ مَا شَكّكُمْ فيه حَتَّى اِحْتَجْتُمْ إِلَى سُؤَاله، أَوْ مَا دَعَاكُمْ إِلَى سُؤَال تَخْشَوْنَ سُوء عُقْبَاهُ. قَوْله: «فَأَسْكَتَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ: سَكَتَ، وَقِيلَ: أَطْرَقَ، وَقِيلَ: أَعْرَضَ عَنْهُ. قَوْله: «فَلَمَّا نَزَلَ الْوَحْي قَالَ: يَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح» وَكَذَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ فِي أَكْثَر أَبْوَابه، قَالَ الْقَاضِي: وَهُوَ وَهْم وَصَوَابه مَا سَبَقَ فِي رِوَايَة اِبْن مَاهَان، «فَلَمَّا اِنْجَلَى عَنْهُ»، وَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ فِي مَوْضِع، وَفِي مَوْضِع: «فَلَمَّا صَعِدَ الْوَحْي»، وَقَالَ: هَذَا وَجْه الْكَلَام؛ لِأَنَّهُ قَدْ ذُكِرَ قَبْل ذَلِكَ نُزُول الْوَحْي عَلَيْهِ، قُلْت: وَكُلّ الرِّوَايَات صَحِيحَة، وَمَعْنَى رِوَايَة مُسْلِم أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ الْوَحْي وَتَمَّ نَزَلَ قَوْله تَعَالَى: {قُلْ الرُّوح مِنْ أَمْر رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا} هَكَذَا هُوَ فِي بَعْض النُّسَخ: «أُوتِيتُمْ» عَلَى وَفْق الْقِرَاءَة الْمَشْهُورَة. وَفِي أَكْثَر نُسَخ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم: «وَمَا أُوتُوا مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا» قَالَ الْمَازِرِيّ: الْكَلَام فِي الرُّوح وَالنَّفْس مِمَّا يَغْمُض وَيَدِقّ، وَمَعَ هَذَا فَأَكْثَرَ النَّاس فيه الْكَلَام، وَأَلَّفُوا فيه التَّآلِيف، قَالَ أَبُو الْحَسَن الْأَشْعَرِيّ: هُوَ النَّفَس الدَّاخِل وَالْخَارِج، وَقَالَ اِبْن الْبَاقِلَانِيّ: هُوَ مُتَرَدِّد بَيْن هَذَا الَّذِي قَالَهُ الْأَشْعَرِيّ وَبَيْن الْحَيَاة، وَقِيلَ: هُوَ جِسْم لَطِيف مُشَارِك لِلْأَجْسَامِ الظَّاهِرَة وَالْأَعْضَاء الظَّاهِرَة، وَقَالَ بَعْضهمْ: لَا يَعْلَم الرُّوح إِلَّا اللَّه تَعَالَى، لِقَوْله تَعَالَى: {قُلْ الرُّوح مِنْ أَمْر رَبِّي} وَقَالَ الْجُمْهُور: هِيَ مَعْلُومَة، وَاخْتَلَفُوا فيها عَلَى هَذِهِ الْأَقْوَال، وَقِيلَ: هِيَ الدَّم، وَقِيلَ غَيْر ذَلِكَ، وَلَيْسَ فِي الْآيَة دَلِيل عَلَى أَنَّهَا لَا تُعْلَم، وَلَا أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمهَا، وَإِنَّمَا أَجَابَ بِمَا فِي الْآيَة الْكَرِيمَة لِأَنَّهُ كَانَ عِنْدهمْ أَنَّهُ إِنْ أَجَابَ بِتَفْسِيرِ الرُّوح فَلَيْسَ بِنَبِيٍّ، وَفِي الرُّوح لُغَتَانِ، التَّذْكِير وَالتَّأْنِيث. وَاَللَّه أَعْلَم. 5003- قَوْله: (كُنْت قَيْنًا فِي الْجَاهِلِيَّة) أَيْ: حَدَّادًا. .باب قوله تعالى: {إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى}: 5005- قَوْله: (هَلْ يُعَفِّر مُحَمَّد وَجْهه؟) أَيْ: يَسْجُد وَيُلْصِق وَجْهه بِالْعَفَرِ وَهُوَ التُّرَاب. قَوْله: (فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكِص عَلَى عَقِبَيْهِ) أَمَّا (فَجِئَهُمْ) فَبِكَسْرِ الْجِيم، وَيُقَال أَيْضًا: (فَجَأَهُمْ) لُغَتَانِ (وَيَنْكِص) بِكَسْرِ الْكَاف: رَجَعَ عَلَى عَقِبَيْهِ يَمْشِي عَلَى وَرَائِهِ. قَوْله: «إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنه لَخَنْدَقًا مِنْ نَار وَهَوْلًا وَأَجْنِحَة كَأَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَة» وَلِهَذَا الْحَدِيث أَمْثِلَة كَثِيرَة فِي عِصْمَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَبِي جَهْل وَغَيْره، مِمَّنْ أَرَادَ بِهِ ضَرَرًا، قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَاَللَّه يَعْصِمك مِنْ النَّاس} وَهَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ بَعْد الْهِجْرَة. وَاَللَّه أَعْلَم. .باب الدخان: 5006- قَوْله: (إِنَّ قَاصًّا عِنْد أَبْوَاب كِنْدَة) هُوَ بَاب بِالْكُوفَةِ. قَوْله: «فَأَخَذَتْهُمْ سَنَة حَصَتْ كُلّ شَيْء» السَّنَة الْقَحْط وَالْجَدْب، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ} و(حَصَتْ) بِحَاءٍ وَصَاد مُشَدَّدَة مُهْمَلَتَيْنِ، أَيْ: اِسْتَأْصَلَتْهُ. قَوْله: «أَفَيَكْشِف عَذَاب الْآخِرَة» هَذَا اِسْتِفْهَام إِنْكَار عَلَى مَنْ يَقُول: إِنَّ الدُّخَان يَوْم الْقِيَامَة كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة، فَقَالَ اِبْن مَسْعُود: هَذَا قَوْل بَاطِل؛ لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ: {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَاب قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} وَمَعْلُوم أَنَّ كَشْف الْعَذَاب ثُمَّ عَوْدهمْ لَا يَكُون فِي الْآخِرَة، إِنَّمَا هُوَ فِي الدُّنْيَا. قَوْله: «مَضَتْ آيَة الدُّخَان وَالْبَطْشَة وَاللِّزَام وَآيَة الرُّوم» وَفَسَّرَهَا كُلّهَا فِي الْكِتَاب إِلَّا اللِّزَام، وَالْمُرَاد بِهِ قَوْله سُبْحَانه وَتَعَالَى: {فَسَوْفَ يَكُون لِزَامًا} أَيْ: يَكُون عَذَابهمْ لَازِمًا، قَالُوا: وَهُوَ مَا جَرَى عَلَيْهِمْ يَوْم بَدْر مِنْ الْقَتْل وَالْأَسْر، وَهِيَ الْبَطْشَة الْكُبْرَى. 5007- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَسِنِي يُوسُف» بِتَخْفِيفِ الْيَاء. قَوْله: «فَأَصَابَهُمْ قَحْط وَجَهْد» بِفَتْحِ الْجِيم، أَيْ: مَشَقَّة شَدِيدَة، وَحُكِيَ ضَمّهَا. قَوْله: «فَقَالَ: يَا رَسُول اِسْتَغْفِرْ اللَّه لِمُضَرَ» هَكَذَا وَقَعَ فِي جَمِيع نُسَخ مُسْلِم: «اِسْتَغْفِرْ اللَّه لِمُضَرَ» وَفِي الْبُخَارِيّ: «اِسْتَسْقِ اللَّه لِمُضَرَ» قَالَ الْقَاضِي: قَالَ بَعْضهمْ: «اِسْتَسْقِ» هُوَ الصَّوَاب اللَّائِق بِالْحَالِ؛ لِأَنَّهُمْ كُفَّار لَا يُدْعَى لَهُمْ بِالْمَغْفِرَةِ، قُلْت: كِلَاهُمَا صَحِيح، فَمَعْنَى (اِسْتَسْقِ) اُطْلُبْ لَهُمْ الْمَطَر وَالسُّقْيَا، وَمَعْنَى: «اِسْتَغْفِرْ»: اُدْعُ لَهُمْ بِالْهِدَايَةِ الَّتِي يَتَرَتَّب عَلَيْهَا الِاسْتِغْفَار. .(بَاب اِنْشِقَاق الْقَمَر): قَالَ الْقَاضِي: اِنْشِقَاق الْقَمَر مِنْ أُمَّهَات مُعْجِزَات نَبِيّنَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ رَوَاهَا عِدَّة مِنْ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ مَعَ ظَاهِر الْآيَة الْكَرِيمَة وَسِيَاقهَا، قَالَ الزَّجَّاج: وَقَدْ أَنْكَرَهَا بَعْض الْمُبْتَدِعَة الْمُضَاهِينَ الْمُخَالِفِي الْمِلَّة، وَذَلِكَ لَمَّا أَعْمَى اللَّه قَلْبه، وَلَا إِنْكَار لِلْعَقْلِ فيها؛ لِأَنَّ الْقَمَر مَخْلُوق لِلَّهِ تَعَالَى يَفْعَل فيه مَا يَشَاء، كَمَا يُفْنِيه وَيُكَوِّرهُ فِي آخِر أَمْره. وَأَمَّا قَوْل بَعْض الْمَلَاحِدَة: لَوْ وَقَعَ هَذَا لَنُقِلَ مُتَوَاتِرًا، وَاشْتَرَكَ أَهْل الْأَرْض كُلّهمْ فِي مَعْرِفَته، وَلَمْ يَخْتَصّ بِهَا أَهْل مَكَّة، فَأَجَابَ الْعُلَمَاء بِأَنَّ هَذَا الِانْشِقَاق حَصَلَ فِي اللَّيْل، وَمُعْظَم النَّاس نِيَام غَافِلُونَ، وَالْأَبْوَاب مُغْلَقَة، وَهُمْ مُتَغَطُّونَ بِثِيَابِهِمْ، فَقَلَّ مَنْ يَتَفَكَّر فِي السَّمَاء أَوْ يَنْظُر إِلَيْهَا إِلَّا الشَّاذّ النَّادِر، وَمِمَّا هُوَ مُشَاهَد مُعْتَاد، أَنْ كُسُوف الْقَمَر وَغَيْره مِنْ الْعَجَائِب وَالْأَنْوَار الطَّوَالِع وَالشُّهُب الْعِظَام وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا يَحْدُث فِي السَّمَاء فِي اللَّيْل، يَقَع وَلَا يَتَحَدَّث بِهَا إِلَّا الْآحَاد، وَلَا عِلْم عِنْد غَيْرهمْ، لِمَا ذَكَرْنَاهُ، وَكَانَ هَذَا الِانْشِقَاق آيَة حَصَلَتْ فِي اللَّيْل لِقَوْمٍ سَأَلُوهَا، وَاقْتَرَحُوا رُؤْيَتهَا، فَلَمْ يَتَنَبَّه غَيْرهمْ لَهَا، قَالُوا: وَقَدْ يَكُون الْقَمَر كَانَ حِينَئِذٍ فِي بَعْض الْمَجَارِي وَالْمَنَازِل الَّتِي تَظْهَر لِبَعْضِ الْآفَاق دُون بَعْض، كَمَا يَكُون ظَاهِرًا لِقَوْمٍ غَائِبًا عَنْ قَوْم، كَمَا يَجِد الْكُسُوف أَهْل بَلَد دُون بَلَد. وَاَللَّه أَعْلَم. 5012- قَوْله: (وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ كِلَاهُمَا عَنْ شُعْبَة بِإِسْنَادِ اِبْن مُعَاذ) هَكَذَا هُوَ فِي عَامَّة النُّسَخ (بِإِسْنَادِ اِبْن مُعَاذ) وَفِي بَعْضهَا (بِإِسْنَادَيْ مُعَاذ) قَالَ الْقَاضِي: وَغَيْر هَذَا أَشْبَه بِالصِّحَّةِ؛ لِأَنَّهُ ذَكَرَ لِمُعَاذٍ إِسْنَادَيْنِ قَبْل هَذَا، وَالْأَوَّل أَيْضًا صَحِيح؛ لِأَنَّ الْإِسْنَادَيْنِ مِنْ رِوَايَة اِبْن مُعَاذ عَنْ أَبِيهِ. .باب لاَ أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: 5016- قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا أَحَد أَصْبَر عَلَى أَذَى يَسْمَعهُ مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ؛ إِنَّهُ يُشْرَك بِهِ، وَيُجْعَل لَهُ الْوَلَد ثُمَّ يُعَافيهمْ وَيَرْزُقهُمْ» قَالَ الْعُلَمَاء: مَعْنَاهُ: أَنَّ اللَّه تَعَالَى وَاسِع الْحِلْم حَتَّى عَلَى الْكَافِر الَّذِي يَنْسِب إِلَيْهِ الْوَلَد وَالنِّدّ، قَالَ الْمَازِرِيّ: حَقِيقَة الصَّبْر مَنْع النَّفْس مِنْ الِانْتِقَام أَوْ غَيْره، فَالصَّبْر نَتِيجَة الِامْتِنَاع فَأُطْلِقَ اِسْم الصَّبْر عَلَى الِامْتِنَاع فِي حَقّ اللَّه تَعَالَى لِذَلِكَ، قَالَ الْقَاضِي: وَالصَّبُور مِنْ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى وَهُوَ الَّذِي لَا يُعَاجِل الْعُصَاة بِالِانْتِقَامِ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْحَلِيم فِي أَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى، وَالْحَلِيم هُوَ الصَّفُوح مَعَ الْقُدْرَة عَلَى الِانْتِقَام. .باب طَلَبِ الْكَافِرِ الْفِدَاءَ بِمِلْءِ الأَرْضِ ذَهَبًا: 5018- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُول اللَّه تَعَالَى لَأَهْوَن أَهْل النَّار عَذَابًا: لَوْ كَانَتْ لَك الدُّنْيَا وَمَا فيها أَكُنْت مُفْتَدِيًا بِهَا؟ فَيَقُول: نَعَمْ فَيَقُول: قَدْ أَرَدْت مِنْكُمْ أَهْوَن مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْب آدَم أَلَّا تُشْرِك. إِلَى قَوْله: فَأَبَيْت إِلَّا الشِّرْك» وَفِي رِوَايَة: «فَيُقَال: قَدْ سُئِلْت أَيْسَر مِنْ ذَلِكَ» وَفِي رِوَايَة: «فَيُقَال: كَذَبْت قَدْ سُئِلْت أَيْسَر مِنْ ذَلِكَ» الْمُرَاد أَرَدْت فِي الرِّوَايَة الْأُولَى: طَلَبْت مِنْك وَأَمَرْتُك، وَقَدْ أَوْضَحَهُ فِي الرِّوَايَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ بِقَوْلِهِ: «قَدْ سُئِلْت أَيْسَر» فَيَتَعَيَّن تَأْوِيل (أَرَدْت) عَلَى ذَلِكَ جَمْعًا بَيْن الرِّوَايَات لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل عِنْد أَهْل الْحَقّ أَنْ يُرِيد اللَّه تَعَالَى شَيْئًا فَلَا يَقَع، وَمَذْهَب أَهْل الْحَقّ أَنَّ اللَّه تَعَالَى مُرِيد لِجَمِيعِ الْكَائِنَات، خَيْرهَا وَشَرّهَا، وَمِنْهَا: الْإِيمَان وَالْكُفْر، فَهُوَ سُبْحَانه وَتَعَالَى مُرِيد لِإِيمَانِ الْمُؤْمِن، وَمُرِيد لِكُفْرِ الْكَافِر، خِلَافًا لِلْمُعْتَزِلَةِ فِي قَوْلهمْ: إِنَّهُ أَرَادَ إِيمَان الْكَافِر وَلَمْ يُرِدْ كُفْره، تَعَالَى اللَّه عَنْ قَوْلهمْ الْبَاطِل، فَإِنَّهُ يَلْزَم مِنْ قَوْلهمْ إِثْبَات الْعَجْز فِي حَقّه سُبْحَانه، وَأَنَّهُ وَقَعَ فِي مُلْكه مَا لَمْ يُرِدْهُ. وَأَمَّا هَذَا الْحَدِيث فَقَدْ بَيَّنَّا تَأْوِيله. 5019- وَأَمَّا قَوْله: «فَيُقَال لَهُ: كَذَبْت» فَالظَّاهِر أَنَّ مَعْنَاهُ أَنْ يُقَال لَهُ: لَوْ رَدَدْنَاك إِلَى الدُّنْيَا، وَكَانَتْ لَك كُلّهَا أَكُنْت تَفْتَدِي بِهَا؟ فَيَقُول: نَعَمْ، فَيُقَال لَهُ: كَذَبْت، قَدْ سُئِلْت أَيْسَر مِنْ ذَلِكَ فَأَبَيْت، وَيَكُون هَذَا مِنْ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} ولابد مِنْ هَذَا التَّأْوِيل لِيُجْمَع بَيْنه وَبَيْن قَوْله تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْض جَمِيعًا وَمِثْله مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوء الْعَذَاب يَوْم الْقِيَامَة} أَيْ: لَوْ كَانَ لَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة مَا فِي الْأَرْض جَمِيعًا وَمِثْله مَعَهُ وَأَمْكَنَهُمْ الِافْتِدَاء، لَافْتَدَوْا. وَفِي هَذَا الْحَدِيث: دَلِيل عَلَى أَنَّهُ يَجُوز أَنْ يَقُول: الْإِنْسَان: اللَّه يَقُول، وَقَدْ أَنْكَرَهُ بَعْض السَّلَف، وَقَالَ: يُكْرَه أَنْ يَقُول: اللَّه يَقُول، وَإِنَّمَا يُقَال: قَالَ اللَّه، وَقَدْ قَدَّمْنَا فَسَاد هَذَا الْمَذْهَب، وَبَيَّنَّا أَنَّ الصَّوَاب جَوَازه، وَبِهِ قَالَ عَامَّة الْعُلَمَاء مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف، وَبِهِ جَاءَ الْقُرْآن الْعَزِيز، فِي قَوْله تَعَالَى: {وَاَللَّه يَقُول الْحَقّ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَحَادِيث كَثِيرَة مِثْل هَذَا. وَاَللَّه أَعْلَم. .باب صَبْغِ أَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي النَّارِ وَصَبْغِ أَشَدِّهِمْ بُؤْسًا فِي الْجَنَّةِ: 5021- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَيُصْبَغ فِي النَّار صَبْغَة» الصَّبْغَة بِفَتْحِ الصَّاد أَيْ: يُغْمَس غَمْسَة، وَالْبُؤْس بِالْهَمْزِ هُوَ: الشِّدَّة. وَاَللَّه أَعْلَم. .باب جَزَاءِ الْمُؤْمِنِ بِحَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَتَعْجِيلِ حَسَنَاتِ الْكَافِرِ فِي الدُّنْيَا: 5022- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّه لَا يَظْلِم مُؤْمِنًا حَسَنَة يُعْطِي بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَة وَأَمَّا الْكَافِر فَيُطْعَم بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَة لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَة يُجْزَى بِهَا» وَفِي رِوَايَة: «إِنَّ الْكَافِر إِذَا عَمِلَ حَسَنَة أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَة مِنْ الدُّنْيَا، وَأَمَّا الْمُؤْمِن فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى يَدَّخِر لَهُ حَسَنَاته فِي الْآخِرَة، وَيُعْقِبهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَته». أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْكَافِر الَّذِي مَاتَ عَلَى كُفْره لَا ثَوَاب لَهُ فِي الْآخِرَة، وَلَا يُجَازَى فيها بِشَيْءٍ مِنْ عَمَله فِي الدُّنْيَا، مُتَقَرِّبًا إِلَى اللَّه تَعَالَى، وَصَرَّحَ فِي هَذَا الْحَدِيث بِأَنَّهُ يُطْعَم فِي الدُّنْيَا بِمَا عَمِلَهُ مِنْ الْحَسَنَات، أَيْ: بِمَا فَعَلَهُ مُتَقَرِّبًا بِهِ إِلَى اللَّه تَعَالَى مِمَّا لَا يَفْتَقِر صِحَّته إِلَى النِّيَّة، كَصِلَةِ الرَّحِم وَالصَّدَقَة وَالْعِتْق وَالضِّيَافَة وَتَسْهِيل الْخَيْرَات وَنَحْوهَا، وَأَمَّا الْمُؤْمِن فَيُدَّخَر لَهُ حَسَنَاته وَثَوَاب أَعْمَاله إِلَى الْآخِرَة، وَيُجْزَى بِهَا مَعَ ذَلِكَ أَيْضًا فِي الدُّنْيَا، وَلَا مَانِع مِنْ جَزَائِهِ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، وَقَدْ وَرَدَ الشَّرْع بِهِ فَيَجِب اِعْتِقَاده. قَوْله: «إِنَّ اللَّه تَعَالَى لَا يَظْلِم مُؤْمِنًا حَسَنَة» مَعْنَاهُ: لَا يَتْرُك مُجَازَاته بِشَيْءٍ مِنْ حَسَنَاته، وَالظُّلْم يُطْلَق بِمَعْنَى النَّقْص وَحَقِيقَة الظُّلْم مُسْتَحِيلَة مِنْ اللَّه تَعَالَى، كَمَا سَبَقَ بَيَانه، «وَمَعْنَى أَفْضَى إِلَى الْآخِرَة» صَارَ إِلَيْهَا، وَأَمَّا إِذَا فَعَلَ الْكَافِر مِثْل هَذِهِ الْحَسَنَات ثُمَّ أَسْلَمَ فَإِنَّهُ يُثَاب عَلَيْهَا فِي الْآخِرَة عَلَى الْمَذْهَب الصَّحِيح، وَقَدْ سَبَقَتْ الْمَسْأَلَة فِي كِتَاب الْإِيمَان. 5023- سبق شرحه بالباب
228386
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%AC%20%D8%B4%D8%B1%D8%AD%20%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD%20%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%20%D8%A8%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%AC/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%81
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج/كتاب الاعتكاف
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الاعتكاف هُوَ فِي اللُّغَةِ الحَبْسُ والمُكْثُ واللُّزُومُ وفِي الشَّرْعِ المُكْثُ فِي المَسْجِدِ مِن شَخْصٍ مَخْصُوصٍ بصفة مخصوصة ويسمى الاعتكاف جوارا ومِنهُ الأحادِيثُ الصَّحِيحَةُ مِنها حَدِيثُ عائِشَةَ فِي أوائِلِ الِاعْتِكافِ مِن صَحِيحِ البُخارِيِّ قالَتْ كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصْغِي إلَيَّ رَأْسَهُ وهُوَ مُجاوِرٌ فِي المَسْجِدِ فَأُرَجِّلُهُ وأنا) حائِضٌ وذَكَرَ مُسْلِمٌ الأحادِيثَ فِي اعْتِكافِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم العَشْرَ الأواخِرَ مِن رَمَضانَ والعَشْرَ الأُوَلَ مِن شَوّالٍ فَفِيها اسْتِحْبابُ الِاعْتِكافِ وتَأكُّدِ اسْتِحْبابِهِ فِي العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ وقَدْ أجْمَعَ المُسْلِمُونَ عَلى اسْتِحْبابِهِ وأنَّهُ لَيْسَ بِواجِبٍ وعَلى أنَّهُ مُتَأكِّدٌ فِي العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ ومَذْهَبُ الشّافِعِيِّ وأصْحابِهِ ومُوافِقِيهِمْ أنَّ الصَّوْمَ لَيْسَ بِشَرْطٍ لِصِحَّةِ الِاعْتِكافِ بَلْ يَصِحُّ اعْتِكافُ الفِطْرِ ويَصِحُّ اعْتِكافُ ساعَةٍ واحِدَةٍ ولَحْظَةٍ واحِدَةٍ وضابِطُهُ عِنْدَ أصْحابِنا مُكْثُ يَزِيدَ عَلى طُمَأْنِينَةِ الرُّكُوعِ أدْنى زِيادَةٍ هَذا هُوَ الصَّحِيحُ وفِيهِ خِلافٌ شاذٌّ فِي المَذْهَبِ ولَنا وجْهٌ أنَّهُ يَصِحُّ اعْتِكافُ المارِّ فِي المَسْجِدِ مِن غَيْرِ لُبْثٍ والمَشْهُورُ الأوَّلُ فَيَنْبَغِي لِكُلِّ جالِسٍ فِي المَسْجِدِ لِانْتِظارِ صَلاةٍ أوْ لِشُغُلٍ آخَرَ مِن آخِرَةٍ أوْ دُنْيا أنْ يَنْوِيَ الاعتكاف فيحسب له ويثاب عليه مالم يَخْرُجْ مِنَ المَسْجِدِ فَإذا خَرَجَ ثُمَّ دَخَلَ جَدَّدَ نِيَّةً أُخْرى ولَيْسَ لِلِاعْتِكافِ ذِكْرٌ مَخْصُوصٌ ولا فِعْلٌ آخَرُ سِوى اللُّبْثِ فِي المَسْجِدِ بِنِيَّةِ الِاعْتِكافِ ولَوْ تَكَلَّمَ بِكَلامِ دُنْيا أوْ عَمِلَ صَنْعَةً مِن خِياطَةٍ أوْ غَيْرِها لَمْ يَبْطُلِ اعْتِكافُهُ وقالَ مالِكٌ وأبُو حَنِيفَةَ والأكْثَرُونَ يُشْتَرَطُ فِي الِاعْتِكافِ الصَّوْمُ فَلا يَصِحُّ اعْتِكافُ مفطر وحتجوا بِهَذِهِ الأحادِيثِ واحْتَجَّ الشّافِعِيُّ بِاعْتِكافِهِ صلى الله عليه وسلم فِي العَشْرِ الأُوَلِ مِن شَوّالٍ رَواهُ البُخارِيُّ ومُسْلِمٌ وبِحَدِيثِ عُمَرَ ﵁ قال يارسول اللَّهِ إنِّي نَذَرْتُ أنْ أعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الجاهِلِيَّةِ فَقالَ أوْفِ بِنَذْرِكَ ورَواهُ البُخارِيُّ ومُسْلِمٌ واللَّيْلُ لَيْسَ مَحَلًّا لِلصَّوْمِ فَدَلَّ عَلى أنَّهُ لَيْسَ بِشَرْطٍ لِصِحَّةِ الِاعْتِكافِ وفِي هَذِهِ الأحادِيثِ أنَّ الِاعْتِكافَ لا يَصِحُّ إلّا فِي المَسْجِدِ لِأنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأزْواجَهُ وأصْحابَهُ إنَّما اعْتَكَفُوا فِي المَسْجِدِ مَعَ المَشَقَّةِ فِي مُلازَمَتِهِ فَلَوْ جازَ فِي البَيْتِ لفعلوه ولو مرة لاسيما النِّساءُ لِأنَّ حاجَتَهُنَّ إلَيْهِ فِي البُيُوتِ أكْثَرُ وهَذا الَّذِي ذَكَرْناهُ مِنَ اخْتِصاصِهِ بِالمَسْجِدِ وأنَّهُ لا يَصِحُّ فِي غَيْرِهِ هُوَ مَذْهَبُ مالِكٍ والشّافِعِيِّ وأحْمَدَ وداوُدَ والجُمْهُورِ سَواءٌ الرَّجُلُ والمَرْأةُ وقالَ أبُو حَنِيفَةَ يَصِحُّ اعْتِكافُ المَرْأةِ فِي مَسْجِدِ بَيْتِها وهُوَ المَوْضِعُ المُهَيَّأُ مِن بَيْتِها لِصَلاتِها قالَ ولا يَجُوزُ لِلرَّجُلِ فِي مَسْجِدِ بَيْتِهِ وكَمَذْهَبِ أبِي حَنِيفَةَ قَوْلٌ قَدِيمٌ لِلشّافِعِيِّ ضَعِيفٌ عِنْدَ أصْحابِهِ وجَوَّزَهُ بَعْضُ أصْحابِ مالِكٍ وبَعْضُ أصْحابِ الشّافِعِيِّ لِلْمَرْأةِ والرَّجُلِ فِي مَسْجِدِ بَيْتِهِما ثُمَّ اخْتَلَفَ الجُمْهُورُ المُشْتَرِطُونَ المَسْجِدَ العامَّ فَقالَ الشّافِعِيُّ ومالِكٌ وجُمْهُورُهُمْ يَصِحُّ الِاعْتِكافُ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ وقالَ أحْمَدُ يَخْتَصُّ بِمَسْجِدٍ تُقامُ الجَماعَةُ الرّاتِبَةُ فِيهِ وقالَ أبُو حَنِيفَةَ يَخْتَصُّ بِمَسْجِدٍ تُصَلّى فِيهِ الصَّلَواتُ كُلُّها وقالَ الزُّهْرِيُّ وآخَرُونَ يَخْتَصُّ بِالجامِعِ الَّذِي تُقامُ فِيهِ الجُمُعَةُ ونَقَلُوا عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمانِ الصَّحابِيِّ اخْتِصاصَهُ بِالمَساجِدِ الثَّلاثَةِ المَسْجِدِ الحَرامِ ومَسْجِدِ المَدِينَةِ والأقْصى وأجمعوا على أنه لاحد لِأكْثَرِ الِاعْتِكافِ واللَّهُ أعْلَمُ قَوْلُهُ (إذا أرادَ أنْ يَعْتَكِفَ صَلّى الفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ) احْتَجَّ بِهِ مَن يَقُولُ يَبْدَأُ بِالِاعْتِكافِ مِن أوَّلِ النَّهارِ وبِهِ قالَ الأوْزاعِيُّ والثَّوْرِيُّ واللَّيْثُ فِي أحَدِ قَوْلَيْهِ وقالَ مالِكٌ وأبُو حَنِيفَةَ والشّافِعِيُّ وأحْمَدُ يَدْخُلُ فِيهِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إذا أرادَ اعْتِكافَ شَهْرٍ أوِ اعْتِكافَ عَشْرٍ وأوَّلُوا الحَدِيثَ عَلى أنَّهُ دَخَلَ المُعْتَكَفَ وانْقَطَعَ فِيهِ وتَخَلّى بِنَفْسِهِ بَعْدَ صَلاتِهِ الصُّبْحَ لا أنَّ ذَلِكَ وقْتَ ابْتِداءِ الِاعْتِكافِ بَلْ كانَ مِن قَبْلِ المَغْرِبِ مُعْتَكِفًا لابِثًا فِي جُمْلَةِ المَسْجِدِ فَلَمّا صَلّى الصُّبْحَ انْفَرَدَ قَوْلُهُ (وأنَّهُ أمَرَ بِخِبائِهِ فَضُرِبَ) قالُوا فِيهِ دَلِيلٌ عَلى جَوازِ اتِّخاذِ المُعْتَكِفِ لِنَفْسِهِ مَوْضِعًا مِنَ المَسْجِدِ يَنْفَرِدُ فِيهِ مُدَّةَ اعتكافه مالم يضيق على الناس واذا اتخذه يَكُونُ فِي آخِرِ المَسْجِدِ ورِحابِهِ لِئَلّا يُضَيِّقَ عَلى غَيْرِهِ ولِيَكُونَ أخْلى لَهُ وأكْمَلَ فِي انْفِرادِهِ قَوْلُهُ (نَظَرَ فَإذا الأخْبِيَةُ فَقالَ آلْبِرَّ يردن فَأمَرَ بِخِبائِهِ فَقُوِّضَ) قُوِّضَ بِالقافِ المَضْمُومَةِ والضّادِ المُعْجَمَةِ أيْ أُزِيلَ وقَوْلُهُ آلْبِرَّ أيِ الطّاعَةَ قالَ القاضِي قالَ صلى الله عليه وسلم هذا الكلام انكار لِفِعْلِهِنَّ وقَدْ كانَ صلى الله عليه وسلم أذِنَ لِبَعْضِهِنَّ فِي ذَلِكَ كَما رَواهُ البُخارِيُّ قالَ وسَبَبُ إنْكارِهِ أنَّهُ خافَ أنْ يَكُنَّ غَيْرَ مُخْلِصاتٍ فِي الِاعْتِكافِ بَلْ أرَدْنَ القُرْبَ مِنهُ لِغَيْرَتِهِنَّ عَلَيْهِ أوْ لِغَيْرَتِهِ عَلَيْهِنَّ فَكَرِهَ مُلازَمَتَهُنَّ المَسْجِدَ مَعَ أنَّهُ يَجْمَعُ النّاسَ ويَحْضُرُهُ الأعْرابُ والمُنافِقُونَ وهُنَّ مُحْتاجاتٌ إلى الخُرُوجِ والدُّخُولِ لِما يَعْرِضْ لَهُنَّ فَيَبْتَذِلْنَ بِذَلِكَ أوْ لِأنَّهُ صلى الله عليه وسلم رَآهُنَّ عِنْدَهُ فِي المَسْجِدِ وهُوَ فِي المَسْجِدِ فَصارَ كَأنَّهُ فِي مَنزِلِهِ بِحُضُورِهِ مَعَ أزْواجِهِ وذَهَبَ المُهِمُّ مِن مَقْصُودِ الِاعْتِكافِ وهُوَ التَّخَلِّي عَنِ الأزْواجِ ومُتَعَلِّقاتِ الدُّنْيا وشِبْهِ ذَلِكَ أوْ لِأنَّهُنَّ ضَيَّقْنَ المَسْجِدَ بِأبْنِيَتِهِنَّ وفِي هَذا الحَدِيثِ دَلِيلٌ لِصِحَّةِ اعْتِكافِ النِّساءِ لِأنَّهُ صلى الله عليه وسلم كانَ أذِنَ لَهُنَّ وإنَّما مَنَعَهُنَّ بَعْدَ ذَلِكَ لِعارِضٍ وفِيهِ أنَّ لِلرَّجُلِ مَنعَ زَوْجَتِهِ مِنَ الِاعْتِكافِ بِغَيْرِ إذْنِهِ وبِهِ قالَ العُلَماءُ كافَّةً فَلَوْ أذِنَ لَها فَهَلْ لَهُ مَنعَها بَعْدَ ذَلِكَ فِيهِ خِلافٌ لِلْعُلَماءِ فَعِنْدَ الشّافِعِيِّ وأحْمَدَ وداوُدَ لَهُ مَنعُ زَوْجَتِهِ ومَمْلُوكِهِ وإخْراجُهُما مِنَ اعْتِكافِ التَّطَوُّعِ ومَنَعَهُما مالِكٌ وجَوَّزَ أبُو حَنِيفَةَ إخْراجَ المَمْلُوكِ دُونَ الزَّوْجَةِ انتهى
228633
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A8%D9%87%D8%A7%D8%AA%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AF%20%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AF%20%D9%84%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%AD%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%AF
المنبهات على الاستعداد ليوم المعاد للنصح والوداد
باب الثنائي باب الثلاثي باب الرباعي باب الخماسي باب السداسي باب السباعي باب الثماني باب التساعي باب العشاري
231751
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D8%A2%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1%20%281872%29
مرآة الحسناء (1872)
جدول المحتويات قافية الألف، ص2 قافية الباءِ، ص 12 قافية التاءِ قافية الثاءِ قافية الجيم قافية الحا قافية الخا قافية الدال قافية الذال قافية الراء قافية الزاي قافية السين قافية الشين قافية الصاد قافية الضاد قافية الطاءِ قافية الظاء قافية العين قافية الغين قافية الفاءِ قافية القاف قافية الكاف قافية اللام قافية الميم قافية النون قافية الهاء قافية الواو قافية اللام ألف قافية الياء يقظة الحب
231752
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AD/%D9%81%D9%8A%20%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%82%20%D8%AD%D8%AC%D8%AC%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1%20%D8%A3%D9%86%D9%87%D8%A7%20%D8%AC%D9%86%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%20%D9%8A%D8%AF%D8%AE%D9%84%D9%87%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3%20%D9%8A%D9%88%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85%D8%A9
حادي الأرواح/في سياق حجج من اختار أنها جنة الخلد التي يدخلها الناس يوم القيامة
[الباب الثالث: في سياق حجج من اختار أنها جنة الخلد التي يدخلها الناس يوم القيامة] قالوا قولنا هذا هو الذي فطر الله عليه الناس صغيرهم وكبيرهم لم يخطر بقلوبهم سواه وأكثرهم لا يعلم في ذلك نزاعا. قالوا وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك عن أبي حازم عن أبي هريرة وأبي مالك عن ربعي عن حذيفة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجمع الله تعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم عليه السلام فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم". وذكر الحديث. قالوا وهذا يدل على أن الجنة التي أخرج منها هي بعينها التي يطلب منه أن يستفتحها. وفي الصحيحين حديث احتجاج آدم وموسى وقول موسى أخرجتنا ونفسك من الجنة ولو كانت في الأرض فهم قد خرجوا من بساتين فلم يخرجوا من الجنة وكذلك قول آدم للمؤمنين يوم القيامة وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم وخطيئته لم تخرجهم من جنات الدنيا. قالوا وقد قال تعالى في سورة البقرة: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}فهذا يدل على أن هبوطهم كان من الجنة إلى الأرض من وجهين أحدهما من لفظة اهبطوا فإنه نزول من علو إلى سفل والثاني ولكم في الأرض مستقر عقب قوله اهبطوا فدل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك في الأرض ثم أكد هذا بقوله في سورة الأعراف {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} ولو كانت الجنة في الأرض لكانت حياتهم فيها قبل الإخراج وبعده. قالوا وقد وصف سبحانه جنة آدم بصفات لا تكون إلا في جنة الخلد فقال: {إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى} وهذا لا يكون في الدنيا أصلا فإن الرجل ولو كان أطيب منازلها لا بد أن يعرض له شيء من ذلك وقابل سبحانه بين الجوع والظمأ والعري والضحى فإن الجوع ذل الباطن والعري ذل الظاهر والظمأ حر الباطن والضحى حر الظاهر فنفى عن سكانها ذل الظاهر والباطن وحر الظاهر والباطن وذلك احسن من المقابلة بين الجوع والعطش والعري والضحى وهذا شأن ساكن جنة الخلد. قالوا وأيضا فلو كانت تلك الجنة في الدنيا لعلم آدم كذب إبليس في قوله: {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} فإن آدم كان يعلم أن الدنيا منقضية فانية وأن ملكها يبلى. قالوا وأيضا هذه القصة في سورة البقرة ظاهرة جدا في أن الجنة التي أخرج منها فوق السماء فإنه سبحانه قال: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} فهذا إهباط آدم وحواء وإبليس من الجنة فلهذا أتى فيه بضمير الجمع وقد قيل إن الخطاب لهما وللحية وهذا ضعيف جدا إذ لا ذكر للحية في شيء من قصة آدم ولا في السياق ما يدل عليها وقيل الخطاب لآدم وحواء وأتى فيه بضمير الجمع كقوله وكنا لحكمهم شاهدين وهما داود وسليمان وقيل لآدم وحواء وذريتهما. وهذه الأقوال ضعيفة غير الأول لأنها قول لا دليل عليه بين ما يدل اللفظ على خلافه فثبت أن إبليس داخل في هذا الخطاب وأنه من المهبطين فإذا تقرر هذا فقد ذكر سبحانه الإهباط ثانيا بقوله: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} والظاهر أن هذا الإهباط الثاني في غير الأول وهو إهباط من السماء إلى الأرض والأول إهباط من الجنة وحينئذ فتكون الجنة التي إهبط منها أولا فوق السماء جنة الخلد وقد ظن الزمخشري أن قوله اهبطوا منها جميعا خطاب لآدم وحواء خاصة وعبر عنهما بالجمع لاستتباعهما ذرياتهما قال والدليل عليه قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ} قال ويدل على ذلك قوله: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} وما هو إلا حكم يعم الناس كلهم. ومعنى قوله بعضكم لبعض عدو ما عليه الناس من التعادي والتباغي وتضليل بعضهم بعضا وهذا الذي اختاره أضعف الأقوال في الآية فإن العداوة التي ذكرها الله تعالى إنما هي بين آدم وإبليس وذريتهما كما قال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً} وهو سبحانه قد أكد أمر العداوة بين الشيطان والإنسان وأعاد وأبدى ذكرها في القرآن لشدة الحاجة إلى التحرز من هذا العدو وأما آدم وزوجته فإنه إنما أخبر في كتابه أنه خلقها ليسكن إليها وجعل بينهما مودة ورحمة فالمودة والرحمة بين الرجل وامرأته والعداوة بين الإنسان والشيطان. وقد تقدم ذكر آدم وزوجه وإبليس وهو ثلاثة فلماذا يعود الضمير على بعض المذكور مع منافرته لطريق الكلام دون جميعه مع أن اللفظ والمعنى يقتضيه فلم يصنع الزمخشري شيئا؟ وأما قوله تعالى في سورة طه: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ} وهذا خطاب لآدم وحواء وقد جعل بعضهم لبعض عداوا فالضمير في قوله اهبطا منها أما أن يرجع إلى آدم وزوجته أو إلى آدم وإبليس ولم يذكر الزوجة لأنها تبع له وعلى هذا فالعداوة المذكورة للمتخاطبين بالإهباط وهما آدم وإبليس فالأمر ظاهر وأما على الأول فتكون الآية قد اشتملت على أمرين: أحدهما: أمره تعالى لآدم وزوجه بالهبوط. والثاني: إخباره بالعداوة بين آدم وزوجته وبين إبليس ولهذا أتى الضمير الجمع في الثاني دون الأول ولا بد أن يكون إبليس داخلا في حكم هذه العداوة قطعا كما قال تعالى: {إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِك} وقال للذرية {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً} . وتأمل كيف اتفقت المواضع التي فيها ذكر العداوة على ضمير الجمع دون التثنية؟ وأما الإهباط فتارة يذكره بلفظ الجمع وتارة بلفظ التثنية وتارة بلفظ الأفراد كقوله في سورة الأعراف قال اهبط منها وكذلك في سورة ص وهذا لإبليس وحده وحيث ورد بصيغة الجمع فهو لآدم وزوجه وإبليس إذ مدار القصة عليهم وحيث ورد بلفظ التثنية فأما أن يكون لآدم وزوجه إذ هما اللذان باشرا الأكل من الشجرة وأقدما على المعصية وإما أن يكون لآدم وإبليس إذ هما أبوا الثقلين وأصلا الذرية فذكر حالهما ومآل أمرهما ليكون عظة وعبرة لأولادهما وقد حكيت القولين في ذلك. والذي يوضح أن الضمير في قوله اهبطا منها جميعا لآدم وإبليس إن الله سبحانه لما ذكر المعصية أفرد بها آدم دون زوجه فقال: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى قال قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً} وهذا يدل على أن المخاطب بالإهباط هو آدم ومن زين له المعصية ودخلت الزوجة تبعا فإن المقصود إخبار الله تعالى للثقلين بما جرى على أبويهما من شؤم المعصية ومخالفة الأمر فذكر أبويهما أبلغ في حصول هذا المعنى من ذكر أبوي الإنس فقط. وقد أخبر سبحانه عن الزوجة بأنها أكلت مع آدم وأخبر أنه أهبطه وأخرجه من الجنة بتلك الأكلة فعلم أن حكم الزوجة كذلك وأنها صارت إلى ما صار إليه آدم وكان تجريد العناية إلى ذكر حال أبوي الثقلين أولى من تجريده إلى ذكر أبي الإنس وأمهم فتأمله. قالوا وأيضا فالجنة جاءت معرفة بلام التعريف في جميع المواضع كقوله: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ} ونظائره ولا جنة يعهدها المخاطبون ويعرفونها إلا جنة الخلد التي وعد الرحمن عباده بالغيب فقد صار هذا الاسم علما عليها بالغلبة كالمدينة والنجم والبيت والكتاب ونظائرها فحيث ورد لفظها معرفا انصرف إلى الجنة المعهودة المعلومة في قلوب المؤمنين وأما أن أريد به جنة غيرها فإنها تجيء منكرة أو مقيدة بالإضافة أو مقيدة من السياق بما يدل على أنها جنة في الأرض: فالأول كقوله: جنتين من أعناب. والثاني: كقوله ولولا إذ دخلت جنتك. والثالث كقوله: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} . قالوا: ومما يدل على أن جنة آدم هي جنة المآوى ما روى هوذة بن خليفة عن عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري قال إن الله تعالى لما أخرج آدم من الجنة زوده من ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شيء فثماركم هذه من ثمار الجنة غير إن هذه تتغير وتلك لا تتغير قالوا. وقد ضمن الله سبحانه وتعالى له إن تاب إليه وأناب أن يعيده إليها كما روى المنهال عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} قال يا رب ألم تخلقني بيدك قال بلى قال أي رب ألم تنفخ في من روحك قال بلى قال أي رب ألم تسكني جنتك قال بلى قال أي رب ألم تسبق رحمتك غضبك قال بلى قال أرأيت أن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة قال بلى قال فهو قوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه وله طرق عن ابن عباس وفي بعضها كان آدم قال لربه إذ عصاه رب إن أنا تبت وأصلحت فقال له ربه إني راجعك إلى الجنة فهذا بعض ما احتج به القائلون بأنها جنة الخلد ونحن نسوق حجج الآخرين.
231753
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AD/%D9%81%D9%8A%20%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%82%20%D8%AD%D8%AC%D8%AC%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%20%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%AA%20%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA%20%D8%AC%D9%86%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%AF%20%D9%88%D8%A5%D9%86%D9%85%D8%A7%20%D9%87%D9%8A%20%D8%AC%D9%86%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6
حادي الأرواح/في سياق حجج الطائفة التي قالت ليست جنة الخلد وإنما هي جنة الأرض
الباب الرابع: في سياق حجج الطائفة التي قالت ليست جنة الخلد وإنما هي جنة في الأرض. قالوا هذا قول تكثر الدلائل الموجبة للقول به فنذكر بعضها قالوا قد أخبر الله سبحانه على لسان جميع رسله أن جنة الخلد أنما يكون الدخول إليها يوم القيامة ولم يأت زمن دخولها بعد وقد وصفها الله سبحانه وتعالى لنا في كتابه بصفاتها ومحال أن يصف الله سبحانه وتعالى شيئا بصفة ثم يكون ذلك الشيء بغير تلك الصفة التي وصفه بها. قالوا فوجدنا الله تعالى وصف الجنة التي أعدت للمتقين بإنها دار المقامة فمن دخلها أقام بها ولم يقم آدم بالجنة التي دخلها ووصفها بإنها جنة الخلد وآدم لم يخلد فيها ووصفها بأنها دار ثواب وجزاء لا دار تكليف وأمر ونهى ووصفها بأنها دار سلامة مطلقة لا دار ابتلاء وامتحان وقد ابتلى آدم فيها بأعظم الابتلاء ووصفها بأنها دار لا يعصي الله فيها أبدا وقد عصى آدم ربه في جنته التي دخلها ووصفها بأنها ليست دار خوف ولا حزن وقد حصل للأبوين فيها من الخوف والحزن ما حصل وسماها دار السلام ولم يسلم فيها الأبوان من الفتنة ودار القرار ولم يستقر فيها وقال في داخلها: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} وقد أخرج منها الأبوان وقال: {لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ} وقد ند فيها آدم هاربا فارا وطفق يخصف ورق الجنة على نفسه وهذا النصب بعينه وأخبر أنه لا لغو فيها ولا تأثيم وقد سمع فيها آدم لغو إبليس وإثمه وأخبر أنه لا يسمع فيها لغو ولا كذاب وقد سمع فيها آدم عليه السلام كذب إبليس. وقد سماها الله سبحانه وتعالى مقعد صدق وقد كذب فيها إبليس وحلف على كذبه وقد قال تعالى للملائكة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} ولم يقل إني جاعل في جنة المأوى فقالت الملائكة: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} ومحال أن يكون هذا في جنة المأوى.وقد أخبر الله تعالى عن إبليس إنه قال لآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فإن كان الله سبحانه وتعالى قد أسكن آدم جنة الخلد والملك الذي لا يبلى فكيف لم يرد عليه ويقول له كيف تدلني على شيء أنا فيه وقد أعطيته ولم يكن الله سبحانه وتعالى قد أخبر آدم إذ أسكنه الجنة أنه فيها من الخالدين ولو علم أنها دار الخلد لما ركن إلى قول إبليس ولا مال إلى نصيحته ولكنه لما كان في غير دار خلود غرّه بما أطعمه فيه من الخلد. قالوا ولو كان أدم أسكن جنة الخلد وهي دار القدس التي لا يسكنها إلا طاهر مقدس فكيف توصل إليها إبليس الرجس النجس المذموم المدحور حتى فتن فيها آدم عليه السلام ووسوس له وهذه الوسوسة إما أن تكون في قلبه وإما أن تكون في أذنه وعلى التقديرين فكيف توصل اللعين إلى دخول دار المتقين وأيضا فبعد أن قيل له اهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها أيفسح له أن يرقى إلى جنة المأوى فوق السماء السابعة بعد السخط عليه والإبعاد له والزجر والطرد بعتوه واستكباره وهل هذا يلائم قوله: {فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ} فإن كانت مخاطبته لآدم بما خاطبه به وقاسمه عليه ليست تكبرا فما التكبر بعد هذا؟. فإن قلتم فلعل وسوسته وصلت إلى الأبوين وهو في الأرض وهما فوق السماء في عليين فهذا غير معقول لغة ولا حسا ولا عرفا وإن زعمتم أنه دخل في بطن الحية حتى أوصل إليهما الوسوسة فأبطل وأبطل إذ كيف يرتقي بعد الإهباط إلى أن يدخل الجنة ولو في بطن الحية؟ وإذا قلتم إنه دخل في قلوبهما ووسوس إليهما فالمحذور قائم وأيضا فإن الله سبحانه وتعالى حكى مخاطبته لهما كلاما سمعاه شفاها فقال: ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة وهذا دليل على مشاهدته لهما وللشجرة ولما كان آدم خارجا من الجنة وغير ساكن فيها قال الله تعالى له: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} ولم يقل عن هذه الشجرة فعندما قال لهما: ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة لما أطعمهما في ملكها والخلود في مقرها أتى باسم الإشارة بلفظ الحضور تقريبا لها وإحضارا لها عندهما وربهما تعالى قال لهما: ألم أنهكما عن تلكما الشجرة ولما أراد إخراجهما منها فأتى باسم الإشارة بلفظ البعد والغيبة كأنهما لم يبق لهما من الجنة حتى ولا مشاهدة الشجرة التي نهيا عنها وأيضا فإنه سبحانه قال: {إليه يصعد الكلم الطيب} ووسوسة اللعين من أخبث الكلم فلا تصعد إلى محل القدس. قال منذر وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم" أن آدم عليه السلام نام في جنته" وجنة الخلد لا نوم فيها بالنص وإجماع المسلمين فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أينام أهل الجنة قال: " لا النوم أخو الموت والنوم وفاة " وقد نطق به القرآن والوفاة تقلب حال ودار السلام مسلمة من تقلب الأحوال والنائم ميت أو كالميت. قلت الحديث الذي أشار إليه المعروف أنه موقوف من رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد قال خلقت حواء من قصيري آدم وهو نائم. وقال أسباط عن السدي أسكن آدم عليه السلام الجنة وكان يمشي فيها وحشا ليس له زوج يسكن إليها فنام نومة فاستيقظ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه فسألها ما أنت قالت امرأة قال ولم خلقت قالت لتسكن إلي. وقال ابن إسحاق عن ابن عباس ألقى الله على آدم عليه السلام السنة ثم أخذ ضلعا من أضلاعه من شقه الأيسر ولأم مكانه لحما وآدم نائم لم يهب من نومته حتى خلق الله من ضلعه تلك زوجته حواء فسواها امرأة يسكن إليها فلما كشف عنه السنة وهب من نومته رآها إلى جنبه فقال لحمي ودمي وروحي فسكن إليها. قالوا ولا نزاع إن الله سبحانه وتعالى خلق آدم في الأرض ولم يذكر في موضع واحد أصلا أنه نقله إلى السماء بعد ذلك ولو كان قد نقله ذلك إلى السماء لكان هذا أولى بالذكر لأنه من أعظم الآيات ومن أعظم النعم عليه فإنه كان معراجا ببدنه وروحه من الأرض إلى فوق السماوات.قالوا وكيف ينقله سبحانه ويسكنه فوق السماء وقد أخبر ملائكته أنه جاعله في الأرض خليفة وكيف يسكنه دار الخلد التي من دخلها خلد فيها ولا يخرج منها قال تعالى: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} قالوا ولم يكن معناً في المسألة إلا أن الله سبحانه أهبط إبليس من السماء حين امتنع من السجود لآدم عليه السلام وهذا أمر تكوين لا يمكن وقوع خلافه ثم أدخل آدم عليه السلام الجنة بعد هذا فإن الأمر بالسجود كان عقب خلقه من غير فصل فلو كانت الجنة فوق السموات لم يكن لإبليس سبيل إلى صعوده إليها وقد أهبط منها. وأما تلك التقادير التي قدرتموها فتكلفات ظاهرة كقول من قال يجوز أن يصعد إليها صعودا عارضا لا مستقرا وقول من قال أدخلته الحية وقول من قال دخل في أجوافها وقول من قال يجوز أن تصل وسوسته إليها وهو في الأرض وهما فوق السماء ولا يخفى ما في ذلك من التعسف الشديد والتكلف البعيد وهذا بخلاف قولنا فإنه سبحانه لما أهبطه من ملكوت السماء حيث لم يسجد لآدم عليه السلام أشرب عداوته فلما أسكنه جنته حسده عدوه وسعى بكيده وغروره في إخراجه منها والله أعلم. قالوا ومما يدل على أن جنة آدم لم تكن جنة الخلد التي وعد المتقون أن الله سبحانه لما خلقه أعلمه أن لعمره أجلا ينتهي إليه وأنه لم يخلقه للبقاء كما روى الترمذي في جامعه من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لما خلق الله آدم عليه السلام ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لله فحمد الله بإذنه فقال ربه يرحمك الله يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقال السلام عليكم قالوا وعليك السلام..الخ" ثم رجع إلى ربه فقال إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم فقال الله له ويداه مقبوضتان أختر أيهما شئت فقال أخترت يمين ربي وكلتا يديه يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته فقال يا رب ما هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فإذا كل إنسان مكتوب بين عينيه عمره فإذا فيهم رجل أضوؤهم قال يا رب من هذا قال هذا ابنك داود قد كتبت له عمرا أربعين سنة قال يا رب زده في عمره قال ذلك الذي كتبت له قال أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال أنت وذلك قال ثم أسكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها فكان آدم عليه السلام يعد لنفسه قال فأتاه ملك الموت فقال له آدم قد عجلت قد كتبت لي ألف سنة قال بلى ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته قال فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود " قال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد روى من غير وجه عن أبي هريرة. قالوا فهذا صريح في أن آدم عليه السلام لم يخلق في دار البقاء التي لا يموت من دخلها وإنما خلق في دار الفناء التي جعل الله تعالى لها ولسكانها أجلا معلوما وفيها أسكن. فإن قيل فإذا كان آدم عليه السلام قد علم أن له عمرا مقدرا وأجلا ينتهي إليه وإنه ليس من الخالدين فكيف لم يعلم كذب إبليس في قوله هل أدلك على شجرة الخلد وقوله أو تكونا من الخالدين؟ فالجواب من وجهين: أحدهما أن الخلد لا يستلزم الدوام والبقاء بل هو المكث الطويل كما سيأتي. الثاني أن إبليس لما حلف له وغره وأطمعه في الخلود نسي ما قدر له من عمره. قالوا وأيضا فمن المعلوم الذي لا ينازع فيه مسلم أن الله سبحانه خلق آدم عليه السلام من تربة هذه الأرض وأخبر أنه خلقه من سلالة من طين وأنه خلقه من صلصال من حمأ مسنون فقيل هو الذي له صلصلة ليبسة وقيل هو الذي تغيرت رائحته من قولهم صل اللحم إذا تغير والحمأ الطين الأسود المتغير والمسنون المصبوب وهذه كلها أطوار للتراب الذي هو مبدؤه الأول كما أخبر عن أطوار خلق الذرية من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ولم يخبر سبحانه وتعالى أنه رفعه من الأرض إلى فوق السماوات لا قبل التخليق ولا بعده فأين الدليل الدال على إصعاد مادته أو إصعاده هو بعد خلقه وهذا ما لا دليل لكم عليه ولا هو لازم من لوازم ما أخبر الله به؟ قالوا من المعلوم أن ما فوق السماوات ليس بمكان للطين الأرضي المتغير الرائحة الذي قد أنتن من تغيره وإنما محل هذه الأرض التي هي محل المتغيرات الفاسدات وأما ما فوق الأفلاك فلا يلحقه تغير ولا نتن ولا فساد ولا استحالة فهذا أمر لا يرتاب فيه العقلاء. قالوا وقد قال الله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} . فأخبر سبحانه أن عطاء الجنة الخلد غير مجذوذ. قالوا: فإذا جمع ما أخبر به سبحانه من أنه خلقه من الأرض وجعله خليفة في الأرض وأن إبليس وسوس إليه في مكانه الذي أسكنه فيه بعد أن أهبطه من السماء بامتناعه من السجود له وأنه أخبر ملائكته أنه جاعل في الأرض خليفة وأن دار الخلد دار جزاء وثواب على الامتحان والتكاليف وأنه لا لغو فيها ولا تأثيم ولا كذاب وأن من دخلها لا يخرج منها ولا ييأس ولا يحزن ولا يخاف ولا ينام وأن الله حرمها على الكافرين وإبليس رأس الكفر فإذا جمع ذلك بعضه إلى بعض وفكر فيه المنصف الذي رفع له علم الدليل فشمر إليه بنفسه عن حضيض التقليد تبين له الصواب والله الموفق. قالوا: ولو لم يكن في المسألة إلا أن الجنة ليست دار تكليف وقد كلف الله سبحانه الأبوين بينهما عن الأكل من الشجرة فدل على أنها دار تكليف لا جزاء وخلد فهذا أيضا بعض ما احتجت به هذه الفرقة على قولها والله أعلم.
231754
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AD/%D9%81%D9%8A%20%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%A8%20%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D9%87%D8%B0%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%84%20%D9%84%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84
حادي الأرواح/في جواب أرباب هذا القول لأصحاب القول الأول
الباب الخامس: في جواب أرباب هذا القول لأصحاب القول الأول. قالوا أما قولكم إن قولنا هو الذي فطر الله عليه عباده بحيث لا يعرفون سواه فالمسألة سمعية لا تعرف إلا بأخبار الرسل ونحن وأنتما إنما تلقينا هذا من القرآن لا من المعقول ولا من الفطرة فالمتبع فيه ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله ونحن نطالبكم بصاحب واحد أو تابع أو أثر صحيح أو حسن بأنها جنة الخلد التي أعدها الله للمؤمنين بعينها ولن تجدوا إلى ذلك سبيلا وقد أوجدناكم من كلام السلف ما يدل على خلافه ولكن لما وردت الجنة مطلقة في هذه القصة ووافقت اسم الجنة التي أعدها الله لعباده في إطلاقها وبعض أوصافها فذهب كثير من الأوهام إلى أنها بعينها فإن أردتم بالفطرة هذا القدر لم يفدكم شيئا وإن أردتم أن الله فطر الخلق على ذلك كما فطرهم على حسن العدل وقبح الظلم وغير ذلك من الأمور الفطرية فدعوى باطلة ونحن إذا رجعنا إلى فطرنا لم نجد علمها بذلك كعلمها بوجوب الواجبات واستحالة المستحيلات. وأما استدلالكم بحديث أبي هريرة رضي الله عنه وقول آدم "وهل أخرجكم منها إلا خطيئة أبيكم" فأنما يدل على تأخر آدم عليه السلام عن الاستقباح للخطيئة التي قد تقدمت منه في دار الدنيا وأنه بسبب تلك الخطيئة حصل له الخروج من الجنة كما في اللفظ الآخر إني نهيت عن أكل الشجرة فأكلت منها فأين في هذا ما يدل على أنها جنة المأوى بمطابقة أو تضمن أو استلزام وكذلك قول موسى له أخرجتنا ونفسك من الجنة فإنه لم يقل له أخرجتنا من جنة الخلد. وقولكم أنهم خرجوا إلى بساتين من جنس الجنة التي في الأرض فاسم الجنة وإن أطلق على تلك البساتين فبينها وبين جنة آدم ما لا يعلمه إلا الله وهي كالسجن بالنسبة إليها واشتراكهما في كونهما في الأرض لا ينفي تفاوتهما أعظم تفاوت في جميع الأشياء.وأما استدلالكم بقوله تعالى: {وقلنا أهبطوا} عقيب إخراجهم من الجنة فلفظ الهبوط لا يستلزم النزول من السماء إلى الأرض غايته أن يدل على النزول من مكان عال إلى أسفل منه وهذا غير منكر فإنها كانت جنة في أعلى الأرض فأهبطوا منها إلى الأرض. وقد بينا أن الأمر كان لآدم عليه السلام وزوجه وعدوهما فلو كانت الجنة في السماء لما كان عدوهما متمكنا منها بعد إهباطه الأول لما أبى السجود لآدم عليه السلام فالآية أيضا من أظهر الحجج عليكم ولا تغني عنكم وجوه التعسفات والتكلفات التي قدرتموها وقد تقدمت. وأما قوله تعالى {وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} فهذا لا يدل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك في الأرض فإن الأرض اسم جنس وكانوا في أعلاها وأطيبها وأفضلها في محل لا يدركهم فيه جوع ولا عرى ولا ظمأ ولا ضحى فاهبطوا إلى أرض يعرض فيها ذلك كله وفيها حياتهم وموتهم وخروجهم من القبور والجنة التي أسكناها لم تكن دار نصب ولا تعب ولا أذى والأرض التي أهبطوا إليها هي محل التعب والنصب والأذى وأنواع المكاره وأما قولكم إنه سبحانه وتعالى وصفها بصفات لا تكون في الدنيا فجوابه إن تلك الصفات لا تكون في الأرض التي أهبطوا إليها فمن أين لكم أنها لا تكون في الأرض التي أهبطوا منها وأما قولكم إن آدم عليه السلام كان يعلم إن الدنيا منقضية فانية فلو كانت الجنة فيها لعلم كذب إبليس في قوله: {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ} . فجوابه من وجهين: أحدهما: أن اللفظ أنما يدل على الخلد وهو أعم من الدوام الذي انقطاع له فإنه في اللغة المكث الطويل ومكث كل شيء بحسبه ومنه قولهم رجل مخلد إذا أسن وكبر ومنه قولهم لأثافي الصخور خوالد لطول بقائها بعد دروس الأطلال قال: إلا رمادا هامدا دفعت ... عنه الرياح خوالد سُحم ونظير هذا إطلاقهم القديم على ما تقادم عهده وإن كان له أول كما قال تعالى: {كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} {إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ} و {إِفْكٌ قَدِيمٌ} وقد أطلق تعالى الخلود في النار على عذاب بعض العصاة كقاتل النفس وأطلقه النبي صلى الله عليه وسلم على قاتل نفسه. الوجه الثاني: أن العلم بانقطاع الدنيا ومجئ الآخرة أنما يعلم الوحي ولم يتقدم لآدم عليه الصلاة والسلام نبوة يعلم بها ذلك وهو وأن نباه الله سبحانه وتعالى وأوحى إليه وأنزل عليه صحفا كما في حديث أبي ذر لكن هذا بعد إهباطه إلى الأرض بنص القرآن قال تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} وكذلك في سورة البقرة: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدى} . وأما قولكم: إن الجنة وردت معرفة باللام غير مراد بها جنة الخلد قطعا كقوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} وقولكم: إن السياق ها هنا دل على أنها جنة في الأرض. قلنا: والأدلة التي ذكرناها دلت على أن جنة آدم عليه السلام في الأرض فلذلك صرنا إلى موجبها إذ لا يجوز تعطيل دلالة الدليل الصحيح. وأما استدلالكم بأثر أبي موسى أن الله أخرج آدم عليه السلام من الجنة وزوده من ثمارها فليس فيه زيادة على ما دل عليه القرآن إلا تزوده منها وهذا لا يقتضي أن تكون جنة الخلد. وقولكم: إن هذه تتغير وتلك لا تتغير فمن أين لكم أن الجنة التي أسكنها آدم كان التغير يعرض لثمارها كما يعرض لهذه الثمار وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم أي لم يتغير ولم ينتن وقد أبقىالله سبحانه وتعالى في هذا العالم طعام العزيز وشرابه مئة سنة لم يتغير.وأما قولكم: إن الله سبحانه وتعالى ضمن لآدم عليه السلام إن تاب أن يعيده إلى الجنة. فلا ريب أن الأمر كذلك ولكن ليس يعلم أن الضمان إنما يتناول عوده إلى تلك الجنة بعينها بل إذا أعاده إلى جنة الخلد فقد وفى سبحانه بضمانه حق الوفاء ولفظ العود لا يستلزم الرجوع إلى عين الحالة الأولى ولا زمانها ولا مكانها بل ولا إلى نظيرها كما قال شعيب لقومه {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا} وقد جعل الله سبحانه المظاهر عائدا بإرادته الوطء ثانيا أو بنفس الوطء أو بالإمساك وكل منها غير الأول لا عينه فهذا ما أجابت به هذه الطائفة لمن نازعها.
232131
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86
البرهان في تفسير القرآن
الطبعات طبعة مؤسسة إسماعيليان، قم ذات الخمس مجلدات (اختص المجلد الأوّل منها بالمقدمة). طبعة مؤسسة الوفاء بيروت تقع في أربع مجلدات. طبعة المكتبة الإسلامية في طهران في خمس مجلدات. طبعة مؤسسة الرسالة بيروت الصادرة سنة 1403 هـ ق. المخطوطات نسخة مكتبة وزيري في يزيد تحت الرقم (5998) نسخة مكتبة جامعة طهران تحت الرقم (844) نسخة مكتبة القاهرة تحت الرقم (19109 ب) نسخة مكتبة آية الله السيد الحكيم العامة في النجف تحت الرقم (690) نسخة مكتبة الفيضية في قم تحت الرقم (39-40- 16 تفسير) نسخة كلية الآداب طهران، تحت الرقم (457) نسخة كلية الإلهيات- جامعة طهران، رقمها (20ب و25ب) نسخة المكتبة الرضوية (آستان قدس رضوي)- مشهد، رقمها (83-91). نسخة مكتبة مدرسة الشهيد المطهري طهران تحت الرقم (2057) تفاسير القرآن الكريم
232836
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9%20%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9%2066/281
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 66/281
__لافهرس__ <big>الدورة السادسة والستون البند 14 من جدول الأعمال</big> إن الجمعية العامة، إذ تشير إلى قرارها 309/65 المؤرخ 19 تموز/يوليو 2011 الذي تدعى فيـه الـدول الأعضاء إلى العمل علـى وضـع تـدابير إضـافية تجـسد علـى نحـو أفـضل أهميـة الـسعي إلى تحقيـق السعادة والرفاه في سياق التنمية، ليستعان بها في توجيه سياساتها العامة، وإذ تدرك أن السعي إلى تحقيق السعادة هدف إنساني أساسي، وإذ تسلم بأهمية السعادة والرفاه بوصفهما هـدفين ومطمحـين لـشعوب العـالم أجمـع، وبأهمية الاعتراف بهما في الأهداف التي يتم تحديدها في إطار السياسة العامة، وإذ تسلم أيضا بضرورة اتباع نهج أكثر شمولا وإنصافا وتوازنـا تجـاه النمـو الاقتـصادي يحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر والسعادة والرفاه لجميع الشعوب، 1- تقرر إعلان 20 آذار/مارس من كل عام يوما دوليا للسعادة؛ 2- تدعو جميـع الـدول الأعـضاء ومؤسـسات منظومـة الأمـم المتحـدة والمنظمـات الدولية والإقليمية الأخرى والمجتمع المدني، بما في ذلـك المنظمـات غـير الحكوميـة والأفـراد، إلى الاحتفـال بـاليوم الـدولي للـسعادة بطريقـة مناسـبة، بطـرق منـها الاضـطلاع بأنـشطة لتثقيـف الجمهور وتوعيته في هذا الشأن؛ 3- يطلب إلى الأمين العام إطلاع جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمـم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني على هذا القرار تمهيدا للاحتفال بهذا اليوم بشكل مناسب. الجلسة العامة 118 28 حزيران/يونيو 2011 المصدر: وثيقة الأمم المتحدة A/RES/66/281 قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة حقوق الإنسان مواثيق دولية مشاع-أمم متحدة en:United Nations General Assembly Resolution 1514 fr:Résolution 1514 de l’Assemblée générale des Nations unies id:Resolusi Majelis Umum PBB 1514
232905
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%AA%D9%83%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%B1%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%88%D9%86
رسالة أحمد تكودار إلى قلاوون
بسم الله بقوّة الله الرحمن الرحيم تعالى بإقبال قان فرمان أحمد. إلى سلطان مصر، أما بعد، فإنّ الله سبحانه وتعالى بسابق عنايته، ونور هدايته، قد كان أرشدنا في عنفوان الصّبا، وريعان الحداثة، إلى الإقرار بربوبيّته، والاعتراف بوحدانيته، والشهادة لمحمد، عليه أفضل الصلاة والسّلام، بصدق نبوّته، وحسن الاعتقاد في أوليائه الصالحين من عباده وبريّته فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام فلم نزل نميل إلى إعلاء كلمة الدين، وإصلاح أمور الإسلام والمسلمين، إلى أن أفضى إلينا بعد أبينا الجليل، وأخينا الكبير، نوبة الملك فأضفى علينا من جلابيب إلطافه ولطائفه ما حقق به آمالنا في جزيل آلائه وعوارفه وجلى هذه المملكة علينا وأهدى عقيلتها إلينا فاجتمع عندنا في قوريليان المبارك وهو المجتمع الذي تقدح فيه الآراء جميع الإخوان والأولاد والأمراء الكبار ومقدمو العساكر وزعماء البلاد واتفقت كلمتهم على تنفيذ ما سبق به حكم أخينا الكبير في إنفاذ الجم الغفير من عساكرنا التي ضاقت الأرض برحبها من كثرتها وامتلأت الأرض رعبا من عظيم صولتها وشديد بطشتها إلى تلك الجهة بهمة تخضع لها صم الأطواد وعزمة تلين لها الصم الصلاد ففكرنا فيما تمخضت زبد عزائمهم عنه واجتمعت أهواؤهم عليه فوجدناه مخالفا لما كان في ضميرنا من اقتفاء الخير العام الذي هو عبارة عن تقوية شعار الإسلام وأن لا يصدر عن أوامرنا ما أمكننا إلا ما يوجب حقن الدماء وتسكين الدهماء وتجري به في الأقطار رخاء نسائم الأمن والأمان ويستريح به المسلمون في سائر الأمصار في مهاد الشفقة والإحسان تعظيما لأمر الله وشفقة على خلق الله فألهمنا الله تعالى إطفاء تلك النائرة وتسكين الفتن الثائرة وإعلام من أشار بذلك الرأي بما ارشدنا الله إليه من تقديم ما يرجى به شفاء مزاج العالم من الأدواء وتأخير ما يجب أن يكون آخر الدواء وأننا لا نحب المسارعة إلى هز النصال للنضال إلا بعد إيضاح المحجة ولا نبادر لها إلا بعد تبيين الحق وتركيب الحجة وقوى عزمنا على ما رأيناه من دواعي الصلاح وتنفيذ ما ظهر لنا به وجه النجاح إذ كان الشيخ قدوة العارفين كمال الدين عبد الرحمن الذي هو نعم العون لنا في امور الدين فأرسلناه رحمة من الله لمن لبى دعاه ونقمة على من أعرض عنه وعصاه وأنفذنا أقضى القضاة قطب الملة والدين والأتابك بهاء الدين اللذين هما من ثقات هذه الدولة الزاهرة ليعرفوهم طريقتنا ويتحقق عندهم ما تنطوي عليه لعموم المسلمين جميل نيتنا وبينا لهم أنا من الله تعالى على بصيرة وأن الإسلام يجُبُّ ما قبله وأنه تعالى ألقى في قلوبنا أن نتبع الحق وأهله ونشاهد أن عظيم نعمة الله للكافة بما دعانا إليه من تقديم أسباب الإحسان أن لا يحرموها بالنظر إلى سائر الأحوال فكل يوم هو في شان فإن تطلعت نفوسهم إلى دليل تستحكم بسببه دواعي الاعتماد وحجة يثقون بها من بلوغ المراد فلينظروا إلى ما ظهر من أمرنا مما أشتهر خبره وعم أثره فإنا ابتدأنا بتوفيق الله بإعلاء أعلام الدين وإظهاره في إيراه كل أمر وإصداره تقديما لناموس الشرع المحمدي على مقتضى قانون العدل الاحمدي إجلالا وتعظيما وأدخلنا السرور على قلوب الجمهور وعفونا عن كل من اجترأ سيئة واقترف وقابلناه بالصفح وقلنا عفا الله عما سلف وتقدمنا بإصلاح امور أوقاف المسلمين من المساجد والمشاهد والمدارس وعمارة بقاع الدين وإيصال حاصلها بموجب عوائدها القائمة إلى مستحقيها بشروط واقفيها ومنعنا أن يلتمس شيء مما استحدث عليها وأن لا يغير أحد شيئا مما قرر أولا وأمرنا بتعظيم أمر الحجاج وتجهيز وفدها وتأمين سبلها وتسيير قوافلها وإنا أطلقنا سبيل التجار المترددين إلى تلك البلاد ليسافروا بحسب اختيارهم على أحسن قواعدهم وحرمنا على العساكر والقراغولات والشحاني في الأطراف التعرض لهم في مصادرهم ومواردهم وقد كان قراغول صادف جاسوسا في زي الفقراء كان سبيله أن يهلك فلم نهرق دمه لحرمة ما حرمه الله تعالى وأعدناه إليهم ولا يخفى عنهم ما كان في إنفاذ الجواسيس من الضرر العام للمسلمين فإن عساكرنا طالما رأوهم في زي الفقراء والنساك وأهل الصلاح فساءت ظنونهم في تلك الطوائف فقتلوا منهم من قتلوا وفعلوا بهم ما فعلوا وارتفعت الحاجة بحمد الله إلى ذلك بما صدر إذننا به من فتح الطريق وتردد التجار فإذا أمعنوا الفكر في هذه الأمور وأمثالها لا يخفى عنهم أنها أخلاق جبلية طبيعية وعن شوائب التكلف والتصنع عرية وإذا كانت الحال على ذلك فقد ارتفعت دواعي المضرة التي كانت موجبة للمخالفة فإنها إن كانت طريقا للذب والذود عن حوزة الإسلام فقد ظهر بفضل الله تعالى في دولتنا النور المبين وإن كانت لما سبق من الأسباب فمن يتحرى الآن طريق الصواب فإن له عندنا لزلفى وحسن مآب وقد رفعنا الحجاب وأتينا بفصل الخطاب وعرفناهم طريقتنا وما عزمنا بنية خالصة لله تعالى على استئنافها وحرمنا على جميع العساكر العمل بخلافها لنرضي الله والرسول ويلوح على صفحاتها آثار الإقبال والقبول وتستريح من اختلاف الكلمة هذه الأمة وتنجلي بنور الائتلاف ظلمة الاختلاف والغمة ويشكر سابغ ظلها البوادي والحواضر وتقر القلوب التي بلغت من الجهل الحناجر ويعفى عن سالف الجرائر فإن وفق الله سلطان مصر إلى ما فيه صلاح العالم وانتظام أمور بني أدم فقد وجب عليه التمسك بالعروة الوثقى وسلوك الطريقة المثلى بفتح أبواب الطاعة والاتحاد وبذل الإخلاص بحيث تعمر تلك الممالك وتيك البلاد وتسكن الفتنة الثائرة وتغمد السيوف الباترة وتحل العامة أرض الهوينى وروض الهدون وتخلص رقاب المسلمين من أغلال الذل والهون وإن غلب سوء الظن بما تفضل به واهب الرحمة ومنع معرفة هذه النعمة فقد شكر الله مساعينا وأبلى عذرنا ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) والله تعالى الموفق للرشاد والسداد وهو المهيمن على البلاد والعباد إن شاء الله تعالى.
233064
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%AE%D9%84%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%B9%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF
المدخل إلى علم العدد
إن القدماء الأولين الذين سلكوا سبيل علم الحق اليقين ابتدأوا من لدن فيثاغورس أن يحدوا الفلسفة بأنها أيثار الحكمة وذلك على ما يوافق ما يدل عليه اسم الفلسفة في اللغة اليونانية فأما من كان من قبل فيثاغورس من الفلاسفة فإنما كان الناس يسمّونها الحكمة تسميه مرسله تعّم وتشمل أشياء آخر كما قد يسمى البناؤون والأساكفة والملاحون حكماء في صنائعهم وتسمى بهذا الاسم في الجملة كل من كان حاذقاً ماهراً محرباً في صناعة من الصنائع أو عمل من الأعمال إلا إن فيثاغورس قبض معنى هذا الاسم واقتصر به على الدلالة على علم اليقين بالشيء الموجود حق الوجود وخص معرفة حقيقة جميع أمور هذا الشيء الموجود باسم الحكمة فبالواجب ما لقب اذا الشوق الى هذه المعرفة واختيارها والجد في طلبها فلسفة ومعنى ذلك حب الحكمة وايثارها اذا كانت الفلسفة شوقاً إلى الحكمة وإيثاراً لها وهذا المعنى الذي ذكرنا من معاني اسم الفلسفة أولى ما استعمل فيه هذا الاسم وأصلح من المعاني التي تحدّ بغير هذا الحد اذ كان ذلك معنى خاصاً وعملاً مفرداً يدل عليه اسم مفرد فأما هذه الحكمة التي ذكرنا فانه لما رأى العلم بها يحتاج أن يكون علم يقين حدّها بأنها ادراك الشيء الموضوع الذي لا يتغير ولا يستحيل وأما الأشياء الموجودة التي ذكرنا فحدها بأنها الأشياء التي تكون في العالم وتجري أبداً على حال واحدٍ بعينه دائماً فلا تفارق ما هي عليه في وقت من الأوقات بتة في شيء قل أو كثر وهذه الأشياء هي الأشياء الأبدية الدائمة التي ليست هيولانية فأما كل واحد من الأشياء الباقية فإنما يسمى بهذا الاسم لمشاركته للأشياء التي ذكرنا فيقال إنها موجودة على جهة اتفاق الأسماء فأما أنها أشياء فإنها تقال وهي أيضاً كذلك بالحقيقة وذلك أن الأمر في الأشياء الجسمانية العنصرية هي ابداً في تنقل وتميز احوال بمنزلة الشيء الجاري الذي لا ثبات له وان بالواجب ما صارت بهذا السبب تشبه بطبيعة العنصر الذي في فيها وبخواصه امر بين وذلك ان كلّ واحد هذه الأشياء يتغير بكليته ويصير غير الذي كان اولاً وأمّا ما ليس بجسم مما هو بحال الاجسام أو مما يرى ويظهر معه مثل الكيفية والكميّة والشكل والعظم والصغر والمساواة والمخالفة والاضافة والفعل والوضع والمكان والزمان وبالجملة جميع الأشياء المطبقة بأحوال كل واحد من الاجسام فإنها أشياء إما بذاتها فغير متغيرة ولا منتقلة وإما على جهة عرضية فإنها تشارك الاعراض التي تعرض للجسم الموضوع وتقارنها وهذه الأشياء التي تسمى العلم اليقين بها باسم الحكمة وإما على جهة عرضية فقد يسمى أيضاً بهذا الاسم علم الأشياء السرمدية التي ليس لها هيولي ولا تنقضي المتشابهة الأحوال التي ليست متغيرة فإن جواهرها باقية على أمر واحد على التمام وهي التي يقال لكل واحد منها أنه موجود حق الوجود بالصحة وأما هذه الأشياء الاخر فإنها ترى متغيرة بالكون والفساد والنمو والتنقص والاستحالة تغيراً عاماً مشتركاً لها وهى يقال أنها موجودة على سبيل الموافقة في الاسم لتلك الأجزاء وذلك على حسب مشاركتها لها وأما طبيعتها فهي طبيعة ما ليس بموجود حق الوجود وذلك انها لا تبقى على امر واحد ولو بقا يسيراً لكنها تتغير تغيراً دايماً بمنزلة الشي الذي يجرى ويتبدل لكل نوع من التبدل كما قال افلاطون في كتاب طماوس حيث يقول ما الشي الموجود ابداً إلا انه لا تكون له وما الشيء الكائن إلا انه ليس بموجود في وقت من الاوقات فأما الأول من هذين فانه يدرك بالعقل مع الفكر ويعلم انه موجود باق على امر واحد واما الثاني منها فانه يظن انه يكون ويبطل بالراي مع الحس وليس يكون موجوداً في وقت من الاوقات فمن الامر الواجب الاضطراري إذا إن كان كما يجب أن ينال الغاية التي ينبغي الانسان أن يقصدها ويام نحوها وكانت هذه الغاية هي الحياة الجماليّة المحمودة وكانت هذه الحياة انما تنال بالفلسفة وحدها لا بشيء غيرها وكان قد ظهر لنا وتبين أن الفلسفة هي الشوق إلى الحكمة هي علم اليقين بحقيقة ما عليه الأشياء الموجودة وان يقال انها موجودة إما بعضها فعلى حقيقة التسمية وإما بعضها فعلى جهة الاشتراك في الاسم ان نستقصى تمييز ما يعرض للأشياء الموجودة ونوضح ذلك ونبينه فأقول ان من الأشياء الموجودة أعني الأشياء التي يقال لها موجودة على حقيقة التسمية والتي يقال لها موجودة على جهة المشاركة وهي في الاسم جميعا وهي المعقولة والمحسوسة بعضها متصّلة وبعضها متخذة بعضها ببعض مختلطة مثل الحيوان والشجر والعالم ما اشبه ذلك وهذه الأشياء تخص بان تسمى ذوات عُظم وذوات قدر على حقيقة التسمية وبعضها منفصلة منقسمة متجاورة على جهة الاجتماع وهذه الأشياء تسمى ذوات العدد وذوات الكثرة مثل القطيع والامة والملا وما اشبه ذلك فقد يجب ان يظن ان العلم بهذين النوعين جميعاً هو الحكمة إلا أن المقدار والعدد غير متناهي الطبيعة اضطراراً وذلك ان العدد وإن كان يبتدئ من اصل محدود فانه لا ينقطع في ممره إلى ما يتلو ولا ينتهي وأن المقدار وإن كان بكليته محدوداً فإنه إذا قسم لم يصر في تقسمه إلى غاية لا ينقسم لكنه يذهب ذلك كذلك وكان العلم والأدراك انما يقع ابدا على أشياء متناهية لا على ما ليس متناه تبين مما قلناه انه لا يمكن ان يقع لنا العلم بالمقدار مطلقاً ولا العلم بالعدد مطلقاً ابداً وذلك ان كل واحد من هذين النوعين بذاته غير متناه واما العدد ففي جهة التزيد والكثرة واما المقدار ففي جهة النقصان والصغر إلا ان كل واحد منها قد يجد بعضه من جهة اما العدد فمن جهة كميته واما المقدار فمن جهة مساحته. قال ثابت نيقوماخس يستعمل اسم الكمية في العدد وحده ويستعمل اسم المساحة في المقدار وأيضاً فانا نبتدئ ابتدأ آخر فنقول ان الكمية لما كان بعضها يفهم منفرداً من غير ان يكون له إضافة أو قياس إلى غيره مثل المربع والزوج والفرد والتام وما أشبه ذلك وكان بعضها إنما يرى وتفهم على سبيل الإضافة والقياس التي غيره بنوع من الانواع مثل الضعف والكبير والصغير والمثل والنصف والمثل والثلث وما اشبه ذلك وكان من البيّن ان هاهنا طريقين من طرق العلم يدركان ويبينان الحل في جميع الأشياء التي يبحث عنها من امر الكمية أحدهما علم العدد الذي به يعلم أمر الكمية اذا فهمت على سبيل الانفراد والآخر علم الموسيقى الذي به يعلم امر الكميّة التي تقال على سبيل الإضافة إلى شيء ما وأيضاً فانه لما كان ما يقع عليه المساحة بعضه ساكناً غير متحرك وبعضه متحركاً يدور كان هاهنا أيضاً علمان اخران يُعرف بهما امور المساحة احدهما يُعرف به امر الشيء الساكن الذي لا يتحرك وهو علم الهندسة والآخر يعرف به امر الشيء المتحرك الذى يدور وهو علم الكرة فليس بممتنع اذا ان يصح بهذه العلوم معرفة أنواع الشيء الموجود ولا بمتعذر أن يعلم الحق في ذلك وهذه هي الحكمة التي يعلم بها الأشياء علماً يقينا فهو بين انه لا يتعذر من هذا الوجه التفلسف الصحيح فان اندروقودس الذي من شيعة فيثاغورس قال انه كما ان صناعة التصور قد ينتفع في تسوية اعمالها بغيرها من الصنائع التي يعتاد الناس فيها العمل بأيديهم كذلك أيضاً ينفع علم امر الخطوط والاعداد ومدد التأليف ودور الفلك في تعلم قول الحكماء وقد قال ارحوطس أيضاً الذي من بلاد طرنطس قولاً فيه مشابه من هذا القول في أول كتابه في علم التأليف فانه قال هذا القول انى ارى علمنا بالعلوم التعليمية علماً صحيحاً وأن من الصواب ان نعلم انها علوم لا يقع فيها شي من الخطأ وانا نعلم بها الطبائع العامية معرفة جيدة وكذلك ايضاً الطبائع الجزئية إذا صححنا النظر إليها وتأملناها فأما علم الهندسة والعدد والكرة منها فقد تأدي إلينا منه ما ليس بالدون وهذه الأربع طبائع تظن انها اخوات بعضها لبعض ونراد هذه الاخوات وتقلبها يكون في النوعين الاولين من انواع الموجود وافلاطون أيضاً قد ذكر جمل ما قد قدمنا ذكره وبيناه انفاً في آخر المقالة الثالثة عشر من كتابه في النواميس وهى المقالة التي يوسمها بعض الناس كتاب الفيلسوف وذلك ان في هذه المقالة يفحص افلاطون عن امر الفيلسوف ويخبر كيف ينبغي ان يكون الفيلسوف الذي هو فيلسوف بالحقيقة فقال هكذا كل جدول من جداول جماعات العدد وجماعات التأليف فإنه يجب أن يوجد مُشاكلاً لحركات الكواكب ضرباً من المشاكلة إذا تفهمه الانسان وهذا شيء يظهر للإنسان ويتبين إن هو فهم ما يقول فهماً صحيحاً فنظر في جميع هذه الأشياء نظرة إلى شيء واحد بعينه وذلك أن رباط جميع هذه الأشياء يُرى رباطاً واحداً فإن رأى احد أنه يقدر أن يأخذ في علم الفلسفة من غير هذه الجهة فينبغي أن يسله اسعافنا بذلك وليس ينبغي في وقت من الأوقات أن يسلك غير هذه السبيل لكن ينظر في العلوم التعليمية على هذه الجهة ان صعب ذلك وان سهل فيترك ويسلك هذه السبيل ولا يغفل عنها وانا ارى ان اسمى من علم هذه الأشياء بارع الحكمة وان اثق بجودة سعيه وطلبه للعلم فهو بين ان هذه العلوم التعليمية تشبه المعابر والدرج والجسور وذلك انها تنقل افهامنا وتصير بها من الأشياء المظنونة الى الأشياء المعقولة المعلومة ومن الأشياء التي هي ربائب لنا ونابتة معنا منذ الصبا مألوفة عندنا هيولانية جسمانية إلى الأشياء الغير مألوفة والتي هي مباينة للحواس فأما الأشياء السرمدية التي ليست هيولانية فهي شديدة المجانسة لأنفسها والقرب منها ومجانستها للقوة العقلية التي هي في الانفس أقدم واسبق وقد ذكر سقراطس الذي جعله افلاطون في كتاب يوليطيا مخاطباً للرجل الذي كان يجادله هذه العلوم التعليمية ووصف منافع من منافعها في تدبير الناس وأمورهم وما يتصرفون فيه فقال إن علم العدد نافع في الحسابات والقسمة والجمع والمقايضات والشركة والهندسة نافعة في تدبير العساكر وبناء المدن وبناء الهياكل وقسمة الارضين والموسيقى نافعة في الاعياد وفي أوقات السرور وفي عبادة الله وعلم الكرة والنجوم في علم الفلاحة والملاحة فإنه يعرف به الأوقات الصالحة الموافقة والابتداء لسائر الاعمال الأخر. وقال أيضاً إني أراك تشبه انساناً قد تخوف أن أكون اقول ان العلوم التعليمية غير نافعة وهذا أمر صعب جداً بل هو أمر غير ممكن وذلك أن عين اليقين إذا عميت ببعض الأمور الباقية أو غشيت إذ كانت إنما تحيي وتنتبه بهذه العلوم وحدها فهو أولى وأحق أن تلتمس صلاحها وسلامتها بأكثر من عشرة الاف عين من أعين البدن وذلك أن الحق في جميع الأشياء إنما يرى ويعرف بهذه العين وحدها. فلننظر الآن أي هذه الطرق الأربعة من طرق العلم يضطر بالحاجة إلى تقديمه وأن نبتدئ بالنظر فيه أو لعله أن يكون من الأمر البين أنه يجب أن يقدم منها ما كان اولاً في طبيعته متقدماً لجميع هذه العلوم الباقية والذي هو الابتداء والأصل لها والذي قياسه إليها قياس الوالد وهو صناعة علم العدد وليس انما السبب في ذلك ما قلناه من ان انها سابقة في علم الله صانع الأشياء متقدّمة للعلوم الباقية بمنزلة الشيء الجميل الذي قياسه إلى الأشياء الباقية قياس المثال فجعلهُ مثالاً لسائر الأشياء التي خلق وحذوا عليها وعلى حسبه خلقها وسواها وزين ما خلقه من العنصر وبلغ به الأمر الأفضل الموافق في كلّ واحد من الأشياء فقط لكن لان هذه الصناعة مع ذلك اقدم بالطبيّعة من الصنائع الأخر وذلك ان الصنائع الأخر ترتفع وتبطل بارتفاع هذه الصناعة وليس ترتفع هي بارتفاع تلك كما أن الحيوان أقدم من الإنسان بالطبيّعة وذلك أن الإنسان يرتفع ويبطل بارتفاع الحيوان وليس يرتفع الحيوان بارتفاع الانسان وأيضاً فإن الانسان أقدم في الطبيعة من النحوي وذلك أنه متى لم يكن انسان لم يكن نحوي وأما إذا لم يكن نحوي فقد يمكن أن يكون إنسان فليس يرتفع الإنسان بارتفاع النحوي ولذلك صار أقدم منه وفى عكس ما قلنا يقال أن الشيء بعد الشيء أوانه تأخر عنه بالطبيعة إذا كان الشيء لا يجب لوجوبه ويدخل بدخوله وليس يجب هو بوجوب ذلك الأخر مثل صاحب علم الموسيقى فإنه يجب بوجوبه أن يكون الإنسان موجوداً وكذلك الفرس أيضاً فإنه لا يجب بوجوده أن يكون الإنسان موجوداً ولا يعرض عكس ذلك لإن الحيوان إذا كان موجوداً ولا متى كان الإنسان موجوداً وجب أن يكون صاحب علم الموسيقى موجوداً وكذلك أيضاً يكون الحال في العلوم التي قدمنا ذكرها وذلك انه متى كانت الهندسة موجودة وجب اضطراراً أن يكون علم العدّد موجوداً وذلك ان صاحب علم الهندسة إذا قال أن الشكل مثلث أو مربع أو ذي ثماني قواعد أو ذو عشرين قاعدة أو أن الشيء ثلاثة أضعاف أو ثمانية أضعاف أو مثل ونصف أو غير ذلك مما اشبهه وليس يمكن أن يكون الشيء من ذلك موجوداً أو مفهوماً من غير العدد الذى يتبين معه وذلك إنه لا يمكن أن يكون شيء ما ثلاثة امثال أو أن يقال انه كذلك من أن يكون قد تقدمه وضع عدد الثلاثة ولا الثمانية الاضعاف من غير عدد الثمانية وأما أمر العدد فإنه يجرى على عكس ما قلناه لأنه متى ما لم يكن عدد الثلاثة أو الأربعة أو ما بعدها من الأعداد معلوماً موجوداً عرض الا يكون الشكل المشارك له في الاسم موجوداً فقد وجب مما قلنا أن علم العدد يرتفع ويبطل بارتفاعه وبطلانه علم الهندسة ولا يرتفع هو ويبطل ببطلان علم الهندسة وان ذلك العلم يجب بوجوب هذا العلم وكذلك القول في علم الموسيقى أن الشيء الذي يفهم منفرداً بذاته أقدم من الشيء الذي اما قوامه بقياس شيء أخر كما أن العظم أقدم من الأعظم والغنى من الذى هو أغنى والإنسان من الاب فقط لكن ما يجرى في علم الموسيقى أيضاً من علم الاتفاق الذى بأربع والاتفاق الذى بخمس والاتفاق الذي بالكل أشياء أشياء إنما سميّت بهذه الاسماء على حسب العدد وأيضاً فان النسب التأليفية إنما هي ابدا نسب عددية أما الذي بأربع فان نسبته نسبة المثل وثلث وأما الذي بخمس فان نسبته نسبة المثل والنصف وأما الذى بالكل فإن نسبته نسبة الضعف وأما الثلاثة الامثال فإنها نسبة الذي بالكل والخمس معاً وأما الأربعة الامثال فإنها تشبه اتم الاتفاقات وهو اتفاق ضعف الذى بالكل وأما الأمر في علم الكرة وأنه إنما يعلم جميع ما نفحص عنه فيها ويحتاج إلى علمه منها بالأعداد وعلم العدد فهو أمر بيّن وليس انما يتبيّن ذلك من قبل ان هذا العلم إنما يكون من بعد علم الهندسة وذلك ان الحركة هي بالطبيعة من بعد السكون ولا من قبل ان حركات النجوم توجد جارية على نظام وتأليف لحني من كل وجه فقط لكن لان ادوار الكواكب ومقادير المطالع والمغارب ومسير الكواكب ورجُوعَها وظهورها واستتارها إنما يعلم جميعها بالأعداد فإذ كان ذلك كذلك فحقيق بنا ان تقدم اولاً القول في صناعة العدد كالشيء الاول الشديد التقدم بالطبيعة والمرتبة لأنها بمنزلة الوالدة والظير لما سواها ونجعل ابتدأنا في ايضاح ذلك وتبيينه من هاهنا. فنقول انا نرى جميع الأشياء التي قد رتبتها الطبيعة في العالم على طريق صناعي بكليتها وفي جزء جزء منها انما خلقها الخالق عز وجل على نسب الأعداد وهو الذي ميزها وسواها على حال المحمودة الجميّلة وأَكَّدَ فيها أمر المثال الذي قصد بها نحوه فانه جعل الأعداد مثالاً وشبيهاً برسم متقدم سابق في علم الله خالق العالم إلا انه انما هو مفهوم عنده فقط من غير أن يكون ذلك في هيولي ما بوجه من الوجوه بتّة إلا أن ذاته ذات موجودة وعلى حسبه اجرى الأمور على طريق صناعي في جميع هذه الأشياء أعني الزمان والحركة والسماء وجميع ادوار الكواكب ويجب اضطراراً أن يكون العدد في هذه الأشياء مؤلفاً من سنحه لا من شيء أخر لكن من ذاته وكل شيء يؤلف فإنما يؤلف من أشياء مختلفة موجودة وذلك انه لا يمكن ان يظن ان الشيء مؤلف مما ليس بموجود ولا من أشياء موجودة إلا أنها متشابهة لا اختلاف بينها ولا من أشياء مختلفة ليس لبعضها قياس إلى بعض ولا مجانسة فقد بقى إذاً أن يكون الأشياء التي منها يكون تأليف ما يؤلف أشياء موجودة وان تكون موجودة وان تكون مختلفة وان يكون فيما بينها مناسبة فالعدد مؤلف من مثل هذه الأشياء وذلك انه له النوعان الاولان من الأنواع التي ينقسم إليها ذاتهما ذات الكمية وفيما بينهما اختلاف وليسا من المتباينة التي لا مجانسة بينهما وهما الفرد والزوج وتأليف أحدهما مع الأخر تأليف على معاقبة وابدال وعلى طبيعة عجيبة بديعة وليس ينفرد أحدهما عن الأخر لكنهما يجريان على أمر واحد ونوع واحد من التأليف وسنبين ذلك فيما بعد. أمَّا العدد مطلقاً فهو جماعة أعداد وكمية مبثوثة قوامها من آحاد والقسمة الاولى التي ينقسم بها العدد هي ان منها زوجاً ومنه فرداً والعدد الزوج هو الذي ينقسم بقسمين متساويين ولا يقع في الوسط من قسمه الوحدة والعدد الفرد هو الذي لا يمكن أن ينقسم قسمين متساويين بسبب الوحدة التي تقع في وسطه وهذان الحدان انما يحدهما بهما العامة وأما الحد المنسوب إلى فيثاغورس فهو ان العدد الزوج هو الذي يقبل القسمة بالشيء الواحد بعينه إلى ما هو أعظم وما هو أصغر اما أعظم ذلك فبالمساحة واما اصغره فبالكمية على ما يجب بحسب المتكافئ الطبيعي الذي يعرض لهذين الجنسين وان العدد الفرد هو الذي لا يمكن فيه ذلك لكنه انما يقسم بقسمين غير متساويين وقد حد القدماء هذين على جهة اخرى فقالوا ان العدد الزوج هو الذي يمكن أن يقسم قسمين متساويين وقسمين غير متساويين ما خلى عدد الاثنين الذي هو ابتدأ نوع عدد العدد الزوج فانه انما ينقسم بقسمين متساويين فقط ويكون متى وجد أحد قسميه في نوع من نوعى العدد كيف ما كان قسماه اللذان ينقسم إليهما كان القسم الأخر كان أيضاً من ذلك النوع من نوعى العدد وأما العدد الفرد هو الذي كيف ما قسم فإنما ينقسم ابداً على قسمين من أقسامه نوعا العدد جميعاً وليس يوجد هذان النوعان في وقت من الأوقات غير مختلطين فيه أحدهما بالأخر لكن كل واحد منهما يوجد فيه ابدا مقروناً بالأخر وان نحن حددنا العدد الزوج والعدد الفرد كل واحد منهما قلنا أن العدد الفرد هو الذي اختلاف ما بينه وبين الزوج واحد من الناحيتين جميعاً أعني ناحية العظم وناحية الصغر وأن العدد الزوج هو الذى يخالف الفرد بالواحد إلى الناحيتين جميعاً اعني انه أعظم من الفرد بالواحد. كل عدد فهو مساوٍ لنصف العددين الذين عن جنبتيه إذا جمعا وهو أيضاً نصف العددين اللذين وراء هذين ونصف العددين اللذين وراهما بواحد واحد من كُلّ واحد من الجانبين وهو أيضاً نصف العددين اللذين وراهما بعددين وكذلك تجد الحال في جميع الأعداد حتى ينتهى إلى ما لا يمكن فيه ذلك فأما الواحد وحده فانه لما لم يمكن له عن جنبتيه عددان صار نصفا للعدد الواحد الذى يليه فالابتداء الطبيعي لجميع هذه الاعداد هو الواحد وإذا قسم الزوج إلى انواعه كان بعضه زوج الزوج وبعضه زوج الفرد وبعضه زوج زوج الفرد والنوعان المتضادان من هذه الأنواع اللذان هما كالمقارنين في بعد أحدهما من الآخر زوج الزوج وزوج الفرد وأما زوج زوج الفرد فهو مشارك لهما جميعا وهو بمنزلة الوسطة فيما بينهما والعدد الذي يقال له زوج الزوج هو الذي يمكن أن ينقسم بقسمين متساويين على ما يجب في جميع جنس الزوج ويمكن أن ينقسم كل واحد من قسميه أيضاً بقسمين متساويين وان ينقسم كل واحد من قسمي هذين القسمين بقسمين متساويين حتى ينتهى القسمة إلى الواحد الذي لا ينقسم بالطبيعة مثل عدد الاربعة والستين فان نصفه ونصف ذلك يو ونصفه ونصفها ونصفها ونصف ذلك في اخر الامر الواحد الذى لمسا كان بالطبيعة غير منقسم لم يكن له نصف ومما يلزم هذا النوع من انواع العدد أن كل جزء من اجزائه فإنه يُسمى منه تسمية هي من جنس زوج الزوج ونفس الآحاد التي فيه حالها حال الزوج الزوج وليس يشارك في شيء من ذلك شيء من الاجناس الاخر ولعل هذا النوع من العدد إنما سُمّى زوج الزوج من هذه الجهة أنه هو زوج وأجزاؤه أيضاً واجزاء اجزائه ابدا حتى ينتهى إلى الواحد هي ازواج انفسها وفي تسميتها منهُ واقول ذلك بقول اشد اختصاراً من هذا وهو ان كل جزء من اجزاء هذا العدد زوج الزوج في نفسه وفى تسميته من جملة العدد الذي هو جزء منه وتولد ازواج الازواج كلها وطريق وجودها حتى لا يشد عدد منها لكن ينتظم فيه كلها على الولاء يكون على ما اصف. تبتدئ من الواحد فتجعله كالأصل والأساس وتأخذ اعداداً مبتدئة منه متوالية على نسبة الضعف وتذهب فيها كم شيئاً فان الاعداد التي توجد بهذه الصفة هي ازواج ازواج ولو خرج ذلك إلى ما لا نهاية له وليس يمكن ان يوجد اعداد الزواج غير هذه مثل الواحد والاثنين والاربعة والثمانية والستة عشر والاثنين وثلاثين والاربعة وستين والمائة وثمانية وعشرين والمائتين وستة وخمسين والخمسمائة واثنى عشر وما بعد ذلك على هذا المثال بالغاً ما بلغ فكل واحد من الاعداد التي ذكرنا يتولد بنسبة الضعف المبتدئة من الواحد هو ابدا زوج الزوج وكل جزء يوجد له فان اسمه مشتق ابدا من اسم واحد من تلك الاعداد التي دون العدد الذي هو جزء له من الاعداد المتوالية على نسبة الضعف وعدد ما فيه من الآحاد بعدد المرات التي تعد واحدا من الاعداد التي دون ذلك العدد الذي ذكرنا ويكون الامر في ذلك على سبيل الابدال والتكافيء فمتى كان عدد من الاعداد الموضوعة المبتدئة من الواحد الاخذة على نسبة الضعف عدداً زوجاً لم يوجد فيها عدد وسط فيه لكن يكون المتوسط منها ابدا عددان منهما يبتدئ التكافيء والتبادل الذي ذكرنا الكائن فيما بين حال الاعداد في انفسها وبين كل جزء كل واحد منها ومن جملة العدد ويكون الذهاب في ذلك من العددين الاوسطين إلى الجانبين اما اولاً فإلى العددين اللذين في جانبهما من الناحيتين ثم إلى ما وراء ذلك من الناحيتين حتى ينتهى إلى الاطراف والغايات فيكون التكافيء حينئذ فيما بين نسبة الكل التي هي مأخوذة من الواحد وبين نسبة الواحد التي هي مأخوذة من جملة ذلك العدد كما انا مثلاً متى جعلنا اعظم الاعداد التي نأخذها عدد كانت الحدود التي قد رُتبّت حينئذ حدوداً عددها زوج وذلك انها ثمانية وليس منها عدد واحد متوسط لان ذلك غير ممكن في الازواج لكنه يجب ضرورة ان يكون عددان من هذه الاعداد متوسطين وهما عدد وعدد وهذان العددان يرى كل واحد منهما من العدد الأعظم الذي هو مكافئاً لصاحبه وذلك ان ثمن جملة عدد هو عدد وعلى عكس ذلك يكون جزء من منه عدد واذا نحن أخذنا إلى الناحيتين كان ربع العدد الذي ذكرنا عدد وجزء من منه عدد وأيضاً فإن نصفه وجزء من منه واما الأطراف التي هي من اجزاء الاسم هي هذه أما الجزء من منه فهو الواحد وأما الكل منه الذى هو قياس الواحد فانه يكون قال ثابت وهاهنا أيضاً يعني بالحدود الأعداد التي وضعت من الواحد مع الواحد فأما إن كان عدد الحدود التي وضعت عدداً فرداً كما يكون متى جعلنا أعظمها عدد فكانت جملتها حدود فانا نجدها حينئذ عدداً متوسطاً اضطراراً الذي يوجبه من ذلك طبع العدد الفرد وهذا العدد انما هو في باب الابدال قياس لنفسه ومكافئ لها لأنها لا قرين له وأما التي عن جنبتيه فإن بعضها ابدا قرين بعض حتى ينتهي إلى الغايات والاطراف منها كما أن الجزء من سد منه هو الواحد وكليته سد وأيضاً فان نصفه لب وجزء من لب منه ب وربعه يو وجزء من يو منه د واما الثمن فليس بأزايه شيء غيره وذلك أن قياسه من هذه الاعداد هو الثمانية نفسها ومما يعرض لهذه الحدود التي ذكرنا ان تكون متى اجتمعت مساوية للعدد الذى يتلوها غير واحد ان كان عدد الحدود عدداً زوجاً وان كان عددها عدداً فرداً فيجب من ذلك اضطراراً ان يكون كل حدود منها تجتمع على الولاء فان جملتها عدد فرد وذلك ان ما نقص عن العدد الزوج فهو ابداً فرد والعلم بما قلنا يحتاج اليه حاجة شديدة ضرورية في معرفة كون العدد التام فنجعل العدد مثلاً عدد المائتين والستة والخمسين فجملة ما دون هذا العدد الى الواحد مساوية لهذا العدد غير واحد وكذلك ايضاً العدد الذى يلى العدد الذى ذكرنا وكذلك يوجد الحال ايضا فيما يتلو العددين اللذين ذكرنا مما هو اقل منهما اذا قسنا بما دونهما من الاعداد ولذلك صار الواحد نفسه مساوياً لما يليه منها منقوصاً منه الواحد والذى يليه فهو الاثنين والواحد اذا جمع مع الاثنين كان ما يجتمع اقل من الذى يتلوه بواحد وهذه ثلثتها اقل من الذى يتلوها بواحد وعلى هذا يجرى الامر فيما بعد الى ما لا نهاية له من غير ان يقع فيه خطا ومما يضطر الحاجة اليه ايضا ان نعلم انه ان كان عدد ما وضع عند طلبنا لوجود ازواج الازواج عدداً زوجاً فان الذى يكون من ضرب الطرفين احدهما في الاخر ابدا مساو للذي يكون من ضرب الاوسطين احدهما في الاخر فان كان عدده عدداً فرداً الذى يكون من ضرب الطرفين احدهما في الاخر مساو للذي يكون من ضرب العدد الاوسط في نفسه وذلك انا جعلنا المثال على ان يكون عدد ما يوضع عدداً زوجاً مثله في المائة والثمانية وعشرين كان المجتمع من ضرب الواحد في هذا العدد قكح وكذلك ايضا ما يجتمع من ح في يو ومن ب في سد ومن د في لب وكذلك ايضا يكون الحال في سائر ما اشبه ذلك واما ان نحن جعلنا المثال على أن يكون عدد ما يوضع عدداً فرداً فهو على ما اصف ان نحن جعلنا العدد الأعظم سد كانت المصادر كتاب المدخل إلى علم العدد على موقع مكتبة قطر الوطنية.
234074
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%28%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD%29
القرآن الكريم (توضيح)
تتوفر هذه النسخ من القرآن الكريم على ويكي مصدر: رواية حفص لقراءة عاصم: نص بالرسم العثماني، وفقا لخط وترميز مصحف المدينة النبوية 1441هـ نص بالرسم العثماني ملفات pdf لكل سورة بالرسم العثماني وخط عثمان طة القديم بالرسم الإملائي ملف pdf لكامل المصحف بخط طباعي نسخة مصورة عن طبعة المطابع الأميرية سنة 1342هـ رواية ورش لقراءة نافع: نص بالرسم العثماني وفقًا لمصحف المدينة النبوية. نسخة مصورة عن مصحف المطبعة الثعالبية المطبوع في الجزائر سنة 1350هـ. نسخة مصورة عن مصحف جزائري رواية قالون لقراءة نافع: نص بالرسم العثماني وفقًا لمصحف المدينة النبوية. رواية شعبة لقراءة عاصم: نص بالرسم العثماني، وفقا لخط وترميز مصحف المدينة النبوية 1442هـ رواية الدوري لقراءة أبي عمرو بن العلاء: نص بالرسم العثماني، وفقا لخط وضبط مصحف المدينة النبوية 1443هـ رواية السوسي لقراءة أبي عمرو بن العلاء: نص بالرسم العثماني، وفقا لخط وضبط مصحف المدينة النبوية 1443هـ رواية البزي لقراءة ابن كثير: نص بالرسم العثماني، وفقا لخط وضبط مصحف المدينة النبوية رواية قنبل لقراءة ابن كثير: نص بالرسم العثماني، وفقا لخط وضبط مصحف المدينة النبوية القرآن الكريم
234336
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%28%D8%AD%D9%81%D8%B5%D8%8C%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9%29
القرآن الكريم (حفص، المدينة النبوية)
ضبط هذا المصحف على رواية حفص بن سليمان الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود، وهو مأخوذ كاملًا عن مصحف المدينة النبوية الصادرة سنة 1441هـ. القرآن الكريم
234453
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%28%D9%88%D8%B1%D8%B4%29
القرآن الكريم (ورش)
ضبط هذا المصحف على رواية ورش لقراءة نافع المدني، وهو مأخوذ كاملًا عن مصحف المدينة النبوية. القرآن الكريم
234820
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%28%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%86%29
القرآن الكريم (قالون)
ضبط هذا المصحف على رواية قالون لقراءة نافع المدني، وهو مأخوذ كاملًا عن مصحف المدينة النبوية. القرآن الكريم
234938
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%28%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D8%A9%29
القرآن الكريم (شعبة)
ضبط هذا المصحف على رواية شعبة بن عياش لقراءة عاصم بن أبي النجود، وهو مأخوذ كاملًا عن مصحف المدينة النبوية الصادرة سنة 1442هـ. القرآن الكريم
235059
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%28%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%8A%29
القرآن الكريم (الدوري)
ضبط هذا المصحف على رواية الدوري لقراءة أبي عمرو بن العلاء، وهو مأخوذ كاملًا عن مصحف المدينة النبوية الصادر سنة 1443هـ. القرآن الكريم
235177
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%28%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B3%D9%8A%29
القرآن الكريم (السوسي)
ضبط هذا المصحف على رواية السوسي لقراءة أبي عمرو بن العلاء، وهو مأخوذ كاملًا عن مصحف المدينة النبوية الصادر سنة 1437هـ. القرآن الكريم
235294
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%28%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B2%D9%8A%29
القرآن الكريم (البزي)
ضبط هذا المصحف على رواية البزي لقراءة ابن كثير، وهو مأخوذ كاملًا من موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. القرآن الكريم
235409
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%28%D9%82%D9%86%D8%A8%D9%84%29
القرآن الكريم (قنبل)
ضبط هذا المصحف على رواية قنبل لقراءة ابن كثير، وهو مأخوذ كاملًا من موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. القرآن الكريم
236225
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D8%AD%20%D8%A7%D8%A8%D9%86%20%D8%B9%D9%82%D9%8A%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85
شرح ابن عقيل/المجلد الأول/العلم
العلم هو: الاسم الذي يعين مسماه مطلقا أي بلا قيد التكلم أو الخطاب أو الغيبة فالاسم جنس يشمل النكرة والمعرفة ويعين مسماه فصل أخرج النكرة وبلا قيد أخرج بقية المعارف كالمضمر فإنه يعين مسماه بقيد التكلم كأنا أو الخطاب كأنت أو الغيبة كهو ثم مثل الشيخ بأعلام الأناسي وغيرهم تنبيها على أن مسميات الأعلام العقلاء وغيرهم من المألوفات فجعفر اسم رجل وخرنق اسم امرأة من شعراء العرب. وهي أخت طرفة بن العبد لأمه وقرن اسم قبيلة وعدن اسم مكان ولاحق اسم فرس وشذقم اسم جمل وهيلة اسم شاة وواشق اسم كلب. ينقسم العلم إلى ثلاثة أقسام: إلى اسم وكنية ولقب والمراد بالاسم هنا ما ليس بكنية ولا لقب كزيد وعمرو وبالكنية ما كان في أوله أب أو أم كأبي عبد الله وأم الخير وباللقب ما أشعر بمدح كزين العابدين أو ذم كأنف الناقة. وأشار بقوله وأخرن ذا إلخ إلى أن اللقب إذا صحب الاسم وجب تأخيره كزيد أنف الناقة ولا يجوز تقديمه على الاسم فلا تقول أنف الناقة زيد إلا قليلا ومنه قوله: وظاهر كلام المصنف أنه يجب تأخير اللقب إذا صحب سواه ويدخل تحت قوله سواه الاسم والكنية وهو إنما يجب تأخيره مع الاسم فأما مع الكنية فأنت بالخيار بين أن تقدم الكنية على اللقب فتقول أبو عبد الله زين العابدين وبين أن تقدم اللقب على الكنية فتقول زين العابدين أبو عبد الله ويوجد في بعض النسخ بدل قوله وأخرن ذا إن سواه صحبا: وذا اجعل آخرا إذا اسما صحبا وهو أحسن منه لسلامته مما ورد على هذا فإنه نص في أنه إنما يجب تأخير اللقب إذا صحب الاسم ومفهومه أنه لا يجب ذلك مع الكنية وهو كذلك كما تقدم ولو قال وأخرن ذا إن سواها صحبا لما ورد عليه شيء إذ يصير التقدير وأخر اللقب إذا صحب سوى الكنية وهو الاسم فكأنه قال وأخر اللقب إذا صحب الاسم. إذا اجتمع الاسم واللقب فإما أن يكونا مفردين أو مركبين أو الاسم مركبا واللقب مفردا أو الاسم مفردا واللقب مركبا. فإن كانا مفردين وجب عند البصريين الإضافة نحو هذا سعيد كرز ورأيت سعيد كرز ومررت بسعيد كرز وأجاز الكوفيون الإتباع فتقول هذا سعيد كرز ورأيت سعيدا كرزا ومررت بسعيد كرز ووافقهم المصنف على ذلك في غير هذا الكتاب. وإن لم يكونا مفردين بأن كانا مركبين نحو عبد الله أنف الناقة أو مركبا ومفردا نحو عبد الله كرز وسعيد أنف الناقة وجب الإتباع فتتبع الثاني الأول في إعرابه ويجوز القطع إلى الرفع أو النصب نحو مررت بزيد أنف الناقة وأنف الناقة فالرفع على إضمار مبتدأ والتقدير هو أنف الناقة والنصب على إضمار فعل والتقدير أعني أنف الناقة فيقطع مع المرفوع إلى النصب ومع المنصوب إلى الرفع ومع المجرور إلى النصب أو الرفع نحو هذا زيد أنف الناقة ورأيت زيدا أنف الناقة ومررت بزيد أنف الناقة وأنف الناقة. ينقسم العلم إلى: مرتجل وإلى منقول فالمرتجل هو: ما لم يسبق له استعمال قبل العلمية في غيرها كسعاد وأدد والمنقول ما سبق له استعمال في غير العلمية والنقل إما من صفة كحارث أو من مصدر كفضل أو من اسم جنس كأسد وهذه تكون معربة أو من جملة ك قام زيد وزيد قائم وحكمها أنها تحكى فتقول جاءني زيد قائم ورأيت زيد قائم ومررت بزيد قائم وهذه من الأعلام المركبة. ومنها أيضا ما ركب تركيب مزج كبعلبك ومعدي كرب وسيبويه وذكر المصنف أن المركب تركيب مزج إن ختم بغير ويه أعرب ومفهومه أنه إن ختم بويه لا يعرب بل يبنى وهو كما ذكره فتقول جاءني بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك فتعربه إعراب ما لا ينصرف ويجوز فيه أيضا البناء على الفتح فتقول جاءني بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك ويجوز أيضا أن يعرب أيضا إعراب المتضايفين فتقول جاءني حضرموت ورأيت حضرموت ومررت بحضرموت. وتقول فيما ختم بويه جاءني سيبويه ورأيت سيبويه ومررت بسيبويه فتبنيه على الكسر وأجاز بعضهم إعرابه إعراب ما لا ينصرف نحو جاءني سيبويه ورأيت سيبويه ومررت بسيبويه. ومنها: ما ركب تركيب إضافة كعبد شمس وأبي قحافة وهو معرب فتقول جاءني عبد شمس وأبو قحافة ورأيت عبد شمس وأبا قحافة ومررت بعبد شمس وأبي قحافة. ونبه بالمثالين على أن الجزء الأول يكون معربا بالحركات كعبد وبالحروف كأبي وأن الجزء الثاني يكون منصرفا كشمس وغير منصرف كقحافة. العلم على قسمين: علم شخص وعلم جنس فعلم الشخص له حكمان: معنوي وهو أن يراد به واحد بعينه كزيد وأحمد ولفظي وهو صحة مجيء الحال متأخرة عنه نحو جاءني زيد ضاحكا ومنعه من الصرف مع سبب آخر غير العلمية نحو هذا أحمد ومنع دخول الألف واللام عليه فلا تقول جاء العمرو. وعلم الجنس كعلم الشخص في حكمه اللفظي فتقول هذا أسامه مقبلا فتمنعه من الصرف وتأتى بالحال بعده ولا تدخل عليه الألف واللام فلا تقول هذا الأسامة. وحكم علم الجنس في المعنى كحكم النكرة من جهة أنه لا يخص واحدا بعينه فكل أسد يصدق عليه أسامة وكل عقرب يصدق عليها أم عريط وكل ثعلب يصدق عليه ثعالة. وعلم الجنس: يكون للشخص كما تقدم ويكون للمعنى كما مثل بقوله برة للمبرة وفجار للفجرة.
236226
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D8%AD%20%D8%A7%D8%A8%D9%86%20%D8%B9%D9%82%D9%8A%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D8%B3%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9
شرح ابن عقيل/المجلد الأول/اسم الإشارة
يشار إلى المفرد المذكر بـ"ذا" ومذهب البصريين أن الألف من نفس الكلمة وذهب الكوفيون إلى أنها زائدة. ويشار إلى المؤنثة بذي وذه بسكون الهاء وتي وتا وذه بكسر الهاء باختلاس وبإشباع وته بسكون الهاء وبكسرها باختلاس وإشباع وذات. يشار إلى المثنى المذكر في حالة الرفع بذان وفى حالة النصب والجر بذين وإلى المؤنثتين بتان في حالة الرفع وتين في النصب والجر. يشار إلى الجمع مذكرا كان أو مؤنثا بأولي ولهذا قال المصنف أشر لجمع مطلقا ومقتضى هذا أنه يشار بها إلى العقلاء وغيرهم وهو كذلك ولكن الأكثر استعمالها في العاقل ومن ورودها في غير العاقل قوله: وفيها لغتان: المد وهي لغة أهل الحجاز وهي الواردة في القرآن العزيز والقصر وهي لغة بني تميم وأشار بقوله ولدى البعد انطقا بالكاف إلى آخر البيت إلى أن المشار إليه له رتبتان القرب والبعد فجميع ما تقدم يشار به إلى القريب. فإذا أريد الإشارة إلى البعيد أتي بالكاف وحدها فتقول ذاك أو الكاف واللام نحو ذلك وهذه الكاف حرف خطاب فلا موضع لها من الإعراب وهذا لا خلاف فيه فإن تقدم حرف التنبيه الذي هو ها على اسم الإشارة أتيت بالكاف وحدها فتقول هذاك وعلى قوله: ولا يجوز الإتيان بالكاف واللام فلا تقول هذالك وظاهر كلام المصنف أنه ليس للمشار إليه إلا رتبتان قربى وبعدى كما قررناه والجمهور على أن له ثلاث مراتب قربى ووسطى وبعدى فيشار إلى من في القربى بما ليس فيه كاف ولا لام: كذا وذى وإلى من في الوسطى بما فيه الكاف وحدها نحو ذاك وإلى من في البعدي بما فيه كاف ولام نحو ذلك. يشار إلى المكان القريب بهنا ويتقدمها هاء التنبيه فيقال ههنا ويشار إلى البعيد على رأى المصنف بهناك وهنالك وهنا بفتح الهاء وكسرها مع تشديد النون وبثم وهنت وعلى مذهب غيره "هناك" للمتوسط وما بعده للبعيد.
236227
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D8%AD%20%D8%A7%D8%A8%D9%86%20%D8%B9%D9%82%D9%8A%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%88%D9%84
شرح ابن عقيل/المجلد الأول/الموصول
ينقسم الموصول إلى اسمي وحرفي. ولم يذكر المصنف الموصولات الحرفية وهي خمسة أحرف: أحدها: أن المصدرية وتوصل بالفعل المنصرف ماضيا مثل عجبت من أن قام زيد ومضارعا نحو عجبت من أن يقوم زيد وأمرا نحو أشرت إليه بأن قم فإن وقع بعدها فعل غير متصرف نحو قوله تعالى: وقوله تعالى: فهي مخففة من الثقيلة. ومنها: أن وتوصل باسمها وخبرها نحو عجبت من أن زيدا قائم ومنه قوله تعالى: وأن المخففة كالمثقلة وتوصل باسمها وخبرها لكن اسمها يكون محذوفا واسم المثقلة مذكورا. ومنها: "كي" وتوصل بفعل مضارع فقط مثل: جئت لكي تكرم زيدا. ومنها: "ما" وتكون مصدرية ظرفية نحو لا أصحبك ما دمت منطلقا أي مدة دوامك منطلقا وغير ظرفية نحو عجبت مما ضربت زيدا وتوصل بالماضي كما مثل وبالمضارع نحو لا أصحبك ما يقوم زيد وعجبت مما تضرب زيدا ومنه بما نسوا يوم الحساب وبالجملة الاسمية نحو عجبت مما زيد قائم ولا أصحبك ما زيد قائم وهو قليل وأكثر ما توصل الظرفية المصدرية بالماضي أو بالمضارع المنفي بلم نحو لا أصحبك ما لم تضرب زيدا ويقل وصلها أعني المصدرية بالفعل المضارع الذي ليس منفيا بلم نحو لا أصحبك ما يقوم زيد ومنه قوله: ومنها: لو وتوصل بالماضي نحو وددت لو قام زيد والمضارع نحو وددت لو يقوم زيد. فقول المصنف موصول الأسماء احتراز من الموصول الحرفي - وهو "أن وأن وكي وما ولو" - وعلامته صحة وقوع المصدر موقعه نحو وددت لو تقوم أي قيامك وعجبت مما تصنع وجئت لكي أقرأ ويعجبني أنك قائم وأريد أن تقوم وقد سبق ذكره. وأما الموصول الاسمي ف الذي للمفرد المذكر والتي للمفرد المؤنثة فإن ثنيت أسقطت الياء وأتيت مكانها بالألف في حالة الرفع نحو اللذان واللتان والياء في حالتي الجر والنصب فتقول اللذين واللتين وإن شئت شددت النون عوضا عن الياء المحذوفة فقلت اللذان واللتان وقد قرئ واللذان يأتيانها منكم ويجوز التشديد أيضا مع الياء وهو مذهب الكوفيين فتقول اللذين واللتين وقد قرئ {ربنا أرنا اللذين} بتشديد النون وهذا التشديد يجوز أيضا في تثنية ذا وتا اسمي الإشارة فتقول ذان وتان وكذلك مع الياء فتقول ذين وتين وهو مذهب الكوفيين والمقصود بالتشديد أن يكون عوضا عن الألف المحذوفة كما تقدم في الذي والتي. يقال في جمع المذكر الألى مطلقا عاقلا كان أو غيره نحو جاءني الألى فعلوا وقد يستعمل في جمع المؤنث وقد اجتمع الأمران في قوله: فقال يستلئمون ثم قال تراهن. ويقال للمذكر العاقل في الجمع الذين مطلقا أي رفعا ونصبا وجرا فتقول جاءني الذين أكرموا زيدا ورأيت الذين أكرموه ومررت بالذين أكرموه. وبعض العرب يقول الذون في الرفع والذين في النصب والجر وهم بنو هذيل ومنه قوله: ويقال في جمع المؤنث اللات واللاء بحذف الياء فتقول جاءني اللات فعلن واللاء فعلن ويجوز إثبات الياء فتقول اللاتي واللائي وقد ورد اللاء بمعنى الذين قال الشاعر: كما قد تجيء الأولى بمعنى اللاء كقوله: أشار بقوله تساوي ما ذكر إلى أن من وما والألف واللام تكون بلفظ واحد: للمذكر والمؤنث المفرد والمثنى والمجموع فتقول جاءني من قام ومن قامت ومن قاما ومن قامتا ومن قاموا ومن قمن وأعجبني ما ركب وما ركبت وما ركبا وما ركبتا وما ركبوا وما ركبن وجاءني القائم والقائمة والقائمان والقائمتان والقائمون والقائمات. وأكثر ما تستعمل ما في غير العاقل وقد تستعمل في العاقل ومنه قوله: تعالى: وقولهم سبحان ما سخركن لنا وسبحان ما يسبح الرعد بحمده. و"من" بالعكس فأكثر ما تستعمل في العاقل وقد تستعمل في غيره، كقوله تعالى: ومنه قول الشاعر: وأما الألف واللام فتكون للعاقل ولغيره نحو جاءني القائم والمركوب واختلف فيها فذهب قوم إلى أنها اسم موصول وهو الصحيح وقيل إنها حرف موصول وقيل إنها حرف تعريف وليست من الموصولية في شيء وأما من وما غير المصدرية فاسمان اتفاقا وأما ما المصدرية فالصحيح أنها حرف وذهب الأخفش إلى أنها اسم ولغة طييء استعمال ذو موصولة وتكون للعاقل ولغيره وأشهر لغاتهم فيها أنها تكون بلفظ واحد للمذكر والمؤنث مفردا ومثنى ومجموعا فتقول جاءني ذو قام وذو قامت وذو قاما وذو قامتا وذو قاموا وذو قمن ومنهم من يقول في المفرد المؤنث جاءني ذات قامت وفى جمع المؤنث جاءني ذوات قمن وهو المشار إليه بقوله: وكالتي أيضا البيت ومنهم من يثنيها ويجمعها فيقول ذوا وذوو في الرفع وذوى وذوي في النصب والجر وذواتا في الرفع وذواتى في الجر والنصب وذوات في الجمع وهي مبنية على الضم وحكى الشيخ بهاء الدين ابن النحاس أن إعرابها كإعراب جمع المؤنث السالم. والأشهر في ذو هذه أعني الموصولة أن تكون مبنية ومنهم من يعربها بالواو رفعا وبالألف نصبا وبالياء جرا فيقول جاءني ذو قام ورأيت ذا قام ومررت بذي قام فتكون مثل ذي بمعنى صاحب وقد روى قوله: بالياء على الإعراب وبالواو على البناء. وأما ذات فالفصيح فيها أن تكون مبنية على الضم رفعا ونصبا وجرا مثل ذوات ومنهم من يعربها إعراب مسلمات فيرفعها بالضمة وينصبها ويجرها بالكسرة. يعني أن ذا اختصت من بين سائر أسماء الإشارة بأنها تستعمل موصولة وتكون مثل ما في أنها تستعمل بلفظ واحد للمذكر والمؤنث مفردا كان أو مثنى أو مجموعا فتقول من ذا عندك وماذا عندك سواء كان ما عنده مفردا مذكرا أو غيره. وشرط استعمالها موصولة أن تكون مسبوقة ب ما أو من الاستفهاميتين نحو من ذا جاءك وماذا فعلت فمن اسم استفهام وهو مبتدأ وذا موصولة بمعنى الذي وهو خبر من وجاءك صلة الموصول والتقدير من الذي جاءك وكذلك ما مبتدأ وذا موصول بمعنى الذي وهو خبر ما وفعلت صلته والعائد محذوف وتقديره ماذا فعلته أي ما الذي فعلته. واحترز بقوله إذا لم تلغ في الكلام من أن تجعل ما مع ذا أو من مع ذا كلمة واحدة للاستفهام نحو ماذا عندك أي شيء عندك؟ وكذلك من ذا عندك؟ فماذا مبتدأ وعندك خبره وكذلك من ذا مبتدأ وعندك خبره فذا في هذين الموضعين ملغاة لأنها جزء كلمة لأن المجموع استفهام.
237923
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%AF
الرد على الكتاب الأسود
المحتوى /تمهيد/ /سبب خروج مكرم باشا من الوزارة/ /ملخص الفضائح والتهم/ /الخاتمة/ /قيمة الكتاب الأسود الأدبية/ مؤلفات نبوية موسى
237943
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82
منهج الحق
هذه منظومة تشتمل على أقسام التَّوحيد: توحيد الإلهية، وتوحيد الرُّبوبية، وتوحيد الأسماء والصِّفات، وعلى أمَّهات عقائد أهل السُنَّة والجماعة التي اتَّفقوا عليها، وعلى التَّفكُّر في مخلوقات الله، وآياته الدَّالة عليه، وعلى أسمائه وصفاته، وعلى التخلُّق بالأخلاق الجميلة والتنزُّه من الأخلاق الرَّذيلة، إذ هذه الأمور أصول العلم وأمَّهاتها، وهي للشَّيخ عبد الرَّحمن بن ناصر السَّعدي، جزاه الله خيرًا، آمين، وهي هذه: تَمَّت، غفر الله لكاتبها وناظمها وقارئها ومن قال: آمين، وجميع المسلمين. وصلَّى اللهُ على محمدٍ ١٣٤٥هـ.
238003
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D9%84%D8%B7%D9%8A%D9%81%D8%A9%20%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9
رسالة لطيفة جامعة في أصول الفقه المهمة
الحمد لله، نحمده على ما له من الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، وعلى أحكامه القدرية العامة لكل مكون وموجود، وأحكامه الشرعية الشاملة لكل مشروع، وأحكام الجزاء بالثواب للمحسنين والعقاب للمجرمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فى الأسماء والصفات والعبادة والأحكام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذى بين الحكم والأحكام، ووضح الحلال والحرام، وأصل الأصول وفصلها، حتى استتم هذا الدين واستقام. اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه، خصوصاً العلماء الأعلام، أما بعد: فهذه رسالة لطيفة فى أصول الفقه، سهلة الألفاظ، واضحة المعاني، معينة على تعلم الأحكام لكل متأمل معاني. نسأل الله أن ينفع بها جامعها وقارئها، إنه جواد كريم. عبد الرحمن بن ناصر السعدي. فَصْلٌ أصول الفقه: هي العلم بأدلة الفقه الكلية، وذلك أنَّ الفقهَ؛ إمَّا مسائل يطلب الحكم عليها بأحد الأحكام الخمسة، وإما دلائل يستدل بها على هذه المسائل. فالفقه: هو معرفة المسائل والدلائل، وهذه الدلائل نوعان: كليَّةٌ تشمَل كلَّ حكم من جنسٍ واحدٍ من أول الفقهِ إلى آخرِهِ؛ كقولنا: الأمر للوجوب، والنهي للتحريم، ونحوهما، وهذه هي أصول الفقه، وأدلةٌ جزئيَّةٌ تفصيليَّة: تفتقر إلى أن تُبنى على الأدلة الكليَّة، فإذا تمَّت؛ حُكِمَ على الأحكام بها، فالأحكام مضطرة إلى أدلتها التفصيلية، والأدلة التفصيلية مضطرة إلى الأدلة الكلية، وبهذا نعرف الضرورةَ والحاجةَ إلى معرفة أصول الفقه، وأنها معينة عليه، وهى أساس النظر والاجتهاد في الأحكام. فَصْلٌ الأحكام التي يدور الفقه عليها خمسة: الواجب: الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه، والحرام: ضدُّه، والمسنون: الذي يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، والمكروه: ضدُّه، والمباح: مستوي الطرفين. وينقسم الواجب إلى: فرض عين، يطلب فعله من كل مكلف بالغ عاقل، وهو جمهور أحكام الشريعة الواجبة، وإلى فرض كفاية: وهو الذي يُطلب حصولُه وتحصيلُه من المكلَّفين، لا من كل واحد بعينه؛ كتعلم العلوم، والصناعات النافعة، والأذان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحو ذلك. فَصْلٌ وهذه الأحكام الخمسة تتفاوت تفاوتًا كثيرًا بحسب حالها ومراتبها وآثارها، فما كان مصلحته خالصةً أو راجحةً، أمر به الشارع أمرَ إيجابٍ أو استحبابٍ، وما كانت مفسدتُه خالصةً أو راجحة، نهى عنه الشارع نهيَ تحريمٍ أو كراهةٍ، فهذا الأصل يحيط بجميع المأمورات والمنهيات. فَصْلٌ وأمَّا المباحات؛ فإن الشَّارع أباحَها وأَذِن فيها، وقد يتوصل بها إلى الخير فتلحق بالمأمورات، وإلى الشر فتلحق بالمنهيات. فهذا أصل كبير؛ أن الوسائل لها أحكام المقاصد، وبه نَعلم؛ أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما لا يتم المسنون إلا به فهو مسنون، وما يتوقف الحرام عليه فهو حرام، ووسائل المكروه مكروهة. فَصْلٌ الكتاب والسنة، وهما الأصل الذي خوطب به المكلفون وانبنى دينُهم عليه، والإجماع والقياس الصحيح، وهما مستندان إلى الكتاب والسنة. فالفقه من -أولِهِ إلى آخرِهِ- لا يخرج عن هذه الأصول الأربعة، وأكثر الأحكام المهمة تجتمع عليها الأدلة الأربعة، تدلُّ عليها نصوصُ الكتاب والسنة، ويُجمع عليها العلماءُ، ويدل عليها القياسُ الصحيحُ، لما فيها من المنافع والمصالح إن كانت مأمورًا بها، ومن المضارِّ إن كانت منهيًّا عنها، والقليلُ من الأحكام يتنازع فيها العلماء، وأقربُهم إلى الصَّواب فيها من أحسَنَ ردَّها إلى هذِهِ الأصولِ الأربعة. فَصْلٌ في الكتاب والسنة أمَّا الكتاب فهو: هذا القرآن العظيم، كلام رب العالمين، نَزَلَ به الرُّوحُ الأمينُ، على قلبِ محمَّد رسول الله ليكونَ من المنذِرِين، بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ، للناس كآفة، في كلِّ ما يحتاجون إليه من مصالح دينِهم ودنياهم، وهو المقروءُ بالألسنةِ، والمكتوبُ في المصاحِفِ، المحفوظُ في الصدور، الذي {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42]. وأمَّا السنة: فإنَّها أقوالُ النَّبيِّ ، وأفعالُه، وتقريراتُهُ على الأقوالِ والأفعالِ. فالأحكام الشرعية تارةً تُؤخذ من نص الكتاب والسنة، وهو اللَّفظ الواضحُ الذي لا يحتمل إلا ذلك المعنى، وتارةً تؤخذ من ظاهرِهِما، وهو ما دل على ذلك على وجه العموم اللفظي أو المعنوي. وتارة تؤخذ من المنطوق، وهو ما دل على الحكم فى محل النطق، وتارة تؤخذ من المفهوم، وهو ما دل على الحكم بمفهوم موافقة، إن كان مساويًا للمنطوق، أو أولى منه، أو بمفهوم المخالفة إذا خالف المنطوق في حكمه، لكون المنطوق وُصِفَ بوصف، أو شُرِطَ فيه شرط إذا تخلَّف ذلك الوصفُ أو الشرطُ تخلَّفَ الحكمُ. والدَّلالة من الكتاب والسنة ثلاثة أقسام: دلالة مطابقة؛ إذا طَبَّقنا اللفظ على جميع المعنى، ودلالة تضمن؛ إذا استدللنا باللفظ على بعض معناه، ودلالة التزام؛ إذا استدللنا بلفظ الكتاب والسنة ومعناهما على توابع ذلك ومتمماته وشروطه، وما لا يتم ذلك المحكوم فيه أو المخبر عنه إلا به. فَصْلٌ الأصل في أوامر الكتاب والسنة؛ أنها للوجوب، إلا إذا دل الدليل على الاستحباب أو على الإباحة، والأصل في النواهي؛ أنها للتحريم، إلا إذا دل الدليل على الكراهة. والأصل في الكلام؛ الحقيقة فلا يُعْدَلُ به إلى المجاز -إن قلنا به- إلا إذا تعذَّرت الحقيقة، والحقائق ثلاث: شرعية، ولغوية، وعرفية. فما حكم به الشارع وحَدَّهُ؛ وَجَبَ الرجوعُ فيه إلى الحَدِّ الشرعي، وما حكم بِهِ ولم يحدَّه اكتفاءً بظهور معناه اللغوي؛ وَجَبَ الرُّجوع فيه إلى اللغة، وما لم يكن له حد في الشرع ولا في اللغة؛ رُجِعَ فيه إلى عادةِ الناس وعرفِهم، وقد يصرِّح الشَّارع بإرجاع هذه الأمور إلى العرف، كالأمر بالمعروف، والمعاشرة بالمعروف ونحوهما، فاحفظْ هذه الأصولَ التي يضطر إليها الفقيهُ في كلِّ تصرفاتِهِ الفقهيّة. فَصْلٌ ونصوص الكتاب والسنة، منها: عام: وهو اللفظ الشامل لأجناس أو أنواع أو أفراد كثيرة، وذلك أكثر النصوص. ومنها خاص: يدل على بعض الأجناس أو الأنواع أو الأفراد، فحيث لا تعارض بين العام والخاص، عمل بكل منهما، وحيث ظنَّ تعارضهما، خُصَّ العامُّ بالخاص. ومنها: مطلق عن القيود، ومقيد بوصف أو قيد معتبر، فيُحمل المطلقُ على المقيد. ومنها مجمل ومُبَيَّنٌ: فما أجمَلَهُ الشارعُ في موضع، وبيَّنه ووضَّحه في موضعٍ آخر؛ وَجَبَ الرجوعُ فيه إلى بيان الشارع، وقد أُجمِلَ في القرآن كثير من الأحكام وبيَّنَتْها السنةُ، فَوَجَبَ الرجوع إلى بيان الرسول ، فإنه المُبَيِّن عن الله. ونظير هذا؛ أنَّ منها محكمًا ومتشابهًا، فَيَجِبُ إرجاعُ المتشابِهِ إلى المحكَم. ومنها ناسخٌ ومنسوخٌ، والمنسوخ في الكتاب والسنة قليل، فمتى أمكن الجمع بين النَّصَّيْنِ، وحَمْلُ كلٍّ منهما على حال؛ وَجَبَ ذلك، ولا يعدل إلى النسخ إلا بنصٍّ من الشارع أو تعارضِ النَّصَّيْنِ الصَّحيحَيْنِ اللذَيْن لا يمكن حَمْلُ كلٍّ منهما على معنًى مناسب، فيكون المتأخرُ ناسخًا للمتقدِّم، فإن تعذَّر معرفةُ المتقدِّم والمتأخِّر، رَجَعْنَا إلى الترجيحات الأُخَر. ولهذا إذا تعارض قول النبي وفعله؛ قُدِّمَ قوله، لأنه أمر أو نهي للأمة، وحُمِلَ فعلُهُ على الخصوصية له، فخصائصُ النَّبيِّ على هذا الأصل. وكذلك إذا فعل شيئًا على وجه العبادة، ولم يأمرْ به، فالصَّحيح؛ أنه للاستحباب، وإن فعلَهُ على وجه العادة، دلَّ على الإباحةِ. وما أقرَّهُ النَّبيُّ من الأقوال والأفعال حكم عليه بالإباحة أو غيرِها على الوجه الذي أقرَّه. فَصْلٌ وأما الإجماع: فهو اتفاق العلماءِ المجتهدين على حكم حادثة، فمتى قطعنا بإجماعهم؛ وجب الرجوع إلى إجماعهم، ولم تَحِلَّ مخالفتهم، ولا بد أن يكون هذا الإجماع مستندًا إلى دلالة الكتاب والسنة. فَصْلٌ وأما القياس الصحيح: فهو إلحاق فرع بأصل لعلة تجمع بينهما. فمتى نَصَّ الشارعُ على مسألة، ووصَفَها بوصفٍ، أو استنبطَ العلماءُ أنَّه شَرَعَهَا لذلك الوصفِ، ثم وُجِدَ ذلك الوصفُ في مسألةٍ أخرى لم ينصَّ الشارعُ على عينها، من غير فرق بينها وبين النصوص؛ وَجَبَ إلحاقُها بها في حكمها، لأنَّ الشارعَ حكيمٌ لا يفرِّق بين المتماثلات في أوصافِها، كما لا يجمع بين المختلفات. وهذا القياس الصحيحُ؛ هو الميزانُ الذي أَنْزَلَهُ الله، وهو متضمِّنٌ للعدلِ، وما يعرف به العدل. والقياس؛ إنما يعدل إليه وحده إذا فُقِدَ النَّصُّ، فهو أصلٌ يُرجَعُ إليه إذا تعذَّر غيرُه، وهو مؤيِّد للنص، فجميع ما نَصَّ الشارعُ على حكمِهِ فهو موافِق للقياسِ لا مخالِف لَهُ. فَصْلٌ وأخَذ الأصوليون من الكتاب والسنة أصولًا كثيرة، بنَوا عليها أحكامًا كثيرةً جدًّا، ونفعوا وانتفعوا. فمنها: «اليقين لا يزول بالشك» أدخلوا فيه من العبادات والمعاملات والحقوق شيئًا كثيرًا، فمن حَصَلَ له الشَّكُّ في شيءٍ منها؛ رجع إلى الأصلِ المتيقَّن، وقالوا: «الأصل الطهارة في كل شيء»، و«الأصل الإباحة، إلا ما دلَّ الدليلُ على نجاستِهِ أو تحريمِهِ»، و«الأصل براءةُ الذمم من الواجبات ومن حقوق الخلق؛ حتى يقوم الدليل على خلاف ذلك»، و«الأصل بقاء ما اشتغلت به الذمم من حقوق الله وحقوق عباده؛ حتى يتيقن البراءة والأداء». ومنها: «أن المشقة تجلب التيسير»؛ وبنَوا على هذا جميعَ رُخَصِ السَّفَرِ، والتخفيفَ في العبادات والمعاملات وغيرها. ومنها قولهم: «لا واجب مع العجز، ولا محرم مع الضرورة»، فالشارع لم يوجب علينا ما لا نقدر عليه بالكلية، وما أوجبه من الواجبات فعجز عنه العبد؛ سقط عنه، وإذا قدر على بعضه؛ وجب عليه ما يقدر عليه، وسقط عنه ما يعجز عنه، وأمثلتها كثيرة جدًّا، وكذلك ما احتاج الخلق إليه؛ لم يحرمه عليهم. والخبائث الَّتِى حرَّمها إذا اضطر إليها العبد؛ فلا إثم عليه، فالضَّرورات تُبيح المحظورات الرَّاتبة، والمحظورات العارضة. والضرورة تقدر بقدرها، تخفيفًا للشر، فالضرورة تبيح المحرمات من المآكل والمشارب والملابس وغيرها. ومنها: «الأمور بمقاصدها»، فيدخل في ذلك العباداتُ والمعاملاتُ، وتحريمُ الحِيَلِ المحرمة مأخوذٌ من هذا الأصل، وانصرافُ ألفاظِ الكنايات والمحتملات إلى الصرائح من هذا الأصل، وصورُها كثيرةٌ جدًّا. ومنها: «يُختار أعلى المصلحَتَيْنِ، ويُرتكب أخف المفسدَتَيْنِ عند التزاحم»، وعلى هذا الأصلِ الكبير يَنبنِي مسائلُ كثيرة، وعند التكافؤ فدرءُ المفاسدِ أولى من جلْبِ المصالح. ومن ذلك قولُهُم: «لا تتم الأحكام إلا بوجود شروطها وانتفاء موانعها»، وهذا أصلٌ كبيرٌ بُنِيَ عليه من مسائلِ الأحكامِ وغيرِها شيءٌ كثير، فمتى فُقِد شرط العبادةِ أو المعاملة، أو ثبوتِ الحقوقِ؛ لم تصحَّ ولم تثبتْ، وكذلك إذا وُجِدَ مانعُها؛ لم تصحَّ ولم تنفذْ. وشروط العبادات والمعاملات؛ كلُّ ما تتوقَّف صحَّتُها عليها، ويُعرف ذلك بالتَّتَبُّعِ والاستقراءِ الشرعيِّ، وبأصلِ التَّتَبُّعِ حَصَرَ الفقهاءُ فرائضَ العباداتِ وواجباتِها، وكذلك شروط المعاملاتِ وموانعها. والحصْرُ إثباتُ الحكمِ فى المذكور، ونفيُه عمَّا عداه، فيُستفاد من حصْر الفقهاءِ شروطَ الأشياءِ وأمورَها؛ أنَّ ما عداها لا يَثْبُتُ له الحكمُ المذكور. ومن ذلك قولُهُم: «الحكم يدور مع علَّتِهِ ثُبوتًا وعدمًا»، فالعِللُ التَّامَّةُ الَّتِي يُعلم أنَّ الشَّارعَ رَتَّبَ عليها الأحكام، متى وُجِدَت وُجِدَ الحكم، ومتى فُقِدَت فقد الحكمُ. ومن ذلك قولهم: «الأصل في العبادات الحظر، إلا ما ورد عن الشارع تشريعه، والأصل في العادات؛ الإباحة، إلا ما ورد عن الشارع تحريمه»؛ لأنَّ العبادةَ ما أمر بها الشارعُ أمرَ إيجاب أو استحبابٍ، فَمَا خرَجَ عن ذلك فليس بعبادةٍ، ولأنَّ اللهَ خَلَقَ لنا جميعَ ما على الأرضِ لننتفعَ به بجميعِ أنواعِ الانتفاعات، إلَّا ما حرَّمَهُ الشارعُ علينا. ومنها: «إذا وُجِدَت أسبابُ العباداتِ والحقوقِ ثَبَتَتْ وَوَجَبَتْ، إلا إذا قارَنَها المانعُ». ومنها: «الواجبات تلزم المكلفين»، والتكليف يكون بالبلوغ، والعقل، والإتلافات تجب على المكلفين وغيرهم؛ فَمَتَى كان الإنسان بالغًا عاقلًا؛ وَجَبَت عليه العبادات التي وجوبُها عامٌّ، وَوَجَبَت عليه العبادات الخاصَّة إذا اتَّصَفَ بصفاتِ من وَجَبَت عليهم بأسبابِها، والناسي والجاهل غيرُ مؤاخَذَين من جهة الإثمِ، لا من جهة الضَّمانِ في المتلفات. فَصْلٌ قول الصحابي -وهو مَنِ اجتمعَ بالنَّبي مؤمنًا ومات على الإيمان- إذا اشْتَهَرَ ولم يُنْكر، بل أقرَّه الصَّحابةُ عليه؛ فهو إجماع، فإن لم يُعرف اشتهارُهُ، ولم يخالفْه غيرُهُ؛ فهو حجَّةٌ على الصَّحيح، فإن خالفَه غيرُهُ من الصَّحابة؛ لم يكن حجةً. فَصْلٌ الأمرُ بالشيء نهيٌ عن ضدِّهِ، والنهي عن الشيءِ أمر بضدِّهِ، ويقتضي الفسادَ إلا إذا دلَّ الدَّليلُ على الصِّحة، والأمرُ بعد الحظرِ يردُّه إلى ما كان عليه قبلَ ذلكَ، والأمر والنهي؛ يقتضيان الفورَ. ولا يقتضي الأمرُ التَّكرارَ إلا إذا عُلِّقَ على سَبَبٍ، فَيَجِبُ أو يُسْتَحَبُّ عند وجود سببِهِ. والأشياء المخيَّر فِيها إن كان للسهولة على المكلف؛ فَهُو تخييرُ رغبةٍ واختيارٍ، وإن كانَ لمصلحةٍ ما وَلِيَ؛ فهو تخييرٌ يَجِب تعيينُ ما تَرَجَّحَت مصلحتُهُ. وألفاظ العموم -كـ«كل»، وجميع، والمفردِ المضاف، والنكرة في سياق النهي أو النفي أو الاستفهام أو الشرط، والمعرف ب«أل» الدالةِ على الجنس أو الاستغراق- كلُّها تقتضِي العمومَ. والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. ويراد بالخاصِّ العامُّ وعكسُهُ، مع وجودِ القرائن الدالة على ذلك. وخطابُ الشارع لواحد من الأمة، أو كلامه في قضية جزئية؛ يَشمل جميعَ الأمةِ وجميعَ الجزئياتِ، إلَّا إذا دلَّ دليل على الخصوص. وفعلُه الأصلُ فيه أنَّ أمَّتَه أسوتُهُ في الأحكام إلَّا إذا دلَّ دليل على أنَّه خاص به. وإذا نفَى الشَّارع عبادةً أو معاملةً؛ فهو لفسادِها، أو نفَى بعضَ ما يَلزم فيها؛ فلا تُنفَى لنفيِ بعضِ مستحبَّاتِها. تَنعقد العقودُ وتَنفسخ بكلِّ ما دلَّ على ذلك مِن قولٍ أو فعلٍ. المسائل قسمان: مُجمعٌ عليها، فتحتاج إلى تصوُّر وتصوير، وإلى إقامة الدَّليل عليها، ثمَّ يُحكَم عليها بعد التَّصوير والاستدلال. وقسم فيها خلاف، فتحتاج -مع ذلك- إلى الجوابِ عن دليل المنازع، هذا في حقِّ المجتهد والمستدِلِّ، وأمَّا المقلِّد فوظيفتُه السُّؤال لأهل العلم. والتقليد: قَبولُ قولِ الغيرِ مِن غيرِ دليلٍ، فالقادِرُ على الاستدلال عَليهِ الاجتهاد والاستدلال، والعاجزُ عن ذلك: عليه التَّقليد والسؤال، كَما ذَكرَ الله الأمرَينِ في قولِهِ: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7]، والله أعلم. وصلى الله على محمد رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم. رسالة لطيفة جامعة في أصول الفقه المهمة
239466
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8%B1%D9%82%D9%85%202021-021%20%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%20%D8%A8%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D9%88%D8%B2%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B3%20%D8%A8%D9%87%D9%8A%D8%A8%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D9%88%D8%B4%D8%B1%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%86%20%28%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%29
قانون رقم 2021-021 يتعلق بحماية الرموز الوطنية وتجريم المساس بهيبة الدولة وشرف المواطن (موريتانيا)
قانون رقم 2021-021 يتعلق بحماية الرموز الوطنية وتجريم المساس بهيبة الدولة وشرف المواطن (موريتانيا) بعد مصادقة الجمعية الوطنية؛ يصدر رئيس الجمهورية القانون التالي: المادة الأولى يهدف هذا القانون، دون الإخلال بالأحكام المنصوص عليها في القوانين الأخرى، إلى تجريم ومعاقبة الأفعال المرتكبة عن قصد باستخدام تقنيات الإعلام والاتصال الرقمي، ومنصات التواصل الاجتماعي، المرتبطة بالمساس بهيبة الدولة ورموزها، وبالأمن الوطني والسلم الأهلي، واللحمة الاجتماعية، والحياة الشخصية، وشرف المواطن. المادة 2 يعد مساسا بهيبة الدولة ورموزها، القيام، عن قصد، عبر استخدام تقنيات ووسائل الإعلام والاتصال الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي، بالمساس بثوابت ومقدسات الدين الإسلامي، وبالوحدة الوطنية، والحوزة الترابية، أو بازدراء أو إهانة العلم أو النشيد الوطنيين. ويعاقب مرتكب هذه الأفعال، دون المساس بالعقوبات الأشد المقررة في قوانين أخرى، بالحبس من سنتين (2) إلى أربع (4) سنوات وبغرامة مالية من مائتي ألف (200000) أوقية إلى خمسمائة ألف (500000) أوقية. المادة 3 يشكل مساسا متعمدا بالحياة الشخصية كل تسجيل بالصوت أو بالصورة، عن قصد، دون علم الأشخاص المعنيين، وكذلك نشره و توزيعه بأي وسيلة وعلى أي دعامة أو منصة رقمية، بغية إلحاق الضرر بهؤلاء الأشخاص أو بشرفهم. يعتبر مساسا متعمدا بالحياة الشخصية كل تجريح أو إهانة أو سب لشخص رئيس الجمهورية، أو لأي مسؤول عمومي يتجاوز أفعاله وقراراته التسييرية إلى ذاته وحياته الشخصية، أو إفشاء سر شخصي دون إذن صريح من المعني، وكل إنتاج أو نشر أو توزيع لقذف أو تجريح أو سب أو نسبة وقائع غير صحيحة إلى شخص. يعاقب على ارتكاب هذه الأفعال بالحبس من سنة (1) إلى سنتين (2) وبغرامة من ثمانين ألف (80000) أوقية إلى مائتي ألف (200000) أوقية. المادة 4 يعُّد مساسا بالسلم الأهلي وباللحمة الاجتماعية كل توزيع، باستخدام تقنيات ووسائل الإعلام والاتصال الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي، لمواد صوتية أو نصية أو مصورة تتضمن قذفا أو تجريحا أو سبا موجها لجهة من جهات الوطن، أو مكون من مكونات الشعب، أو تبث الكراهية بين هذه المكونات، أو تحرض بعضها على بعض. ويعاقب مرتكب هذه الأفعال، دون المساس بالعقوبات الأشد المقررة في قوانين أخرى، بالحبس من سنتين (2) إلى خمس (5) سنوات وبغرامة من مائتي ألف (200000) أوقية إلى أربعمائة ألف (400000) أوقية. المادة 5 يعتبر مساسا بالأمن الوطني كل نشر أو توزيع، لمواد نصية أو صوتية أو مصورة، عبر استخدام تقنيات ووسائل الإعلام والاتصال الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي، تستهدف النيل من الروح المعنوية لأفراد القوات المسلحة، أو زعزعة ولائهم للجمهورية. ويعاقب على ارتكاب هذه الوقائع بالحبس من سنة (1) إلى ثالث (3) سنوات، وبغرامة من مائتي ألف (200000) أوقية إلى أربعمائة ألف (400000) أوقية. ويعتبر كذلك مساسا بالأمن الوطني تصوير ونشر وتوزيع صور أفراد أو تشكيلات القوات المسلحة، أثناء أداء مهامها، دون إذن صريح من القيادة المسؤولة، ويعاقب ارتكاب ذلك بالحبس من سنة (1) إلى سنتين (2) وبغرامة من مائة ألف (100000) أوقية إلى مائة وخمسين ألف (150000) أوقية. ال تطبق أحكام الفقرة السابقة إذا كانت الصور ت َّم أخذها أثناء الاستعراضات العامة، أو الصور المنشورة على المنصات والنوافذ الرقمية الرسمية للأجهزة العسكرية والأمنية. المادة 6 في حالة العود، فإن العقوبات المنصوص عليها في هذا القانون ترفع إلى الضعف. المادة 7 تمارس النيابة العامة الدعوى العمومية من أجل متابعة الأفعال المنصوص عليها في هذا القانون بشكل تلقائي، كما يمكنها ممارستها بناء على شكاية من المتضرر. المادة 8 تلغى كافة الأحكام السابقة المخالفة لهذا القانون. المادة 9 ينفذ هذا القانون باعتباره قانونا للدولة وينشر في الجريدة الرسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية. حرر بانواكشوط بتاريخ 02 دجمبر 2021 محمد ولد الشيخ الغزواني الوزير الأول محمد ولد بِلال مسعود وزير العدل محمد محمود ولد بَيَّه
239470
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%20%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D9%85%D9%86%20%D8%B9%D9%87%D8%AF%20%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%B3%D9%86%D8%A9%201945/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84
القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945/القسم الأول
القاموس الجغرافي للبلاد المصرية مقدمة حرف الألف حرف الباء حرف التاء حرف الجيم حرف الحاء حرف الخاء حرف الدال حرف الذال حرف الراء حرف السين حرف الشين حرف الصاد حرف الطاء حرف الظاء حرف العين حرف الغين حرف الفاء حرف القاف حرف الكاف حرف اللام حرف الميم حرف النون حرف الهاء حرف الواو حرف الياء
239471
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%20%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D9%85%D9%86%20%D8%B9%D9%87%D8%AF%20%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%B3%D9%86%D8%A9%201945/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D9%85%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9
القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945/القسم الأول/مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين و بعد : فهذا هو القسم الأول من القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945 وهي السنة التي توفي فيها واضعه المرحوم الأستاذ محمد رمزي المفتش السابق بوزارة المالية . وهذا القسم خاص بالبلاد المندرسة وهي البلاد التي عفا أثرها وبقى اسمها في علم من الأعلام المجاورة ، أو ذكرت في الوثائق الرسمية وحجج الأوقاف وكتب الجغرافية والتاريخ ، أو أكل البحر أرضها ، أو ردمتها سافيات الرياح ، أو أتى عليها الحريق أو انمحى اسمها من عداد البلاد لضم زمامها إلى جارات لها أكبر منها رقعة أو أنبه ذكرا . وقد رتبه واضعه على الأحرف الهجائية باعتبار اسم البلدة وحدة كاملة ، مع التزام الألف واللام في صلب الاسم ، وجعل هدفه تحقیق مواقع هذه البلاد المندرسة على الطبيعة من أحدث الخرائط المساحية والرد على علماء الآثار والجغرافية من شرقيين وغربيين بطائفة كبيرة من الاستدراك والتصويب والتعليق جعلها أسانيد واضحة للتدليل على رأيه في إثبات ما وصل إليه مقتنعاً بصحته . وقد رأت دار الكتب المصرية محافظة على هذا التراث أن تعمل على اقتنائه وأن تتخذ الوسائل لنشره فوافق مجلسها الأعلى على شرائه وتكليفها بطبعه على نفقتها . وقد تقدمنا إلى مديرها الحالي الأستاذ توفيق الحكيم آخذين على عاتقنا أن نقوم باعداده للطبع والإشراف على إخراجه فوافق مشكورا . وإنما وصل هذا القاموس الكبير إلى دار الكتب جزازات وقصاصات وكراسات كلها بخط يد واضعه الذي ذكر في بعض أوراقه أنه جمع في هذا القسم من القاموس أسماء المدن المصرية المندرسة وجعل همه إرجاع هذه الأسماء إلى أسمائها الحالية ، وتعيين مواقع البلاد التي اندرست على الخرائط الحديثة ، وتصحيح ما التبس من أسماء البلاد التي أرجعت إلى غير أصولها . ولئن قامت دار الكتب بطبع هذا القاموس الجليل فانما تصنع جميلا نحو عالم مصري قضى عمره في وضعه وأفادها في حياته بتعليقاته القيمة في تعيين الأماكن الأثرية والبلاد المدرسة التي وردت في أكثر أجزاء كتاب النجوم الزاهرة التي تقوم بطبعه ، وتحديد مواقعها على أحدث الخرائط مما يدل على سعة اطلاعه وغزارة علمه في البحث والتحقيق ، نسأل الله جلت قدرته أن ينزل على قبره شآبيب رحمته وأن يجزيه الجزاء الأوفى على خدمته للعلم . والآن نسوق هذه المقدمة تفسيراً للقرية المصرية في مختلف أطوارها ، وبيان للتقسيم الجغرافي للبلاد المصرية في مختلف العصور ، وتعريفاَ بواضع القاموس ، و إيضاحاً لما ورد فيه من مصادر و إحالات و إشارة إلى ما بذلنا من جهد وأدينا من أمانة في جمع شتاته وإخراجه للباحثين والله ولي التوفيق . القرية المصرية القرية والبلدة والناحية كلمات مترادفة مستعملة في مصر من الفتح العربي الأول ، وكلمة كفر استعملت دلالة على القرية الصغيرة من عهد الفاطميين والأيوبيين والمماليك ، وكلمة نجع ونزلة من توابع القرية معروفة منذ زمن العثمانيين ، وكلمة أبعادية وعزبة وقصر ومنشاة عرفت منذ زمن محمد علي إلى اليوم . وعرف رئيس القرية باسم شيخ البلاد من عهد قدماء المصريين ، وشیخ المشايخ إلى أواخر حكومة محمد علي، ثم عرف بالعمدة من سنة ۱۲٦۰ هـ وهو على ذلك إلى الآن. ولما كان الكفر والعزبة والنجع والنزلة نواة للقرية المصرية رأينا أن نشرح تاریخ انتشار العزب في مصر . كانت هذه العزب قليلة في الزمان الماضي وإنما كثر عددها حين أمر محمد علي سنة ۱۲٤٥ هـ ۱۸۳۰ م بإنشاء الأبعاديات في البلاد ذات الزمام الواسع ليكون المزارعون بالقرب من مزارعهم، واشترط أن تكون هذه الأبعاديات — من البعد — نواة لنواح صغيرة تابعة للبلاد الأصلية في الإدارة والزمام ، وجاء ابنه سعيد سنة ۱۲۷۰ هـ ۱۸٤٥ م فأجاب رغبة أصحاب الأبعادیات وغيرها من العزب والكفور في إنشاء نواح مستقلة استقلالا تاماً عن البلاد الأصلية ، واشترط أن تربو مساحة القرية الجديدة على مائة فدان ، وبذلك اندفع أصحاب العزب والكفور — وأكثرهم من كبار الموظفين والأعيان — إلى فصلها عن بلادها الأصلية ، وتغالى بعضهم في ذلك فطلبوا فصل مساكنهم نفسها وهي جزء من سكن القرية وجعلوها ناحية قائمة بذاتها باسم حصة كذا ، ولهذا ظهر الكثير من الحصص في البلاد ولم تكن معروفة قبلا . ثم زادت العزب والكفور في أيام سعيد حتى تجاوزت الألف ، ولم يراع في ذلك الصالح العام مما حدا بالخديوى اسماعيل إلى إيقاف تيار إنشاء العزب والكفور نظرا لاشتداد هجرة الأهلين إلى هذه العزب والكفور طلبا لحماية أصحابها من العسف والسخرة والعونة في حفر الترع ومد الجسور والخدمة الإجبارية في أراضي الدائرة السنية . رأى إسماعيل أن سكان البلاد الأصلية هم الذين يقومون بكل هذه الالتزامات دون سكان العزب والكفور وأنهم يقضون غالب أيام السنة في أعمال السخرة والعونة خارج بلادهم مما ساءت معه حال أسرهم فأوقف إنشاء العزب والكفور إيقافاً تاماً ولكنه عاد في سنة ۱۸٦۸ فأصدر قراراً باعطاء الأراضي البور لمن يستصلحها من الأعيان والأمراء ، ولما كان هذا الاستصلاح يقتضي إنشاء العزب والكفور عادت التوابع إلى الظهور حتى بلغت أكثر من 400 عزبة في مديريات الشرقية والغربية والبحيرة وغيرها حيث وجدت الأراضي البور ، ولما تقدمت أنظمة الحكم والإدارة وتساوی سكان العزب والكفور بسكان البلاد الأصلية في الالتزامات الحكومية رأت الحكومة أن من الضروري لازدياد الثروة العقارية السماح بإنشاء العزب والكفور في الأراضي البعيدة على نطاق واسع فسنت لها تشريعاً خاصاً في سنة ۱۸۸٤ بعد أن قامت بحصرها في الوجهين القبلي والبحري ، وقد بلغ عددها لغاية سنة ۱۹۳۳ حوالی ۱٥۲٥۰ عزبة أي نحو أربعة أضعاف عدد القرى في البلاد المصرية كلها وأصبحت القرية الواحدة يتبعها عدة عزب أونجوع تبعاً لزيادة أراضيها وانتشار دائرة حدودها وعمرانها. ومن راجع أخبار القرية المصرية في كتاب التحفة السنية لابن الجيعان — وهو سجل للقرى المصرية في أيام حكومة المماليك من سنة ۷۱٥ هـ إلى أواخر حكمهم — ظهر له أن أغلب القرى المصرية الحالية لا تزال تحتفظ بمجموع مساحة أراضيها فاذا حصل في مساحتها زيادة كان ذلك نتيجة حتمية لاستصلاح الأراضي البور وإذا حصل في مساحتها نقض كان ذلك نتيجة حتمية لتجزئة زمام القرية وتوزيعه على النواحي المستجدة التي ظهرت بجوار النواحي القديمة ، والفرق الضئيل بين المساحتين يتضح من اختلاف مقياس آلة الوحدة المساحية الزراعية وهي قصبة الغاب التي كانت تستعمل في مقياس الأراضي الزراعية منذ عهد بعيد . فاذا قارنا القرى المعتبرة وحدة مالية قبل زمان التحفة بقليل أى في سجل فك الزمام المسمى تحفة الإرشاد الذي حدث في زمان الملك المنصور حسام الدين لاجين سنة ٦۹۷ ھ اتضح لنا أن مجموع القرى المصرية ۲۰۷۱ ناحية في تحفة الإرشاد بينما هو في سجل التحفة السنية ۲۲۸۳ زاد فيها ۲۱۲ ناحية جديدة نتيجة حتمية لاستصلاح الأراضي البور وتجفيف البحيرات وحفظ الأمن وإصلاح الطرق مما تكون منه عدة قرى وبلاد ، كما أنه نقص من تحفة الإرشاد ٤۲۷ قرية اندرست في المدة نفسها نتيجة حتمية لإلغاء وحدات مالية خراجية وضمها إلى ما جاورها من البلاد . وحيث كان الغرض الأسمى من إحصاء القرى والمساحات الزراعية هو جباية الخراج كان عمال المساحة والخراج لا يهمهم تصحيح أسماء البلاد التي درست بل كانوا يطلقون اسم القرية الدارسة على أحد توابعها من العزب والكفور فاذا ما خلت من ذلك كله كانوا يطلقون على زمامها أي أرضها الزراعية عبارة ( غيط من غير حيط ) أي أرض زراعية من غير سكن ، ومن حسن حظ الباحثين أن القرى المندرسة جميعها كان يتبعها عزب وكفور يسكن بها القائمون بأعمال الزراعة في أراضيها فأصبحت هذه العزب والكفور علما على القرية المندرسة تحمل اسمها القديم ، ولهذا السبب حذفت أسماء كثيرة من سجل التحفة وظهر بدلا منها قرى مستحدثة يظنها القارئ مستجدة في حين أن وحدتها المالية قديمة ، وفي كثير من الأحيان يذكر الاسم القديم مع الحديث لسهولة الإرشاد فيقال أبشيش وهي الجميزة ، وأبجوج وهي أبو قراميط ، وسدمنت وهي السنطة وهكذا ، وإذا تداخل زمام القريتين في بعضهما البعض ذكر اسم القريتين معاً فيقال الحراز والقلزم ، وزفيتى وشطنوف ، وظل الحال على ذلك إلى عهد محمد على فذكر المساحون وكتاب الخراج عبارة (غيط من غير حيط) في مثل دملاش التي حل محلها كفر دملاش ومنيل العطش التي أضيف زمامها إلى ناحية فيشا الصغرى وهي كذلك في القرى المشتركة في عهدنا الحاضر فيقال القنى وبني بكار وقهبونه والحماديين وكلاهما ناحيتان مستقلتان من الوجهة الإدارية مشتركتان من الناحية المالية . ولزيادة الإيضاح نقول إن الناحية المالية هي كل بلدة منفصلة في إدارتها أي في سلطتها الداخلية عن البلاد المجاورة لها أي لها عمدة ومشايخ لإدارتها وخفراء لحفظ الأمن في زمامها ولها زمام خاص من الأراضي الزراعية بحدود معروفة تفصلها عن زمام البلاد المجاورة لها ، وهذا الزمام محصور بأسماء أصحاب الأطيان في خريطة مساحية وفي دفتر مساحة ودفتر مكلفة وجريدة للأموال الأميرية ويكون لهذه الناحية دفتر مواليد ودفتر وفيات ودفتر انتخاب ، وهذه هي الوحدة المالية التي أطلق عليها كتاب الخراج اسم البلدة في الزمن القديم والحديث . أما الناحية الإدارية فهي عبارة عن جملة عزب أو نجوع أو كفور قريبة من بعضها البعض وبعيدة عن سكن البلاد الأصلية تفصل من توابع بعض النواحي في منطقة متجاورة وتضم إلى بعضها ويعين لها عمدة لإدارتها وخفراء لحفظ الأمن فيها ويكون لها دفتر مواليد ودفتر وفيات ودفتر انتخاب على أن تكون أراضي هذه الوحدة الادارية من الكفور والعزب تابعة من الوجهة المالية للبلاد الأصلية الواقع في زمامها هذه الكفور والعزب . ونظرا لاتساع أراضي البلاد وخاصة الواقعة منها في الأطراف الشمالية من الدلتا عند البحيرات أو حواجر البلاد في الصعيد ومديرية البحيرة وما طرأ على هذه البلاد من كثرة العدد حتى أصبح من المتعذر على العمدة فيها أن يقوم بتأدية أعمال الحكومة على الوجه المطلوب ، رأت الحكومة أن تنصح بتقسيم توابع كل بلدة — مع مراعاة الموقع والسكان والمسافات — إلى ناحية إدارية أو أكثر مع بقائها من الوجهة المالية — أي فيما يختص بالزمام — تابعة للبلاد الأصلية . ولما ظهرت للحكومة فوائد إنشاء النواحي الإدارية في أعمال الضبط والربط وحفظ الأمن وإنجاز أعمال الحكومة توسعت في تقسيم البلاد ذات الزمام الواسع إلى نواح إدارية حتى بلغت سنة ۱۹۰٦ — ٣٥٩ ناحية منها ۱۹۰ في الوجه البحرى و ۱٦۹ في الصعيد هذا غير ۲٥۰ ناحية مالية مشتركة رأت مصلحة المساحة أنها بتداخل زمامها في زمام البلاد المجاورة تعتبر مع النواحي المضافة إليها ناحية واحدة باسم مشترك في الخريطة المساحية وفي دفتر المكلفات كما كانت الحال قديماً . وقد بلغ عدد النواحي الإدارية في نهاية سنة ۱۹٤۳ — ۳۷۲ ناحية منها ۱۸۲ في الوجه البحري و ۱۹۰ في الصعيد . والكفر كلمة سريانية أوردها أبو صالح الأمني في كتابه « الأديرة والكنائس » وفيه سجل لحصر الكور والقرى في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله الذي حكم من سنة ٤۲۷ هـ إلى سنة ٤٨۷ هـ ، ولا يوجد في كتاب التحفة السنية إلا ۳۰ كفراً زادت إلى ۱۲۰ في العهد العثماني ، وفي عهد محمد علي بلغت ۳۲٥ كفراً ووصلت في أواخر حکم سعيد إلى ٦۰۰ كفرا . والعادة في الكفر أن يكون بجوار بلدته الأصلية مثل كفر العمار وكفر دنشواي ما عدا مديرية البحيرة فقد شذت عن هذه القاعدة فانه يوجد بها كفور منسوبة إلى نواح بعيدة عنها جداً مثل كفر بولين في مركز كفر الدوار في حين أن بولين في مركز كوم حماده ومنشاة أريمون في مركز المحمودية في حين أن أريمون في كفر الشيخ بمديرية الغربية. أصل القرية المصرية أساس القرية المصرية هو الفدان والحوض والقبالة . قال المقريزي في الكلام عن قبالات مصر ( ج ۱ ص ۸۱ ) إن متولي الخراج كان يجلس في جامع عمرو بالفسطاط في الوقت الذي تتهيأ فيه قبالة الأرض وقد جمع الناس من سائر القرى والأقاليم فيقوم رجل ينادي على البلاد صفقات صفقات وكتاب الخراج بين يدي متولي الخراج يكتبون ماينتهي إليه تتابع القرى على متقبليها — أي ملتزميها — وكان التقبيل لمدة أربع سنوات لأجل ما يطرأ على الأرض الزراعية من الظمأ والاستبحار ، فكل من ضمن أرضاً أو تقبلها يتعهد بزراعتها وإصلاح جسورها بنفسه وأهله و يحصل ما عليها من الخراج في إبانه على أقساط ويحسب له ما ينفقه على عمارة جسورها بضرابة مقدرة في ديوان الخراج ، ثم نقل ديوان الخراج إلى جامع أحمد بن طولون في أيامه ثم نقل إلى دار الوزير يعقوب بن کلس في صدر الدولة الفاطمية فإلى القصر الفاطمي نفسه طول أيام الدولة الفاطمية . قال المقريزي فاذا انقضت ثلاثون سنة راكوا البلاد كلها أي عدلوها تعديلا جديداً ، ولا يخفى أن الري في الزمن القديم كان على طريقة الحياض المعروفة الآن في الوجه القبلي . والروك كلمة قبطية معناها قياس الأرض بالفدان وتثمينها أي تقدير درجة خصوبتها لتقدير الخراج عليها ، ويقابل الروك في وقتنا الحاضر عملية المساحة العامة وعملية تقدير الضرائب . وشرح المقريزي طريقة توزيع الأراضي في (ص ۸٥ ج ۱) من الخطط فقال إن البلاد كانت من أول الحكم العربي إلى آخر الدولة الفاطمية تعطى بطريق القبالات لمن يشاء من الأمراء والجند والأعيان من العرب والقبط ، وكان المزارع المقيم بالبلدة فلاحاً قرارياً أي عبداً قناً لمن أقطع تلك البلدة ، ومن وقع عليه التقبيل — أي الالتزام — حمل ما عليه من الخراج لبيت المال ومنه يوزع على العسكر والجند . وقد وصف المقريزي حالة الزراعة المصرية فقال إذا انحسر ماء الحياض عن الأرض وتقبلت نواحي مصر بالزراعة أي أعطيت بطريق الالتزام يخرج كل إلى ناحية من ذكرنا فيحرر مساحة ما يشمله الري وتكتب بذلك مكلفات واضحة بالفدن . وفي كتاب فتح مصر لابن عبد الحكم ص ۱٥۲ أن عمرو بن العاص لما استولى على أرض مصر أمر القبط على جباية الروم بالتعديل : أي إذا عمرت القرية زاد على أهلها الخراج وإذا خربت نقص على أهلها الخراج . وكان المتبع أن يخرج أهل كل قرية إلى أرضهم يزرعونها ويخرجون فدادين لكنائسهم وحماماتهم ومعدياتهم . قال ابن عبد الحكم وجعل عمرو لكل فدان نصف أردب قمح وويبتين من شعير إلا القرط أي البرسيم فلم تكن عليه ضريبة ما . فالفدان كان وحدة المقاييس الزراعية في عهد القبط وقدماء المصريين وأخذه العرب عنهم . والفدان لغة هو المحراث واصطلاحا هو ۳۳۳ وثلث قصبة مربعة من الأراضي الزراعية من عهد محمد علي . والوحدة الزراعية كانت في الزمان القديم هي القبالة كما ورد في المقريزي وكانت تؤجر للمقبلين كل أربع سنوات وكل قبالة تكون باسم صاحبها . وقد أصبحت الوحدة الزراعية الآن هي الحوض والحوض عادة يكون قسما واحداً من الأراضي الزراعية متساوية في درجة الخصوبة بخلاف القبالة قدیماً . ولقد ذكر القلقشندي في كتابه صبح الأعشى ( ج ۳ ص ٤٤٦ ) أن القصبة الحاكمية هي آلة الوحدة المساحية الزراعية وهي عود من الغاب نسبها إلى الحاكم بأمر الله الفاطمي وذكر أنه لا يكبرها إلا القصبة السندفاوية نسبة إلى سندفا أحد شقي المحلة الكبرى ، وفسر المقريزي في (ج ۱ ص ۱۰۳) من الخطط فقال إن الفدان الواحد مساحته ٤٠٠ قصبة حاكمیه ۲۰ قصبة طولا في ۲۰ قصبة عرضاً ، وذكر يعقوب أرتين في كتابه الأحكام المرعية ص 186 وما بعدها أن الفدان هو أساس الضريبة العقارية في مصر وهو الأساس المعتمد منذ الفتح العربي الأول إلى اليوم ، وكان أشهر فدان في حكومة محمد علي هو فدان الرزَق الذي مجموع مساحته 400 قصبة حاكمية مربعة ، وذكر يعقوب أرتين أن الفدان في القرن السابع الميلادي أي في عهد دخول العرب مصر كان ٦۲۰۹ متراً مربعاً وفي القرن الرابع عشر الميلادي أي في عهد حكومة الماليك كان 6034 متراً مربعاً وفي القرن الثامن عشر الميلادي أي على عهد حملة نابليون بونابرت على مصر كان ٥۹۲۹ متراً مربعاً ، والقصبة التي وجدها الفرنساويون في أحد جوامع الجيزة هي قصبة نموذجية قاسها علماء الحملة الفرنسية فوجدوها ۳٫۸٥ متراً ومنها استخرجوا مساحة الفدان على عهد الحملة . قال يعقوب أرتين يظهر أن محمد علي أخذ حاصل متوسط مقاس ثلاثة أفدنة من بلاد مصرية مختلفة . لكن جرجس حنين في كتابه الأطيان والضرائب قال في ص ۱۰۹ إن محمد علي في سنة ۱۲٥٥ هـ ۱۸۳۳م عقد جمعية من المهندس الفرنسي لينان والمهندسين المصريين أدهم وبهجت وعبد الرحمن وغيرهم وقررت هذه اللجنة جعل القصبة ۳٫٥٥ متراً وكان محمد على قد قرر قبلا أن يكون الفدان ۳۳۳ وثلث قصبة أي منذ سنة ۱۲۲۸هـ عند فك زمام مصر الأول ، وقد أخذت اللجنة من الأقيسة التي كانت مستعملة قبل سنة ۱۲۲۸هـ في فدادين الوجه البحري والصعيد خمسة أفدنة وأخذت متوسط مقاسها فكانت النتيجة ۳۳۳ وثلث قصبة مربعة . . . قال جرجس حنين ص ۱۰۸ وكانت وحدة المقاييس الزراعية على عهد هيرودوت هي الأورور وهو نصف فدان تقريباً ، وطول القصبة التي وجدها الفرنساويون في جامع الجيزة تساوی جزءا من ستين من ضلع قاعدة الهرم الأكبر ، والقصبة المصرية القديمة كانت ۳٫۰۸ متراً أو جزءا من 75 من طول ضلع قاعدة الهرم الأكبر أيضاً وهي تساوی جزءا من ۱٥ من طول ضلع الأورور . . . ومساحة الفدان عبارة عن ٤۲۰۰ متراً مربعاً طول كل ضلع من أضلاعه ۱۸ وربع قصبة من قصبة محمد علي . وقد أصدر سعيد باشا قراراً في سنة ۱۸٦۱ بجعل القصبة ۳٫٥٥ متراً في جميع أرض مصر وبذلك حدد مقاس المساحة في مصر واضحاً ، وتأيد هذا الأمر في سنة ۱۸۹۱ وأصبح استعمال القصبة التي طولها ۳٫٥٥ متراً إجبارياً في جميع بلاد القطر المختلفة وبذلك أصبح الفدان نهائياً ۳۳۳ وثلث قصبة ، والقيراط ۱۳٫۸۸۸ من القصبة والسهم ۷۸ه من مائة من القصبة وهذا عبارة عن ٤۲۰۰ متر مربع للفدان و ۱۷٥ متر مربع للقيراط و ۷٫۲۹۳ للسهم الواحد ، وبذلك اختفى الفدان القديم بأقسامه وظهر الفدان الجديد بأنواعه ، وهنا ظهر الفرق في تقدير أطيان القطر الزراعية حيث أصبح الفدان القديم يساوی فداناً وربع فدان تقريباً من الفدان الجديد . . . وكان الأساس في الوحدة الزراعية هو القبالة كما ذكر المقريزى في خططه وكانت القباله تؤجر لمدة أربع سنوات وكل قباله كانت تقيد باسم صاحبها لاستخلاص الخراج منه ، والأساس الآن في الوحدة الزراعية هو الحوض ، يميز كل حوض باسمه وهو عبارة عن قسم واحد متساو من الأرض من حيث الخصوبة وطرق الري ، ولم تكن القبالات في الماضي يراعى فيها هذه الدقة لا في درجة الخصوبة ولا في نظام الري ، وكانت الضريبة العقارية متساوية على الجيد والردئ والمستبحر ، غير أنه في عملية فك الزمام الأخير من سنة 1899 إلى سنة 1906 قسمت الأراضي إلى أحواض لوحظ فيها فروق الأطيان بكل دقة وعدلت الضرائب على ذلك بالقسطاس المستقيم واختفت القبالة من المقاييس الزراعية وحل الحوض محلها إلى اليوم . القرية المندرسة عرفنا أن كلمة قرية وناحية وبلدة كلمات مترادفة مستعملة في مصر منذ العهد العربي الأول تضافرت على ذلك جميع كتب الخطط القديمة والحديثة كما أجمع على ذلك كتب التاريخ للحوادث والتراجم في القديم والحديث أيضاً ، ولقد استعمل أبو صالح الأرمني كلمة الناحية من سنة 483 هـ دلالة على البلدة كما استعمل كلمة الكفر دلالة على التوابع . وعرفنا أنه حين تم تقسيم البلاد الواسعة الزمام إلى نواح جديدة كان يطلق على الناحية الجديدة كفر كذا ، ولما تحولت هذه النواحي إلى نواح مالية احتفظت بأسمائها الأصلية فكفر كذا موجود من عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون من قبل سنة ۷۱٥ هـ وكلمة نزلة ونجع استجدتا على عهد العثمانيين من بعد سنة ۹۲۲ هـ . وكلمة أبعادية استجدت في عهد محمد علي بعد سنة ۱۲۲۸ هـ وقد بطلت كلمة نزلة ونجع وقصر وبقيت كلمة عزبة شائعة على الألسن كما استجدت في الأيام الأخيرة كلمة منشاة . وقلنا إن النواحي التي درست أسماؤها أو أماكنها لم تختف تماماً فان أهل القرية المندرسة كانوا يهجرونها إلى توابعها من عزب وكفور فتحمل هذه العزب والكفور اسم القرية المندرسة مسندة إلى كفرها الجديد . ونعود الآن إلى ذکر کيفية خراب القرى واندثارها في إسهاب حتى يتضح للقارئ جلاء أسباب عمار القرى وأسباب خرابها وما يطرأ على الأراضي الزراعية من عوامل التلف والإصلاح . وتكون القرية مندرسة تماماً أي اسماً ومعنى أي قد تخرب القرية خراباً تاماً وتعفي آثارها كلية أو يبقى اسمها علماً على الحوض الزراعي الذي كان فيه جدارها أو على مجموعة من التوابع في زمامها ، وقد تبين من تاريخ القرية المصرية ومن دراسة الكتب التي كتبت عنها أن القرية التي ينحط حالها أو تتخرب أو تندرس كلية لابد أن يظهر بدلا منها قرية أخرى تكون في زمامها ومن توابعها وتحل محلها لسكن مزارعي أراضيها في ذات المنطقة المحددة لزمامها القديم إلا إذا أكل البحر أراضيها أو ردمتها الرمال ، ولنقف قليلا على هذه العوامل والأسباب في خراب المدن والقرى نفصلها فيما يلي : (۱) انقطاع مياه الري عن الوصول إلى أراضي القرية أو مياه الشرب عن الوصول (۲) غرق مساكن القرية من قطع جسور النيل مدة الفيضان وعدم مقاومة المباني للماء لأنها من الطوب الأخضر . (٣) أكل النهر لأطيان القرية أو مساكنها بقوة جريان الماء وقت الفيضان وعدم وجود وسائل الوقاية . (٤) وجود مساكن القرية في منخفض من الأرض وتسلط مياه النشع عليها فتصبح أرضاً سبخة وينشأ من ذلك تلف في مبانيها فيضطر سكانها إلى هجرها . (٥) تسلط الرمال على أرض القرية أو مساكنها حتى تختفي من تراكمها عند هبوب الرياح . (٦) ارتفاع مباني سكن القرية فوق التلال فترتفع القرية عن منسوب الأرض الزراعية ، وهذه التلال تتكون من تراكم الأتربة والأنقاض المتخلفة من طبقات المساكن القديمة التي بنيت في عصور طويلة مكان القرية أو المدينة الأصلية فيتعذر على السكان الصعود والهبوط يومياً من فوق تلك التلال . (۷) الحريق فيا يعلو سطوح منازل القرية المتصلة بعضها ببعض من المواد القابلة للالتهاب من أنواع القش والحطب والبوص المتراكم عليها . (۸) الأوبئة التي تفتك بسكان القرية كما حصل في الطاعون الأسود الذي عم القطر في عهد الملك الناصر حسن بن قلاوون وقضى على ثلث سكان القطر . (٩) المنازعات التي تقع بين سكان القرية الواحدة بسبب الضغائن والخصومات والثأر مما يدعو الكثير من سكانها للارتحال عنها . (۱۰) ظلم المقطعين والملتزمين وجورهم على محاصيل القرية الزراعية مما يحدو بأهل القرى إلى الهجرة كما كانت الحال في أيام العثمانيين وأيام محمد علي . (۱۱) إثقال سكان القرية بالضرائب مع ظلم الحكام مما يحملهم على الهجرة والارتحال . (۱۲) تكليف الأهالي بأعمال السخرة والعونة في حفر الترع وإقامة الجسور طول أيام السنة تقريباً مما يدعوهم إلى هجر قراهم وتركها خرابا لقلة الأيدي العاملة فيها كما حصل في زمن الخديوي إسماعيل . (۱۳) هدم الحكومة لمساكن القرية لتظاهر سكانها بالعصيان كما حصل في زمن محمد علي حيث أمر بهدم قرية بني مرزوق في الشرقية . (۱٤) اختلاط مساكن القرية بقرية أخرى وضم سكان القريتين معاً كما حدث في أبشادات ملوي . (۱٥) هدم المدن والقرى أو إحراقها لدوافع حربية كما أحرق شاور مدينة الفسطاط في أواخر الدولة الفاطمية وكما هدمت دمياط القديمة في الحروب الصليبية . وكما تدرس القرية نفسها يدرس أيضا اسمها ، ولقد دخل العرب أرض مصر وحشدوا جيشاً عرمرماً من التراجمة القبط واليونان لحصر أسماء القرى المصرية ، هذا الجيش العرمرم أبقى على أسماء القرى المصرية بحالها أو حرفه قليلا ليصل إلى سمع العربي ، أو ترجم ترجمة معنوية إذا كان الاسم المصري القديم يقارب في اللفظ الكلمة العربية ، وعلى العكس من ذلك لما دخل اليونان أرض مصر وضعوا لمدنها وقراها أسماء غير أسمائها الأصلية وذلك بترجمة الأسماء المصرية أو ترجمة أسماء الآلهة المصرية إلى ما يقابلها من الإغريقية أو تحريفها عن أصولها تحريفاً تاماً لاختلاف اللغتين ، ومن حسن الحظ أن الأسماء اليونانية التي أطلقت على الأسماء المصرية لم تكن شائعة بين الجمهور بل اقتصرت على دفاتر المستعمرين ولذلك بقيت أسماء المدن المصرية كلها باسمها المصري إلى عهد دخول العرب وإلى اليوم وبقيت الأسماء اليونانية في بطون الكتب ، وخلف القليل منها في مثل مديرية الفيوم وهو الإقليم المختار الذي أطلق عليه اليونان مقدونيا الجديدة وجعلوا منه مستعمرة يونانية صرفة نقلوا إليها كثيراً من الأسر اليونانية ، ولقد اختاروا الفيوم في الحدود الفاصلة بين السهل والجبل بعد أن جففوا شطراً كبيراً من بحيرة موريس وجعلوا منها أرضاً خصبة واحتاطوا لعدم اختلاط السكان الوطنيين بالمستعمرين الجدد، وطرزوا هذا القطر بالمدن الجديدة الرائعة على غرار مدينة الإسكندرية ولا يزال حوالى ١٤ قرية تحمل اسمها اليوناني القديم ، ولتشابه الفيوم بأرض اليونان في حضن الجبل بعيدة عن الوخم والرطوبة طيبة التربة تنبت الكروم والأعناب لا سيما شجرة الزيتون شجرتهم المقدسة في بلادهم مکث اليونان هناك سبعة قرون طويلة من سنة ۳۲۰ قبل الميلاد إلى سنة ٤٠٠ بعده ثم غادروا الفيوم إلى بلادهم لاختلال نظام الري وهجوم رمال الصحراء على المدن والمزارع واضطهاد حكام الرومان لهم بالضرائب الباهظة . والعرب في أول أمرهم عربوا أسماء القرى المصرية فقالوا بنها العسل وطوخ الملق ولكن صلاح الدين الأيوبي أمر بإعادة الأسماء المصرية القديمة لقراها مثل قرية مال الله في الشرقية التي رجعت لاسمها المصري القديم سندنهور الشائع على ألسنة الجمهور ولم يبق من أسماء القرى العربية إلا ما أسسه العرب من القرى قبل ذلك وما أقلها . ومنذ أن فك شامبليون رموز اللغة الهيروغليفية القديمة بعد اكتشاف حجر رشيد قامت في أوربا وأمريكا مدرسة عظمى لدراسة المصريات التي تزعمها الفرنسيون وقامت على دعائم قوية من قراءة اللغة المصرية القديمة إلى أعمال الحفريات في ريف مصر وصعيدها فكان علماء الآثار إذا عثروا على اللفظ القديم سواء أكان لبلدة أو أثر نقلوه من العصور المتوغلة في القدم ووضعوه أمام أعيننا مع سرد أقوال علماء التاريخ والجغرافيا في تطبيق هذا اللفظ على مكان قائم أنى وجدوه ، كما دأب البعض منهم على بحث اشتقاق القسم القائم فيقلبه بين يديه و يرجع به إلى الوراء سنين عديدة ليستهدي به معنى لطبوغرافية المكان الذي يطلق عليه ، أي أن بعض العلماء سار من الماضي إلى الحاضر والبعض الآخر سار من الحاضر إلى الماضي ، وفي نقطة التقابل ظهرت الحقيقة واضحة وكان المؤرخ عاملا مساعداً في بحث تعليل الأسماء حتى تجتمع عوامل البحث الأركيولوجي من حيث الحفر والتنقيب إلى عوامل البحث اللغوي من حيث تاريخ اللفظ واشتقاقه وأوان ظهوره ، وكان المرحوم علي مبارك في كتابه الخطط التوفيقية أول من حاول هذه المحاولة بعد أن كشف حجر رشيد ولقد طوى أعواماً طويلة في التحقيق والاستقصاء وتحديد نشأة البلاد وتاريخ تكوينها وما طرأ عليها من تغيير وتبديل خلال القرون ، وسار على طريقته المثلى مؤلف هذا القاموس . ولقد كان لتحريف الكتب المخطوطة أكبر الأثر في البلبلة التي نراها اليوم في تحريف أسماء القرى وذلك لتشابه الحروف المنقوطة في اللغة العربية من جهة وجهل النساخين وعدم وجود آلة الطباعة في الزمن القديم من جهة أخرى ، فكتب النساخ لنا أسماء البلاد المصرية غاية في التشويه والتصحيف وهي في الواقع أسماء من لغات وأجناس عديدة تولت حكم مصر في عصور مختلفة من التاريخ . أجل ! إن ٧٥ في المائة من أسماء البلاد المصرية طرأ عليها تغيير عظيم حتى أصبحت لا تتفق في اللفظ والشكل مع أصولها القديمة ، ونشأ هذا التحريف من جهل السكان للقراءة والكتابة ، وجهل النساخ لطريقة الكتابة نفسها فجهلت أسماء البلاد الصحيحة ولم ينطق بها على الوجه الصحيح وكتب الاسم بكل تصحيف وتحريف ، أضف إلى ذلك أن أكثر أسماء البلاد أعجمية صرفة مختلفة اللغات خليط من أسماء معبودات وكلمات قبطية وفارسية ويونانية ورومانية وأسماء قبائل عربية وغير عربية ، وقد انتهت كل هذه الأسماء بما فيها من تحريف وتغيير و إبدال و إغفال إلى كتاب دواوين محمد علي سنة ۱۲۲۸ هـ فنقلوا هذه الأسماء من مصادرها القديمة محرفة ومصحفة ومشوهة إلى سجلات ودفاتر تاريع محمد علي ثم نشرتها الحكومة بحالتها التي وصلت إليها ووزعتها على مصالح الحكومة وفروعها ومنها أسماء قبائل عربية كانت غير مستهجنة في عصرها عند تكوين القرية الأول ولكنها أصبحت لا تتمشى مع روح العصر بل أصبحت على النقيض أداة للتعيير والتشهير مثل بني مجنون وكوم التيس ومیت جحيش ، وقد وافقت الحكومة أهل هذه القرى على تغيير اسمها بما يطابق روح العصر في حالتين عامتين أثناء عملية فك الزمام وأثناء التعداد وحصر السكان ، وقد كان هذا التغيير عسيراً في ذاته في الزمان الماضي لتمسك الأهلين بالنعرات القومية والعادات القديمة ولتمسك الحكومة بعدم تغيير أسماء القرى والبلاد لما يترتب على ذلك التغيير في حجج البيع وعقود الرهن ودفاتر المساحة والمكلفات ونحوها من سجلات وأوراق رسمية على اختلاف أنواعها ، ولكن ظروف الحياة العامة وانتشار الثقافة هو الذي حمل الأهلين على طلب هذا التغيير . ومنذ وضع ابن الجيعان كتابه التحفة السنية سنة ۸۸۳ هـ — وهو آخر سجل رسمي للبلاد المصرية في عهد حكومة المماليك — إلى تاريع محمد علي سنة ۱۲۲۸ هـ كان التغيير في أسماء البلاد طفيفاً غير معلوم تاريخه بالضبط ، أما من عهد الحملة الفرنسية سنة ۱۸۰۰ م إلى سنة ۱۸۹۱ فكان التغيير معلوماً تاريخه بعض الشيء ومن سنة ۱۸۹٦ للآن أصبح تغيير أسماء البلاد معلوماً ومشهوراً منشوراً في الوقائع الرسمية وغيرها . وكتاب التحفة هذا هو آخر مصدر رسمي شامل لأسماء القرى والمدن المعتبرة وحدة مالية حتى آخر عصر المماليك ، وهو الحد الفاصل الذي اعتمده صاحب القاموس الجغرافي بين القرى القديمة الواردة فيه و بين القرى الحديثة التي استجدت بعده ، و يمكن اعتباره أوفى مصدر وصل إلينا من هذا النوع من الكتب ، ولهذا اتخذه المؤلف دليلا للمقارنة بين القديم والحديث ، وأمكنه بواسطة هذا الكتاب أن يعرف البلاد التي درست مهما كان موجوداً قبل الروك الحسامي وأن يعرف ما استجد وما اندرس من القرى من سنة ۸۸۳ هـ — ۱٤۷۷ م — وهي السنة التي وضع فيها ذلك الكتاب — إلى اليوم . هذا وقد بلغ عدد القرى المندرسة في كتاب القاموس الجغرافي ۲۰۷٥ قرية إذا حذفنا الإحالات والمكررات ، وهو قريب من نصف القرى المصرية الحالية قديما وحديثها . القرية القديمة كانت أرض مصر منذ الفتح العربي الأول إلى أن حكم مصر محمد علي أرضاً خراجية أي ملكاً صريحا لبيت المال أو للسلطان أو للحكومة القائمة ، وكان الملتزمون أو المقطعون يدفعون ما عليها من المال خراجاً سنوياً ما عدا الوقف والرزق والكروم والبساتين فقد كانت معفاة من الخراج نوعاً ما ، وكانت الأرض تعطى للمقطعين أو الملتزمين يأخذونها هبة أو بالمزاد العلني ويدفعون ما عليها من الضريبة والخراج ، وليس لهم حق الملك بحال من الأحوال ، فلما تولى محمد علي أبطل الإقطاع والالتزام سنة ۱۲۲۸هـ — ۱۸۱۳ م ووزع أرض كل ناحية على أهلها وقيد أطيان كل ناحية بأسماء واضعي اليد عليها لدفع الضريبة العقارية دون التملك أو التصرف فيها ، وسميت هذه الأرض بالأراضي الخراجية ، ثم أنعم على كبار موظفيه وأمرائه بالأطيان البور الواسعة لاستصلاحها على أن يربط على المستصلح منها العشر من غلتها عيناً ثم نقداً فيما بعد، وسميت هذه الأرض بالأراضي العشورية . ولقد استمرت الأرض الخراجية ملكاً صريحاً للدولة حتى أواخر عهد اسماعيل حيث أصدر قانون سنة ۱۲۸۸ هـ ۱۸۷۱ م سماه « بالمقابلة » وفيه يسمح لواضع اليد على الأرض بالتملك لها بعد أن يدفع أموال الأراضي الخراجية أو العشورية ست سنوات ، ويكون له حق الملكية المطلقة هو وأعقابه والتصرف فيها بكافة أنواع التصرفات الشرعية وهي الميراث والبيع والرهن والوقف والهبة الخ . وبذلك أجاز الخديوي اسماعيل ما لم يكن جائزاً من الفتح العربي الأول إلى سنة ۱۲۸۸ هـ ، وظل قانون المقابلة هذا معمولا به إلى سنة ۱۸۸۰ ، وفي سنة ۱۸۹۹ صدر الأمر بتخويل حق الملكية الصريحة في الأطيان الخراجية والعشورية التي لم تدفع عنها المقابلة ، وبذلك أصبح واضعو اليد ملاکا لأراضيهم الزراعية . ولما كانت الأرض الزراعية هي أساس ثروة البلاد وعمرانها ومصدر الخراج الذي تجبيه الحكومة سنوياً كان من الضروري عمل مساحة عامة في كل عصر لحصر ما في حيازة كل شخص من الأرض بالفدان وتقدير المال عليه لكل ناحية على حدتها ، وهذه العادة كان معمولا بها قبل فتح العرب لمصر ولما دخلها العرب اتبعوها لمعرفة حساب كل واضع يد على الأرض واستخلاص الخراج منه واستمر الحال على ذلك حتى نهاية عهد اسماعيل حيث بدأت الملكية الصريحة وأصبح الخراج معروفا بالأموال الأميرية أو الأموال المقررة . وكانت العادة عند الانتهاء من كل مساحة أن تضع الحكومة جدولا بأسماء النواحي التي أصبحت وحدة لتحصيل الخراج أو الأموال المقررة ، هذا عدا القواعد والثغور والمحافظات التي لا يتبعها أرض زراعية وإنما هي نواح ذات إيراد للدولة ، ومن هنا كانت المساحة العمومية هي الأساس الأول لحصر أسماء القرى والبلاد ومقدار مساحة كل بلد ومقدار جبايتها ، ومن عملية المساحة هذه نعلم أسماء البلاد المندرسة وأسماء البلاد القديمة والحديثة . ولقد عملت المساحة في العهد العربي الأول في خلافة هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي وولاية الوليد بن رفاعة الفهمي على مصر ، وعامل الخراج عبيد الله بن الحبحاب ، وكانت مساحة القطر كله ثلاثة ملايين فدان تقريباً كما ورد في كتاب فضائل مصر المحروسة لعمر بن محمد الكندي ( ص ۲۰۱ ) وفتوح مصر لابن عبد الحكم ص ٥٦ وخطط المقريزي ( ج ۱ ص ۹۸ ) وكان ذلك في سنة ۱۱۰ هـ التي توافق سنة ۷۲۹ م . وعملت المساحة الثانية في العهد العربي في خلافة المعتز بالله الخليفة العباسي وإمارة أحمد بن طولون ، وعامل الخراج أحمد بن المدبر ، وكانت مساحة مصر حوالي مليونين ونصف مليون فدان تقريباً كما يفهم من عبارة ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة ( ج ١ ص ٤٧ ) وخطط المقریزي ( ج ۱ ص ۹۸ ) وكان ذلك في سنة ۲٥٥ هـ التي توافق سنة ۸٦۹ م . ولم نعلم من هاتين المساحتين حصراً دقيقاً لعدد القرى في البلاد المصرية وإنما ذكر المقريزي في (ص ۷۳ ج ۱) من الخطط أنه عثر على جريدة عتيقة بخط بولس بن شفا الكاتب القبطي متولي الخراج للدولة الأخشيدية تشتمل على ذکر کور مصر وقراها إلى سنة ٣٤٥ هـ قال فيها إن قرى مصر بالصعيدين وأسفل الأرض ۲۳۹٥ قرية منها بالصعيد ۹٥٦ قرية و بأسفل الأرض ۱٤۳۹ قرية . وعملت مساحة في عهد الدولة الفاطمية في خلافة المستنصر و إمارة أمير الجيوش بدر الجمالي ، وكان ذلك في سنة ٤۸٣ هـ ونقل أبو صالح الأمني في كتابه الديورة والكنائس من هذه المساحة حصرا إجمالياً لأسماء الأقاليم وعدد قراها ما عدا إقليمي الأخميمية والقوصية . فاذا قدرنا أن عدد النواحي التي كانت بالأخميمية ۲۸ ناحية والقوصية ٥٤ ناحية كما كان عددها في الروك الحسامي الذي سنذكره فيما بعد كان مجموع النواحي والكفور ۲۱٤۸ ناحية بما فيها مصر والقاهرة ، من هذه النواحی ۱٦۰۱ قرية في الوجه البحرى و ٥٤۷ في الصعيد ، ونقل المقريزى تتمة لهذه المساحة عملت في عهد المستعلي بالله ووزارة أمير الجيوش الأفضل ومتولى الخراج محمد بن فارس البطائحي ، وكان ذلك في سنة 490 م التي توافق ۱۰۷۹ م ولم ينقل أبو صالح أسماء البلاد في تاريخه بل ذکر الأعمال فقط أي المديريات وحصر بلادها حصراً إجمالياً دون ذكر الأسماء . وبعد نهاية الدولة الفاطمية عملت مساحة عامة في عهد الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي ووزارة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني في سنة ٥۷۲ هـ التي توافق سنة ۱۱۷۷ م وهي الباب الثالث من كتاب قوانين الدواوين للخطير أسعد بن مماتي ، وقد جاء حصراً تاماً للبلاد المصرية بأسمائها في الأعمال أي المديريات على النحو الموضح بعد في مساحة حسام الدين لاجين سنة ٦۹۷ هـ التي توافق ۱۲۹۸ م بریاسة وزيره التاج الطويل كما ورد في الخطط المقريزية (ج۱ ص۸۷) والنجوم الزاهرة (ص ٤۸۸ و ۲ ٥۰ ج ۸) وهذا هو الروك الحسامي الذي وصلت إلينا نتيجة عمليته المساحية في كتاب تحفة الإرشاد ، وهي المخطوطة التي اكتشفها واضع هذا القاموس في مكتبة الأزهر سنة ۱۹۳۲ ونقلها بخطه وجعلها أساساً لأبحاثه في تاريخ القرية المصرية ، حيث اتضح له أنها أقدم کتاب عربي مخطوط ظهر شاملا لأسماء القرى المصرية ومنقولا عن جداول رسمية وضعتها حكومة المنصور حسام الدين لاجين ، والكتاب غفل من ذكر المؤلف ، وهذا الكتاب مقسم إلى قسمين القسم الأول منه أسماء البلاد المصرية المتشابهة مرتبة على الحروف الهجائية والقسم الثاني يشمل أسماء البلاد المصرية مرتبة على الحروف الهجائية في كل إقليم على حدته بحسب التقسيم الجغرافي المعمول به في عصر المماليك . وجد المؤلف هذه النسخة مكتوبة بخط ردئ مملوءة بالأغلاط ، ولكنه لحسن الحظ وجد الجزء الثاني منه في مكتبة المعهد العلمي بدمياط سنة 1933 في نسخة مخطوطة منقولة عن نسخة رسمية أيضاً ولكن خطها أحسن وأسماء البلاد فيها ظاهرة وغلطها قليل ، وقد اطلع عليها السيد مرتضي الزبيدي المتوفي سنة ۱۲۰٥ هـ ونقلها في كتابه تاج العروس ، وبفحص هذا الكتاب اتضح أنه يشمل أسماء القرى والبلاد لغاية آخر القرن السابع الهجري مما يدل على أنه سجل الروك الحسامي بدليل أنه ذكر في اسم الظاهرية قريتين مستجدتين والظاهر بيبرس حكم مصر من سنة 658 إلى سنة 676 هـ أي قبل الروك الحسامي باحدى وعشرين سنة فقط . وبلغ عدد البلاد في تحفة الإرشاد ۲۰۷۱ قرية منها 1541 في الوجه البحرى و ۳۰ه في الوجه القبلى . و بمقارنة هذا الحصر بحصر سنة 483 هـ الذي نقله أبو صالح الأرمني تبين أن النواحي المذكورة في حصر أبي صالح الأرمني باسم کفور أي توابع تحولت إلى نواح مالية ، أي فصل لها زمام خاص بدفتر مساحة خاصة بعد أن كانت توابع أي مشتركة مع غيرها في الزمام ، وقد كانت قرى مصر في حصر سنة 483 هـ من غير الواحات ۲۱٤۸ قرية فأصبحت في الروك الحسامي سنة ٦٩٨ هـ ۲۰۷۱ قرية ، وهذه النواحي التي وردت في الروك الحسامي ذكر فيها نواحي الواحات وقدرها ۲۰ ناحية لم ترد في حصر سنة ٤۸۳ هـ فيكون نقص الروك الحسامي عن الذي قبله ۹۷ ناحية ، وهذه النواحي التي ألغيت وحدتها المالية قد تكون خربت أو أضيفت إلى غيرها من النواحي . ولقد عملت المساحة العامة للقطر كما ذكرها المقريزي في خططه (ص ۸۷ ج ۱) وسماها بالروك الناصري لأن الذي أمر به الملك الناصر محمد بن قلاوون ، وهذا الروك شمل أسماء جميع القرى المصرية في سنة ۷۱٥ هـ الموافقة لسنة ۱۳۱٥ م وقد ذكر المقريزي أن هذا الروك ظل معمولا به حتى بعد أن تلاشت مصر بالحوادث والمحن سنة 806 هـ في حكم الملك الناصر فرج ابن برقوق . كانت الأراضي الزراعية ملكا للحكومة وكان لواضع اليد حق المنفعة فقط ، ولكن الملك الناصر محمد بن قلاوون رأى أن الأراضي المصرية موزعة على المقطعين والزراع توزيعاً غير عادل فأمر بتوزيعها من جديد ، لأن رقعة البلاد الزراعية اتسعت في عهده اتساعاً عظيماً نتيجة لإصلاح طرق الري والزراعة واستبحار الحضارة والعمران في عصره الذهبي في تاريخ مصر الإسلامية كلها فظهرت بلاد جديدة كما ازداد عدد التوابع زيادة عظيمة ، ولقد كانت نتيجة هذا الروك أوسع المصادر التي وصلت إلينا فيما يختص بأسماء البلاد المصرية ومقدار زمامها أي أرضها الزراعية بالفدان والمقدر عليها من الخراج المسمى « بالعبرة » في اصطلاحهم . حقيقة لم نعثر على النسخة الأصلية لسجل الروك الناصري بين الكتب المخطوطة أو المطبوعة إلا أنه تبين لنا من البحث أن هذا الروك تجددت كتابة نسخته الأصلية مرة ثانية في سنة ۷۷۷ هـ التي توافق ۱۳۷٥م في أيام الملك الأشرف شعبان بن حسين بن قلاوون ، ثم تجددت مرة ثالثة وهي الأخيرة في أيام الملك الأشرف قايتباي سنة ۸۸۳ هـ التي توافق سنة ١٤۷۷ م في صورة الكتاب المسمى بالتحفة السنية بأسماء البلاد المصرية للشيخ شرف الدين يحيى بن الجيعان مستوفي دیوان الجيش للملك الأشرف قايتباي مع إثبات التغيير الذي حصل في أسماء واضعي اليد أي المقطعين من سنة ۷۷۷ إلى سنة ۸۸۳ هـ ، وهو الكتاب الذي طبعته دار الكتب المصرية سنة ۱۸۹۸ بعناية الدكتور مورتز الألماني الذي كان مديراً لدار الكتب إذ ذاك ، بعد أن طبعه في باريس المستشرق الفرنسي سلفستر دی ساسي سنة ۱۸۱۰ مع رحلة عبد اللطيف البغدادي إلى مصر في فجر القرن السابع الهجري وسماهما ( حالة مصر ) وكتاب التحفة هو آخر مصدر رسمي لأسماء المدن والقرى المصرية المعتبرة وحدة مالية حتى آخر عصر المماليك . ولقد حاول ابن دقماق في كتابه الانتصار في الجزءين اللذين طبعتهما دار الكتب المصرية بعناية الدكتور مورتز أيضاً أن يحصي أسماء البلاد المصرية فسقط من إحصائه إقليم الفيوم وبلاد كثيرة من إقليمي الغربية والبحيرة ، إلا أنه تدارك هذا النقص في كتاب آخر وضعه قبيل وفاته سنة 809 هـ سماه قوانين الدواوين على اسم كتاب ابن مماتی و زير صلاح الدين ، وقد أضاف إليه جدولا شمل أسماء البلاد المصرية مرتبة على الحروف الهجائية في كل إقليم على حدته بحسب التقسيم الجغرافي المعمول به في ذلك العهد ، و بلغت بلاده ۲٥۳۲ قرية في ريف مصر وصعيدها . لكن ابن الجيعان في كتابه التحفة السنية كان أوفى تفصيلا فقد قال في مقدمة كتابه « ذكرت كل ما بإقليم مصر من البلاد وعبرة كل بلد على ما استقر عليه العمل في أيام الملك الأشرف شعبان بن حسين بن قلاوون ، فان تغيرت العبرة أي الضريبة العقارية ذكرت عبرتها الآن أي سنة ۸۸۳ هـ ثم أشرت في كل بلدة إلى من كانت في يده من المقطعين أي الملتزمين الخ » فاذا عرفنا أنه آخر إحصاء رسمي للبلاد المصرية في عهد حكومة الماليك أمكن لنا اعتباره أوفى مصدر وصل إلينا من هذا النوع من الكتب ، ولهذا اتخذه مؤلف هذا القاموس وثيقة رسمية بين ماظهر قبله وما ظهر بعده ، أي اتخذه دليلا للمقارنة بين الماضي والحاضر أو القديم والحديث. وبحصر النواحي في كتاب التحفة السنية اتضح أنها ۲٤۸۰ قرية بما فيها ۱۹۷ قرية مشتركة مع غيرها في الزمام ، منها في الوجه البحرى ۱۷۳۹ قرية ، وفي الوجه القبلى ٧٤١ قرية ، بخلاف تسع وحدات ذات إيراد مع أنها حرف عليها رسوم أميرية فقط ، وهي في ضواحي القاهرة الكيزان والمجزرة ومعمل الزجاج ومسبك الفولاذ ، وفي ضواحي الإسكندرية الزكاة العلوية والزكاة ببرقة ، والكيس والسعية والضريبة وثلاثتها نوع من الجباية يحصل من العربان المتجولين بين مصر وبرقة، والعداد والمراعي والعشر وثلاثتها رسوم كانت مقررة على رعاة الإبل في أراضي الحكومة ، وجهة الفيوم وهی بركة الصيد . فاذا كانت النواحي المالية في تحفة الإرشاد ۲۰۷۱ ناحية وفي كتاب التحفة السنية ۲۲۸۳ إذا استنزلنا من الأصل ۱۹۷ ناحية مشتركة مع غيرها في الزمام أصبحت النواحي التي ظهرت من استصلاح الأراضي الزراعية وإصلاح طرق الري والمواصلات ۲۱۲ ناحية ، أما النواحي التي لم تذكر في التحفة السنية مع سبق ذكرها في تحفة الإرشاد أي التي ألغيت وحدتها المالية في الروك الناصري فهی ٤٢٧ ناحية كان من حسن حظ الباحثين أنها ذكرت في التحفة السنية مع النواحي الجديدة لسهولة الإرشاد عنها ، ذلك لأن الغرض الوحيد من المساحة العمومية قديماً وحديثاً هو محاسبة واضعي اليد سواء أكانوا مقطعين أم ملتزمين أم ملاك أم نظار وقف على الخراج المقرر ، ومن هنا كان المساح لا يهتم غالباً بتصحيح أسماء القرى الدارسة بل كان يكتب اسمها على أراضيها أو توابعها من کفور وعزب ، فاذا خلت من ذلك كله كتبوا عبارتهم المألوفة ( غيط من غير حيط ) واطردت هذه الحال إلى تاريع محمد علي ، وحتى في عصرنا الحالي لاتزال نرى قرى مع أختها كأبوحماد والمسيد ، والحي والحصار وهلم جرا . وقد بلغ مجموع عدد القرى القديمة — أي التي كانت موجودة الى نهاية عصر المماليك وظلت قائمة الى اليوم — في هذا القاموس الجغرافي لنهاية سنة 1943 م ۲۱۷۱ منها في الوجه القبلي ۷۰۷ وفي الوجه البحرى 1436 وفي مصلحة الحدود ۲۸ قرية . القرية الحديثة بعد دخول العثمانيين مصر أمر السلطان سليمان القانوني بعمل مساحة جديدة للأراضي المصرية في سنة 930 هـ وتمت في ولاية سليمان باشا الخادم على مصر وبمباشرة الأمير كيوان في سنة ۹۳۳ هـ كما ورد في كتاب الإسحاقي أخبار الأول ص ۱٥۰ ، وقد عمل فيها حصر جديد للأراضي الز راعية وما تجبيه من الخراج ، وفيه قسمت الأراضي الواسعة إلى قرى صغيرة لكل ناحية زمام خاص بها أي وحدة مالية جديدة ، فزاد عدد القرى زيادة ظاهرة وعلى الأخص في الصعيد عن قرى الروك الناصري ، قال الإسحاقي : « ضبط الأمير کيوان أرض مصر كل إقليم على حدته من الأطيان والرزق والأوقاف والإقطاعات وكتب بذلك دفاتر محررة وضعت بديوان مصر تسمی دفاتر ترابيع سنة ۹۳۳ على أساس الفدان ٤٠٠ قصبة مربعة » ولم نعثر على هذه الدفاتر ولكن بمقارنة ما ورد في كتاب الحملة الفرنسية على كتاب التحفة السنية ، وبناء على ما ورد في كتاب تاج العروس للزبيدي المتوفى سنة ۱۲۰٥ هـ ، وكان رحالة جاب بلاد القطر من أقصاه إلى أقصاه وأثبت قرى في كتابه لم يسبق نشرها في كتاب من الكتب السابقة على العهد العثماني ، وبناء على ما ورد في دفتر مخطوط وجده المؤلف في دار المحفوظات بالقلعة عنوانه ( دفتر أسماء نواحي الولايات في سنة ۱۲۲٤ بخط ابراهيم الحصاري ) أي في أوائل حكومة محمد علي وهو سجل لأسماء بلاد القطر المعتبرة وحدة مالية في تلك السنة ، وهذا الدفتر يشمل أسماء البلاد المصرية الواردة في كتاب التحفة السنية مضافا إليها أسماء البلاد المصرية التي استجدت في ترابيع سنة ۹۳۳ ثم ما بعدها لغاية سنة ۱۲۲٤ كما أشار إلى ذلك كاتب الدليل المذكور — بناء على ذلك أمكن معرفة أسماء القرى التي استجدت في التربيع العثماني وأكثرها لم يزل موجوداً إلى اليوم ، وقد بلغ عدد النواحي في التربيع المذكور ۲۹۱۷ ناحية وبذلك زاد 634 قرية عن بلاد الروك الناصري منها 451 ناحية استجدت في الصعيد و ۱۸۳ في الوجه البحري . والترابيع قوائم من الورق مربعة الشكل تكتب فيها عملية المساحة في كل قرية ، وبضم ترابيع كل قرية بعضها إلى بعض كانت دفاتر الترابيع التي أشار إليها الإسحاقي في كتابه والتي كان عليها المعول في تقدير الأموال الأميرية وحصر أسماء القرى في العهد العثماني . والترابيع هذه غير المربعات التي كانت في حكومة المماليك ، فقد ورد في صبح الأعشى ( ج ۳ ص ۱٥۳ ) أن المربعة وثيقة مربعة الشكل تعطی لكل صاحب إقطاع يثبت فيها اسمه ومقدار إقطاعه الخ . ولما تولى محمد علي باشا سنة ۱۲۲۰ هـ وتخلص من واضعي اليد على الأراضي الزراعية من المماليك وغيرهم من الملتزمين ونظار الأوقاف رأى إلغاء الالتزام جملة ووضع ضرائب ثابتة على الأطيان ، فأصدر أمره في سنة ۱۲۲۷ بفك زمام جميع أراضي القطر المصري ومسح كل قرية على حدتها وفصل نواح جديدة من النواحي القديمة و إحصاء جميع النواحي المستجدة والقديمة بأسماء واضعي اليد عليها وقت المساحة في دفاتر خاصة عرفت باسم دفاتر التاريع ، ولم تعمل خرائط ولا رسوم مساحية بل كان القياس بالقصبة ثم يحول إلى الفدان . قال الجبرتي في حوادث سنة ۱۲۲۷ هـ في الجزء الرابع من عجائب الآثار (ص ۱٤۱، ۱٥۳) أخذ ، أي ضم للدولة ، ابراهيم باشا عند عمل مساحة الصعيد 600 ألف فدان من الأراضي المحبسة على المساجد في القاهرة ، وقال في ص ۱۸۳ من الجزء نفسه انتهت حوادث سنة ۱۲۲۸ وفيها صادر محمد علي كل الخيرات التي في الصعيد ، وذكر في حوادث سنة ۱۲۲۹ أن المعلم غالي وزير مالية محمد علي سافر إلى الوجه البحري لعمل المساحة الخ . ومما ذكر يتضح أن مساحة الوجه القبلي تمت سنة ۱۲۲۸ والوجه البحري سنة ۱۲۲۹. ولكن بمراجعة دفاتر التواريع في دار المحفوظات في القلعة اتضح أن مساحة محمد علي تمت في ثلاث سنوات ، في سنة ۱۲۲۸ في الوجه البحري والجيزة ، وفي سنة ۱۲۳۰ تمت عملية المساحة في الفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط ، وفي سنة ۱۲۳۱ تمت عملية المساحة في جرجا وقنا وأسوان ، وقد أطلق اسم تاريع وتواريع على دفاتر المساحة للأراضي الزراعية منذ عهد محمد علي . وذكر السيد مرتضى الزبيدي في كتابه تاج العروس : أن التريع كأمير ما يكتب فيه ريع البلاد، والظاهر أن موظفي ديوان الروزنامه والمساحين في عهد محمد علي أطلقوا كلمة التاريع على دفاتر المساحة لأنها هي الأساس في حصر الأراضي الزراعية التي ينتج منها ريع البلاد أى إيراداتها ، واصطلح الكتاب بعد ذلك على استعمال كلمة تاريع بمعنى مساحة فيقال تاريع كذا أي مساحة كذا ودفتر تاريع سنة كذا أي دفتر مساحة سنة كذا . ولقد اطلع المؤلف على جميع دفاتر التاريع المحفوظة في ديوان دار المحفوظات بالقلعة وفحصها لأغراض علمية واستفاد منها ، ووجد في كل دفتر أمرا باضافة الأموال الخراجية على المزارعين واضعي اليد على الأراضي الزراعية بكل قرية وتكليفهم بتوريد الأموال لجانب الديوان ، وأغلب هذه الأوامر بختم محمد علي وخليل الوهيبي ، وبعضها بختم محمد خسرو الدفتردار والقليل بختم محمد کنج حاكم ولاية الأشمونين . كانت الحالة الاقتصادية والمالية في أوائل حكم محمد علي في غاية الاضمحلال وطريقة توزيع الأراضي على الأهلين والملتزمين سيئة للغاية ، ولم يكن لتحصيل الأموال الأميرية أي ضابط قبل تاريع سنة ۱۲۲۸ لحصر الأراضي الصالحة للزراعة ، وفي هذا التاريع قسمت البلاد ذات المساحة الواسعة إلى نواح أخرى بزمام خاص ، وبناء على طلب أصحاب الأراضي الزراعية زاد عدد النواحي في أيام محمد علي ۳۳۱ ناحية منها في الصعيد 163 وفي الوجه البحري ۱٦۸ عن التربيع العثماني ، ولم يصرح محمد علي بزيادة النواحي المالية بعد ذلك وإنما صرح بزيادة التوابع من الكفور والأبعاديات والعزب في البلاد ذات الزمام الواسع ليكون المزارعون بالقرب من مزارعهم مع إبقاء هذه التوابع تابعة في الإدارة والزمام للبلاد الأصلية الكائنة في زمامها . ولما تولى سعيد باشا أمر بفك زمام أغلب بلاد القطر من سنة ۱۲۷۰ إلى سنة ۱۲۷٥ لضبط مساحة أطيانها وربط الضرائب على ما يكون ساقط الحصر منها ، فانتهز أصحاب العزب والكفور إطلاق أسمائهم على كفورهم فأجاب طلبهم على شرط ألا تقل أرض الكفر الواحد عن مائة فدان ، وقد فصل من هذه الكفور عدد عظيم من القرى الجديدة بأسماء أصحابها تارة و بأسماء البلاد الأصلية تارة أخرى . وكان المباشر لهذه المساحة الجديدة المهندس بهجت باشا ، وقد تم على يده مساحة المنوفية والغربية وبني سويف وعمل لها خرائط مساحية حديثة ، واستمرت دفاتر تاریع بهجت باشا مستعملة في الصعيد حيث يعم ري الحياض ويصعب تعيين حدود الممتلكات وتقسيمها بعد انحسار مياه الفيضان عنها . وقد استمرت كلمة تاريع تطلق على دفاتر المساحة إلى آخر عهد سعيد باشا ، وفي سنة 1864 م صدر قرار بأن لا يفك زمام إلا بأمر عال وإذا وجدت مساحة جديدة تكون من حق الحكومة . ولم تكن هناك مصلحة للأعمال المساحية منذ الفتح العربي الأول إلى سنة ۱۸۷۹ وهي السنة التي أسست فيها مصلحة التاريع ، وكان عمال المساحة من المساحين والقياسين في عهد حكومة سعيد والحكومات التي قبلها مقيمين في بلادهم تحت طلب الحكومة ، وقد زاد عدد النواحي ذات الوحدة المالية في تاريع سعيد باشا عن تاريع محمد على ٤۷۲ ناحية بعد حذف ۱٦٦ ناحية ألغيت وحدتها المالية من تاريع محمد علي ، وكانت جملة النواحي في تاريع سعيد ۳٥٥٤ ناحية منها في الصعيد ۱۳۹۸ ناحية ، وفي الوجه البحري ۲۱٥٦ ناحية . وكانت جملة النواحي في تاريع محمد علي ۳۰۸۲ ناحية منها ۱۲۱۷ ناحية في الصعيد و۱۸٦٥ في الوجه البحري . ومنذ سنة ۱۲۷٥ هـ وجدت النواحي الإدارية وكانت النواحی قبلا كلها مالية فقط ، وكان عدد النواحي في أيام الوالي سعيد ۳٥٥٤ ناحية أضيف إليها ۸۰ ناحية إدارية ، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ تكوين البلاد المصرية التي أنشئت فيها نواح إدارية لم يفرزها زمام خاص أي لم تكن ذات وحدة مالية بين القرى غير المدن التي هي قواعد الأقاليم ؛ وفي سنة ۱۸۸۲ عملت إحصائية لسكان القطر المصري على أساس تاریع سعيد باشا فكانت جملة النواحي ۳٦۳۹ ناحية مالية وإدارية ، وفي سنة ۱۸۸۰ تم طبع أقدم حصر للمديريات والمحافظات في الجدول الملحق باختصاص المحاكم الشرعية . وكانت جملة النواحي فيه ۳۸۳۳ ناحية ما بين قرية ومحافظة ، وفي أواخر حكم الخديوي إسماعيل أمر السير رفرس سنة ۱۸۷۸ بعمل لجنة لدراسة الأعمال المساحية ورأت هذه اللجنة عمل مساحة تفريدية تفصيلية خراجية يتبع فيها المقاسات الصحيحة على أحدث الطرق العلمية الفنية الدقيقة لتحديد الممتلكات وإثبات ذلك على خرائط مساحية تعين بالضبط موقع وشكل كل قطعة مساحية باسم صاحبها وحصر أطيان الحكومة وحدها وفرز درجات الأطيان لاستئصال الغبن الواقع على واضعي اليد ، وفي سنة ۱۸۷۹ عين المستر کلفن مديراً لها وفي السنة نفسها قررت إنشاء تاريع عموي لكل جهات القطر . وفي سنة ۱۸۸۰ استعمل الجنزير في مساحة الأراضي الزراعية ولم يستحسنه الأهالي لأول وهلة لعدم ثقتهم بنتائجه ، ثم تولى إدارة التاريع الجنرال الأمریکي ستون باشا ثم المسيو لوغود فالسير هيوز ، وفي سنة ۱۸۹۲ بدأ العمل بفك زمام مديريتي الشرقية والبحيرة وحتى سنة ۱۸۹٦ لم يتم فك الزمام المطلوب . بعد سبعة عشر عاما من سنة ۱۸٧۹ إلى سنة ۱۸۹٦ لم تحصل الحكومة على فائدة نهائية من عمل المساحة العامة فاستدعت المهندس الانجليزي الشهير الذائع الصيت المستر فولر الذي مسح البلاد الهندية للهيمنة على عمل المساحة المصرية ، وبعد أن طاف بلاد القطر رسم جهازاً مساحياً دقيقاً يؤدي إلى إجراء المساحة التفصيلية بطريقة علمية صحيحة ، ثم عاد لبلاد الهند سنة ۱۸۹۷ بعد أن أدخل على طريقة المساحة المصرية عملية الترافرس بالتودیلیت وعملية تحشية الأراضي بالغيط وكيفية عمل حساب مسطح كل قطعة ، وتولى إنجاز ذلك كله المهندس الانجليزي ليونس مدير المساحة المصرية ، فقام بما أشار به المستر فولر على الأساس العلمي الصحيح والقواعد الفنية الدقيقة وأمر بابطال القصبة نهائياً واستعمل الجنزير الذي طوله خمس قصبات ، وفي سنة ۱۸۹۸ صدر منشور بإبطال قصبة الغاب من الأعمال المساحية بالمديريات واستبدالها بالجنزير المستعمل في مصلحة المساحة من أول يناير سنة ۱۸۹۹ إلى الآن ، وبذلك اختفت القصبة نهائياً من دواوین الحكومة وفروعها بعد استعمالها قروناً وأجيالا في مساحة الأراضي الزراعية ، ويعد اختفاؤها من أكبر الحسنات في تاريخ مصر الزراعي . ولقد استمرت عملية المساحة الجديدة من سنة 1899 إلى سنة 1906 وألغيت فيها ۲٥۱ وحدة مالية رأت مصلحة المساحة أن زمامها متداخل في زمام البلاد المجاورة لها فاعتبرتها ناحية مالية واحدة باسم مشترك في الخريطة المساحية وفي دفتر المساحة ودفتر المكلفة ، كما أنشأت ۸۲ وحدة مالية جديدة فصلتها بزمام خاص وهي من ضمن النواحي الإدارية التي بلغ عددها ۳٥۹ ناحية لغاية نهاية سنة 1906 ، وكانت النتيجة النهائية للمساحة العمومية من سنة ۱۸۹۹ إلى سنة 1906 مایلي : نواح مسحت أراضيها وعمل لها خرائط مساحية ودفتر مساحة ودفتر مكلفات وهی ۳٤۳۰ ناحية منها في الصعيد ۱۳۸۷ ناحية وفي الوجه البحرى ۲۰٤۳ ناحية ، وفي سنة 1909 نشرت وزارة المالية جدولا به إحصاءات عمومية تفصيلية عن أسماء هذه النواحي وأسماء أحواضها ومقدار الضريبة المالية المفروضة عليها . ونشرت المالية أيضاً جدولا آخر بأسماء البلاد المصرية سنة ۱۹۱۰ فكان مجموع البلاد فيه ۳۷۷۹ ناحية منها ۳٤۳۲ ناحية مالية و ۳٤۷ ناحية إدارية وفي سنة ۱۹۲۸ أصدرت وزارة الداخلية جدولا بأسماء البلاد المصرية فكان مجموعها ۳۹۸۳ ناحية منها ۲۳٤٦ في الوجه البحرى و ۱٦۳۷ ناحية في الصعيد وفي سنة ۱۹۳۳ كانت جملة النواحی ٤۱۱۱ ناحية منها ۳٦۷٥ ناحية مالية و 436 ناحية إدارية كما بلغت جملة النواحي القديمة والحديثة لغاية نهاية سنة ۱۹٤۳ م ٤۲۹۳ ناحية منها في الوجه البحري ۲٤٥۰ ناحية وفي الوجه القبلي ۱۷٥٥ ناحية وفي مصلحة الحدود ۸۸ ناحية وبلغت جملة النواحي الإدارية ۳۷۲ ناحية منها ۱۸۲ ناحية في الوجه البحري و ۱۹۰ في الصعيد . وكانت جملة النواحي الحديثة لغاية نهاية سنة ۱۹٤۳ م ۲۰۹۲ ناحية منها ۱۰۲۹ ناحية في الوجه القبلي و ۱۰۰۳ ناحية في الوجه البحري و٦۰ ناحية في مصلحة الحدود . التقسيم الجغرافي للبلاد المصرية تنقسم البلاد المصرية من الوجهة الطبيعية إلى قسمين رئيسيين هما الوجه البحري أو أسفل الأرض أو مصر السفلى أو الريف ، وهو ما كان في شمال مدينة مصر ، والوجه القبلي أو أعلى الأرض أو الصعيد وهو ما كان من جهة الجنوب من مدينة مصر ، وكل قسم منهما ينقسم إلى أقسام صغيرة الغرض منها سهولة حكم الإقليم وجبي ضرائبه والإشراف على شؤونه . ولما كانت مساحة الدلتا وتوزيع فروع النيل تتغير تبعاً لتطور النهر في الزمن القديم فقد كان هذا التقسيم عرضة للتغيير والتبديل في العصور التاريخية التي تعاقبت على هذا الإقليم . أما في الوجه القبلي فقد كانت التغييرات مقصورة على الحدود الفاصلة بين حياض الري في الصعيد ، وكان اتساع العمران في الأراضي الزراعية بسبب تنظيم طرق الرى دافعاً إلى زيادة عدد السكان في بعض المناطق وكان خراب القرى لإكمال تطهير الترع وعدم وصول المياه إلى أراضيها سبباً في قلة السكان في البعض الآخر ، هذا إلى أن الاعتبارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كان لها تأثير كبير في تغيير حدود الأقسام الجغرافية . ولقد كانت الوحدة الإدارية السياسية قائمة في عصر البطالسة فالرومان على النوم Nome وهي كلمة يونانية أطلقت للدلالة على الكلمة المصرية هسبو Hespo ومعناها القسم ، وليس لهذه الوحدة من مشابه في عصرنا الحاضر لأنها تدل على وحدة إدارية أصغر من مساحة المديرية وأكبر من مساحة المركز ، وينقسم النوم إلى عدة قرى يطلقون على الوحدة منها كلمة كوما Coma ، وكان يشرف على إدارة النوم حاكم يعرف بالنومارك يجمع الضرائب ويشرف على الإدارة العامة ويعاونه في ذلك قضاة وموظفون وكتبة ، وكان لكل من هذه الوحدات الإدارية القديمة آلهة وقسس يقيمون الشعائر الدينية في الحفلات الرسمية ، فكان الأهلون في منديس يقدسون التيس ، على حين كان أهل الفيوم يقدسون التمساح ، بينما كان أهل طيبة يقدسون الكبش ، وكثيراً ما كانت تنشب الحروب بين أهل كل نوم وآخر بسبب هذه المعبودات المختلفة . ولما جاء العرب أطلقوا كلمة كورة على النوم ، وكانت الكورة تكبر وتصغر بحسب ظروف الزمان والمكان وتفاوت الحضارة والعمران ورغبة الحكومة القائمة بالأمر أو حكام الأقاليم في إنشاء أو إلغاء كل أو بعض الأقسام الإدارية السياسية الأغراض خاصة أو عامة ، وكانت مصر مقسمة إلى ثمانين كورة قبل حكم الدولة الفاطمية وفي صدرها ، ولاعتبارات رآها رجال الخليفة الفاطمي المستنصر قسم القطر إلى ۲۳ كورة كبيرة تشمل الثمانين كورة الصغيرة ، وهي التي أسمتها حكومة المماليك عملا فيما بعد ، ويرادف كلمة الكورة في عصرنا الحاضر كلمة مركز ، وهي كلمة قديمة مستعملة من القرن التاسع الهجري بمعنی دار الشرطة أو نقطة البوليس كما هو الحال الآن ( انظر الخطط للمقريزي ج ۲ ص ۱٦۱ ) ويرادف كلمة العمل المديرية في عصرنا الحالي ، وكانت المديرية على عهد العرب الأول تسمى إقليما ، وأقدم تقسیم عرف بالأقاليم على عهد العرب هو ماذكره المقدسي المتوفي سنة ۳۷٥ هـ فقد قسم مصر إلى سبعة أقاليم ، أولها الجفار وقاعدته الفرما وآخرها الواحات ، وفي المقريزي ( ج ۱ ص ۸۲ ) قائمة محررة سنة 585 هـ أي في أوائل عهد الأيوبين فيها 16 عملا في الوجه البحري و11 في الصعيد ولقد ذكر ابن خرداذبه المتوفى سنة ۲٦۰ هـ أعمال مصر في كتابة المسالك والممالك وذكرها اليعقوبي المتوفى سنة ۲۸۰ في كتابه البلدان ، وذكرها الهمذاني المتوفي سنة ۲۸٥ هـ وقدامة المتوفى سنة ۳۱۰ هـ في كتابهما البلدان أيضاً ، وذكرها المسبحي المتوفى سنة ٤٢٠ هـ في كتابه أخبار مصر وذكرها القضاعي المتوفى سنة ٤٥۲ هـ في كتابه المختار ، كما عدها ابن مماتي المتوفى سنة 606 هـ في كتابه قوانين الدواوين ، وصاحب تحفة الإرشاد الذي كتبها سنة 698 هـ وابن دقماق المتوفى سنة ۸۰۹ هـ في كتابيه الانتصار وقوانين الدواوين ، وصاحب صبح الأعشى المتوفى سنة ۸۲۱ هـ في ص ۳٦۹ ج ۳ كما عدها صاحب التحفة السنية المتوفى سنة ۸۸٥ هـ والظاهري خليل وغيرهم . وكان أقصى ما بلغت إليه الأعمال أي المديريات في عهد العرب والترك والجراكسة ۲٦ عملا ثم تناقصت إلى أن بلغت ۱٥ عملا ، وكان أقصى ما وصلت إليه الكور ۸۰ كورة . وجاء عد الكور في كتابي ابن خرداذبه واليعقوبي وفي صبح الأعشی ( ج۳ ص ۳۷۹ ) نقلا عن القضاعي ، وفي خطط المقریزي ( ج ۱ ص ۷۲ ) وما بعدها ، كما عد الكور الدمشقي المتوفى سنة ۷۲۷ هـ نقلا عن المسبحي ، وابن دقماق نقلا عن ابن حوقل المتوفى سنة ۳٦۷ ، وكان عدد الكور والأعمال يزيد وينقص تبعاً للتغييرات الإدارية التي يستدعيها نمو السكان وحالة الأعمال . ومن الواضح أن كل كاتب جغرافي من الذين نقلنا عنهم هذه الإحصاءات عن الكور والأعمال والقرى كان ينقل عن الكتب التي اطلع عليها لا حسب عددها الحقيقى — على الطبيعة — في عصره ، ما عدا الموظفين الرسميين من هولاء المؤرخين . وكان لكل عمل مدينة تعتبر قاعدة له ، وكانت كل كورة تشمل عدداً من القرى ، وكل قرية معتبرة وحدة مالية وإدارية معاً . وكان المصريون من الفراعنة يتراوحون من ٦ إلى ۱۲ مليوناً من الأنفس ، وكانت مصر مقسمة إلى قسمين كبيرين هما الوجه البحري والصعيد ، وكان في الوجه البحري ۲۰ قسما وفي الوجه القبلي ۲۲ قسما ، وعدد القرى في الوجهين ۲٥۰۰ قرية منها حوالى الألف قرية كبيرة وحوالى الستين مدينة بما فيها الثغور ، أما أيام البطالسة والرومان فكان السكان يتراوحون من ٧ ملايين إلى عشرة ملايين وكانت مصر مقسمة في عهدهم إلى ثلاثة أقسام كبيرة هي الوجه البحري وكان مقسما إلى ۳۳ قسما إدارياً ومصر الوسطى وكانت مقسمة إلى 7 أقسام ومصر العليا وكانت مقسمة إلى ١٤ قسما . وكان مجموع الأقسام في عهد البطالسة ٥٤ قسما . وأبقى الرومان على تقسيم اليونان مصر إلى الأقاليم الثلاثة الكبار ، ولكنهم قسموا الوجه البحري إلى ۲۲ قسما بدلا من ۳۳ وجعلوا مصر الوسطى ٦ أقسام ومصر العليا ۸ أقسام فكان مجموع الأقسام في صدر العهد الرومان ۳٦ قسما . وبعد انقسام دولتهم إلى قسمين كبيرين ، الدولة الرومانية الشرقية وعاصمتها القسطنطينية ، والدولة الرومانية الغربية وعاصمتها روما ، تبعت مصر للأولى فأعادت تقسيمها إلى ستة أقسام كبيرة : ٢ في الوجه البحري وأربعة في الصعيد . أما إقليما الوجه البحري فهما إقليم أوجستامنيك و إقليم مصر والأول يتكون من أبروشيتين هما أبروشية قسم أول وتتكون من سبعة أقسام وقاعدتها مدينة بيلوز أي الفرما ، وأبروشية قسم ثان وتتكون من ستة أقسام وقاعدتها مدينة ليونتو ومكانها تل المقدام بمركز ميت غمر . وأما إقليم مصر فكان مكوناً من أبروشيتين هما أبروشية قسم أول وتتكون من عشرة أقسام وقاعدتها مدينة الإسكندرية ، وأبروشية قسم ثان وتتكون من عشرة أقسام وقاعدتها مدينة كباسا وهي شباس الشهدا بمركز دسوق ، فكان مجموع أقسام الوجه البحري ۳۳ قسما بخلاف إقلیمي برقة وبني غازي اللذين كانا تابعين لمصر في ذلك العهد . وأما الأقاليم الأربعة في الوجه القبلي فهي أبروشية أركاديا وتتكون من ثمانية أقسام وقاعدتها مدينة اكسرنخوس وهي البهنسا بمركز بني مزار ، وأبروشية طيبة السفلى وتتكون من تسعة أقسام وقاعدتها مدينة انطينو وهي أنصنا التي كانت بأرض الشيخ عباده بمركز ملوي ، وأبروشية طيبة الوسطى وتتكون من ۱۲ قسما وقاعدتها مدينة بطولیمایس وهي المنشاة بمركز جرجا ، وأبروشية طيبة العليا وتتكون من أربعة أقسام وقاعدتها مدينة أسوان ، وكان مجموع أقسام الوجه القبلي ۳۳ قسما . وكان عدد السكان في زمن الفتح العربي لايتجاوزة ٦ ملايين نفساً ، ولما استولى العرب على مصر أطلقوا اسم أسفل الأرض على الوجه البحري واسم الصعيد على الوجه القبلي ، ثم أبدلوا اسم أوجستامنيك باسم الحوف ، وأطلقوا على إقليم مصر اسم الريف ، وجعلوا الحوف ۱٤ كورة بدلا من ۱۳ قسما كانت في عهد الرومان كما جعلوا الريف ۳۱ كورة بدلا من العشرين قسما فكان المجموع ٤٥ كورة في الوجه البحري ، أما الصعيد فجعلوه ۳۰ كورة أي أن مجموع الكور في الوجهين كان ۷٥ كورة ، وفي القرن الثالث الهجري قسم الوجه البحري إلى ٣ أقاليم كبرى وهي الحوف الشرقي وقاعدته مدينة بلبيس ويتكون من ١١ كورة ، وبطن الريف ويتكون من ۲۰ كورة ، والحوف الغربي ويتكون من ١٥ كورة وقاعدته مدينة الإسكندرية ، فكان مجموع الكور في الوجه البحرى ٤٦ كورة بخلاف كورة لوبيه غربي الإسكندرية و۳ كور أخرى هی كورة القلزم ( السويس ) وكورة الطور ، وكورة إيام ومدين من بلاد الحجاز حيث كانت تابعة لمصر في ذلك الوقت ، وكان في الصعيد ۳۰ کورة فكان مجموع الكور في مصر وتوابعها إلى آخر الدولة العباسية وصدر الدولة الفاطمية ۸۰ كورة . وفي النصف الثاني من القرن الخامس الهجري رأي رجال الخليفة الفاطمي المستنصر إبدال تقسيم القطر كله من كور صغيرة إلى كور كبيرة بلغت ۲۲ كورة ۱۲ في الوجه البحري وعشرة في الصعيد ، وهذا التقسيم هو الأساس الذي ظلت تدور في فلكه التقسيمات السياسية الإدارية إلى الآن أي قرابة ألف من السنين ، وبلغ فيه عدد القرى في الوجهين ۲۱٤۸ قرية منها ۱٦۰۱ في الوجه البحري و ٥٤۷ في الصعيد بخلاف الثغور كما رواه لنا أبو صالح الأرمني المتوفى سنة ٥٥٠ هـ في كتابه الأديرة والكنائس . ثم احتفظ الأيوبيون بهذا التقسيم وأضافوا إليه كورتين أخريين هما كورة الدنجاوية في إقليم الغربية وكورة الكفور الشاسعة باقليم حوف رمسيس ، وبذلك أصبح عدد الكور ۲٤ كورة . وكان عدد السكان في حكم دولتي المماليك الأتراك والجراکسة يتراوح بين ٦ مليون و ١٦ مليوناً من الأنفس ، وفي سنة ۷۱٥ هـ أصدر الملك الناصر محمد بن قلاوون مرسوماً قرر فيه أن يفك زمام القطر المصري — ويسمى هذا المرسوم بالروك الناصري — وأن تسمى الكورة عملا مع تعديل التقسيم الإداري السياسي وجعل الأعمال ۲۱ عملا بدلا من ۲٤ كورة ، فكان الوجه البحرى ۱۲ عملا منها ۳ أنشئت في تلك السنة وهي القليوبية وضواحي القاهرة وقد فصلتا من كورة الشرقية . ثم ضواحي الإسكندرية وقد فصلت من كورة رشید ، وكورة البحيرة . وأمر الملك الناصر كذلك بضم كورة المرتاحية إلى كورة الدقهلية وجعلها عملا واحداً باسم أعمال الدقهلية والمرتاحية . وأطلق على كورة الأبوانية اسم ضواحي ثغر دمياط . وأمر بضم كورة السمنودية والدنجاوية وجزيرة قوسنيا إلى أعمال الغربية ، وضم نواحي حوف رمسيس والكفور الشاسعة إلى أعمال البحيرة . وأمر بجعل الوجه القبلي تسعة أعمال بعد ضم كورة البوصيرية إلى كورة البهنساوية . وأنشأ الأعمال المنفلوطية . ويمكن مراجعة الكور والأعمال بالتفصيل من تعليقات المؤلف عليها في الصفحات ۳۸ و ۳۹ و ٤٠ و٤٢ من الجزء التاسع من النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ، وكان هذا التقسيم الجغرافي هو الذي استقر عليه الحال طول حكم دولتي المماليك ، وقد أحصى ابن الجيعان قرى القطر في كتابه التحفة السنية في سنة ۸۸۳ هـ وعددها ۲۲۸۳ قرية غير المشتركة مع غيرها في الزمام، وفي سنة ۹۳۳ أي في أوائل الحكم العثماني فك زمام القطر المصري وهو الذي عرفت دفاتره باسم الترابيع وغيرت فيه كلمة أعمال وكور باسم ولاية ، وقسم القطر كله إلى ۱۳ ولاية منها ٧ في الوجه البحري و٦ في الوجه القبلي أي ضمت فيه أعمال الأسيوطية والأخميمية والقوصية بعضها إلى بعض وجعلت ولاية واحدة باسم ولاية جرجا ، وكان الوجه البحري يشمل القليوبية والشرقية والدقهلية والغربية والمنوفية والبحيرة والجيزة ، والوجه القبلي يشمل الأطفيحية والفيومية والبهنساوية والأشمونين والمنفلوطية وجرجا هذا بخلاف ٦ محافظات هي الإسكندرية و رشید ودمياط والعريش والسويس والقصير ، وكان يرأس كل ولاية حاكم أو كاشف ويرأس كل محافظة محافظ ، أما القاهرة فكان يرأسها شيخ البلد وهي مقر الوالي التركي ، وسجل فانسلیب الرحالة في القرن السابع عشر الميلادي في الصعيد الأعلى ۲٤ کشوفية وفي مصر الوسطى ٦ كشوفيات وفي الوجه البحري ٦ کشوفيات والمجموع ۳٦ کشوفية ، ودونت الحملة الفرنسية في كتابها وصف مصر ١٦ إقليما في مصر نصفها في الوجه القبلي ونصفها في الوجه البحري بالحدود الآتية : (۱) طيبة من الكلابشة قبلي الشلال إلى فاو بحري دشنا . (۲) جرجا من الرئيسية بمركز دشنا إلى شندويل بمركز سوهاج . (٣) أسيوط من باصونه بحري صليبة السمارنه إلى نزالي جانوب بمنفلوط . (٤) المنيا من القوصية بمنفلوط إلى إطسا بمركز سمالوط . (٥) بني سويف من البيهو بمركز سمالوط إلى آخر حدود مركز الواسطى من بحري . (٦) الفيوم بحدودها الحالية في الصحراء الغربية . (۷) إطفيح في البر الشرقي للنيل من المطاهرة البحرية بمركز المنيا إلى دير الطين قبلي مصر القديمة. (۸) الجيزة من مركز العياط بأكمله في البر الغربي للنيل إلى أبوالخاوي بمركز كوم حماده . وفي الوجه البحرى : (۱) قليوب من أثر النبي إلى بحر مويس بمركز بنها . (٢) الشرقية بحدودها لغاية سنة ١٩١٢ أي قبل إنشاء مركز بنها . (٣) المنصورة من أسنيت بمركز بنها إلى المحالبة بمركز المنزلة . (٤) دمياط مرکز فارسكور والمنزلة من الدقهلية ماعدا الكردي إلى الجمالية ومركز شربين والنصف البحري من مركز طلخا بالغربية . (٥) الغربية بحدودها القديمة قبل تعديل سنة ۱۸۹۸ ماعدا مركز شربين وبحري طلخا . (٦) منوف حسب حدودها القديمة قبل سنة ۱۸۹۷ . (۷) رشید مرکز فوه والنصف البحري من دسوق من الغربية والمحمودية من مديرية البحيرة . (۸) البحيرة بحدودها ما عدا مرکز رشید . ولما تولى محمد على حكم مصر سنة ۱۸۰٥ كانت مصر لا تتجاوز الثلاثة ملايين من الأنفس ، وكان رجال الحملة الفرنسية قد قدروا سكان مصر باثنين من الملايين فقط ، فأمر محمد علي بتقسيم مصر إلى أخطاط يشمل كل خط منها عددا من القرى ، وعلى رأس الخط موظف يسمى حاكم الخط ، ونظراً لاتساع دائرة الولايات وضرورة وجود موظفين للإشراف على أعمال حكام الأخطاط ومشايخ البلاد أمر محمد علي سنة ۱۲۳٦ هـ بتقسيم ولاية البهنسا والأشمونين کلا إلى أربعة أقسام وعين لكل قسم موظفا باسم ناظر قسم ، وكانت هذه أول مرة أنشئت فيها الأقسام أي المراكز في العصر الحديث ، وفي سنة ۱۲۳۸ قسمت ولاية الشرقية والدقهلية والغربية والبحيرة إلى أقسام كذلك وعين لكل قسم ناظر قسم ، وفي سنة ۱۲٤۱ هـ - ۱۸۲٦ م أمر محمد علي بابطال اسم ولاية وأن تستبدل بها كلمة مأمورية ، وكانت ۲٤ مأمورية في الوجه البحري و١٠ في الوجه القبلي ، وكل مأمورية قسمت إلى قسمين فأكثر حسب اتساع دائرتها ، ويرأس كل مأمورية موظف باسم مأمور كما يرأس القسم ناظر القسم ، ولما رأی محمد علي أن اسم المأمورية بدل في معناه على أنه أصغر من الولاية أصدر أمراً في أول سنة ۱۲٤۹هـ - ۱۸۳۳ م بتغيير كلمة مأمورية إلى مديرية وهو الاسم المعتمد إلى اليوم في تسمية الأقاليم المصرية ، وجعل المديريات ١٤ مديرية يرأس كلا منها مدير ، و بذلك رجع محمد علي إلى تقسيم البلاد الجغرافي على عهد الفاطميين فالأيوبيين فالمماليك وقد زاد محمد علي في الأقسام الإدارية لتركيز السلطة وتوحيد أعمالها في المديريات ، وبلغ عدد الأقسام الإدارية لغاية آخر حكم سعید ٤۷ قسما تشتمل على ۳٦۳۹ قرية ، وقد سار اسماعيل على نهج جده في التعمير والإصلاح حتى بلغ عدد السكان في إحصاء سنة ۱۸۸۲ حوالي سبعة ملايين من الأنفس ، وأنشئ في عهده ۱۷ قسما وبلغت الأقسام في آخر حكمه ٦٤ قسما ، وفي سنة ۱۸۷۱ أصدر اسماعيل أمراً باطلاق كلمة مركز بدلا من قسيم في الوجه البحرى واسم مأمور بدلا من ناظر قسم على رئيس المركز ومعاون إدارة بدلا من حاكم خط ، أما في الوجه القبلى فقد أصدرت وزارة الداخلية منشوراً باستعمال كلمة مركز بدلا من قسم اعتباراً من سنة ١٨٩٠ أسوة بالوجه البحري ، وفي سنة ۱۸۸۰ أصبح عدد المراكز ۷۳ مرکزاً ، وفي سنة ۱۹۳۷ صار عدد السكان قريباً من ١٦ مليون نسمة وأصبح عدد المراكز في الوجه القبلي والبحري ۷٥ مرکزاً تشتمل على ٤۱۸۸ قرية مالية وإدارية بخلاف محافظات القاهرة والإسكندرية والحدود والقنال والسويس ودمياط . ونظرا لاتساع دائرة المدن التي فيها عواصم مديريات رأت وزارة الداخلية سنة ١٨٩٠ ضرورة فصل هذه المدن عن المراكز التابعة لها على أن ينشأ في كل مدينة مأمورية قائمة بذاتها ذات حدود معينة تفصلها عن قرى المراكز ويرأسها مأمور بندر للتمييز بينه و بين مأمور المركز ، وقد أنشأت الحكومة منذ تلك السنة ۱۲ مأمورية في مختلف نواحي القطر ٦ في الوجه البحري و٦ في الصعيد . واضع القاموس الجغرافي ولد المرحوم محمد رمزي في مدينة المنصورة في يوم 17 أكتوبر سنة ۱۸۷۱ الموافق ليوم ۳ شعبان سنة ۱۲۸۲ هـ وكان أبوه عثمان بك رمزي من رجال الخديوي اسماعيل الذين استفادوا من قرار سنة 1867 القاضي باعطاء الأراضي البور لمن يستصلحها وربط العشور عليها بعد 15 سنة من تاريخ الإعطاء ، وقد أعطى ۳۰۰ فدان في أرض المقاطعة وكفر سعد من أعمال مركز السنبلاوين وأنشأ فيها عزبتين وقفهما فيما بعد ، وجده مصطفی أغا کِسْکه من رجال المدفعية الذين انتقاهم الكولونيل سيف ( سليمان باشا الفرنساوي ) من الضباط الأتراك لتعليم المصريين فنون الحرب عندما قرر محمد علي إنشاء الجيش المصرى على النظام الحديث . وفي سنة ۱۲۹5 هـ – ۱۸۷۸ م أحضر له والده فقيها علمه القراءة والكتابة ، ومكث في المكتب ثلاث سنوات في عزبة والده بالمقاطعة ، ثم ألحقه والده بمدرسة القبة بضواحي القاهرة ، وكان أكثر تلاميذ هذه المدرسة من أبناء الضباط الذين اشتركوا في الثورة العرابية فتعطلت المدرسة وألغيت نهائياً بعد صيف سنة ۱۸۸۲ ، ثم ألحقه والده بمدرسة المنصورة الابتدائية ، ثم التحق بالمدرسة التجهيزية بدرب الجماميز سنة ۱۸۸6 — وهي المدرسة الخديوية فيما بعد — وفي سنة 1890 التحق بمدرسة الحقوق الخديوية وكانت في شارع عبد العزيز مكان مدرسة المعلمين الأولية و بقي بها إلى السنة الثانية ، وفي صيف سنة ۱۸۹۲ حصل شقاق بينه و بين والده فانقطع عن الذهاب إلى مدرسة الحقوق وسكن مع زميله محمد بك توفيق المهندس بمصلحة التليفونات ، وفي أواخر سنة ۱۸۹۲ التحق بوزارة المالية بوظيفة كتابية بادارة الخزينة بأربعة جنيهات ، ثم التحق بوزارة الداخلية بوظيفة معاون إدارة سنة ۱۸۹۳ بمديرية الدقهلية بستة جنيهات ، وبعد سنة كتب خليل باشا عفت مدير الدقهلية كتاباً لوزارة الداخلية يفيدها أن المؤلف لم يقض مدة التمرين على ما يرام ، ولكن الشيخ محمد عبده توسط له فنقل إلى أسوان وفي سنة ۱۸۹۸ نقل إلى أسيوط ، وفي سنة ۱۹۰۰ نقل إلى ميت غمر ، وفي سنة ۱۹۰۲ نقل إلى مركز منيا القمح . ولمناسبة الشروع في ربط الضرائب على الأطيان المبيعة من الحكومة للأهلين طلبه المستر مكلّوب مفتش المالية للقيام بمعاينة الأطيان وتقدير الضرائب عليها بمركز فاقوس ، ومن هنا عاد لوزارة المالية مرة أخرى ، ثم ندب رئيساً لإحدى لجان تعديل الضرائب في الدقهلية ثم نقل لقنا سنة ۱۹۰5 ورقي إلى وكيل مفتش مالية بمراقبة الأموال المقررة ، ثم أشرف على توزيع أطيان الدائرة السنية بعد تصفيتها في أرمنت والمطاعنة . وفي سنة 1906 ندب للتفتيش على أعمال الضرائب في مديريات جرجا وأسيوط والمنيا وبني سويف ، وبلغت ماهیته ۲۲ جنيهاً سنة ۱۹۰۷ ، وفي سنة ۱۹۲۱ أنعم عليه برتبة البيكوية وكانت ماهیته ستين جنيها، وفي سنة ۱۹۳۰ بلغت ماهيته ۸۰ جنيها ، وفي 8 مايو سنة ۱۹۳۱ أحيل إلى المعاش وكان معاشه 60 جنيهاً وقد كتب كل ذلك بخطه في ٢٤ يوليه سنة ۱۹۳۱. كان رحمه الله يسمى وظيفته ( الوظيفة الصامتة ) وكان يحمل في حقيبته خطط المقریزي وخطط علي باشا مبارك ليسترشد بهما في تنقلاته في الريف والصعيد لتحقيق تاريخ تكوين البلاد المصرية وأسماء مواقعها ، وقد أوغل في مؤلفات امیلینو وماسبيرو وجوتييه وفييت ، وتغلغل في القرى والنواحي منقباً محققاً لما قرأ في تلك الكتب حتى عرف أصولها جميعها أو كاد وصار الحجة الكبرى بين الإخصائيين في هذا الشأن ، وعكف بعد بلوغه الستين — أي بعد أن نضج نضوجاً تاماً — على إظهار هذه التحقيقات في شكل كتب واستدراكات . وكان يحقق الأسماء الجغرافية على الخرط ويزيد على جزازاته القديمة كل جديد . عرفته دار الكتب وعرفته مصلحة المساحة ولجنة حفظ الآثار العربية ومصلحة التنظيم ولجنة تسمية الشوارع والمجلس الحسبي العالي ولجنة التقسيم الإداري بوزارة الداخلية ، فأرسلت إليه كلها تستمد معلوماته في تاريخ البلاد المصرية فلم يضن عليها جميعاً طواعية واحتسابا ، ولا يكاد يخلو سطر من كتبه من إشارة إلى زيارة ومشاهدة لهذه المدن والقرى والعزب والكفور والأمكنة والشوارع والجوامع والدور القديمة الأثرية والمدارس بمصر والقاهرة وسائر البلاد المصرية على الإطلاق مما اقتضاه مكثه الطويل في خدمة الحكومة المصرية وعنايته بتدوين أوصافه ورحلاته وفوائده التاريخية والأثرية والجغرافية منذ صباه . كان المرحوم الأستاذ محمد رمزي یاقوت مصر غير مدافع ، عالج حياة كتاب الخراج وهو مفتش مالية أكثر من ثلاثين سنة من سنة ۱۹۰۲ إلى سنة ۱۹۳۲ ، وقد أعانه تجواله في القرى المصرية طوال هاتيك السنين على زيارة جميع القرى وتوابعها بلا استثناء ، وكان يمارس عمله الرسمي من قياس الأرض وربط الخراج عليها إلى البحث أثناء مروره في القرى عن تاريخ تكوين البلاد وضبط حروف أسمائها وشكلها وسماعه لأسمائها من سكانها واستعمالها أثناء وجوده في الأقاليم في وظائف تابعة لوزارتي الداخلية والمالية . وأول ما بدأ حياته الحرة في يناير سنة ۱۹۳۳ ( أي بعد إحالته إلى المعاش بزمن يسير ) نقل کتاب تحفة الإرشاد من مكتبة الأزهر بعد أن تبين له أن هذا الكتاب يشمل أسماء الأعمال المصرية أي المديريات وأسماء البلاد المصرية في كل عمل ، وهي الأسماء التي وردت في الروك الحسامي الذي عمل سنة 697هـ ، وهذا الكتاب يتكون أصله من قسمين الأول يشمل النواحي المتفقة أسماؤها أي المتشابهة مرتبة على الحروف الهجائية ، والثاني يشمل أسماء النواحی مرتبة على الحروف الهجائية في كل عمل على حدته . وفي صيف سنة ۱۹۳۳ زار المعهد العلمي الديني بدمياط فوجد نسخة مخطوطة من هذا الكتاب وهي صورة مطابقة في وصفها وترتيبها لما ورد في نواحي القسم الثاني من نسخة مكتبة الأزهر ، ولم يجد القسم الأول المشتمل على البلاد المتفقة أسماؤها ، وقد أشار في القاموس الجغرافي إلى نسخة معهد دمياط بالحروف (ن م د) أي الحروف الأولى من عبارة نسخة معهد دمياط وفي أكتوبر سنة ۱۹۳۳ فكر في إعادة طبع كتاب التحفة السنية لابن الجيعان لأغراض ثلاثة الأول تصحيح الخطأ الوارد في النسخة المطبوعة في مصر سنة ۱۸۹۸ لحساب دار الكتب المصرية والثاني التعليق على كل اسم من أسماء البلدان وما طرأ عليه من التحريف أو التغيير وموضع كل بلد بحسب التقسيم الجغرافي الإداري الحالي أي بيان اسم المركز والمديرية التابع لهما كل قرية في الوقت الحاضر ، والثالث بيان ما درس من القرى الواردة في كتاب التحفة وما آل إليه حال كل قرية مندرسة ومهد لذلك بنبذة تاريخية عن كتاب التحفة المخطوط والمطبوع وتاريخ صاحبه ، ونسب الفضل في تصويب ما ورد إلى المراجع التي جعلها دستوراً لوضع القاموس الجغرافي . قال المؤلف ( وقد اتخذت كتاب التحفة السنية لابن الجيعان أساساً لأبحاثي ووثيقة رسمية بين ما ظهر قبله من الكتب التي من نوعه في السنين السابقة على سنة ۸۸۳ هـ التي توافق سنة ۱4۷۷م وبين ما ظهر منها بعد ذلك التاريخ إلى اليوم ، أي اتخذته دليلا للمقارنة بين الماضي والحاضر ، و بذلك أمكنني أن أعرف البلاد التي درست من الروك الحسامي والبلاد التي استجدت في الروك الناصري ثم ما عرفته فيما بعد من دار المحفوظات بالقلعة وحجج الأوقاف بوزارة الأوقاف والمحاكم الشرعية مما استجد وما اندثر من القرى المصرية من عهد کتاب التحفة إلى اليوم ) . ومن سنة ۱۹۳۳ إلى يوم وفاته وهو يكتب التعليقات الأثرية والجغرافية لكتاب النجوم الزاهرة في تاريخ مصر والقاهرة لابن تغري بردي ، وهو الكتاب الذي تنشره دار الكتب المصرية ، أي ابتداء من الجزء الرابع إلى الجزء التاسع أي من سنة ۱۹٣٣ إلى سنة ۱۹٤٥ ، وفي نهاية كل جزء تنبيه لذلك . وقد ظلت دار الكتب تنشر تعليقاته التي تركها على هذا الكتاب إلى آخر الجزء الحادي عشر أي إلى سنة ۱۹٥۱ . وفي سنة ۱۹۳۰ نشر المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية استدراكه على كتاب جغرافية مصر في عهد القبط للمسيو أميلينو في الجزء الثالث من کتاب کشکول ماسبيرو Melanges Maspero وذلك من ص ۲۷٤ إلى ص ۳۲۱ . وفي سنة ۱۹۳۹ نشر نبذة تاريخية عن التعليم العام في مصر في عصر محمد على نشرت في الكتاب الذهبي للمدرسة الخديوية . وفي سنة ۱۹٤۱ وضع « الدليل الجغرافي » لأسماء المدن والنواحي المصرية المعتبرة وحدة عقارية لحصر الأراضي وتحصيل الأموال المقررة . وقدمه لمصلحة المساحة فطبعته على نفقتها ، ويستفاد مما ورد في الصفحة حرف (و) من مقدمة الكتاب ما يفيد أن هذا الدليل من وضعه . وفي هذه السنة نفسها أي سنة ۱۹٤۱ تعرف مؤلف القاموس الجغرافي بالدكتور عزیز سوریال وأطلعه الأخير على ما لديه من النسخ المخطوطة التي صورها بالفتوغرافية من مكتبات أوروبا من كتاب قوانين الدواوين لابن مماتي ناظر الدواوين في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي فوجد الباب الثالث من الكتاب المذكور يشمل أسماء جميع النواحي المصرية التي كانت وحدة مالية في ذلك الوقت ، ولما كان كتاب قوانين الدواوین کتب سنة ٥۸۸ هـ وهو أقدم من كتاب تحفة الإرشاد الذي كتب سنة ٦۹۷ هـ بنحو ۱۰۹ سنة فقد راجع کتاب تحفة الإرشاد على ما ورد في القسم الثالث من كتاب قوانين الدواوين لابن مماتي وتبين له من مراجعة أسماء البلاد المصرية الواردة في قوانين ابن مماتي أن جميعها وارد في كتاب تحفة الإرشاد إلا القليل الذي سقط سهواً من كتاب تحفة الإرشاد وعددها 56 ناحية ، وأن أسماء البلاد الواردة في قوانين ابن مماتي وردت كذلك في تحفة الإرشاد بالترتيب والتوالي حسب وضعها في أعمالها بدون أن يحدث تقديم أو تأخير في أي اسم منها على ما يقابله في كلا الكتابين إلا ما زاد من النواحي المستجدة فقد وضعت كلها في أعمالها وهي عبارة عن ۳۰ ناحية لم ترد في ابن مماتي استجدت واعتبرت وحدة مالية في المدة الواقعة بين سنة ٥٨٨ هـ وسنة ٦۹۷ هـ . وقد أشار إلى نسخة قوانين ابن مماتي في القاموس الجغرافي بالحروف ( ق ام ) وهي الحروف الأولى من عبارة قوانين ابن مماتي . وقد لاحظ أيضا أن أسماء الثغور وبعض المدن لم ترد في تحفة الإرشاد ولا في قوانين الدواوين مثل القاهرة والإسكندرية ورشيد ودمياط والمحلة الكبرى والجيزة والبهنسا والأشمونين الخ . فاستدرك ذلك في القاموس الجغرافي من بعد سنة ۱۹٤۲ إلى حين وفاته . وفي سنة ۱۹٤۲ وضع مقدمة كتاب المدن المصرية وتطوراتها للمهندس فؤاد فرج كما وضع في السنة التي قبلها مقدمة كتاب مصر في عهد الإسلام للأستاذ محمود عكوش ، ووضع أيضاً في سنة ۱۹٤۱ نبذة تاريخية عن الوصف الطبوغرافي للمنطقة التي تتوسطها مدرسة فؤاد الأول الثانوية بالعباسية، وفي سنة ۱۹٤۱ نشر نبذة تاريخية عن الوصف الطبوغرافي لمنطقة خط القصر العالي الكائن بين مبانيها المدرسة الإبراهيمية الثانوية ، وأمثال ذلك نبذة تاريخية عن مكان المدرسة الخديوية ، ونبذة تاريخية عن مكان مدرسة بنبا قادن الثانوية ، ونبذة تاريخية عن تاريخ شبرا وروض الفرج والفيوم وحلوان الحمامات ومجرى النيل وتحولاته الثمانية من طرح البحر بجوار القاهرة ومكان فم الخليج المصري عند فتح العرب لمصر الخ . وقد سبق له أن نشر سنة ۱۹۲٥ مذكرة ببيان الأغلاط التي وقعت من مصلحة التنظيم في تسمية الشوارع والطرق بمدينة القاهرة وضواحيها قدمها لوزير الأشغال في يوم ٥ مايو سنة ۱۹۲٥ وطبعها في دار الكتب المصرية ، ومنذ ذلك الحين فضلا عن مؤلفاته السابقة كان يمد جريدتي الأهرام والمقطم بتحقيقاته الجغرافية والتاريخية هذا عدا ما نشره في مجلة العلوم والثقافة ومجلات المدارس الثانوية . وله أبحاث كثيرة لم تنشر كتاريخ التقسيم الإداري من عهد الفراعنة إلى اليوم، وتاريخ مساجد القاهرة ، وشرح كتاب الخطط المقريزية والتعليق على جميع ما ورد به من الأماكن والمساجد والمدارس وغيرها من الآثار القائمة والمندرسة ، وتاريخ الترع والخلجان بالقاهرة وأبواب القاهرة . وتاريخ الوزارة المصرية ، وتاريخ المساحة المصرية ، والتعليق على كتاب جغرافية وأطلس مصر للأمير عمر طوسون ، والاستدراكات على جوتييه والدكتور بول وأميلينو وفييت ، وأغلبها نشر في هذا القسم الأول من القاموس الجغرافي . وكان رحمه الله عضواً في المجلس الأعلى لحفظ الآثار العربية ، وعضواً في اللجنة التنفيذية لإدارة حفظ الآثار ، وعضواً بمجلس حسبي مصر الاستئنافي ، وعضواً في لجنة تسمية شوارع القاهرة ، وعضواً في لجنة التقسيم الإداري . وقد وضع كتابه القاموس الجغرافي في جزازات وقسمه إلى قسمين كبيرين ، القسم الأول القرى المندرسة وما آلت إليه حال كل قرية ومكانها على الطبيعة الآن ، والقسم الثاني القرى الحالية من قديمة وحديثة مرتبة على الحروف الهجائية في أقاليمها ، وموضع كل بلد في هذه الأقاليم حسب التقسيم الجغرافي الحالى أي بيان المركز والمديرية التابع لها كل قرية في الوقت الحاضر ، وقد بني هذا الجزء الأخير على قسمين تاريخيين القرى القديمة التي كانت موجودة إلى سنة ۸۸۳ هـ التي توافق سنة ۱٤۷۷م والقرى الحديثة التي استجدت منذ هذا التاريخ إلى يوم وفاته . وظل رحمه الله دائب التغيير والتبديل والزيادة في هذه الجزازات حتى استقرت على حال قرر معها أن يطبع هذا القاموس ، ولكن شمسه آذنت بالغروب في فبراير سنة ۱۹٤٥ وترك هذه الثروة الكبيرة في شكل هذه الجزازات التي بلغت نحو العشرة آلاف جزازة في القرى المندرسة والقديمة والحديثة جميعاً . وقيض الله لحفظ هذه الثروة العلمية الطائلة صهره المهندس حسن فؤاد مدير المساحة المصرية الأسبق فهو الذي قدمها مع مذكراته إلى دار الكتب لطبعها خدمة للعلم وإحياء لفضل هذا العالم المصري الكبير ، فله منا أجزل الشكر . أحمد رامي أحمد لطفي السيد وكيل دار الكتب المصرية بدار الكتب المصرية رجب سنة ۱۳۷۳ مارس سنة ۱۹٥٤
239472
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%20%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D9%85%D9%86%20%D8%B9%D9%87%D8%AF%20%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%B3%D9%86%D8%A9%201945/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%AD%D8%B1%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%81
القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945/القسم الأول/حرف الألف
آبو هي جزيرة أسوان الواقعة في النيل تجاه مدينة أسوان وتسمى جزيرة العاج . ويسمها الروم مدينة ألفنتين . وكانت قاعدة القسم الأول من أقسام الوجه القبلي، كما كانت عاصمة مصر في عهد الأسرتين الخامسة والسادسة الفرعونيتين . انظر جزيرة أسوان بمركز أسوان . آمون وردت في كتب التاريخ القديم ، وكانت بلدة قديمة بواحة سيوه سميت باسم الإله آمون معبود المصريين ، ومكانها اليوم قرية أغورمي بواحة سيوة بمحافظة الصحراء الغربية، حيث يوجد بها إلى اليوم بقايا معبد الإله آمون . أباتوس وردت في الخطط التوفيقية بأنها واقعة جنوبي أسوان، وفي كتاب الحضارة القديمة - لأحمد كمال باشا - قال ويوجد بجوار جزيرة بلاق وهي جزيرة Philac جزيرة أخرى يقال لها أباتوس محاطة بالصخور المشحونة بالنقوش المفيدة وكان فيها مقابر إيزيس واوزوريس تحرسها القسوس خاصة ولا يزورها سواهم ، وكان فيها زمن الفراعنة ثكنات للعساكر المحافظين على الحدود المصرية من إغارة السودانيين، ووردت في قاموس جوتييه باسم Abaton قال وهي L'ile de Bigeh جزيرة بيجه . وما ذكر يتبين أن الأسم المصرى لهذه الجزيرة هو أباتون والرومي أباتوس والعربي بيجه ، و بالبحث تبين لي أن جزيرة بيجه هذه لا تزال موجودة إلى اليوم ، وهي واقعة غربي جزيرة بلاق المعروفة بجزيرة فيليه أو جزيرة أنس الوجود على بعد ۷۰ متراً، وجزيرة بيجه المذكورة هي من توابع ناحية الشلال بمركز أسوان بمديرية أسوان . أبجوج وردت في التحفة ومعها أبو قراميط من أعمال الشرقية وفي كتاب تحفة الإرشاد أبوقراميط وهي أبجوج ، مما يدل على أنهما ناحية واحدة، وفي ناحية جميزة بني عمرو حوض البجوجی نسبة إلى أبجوج المذكورة وهي اليوم أبو قراميط مركز السنبلاوين . أبشاتي ورد اسم هذه الناحية في الخطط التوفيقية قال ويقال لها أنطقيوس زالت و محلها الآن تل وسيم الكفري بين أشمون وطليا بمركز أشمون . وبالبحث عن مكان هذه القرية تبين لي أنها كانت واقعة بحوض قطعة البنا قسم ثان بأراضي ناحية أشمون و في جنوبها على بعد ۲٥۰۰ مترا شرقي ترعة النجار . أبشاده وردت في قوانين ابن مماتی وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الغربية ووردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ باسم أبشادى . و بالبحث عن مكان هذه القرية تبين لي أنها اندثرت وكانت مساكنها واقعة بحوض أبشادي بأراضي ناحية منية أبيار ويجاور هذا الحوض حوض أبشادي بأراضي ناحية النجاریه وحوض أبشادی بناحية الحداد وكلها بمركز كفر الزيات بمديرية الغربية ، وقد توزع زمام أبشاده على النواحي المذكورة، وهذه غير أبشاده التي يمركز تلا بمديرية المنوفية . أبْشو وردت في قوانين ابن مماتي وفي التحفة من أعمال الغربية وفي تحفة الإرشاد وردت محرفة باسم أبيتو ، وفي ن م د محرفة كذلك باسم أبستو وهي غير أبستو التي أصل اسمها بستو وهي اليوم من قرى مركز طلخا بمديرية الغربية . أبشبو من الغربية . كانت واقعة بأراضي ناحية العمدان بمركز كفر الشيخ ، ويدل على موقعها حوض الأبشاوى رقم ٣ الواقع في الجهة الغربية الجنوبية من أطيانها تجاه كفر يوسف ، وفي دليل سنة ۱۲۲٤ هـ أبو بشان . أبشيش ورد اسم هذه الناحية في تحفة الإرشاد من أعمال البوصيرية وورد في مشترك قوانین الدواوين من أعمال القوصية و أرجح أنها من أعمال البوصيرية . أبعادية نجير وردت في تاريخ سنة ۱۲۲۸ هـ بأنها ناحية مالية غيط من غير حيط أي أرض زراعية بغير سكن ، ثم ألغيت وحدتها بقرار في ۲۲ يوليو سنة ۱۹۰۳ وأضيف زمامها، على ناحية نجير بمركز دكرنس بمديرية الدقهلية . أبخات وردت في المشترك باسم كوم أبخات، وفي التحفة أضاف إليها أبو الحلوف ، وكانت واقعة بأراضي ناحية الكوم الطويل بمركز كفر الشيخ ، ويدل عليها حوض أبو الحلوف نمرة ١٨ الواقع بين مصرف السلاهيب وترعة الجرجوبه بأراضي الكوم الطويل . انظر أبو الحلوف وكوم بخات . أبرد وردت في تحفة الإرشاد أبرد وذات الاسم من أعمال الشرقية، وفي الانتصار وقوانين الدواوين أبرد وذات الاسم لعربان العايد ، وفي التحفة أبرد ودلب الأسمر والبشاشية من أعمال الشرقية، وبالبحث تبين لي أن أبرد يعرف مكانها اليوم باسم جزيرة برد من توابع ناحية المناجاه مركز فاقوس بمديرية الشرقية ، وأن ذات الاسم والبشاشيه لابد وأنهما كانا بالقرب منها . أبرهت والأثله من البهنساوية. وردت في التحفة من أعمال الأشمونين، وفي جغرافية أميلينو ص ۱٢ باسم قصر أبرحت وقال ويظهر أنها كانت نقطة عسكرية بالقرب من أنصنا بالأشمونين و بالبحث تبين الى أنها هي القرية التي تعرف اليوم باسم دير البرشا شرقي النيل بمركز ملوى . أبريزيا وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الفيومية، وفي التحفة وردت معرفة مع الزربى باسم أبريريا والززني من أعمال الفيومية والصواب أبريريا ، وهذه الأخيرة لا تزال موجودة إلى اليوم باسمها المذكور بمركز سنورس بمديرية الفيوم . وبالبحث عن أبریزیا تبين لي أنها قد اندثرت ويقع في مكانها اليوم قرية كفر عميرة من نواحی مرکز سنورس بمديرية الفيوم . أبسحون وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الغربية . ولعلها السجون. أبسوج البحرى وردت في تحفة الإرشاد من أعمال القوصية . أبو الأرانب وردت في التحفة من أعمال البحيرة . و بالبحث عنها تبين لي أن مكانها اليوم عزبة كوم الأرانب الواقعة في الشمال الشرقي بأراضى ناحية البرنوجی بمركز دمنهور بمديرية البحيرة في شمال عزبة تل أم الغزلان . أبو التماس وردت في التحفة مع تنوف وكانت واقعة بين أراضى نواحي تانوف والنصرية و ديروط الشريف ، ويدل عليها أحواض أبي التماس الواقعة في النواحي الثلاث المذكورة في منطقة واحدة ، وفي نسخة معهد دمياط بو تماس . أبو الحلوف وردت في المشترك باسم كوم أبخات و في التحفة أضاف إليها أبو الحلوف ، وكانت واقعة بناحية أراضي الكوم الطويل بمركز كفر الشيخ ، ويدل عليها حوض أبو الحلوف نمرة ١٨ الواقع بين مصرف السلاهیب و ترعة الجرجوية بأراضي الكوم الطويل . انظر أبخات . أبو الزرازير محلها تل قديم يعرف باسم أبو الزرازير بجوار عزبة محمد لطيف المشهورة بعزبة أبو الزرازير بحوض الزرازير بأراضي زاوية حمور على ترعة فرهاش بمركز الدلنجات بالبحيرة . أبو الضروع وردت في تحفة الإرشاد من أعمال حوف رمسيس ووردت في الخطط المقريزية عند الكلام على خليج الاسكندرية باسم أم الضروع بعد ناحية جبارس التي هي الآن من قرى مركز إتياي البارود بمديرية البحيرة . أبو الغزلان البحريه محلها عزبة تل أم الغزلان الواقعة بحوض أم الغزلان في الشمال الشرقي من أراضي ناحية البرنوجي بمركز دمنهور . أبو الغزلان القبليه وردت في التحفة من أعمال البحيرة . أبلوج وردت في جغرافية أميلينو ص ۱ قال هي في الصعيد الأعلى أو مصر الوسطى ، وأرجعها إلى نزلة الأبلق بمركز أبو تيج لتشابه الأسمين ولكني لا أقطع بذلك . أبلوق انظر كفر سليم بمركز كفر الدوار . أبليل هي من المدن المصرية القديمة ، وقد ورد اسمها في كور مصر التي بالوجه البحري مذكوراً مع بلدة صان الحجر التي بمركز فاقوس بمديرية الشرقية ، وهذا يدل على أن ابليل كانت بالقرب من صان . ذكرها ياقوت في معجم البلدان فقال إن ابليل هي من قرى مصر بأسفل الأرض ، ويضاف إليها كورة فيقال كورة : صان و ابلیل . وبالبحث عن مكان هذه المدينة تبين لي أنها اندثرت ومكانها يعرف اليوم بتل بليم المحرفة عن ابليل ، ويقال له أيضا تل البطيخ بجزيرة في بحيرة المنزلة شرقي صان الحجر على بعد ۳١ كيلو متراً وغربي محطة الكاب الواقعة على السكة الحديدية الموصلة بين الاسماعيلية وبورسعيد بمسافة ١٤ كيلو متراً . أبليوتس وردت في جغرافية أميلينو ص ۱۳۸ Apeliotes قال إنه وجدها في عبارة ورد فيها أسماء عدة أشخاص منهم ثلاثة من هذه القرية وستة آخرون من نواحي الصحراء ووادي شيهات والقلايات ووادى النطرون وفوسى ، وقال إنه لم يستدل عليها ولذلك تعذر عليه تعيين موقعها . أبنوب وردت في الخطط التوفيقية ص ۳ ج ۱٦ بأنها قرية قديمة زالت ومحلها الآن تل اليهودية بمركز شبين القناطر بالقليوبية . أبوابيس وردت في الخطط التوفيقية مع أبو صير قوریدس ( أبو صير ) مركز الواسطى وقال إن الإسكندر أنشأها وسماها كليوباتريس ، و بالبحث تبين لي أن محلها اليوم عزبة تل أم الغزلان الواقعة بحوض أم الغزلان في الشمال الشرقي بأراضي ناحية البرنوجي بمركز دمنهور بمديرية البحيرة . أبو المليس وردت في المشترك لياقوت باسم منية الأملس بكورة الغربية وفي التحفة باسم أبو المليس من أعمال الغربية و في الانتصار وقوانين الدواوين باسم أبو الملايس ، وقد ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى ناحية أبو مشهور ( أبو طور سابقا ) بمركز السنطة بمديرية الغربية ويدل عليها حوض الأمالس بأراضي الناحية المذكورة . أبو بطيخه وردت في الانتصار من كفور البسقنون بالبهنساوية . و بالبحث تبين لي أن مكانها اليوم عزبة صالح باشا لملوم السعدى الواقعة بحوض لملوم بك بأراضي ناحية زاوية برمشا المتاخمة لناحية البسقلون بمركز مغاغه بمديرية المنيا ، ويدل على موقعها حوض أبو بطيخه المجاور لحوض لملوم بك بالناحية المذكورة . أبو جندم وردت في قوانين الدواوين أنها في الفيومية . أبو دخان هي من القرى القديمة وردت في التحفة من أعمال اليهنساوية ، وقد ألغيت وحدتها في تربيع سنة ۹۳۳ هـ وأصبحت من توابع ناحية أبو شربان بمركز ببا بمديرية بني سويف . أبو دويب وردت في التحفة من أعمال الغربية . وبالبحث تبين لي أنها كانت واقعة بأراضي ناحية بسنديله بمركز شربين بمديرية الغربية ، ويدل عليها حوض أبو دویب رقم ٤٢ الواقع جنوبي السكة الحديدية بزمام الناحية المذكورة . أبو دیان وردت في التحفة باسم أبو دیان و البستان و بركته من أعمال الشرقية . أبو دینار وردت في الخطط المقريزية ( ص ۱٦۹ ج 1 ) وفي تاج العروس بأنها من نواحي البحيرة وبالبحث عنها تبين لي أنها كانت واقعة بأراضي ناحية دسونس أم دینار بمركز أبوحمص بمديرية البحيرة ، وقد اندثرت وأضيف زمامها إلى دسونس المذكورة فعرفت بها . أبو زريق وردت في القاموس الجغرافي لإحصاء سنة ۱۸۹۷ من نواحي مركز إتياى البارود، وهي عزبة أبو زريق ضمن نواحي المركز المذكور. أبو زياده وردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ من كنوز التلين بولاية الشرقية . أبو شنيف وردت بالتحفة من صفقة بشتيل بالأعمال الجيزية ثم وردت في تحفة الإرشاد باسم بوشنيف من أعمال الجيزة وفي تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ أبو شنيف وألغيت بعد ذلك . وبالبحث تبين لي أن مكانها اليوم كفر السلمانيه من توابع ناحية وراق العرب بمركز امبابه بمديرية الجيزة ويدل على ذلك مجاورة هذا الكفر لحوض أبو شنيف ضمن أراضي الناحية المذكورة . أبو عروق من نواحي الجفار بين الحُر والخشبي . وبالبحث تبين لي أنها نقطة عربان واقعة شرقي قنال السويس في الشمال الشرقي لمحطة الفردان وعلى بعد ثمانية كيلومترات . أبو عكيم وردت في التحفة من أعمال الشرقية . وقد اندثرت هذه القرية ومحلها تل أبو عكيم الواقع بأراضي ناحية قصاصين الشرق بمركز فاقوس بمديرية الشرقية وهذا التل واقع على مصرف بحر البقر وعلى بعده سبعة كيلو مترات شرقي سکن ناحية المناجاه الكبرى بالمركز المذكور . أبو عيسى كانت ناحية إدارية من نواحی قسم أسوان وردت في إحصاء سنة ۱۸۸۲ طبع سنة ۱۸۸٤ وهي اليوم نجع من توابع ناحية غرب أسوان بمركز أسوان . ابوغراره وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بخط أريمون بولاية الغربية، وبالبحث تبين لي أن زمامها كان رزقة وأنها ألغيت وأضيف زمامها إلى محلة القصب ( الغربية ) بمركز كفر الشيخ بمديرية الغربية ، ويدل عليها حوض أبو غراره بأراضي الناحية المذكورة . أبو قطنه وردت في التحفة من أعمال الجيزية وفي دليل سنة ۱۲۲4 هـ باسم أبو قطيا، ويستفاد مما ورد في الدليل المذكور أنه في تربيع سنة ۹۳۳ هـ ألغيت وحدة هذه الناحية وأضيف زمامها إلى بني مجدول، فأصبحت تعرف بها لأنها جزء من أراضيها . أبو قيح وردت في تحفة الإرشاد بوقيح من أعمال الشرقية ووردت في التحفة مصحفة باسم أبو قيخ وفي الانتصار محرفة باسم أبو فتح . وبالبحث عن موقع هذه الناحية تبين لي أن مكانها اليوم الجزيرة المعروفة بجزيرة أبو قيح بحوض أبو قيح رقم ۲ بأراضى ناحية سماكين الغرب بمركز فاقوس بمديرية الشرقية في الشمال الغربي لسكن السماكين وعلى بعد ۳5۰۰ متر منها . أبو كاتا وردت في جغرافية اميلينو ص 164 Epoukana قال إنها وردت عند ذكر اسمي شاهدين من هذه القرية على عقد خاص بهبة كتب في دير فوايامون بناحية Djimé وقال إنه ليس لهذا الأسم أثر في قوائم أسماء البلاد المصرية . أبو كعب وردت في التحفة من أعمال البهنساوية . وبالبحث تبين لي أن مكانها اليوم ناحية عزبة الشنطور بمركز ببا بمديرية بني سويف ، ويدل عليها حوض أبو عقاب المحرف عن أبي كعب الواقع على البحر اليوسفي في الجنوب الغربي من أراضي الناحية المذكورة . أبومنا وردت في الانتصار من كفور البسقنون بالأعمال البهنساوية . أبو نبيذ وردت في قوانين الدواوين من أعمال الشرقية وفي التحفة وردت محرفة بأسم أبو تبيد من أعمال الشرقية ، وقد اندثرت هذه القرية ويدل عليها حوض أبو نبيذ الواقع بأراضي ناحية الصالحية بمركز فاقوس بمديرية الشرقية . أبو هدری كانت واقعة بأراضي ناحية المنشاة بمركز جرجا ، ويدل على موقعها مقام الشيخ أبو الهدر الواقع بحوض أبو الهدر بأراضي الناحية المذكورة وعلى بعد كيلو متر تقريبا شمالي سكنها، وقد توزعت أراضيها على العنبرية وروافع العيساوية بمركز جرجا . أبوان هي من القرى الصناعية القديمة التي كانت واقعة على بحيرة المنزلة وإليها تنسب الأبوانية إحدى کور مصر بالوجه البحري . وردت في معجم البلدان لياقوت « أبوان » مدينة كانت قرب دمياط بمصر كان أهلها نصاری ويضاف إليها عمل فيقال لجميعه الأبوانية . ووردت في تحفة الإرشاد من عمل الأبوانية وفي الانتصار أبوان من الأعمال الأبوانية ، وهي أبوان وتونه و نیلو هه ومناوه وبهرمس و برماية وبشفا و بوره وشطا ودبقو و قیل دبیق وجميعها الآن خراب داثر داخل البحيرة . وقد خربت أبوان هذه من القرن الثامن الهجري حيث طغت عليها مياه بحيرة المنزلة ، وبالبحث عن مكان هذه القرية تبين لي أن مكانها اليوم تل النجارين الواقع على شاطئ بحيرة المنزلة بأراضي ناحية العطوي بمركز فارسكور بمديرية الدقهلية وفي الجهة الشرقية من مدينة فارسكور على بعد سبعة كيلومترات و النسبة إليها بوني على غير لفظه . أبيره والسخاويه وردتا في التحفة من أعمال الغربية ووردت أبيره وحدها في قوانين الدواوين من الأعمال الغربية ووردت في تحفة الإرشاد محرفة بأسم أنيره . وبالبحث تبين لي أنها كانت واقعة بأراضى ناحية أريمون بمركز كفر الشيخ بمديرية الغربية ، ويدل عليها حوض السخاوية المجاور لسكن الناحية المذكورة . أبيس Apis قال جوتييه إن هذه الناحية كانت واقعة في الغالب في القسم السابع بين الإسكندرية وصحراء ليبيا على بحيرة مريوط . وأقول بالبحث تبين لي أن Apis القديمة قد تخربت وأنشئ بجوارها بلدة أخرى لا تزال حاملة للاسم الأصلي وهي التي تعرف اليوم باسم أبيس المستجدة بمركز كفر الدوار بمديرية البحيرة وهي واقعة بالقرب من الإسكندرية شرقي بحيرة مريوط . أتاتيريتيه وردت في جغرافية اميلينو ص 175 Etathyrétè قال إنها ذكرت في موضوع وصية كتبت في دير جبل Djimé ولم يستدل عليها . أتار بشيس Atharbéchis ذكرها هيرودوت في جغرافيته وقال إنها واقعة في جزيرة تسمى Prosopit ، ولما تكلم علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية على شبين الكوم قال إن الجغرافيين اتفقوا على أن شبين هي محلة قرية قديمة سماها هيرودوت اتر بشیس و أنها في جزيرة تسمى بروزوبتیس . ولما تكلم كذلك على أبشاده قال : إن المؤرخ هيرودوط ذكر أن بروزوبتیس جزيرة من الدلتا محيطها تسعة فراسخ وفيها عدة مدن من ضمنها أطر بشی . و الأغرب من ذلك أن جوتييه لما تكلم في قاموسه على أتار بشيس ( ص 15 ج 3) قال إنها هي ناحية الطرانه القديمة التي مكانها اليوم كوم أبوبلو بأراضي الطرانه بمركز كوم حماده . وقد دلني البحث على أن جزيرة بروزوبيت هي التي سماها العرب جزيرة بني نصر وكانت تشغل الأجزاء الغربية من مراكز كفر الزيات وتلا و منوف، ومعلوم أن شبين الكوم والطرانه لم يكونا من قرى تلك الجزيرة ، وعلى ذلك لا أوافق على ما ذكره كل من مبارك باشا و هنري جوتييه وأقول إن أتار بشیس هي من قرى جزيرة بني نصر و إما أن يكون العرب سموها باسم آخر غير اسمها الرومي كما هو المعتاد عندهم ولم نستدل على هذا الاسم أو أنها اندثرت واختی اسمها من قديم . أتريات الخديوي وردت في جدول سنة ۱۸۸۰ تابعة إداريا لناحية دسونس الحلفايه بمركز أبو حمص، ولم ترد في حصر سنة ۱۸۸۲ ولا جدول سنة ۱۸۹۰ . أتريات حسين كامل وردت في جدول سنة ۱۸۸۰ تابعة إداريا لناحية زاوية غزال بمركز أبوحمص ، ولم ترد في حصر سنة ۱۸۸۲ ولا جدول سنة ۱۸۹۰ . أتريب من الاخميمية . تسمى بالرومية أتريبيس ، ومحلها آثار أدريبه بحاجر الجبل الغربي بأراضي ناحية ونينه الغربية بمركز سوهاج وفي الجنوب الغربي لمدينة سوهاج وعلى بعد ستة كيلومترات منها . انظر أدريبه . أتريب كانت واقعة بأراضى ناحية بنها ويدل على موقعها التلول التي بأحواض أتريب الواقعة في الجهة الشمالية من سكن بندر بنها . إتفو وردت في تحفة الإرشاد من أعمال البحيرة ووردت في التحفة محرفة باسم اتقو من أعمال البحيرة ووردت في المشترك لياقوت باسم ادفو قال وهي في كورة البحيرة بقرب الإسكندرية ووردت في تاج العروس ادفو قال وقد تبدل الدال تاء فيقال اتفو من أعمال البحيرة . أتيان وردت في الانتصار ضمن بلاد الواحات . أتيت تلوی وردت في تاريخ مصر ومعناها فاتحة الأرضين أو القابضة على الوجهين البحري والقبلى، أسسها الملك امنمحيت الأول واتخذها قاعدة لدولته لتوسطها بين الوجهين البحري والقبلي ودفن في أهرامها المعروف الآن بأهرام اللشت . وهذه المدينة مكانها اليوم قرية اللشت إحدى قرى مركز العياط بمديرية الجيزة بجوار الجبل الغربي بقرب الهرم المذكور . أتيره انظر تيره بمركز طلخا . أجمع وردت في كتاب أحسن التقاسيم من بلاد كور الصعيد . أجنو من النستراوية . وردت في الخطط المقريزية بين رشيد والبرلس و وردت في تاج العروس باسم أجنا وفي موضع آخر باسم أخنا أو أخنو وهو خطأ وفي الخطط التوفيقية عند الكلام عن أبشادی ذکر أجنا باسم عجنا صفحة 16 جزء ۸ مما يدل على أنها بالجيم، ومحلها اليوم كوم مشعل الواقع على البحر الأبيض في الجهة الشرقية بأراضي عزب الخليج بمركز قوه . انظر أخنا . أجور بامبانيه انظر بامبانیه . أجياتي وردت في جغرافية امیلینو ص 15 Agiati من قسم أرمنت ووردت أيضا باسم Naniagi ولم يستدل عليها . أجينيه وردت في جغرافية اميلينو ص 15 Aginé قال إنها كانت واقعة في إقليم الأشمونين وليس لها أثر . أحواض رومي وردت في التحفة بأنها من أعمال الأطفيحية . أخصاص أبي عُصَيَّه وردت في التحفة من أعمال الفيوم ووردت في تاريخ الفيوم وبلاده مع منية كربيس ( زاوية الكرادسة ) باسم منية كربيس والأخصاص المعروفة بأبي عصيه ثم وردت في ( ص 176 ) من الكتاب المذكور باسم منشاة منية كر بيس وتعرف بأخصاص أبي عصيه عبارة عن بلدة متوسطة بها مسجد و نخل كثير وطاحونة ماء، وقد اندثرت هذه القرية و مكانها الآن عزبة حرفوش الواقعة بأراضي ناحية زاوية الكرادسة، وأما زمامها فقد أضيف إلى زمام ناحية زاوية الكرادسة المذكورة . أخصاص عطيه وردت في التحفة من الأعمال الجيزية قال وهي للديوان السلطاني ووردت أيضا في دليل سنة 1224 هـ ضمن نواحي ولاية الجيزة . وهذه الناحية هي بخلاف الأخصاص التي بمركز امبابه والأخصاص التي بمركز الصف بمديرية الجيزة. أخنا وصوابها اجنا أو أجنو Agrou كما ورد اسمها في أسماء بلاد السواحل الواردة في كتاب جورج القبرصي وفي معجم البلدان لياقوت وفي تاج العروس للزبيدي وفي كتب أخرى ، وقد وردت في أغلب المصادر العربية باسم اخنا أو أخنو بالخاء و هو خطأ شائع . وذكر المقريزى أن هذه البلدة كانت من ثغور مصر القديمة الواقعة في إقليم نستراوه على ساحل البحر الأبيض بين البرلس ورشید . وذكر الكندي أن الشاعر فراس المرادی جمع أسماء الثغور المصرية الواقعة شرقي الإسكندرية في بيت من الشعر نصه : رشيد وأجنا والبرلس كلها ودمياط والأشتوم تقوى يغالبه وقد اندثرت هذه القرية ومحلها اليوم كوم مشعل الواقع على ساحل البحر الأبيض بين رشيد والبرلس بأراضي ناحية عزب الخليج بمركز فوه بمديرية الغربية . أدريبه ذكرها أميلينو في جغرافيته ص 69 فقال إن اسمها القديم Atrib والقبطى Atripè ومنه اسمها العربي أدريبه و اسمها الرومي Triphion ثم قال وقد اشتهرت بدير الأنبا شنوده الذي يعرف بالدير الأبيض لأنه واقع بأرضها . ووردت في الخطط التوفيقية باسم أتريب وقال إن اسمها الرومي Atribis أتريبيس من الأعمال الأخميمية . و بالبحث تبين لي أنها اندثرت و مكانها اليوم أطلال مدينة أدريبه الواقعة بحاجر الجبل الغربي بأراضي ناحية ونينه الغربية بمركز سوهاج بمديرية جرجا في الجنوب الغربي لمدينة سوهاج وعلى بعد سبعة كيلومترات منها . وأما دير الأنبا شنوده فلا يزال قائما في شمال أطلال أدريبه المذكورة وعلى بعد كيلو مترين منها . انظر أتريب وتريفيو . أدريجه وردت في التحفة من أعمال البهنساوية، وهي التي تسمى اليوم الديابيه بمركز الواسطى . أدمو انظر دموه . أراضي الجميمي وردت في التحفة من أعمال الشرقية ، ووردت في قوانين الدواوين باسم تل الجميمي. و بالبحث عنها تبين لي أن محلها اليوم تل الجميمه الواقع في الجزء الشمالي من أراضي ناحية الأخيوه بمركز فاقوس ، وأن هذه الأرض قد أضيفت إلى زمام الناحية المذكورة بمديرية الشرقية . أراضي الملك وردت في التحفة من الأعمال الجيزية . أراضي حكر الموسين وردت في دليل سنة 1224 هـ ضمن نواحي ولاية البحيرة . أربه وردت في تحفة الإرشاد نسخة الأزهر من أعمال الغربية ، وفي نسخة معهد دمياط باسم أرمه . انظر أرمه . أرس ومصطله وطرف أبسوح وردت في التحفة من أعمال الشرقية . و بالبحث تبين لي أن صواب الاسم الأول هو أزنين وليس أرس، كما دل على ذلك ورودها باسم أرنين في نسخ أخرى من التحفة ، وقد ورد الاسم الثالث باسم طرف لوح في نسخة التحفة طبع باريس وفي تحفة الإرشاد وفي الانتصار . فأما أزنين فمكانها اليوم تل أم أتله و به عزبة أولاد سعودي الطحاوي الواقعة في الجنوب الشرقي لخليج جندل بحوض أزنين وقميحه رقم ۲ قسم رابع بأراضي ناحية المناجاه الكبرى بمركز فاقوس بمديرية الشرقية ، ولا يزال حوض أزنين محتفظا باسمه القديم ، وأما مصطله وطرف أبسوج أو طرف لوح فقد اندثرت أسماؤهما وأضيف زمامهما هما وزمام أزنين على أراضي ناحية المناجاه المذكورة . انظر طرف أبسوح و مصطله . أرساج قيل في التحفة وتعرف ببركة قرطيطه ومحلها الآن عزبة كوم البركة من توابع ناحية كوم أشو بمركز كفر الدوار . انظر أرمياخ . أرسيس وردت في مباهج الفكر من أعمال البحيرة وفي قوانين ابن مماتي أرشيس ، ووردت في تحفة الإرشاد باسم أرشنيس قال وترد مع تروجه ( زاوية صقر ) من أعمال البحيرة ، ووردت في الخطط المقريزية بأنها بالقرب من تروجه . وبالبحث عنها تبين لي أنها اندثرت و مكانها اليوم كوم الرصاص المحرفة عن أرسيس بأراضي ناحية زاوية صقر بمركز أبو المطامير بمديرية البحيرة . أرض أفيو وردت في الطالع السعيد للأدفوي قال وهو مرج بني هميم ، ووردت في كتاب الديوره لأبي صالح الأرمني محرفة باسم أرض أقنو - راجع مرج بني هميم . أرض البعل وردت في قوانين الدواوين باسم أرض البعل والبستان والسواقي من أعمال ضواحي القاهرة ، باعتبار أنها كانت من النواحي ذات الوحدة المالية المقرر على أرضها الخراج سنويا ، ووردت في التحفة باسم أراضي البعل وتعرف بكوم الريش من ضواحي القاهرة ، والظاهر أن أراضي البعل في أيام كاتب التحفة كانت أضيفت إلى أراضي ناحية كوم الريش فعرفت بها ، إلا أنه يلاحظ أن أرض البعل وإن كانت تتصل من جهتها البحرية بأرض كوم الريش التي تعرف اليوم بالزاوية الحمراء، إلا أنها كانت في منطقة قائمة بذاتها بقرب أرض الطباله ، بدليل أن المقريزي لما تكلم في خططه على أرض البعل والتاج ( ص ۱۲۹ ج ۲) قال إن أرض البعل كانت بجانب الخليج من الجهة الغربية تتصل بأرض الطباله ، وكانت بستانا يعرف بالبعل وفيه منظرة أنشأه الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي ، وإلى جانب بستان البعل يوجد بستان التاج و بستان الخمس وجوه ، ثم قال إن أرض البعل في أيامه كانت مزرعة تجاه قنطرة الأوز التي على الخليج يخرج الناس للتنزه هناك أيام النيل وأيام الربيع . و بالبحث تبين لي أن أرض البعل المذكورة قد تحولت في وقتنا الحاضر من أراضي زراعية إلى أراضي للسكن ، وقد أقيم عليها مبان كثيرة داخلة في حدود مدينة القاهرة ، وهي تشمل المنطقة التي تحد اليوم ، من الشرق بشارع الخليج المصري ومن الشمال الشرقي بالشارع الواقع بحري المستشفى الاسرائيلي فشارع الألايلي ومن الشمال الغربي بشارع مهمشه حيث كان النيل يمر قديما بتلك الجهة ومن الغرب بشارع مهمشه من جهة مدخله عند شارع غمره ثم بشارع وقف الخربوطلي ومن الجنوب بشارع الظاهر، ويدخل الآن في هذه المنطقة المستشفى الاسرائيلي والشرابية وشوارع القبيسي وحمدي وصبري وزغلول وشوارع أرض الحرمين والسبع وزکي بك ومراد وذهني وادريس راغب واسماعيل الفلكي وجعفر وغيرها من الشوارع والحارات الواقعة داخل حدود هذه المنطقة . أرض السدره وردت في التحفة بأنها من حقوق أبي صير السدر ( أبو صير ) من الأعمال الجيزية . وبالبحث تبين لي أن هذه الأرض قد أضيفت إلى زمام ناحية أبو صير بمركز الجيزة بمديرية الجيزة . أرض السرير وردت في التحفة بأنها من نواحي الجبال الغربية بالأعمال الفيومية . أرض الطبّاله وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وفي قوانين الدواوين من أعمال القليوبية باعتبار أنها من النواحي ذات الوحدة المالية المقرر على أراضيها الخراج السنوي ، وتكلم عنها المقريزي في خططه ( ص 125 ج 2 ) وقال إن هذه الأرض على جانب الخليج الغربي بجوار المقس ، كانت من أحسن متنزهات القاهرة يمر النيل الأعظم من غربيها عند ما يندفع من ساحل المقس حيث جامع المقس الآن ، ثم قال فهي نقطة وسط من غربيها النيل ومن شرقيها الخليج الكبير ومن قبليها بركة بطن البقرة ومن بحريها أرض البعل ومنظرة التاج والخمس وجوه وقبة الهواء . ثم قال وقيل لها أرض الطباله لأن الخليفة المستنصر أبا تميم معد الفاطمي وهبها إلى المغنية نَسَب الطباله في سنة 450 هـ فعرفت بها من ذلك الوقت . وأقول إن هذه الأرض قد تحولت أراضيها الزراعية إلى مساكن داخل القاهرة ، ومكانها المنطقة التي تحد اليوم ، من الشرق بشارع الخليج المصري ومن الشمال بشارع الظاهر فشارع وقف الخربوطلي وما في امتداده حتى يتقابل بشارع مهمشه ومن الغرب بشارع غمره إلى محطة كوبري الليمون فميدان محطة مصر فميدان باب الحديد حيث كان النيل يجرى قديما ومن الجنوب بشارع الفجالة وسكة الفجالة ، ويدخل في أرض الطباله الآن محطة كوبري الليمون والفجالة وبركة الرطلي والمستشفى القبطي . ومنذ سبعين سنة كان معظم أرض هذه المنطقة أرضا زراعية تزرع فيها الخضروات على اختلاف أنواعها وعلى الأخص صنف الفجل واشتهرت الأرض باسم غيط الفجالة نسبة للذين يزرعونه ، ولما عمرت تلك الجهة بالمساكن سميت الطريق التي كانت تجاور هذه الأرض من الجهة الجنوبية باسم شارع الفجالة . أرض المعمده وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الغربيه . أرض المقياس انظر منيل الروضة بمركز الجيزه . أرض اليهوديه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال القوصيه . أرض خليج القاهرة وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية لأنه في ذلك الوقت كانت أعمال الضواحي وأعمال القليوبية تابعة للأعمال الشرقية ولم تنفصل عنها إلا في الروك الناصري بدليل أنها وردت في قوانين الدواوين لابن دقماق ضمن ضواحي القاهرة وكانت أرض خليج القاهرة من النواحي ذات الوحدة المالية المقرر على أراضيها الخراج . وبالبحث عن موقع الأرض التي كانت تتكون منها الوحدة المالية التي عرفت بأرض خليج القاهرة تبين لي أولا أن هذه الوحدة قد ألغيت في الروك الناصري سنة 715 هـ بدلیل أنها لم ترد في التحفة ، ثانيا أنها كانت تشمل الأراضي الزراعية الواقعة على الجانب الغربي من الخليج المصري في المنطقة التي تحد اليوم من الشرق بشارع الخليج المصري ومن الشمال بسكة الفجالة وشارع الفجالة ومن الغرب بميدان محطة مصر فشارع الملكة نازلي فشارع مريت باشا فميدان اسماعیل فشارع قصر العيني و تنتهی جنوبا بفم الخليج المصري . ومن يمر في هذه المنطقة يرى أنها كلها اليوم مشغولة بالمباني العظيمة داخل مدينة القاهرة . أرض سيف والشماس من الأشمونين . وردت في التحفة من أعمال الأشمونين ، وقد تبين من كتاب وقف الغوري سنة ۹۱۱ هـ أن هذه الناحية هي التي تعرف بكوم الزهير بمركز أبو قرقاص . أرقين وردت في كشف أسماء البلاد المنشور في أعداد الوقائع المصرية الصادرة في سنة ۱۸۷۷ ضمن نواحي قسم حلفا بمديرية إسنا و وردت في إحصاء سنة ۱۸۹۷ طبع سنة ۱۸۹۹ من نواحي مرکز حلفا بمديرية الحدود ( أسوان ) . وبناء على الاتفاق المبرم في سنة ۱۸۹۹ بين الحكومتين المصرية والانجليزية بخصوص فصل السودان عن مصر فصلت هذه الناحية عن البلاد المصرية وألحقت بالسودان ولذلك حذف اسمها من جداول أسماء البلاد المصرية . إرم ذات العماد وردت في الخطط المقريزية . قال المقريزي ويقال إنها مدينة الإسكندرية التي بديار مصر . أرما وردت في كتاب أحسن التقاسيم للمقدسي بأنها واقعة في الطريق بين الإسكندرية وذات الحمام في ( الحمّام ) . وبالبحث عنها تبين لي أن محلها يعرف اليوم باسم أم سرایه غربي قرية الدخيله التي بضواحي الإسكندرية من الجهة الغربية وعلى بعد سبعة كيلومترات غربي ناحية الدخيلة المذكورة . أرمنت ونزلتها انظر أرمنت بمركز الأقصر . أرمه انظر أربه . أرمياخ في البحيرة . ولعلها أرساج التي وردت في التحفة من أعمال البحيرة . انظر أرساج . أروش وردت في جغرافية أميلينو ص ٥۹ Aroûsch قال إنها وردت في عبارة أن رجلا اسمه جول كان متوليا على هذه القرية وكان بها دير محاط بأشجار اللبخ ثم قال وربما تكون هي قرية العريش . أريتيز وردت في جغرافية أميلينو ص 61 Arretiz قال إنه وجد هذا الاسم في ورقة بردية ويظهر أنه اسم ناقص منه حرف أو حرفان في آخره ولذلك تعذر معرفة اسم هذه القرية . أريون وردت في جغرافية أميلينو ص 59 Arioûn قال إن هذا الاسم ورد في عبارة أن أفرايم كان قسيسا في دير بوادى النطرون ولما حج إلى جبل أريون وجد فيه الأنبا جیرجيه Gingeh فأخذه معه وعاد به إلى وادي النطرون ولم يستدل على قرية باسم أريون بقرب أحد الجبال . أزری وردت في تحفة الإرشاد من أعمال جزيرة بني نصر ، ووردت في مباهج الفكر أزری بتقديم الزاي على الراء من جزيرة بني نصر وفي التحفة وردت محرفة باسم أرزی بجزيرة بني نصر. وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت وقيد زمامها في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ باسم كفر الباجه بمركز كفر الزيات بمديرية الغربية . انظر أطر. أزری وردت في التحفة أرزی ولكن صاحب مباهج الفكر ضبطها أزرى بتقديم الزاي وكانت واقعة على ترعة الباجورية ويدل على موقعها حوض الأزعر نمرة 61 المحرف عن أزرى بأراضي ناحية منصورية الفرستق من الجهة الشرقية ، وفي تحفة الإرشاد أزرى بجزيرة بني نصر . أزنين انظر أرس . إستفيامه وردت في تحفة الإرشاد من نواحي الكفور الشاسعة من عمل حوف رمسيس . أسخيم وردت في جغرافية أميلينو ص ٢۰٤ بأنها من نواحی قرص . وبالبحث تبين أن أسخيم هو النجع الذي يعرف اليوم باسم کوم سخين الواقع على ترعة الشنهوريه بأراضي ناحية الحراجيه بمركز قوص بمديرية قنا . أشبول وردت في التحفة من أعمال الشرقية وفي دفتر التاريع حوض سكن أشبول ضمن أحواض ناحية كفر علي شرف الدين وتوزع زمامها على هذا الكفر وعلى كفري عامر ورضوان بمركز بنها . أشكر هي من النواحي التي وردت في قوانين الدواوين من الأعمال الشرقية ووردت أيضا محرفة في التحفة باسم أسكر من الأعمال الشرقية . وقد ألغيت هذه الناحية من الوحدات المالية وأضيف زمامها إلى ناحية السماعنة بمركز فاقوس بمديرية الشرقية فأصبحت أشكر من توابع هذه الناحية وبها محطة للسكة الحديدية باسم أشكر . أشكيت وردت في كشف أسماء البلاد المنشور في أعداد الوقائع المصرية الصادرة في سنة ۱۸۷۷ ضمن نواحي قسم حلفا بمديرية إسنا ووردت في إحصاء سنة ۱۸۹۷ طبع سنة ۱۸۹۹ من نواحي مرکز حلفا بمديرية الحدود ( أسوان ) . وبناء على الاتفاق المبرم في سنة ۱۸۹۹ بين الحكومتين المصرية والانجليزية بخصوص فصل السودان عن مصر فصلت هذه الناحية عن البلاد المصرية وألحقت بالسودان ولذلك حذف اسمها من جداول أسماء البلاد المصرية . أصطباره وردت في تاج العروس في المنوفية وفي نسخة معهد دمياط أنها اصطباره أي اصطبارى التي في مركز شبين الكوم . أطباقه وردت في تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الغربية . وبالبحث عنها تبين لي أنها اندثرت وأضيف زمامها في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ إلى ناحية شباس الملح بمركز دسوق بمديرية الغربية ، ويدل على موقعها حوض ضباقه المحرف عن أطباقه بأراضي الناحية المذكورة وبه تل قديم يعرف باسم كوم النصرة وهو مكان سكن قرية أطباقه المذكورة . أطر لعلها هي التي وردت في التحفة باسم أزرى من أعمال جزيرة بني نصر ، ووردت باسم أطر بشي في كتاب هيرودوت وكانت بجزيرة بروزوبتیس وهي جزيرة بني نصر والأول اسمها القبطي والثاني اسمها العربي . أو لعلها عزبة سيدي شبل بحوض الطراويه نمرة ۲۱ المنسوب إلى أطر بأراضي زاوية الناعورة في الجنوب الشرقي من أراضيها بين منشاة سلطان والعراقيه . انظر أزری . إطفيح شلا وردت في كتاب تاريخ الفيوم وبلاده بأنها من حقوق ناحية تطون ومذكورة معها ، وفي مشترك تحفة الإرشاد بأنها من كفور خلیج تنبطويه بالفيوم ، وفي التحفة من الأعمال الفيومية . و بالبحث عنها تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم كوم إطفيح الواقع بأراضي ناحية عزبة قلمشاه بمركز إطسا بمديرية الفيوم وفي شمال هذه الناحية على بعد كيلومترين و شرقي بحر الغرق الذي كان يسمى قديما خليج تنبطويه . أفروديتو بوليس ذکر جوتييه في قاموسه أن هذه المدينة كانت قاعدة القسم العاشر بالوجه القبلي ولم يرجعها إلى اسمها الحالي . وأقول بالبحث تبين لي أن هذه القرية هي التي تعرف اليوم باسم كوم إشقاو بمركز طهطا بمديرية جرجا واسمها المصري Tkou والقبطى Tschkoou ومنه اشتق الاسم العربي إشقاو ، وأما Aphroditopolis فهو اسمها الرومي . أفريره وردت في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۱ هـ ضمن نواحي ولاية الفيوم ولعلها محرفة عن ابريريا (كفر عميره ) مركز سنورس . أفطيمه وردت في الانتصار وفي جغرافية أميلينو ص 54 بأنها من نواحي الواحات بمصر . أفما وردت في التحفة بالغربية وذكر في نسخة معهد دمیاط أنها من كفور سخا وأرجح أنها هي ناحية القرضه بمركز كفر الشيخ لأنها في منطقة السخاوية . إقريط راجع عبد الرحمن بمركز دسوق . إقريط الخراب وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الغربية وفي التحفة إقريط من كفور شباس من أعمال الغربية. وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض إقریط رقم ۲۰ بأراضي ناحية الشون القريبة من شباس بمركز دسوق بمديرية الغربية . إقليم البرلس هذا الإقليم يقع في شمال مديرية الغربية على شاطئ البحر الأبيض بينه و بين بحيرة البرلس وأراضيه كلها ملك الحكومة وتعطى لسكان هذا الإقليم بالايجار لزراعتها وتسديد الإيجار للحكومة . وفي سنة ۱۸۲۱ قسم إقليم البرلس من الوجهة المالية إلى قسمين وهما نصف شرق البرلس ونصف غرب البرلس ، وكان الإيجار يحصل من مستأجري أطيان الحكومة باسم هاتين الوحدتين اللتين كانتا ضمن النواحي المالية بالاسمين المذكورين . وفي سنة ۱۹۳۳ صدر قرار من وزارة المالية بتقسيم أراضي هذين النصفين وتوزيع أطيانهما على التسع نواحي الإدارية التي يتكون منها اليوم إقليم البرلس وهي البرج ( البرلس ) وبلطيم والوهابية ( الساحل القبلي ) و بلوش ( الساحل البحري ) وسوق التلات ( الربع ) والحماد والبنايين والشيخ مبارك والشهابيه و بذلك ألغي اسم ناحیتي نصف شرق البرلس ونصف غرب البرلس من عداد النواحي المالية وأصبحت كل قرية من التسع قرى المذكورة وحدة قائمة بذاتها من الوجهتين الإدارية والمالية . إقليم المنزله هذا الإقليم هو الذي كان يسمى قديما الأبوانية والآن يعرف بأقليم المنزلة ويطلق على منطقة زراعية مأهولة بالسكان تقع على بحيرة المنزلة في نهاية البحر الصغير ومركز المنزلة بمديرية الدقهلية من الجهة الشرقية ثم أطلق على ناحية مالية ذات زمام و ردت باسم إقليم المنزلة في خريطة الحملة الفرنسية للوجه البحري . وفي تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ ضمن نواحي ولاية الدقهلية ولاتساع منطقة أراضي هذا الإقليم صدر قرار في سنة ۱۲۸۰ هـ بتقسيمه من الوجهة الإدارية إلى إحدى وعشرین ناحية إدارية يجمعها ناحية إقليم المنزلة في كل ما يتعلق بالأطيان والضرائب وتحصيل الأموال والتصرفات العقارية على اختلاف أنواعها . وكان هذا الإقليم تابعا لمركز دكرنس فلما أنشئ مركز المنزلة في سنة ۱۹۲۹ ألحق به لقربه منه . وفي سنة ۱۹۳۱ صدر قرار من وزارة المالية بتقسيم أراضي هذا الإقليم وتوزيعها على ثماني نواحي من ضمن الإحدى وعشرین ناحية إدارية المكون منها — والنواحي المالية الثمانية هي الحوته والخلايفة والشبول والضهير والعربان والعمارنه والنسايمه وبني هلال ( البغلات سابقا ). وقد أصبحت هذه النواحي الثمانية نواحي مالية قائمة بذاتها و يقع في زمامها الثلاث عشرة ناحية الأدارية الأخرى . وبذلك حذف اسم إقليم المنزلة من عداد النواحي بمصر . أقنى ذكرها صاحب كتاب تاريخ الفيوم وبلاده بأنها من البلاد التي دثرت بأقليم الفيوم ، ووردت في التحفة كذلك . وبالبحث عنها تبين لي أنها كانت واقعة في المكان الذي يعرف اليوم باسم أطلال مدينة يوهميريا الشهيرة بقصر البنات بأراضي ناحية المشرك بمركز أبشواي بمديرية الفيوم ، وهذه الناحية هي غير منية أقنى المذكورة في حرف الميم. أكانتون وردت في جغرافية أميلينو ص ۱۷ Akanton قال إن هذا الاسم ينصب على ناحية النقيدي بمركز كوم حماده وهي قرية صغيرة واقعة على الشاطئ الغربي للنيل وعلى ذات المسافة التي بينها وبين منفيس كما ورد فيما ذكره بطليموس وقال إن هذه القرية إما أن يكون اسمها قد تغير أو خربت . وأقول إن محلها كوم الحصن بأراضي أبيوقا بمركز كوم حماده . إكليماطس وردت في جغرافية أميلينو ص ۲۲ وقال إن هذا الاسم يطلق على الصحراء الواقعة بين الفيوم ومركزي العياط والواسطى . الأبجار وردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ مذكورة مع بتمده ضمن نواحي ولاية الشرقية ووردت مهملة الحروف . و بالبحث تبين لي أن صوابها الأبجار . الأبراج وردت في تحفة الإرشاد من نواحي الكفور الشاسعة من عمل حوف رمسيس . وبما أنه من البحث تبين لي أن تلبانه الأبراج المنسوبة إلى الأبراج هذه كانت واقعة بأراضي ناحية دست الأشراف ومكانها اليوم كفر سراج من توابع دست المذكورة فقد بحثت عن موقع قرية الأبراج حول دست فتبين كذلك أنها اندثرت ويدل على مكانها مقام الشيخ أبو العينين الكائن بأراضي ناحية الحدين المتاخمة لأراضي دست الأشراف من الجهة الغربية . الأتله وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بأنها ناحية مالية غيط من غير حيط أي أرض زراعية ليس بها سكن وألغيت وحدتها في سنة ۱۲۷۳ هـ وأضيف زمامها إلى ناحية قراقص بمركز دمنهور بمديرية البحيرة . الأثله من البهنساوية . وردت في التحفة مع أبرهت التي هي اليوم دير البرشا بمركز ملوي وهذه هي التي تعرف اليوم باسم دير أبو حنس بمركز ملوي شرقي النيل . الإحسانيه وردت في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ ناحية مالية بولاية الأطفيحية وألغيت وحدتها في سنة ۱۲۷۷ هـ وأضيفت إلى زمام ناحية الحرمان بمركز الصف بمديرية الجيزة ويدل عليها حوض الأحاسنة رقم 1 المحرف عن الأحسانية بناحية الحرمان المذكورة . الأحمدي وردت في معجم البلدان بأنها قرية بمصر في بحيرة الإسكندرية . الأحياز من البحيرة . انظر كفر مستنان مركز شبراخيت . الأخراس وردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ ضمن نواحي ولاية الشرقية . الأخماس وردت في التحفة من صفقة الزنار بالأعمال الجيزية . و بالبحث عنها تبين لي أنها اندثرت و مكانها اليوم عزبة محمد أفندي إمام الواقعة غربي محطة بولاق الدكرور بحوض الأخماس بأراضي ناحية زنين بمركز الجيزة بمديرية الجيزة . الأخيضر هي من النواحي التي تكونت في تاريع سنة ۱۲۳۱ هـ وذلك بفصلها من أراضي ناحية شندويل بمركز سوهاج بمديرية جرجا ثم ألغيت وحدتها في فك زمام مديرية جرجا سنة 1905 م وأضيف زمامها إلى ناحية أولاد اسماعيل بمركز سوهاج وبذلك أصبحت الأخيضر نجعا من توابع الناحية المذكورة . الأسداريه هي من النواحي التي تكونت في تاريع سنة ۱۲۳۱ هـ وذلك بفصلها من أراضي ناحية الرياينه المعلق ثم ألغي تكوينها وأضيف زمامها على ناحية الحديقة بمركز طما بمديرية جرجا وبذلك أصبحت من توابع الناحية المذكورة . الأسطبل ورد في قوانين الدواوين من أعمال الأطفيحيه . الأشانیط انظر أشنيط القرادنه وأشنيط الحرابوه بمركز كفر صقر . الأشرفيات انظر القراره . الأشعاب وردت في التحفة من الأعمال الأطفيحيه . وبالبحث عنها تبين لي أنها اندثرت وأضيف زمامها إلى ناحية مسجد موسى بمركز الصف بمديرية الجيزة ويدل عليها حوض الأشعاب الكائن في الجهة الشمالية الغربية من أراضي الناحية المذكورة . الأعراس وردت في معجم البلدان بأنها من نواحي الحفار دون الخُر. وبالبحث عنها تبين لي أن مكانها اليوم حوض الأعراس الواقع في الجنوب الغربي لبير خُر والخرير ( الخر) وشرقي ناحية القنطرة الشرقية على بعد عشرين كيلو مترا منها . الأمبير بمركز البلينا . موجود باسم نجع الأمبير بأراضي البلابيش بحري منذ سنة ۱۲۷۷ هـ — انظر البمبير . الأمشوطي من المرتاحيه . كانت واقعة في الجنوب الشرقي لسكن ناحية كفر الأمشوطي و يدل على موقعها تل قديم بحوض الأمشوطيات بأراضي ناحية المخزن بمركز المنصورة . الأمين وردت في تاج العروس نقلا عن معجم البلدان لياقوت قال الأمين كأمير بليد في كورة الغربية من أعمال مصر. الأنصار وردت في تاج العروس من أعمال الأخميميه . وبالبحث عنها تبين لي أنها اندثرت وأضيف زمامها إلى ناحية جرجا بمديرية جرجا ويدل على موقعها حوض الأنصار الكائن بأراضي ناحية جرجا وقد كانت قديما من نواحي الأعمال الأخميمية . الأنعام وردت في التحفة مع أبو ردين ( بردین ) ووردت في الانتصار أبو ردين وكفرها أنقام وهو محرف والصواب الأنعام . وبالبحث عنها تبين لي أن مكانها اليوم عزبة الأشاعره من توابع ناحية بردين بمركز الزقازيق بمديرية الشرقية ومن هذا يتضح أن زمام الأنعام المذكورة أضيف إلى زمام ناحية بردین . الأوسيه قال ياقوت هي بلد من أسفل الأرض يضاف إليها كلمة كورة فيقال كورة الأوسيه والبجوم ، وذكر المقريزي في صفحة ۲۰۷ جزء أول بأن الأوسيه هي ناحية دميره ومن هذا يتضح أنه اسم دميره القديم البابا علي بمركز الفشن . ضمت إلى نزلة حنا حنا من سنة ۱۹۰٦ . البالغه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية . البتينه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الأسيوطية . والظاهر أنها كانت مجاورة لناحية أبويط التي بمركز البدارى بدليل أن هذه مذكورة في التحفة باسم أبويط البتينه من أعمال الأسيوطية . وبالبحث تبين لي أن البتينه قد اندثرت وأضيف زمامها في الروك الناصري إلى زمام أبويط المذكورة . البَتْيَه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الغربية . البجاع وردت في التحفة من أعمال الشرقية . وبالبحث عن موقع هذه القرية تبين لي أن وحدتها المالية ألغيت وأضيف زمامها إلى أراضي ناحية تلراك بمركز كفر صقر بمديرية الشرقية ، وتعرف اليوم باسم كفر البجاعيه من توابع الناحية المذكورة وفي دليل سنة ۱۲۲٤ هـ بأنها من كفور العلاقمه . البجليه صوابها البحتليه . وانظر المقاطعه بمركز السنبلاوين . البُجوم ورد في كتاب المسالك والممالك الابن خرداذبه وفي كتاب البلدان لليعقوبي وفي كتاب القضاعي أن البجوم كورة من كور بطن الريف بأسفل الأرض . وورد في معجم البلدان البجوم بلد بأسفل الأرض يضاف إليها كورة فيقال كورة الأوسيه والبجوم ووردت في تحفة الإرشاد محرفة باسم النجوم من أعمال الدنجاويه . انظر الأوسيه . البجوم وردت في الخطط المقريزيه باسم أرض تعرف بالبجوم كانت بالقرب من إدكو وتهایلت عليها الرمال و ذكرها القلقشندي في صبح الأعشى ( ص ۳۸۷ ج ۳) . البحتليه انظر البجليه، وانظر المقاطعة بمركز السنبلاوين . البدريين وردت في قوانين ابن مماتي بأنها من كفور طنايا من أعمال الشرقية . وبما أنه تبين من البحث أن طنايا قد اندثرت ومكانها اليوم عزبة هنداوي البدوي من توابع ناحية السعديين بمركز منيا القمح بمديرية الشرقية فتكون البدريين في تلك الجهة . البدقون وردت في كتاب المسالك لابن خرداذبه وفي كتاب البلدان اليعقوبي ضمن كور البحيره ، ووردت في معجم البلدان البذقون كورة بمصر وهي من كور الحوف الغربي . البرادعه انظر القطعة المعروفة بالبرادعه . البربر انظر البسرير . البربيطه انظر الربيطه . البردعي تل البردعي — وردت في الانتصار وقوانين الدواوين من أعمال الشرقية . ووردت في التحفة البرداعي والأول هو الصواب وفي تحفة الإرشاد تل البردعي . وبالبحث عن هذه الناحية تبين أن وحدتها ألغيت وأضيف زمامها إلى أراضي ناحية هرية رزنه بمركز الزقازيق بمديرية الشرقية ومكانها اليوم عزبة عطيه بك الغندور الواقعة في حوض البردعي رقم ۲ بأراضي الناحية المذكورة . ووردت في حجة قايتباي بأنها واقعة في شمال الشوبك ( شوبك بسطه ) وفي الخطط التوفيقية البرادعه ص ۷۰ جزء ٥ وفي وقف الغورى سنة ۹۱۱ هـ منیل البرادعه بالشرقية وصفحة 63 جزء ٥ من الخطط التوفيقية . البرك الشرقي والغربي انظر كفر ميت أبو الكوم بمركز تلا . البرنیل وردت في معجم البلدان بأنها كورة في شرقي مصر من الحوف الشرقي وفي تاج العروس برنیل قرية شرقي مصر منها أبو زرعه بلال التجيبي البرنيلي قتل في فتنة القراء بمصر سنة ۲۲۷ هـ. ووردت في المسالك لابن حوقل جنوب إطفيح — انظر البرمبل بمركز الصف . البروجيه وردت في تحفة الإرشاد من الكفور الشاسعة بحوف رمسيس . البروي انظر بروي بمركز تلا . البريقه وردت في معجم البلدان بأنها قرية بالصعيد قرب أدرنكه و بوتيج . ولعلها ريفه التي لم ترد في المعجم مع أنها قديمة . البريه وكفورها تبع بلقاس وتشمل : (١) البريه خاصه بمركز شربين وهي الدومين بلقاس قسم ثالث والشركه بلقاس قسم خامس . (۲) كفر الستموني مركز شربين بحوض الستموني . (٣) كفر التبن بمركز شربين بحوض کفر التبن . (٤) كفر الوكاله بمركز شربين وهو موجود . (٥) كفر الغاب بمركز شربين وهي كفور الغاب بلقاس قسم ثان . (٦) كفر الوز بمركز شربين بحوض أبو وزه . (٧) كفر العجم بمركز شربين ولعله الخلاله بلقاس قسم رابع . البستان وردت في التحفة مع منية حيان وطناه من أعمال الشرقية . فأما منية حيان فصوابها منية جنان — راجعها في حرف الميم . وأما طناه فصوابها طنایه — راجعها في حرف الطاء . وأما البستان فقد تبين لي من البحث أنه اسم كان يطلق على أرض زراعية ذات وحدة مالية وقد ألغيت وأضيف زمامها إلى أراضي ناحية السعديين بمركز منيا القمح ويوجد به اليوم عزبة أحمد بك كمال الواقعة بحوض الطويل رقم ۳ على ترعة الشرقاويه بأراضي الناحية المذكورة . البسراط وردت في تحفة الإرشاد في الدنجاويه، وهي بخلاف ناحية أخرى وردت كذلك باسم البسراط من الميما والعسكر بالدنجاويه . البسراط وردت في تحفة الإرشاد بأنها من الميما والعسكر بالدنجاويه وهي بخلاف قرية أخرى بهذا الاسم بالدنجاويه أيضا . البسراط من بارنباره — وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الدقهلية . البسرير وصوابه البسرين — انظر البساتين بمركز دمنهور . البشاشيه وردت في التحفة مع أبرد ودلب من أعمال الشرقية ومحلها اليوم عزب أولاد سعود بجزيرة سعود بأرض المناجاه بمركز فاقوس في الجهة الغربية من جزيرة برد التي بجوارها كانت تقع ناحية أبرد المشتركة معها قديما — انظر أبرد . البشاع وردت في التحفة . وكانت واقعة في حوض البشع نمرة واحد بأراضي ناحية طناح بمركز المنصوره وموقعه في الجنوب الغربي لزمام الناحية ويحده من الغرب ترعة الريانه - انظر البشع . البشرود هي من القرى القديمة فانه لما تكلم المقريزى في خططه على حوادث انتفاض القبط على حكام الأقاليم بمصر قال وفي سنة ۲۱٦ هـ انتقض القبط فأوقع بهم الأفشين في ناحية البشرود حتى نزلوا على حكم أمير المؤمنين عبد الله المأمون . ووردت في معجم البلدان البشرود كورة من كور بطن الريف بأسفل الأرض بمصر . وبالبحث عن موقع هذه الناحية تبين لي أنها كانت واقعة في أراضي ناحية سيدي غازي ( الكفر الغربي سابقا ) بمركز كفر الشيخ بمديرية الغربية ويدل عليها حوض البشروط رقم ۱۱ المحرف عن البشرود بأراضي الناحية المذكورة . البشطمير وردت في التحفة من أعمال الدقهلية والمرتاحيه وفي تحفة الإرشاد من أعمال المرتاحيه . و بالبحث عن هذه الناحية تبين أن وحدتها المالية ألغيت وأضيف زمامها إلى أراضي مدينة المنصوره قاعدة مديرية الدقهلية ويدل عليها حوض البشطمير رقم ۹ بأراضي المدينة المذكورة . البشع كانت ناحية ذات وحدة مالية غيط من غير حيط وردت في قوانين ابن مماتي من أعمال المرتاحيه ووردت في تحفة الإرشاد البشاع من المرتاحيه وفي التحفة البشاع من أعمال الدقهلية والمرتاحية وقد ألغيت هذه الوحدة وأضيف زمامها إلى ناحية طناح بمركز المنصوره بمديرية الدقهلية ويدل عليها حوض البشع رقم ۱ بأراضى ناحية طناح التي وردت كذلك في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد ضمن نواحي المرتاحية — انظر البشاع . البشما انظر بلقاس بمركز شربين . البشمور هذا الاسم كان يطلق قديما على إقليم من أخصب الأقاليم في شمال مصر شرقي الدلتا ويسميه اليونان Bucolies . وورد في معجم البلدان البشمور كورة بمصر قرب دمياط وفي الانتصار البشمور من نواحي أعمال الدقهلية وفي تاج العروس البشمور قرية بالدقهليه . وبالبحث عن موقع هذا الاقليم تبين لي أنه كان يشمل منطقة الأراضي الزراعية التي تقع اليوم بين فرع النيل الشرقي وهو فرع دمياط وبين البحر الصغير بمديرية الدقهلية وذلك في المسافة الواقعة على فرع دمياط بين قرية محلة أنشاق وقرية السرو بمركز فارسكور وفي المسافة الواقعة على البحر الصغير بين قرية القباب الكبرى وقرية برمبال القديمة بمركز دكرنس . وفي عهد دولة المماليك كان البشمور يطلق على أرض زراعية ذات وحدة مالية وقد ألغيت هذه الوحدة وأضيف زمامها إلى أراضى ناحية دكرنس بمديرية الدقهلية ويدل على موقع هذه الوحدة حوض البشمور رقم ۲ و ۳ بأراضي ناحية دكرنس المذكورة . البطس وردت في مباهج الفكر من الأعمال الفيومية وفي تاريخ الفيوم للصفدي منية البطس وهي التي تعرف اليوم بطاميه بمركز سنورس . البطط وردت في التحفة مع نوب وكوم غراب من أعمال الشرقية وكانت واقعة بحوض البطط نمرة ٢٤ بأراضي ناحية نوب طريف بمركز السنبلاوين . البَقَّار وردت في التحفة من أعمال الشرقية وقد ضبطها صاحب تاج العروس بفتح الباء وتشديد القاف فقال البقار کشداد قرية بالشرقية ووردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ البقار وهي الأبقار وقد ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى أراضي ناحية منية المكرم بمركز فاقوس بمديرية الشرقية ومكانها اليوم عزبة أحمد بك سعيد الواقعة بحوض الأبقار رقم ۳ بأراضي الناحية المذكورة . البُقَّاره وردت في كتاب أحسن التقاسيم للمقدسي بأنها من نواحی کورة الحفار . البقليه وردت في التحفة من الأعمال المنفلوطية ووردت في الانتصار مشوهة باسم البعله من كفور منفلوط . وبالبحث عن موقع هذه الناحية تبين لي أنها كانت بجوار منفلوط ودخلت في مساكنها الحالية . البكروج وردت في جغرافية اميلينو ص ۸۰ قال إنها وردت في عبارة قيل فيها إن شخصا سار في طريق البكروج بقرب دميره وليس لها أثر اليوم . البلحقين وردت في قوانين ابن مماتي من أعمال الغربية ووردت في تحفة الإرشاد البلجقين ثم وردت في قوانين ابن مماتي في حرف الخاء خرابة بو مسمار وهي البلحقين وتعرف بمنية شريف من أعمال الغربية وفي تحفة الإرشاد خرابة بو مسمار وتعرف بالبلجقين . البلخيه من نسخة معهد دمیاط في الغربية وفي حرف الميم من نفس النسخة وردت منية سراح من كفور البلخیه — المحله — انظر كفر محلة حسن بمركز المحلة الكبرى . البمبير وردت في معجم البلدان بأنها قرية في الصعيد وذكرت في الطالع السعيد باسم البمبمير بين الخيام وقصر بنی شادي ووردت في تاريع محمد علي باسم الأمبير وهي اليوم نجع الأمبير من توابع ناحية البلابيش بحري بمركز البلينا . البناينه انظر بامبانیه . البندقي وردت في التحفة باسم البدقي وفي تاج العروس البيدقي من الأعمال الجيزية وصوابه البندقي كما جاء في إحدى نسخ التحفة وفي قوانين الدواوين فقد وردت فيه باسم حوض الرقا و يعرف بالبندق من الأعمال الجيزية . وبالبحث عن هذه الناحية تبين لي أنها كانت حوضا زراعيا ذا وحدة مالية ألغيت وأضيف زمامها إلى ناحية الرقه الغربية بمركز العياط بمديرية الجيزه . البهنسا وردت في تقويم البلدان لأبي الفدا بأنها بلدة في ناحية الواحات في أوائل بلاد السودان بينها وبين سنتريه عشرة مراحل . وهذا الاسم كان يطلق على واحة الفرافره وسنتريه هي واحة سيوه . البوره وردت في الخطط التوفيقية ( ج ۳ ص 44 ) بأنها ضمن نواحی خطة بلاد العائد . وبالبحث عن موقع هذه الناحية تبين أنها كانت من توابع ناحية تل اشنيك بمركز بلبيس بمديرية الشرقية وتعرف اليوم باسم عزبة العويشه الواقعة بحوض التل والبوره رقم ۱ بأراضي الناحية المذكورة وهذه بخلاف عزبة البوره التابعة لناحية المساعده بمركز منيا القمح بمديرية الشرقية. البوها وردت في تاريع سنة ۱۲۳۱ هـ ضمن نواحي ولاية جرجا . وبالبحث عن موقع هذه القرية تبين لي أنها اندثرت وتوزع زمامها على نواحي أولاد حمزة وعوامر العميرات والزاره والدويرات وأولاد علي بمركز جرجا بمديرية جرجا وبذلك اختفى اسم هذه الناحية من عداد النواحي المصرية . البوهات وردت في التحفة ثم وردت في تاج العروس باسم منى البوهات ومحلها اليوم عزبة أولاد محمد صالح البطران الواقعة في حوض البوهات الوسطاني نمرة ٦ بأراضي ناحية الكوم الأخضر بمركز الجيزة . البويب وردت في معجم البلدان بأنها مدخل أهل الحجاز إلى مصر . البويره انظر كفر منصور بمركز طوخ . البيري وردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ بثغر دمياط . البيسوسيه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الجيزيه وفي قوانين الدواوين البيسبوسية في الجيزيه . وبالبحث تبين أن البيسوسيه مكانها اليوم الجزيرة المعروفة بجزيرة الوراق التابعة لناحية وراق الحضر بمركز امبابه بمديرية الجيزه وعرفت بالبيسوسية لأنها تقع تجاه ناحية بيسوس التي تسمى اليوم باسوس بمركز قليوب بمديرية القليوبيه . البيضا وردت في مشترك قوانين الدواوين بأنها من البوصيرية بالبهنساوية . وبالبحث عن موقع هذه الناحية تبين لي أنها اندثرت وكانت واقعة بأراضي ناحية أهناسيه المدينه بمركز بني سويف بمديرية بني سويف ويدل عليها حوض بياضه رقم 56 بأراضي الناحية المذكورة . البيضا وردت في معجم البلدان بأنها قرية من كورة حوف رمسيس بمصر ، وفي تحفة الإرشاد من أعمال حوف رمسيس . وبالبحث عن موقع هذه الناحية تبين لي أنها اندثرت وكانت واقعة بأراضى ناحية كفر بولين بمركز كوم حماده بمديرية البحيرة ، ومكانها اليوم عزبة عبد الله بك مهنا الشهيرة بعزبة الشيخ البيضاوي المنسوب لهذه القرية ، وهذه العزبة واقعة على البر الأيمن البحري لترعة النوباريه بحوض قطعة امبارکه رقم ۷ بأراضي کفر بولين المذكورة . البيضاء وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية قال وترد مع مجول وتضاف إليها . البيطون وردت في التحفة في موضعين : الأول باسم القيطون وهي البيطون ، والثاني باسم المنشيه والبيطون وكلاهما من الأعمال الغربية ، وورد في مناهج الفكر البيطون بالدنجاوية من الغربية . وبالبحث عن موقع هذه الناحية تبين لي أنها كانت ناحية قائمة بذاتها ومشهورة باسم القيطون ، وأن بعض زمامها أضيف إلى أراضي ناحية المنشية التي كانت مجاورة لها فاحتفظ في المكلفات باسم البيطون مع المنشيه ، وقد ألغيت ناحية البيطون من عداد النواحي المالية ، وأضيف زمامها إلى أراضى ناحية بسنديله بمركز شربين بمديرية الغربية ومكانها اليوم عزبة الطاحونه الواقعة في حوض بطن البقرة رقم 17 المجاور لحوض المنشيه رقم ۱۹ بأراضي ناحية بسنديله المذكورة . البيمارستان المنصوري اسم وحدة مالية كانت أطيانها موقوفة على البيمارستان المنصوري بالقاهرة فعرفت به ، ووردت في التحفة من أعمال ضواحي القاهرة . وبالبحث عن موقع هذه الوحدة تبين لي أنها ألغيت وأضيف زمامها إلى ناحية الأميريه بضواحي القاهرة، ويدل على موقعها الآن حوض المارستان رقم 1 بأراضي الناحية المذكورة . الترعه انظر كفر السنابسه بمركز منوف . التعبانیه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال السمنودية . وبالبحث تبين لي أن هذه القرية كانت موجودة لغاية أوائل القرن الثالث عشر الهجري ولوقوع مساكنها في نقطة واطية عن منسوب الأراضي الزراعية تسلط عليها الرطوبة والسباخ فخربت وأنشأ سكانها بدلا عنها قرية جديدة عرفت بكفر التعبانیه مركز سمنود . وأخبرني عمدة كفر التعبانيه أن القرية القديمة كانت واقعة على ترعة التعبانيه بحوض الساحل الجواني رقم ۷ بأراضي كفر التعبانيه على بعد ٥۰۰ متر شرقي الكفر المذكور . وقد تكلمنا على هذه القرية في كفر التعبانيه في حرف الكاف من هذا الكتاب . التل الأخضر وردت في التحفة من أعمال الدقهلية والمرتاحية ، وقد اندثرت ومكانها اليوم بحوض الكوم الأخضر رقم ۱۱۰ بأراضي ناحية بني عبيد بمركز دكرنس بمديرية الدقهلية . التلال الحمر وردت في التحفة من أعمال الشرقية وفي قوانين الدواوين باسم التلال الحمر وهي تل الحطب . انظر الحلاوات بمركز ههيا . التميميات وردت في التحفة ومعها النمريات من أعمال البحيرة . وبالبحث تبين أنها اندثرت ومكانها اليوم عزبة إيلي أجيون رقم 3 بأراضى ناحية بطورس بمركز أبوحمص بمديرية البحيرة . التوادر وردت في تاريع سنة ۱۲۹۹ هـ مع الوحليه بقسم برديس ، وفي سنة ۱۸۹۹ ضم إليها ناحية الشيخ مرزوق وصارتا ناحية واحدة باسم التوادر والشيخ مرزوق ، وفي سنة 1904 ألغيت وحدتها الإدارية مع بقائها ناحية مالية مع الشيخ مرزوق ، وفي سنة ۱۹۲۹ أعيد تكوينها من الوجهة الإدارية مع فصلها من الوجهة المالية عن الشيخ مرزوق ، وفي سنة ۱۹۳۱ ألغيت من الوجهتين الإدارية والمالية ، وبذلك حذف اسمها من جداول البلاد المصرية . التوفيقيه هي ناحية إدارية واقعة في زمام ناحية دبروسه من سنة ۱۸۸۲ وسميت بذلك تيمنا باسم الخديوي محمد توفيق باشا وبنى فيها جامعا ، وقد اجتمع إليها التجار وأقاموا فيها بندراً من أهم البنادر التجارية في الحدود . ويستفاد مما ورد في إحصاء سنة ۱۸۹۷ المطبوع في سنة 1899 أن التوفيقيه ودبروسه اختلطت مساكنهما وصارتا ناحية واحدة اسمها في جدول الداخلية التوفيقية وفي جدول المالية دبروسه وهي من نواحی مرکز حلفا بمديرية الحدود ( أسوان ) ، وبذلك أصبحت التوفيقيه قاعدة لمركز حلفا ودبروسه من توابعها من الوجهة الإدارية . وبناء على الاتفاق المبرم في سنة ۱۸۹۹ بين الحكومتين المصرية والانجليزية بخصوص فصل السودان فصلت بلدة التوفيقية عن مصر وألحقت بالسودان ولذلك حذف اسمها من جداول أسماء البلاد المصرية ، كما اختني اسم دبروسه من عداد النواحی . التونه ۳وردت في الخطط التوفيقية ( ص ۳ ج ۱۳ ) بأنها بين بوبسطه وشبين القناطر بمديرية الشرقية. التيمن وردت في جغرافية اميلينو ( ص 506 ) قال إنها بالصعيد الأعلى و بالتشابه يمكن إرجاع اسم هذه الناحية إلى نجع تمان Teman أحد توابع عرابة أبو دهب بمركز سوهاج وأقول إن الصواب نجع تمام ولا علاقة له بهذه القرية وقد يكون لهذه القرية صلة بحوض أبو تمن بأراضي الفقاعي بمركز أبو قرقاص . التّيه ورد في معجم البلدان بأنه الموضع الذي ضل فيه موسی بن عمران وقومه وهي أرض بين أيله ومصر وبحر القلزم وجبال السراه من أرض الشام . ويعرف اليوم بوادي التيه في شبه جزيرة سينا بمحافظة سينا التابعة لمصلحة الحدود بمصر . الثعامه وردت في كتاب المسالك والممالك لابن خرداذبه بأنها كانت في الطريق بين مصر والشام وموقعها بين الفرما والوراده . الجابريه وردت في تحفة الإرشاد باسم الجابريه من الكفور الشاسعة بحوف رمسيس . الجابيه والتمساح والوهله وردت في الانتصار وقوانين الدواوين من أعمال الأشمونين وفي التحفة وردت باسم الجبابيه والنمليه والواهليه والظاهر أنها أسماء أحواض زراعية كانت معتبرة ذات وحدات مالية غيط من غير حيط كما يقولون . الجامعيه وردت في التحفة من أعمال الغربية وقال في الانتصار الجامعية وهي منية تاج الدولة . وبالبحث تبين لي أنها اندثرت ويدل عليها حوض الجمعية رقم 19 بأراضي ناحية شربين بمركز شربين بمديرية الغربية . الجِبَلَه وردت في الخطط التوفيقية ( ص ۳ ج ١٤ ) بأنها من ضمن نواحي بلاد العائد والظاهر أنها كانت مجاورة لناحية قهله الجبله إحدى قرى مركز بلبيس بمديرية الشرقية . الجبلين وردت في تحفة الإرشاد من أعمال القوصية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ويدل عليها اليوم محطة الجبلين الواقعة على السكة الحديدية بين أرمنت وإسنا في القسم الشمالي من أراضي ناحية كيمان المطاعنه مركز إسنا بمديرية قنا وقد تكلمنا على الجبلين في كيمان المطاعنه في حرف الكاف من هذا الكتاب . الجديده بالديرس وردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ بولاية الدقهلية والديرس هي إحدى قرى مركز أجا بمديرية الدقهلية . الجديده الزركشيه وردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ بولاية الدقهلية . وبالبحث تبين أن الزركشيه هي القرية التي تعرف اليوم باسم الدراكسه إحدى قرى مركز دكرنس بمديرية الدقهلية . الجرانيس كانت ناحية إدارية من نواحي قسم أسوان وقد ألغيت وحدتها وهي الآن نجع الجرانيس من توابع ناحية غرب أسوان بمركز أسوان بمديرية أسوان . الجزائر من كفور شباس وردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ بأنها من كفورشباس بولاية الغربية . الجزيرة البيضاء وردت في الخطط التوفيقية ( ص ٦٤ ج ۱۰) بأنها قرية من قسم العلاقمه بمديرية الشرقية في الجنوب الغربي لناحية بني صرید وفي الشمال الغربي لناحية الديدمون . وبالبحث تبين لي أن الجزيرة البيضاء هي الآن من توابع ناحية البيروم بمركز فاقوس بمديرية الشرقية . الجزيرة الغربيه وردت في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ بأنها غيط من غير حيط بولاية البهنساويه . وبالبحث تبين لي أنها أضيفت في مساحة سنة ۱۲۰٤ هـ إلى ناحية الفقاعي التي بمركز بیا بمديرية بني سويف . وهذه الناحية هي بخلاف ناحية الجزيرة الغربية التابعة لمركز بنى سويف بمديرية بني سويف ومتاخمة لمدينة بني سويف . الجزيرة المجاورة لأشموم وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الدقهلية . ودلني البحث على أن الجزيرة المذكورة يقصد بها الأراضي الزراعية التي كانت مجاورة لأراضي أشمون الرمان بين البحر الصغير وترعة ميت سويد وتكون منها في الروك الناصري زمام ناحيتي المجنونه ( الجنينه الآن ) ومنية عبد المؤمن ( ميت الخولي مؤمن الآن ) بمركز دكرنس بمديرية الدقهلية . الجزيرة المعروفة بالرمضانيه وردت في تحفة الإرشاد في البهنساويه ووردت في تاج العروس الرمضانيه جزيرة من أعمال الأشمونين . الجزيرة الوسطانيه وردت في تحفة الإرشاد في الأشمونين وذكر أنها من حقوق أنصنا . ودلني البحث على أنها هي التي تسمى اليوم جزيرة شيبه المدرجة في جداول الداخلية بهذا الاسم وفي جداول الماليه باسم شيبه بمركز أبو قرقاص بمديرية المنيا . الجزيرة بين فرقتي النيل الشرقية والغربية كانت قسما من أقسام الوجه البحري الكبيرة أيام حكم العرب بمصر وذكر القلقشندي في صبح الأعشى نقلا عن كتاب المختار للقضاعي عند الكلام على أسفل الأرض ( ص ۳۸۸ ج ۲) أن الجزيرة بين فرقتي النيل الشرقية والغربية فيها خمس کور وهي : كورة دمسيس ومنوف — كورة طوه ومنوف — كورة سخا وتيده والفراجون — كورة بقيره وديصا ( وصوابه كورة نقيزه وديصا ) والخامسة كورة البشرود . ومن أسماء هذه الكور وتحديد مواقعها يتبين أن هذه الجزيرة كانت تشمل البلاد التابعة الآن لمراكز زفتى وطنطا وكفر الشيخ بمديرية الغربية و بلاد مراكز مديرية المنوفية . وأما البلاد التي يتكون منها الآن المراكز الأخرى بمديرية الغربية فقد تكلمنا عليها في الحوفين الشرقي والغربي وبطن الريف في حرفي الألف والباء من هذا الكتاب . الجُزَیِّره كانت ناحية إدارية من نواحی قسم أسوان وألغيت وحدتها وهي الآن نجع الجزيره من توابع ناحية أبو الريش قبلي بمركز أسوان بمديرية أسوان . الجعفري وردت في التحفة من الأعمال السيوطيه . وبالبحث تبين لي من الاطلاع على خريطة الوجه القبلي رسم الحملة الفرنسية في كتاب وصف مصر أن الجعفري كانت موجودة زمن مرور الحملة في سنة 1800 وتعرف اليوم بنجع عبد ربه من توابع ناحية بلصفوره بمركز سوهاج بمديرية جرجا . الجعفريه وردت في التحفة مع سلمون طريف من أعمال الدقهلية والمرتاحية . وبالبحث تبين لي أنها أضيفت إلى أراضي ناحية محلة دمنه بمركز المنصوره بمديرية الدقهلية وكانت واقعة في حوض البحيرة الشرقي رقم 35 بأراضي الناحية المذكورة في حدود حوض مرجانه بأراضي ناحية سلامون ويفصلهما ترعة الإيراد . الجعفريه مع دبشو انظر دیشو . الجفار هو من کور مصر الشرقية ورد في معجم البلدان فقال الجفار جمع جفرة وهي سعة في الأرض مستديرة والجفار من مسيرة سبعة أيام بين فلسطين ومصر أولها رفح من جهة الشام وآخرها الخشبي من جهة مصر متصلة برمال تيه بني إسرائيل وهي كلها رمال سايلة وسميت الجفار لكثرة الجفار بأرضها والجفر البئر القريبة القعر الواسعة لم تطو ولا شرب لسكانها إلا منها . وفي الجادة السابلة أي الطريق الموصلة إلى مصر عدة مواضع عامرة يسكنها قوم من السوقة للمعيشة على القوافل وهي : رفح — القس — الزعقا — العريش — الوراده — قطيه ، وفي كل موضع من هذه المواضع عدة دكاكين يشترى منها كل ما يحتاج المسافر إليه . وورد في الانتصار أن الجفار هو المعروف برمل مصر و به منازل للسفارة وأشهرها قطيا ثم الوراده و بهما سكان ونخيل والذي يحيط بالجفار بحر الروم من رفح إلى بحيرة تنيس إلى القلزم إلى تيه بني إسرائيل ثم إلى بحر الروم عند رفح من حيث ابتدأ . وقال ابن مطرف وإنما سمي الجفار لأن الجمال تجفر فيه أي تهلك من السير لبعد مراحله . وقال ابن حوقل وفي أخبار مصر أن الجفار كان في أيام فرعون كله معمورا بالقرى والمياه وعنها ورد قوله تعالى : (ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون) قال ولذلك سمي العريش عريشا . وبالبحث تبين لي أن الجفار مكانه اليوم المنطقة التي تمر فيها السكة الحديدية الموصلة من القنطرة إلى العريش ثم إلى رفح أي محافظة سينا الشمالية التي يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الغرب قنال السويس إلى قرب مدينة الإسماعيلية . وأما الخشبي التي كان ينتهي إليها أرض الجفار من جهة مصر فمكانها اليوم عزبة أبو خشيبه التي يقال لها عزبة تل المسخوطه بأراضي ناحية أبو صوير بمركز أبو حماد بمديرية الشرقية وعلى بعد 16 كيلو مترا غربي مدينة الاسماعيلية وأن أرض الجفار كانت تمتد في ذلك الوقت إلى الموضع المذكور . الجلمون وردت في التحفة من أعمال البحيرة . وبالبحث تبين لي أن محلها اليوم يعرف بكوم أبو مجنه بين أراضي ناحيتي محلة كيل و بطورس بمركز أبو حمص بمديرية البحيرة . الجميزی وردت في التحفة من أعمال الغربية وفي دليل سنة ١٢٢٤ هـ الجميزي وهي الجميزه بولاية الغربية . وبالبحث تبين لي أن مكانها اليوم حوض الجميزه رقم ۳۲ بأراضي ناحية سيدى غازي ( الكفر الغربي سابقا ) التي بمركز كفر الشيخ بمديرية الغربية . الجنان وردت في الانتصار من أعمال البحيرة وهي بخلاف منية السعيد التي كانت تسمى الجنان والحافر ووردت في خريطة الحملة الفرنسية باسم تل الجنان . الجنينه المستجدّه وردت في التحفة الجنينه المستجده وهي الظاهريه من أعمال الدقهلية ووردت في الانتصار محرفة باسم الحسب من أعمال الدقهلية . وبالبحث تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم حوض الجنينه رقم ۱۷ بأراضي ناحية الدراكسه بمركز دكرنس بمديرية الدقهلية . الجنينه من كفور محلتي مالك و إسحاق من نسخة معهد دمیاط في الغربية وكذلك في تحفة الإرشاد . انظر الحسنيه . الجواشنه وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ مشتركة مع بني عياض في زمام واحد بولاية الشرقية . وبالبحث تبين لي أنها هي التي تعرف اليوم باسم كفر الدواشنه من توابع ناحية بني عياض بمركز ههيا بمديرية الشرقية . الجيزة قبالة دمياط وردت في تحفة الألباب في الأسماء المتشابهة وهي على خريطة سافوري تجاه أطلال دمياط القديمة الواقعة شمال دمياط الحاليه . الجيمين وردت في مباهج الفكر من أعمال المنوفية . وبالبحث تبين لي أنها اندثرت ومكانها بحوض الدجمجام رقم 6 بأراضى ناحية منشاة الشريكين بمركز شبين الكوم بمديرية المنوفية . الحافر وردت في الانتصار من كفور تلت من أعمال البهنساوية . الحافر وردت في كتاب وقف الغوري سنة ۹۱۱ هـ بالبحيره وذكر بأن لها شهرة تغني عن وصفها وتحديدها — انظر منية السعيد بمركز المحمودية . الحاكميه وردت في تحفة الإرشاد في الأسيوطية . الحاكميه انظر كفر سيجر بمركز طنطا . الحُبابيه ورد في معجم البلدان الحبابيه اسم لقريتين في مصر إحداهما مع منزل نعمه في كورة الشرقية ووردت في التحفة محرفة باسم الجابيه مع منزل نعمه وهي الطويله من الأعمال الشرقية . وبما أن ناحية الطويلة لا تزال موجودة وهي إحدى قرى مركز فاقوس بمديرية الشرقية وأن الحبابيه التي كانت معها لابد وأن تكون مجاورة لها فبالبحث عنها تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم عزبة عبد الجليل بكر من توابع ناحية الطويله بمركز فاقوس بمديرية الشرقية . ووردت في تحفة الإرشاد محرفة باسم الحبانية في الشرقية . الحُبّابِيّه ورد في معجم البلدان الحبابيه اسم لقريتين في مصر في كورة الشرقية يقال لإحداهما الحبابيه وتسمى أيضا المستريون وتعرف الأخرى بالحبابيه مع منزل نعمه من الشرقية أيضا . وقد تكلمنا على الحبابيه التي كانت مع منزل نعمه التي تعرف الآن باسم الطويله إحدى قرى مركز فاقوس بمديرية الشرقية . الحبس الجيوشي لما تكلم المقريزى في خططه على البساتين ( ص ٤۸۷ ج ۱) قال وكان للخلفاء الفاطميين عدة بساتين يتنزهون فيها منها البساتين الجيوشية وهما بستانان كبيران و بعد أن وصفهما قال : وكان هذان البستانان من جملة الحبس الجيوشي وهو أن أمير الجيوش بدر الجمالي حبس أي أوقف أرض عدة بلاد وغيرها منها في البر الشرقي للنيل بنواحي بهتیت وهي بهتيم الآن والأميريه والمنيه وهي منية السيرج من ضواحي القاهرة وعرفت بالحبس الشرقي أي الأراضي الموقوفة بالبر الشرقي وحبس في البر الغربي للنيل نواحي سفط وهي صفط اللبن ونهیا ووسيم وهي أوسيم الواقعة بمركز إمبابه بمديرية الجيزه وعرفت بالحبس الغربي لوقوعها غربي النيل وقد أوقف أراضي تلك النواحي مع البستانين السابق ذكرهما على عقبه ولذلك أطلق على هذين الحبسين الحبس الجيوشى نسبة إلى أمير الجيوش بدر الجمالي . وورد في التحفة الحبس الشرقي وهو بهتیت والأمير يه والخمس وجوه من ضواحي القاهرة . وقد تكلمنا على كل ناحية من هذه النواحي في موضعها من هذا الكتاب . الحبس الشرقي وردت في التحفة بأنها من أعمال ضواحي مصر وهذا الاسم كان وحدة مالية تطلق على الأراضي الموقوفة بنواحي بهتیت والأميريه والخمس وجوه — انظر الحبس الجيوشي . الحدادي وردت في التحفة من أعمال الجيزيه . وبالبحث تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم حوض الحداده رقم ۳٤ بأراضي ناحية أوسيم بمركز إمبابه بمديرية الجيزة . الحدین وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الغربية ، ووردت في التحفة باسم الركنيه وهي الحدين من أعمال الغربية ، وورد في الانتصار بأنها من كفور سنهور بالغربية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها اليوم حوض الخدين رقم ٤ بأراضي ناحية شباس الشهدا المجاورة لناحية سنهور بمركز دسوق بمديرية الغربية . الحرارجه وردت في التحفة مع بني جريّ من أعمال الشرقية ، ووردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ الخزارجه ولعلها الصواب نسبة إلى بني الخزرج . وبما أن ناحية بني جري لا تزال موجودة وهي إحدى قرى مركز أبو حماد بمديرية الشرقية فبالبحث عن الخزارجه تبين أنها اندثرت . الحَرَس وردت في معجم البلدان حرس قرية من شرقي مصر، وقال الدارقطني محلة بمصر . ووردت في معجم ما استعجم بأنها قرية من شرقية مصر و ينسب إليها ابراهيم بن سلمان الحرسي . ووردت في تحفة الإرشاد من أعمال الأطفيحيه ، وفي مباهج الفكر الحرش بالأطفيحيه . الحرش انظر الحرس . الحريم وردت في مياهج الفكر في الأطفيحيه . الحسنیه وردت في قوانين ابن مماتي من أعمال الغربية ، وذكر أنها من كفور محلتي مالك وإسحق . ووردت في تحفة الإرشاد باسم الجنينه من كفور محلتي مالك و إسحق . وبالبحث تبين لي أن البلاد المجاورة لمحلة مالك هي من القرى القديمة ولا يوجد بينها وبين أراضي محلة مالك قرى أخرى تغيرت أسماؤها ، ومن هذا يتضح أن الحسنيه ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى محلة مالك ، والظاهر أنها كانت واقعة في القسم الشمالي منها في المكان الذي يقع فيه عزبة أبو العينين بك رجب بأراضي محلة مالك بمركز دسوق بمديرية الغربية . الحصار وردت في جدول المالية حصر سنة ۱۸۹۳ مشتركة مع الحي والمنشي بمركز الصف في اسم واحد ، ولم تزل مشتركة معها في الإدارة والزمام . الحصص وردت في التحفة مع الراهبين من أعمال الغربية . و بالبحث تبين لي أن هذه الناحية مكانها اليوم حوض الحصص رقم 19 بأراضي ناحية كفر حجازي بمركز المحلة الكبرى بمديرية الغربية وهي قريبة من بلدة الراهبين التي بمركز سمنود المتاخم لمركز المحلة الكبرى . الحصص الفضليه وردت في التحفة من أعمال البهنساويه . الحصن وردت في تحفة الإرشاد من حوف رمسيس وفي الخطط المقريزية من أعمال البحيرة . وبالبحث تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم حوض الحصن رقم ۳ بأراضى ناحية أبيوقا بمركز كوم حماده بمديرية البحيرة . الحصه وردت في تاج العروس قرية بالأشمونين . الحصه من نسخة معهد دمیاط في الغربية . انظر كفر الحصه بمركز طلخا . الحصوه وردت في تاج العروس بأنها أول منزل للحاج المصري قبل البركه بقرب القاهرة . وبالبحث تبين لي أنها لا تزال موجودة إلى اليوم باسم عزبة الحصوه من توابع ناحية الكتيبه بمركز بلبيس بمديرية الشرقية . الحفاره وردت في تاج العروس بأنها قرية من أعمال الجيزة . الحكر وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بأنها بخط نكلا العنب بولاية البحيرة . وبالبحث تبين أن هذه القرية ألغيت وحدتها وأضيف زمامها في سنة ۱۲۷٥ هـ إلى أراضي ناحية الشيخ مخلوف بمركز اتياي البارود بمديرية البحيرة ، ومحلها عزبة الحكر من توابع الناحية المذكورة . الخلف وردت في القاموس الجغرافي لإحصاء سنة ۱۸۹۷ ضمن نواحي مركز الصف ، وفي فك الزمام الأخير أضيفت إلى إطفيح بمركز الصف الاشتراكها معها في السكن والإدارة والزمام . الحلفایه انظر كفر العرب البحري بمركز تلا . الحما تكونت من الوجهة الإدارية بقرار درج في المنشور رقم 10 في 15 يونيه سنة ۱۹۲۹ ، وفي ۱۰ سبتمبر سنة ۱۹۲۹ أصدر وزير المالية القرار رقم 49 بفصلها بزمام خاص من أراضي ناحية طما قاعدة مركز طما بمديرية جرجا ، وبذلك أصبحت ناحية قائمة بذاتها ، وفي ۲۳ یونیه سنة 1941 أصدر وزير الداخلية بناء على أسباب حزبية قراراً بالغائها من الوجهة الإدارية وإعادتها كما كانت تابعة لبلدة طما ، وفي 18 أكتوبر سنة 1941 أصدر وزير المالية القرار رقم ۲۳۸ بالموافقة على إلغائها من الوجهة المالية وإعادة أحواضها إلى ناحية طما ، وبذلك حذف اسمها من جداول أسماء النواحي، (وقد أعيد تكوينها سنة ۱۹٤۲) . الحمام والعمروديه وردت في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۹ هـ بولاية المنصوره . الحمّام وردت في الخطط التوفيقية ( ص ۷٥ ج ۱۰ ) بأنها قرية بمديرية إسنا قبلي إدفو . وبالبحث تبين لي أنها هي نجع الحمام من توابع ناحية الرمادي قبلي التي بمركز إدفو بمديرية أسوان وهذا النجع يقع في الحد الجنوبي لهذه الناحية عند جبل السلسله . الحمّام وردت في تحفة الإرشاد في الأشمونين ، وفي الانتصار بأنها من كفور دروه من أعمال الأشمونين . وورد في الانتصار أنه يوجد قريتان باسم دروه في الأشمونين إحداهما قرية دروة أشموم وهي التي تعرف اليوم باسم ديروط أم نخله بمركز ملوي ، والثانية دروة سربام وهي التي تعرف اليوم باسم ديروط الشريف قاعدة مركز ديروط بمديرية أسيوط ، ولم يذكر صاحب الانتصار إلى أي قرية منهما كانت تتبع قرية الحمام المذكورة . وبالبحث تبين لي أنها كانت من كفور ديروط الشريف ، وقد أضيف زمامها إلى أراضي ديروط المذكورة . الحمدلاب وردت في إحصاء سنة ۱۸۸۲ المطبوع سنة ۱۸۸٤ من نواحي قسم أسوان . وبالبحث عن مكانها تبين لي أنها كانت ناحية إدارية واقعة في أراضي ناحية غرب أسوان بمديرية أسوان ، وقد ألغيت وحدتها فأصبحت اليوم من توابع غرب أسوان . الحمراء وردت في قوانين ابن مماتي من أعمال الغربية وهي غير الحمراء الشرقية والحمراء الغربية الواردتين معها في الكتاب المذكور من أعمال الغربية أيضا . وبالبحث عن الحمراء هذه تبين لي أنها اندثرت وأضيف زمامها إلى أراضي ناحية الكوم الطويل بمركز بيلا بمديرية الغربية ، ويرشدنا إلى مكانها حوض الحمره رقم ۳٥ بأراضي الناحية المذكورة . الحمراء وردت في معجم البلدان الحمراء وتعرف بحمراء السنبلاوين من كورة الشرقية ووردت في التحفة والانتصار الحمرا والسنبلاوين من أعمال الدقهلية والمرتاحية . وبالبحث تبين لي أن هذه القرية قد اندثرت ومكانها اليوم عزبة الحمره الواقعة في حوض الحمره رقم ٥۱ بأراضي السنبلاوين قاعدة مركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية . الحمران وردت في جدول المالية حصر سنة ۱۸۹۳ ضمن نواحي مديرية قنا مع النجمه بمركز نجع حمادي ولم تزل مشتركة معها في الاسم والادارة والزمام . الحمودیه وردت في التحفة من أعمال الغربية وفي قوانين الدواوين بأنها من كفور دنجويه بالغربية . وبالبحث تبين لي أنها اندثرت وكانت واقعة بجوار تل البلامان بأراضي ناحية كفر الترعة القديم بمركز شربين بمديرية الغربية . الحميته وردت في تاريع محمد علي بأنها في ولاية المنفلوطية سنة ۱۲٥۹ هـ وفي الانتصار كوم الحميته من أعمال منفلوط وهي نزلة الحما بمركز منفلوط . الحُمَيْديه وردت في التحفة من الأعمال الأخميمية . وبالبحث تبين لي أن هذه الناحية ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى أراضي مدينة جرجا قاعدة مركز ومديرية جرجا ، ومكانها اليوم نجع الشيخ عبد الغني الحميدي ويجاوره حوض الحميديه رقم ۲ بأراضي مدينة جرجا المذكورة . الحوراء وردت في معجم البلدان وفي صبح الأعشى نقلا عن كتاب المختار للقضاعي بأنها كورة من کور مصر في آخر حدودها من جهة الحجاز . الحوض المعروف بالیهودي ورد في التحفة بأنه مجاور لناحية خربتا من أعمال البحيرة . وبالبحث تبين أن وحدته ألغيت وأضيف زمامه إلى أراضي ناحية خربتا بمركز كوم حماده بمديرية البحيرة . الحوض المعروف بمنية حماقه ورد في تحفة الإرشاد في السمنوديه . وبالبحث تبين لي أن هذا الاسم كان يطلق على حوض زراعي ذى وحدة مالية ، وقد ألغيت وحدته وأضيف زمامه إلى ناحية بلقينه ويدل على مكانه حوض طبق حماقه رقم 14 بأراضي ناحية بلقينه بمركز المحلة الكبرى بمديرية الغربية . الحوض المنصوري انظر كفر حافظ بك بمركز أبوحماد . الحوف الشرقي كان قسما من أقسام الوجه البحرى الكبيرة أيام حكم العرب بمصر، والحوف هنا معناه الناحية والجانب ، وقد أطلق العرب هذه الكلمة على بعض الأقاليم المصرية ومنها الحوف الشرقي وهو يشمل القرى الواقعة على الجانب الشرقي من الوجه البحري . ولما تكلم ياقوت في معجم البلدان على الحوف قال بمصر حوفان الشرقي والغربي وهما متصلان، أول الشرقي من جهة الشام وآخر الغربي قرب دمياط يشتملان على بلدان وقرى كثيرة ، وأقول والصواب أن آخر الغربي قرب الإسكندرية . ولما تكلم القلقشندي في صبح الأعشى على أسفل الأرض وهو الوجه البحرى ( ص ۳۸٥ ج۳ ) نقلا من كتاب المختار للقضاعي ذكر تحت بیان الناحية الأولى — كور الحوف الشرقي وبها ثمان کور وهي كورة عين شمس وكورة أتريب وكورة بناوتمي وصوابه كورة نتاوتمي وكورة بسطه وكورة طرابيه وكورة قربيط وصوابه كورة فربيط وكورة صان وابليل والثامنة كورة الفرما والعريش، وقال الزبيدي صاحب تاج العروس أن الحوف ناحية شرقية جميع ريفها تجاه بلبيس يسمونها الحوف ومدينتها قصبة بلبيس. ومن أسماء هذه الكور وتحديد مواقعها يتبين بأن الحوف الشرقي كان يشمل جميع النواحي والبلاد التابعة الآن لمديريتي القليوبية والشرقية ثم البلاد الواقعة في الجانب الشرقي من مرکزي السنبلاوين وأجا وبلاد مركز ميت غمر بمديرية الدقهلية بالوجه البحري . وأما البلاد التي يتكون منها الآن المراكز الأخرى بمديرية الدقهلية وما يقابلها من مراكز مديرية الغربية فكان العرب يطلقون عليها اسم بطن الريف والجزيرة بين فرقتي النيل الشرقية والغربية ، وقد تكلمنا عليها في حرف الباء والألف من هذا الكتاب . الحوف الغربي الحوف كلمة معناها الجانب والحوف الغربي كان قسما من أقسام الوجه البحري الكبيرة أيام حكم العرب بمصر ، وقد أطلق العرب هذا الاسم على القرى الواقعة على جانبي فرع رشید بمدیریتي الغربية والبحيرة بدليل أنه لما تكلم القلقشندي في صبح الأعشى على أسفل الأرض وهو الوجه البحري ذكر تحت بیان الناحية الرابعة ( ص ۳۸۹ ج ۳) الحوف الغربي وفيها إحدى عشرة كورة وهي كورة صا وكورة شباس وكورة البذقون وصوابه البدقون وكورة الخيس والشراك وكورة خربتا وكورة قرطسا ومصيل وكورة الميلدس وكورة أخنا ورشيد وكورة البحيرة وكورة مريوط والحادية عشرة كورة لوبيه ومراقيه . ومن أسماء هذه الكور وتحديد مواقعها يتبين أن الحوف الغربي كان يشمل بلاد مراکز كفر الزيات ودسوق وفوه من مديرية الغربية ثم بلاد مديرية البحيرة بأكملها ثم بلاد لوبيا . وأما البلاد التي تتكون منها الآن المراكز الأخرى بمديرية الغربية و بلاد مديرية المنوفية فكان العرب يطلقون عليها اسم بطن الريف والجزيرة فيما بين فرقتي النيل الشرقية والغربية ، وقد تكلمنا عليهما في حرفي الباء والألف من هذا الكتاب . الحوفيه البحرية وردت في قوانين ابن مماتي وفي ن م د من أعمال الشرقية . وفي تحفة الإرشاد وردت محرفة باسم الحوفيه البخير من الأعمال المذكورة . الحوفية الغربية وردت في قوانين ابن مماتي وفي ن م د من أعمال الشرقية وفي تحفة الإرشاد وردت باسم الحوفية بغیر مميز من الأعمال المذكورة . الحوفيه القبلية من نسخة معهد دمیاط في الشرقية . الحويطه وردت في تاج العروس قرية في الشرقية . الحيضان البيض وردت في التحفة من الأعمال الجيزية . وبالبحث تبين لي أن تلك الحياض هي من ضمن أراضي ناحية الشنباب بمركز العياط بمديرية الجيزة ، ولا يزال يدل عليها حوض البيضه رقم ۳ بأراضي الناحية المذكورة . الخالديه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الغربية ولم ترد في التحفة . وبالبحث عن مكان هذه القرية تبين لي أنها اندثرت من قديم ولذلك لم يقيد باسمها زمام في الروك الناصري أي في التحفة ومكانها اليوم كوم الخوالد الواقع في حوض كوم الخوالد رقم 16 بأراضي ناحية الوزيريه بمركز كفر الشيخ بمديرية الغربية . الخباره وردت في تحفة الإرشاد في الغربية . الختاعنه وردت في تاريع ۱۲۲۸ هـ من نواحي ولاية الشرقية . وبالبحث عن مكانها تبين لي أنها كانت ناحية مالية وألغيت وحدتها وأضيف زمامها في سنة ۱۲۷۲هـ إلى أراضي ناحية بني صريد بمركز فاقوس بمديرية الشرقية . الخُرّ وردت في معجم البلدان بأنها من نواحي الجفار . وبالبحث عن مكانها تبين لي أنها تعرف الآن باسم بئر خار والخرير واقعة بالجهة الشرقية لناحية القنطرة الشرقية على بعد ۲۲ کیلو متراً بمحافظة سينا البحرية التابعة لمصر ، والظاهر أن الخر اسم بئر في طريق الصحراء بين مصر والشام . الخربه وردت في تحفة الإرشاد في الشرقية ، ووردت في التحفة فقال العزيزيه وهي الخربه من أعمال الشرقية وصوابه العزيزيه والخربه كما ورد في تحفة الإرشاد وفي قوانين الدواوين أي أنهما قريتان بدليل أن العزيزية لا تزال قرية عامرة بمركز منيا القمح بمديرية الشرقية . وبالبحث عن الخربه ومكانها تبين لي أنها كانت قرية قديمة خربت وأضيفت أرضها إلى زمام ناحية العزيزيه ومكانها اليوم عزبة حسن علي عامر بأراضي العزيزيه المذكورة . الخرشيه كانت ناحية ذات وحدة مالية قديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي ن م د من أعمال الشرقية ووردت في التحفة مع الجوسق . وبالبحث تبين لي أن وحدتها ألغيت وأضيف زمامها إلى الجوسق بمركز بلبيس بمديرية الشرقية ويدل على موقعها حوض خراشیه الجبانه رقم ٥ بأراضي ناحية الجوسق المذكور . الخروبه وردت في صبح الأعشى ضمن محطات البريد بين مصر وغزه ، وفي خط سير سعاة البريد بين العريش ورفح . الخريطه وردت في التحفة مع طنبو ( کفر کردي ) من أعمال الشرقية ومحلها كفر الشيخ عامر بأراضي ناحية كفور عامر ورضوان بمركز بنها المجاورة لكفر کردي ويدل عليها ترعة الخريطه القديمة التي كانت ممتدة في الحد البحري لحوض الغفاره رقم ۱۰ والآخذ فمها قديما بجوار سكن كفر الشيخ عامر . الخزان وردت في التحفة من أعمال القليوبية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أن وحدتها قد ألغيت وأضيف زمامها على أراضي ناحية العطاره وأنها لا تزال موجودة باسم عزبة الخزان بحوض الخزان من توابع ناحية العطاره التي بمركز شبين القناطر بمديرية القليوبية . الخزان هذا الاسم كان يطلق على ناحية ذات وحدة مالية فقط ، وكانت أراضيها تتكون من أراضي نواحي قديمة وهي حوض نفره وفيشا بلخه و یاطس وكلها وردت في التحفة من أعمال البحيرة ، ثم وردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ ولانخفاض منسوب أراضيها الزراعية وتسلط مياه الصرف عليها ألغيت وحدات هذه النواحي من الوجهة المالية ورفعت الأموال عن أراضيها لتلفها من سنة ۱۲۷۰ هـ فعرفت باسم الخزان لتخزين المياه فيها وعدم صلاحية أرضها للزراعة ، وفي سنة ۱۲۷٥ هـ حصرت الأراضي التالفة الواقعة في منطقة الخزان وأنشئ لها دفتر مساحة باسم الخزان تتكون من أراضي النواحي الثلاثة السابق ذكرها مضافاً إليها أجزاء كبيرة من أراضي نواحی بویط وسيمادیس ودسيا الكنايس ، وقد استمرت ناحية الخزان ناحية ذات وحدة مالية تابعة إلى مركز دمنهور بمديرية البحيرة ، ولما أنشئ مركز المحمودية في سنة ۱۹۲۹ ألحقت جميع النواحي الإدارية الواقعة في زمام الخزان إلى مركز المحمودية لقربها منه مع بقاء ناحية الخزان تابعة لمركز دمنهور من الوجهتين المالية والعقارية، وقد لفت نظر مدير مصلحة الأموال المقررة بخطاب إلى ضرورة توزيع أراضي الخزان على الإحدى عشرة ناحية إدارية الواقعة في أرضه حتى بذلك تصبح القرى تابعة لمركز المحمودية من الوجهتين الإدارية والمالية ويتوحد نظام العمل . و بعد عمل المباحث اللازمة في هذا الموضوع أصدر وزير المالية قراراً في 7 مايو سنة 1940 رقم ۷۱ بتقسيم أراضي ناحية الخزان على الإحدى عشرة ناحية الإدارية الواقعة في زمامها وهي : السعيدية — نظارة الإنشاء — نظارة الروضه — نظارة المسعده — نظارة المنشيه — نظارة المنيا — نظارة بويط — نظارة سمادیس — نظارة فيشا بلخه — نظارة منشية سعيد — نظارة نفره بمركز المحمودية بمديرية البحيرة . وبناء على هذا التقسيم ألغيت ناحية الخزان من عداد النواحي المالية بمصر . الخشبي ورد في تاج العروس أنها في أول نواحي الحفار من جهة مصر على خليج أمير المؤمنين بشرقية مصر في الطريق إلى الشام شرقي وادي السدير ، وهي آثار مدينة هيروبوليس التي تعرف اليوم بتل المسخوطه وبها عزبة أبو خشيبه بأراضي ناحية أبو صوير بمركز الزقازيق . انظر تل المسخوطه . الخصوص انظر الحمام بمركز أبنوب . الخطاره كانت ناحية إدارية من نواحي قسم أسوان وردت في احصاء سنة ۱۸۸۲ المطبوع سنة ۱۸۸٤ ثم ألغيت وحدتها وهي الآن من توابع ناحية أبو الريش بحري بمركز أسوان بمديرية أسوان . الخطّاره الكبرى وردت هي والخطاره الصغرى في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ كل واحدة منها ناحية قائمة بذاتها ولا تزال الخطاره الصغرى محتفظة باسمها إلى اليوم وأما الخطاره الكبرى فقد ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى أراضي ناحية الحجاجيه إحدى قرى مركز فاقوس بمديرية الشرقية وبذلك أصبحت الخطاره الكبرى من توابع ناحية الحجاجيه المذكورة . الخفوج بالفقوسية وردت في التحفة بأنها كانت تشمل ست عشرة ناحية من الأعمال الشرقية . وبالبحث عن أماكن هذه الحفوج تبين لي أنها كانت واقعة بين الصحراء الشرقية وبين الأراضي الزراعية بالنواحي المتاخمة للصحراء من بلاد مركز فاقوس بمديرية الشرقية . وقد تكلمنا على الخفوج في خفج الأبل من هذا الكتاب . الخِلَف وردت في التحفة مع منية القمص من أعمال الدقهلية . وبالبحث عن مكانها تبين لي أن مكانها اليوم حوض الخلف رقم 6 بأراضى ناحية برمبال الجديدة المقابلة لأراضي ناحية ميت القمص وفاصل بينهما البحر الصغير بمركز دكرنس بمديرية الدقهليه. الخماره وردت في التحفة باسم الخماره وحوضها بالبحيرة وفي الانتصار الخماره وهي بخلاف خمارة دکدوکه وفي تحفة الإرشاد جمعها مع خمارة دقدوقه باسم الخمارتين مما يدل على أنها كانت مجاورة لخمارة دكدوکه . الخماریه وردت في مشترك قوانين الدواوين بأنها من كفور صهرجت الكبرى من أعمال الشرقية واليها تنسب صهرجت فيقال صهرجت الخماريه وفي نسخة معهد دمياط الخماريه بالشرقية . الخمس وجوه وردت في التحفة ضمن نواحي الحبس الشرقي من أعمال ضواحي القاهرة . ولما تكلم المقريزي في خططه على منظرة الخمس وجوه ( ص ٤۸۱ ج ۲ ) قال وكانت من المناظر التي يتنزه فيها الخلفاء الفاطميون أنشأها الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي وكان لها فرش معد لها وبقي منها آثار بناء جليل على بئر متسعة كان بها خمسة أوجه من المحال الخشب ( السواقي ) التي تنقل الماء لسقي البستان العظيم الوصف المحيط بتلك المنظرة وكان بجواره أرض يزرع فيها القرط ( البرسيم ) والكتان وغيرهما . وبالبحث عن موقع المكان الذي كان به منظرة الخمسة وجوه والأراضي التي كانت منسوبة اليها ضمن أراضي الحبس أي الوقف الشرقي تبين لي : أولا — ان الخمس وجوه هي عبارة عن بئر ذات خمس وجوه كل وجه منها مركب عليه ساقية لري أراضي البستان الذي أنشأه الأفضل شاهنشاه كما ذكر المقريزي والى الخمس وجوه المذكورة نسبت المنظرة والناحية المذكورتان . ثانيا — ان البستان المذكور مكانه اليوم المنطقة التي بها مساكن خط الشرابية الواقع غربي المستشفى الإسرائيلي والتابع لقسم شبرا بمدينة القاهرة وكانت منظرة الخمس وجوه واقعة في نقطة تتوسط مكان المباني الحالية بالشرابية المذكورة . الخندق وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وفي التحفة من ضواحي القاهرة باعتبار أنها من النواحي ذات الوحدة المالية المقرر على أراضيها الخراج سنويا، وكانت الخندق من القرى القديمة واقعة في الشمال الغربي من ضواحي القاهرة ذكرها المقريزى في خططه ( ص ۱۳٦ ج ۲ ) فقال الخندق قرية خارج باب الفتوح كانت تعرف أولا بمنية الأصبغ . وقد تكلمنا عليها في ذكر منية الأصبغ من هذا الكتاب وأما تسميتها بالخندق بعد أن كانت تسمى منية الأصبغ فسببه أنه بعد أن اختط القائد جوهر القاهرة في سنة 358 هـ أمر المغاربة أن يحفروا خندقا من الجبل إلى الابليز أي إلى النيل شمال القاهرة في طريق القادم من الشام عرضه عشرة أذرع في عمق مثلها ، فبدئ في حفره يوم السبت حادي عشر شعبان سنة 360 هـ وفرغ الحفر في أيام يسيرة ثم حفر خندقا آخر قدامه وعمقه ونصب عليه باب يدخل منه وهو الباب الذي كان على ميدان بستان الأخشيد ويقصد بذلك أن يقاتل القرامطة من وراء هذا الخندق فقيل له من حينئذ الخندق وخندق العبيد والحفره ولمصادفة مرور الخندق الخارجي المحفور من الجبل الأحمر إلى النيل بجوار منية الأصبغ من جهتها البحرية اشتهرت هذه القرية من ذلك الوقت باسم الخندق وأهمل اسم منية الأصبغ ، ومكان هذه القرية الآن المنطقة الواقعة حول دير الملاك البحري وما جاورها من منطقة حدائق القبة ضمن سكن القاهرة . وبالبحث عن المكان الذي كان يمر فيه الخندق الخارجي المذكور تبين لي أنه كان يبدأ من قاعدة الجبل الأحمر ثم يسير إلى الشمال الغربي مارا بشارع السكة البيضاء إلى نهايته الغربية ومن هناك يعتدل إلى الشمال ثم يسير في طريقه إلى الزاوية القبلية الغربية من حوش كلية العلوم بسراي الزعفران ومن هناك ينعطف الخندق إلى الغرب ويسير في طريقه إلى أن يتلاقي بشارع الملك تجاه مدخل شارع اسرائيل ومن هناك يسير الخندق إلى الغرب مارا في شمال قرية منية الأصبغ وقرية الزاوية الحمراء ثم يسير في طريقه إلى الغرب إلى أن ينتهي بالنيل . وكان شاطئ النيل الشرقي تجاه الزاوية الحمراء في ذلك الوقت أي في سنة حفر الخندق يقع في المكان الذي يمتد فيه الآن جسر السكة الحديدية الموصلة من محطة مصر إلى الاسكندرية وبعد ذلك طرح البحر حتى وصل شاطئه إلى مجراه الحالى . الخندق من نسخة معهد دمیاط في البهنساويه . الخيزرانیه وردت في التحفة من الأعمال الجيزية . وبالبحث عن مكان هذه القرية تبين لي أنها أنشئت في العهد العربي وذلك بفصلها من زمام ناحية قديمة تسمى البوهات قد اندثرت مساكنها أيضا . وكانت قرية الخيزرانیه واقعة بين الكوم الأخضر والكنيسه وبسبب اندثار مساكنها في العهد العثماني أضيف زمامها إلى أراضى ناحية الكنيسة بمركز الجيزه بمديرية الجيزه . وكانت مساكنها واقعة في حوض الزاوية رقم 4 قسم ثان بالناحية المذكورة . الخيس بلدة وردت في مشترك البلدان بأنها من قرى مصر وينسب إليها كورة الخيس وهي من أقدم كور البحيرة ذكرها ابن خرداذبه في كتاب المسالك والممالك ضمن کور مصر، وذكرها القلقشندي في صبح الأعشى نقلا عن كتاب المختار للقضاعي ضمن كور الحوف الغربي باسم كورة الخيس والشراك . وبالبحث عن مكان هذه البلدة تبين لي أن اسمها قد تغير من قديم ومكانها اليوم القرية التي تسمى أم حكيم إحدى قرى مركز شبراخيت بمديرية البحيرة . وهذه القرية تقع في منطقة ناحية الشراك التي كانت مشتركة مع الخيس في كورة واحدة ثم حرف اسمها إلى الاشراك ولا تزال موجودة ضمن قرى مركز شبراخيت المذكور . الخيسة والكوم الأحمر وردت في التحفة قال وتعرف بالشبكه من أعمال الدقهلية والمرتاحية وفي تاج العروس الشبكه وهي التل الأحمر وفي تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ الشبكه غيط من غير حيط أي أرض زراعية من غير سكن . وبالبحث تبين لي أن زمام هذه الناحية أضيف إلى أراضى ناحية كوم بني مراس بمركز المنصورة بمديرية الدقهلية ويدل على ذلك حوض الشبکه رقم ۱۹ بأراضي الناحية المذكورة . الدار البيضاء وردت في الخطط التوفيقية بأنها المحطة الثانية في طريق الحاج بعد ناحية البركه في الصحراء الشرقية واقعة على طريق سكة حديد السويس وعلى بعد 56 كيلو مترا شرقي القاهرة وكانت تسمى الدار الحمراء فأنشأ بها عباس باشا حلمي الأول قصرا للنزهة والرياضة الخلوية وسماها الدار البيضاء أو الدار الخضراء وليس بها ماء ولا نبات . وبالبحث عن مكان هذه الدار تبين لي أنها واقعة على الطريق المعبد المخصص للسيارات بين مصر الجديدة والسويس تجاه أطلال بسطة الدار البيضاء المعروفة بالمحطة نمرة 8 الواقعة شرقي مدينة مصر الجديدة على بعد 53 كيلو مترا وفي شمال المحطة المذكورة على بعد ۳٥۰۰ متر توجد أطلال الدار البيضاء أو قصر عباس الأول في وسط الصحراء . الداره وردت في تحفة الإرشاد من أعمال القوصية . الدثينه وردت في تاج العروس بأنها موضع بمصر . الدر بلدة قديمة وردت في الخطط المقريزية من بلاد النوبه وكانت ناحية ادارية مشتركة مع ناحية الديوان في الادارة والزمام واليها ينسب مركز الدر بمديرية أسوان ، و بسبب تعلية حائط خزان أسوان وارتفاع منسوب مياه النيل أمام السد أصبحت أراضي ناحية الدر تغمرها المياه وبذلك غرقت مساكنها فأصدرت وزارة الداخلية قرارا في ۲٤ ديسمبر سنة ۱۹۳۳ بحذف قرية الدر من عداد النواحي المصرية، ونقل ديوان المركز والمصالح الأميرية الأخرى التي كانت بناحية الدر إلى بلدة عنيبه الواقعة في منسوب أعلى على الشاطئ الغربي للنيل مع بقاء المركز باسمه الحالي وهو مركز الدر ومقره بلدة عنيبه إحدى قرى المركز المذكور بمديرية أسوان . الدرادك وردت في تحفة الإرشاد من أعمال المنوفية وفي قوانين ابن مماتي الدراکي . الدرقي في القوصية من تحفة الإرشاد نسخة معهد دمياط . الدغشيه وردت في قوانين الدواوين من أعمال الأطفيحية وفي تحفة الإرشاد، ويستفاد مما ورد في كتاب وقف داود باشا والي مصر سنة 956 هـ ان هذه الناحية كانت بباطن غمازه الكبرى في شمال الاخصاص بالأطفيحية وهي التي تعرف اليوم باسم كفر طرخان الشرقي بمركز الصف . الدمشاه وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ غيط من غير حيط وتعرف بكفر الجزيرة بخط الطرانه بولاية البحيرة . وبالبحث عن مكانها تبين لي أنها هي التي تعرف اليوم بجزيرة الطرانه وأضيفت إلى أراضي ناحية الطرانه بمركز كوم حماده بمديرية البحيرة . الدمن انظر الكوادي والدمن . الدير قال امیلینو صفحة 16 Agor em Pampané وردت في عبارة أن شخصا أصله من دمامين بقسم أرمنت واليوم تحت أسوار أجور بامبانیه يكتب ما يأتي .. ثم قال إذا كان هذا الاسم صحيحا فيكون أمام قرية جديدة يقدمها للقراء للبحث عنها وأقول أن هذا الاسم صحیح و بما أن المؤلف تكلم في صفحة ۲۹٦ عن قرية اسمها بامبانيه وقال إنها واقعة جنوبي دندره وظهر لي من البحث أن بامبانيه هذه هي التي تعرف اليوم باسم نجع البناينه بأراضي البلاص الواقعة جنوبي دندره وانتساب أجور إلى بامبانيه يدل على أنها تجاورها و بالبحث تبين لي أن أجور بامبانيه هي التي تعرف اليوم باسم الدير في جنوب دندره وفي شمال قرية البلاص على الشاطئ الغربي بمركز قنا . انظر با مبانیه . الدير المعروف بدير بهيو وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الأشمونين . الدير وأم علي انظر الدير بمركز إسنا . الديرين وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بولاية القليوبية . وبالبحث عن مكان هذه الناحية تبين لي أن وحدتها ألغيت في سنة ۱۲٥۹ هـ وأضيف زمامها إلى ناحية السفاينه بمركز طوخ بمديرية القليوبية وزمام الديرين يقع في الأحواض من رقم 10 إلى رقم ۱۳ بأراضي السفاينه المذكورة . الديسه وردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ بولاية الغربية ذكرها بعد الديوخات والورق . الديسه ناحية أخرى وردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ بولاية الغربية ذكرها بين الوزيريه وأم عيسى . الراشدي وردت في التحفة مع الطرطري من أعمال الشرقية ووردتا في تحفة الإرشاد باسم منيتي فرج وهما الطرطيري والراشدي من أعمال الشرقية . وبالبحث عن مكان ناحية الراشدي هذه تبين لي أنه حوض زراعي ذو وحدة مالية ويدل عليه حوض الراشدي رقم ۳۲ بأراضى ناحية المقاطعه بمركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية . الراضه وردت في التحفة مع سنتا من أعمال الشرقية . وبالبحث عن مكان الراضه هذه تبين لي أنها اندثرت ويدل عليها حوض البحيره والراضه رقم ٦ بأراضي ناحية السعادات المتاخمة لأراضي ناحية سنتا التي تعرف اليوم باسم منية سنتا بمركز بلبيس بمديرية الشرقية . الرافقه انظر زاوية البحر بمركز كوم حماده . الرافقه وردت في تاج العروس بأنها قرية من أعمال الشرقية . الراهب انظر كفر عزاز بمركز أبو حمص . الرايه هي من أسماء كور مصر القديمة ورد ذكرها في كتاب صبح الأعشى ( ص ۳۹۲ ج ۳ ) نقلا عن كتاب المختار للقضاعي بأنها من كور القبله وهي التي في طريق أرض الحجاز فقال كورة رايه والقلزم وان رايه من الأسماء التي جهلت وقد ذكرها ابن سعيد مقرونة بالقلزم من کور مصر . وذكرها الدمشقي نقلا عن المسبحي من كور القبلة مفصولة عن القلزم واعتبر كل ناحية منهما كورة قائمة بذاتها . وذكر امیلینو ص ۲۰۱ في جغرافيته اسمي Raythou- Hiaithou وقال انهما اسمان لقرية واحدة في قسم الجبلون بشبه جزيرة سينا وهي المحطة المسماة عليم في كتاب L' exode . وأقول أن رايه وهي Raythou لم تكن محطة عليم كما ذكر امیلینو ولا هو الاسم العبري لقرية الطور كما ورد في بعض الكتب الافرنجية لأن الطور من البلاد القديمة وقد ورد ذكرها في أسماء الكور منفصلة عن كورة الرايه مما يدل على أنهما بلدتان منفصلتان عن بعضهما من قديم . وبالبحث عن المكان الذي كانت فيه بلدة الرايه Raython تبين لي أنها اندثرت ولا تزال آثارها قائمة على ساحل خليج السويس الواقع في شمال البحر الأحمر وفي شبه جزيرة سینا جنوبي بلدة الطور وعلى بعد ثمانية كيلو مترات منها . الربيطه وهي البربيطه وردت في التحفة من أعمال الدقهلية والمرتاحية . وبالبحث عن مكان هذه الناحية تبين لي أن هذا الاسم كان يطلق على حوض زراعي ذي وحدة مالية قائمة بذاتها ثم ألغيت ومكانه اليوم حوض الهيش رقم ۱۰۳ بأراضي ناحية بني عبيد بمركز دكرنس بمديرية الدقهلية . الرجضيه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية . الرصاصي وردت في التحفة مع القنيطره من ضواحي ثغر دمياط وورد في تاج العروس منية الرصاص قال وهي قرية بمصر منها شيخه الخطيب صالح بن محمود الرصاصي . الرفيقه وردت في أحسن التقاسيم بأنها واقعة بين كوم شريك بالبحيرة و بين اسكندرية وفي كتاب البلدان لقدامه الرافقه واقعة على النيل على بعد ۲٤ میلا من كوم شريك و ۲۲ میلا في شمال الطرانه وعندها يخرج خليج الاسكندرية . الركنيه وردت في التحفة من أعمال الغربية وفي الانتصار من كفور سنهور بالغربية ويدل عليها حوض الحمدين بأراضي شباس الشهدا المتاخمة لسنهور بمركز دسوق وموقعه بحري سكن الناحية وفاصل السكة الحديدية وحوض الرباحي نمرة 8 . الرمال انظر الرمالي بمركز قويسنا . الرمايات وردت في تحفة الإرشاد بأنها من الكفور الشاسعة في حوف رمسيس . الرمضانيه هي الجزيرة المعروفة بالرمضانيه من نسخة معهد دمیاط في البهنساوية وورد في تاج العروس بأنها جزيرة من أعمال الأشمونين . الرملتين وردت في التحفة بأنها مفردة أي منفصلة من ناحية الرمله من أعمال الشرقية . وبالبحث عن مكانها تبين لي أن مكانها اليوم الجزيرة التابعة لناحية الرمله بمركز بنها بمديرية القليوبية . الرمله بالبيارات وردت في التحفة من أعمال الأخميمية . وبالبحث عن مكان هذه الرملة تبين لي أنها كانت أرضا رملية ذات وحدة مالية محصورة على حدتها ثم أضيفت إلى أراضي ساحل ناحية آبار الوقف بمركز أخميم بمديرية جرجا . الرملي بمركز نجع حمادي بمديرية قنا . أصلها من توابع السليمات ثم فصلت عنها من الوجهة الادارية في سنة ۱۹۲۹ ومن الوجهة المالية بقرار في سنة ۱۹۳۰ وبذلك أصبحت ناحية قائمة بذاتها وبسبب السياسة الحزبية صدر قرار في سنة ۱۹۳۸ بالغائها من الوجهة المالية وإعادة زمامها إلى ناحية السليمات وبذلك أصبحت ناحية إدارية واقعة في زمام السليمات وتابعة لها من الوجهتين العقارية والمالية . وفي سنة 1943 أصدر وزير الداخلية أمرا بالغائها كذلك من الوجهة الإدارية و بذلك أصبحت كما كانت من توابع السليمات . الرواحه وردت في التحفة من أعمال الأشمونين وفي تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ باسم كفر الرواحه من نواحي ولاية الأشمونين . وبالبحث عن مكان هذا الكفر تبين لي أن وحدته المالية ألغيت في سنة ۱۲٥٤ هـ وأضيف إلى ناحية الأشمونين بمركز ملوي بمديرية أسيوط ويدل عليه حوض الرواحه رقم ۳۱ بأراضي الناحية المذكورة . الروبيون وردت في تاريخ الفيوم قال وتعرف بالغابه وقف المدرسة الشافعية التقوية بالفيوم ، ووردت في التحفة باسم الروبيين من الأعمال الفيومية وهي وقف المدرسة الشافعية ، وفي دليل سنة ۱۲۲٤ هـ الروبيون المعروفة بمنقوره، وفي التربيع أي في مساحة سنة ۹۳۳ هـ المنقوره . وبالبحث عن مكان هذه القرية تبين لي الآتي : أولا : أنه مذكور في تاريخ الفيوم بأنها تعرف بالغابه ليس المقصود به ناحية الغابه التي بمركز إطسا فهذه ناحية أخرى لا تزال موجودة وأنها غير قرية الروبيات التي بمركز سنورس . ثانيا : أن هذه القرية قد اندثرت ومكانها اليوم عزبة الأوقاف الواقعة على بحر دسيا بأراضي ناحية السنباط بمركز الفيوم بمديرية الفيوم . ثالثا : إن هذه القرية هي التي ينسب إليها الشيخ على الروبي صاحب المقام الذي بجامع الروبي بمدينة الفيوم ، وينسب إليها كذلك أسرة الروبي الشهيرة بناحية دفنو بمركز إطسا . الروس وردت في التحفة من أعمال فوه . وبالبحث عن مكانها تبين لي أن محلها اليوم عزبة الروس من توابع ناحية عزب الخليج بمركز فوه بمديرية الغربية . الرومیه وردت في تحفة الإرشاد بأنها من كفور خصوص سعاده من أعمال الشرقية . الرياينه والشيخ جابر وردت في تاريع سنة ۱۲۳۱ هـ ضمن نواحی خط طما بولاية جرجا . وبالبحث عن مكانها تبين لي أنها كانت بأراضي جزيرة السكساکه وألغيت وحدتها المالية وأضيف زمامها إلى أراضي ناحية طما بمركز طما بمديرية جرجا . الريف ذكر الزبيدي في تاج العروس الريف بالكسر أرض فيها خصب وزرع والجمع أرياف أو حيث يكون الخضر والمياه والزروع ، ثم قال وأصل الريف في لغة العرب موضع الزرع والشجر إلا أنه غلب بالديار المصرية على أسفل الأرض . وقال ابن حوقل ويعرف شمالي النيل بأسفل الفسطاط بالحوف وجنوبيه بالريف . ويستفاد مما ورد في كتاب أحسن التقاسيم للمقدسي المتوفي سنة ۳۸۰ هـ أن إقليم مصر في أيام حكم العرب كان يشتمل على سبع كور منها الريف وقصبته أي قاعدته العباسه . وبالبحث تبين لي أن كورة الريف كانت تشمل مديريات الوجه البحرى ماعدا مرکزي بلبيس ومنيا القمح من مديرية الشرقية ومديرية القليوبية ثم مركز ميت غمر من مديرية الدقهلية . ومما يلفت النظر أن العباسه كانت مجعولة قاعدة لكورة الريف أي لمعظم بلاد الوجه البحري في حين أنها تقع في حده الشرقي من جهة وبالقرب من بلبيس التي كانت في ذلك الوقت قاعدة كورة الحوف من جهة أخرى، ولكن الظاهر أن اختيار العباسه و بلبيس قاعدتين للريف والحوف أي لبلاد الوجه البحري هو لقربهما من بلاد العرب . الزاره وردت في الخطط التوفيقية ( ص ۸۳ ج ۱۱ ) بأنها من نواحي مديرية بني سويف . وبالبحث عن مكانها تبين لي أنها هي التي تعرف اليوم باسم الزعره من توابع ناحية الجزيرة الشرقية ( المضل سابقا ) الواقعة على الشاطئ الشرقي للنيل بمركز ببا بمديرية بني سويف . الزاوية الحمراء انظر كوم الريش وياق . الزبيريه وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال جزيرة بني نصر . وفي التحفة الزبيريه وجزائرها بالوجه ( القسم ) البحرى من جزيرة بني نصر . وبالبحث عن مكان سكن هذه القرية تبين لي أنه زال تدريجيا بسبب أكل البحر وكل جزء كان يقطعه ماء النيل من سكن هذه القرية بسبب قوة جريانه وطغيانه على مساكنها لعدم وجود رصيف من الحجر لوقايتها كان سكانه ينتقلون إلى الأرض الزراعية وينشئون لهم مساكن بدل التي أكلها البحر إلى أن أكل البحر سكن الزبيريه بأكمله، وفي ذلك الوقت أنشأوا بدلا عنها ثلاثة کفور اثنان منها وهما كفر الهواشم وكفر شماخ على شاطئ النيل تجاه سكنها الأصلي والثالث كفر حشاد إلى جهة الشرق منهما، والكفور الثلاثة تابعة لمركز كفر الزيات بمديرية الغربية . ويوجد من بقايا مباني هذه القرية بناء حجري قديم واقع في قاع البحر تجاه كفر الهواشم ويقول العامة أنه قبر الزبير بن العوام وهذا خطأ لأن الزبير رحمه الله مات ودفن ببلاد العراق والصواب أن البناء المذكور أصله حوض ميضأه أو مغطس لمسجد الزبيريه التي أكلها البحر ولتماسك أجزاء البناء بالمونة التي تصنع خصيصا للمياه لم يتفكك الحوض عندما طغى البحر على البلد بل انقلب على وجهه وسقط بحجمه المكعب المتماسك في قاع النيل ثم استقر من ذلك الوقت في المكان الكائن به الآن على الصورة التي بدا بها للعامة على شكل قبر . الزبيريه وردت في تحفة الإرشاد بأنها من الكفور الشاسعة من حوف رمسيس . الزرزوريه وردت في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۹ هـ من نواحي ولاية الشرقية . الزعفرانه وردت في التحفة من أعمال الدقهلية وفي تاريع محمد على باسم الزعفراني سنة ۱۲۳۰ هـ ودلت المباحث على أنها كانت واقعة في حوض البلد رقم ۳ بأراضي ناحية الخشاشنه بمركز دكرنس وكانت على البحر الصغير بجوار سكن الخشاشنه من الجهة الشرقية . الزعفرانه وردت في كتاب سيرة الشهيدة دميانة أنها كانت قرية مجاورة لدير الست جميانة بمركز شربين . الزعفراني انظر الزعفرانه . الزّعقا وردت في معجم البلدان من نواحي الجفار ، ووردت في خط سير سعاة البريد بين العريش ورفح . الزعيّره انظر منشاة سليمان بمركز تلا . الزنقور البحري والقبلي ورد في التحفة من الأعمال الجيزية، وفي قوانين الدواوين قال ويعرف ببني خالد . الزيات هي القلج بمركز شبين القناطر بمديرية القليوبية وهي من النواحي التي تكونت في تربيع سنة ۹۳۳ هـ وذلك بفصلها من زمام ناحية بركة الحج كما ورد في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ وفي تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ أضيف إليها زمام ناحية أخرى تسمى الزيات كانت فصلت من بركة الحج في تربيع سنة ۹۳۳ هـ أيضا فصارت الناحية تعرف باسم القلج والزيات، وفي تاريع سنة ۱۲۷۰ هـ عرفت باسمها الحالى وأصبحت الزيات من توابعها . والقلج هذه تنسب إلى منشئها الشيخ قلج الرومي الأدهمي شیخ زاوية السلطان قايتباي بالمرج والزيات المتوفى سنة ۸۹۱ هـ كما ورد في تاريخ ابن إياس صفحة ۲۳۹ ج ثان . الزيّاديه وردت في تاج العروس بأنها قرية بمصر قال وهي غير الزيديه ومحلة زيّاد . وبالبحث عن مكان هذه القرية تبين لي أنها تعرف اليوم باسم نزلة الزيديه من توابع ناحية كفر عليم بمركز قليوب بمديرية القليوبية وهي غير الزيديه إحدى قرى مركز امبابه بمديرية الجيزة . الزيديّين وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بولاية الشرقية . وبالبحث تبين لي أن الزيديين لا تزال موجودة ، وقد ألغيت وحدتها وأصبحت من توابع ناحية سنجها بمركز كفر صقر بمديرية الشرقية . الزينيات اسم كان يطلق على ناحية مالية ذات زمام تشمل ثلاث نواح إدارية وهي الزينيه بحري والزينيه قبلي والمدامود بمركز الأقصر بمديرية قنا وتجمعها ناحية الزينيات في كل ما يتعلق بالأطيان والضرائب وتحصيل الأموال والتصرفات العقارية على اختلاف أنواعها . وكانت الزينيات من توابع ناحية الأقصر ثم فصلت عنها في تاريع سنة ۱۲٤٥ هـ باسم الزينيه ، وفي سنة ۱۸۸۸ قسمت الزينيه إلى ناحيتين وهما الزينيه بحري والزينيه قبلي وفي فك زمام مديرية قنا سنة 1904 أضيفتا إلى بعضهما وصارتا ناحية واحدة من الوجهة المالية باسم الزينيات وهو اسمها المالي الأخير . وفي ۲۹ نوفمبر سنة 1936 أصدر وزير المالية القرار رقم ۱۱٥ بتقسيم زمام ناحية الزينيات هذه على نواحي الزينيه بحري والزينيه قبلي والمدامود ، و بذلك ألغيت ناحية الزينيات من عداد النواحي المالية بمديرية قنا واختفى اسمها من تلك السنة . السابي وردت في التحفة من أعمال البحيرة . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم كوم السابي الواقع في الجنوب الغربي لسكن كفر السابي بحوض المعاينه رقم ۱ بأراضي ناحية كفر السابي بمركز شبراخيت بمديرية البحيرة . الساحل هي من النواحي الحديثة ويقال لها ساحل البقيلي أصلها من توابع ناحية الشرقي بهجوره إحدى قرى مركز نجع حمادي بمديرية قنا ثم فصلت عن الشرقي بهجوره من الوجهة الإدارية بقرار في سنة ۱۹۲۹ ثم فصلت عنها كذلك من الوجهة المالية بقرار في سنة ۱۹۳۱ وبذلك أصبحت ناحية قائمة بذاتها . ولما تبين أن هذا الفصل سببه الحزبية السياسية صدر قراران في سنة ۱۹۳۰ من وزارتي الداخلية والمالية بالغاء هذه الناحية وإعادة تتبعها كما كانت إلى ناحية الشرقي بهجوره و بذلك حذف اسمها من عداد النواحي المصرية . الساحل والجزيره بخط شطوط دمياط — انظر حوض الساحل رقم ۸۲ بأراضي الشطوط بمركز فارسكور في شمال عزبة شط الخياطه . السالمين وردت في التحفة من أعمال الغربية، وفي نسخة أخرى منها السالميتين . وفي تحفة الإرشاد السالمتين، ووردت في الانتصار محرفة باسم السايلين . وفي دليل سنة ۱۲۲٤ هـ السالميتين بولاية الغربية، وفي تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ السالمين تابع ناحية طرينه بخط محلة زياد بولاية الغربية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت وأضيف زمامها بأحواضه وأسمائها إلى أراضي ناحية دمرو خماره بمركز المحلة الكبرى بمديرية الغربية . السالميه بمركز المحلة الكبرى زالت وزمامها أضيف إلى دمرو خماره . السايح ورد في مباهج الفكر محرفا باسم السابخ من أعمال الشرقية وصوابه السائح فانه لما تكلم المقريزي في الجزء الأول من خططه ص 184 عن بلدة الصالحية في موضوع الوراده قال إن الملك الصالح نجم الدين أيوب أنشأ الصالحيه في سنة 644 هـ بالسائح في أول الرمل . وبالبحث تبين لى أن السائح كان يطلق على منطقة الأراضي الواقعة على جانبي الترعة السعيديه في المسافة بين ناحيتي سواده والصالحية بمركز فاقوس بمديرية الشرقية وكانت تلك المنطقة تسيح فيها المياه وتقف بها لانخفاض أرضها عن مستوى الأراضي العالية فعرفت بالسائح . السبخه وردت في تحفة الإرشاد من الأعمال الدقهلية وهي غير السبخه التي ذكرت في الأعمال المرتاحية . السجون وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الغربية ، وقد وردت مكررة والاسمان وراء بعضهما ولعل ذلك وقع سهواً من الكاتب . السخاويه وردت في التحفة مع أبيره من أعمال الغربية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض السخاويه رقم ۲۲ بأراضي ناحية أريمون بمركز كفر الشيخ بمديرية الغربية . السدر ناحية إدارية وردت في إحصاء سنة ۱۸۸۲ ضمن نواحي قسم أسوان . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أن وحدتها الإدارية قد ألغيت وأصبحت كما كانت من توابع ناحية غرب أسوان بمركز أسوان بمديرية أسوان . السرايجه انظر أولاد سراج بمركز المنزلة . السردوس وردت في التحفة مع بيسوس من الأعمال القليوبيه . وبالبحث تبين لي أن بيسوس هي التي تعرف اليوم باسم باسوس إحدى قرى مركز قليوب بمديرية القليوبية . وبالبحث حولها عن قرية السردوس التي كانت مشتركة معها في زمام واحد ظهر لي أنها اندثرت وكانت واقعة جنوبي باسوس والحوض الذي كان به سکنها لا يزال يعرف عند الأهالي بحوض أرادوس المحرف عن سردوس وهو الذي يعرف اليوم بحوض فخر الدين رقم ۱٥ بأراضي ناحية باسوس المذكورة . السطح وردت في الانتصار من كفور أبوان من أعمال البهنساوية و يدل عليها حوض السطح نمرة 3 بأراضي ناحية بني عمار ( أبو بقره سابقا ) بمركز سمالوط وهي بذاتها أبو بقره . السعده وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بخط مطوبس بولاية الغربية . السعيدي ورد في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وفي التحفة باسم السعدي مع البقليه والمداود والمخزن من أعمال الدقهلية والمرتاحية لأنها كانت تحولت إلى الدقهلية في الروك الناصري سنة ۷۱٥ هـ. وبالبحث عن السعيدي تبين لي أنه كان حوضا زراعيا ذا وحدة مالية وألغيت وأضيف هذا الحوض إلى أراضي ناحية المخزن التي بمركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية ولا يزال هذا الحوض معروفا باسم حوض الصعیدي رقم ۷ بأراضي ناحية الخزان المذكورة والتي وردت مع السعيدي في التحفة لمجاورتها له من قديم . السعيديه ذكرها القلقشندي في صبح الأعشى ضمن مراكز البريد في طريق الشام بين بلبيس والخطاره بأرض مصر ( ص ۳۷۷ ج ١٤ ) وذكرها المقريزي أيضا في خططه عند الكلام على ترجمة الملك الظاهر بيبرس البندقداري التي ذكرها في كلامه على جامع الظاهر ( ص ۳۰۰ ج ۲ ) فقال إن هذا الملك عمر بلدة السعيديه من الشرقية . والظاهر أن الملك الظاهر بيبرس أسمى هذه القرية السعيديه نسبة إلى ولده السعيد محمد برکه خان . وبالبحث عن قرية السعيدية تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم عزبة السعيدية المعروفة بعزبة الشيخ مطر حنفي الواقعة بقرب فم ترعة السعيدية المنسوبة من قديم إلى هذه البلدة بأراضي ناحية العباسه بمركز أبوحماد بمديرية الشرقية . وقد وضعت مصلحة البريد المصرية اسم قرية السعيديه على الخريطة المدرجة في كتاب تاريخ البريد في مصر المطبوع في سنة 1934 في مكان ناحية السعديين إحدى قرى مركز منيا القمح بمديرية الشرقية وهذا خطأ والصواب ما ذكرناه . السعيديه انظر نظارة السعيدية بمركز المحمودية . السفري وردت في الانتصار من الأعمال الأسيوطية . وبالبحث عن هذه الناحية تبين لي أن السفري اسم حوض زراعي ذي وحدة مالية وقد ألغيت وحدته ولا يزال موجودا باسم حوض السفاري رقم 7 ضمن أحواض أراضي ناحية البلايزه بمركز أبو تيج بمديرية أسيوط . السقايه انظر نزلة باويط بمركز ديروط . السقيريه ورد في الخطط المقريزية أنها قرية بمصر ويدل على موقعها حوض السقريه رقم ۳۰ بأراضي ناحية الزرابي بمركز أبو تيج . السكريه انظر اسكر بمركز الصف . السكون قرية وردت في رحلة ابن جبير بأنها في الضفة الشرقية من النيل مباشرة للصاعد من الفسطاط ويذكر أن فيها كان مولد النبي موسى الكليم — وهي ناحية المعصرة جنوبي طره . السليمات القبليه بمركز نجع حمادي بمديرية قنا . أصلها من توابع السليمات ثم فصلت عنها من الوجهة الإدارية في سنة ۱۹۲۹ ومن الوجهة المالية بقرار في سنة ۱۹۳۰ و بذلك أصبحت ناحية قائمة بذاتها وبسبب السياسة الحزبية صدر قرار في سنة ۱۹۳۸ بالغائها من الوجهة المالية و إعادة زمامها إلى ناحية السليمات وبذلك أصبحت ناحية إدارية واقعة في زمام السليمات وتابعة لها من الوجهتين المالية والعقارية وفي سنة 1943 أصدر وزير الداخلية أمرا بالغائها كذلك من الوجهة الادارية وبذلك أصبحت كما كانت من توابع ناحية السليمات . السماحات وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ وحدة مالية بولاية الغربية وفي الخطط التوفيقية ( ص ٤٤ ج ۱۲ ) أنها قرية من نواحي الغربية غربي ناحية الحلافي بستة كيلومترات . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض منشية السماحات رقم ۳٥ بأراضي ناحية الوزيريه الواقعة غربي ناحية الحلافي بمركز كفر الشيخ بمديرية الغربية . السميري وردت في التحفة من أعمال الغربية وفي الانتصار أنها من كفور دنجويه من الغربية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم عزبة السعيديه من توابع ناحية دنجواي بمركز شربين بمديرية الغربية . السنطه وردت في الخطط المقريزية عند الكلام عن خليج الاسكندرية مع كوم الصخره من أعمال البحيرة ووردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ السنطة بولاية البحيرة . وبالبحث تبين لي أن وحدتها ألغيت في سنة ۱۲۷۰ هـ وأضيف زمامها على ناحية ديرامس المجاورة لناحية الصخره بمركز أبو حمص بمديرية البحيرة ومكانها اليوم عزبة السنطه بحوض السنطه بأراضي الناحية المذكورة . السنطه وردت في الانتصار من كفور سنهور الكبرى . السنطه انظر منية قيصر، وانظر كفر سنبو . السنيطه وردت في الانتصار من أعمال الغربية ومساحتها ۱٦۳۲ فدانا ولم ترد في قوانين الدواوين ولا في التحفة ولا في تحفة الإرشاد . السنيطه انظر كفر سنبو بمركز زفتى . السواده وردت في خط سير سعاة البريد بين قطيا والوراده ذكرها القلقشندي صاحب صبح الأعشى في محطات البريد بين مصر وغزة وهى ناحية سواده بمركز فاقوس . السويسه وردت في التحفة من أعمال الشرقية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض السويسه والعجمي رقم ۱ بأراضي ناحية الفوزيه ( الطراديه سابقا ) بمركز كفر صقر بمديرية الشرقية . السياله وردت في القاموس الجغرافي لإحصاء سنة ۱۸۹۷ باسم شط محب والسياله ضمن نواحي مرکز فارسكور وهي اليوم شط السياله ضمن وحدة مالية باسم شطوط دمياط وتكون مع شط محب وحدة إدارية بمركز فارسكور وفي الجنوب الشرقي لسكن مدينة دمياط وعلى بعد كيلو متر واحد منها . الشباك وردت في القاموس الجغرافي طبعة سنة ۱۸۹۹ ضمن نواحي مرکز حلفا ( الدر ) بمديرية أسوان وهي اليوم مشتركة مع الجنينه في الإدارة والزمام . الشبكه بمركز المنصورة . زالت وضم زمامها إلى كوم بني مراس وكوم التعالب . الشديد ناحية إدارية بقسم أسوان وردت في إحصاء سنة ۱۸۸۲ ثم ألغيت وحدتها وهي اليوم نجع الشديد من توابع ناحية غرب أسوان بمركز أسوان بمديرية أسوان . الشرفا مع المنيا وردت في القاموس الجغرافي سنة ۱۸۹۹ مع المنيا والعطيات ضمن نواحي مركز أطفيح ( الصف ) ولم تزل مشتركة معهما في الإدارة والزمام إلا أنها منفصلة عنهما في السكن . الشرفا والوردتين وردتا مع بعضهما في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بخط الصالحية بولاية الشرقية . وبالبحث عنها تبين لي أن الشرفا هي التي تعرف اليوم يكفر الشرفا بحوض الشرفا وأما الوردتين فمكانهما اليوم كفر أولاد نجم وكفر العاريني وكلها من توابع ناحية قهبونه بمركز فاقوس بمديرية الشرقية . الشرقيه وردت في كتاب قدامه وكتاب القضاعي وفي مسالك الأبصار أنها كورة من كور مصر الجنوبية . وبالبحث تبين لي أن هذا الاسم كان يطلق على البلاد الواقعة شرقي النيل من بلدة طره الواقعة جنوبي مصر القديمة إلى بلدة شارونه التي بمركز مغاغه . وكان يقال لهذا القسم الشرقية وشرقية أطفيح وأطفيح الشرق. وفي أيام حكم محمد علي باشا الكبير أصبحت شرقية أطفيح قاصرة على البلاد التابعة لمديرية الجيزة على الشاطئ الشرقي وسميت الشرقية قسم أطفيح ومن سنة ۱۸۹۸ سمي مركز الصف ولا يزال تابعا لمديرية الجيزة . الشرقيه وردت في معجم البلدان أنها كورة في شرقي مصر . وبالبحث تبين أن هذه الكورة هي التي عرفت بالحوف الشرقي وكانت تشمل قديما بلاد مديرية القليوبية وبلاد مديرية الشرقية وبلاد مركز ميت غمر والقسم الجنوبي من بلاد مركز أجا وبعض بلاد من مركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية . وفي سنة ۷۱٥ هـ أمر الملك الناصر محمد ابن قلاوون بفصل إقليم جديد باسم الأعمال القليوبية نسبة إلى قليوب التي كانت قاعدتها وذلك لتخفيف الأعمال الإدارية والمالية عن والي الشرقية الذي كان مقره في ذلك الوقت بلدة بلبيس . وفي سنة ۱۲۲۸ هـ أصدر محمد علي باشا الكبير أمرا بتتبع مركز ميت غمر والبلاد التي كانت تابعة إلى الشرقية من بلاد مرکزي أجا والسنبلاوين إلى مديرية الدقهلية و بذلك أصبحت الشرقيه قاصرة على المراكز والبلاد التي تدخل في اختصاصها الحالي وقاعدتها مدينة الزقازيق . الشطورات انظر شطوره بمركز طهطا . الشعراوي وردت في حصر سنة ۱۸۸۲ ضمن نواحي مركز القنايات ولم ترد في جدول سنة ۱۸۹۰ . الشقه وردت في التحفة من نواحي الخراب بالأطفيحية . الشلوليه وردت في جدول الداخلية حصر سنة ۱۹۰۲ مع الحبيل ضمن نواحي مركز البلينا ولم تزل مشتركة معها في الإدارة والزمام ومنفصلة عنها في السكن . الشليمات أصلها من توابع ناحية الرياينه المعلق ثم فصلت عنها في تاريع سنة ۱۲۳۱ هـ فأصبحت ناحية قائمة بذاتها وفي سنة 1905 ألغيت وحدتها المالية في فك زمام مديرية جرجا وأضيف زمامها إلى ناحية كوم غريب بمركز طما بمديرية جرجا وبذلك أصبحت الآن من توابع تلك الناحية . الشنباسي وردت في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۹ هـ ضمن نواحي ولاية الشرقية . الشنطور وردت في التحفة من كفور البتنون من أعمال المنوفية ، ووردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ مع ناحية الكوم الأخضر بولاية المنوفية . الشنطور ومنيل موسى وردت في التحفة من أعمال المنوفية ويدل عليها حوض الشنتوري رقم ٤ و ٥ بأراضي ناحية شبرا خلفون بمركز شبين الكوم، وفي حجة أوقاف قايتباي سنة ۸۷۹ ھ أنها مجاورة لناحية مناوهله وهي من جملة مضافاتها . انظر كفر مناوهله بمركز منوف . الشنطورات في الأسيوطية من نسخة معهد دمياط . الشوافين انظر قصاصين السباخ بمركز كفر صقر . الشون وردت في التحفة مع الزرزمون من أعمال الشرقية . وبالبحث تبين لي أنها كانت مشتركة مع الزرزمون في السكن والزمام ولذلك أضيفت إلى ناحية الزرزمون المذكورة إحدى قرى مركز ههيا بمديرية الشرقية . الشونه وردت في الانتصار بالفاقوسية من أعمال الشرقية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أن اسمها مبين على خريطة الحملة الفرنسية ولكنها اندثرت بعد ذلك ، ومكانها اليوم كفر العبادات من توابع ناحية فاقوس قاعدة مركز فاقوس بمديرية الشرقية . الشونه وردت في الانتصار مع غيفا باسم غيفا والشون کفرها من أعمال الشرقية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها أضيفت إلى ناحية غيفا التي تعرف اليوم باسم غيته إحدى قرى مركز بلبيس بمديرية الشرقية . الشيبانيه وردت في تحفة الإرشاد في القوصية . الشيخ جبر وردت في القاموس الجغرافي لإحصاء سنة ۱۸۹۷ مع مزاته ضمن نواحي مرکز جرجا ولم تزل مشتركة معها في السكن والإدارة والزمام . الشيخ مدين وردت في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ ضمن نواحي ولاية الأشمونين . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها ألغيت وأضيف زمامها إلى ناحية إطسا بمركز سمالوط بمديرية المنيا ، ويدل على مكانها حوض مدين رقم ۲۲ بأراضي الناحية المذكورة، وبه مقام الشيخ مدین . الشيخ مكرم وردت في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ ضمن نواحي الولاية البهنساوية . وبالبحث تبين لي أن هذه الناحية ألغيت وأضيف زمامها إلى ناحية باروط البقر بمركز بني سويف بمديرية بني سويف . الشيمه ونجع الشيخ ناحية إدارية بقسم أسوان وردت في إحصاء سنة ۱۸۸۲، وهي الآن نجع الشيمه ونجع الشيخ من توابع ناحية أبو الريش قبلي مركز أسوان بمديرية أسوان ثم ألغيت وحدتها . الصابوني وردت في معجم البلدان أنها قرية قرب مصر ( مصر القديمة ) على شاطئ شرقي النيل في أول الصعيد . وكان لهذه القرية جزيرة تعرف بجزيرة الصابوني وردت في التحفة باسم جزيرة الطميه مع جزيرة الطائر من أعمال الجيزية، وقد ورد في كتاب وقف السلطان قانصوه الغورى المحرر في سنة ۹۱۱ هـ وكذلك في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ أن جزيرة الطميه هي جزيرة الصابوني وأن جزيرة الطائر هي جزيرة الذهب . وبالبحث عن قرية الصابوني وجزيرتها تبين لي أنهما قد اندثرتا إذ تسلطت عليهما مياه النيل بقوة جريانها أثناء الفيضانات السابقة فأكلتهما ، وكانت قرية الصابوني وجزيرتها واقعتين على شاطئ النيل بين ناحيتي دير الطين ومعادي الخبيري جنوبي مصر القديمة، وفي وقتنا الحاضر ظهر في مكان جزيرة الصابوني جزيرة جديدة عرفت بجزيرة دير الطين لاتصالها بأراضى ناحية دير الطين الواقعة على شاطئ النيل الشرقي تجاه جزيرة الذهب . الصادقيه انظر منشاة الدكم بمركز سنورس . الصاقرية وردت في تاج العروس من قرى مصر . الصالحيه وردت في التحفة من أعمال الجيزية، ويستفاد مما ورد في كتاب وقف داود باشا المؤرخ في سنة 956 ه بأنها بأراضي ناحية الجيزة، ووردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ مع طهرمس بولاية الجيزة ومذكور أمام طهرمس أنها ملقة الجيزة والصالحيه . وبالبحث تبين لي أن طهرمس هي التي تعرف اليوم بكفر طهرمس بمركز الجيزة، وأن الصالحيه كانت بأراضي الجيزة بينها وبين كفر طهرمس ، وقد اندثرت ويدل على مكانها مقام الشيخ أبو قتاده وعزبة عرب أبو قتاده الواقعة غربي السكة الحديد بأراضي ناحية الجيزة بمديرية الجيزة . الصدر وردت في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۱ هـ ضمن نواحي ولاية الأطفيحية . الصدر ناحية إدارية بقسم أسوان وردت في إحصاء سنة ۱۸۸۲ باسم السدر وصوابه الصدر ، ثم ألغيت وحدتها وهي اليوم نجع الصدر من توابع ناحية غرب أسوان بمركز أسوان بمديرية أسوان . الصعيد ورد في المشترك صقع واسع طويل غير عريض واقع بين جبلين والنيل بينهما، فيه عدة كور ومدن كثيرة وقرى لاتحصى يمتد من الفسطاط إلى أسوان مسيرة 15 يوما . الصناصفه بمركز المنصورة زالت وتوزع زمامها على ناحيتي كفر الأعجر وكفر سعفان . الصهرجتيه انظر القطعة من الصهرجتيه . الصهريج وردت في كتاب وقف السلطان الأشرف قانصوه الغورى المحرر في سنة ۹۲۲ هـ ، ويستفاد مما ورد في الكتاب المذكور أن الصهريج تقع في الحد الشرقي لأراضي ناحية الجوهرية المجاورة لناحية محلة مرحوم بمركز طنطا بمديرية الغربية . الصوالح وردت في التحفة من أعمال المنوفية ، وفي قوانين الدواوين بأنها من كفور سرس بالمنوفية وأرجح أنها هي كفر فيشا الكبرى المتاخمة لأراضى سرس الليانة . الضلعه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال جزيرة قوسينا . الضيعة وردت في كتب الرحلات أنها منزل على بعد عشرة فراسخ من عيذاب . الطارمه وردت في التحفة من أعمال الفيومية، ومكانها اليوم ناحية السعيديه بمركز سنورس . الطث ورد في معجم البلدان أنه موضع بمصر . الطرطيري وردت في التحفة مع الراشدي من أعمال الشرقية، ووردتا في تحفة الإرشاد باسم منيتي فرج وهما الطرطيري و الراشدي من أعمال الشرقية . وبالبحث عن مكان الطرطيري تبين لي أنه اسم لحوض زراعي ذي وحدة مالية ألغيت وحدته وأضيف زمامه إلى ناحية أبو قراميط بمركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية ، ويدل عليه حوض الطرطيري رقم ۲٥ بأراضي الناحية المذكورة . الطنينات وردت في تحفة الإرشاد وفي التحفة مع ناحية إكوه من أعمال الشرقية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ومكانها يدل عليه حوض الطنانيه رقم ۲٥ بأراضي ناحية صفط زريق المجاورة لأراضي ناحية إكوه بمركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية . وتبين لي من البحث أن أهل هذه القرية لما خربت انتقلوا إلى شنباره الطنينات التي بمركز أبو حماد بمديرية الشرقية واستوطنوها فنسبت إليهم بعد أن كان اسمها كفر شنباره . الطيار وردت في التحفة من أعمال الغربية وفي قوانين الدواوين أنها من كفور شباس إنباره . وبالبحث تبين لي أن شباس إنباره هي التي تعرف اليوم باسم شباس عمير بمركز دسوق بمديرية الغربية، وأن الطيار مكانها اليوم عزبة علي شحاته عجلان من توابع ناحية حصة الغنيمي المتاخمة لناحية شباس عمير بالمركز المذكور . الطينه وبرردت في معجم البلدان أنها بليدة بين الفرما وتنيس من أرض مصر . وبالبحث عنها تبين لي أنها لم تكن بليدة بل كانت نقطة عسكرية لحراسة الحدود، وكان بها قلعة لهذا الغرض، وسميت هذه النقطة بالطينه لوقوعها في أرض رخوة تعلوها مياه البحر في بعض الأوقات ، ومكانها اليوم آثار قلعة الطينه الواقعة بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط وفي الشمال الغربي من أطلال مدينة الفرما على بعد ثلاثة كيلو مترات وشرق مدينة بور سعيد على بعد 34 كيلو متر ، وإليها تنسب محطة الطينه إحدى محطات السكة الحديدية بين بور سعيد والقنطرة . الظاهريه انظر الضاهرية مركز الزقازيق . الظاهريه هي من القرى القديمة ، وردت في تحفة الإرشاد وفي الانتصار من ضواحي ثغر الإسكندرية وهي الآن من توابع قسم الرمل بمحافظة الإسكندرية . وذكر أميلينو ص ۱۳۹ في جغرافيته قرية باسم دمکارونی Demꝗârûnî قال إنها وردت في العبارة الآتية : وهي أنه لما أراد بونوس أن يستولي على مدينة الإسكندرية أتى بجيشه وأقام معسكره بقرية Mîphâmônis التي هي شبرا الجديدة (شبرا الدمنهوريه التي تجاور مدينة دمنهور) وبعد ذلك ذهب بكل جيشه إلى دمكاروني للاستراحة وللاستعداد للهجوم في غده وهو يوم الأحد، ثم قال أميلينو ومن هذا النص يتبين جليا أن هذه القرية يجب أن يكون موقعها قريبا جدا من الإسكندرية حتى يتمكن من الهجوم عليها وقال إن هذه القرية لم تترك أثرا ولا بد أن تكون من قرى الضواحي . وبما أن قرية الظاهريه هي من ضواحي الإسكندرية وفي طريق القادم إليها من دمنهور وقد دلني البحث على أن القرى التي سميت الظاهرية في عهد الملك الظاهر بيبرس البندقداري لم تكن منشأة في عهده بل هي من القرى القديمة وغيرت أسماؤها تيمنا باسمه ، فاني أرجح أن الظاهريه هذه هي بذاتها التي كانت تسمى دمکاروني ووردت في استيلاء بونوس على الإسكندرية . وذكر بطلر في صفحة ۲۱ من ترجمة كتابه فتح العرب لمصر طبع سنة ۱۹۳۳ أن دمکارونی هي الكريون التي بمركز كفر الدوار وغير معقول أن قائداً عسكريا يستعد للهجوم في غده على مدينة الإسكندرية ويكون بينه وبينها ۳٥ کیلو مترا وهي المسافة بين الكريون والإسكندرية ثم ذكر بطلر في صفحة 15 من كتابه أن موممفیس التي ذكرها شامبليون وقال إنها على سبعة فراسخ من دمنهور إلى جهة الغرب هي ميفامونيس بعينها . وأقول إني لا أوافق على أنهما قرية واحدة كما ذكر بطلر فانه يفهم صراحة من رواية أميلينو أن ميفامونیس هي شبرا الدمنهورية الواقعة بجوار دمنهور من الجهة الغربية ومشتركة معها في سكن واحد. وأما موممفیس فاختلفت فيها الروايات فقد ذكرها استرابون بعد دمنهور إلى جهة الشرق وذكرها شامبليون وقال إنها على بعد سبعة فراسخ من دمنهور إلى جهة الغرب، والذي أرجحه أنها كانت واقعة في منطقة مركز كوم حماده بمديرية البحيرة . الظاهريه ورد في معجم البلدان الظاهريه قريتان بمصر منسوبتان إلى الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم ملك مصر إحداهما في كورة الغربية والأخرى في كورة الجيزة وكلامنا هنا على التي في الجيزة فقد وردت في تحفة الإرشاد الظاهريه من أعمال الجيزة وفي التحفة باسم ظاهرية بني عتبه من أعمال الجيزة وورد في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ في ولاية الجيزة في حرف الألف القطيعه قال وهي بني عتبه المعروفة بجزيرة المقيطعه ثم ذكر القطيعه وقال وهي أيضا ظاهرية بني عتبه وذكر في حرف الظاء ظاهرية بني عتبه وقال أنها المقيطعه المعروفة ببني عتبه . وبالبحث تبين لي أن قرية ظاهرية بني عتبه قد اندثرت ويدل على مكانها حوض الضهاريه رقم 7 المحرف عن الظاهريه بأراضي مدينة الجيزة قاعدة مديرية الجيزة وهذا الحوض يقع غربي مدينة الجيزة في الزاوية التي يحدها من الشمال شارع الهرم ومن الشرق ترعة الزمر . الظاهريه وردت في التحفة الظاهريه وشوبيس وتعرف بصقيل من أعمال الفيومية قال وكانت للخاص الشريف واستقرت تحت الغرق والآن للمقطعين ثم ورد في حرف الشين من تلك الأعمال قرية شوبيس وقال إنها وقف المدرسة المالكية بمنية زفيتى ثم ورد بعدها في حرف الصاد قرية صقيل وقال صقيل والعباره كانت في الخاص الشريف واستقرت تحت الغرق . وفي قوانين الدواوين ذكر الظاهريه قال وهي صقيل ثم ذكر شوبيس قال وهي صقيل من الأعمال الفيومية ووردت شونيس في تحفة الإرشاد وفي دليل سنة ۱۲۲٤ هـ باسم شونيس بالنون من الفيومية . وبالبحث عن هذه القرى تبين لي : ( أولا ) أنها في الأصل قرية واحدة اسمها الرومي شوبیس واسمها العربي صقيل ثم في أيام الظاهر بيبرس سمیت الظاهرية والظاهر أنها كانت محتفظة بأسمائها الثلاثة باعتبار أنها وحدة مالية معروفة بكل اسم من أسمائها المذكورة . ( ثانيا ) أن هذه القرية قد اندثرت من قديم لغرق أطيانها وإنما بقي اسمها على زمامها حتى أن ما يصلح من أرضها للزراعة يعاد ربط المال عليه ولذلك بقيت أسماؤها القديمة معتبرة وحدة مالية لغاية سنة ۱۲۲٤ هـ . ( ثالثا ) أن هذه القرية مكانها اليوم عزبة الطاحون الواقعة بحري مصرف طاميه من توابع ناحية قصر رشوان بمركز سنورس بمديرية الفيوم . الظاهرية المستجده وردت في التحفة قال وهي جديدة الظاهريه من أعمال الدقهلية والمرتاحية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها اليوم حوض الضهريه رقم ۸ بأراضي ناحية القباب الكبرى بمركز دكرنس بمديرية الدقهلية ولا يزال الطريق الموصل بين سكن القباب الكبرى وجبانتها يعرف بطريق الضهريه لأن سكنها كان محل الجبانة الحالية . العاصميه وردت في مباهج الفكر وفي تحفة الإرشاد من أعمال جزيرة بني نصر . العائد ورد في الخطط التوفيقية ( ص ۳ ج ١٤ ) ويقال له العائذ وهو اسم خط بمديرية الشرقية يمتد في شمال بلبيس ويحده من الشرق الجبل الشرقي ومن الشمال ترعة الوادي ومن الغرب السكة الحديدية بين بلبيس والزقازيق . العبالي وردت في قوانين الدواوين من أعمال الشرقية . العجميه وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ غيط من غير حيط بولاية الدقهلية . وبالبحث عنها تبين لي أنها كانت حوضا زراعيا ذا وحدة مالية ألغيت في سنة ۱۲٥٤ هـ وأضيف زمامها إلى ناحية المرساه بمركز دكرنس بمديرية الدقهلية . العدل ورد في التحفة أنها بأراضي العين العمياء من أعمال الدقهلية والمرتاحية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها اليوم حوض العدل رقم ۱۰ بأراضي ناحية شنشا بمركز أجا بمديرية الدقهلية وكذلك ترعة العدل المارة بتلك الجهة ومن آثار قرية العدل المذكورة مقام الشيخ شبل الواقع في الجهة الشمالية من حوض العدل المذكور. العدوية وردت في معجم البلدان بأنها على شاطئ شرق النيل تلقاء الصعيد وفي الانتصار أنها بين بركة الحبش وطرا من أعمال ضواحي القاهرة . وفي تاج العروس العدويه وتعرف بدير العدویه وهي اليوم عزبة العدويه من توابع ناحية الفاروقيه بجوار معادي الخبيري في أراضي البساتين بالجيزه — انظر معادي الخبيري . العذيب ورد في معجم البلدان أنه موضع ماء قرب الفرما في وسط الرمال بأرض مصر وفي المسالك والممالك لابن خرداذبه بأنه بين الفرما والوراده في الطريق بين مصر والشام . العرجا وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية . العرجان وردت في القاموس الجغرافي لإحصاء سنة ۱۸۹۷ مع معدية مهدي في اسم واحد ضمن نواحي مرکز فوه بمديرية الغربية وهي مشتركة مع معدية مهدي بمركز فوه في الادارة والزمام ومنفصلة عنها في السكن . العرقه وردت في قوانين الدواوين من أعمال الشرقية قال وهي دبوان الحجر . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها تعرف بالعركه ومحلها اليوم تل دبوان المعروف بتل أبو عكيم على مصرف بحر البقر بأراضي قصاصين الشرق بمركز فاقوس وعلى بعد ثلاثة كيلو مترات شرقي التل المذكور يوجد ملاحة العركه المنسوبة إلى العرقة المذكورة . العروستين انظر العجوزين بمركز دسوق . العزيزيه بقسوریه هي إحدى القرى الخمس التي نسبت إلى العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله كما ورد في معجم البلدان وإحدى العزيزيتين اللتين بكورة الشرقية، والثانية هي الموجودة الآن بمركز منيا القمح وقد وردت العزيزيه هذه في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية ووردت في التحفة العزيزيه بقسوريه من أعمال الشرقية تمييزا لها من سميتها التي بالشرقية ووردت في الانتصار العزيزيه بقوريه وصوابه بقسوريه وهو اسم الخط الذي كانت تتبعه قديما . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم عزبة العزيزيه أو عزيزية القصور المعروفة بعزبة حسن الأعسر الواقعة على ترعة فرّه من توابع ناحية الكفر القديم بمركز بلبيس بمديرية الشرقية . العسكر هي ثاني مدينة اتخذها العرب عاصمة لمصر بعد مدينة الفسطاط ذكرها ياقوت في معجم البلدان بأنها خطة كبيرة بمصر اختطها صالح بن علي بن عبد الله بن عباس لعسكره عند نزوله مصر سنة ۱۳۳ هـ وقد تكلم عنها المقريزي في خططه ص 304 جزء أول تفصيلا. العسكر وردت في معجم البلدان قرية بمصر إلى جنب دميره بكورة الغربية وفي التحفة مع الميما من أعمال الغربية وفي الخطط المقريزية ذكر دير العسكر ضمن الأديرة القبطية وفي تحفة الإرشاد مجموعة مع الميما بالدنجاوية — انظر بلقاس . العسيرات ورد في الخطط التوفيقية أن هذا الاسم يطلق على عدة قرى تسكنها قبيلة العسيرات بمركز جرجا أشهرها أولاد حمزة وأولاد جبارة . العشاره وردت في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۹ هـ ضمن نواحي ولاية الشرقية . العطف وردت في المشترك لياقوت وفي التحفة من صفقة دهشور بالجيزیه . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم عزبة السبيل من توابع ناحية زاوية دهشور بمركز العياط بمديرية الجيزه . العطواني وردت في رحلة ابن بطوطه فذكرها عند ذهابه إلى الحج عن طريق عيذاب وقال إنها واقعة على الشاطئ الشرقي للنيل تجاه بلدة ادفو . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها لا تزال موجودة إلى اليوم ومعروفة بنجع العطواني من توابع ناحية الرديسيه بحري بمركز ادفو بمديرية أسوان . العطيات وردت في القاموس الجغرافي سنة ۱۸۹۷ مع المنيا والشرفا ضمن نواحي مركز الصف ولم تزل مشتركة معهما في الادارة والزمام ولكن منفصلة عنهما في السكن . العظامى وردت في تحفة الإرشاد من أعمال حوف رمسيس . العقبه بلدة في طريق الحاج بين مصر والحجاز وكانت تسمى قديما أيله تكلم عنها المقریزي في خططه ( ص ۱۸٦ ج ۱ ) فقال أَيَلَه على وزن فعله مدينة على شاطئ البحر فيما بين مصر ومكة سميت بأيله بنت مدين بن ابراهيم عليه السلام . وأيله أول حد الحجاز وقد كانت مدينة جليلة القدر على ساحل البحر الملح بها التجارة الكثيرة وأهلها أخلاط من الناس وهي على بعد يوم وليلة من جبل الطور الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام وتعرف بأيلة مدين وإذا أردت الزيادة راجع ما ورد عنها في الخطط المقريزية . ولمجاورة أيله إلى عقبة من الجبل يصعب الصعود إليها تعرف بعقبة أيله فقد أطلق أهل مصر اسم العقبه على ذات بلدة أيله لمناسبة مرورهم عليها من طريق الحاج في كل عام . وكانت العقبة تابعة لمصر وأما الآن فهي من بلاد أمارة شرقي الأردن المجاورة لأرض فلسطين بقارة آسيا في حدود مصر وهي ميناء بحرية واقعة في شمال خليج العقبه الواقع في شمال البحر الأحمر ويفصل بين شبه جزيرة سينا وبين بلاد العرب . العقدون وردت في تحفة الإرشاد من الكفور الشاسعة في حوف رمسيس . العكرشه وردت في التحفة باسم البركه شرقي الغسق المعروفة بالعكرشه من أعمال ضواحي القاهرة ووردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ العكرشه من نواحي القليوبية . وبالبحث تبين لي : ( أولا ) أن قوله شرقي الغسق صوابه شرقي العش كما ورد في الانتصار عند الكلام على البركه التي بضواحي القاهرة والعش اسم مكان كان قديما في تلك الجهة . ( ثانيا) إن العكرشه اسم حوض زراعي كان ذا وحدة مالية ثم ألغيت وأضيف زمامها إلى ناحية أبو زعبل بمركز شبين القناطر بمديرية القليوبية ويدل على هذا الحوض حوض العكرشه رقم 47 بأراضي الناحية المذكورة . العلامیه وردت في الانتصار وقوانين الدواوين من أعمال الأطفيحية ووردت في التحفة محرفة باسم القلابيه من أعمال الأطفيحية . العماره الصغيره و جزيرتها وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الأشمونين ويقابلها في قوانين ابن مماتي القلمتين وجزيرتها . العماليه ورد في الانتصار وفي قوانين الدواوين أنها من كفور تلبانه من أعمال الدقهلية والمرتاحية . العمروديه وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ من نواحي ولاية الدقهلية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت وأضيف زمامها في سنة ۱۲٥4 هـ إلى أراضي ناحيتي البكاريه وكفر قنصوه بمركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية . العمريات وردت في قوانين الدواوين وقال هي كفر منية الرخا في الغربية وهي كفر الصارم القبلي بمركز زفتى بمديرية الغربية . العميد من نسخة معهد دمیاط في الغربية — انظر العمدان بكفر الشيخ . العميش وردت في تاريع سنة ۱۲۳۱ هـ ضمن نواحي ولاية القوصية وفي فك زمام مديرية قنا سنة 1904 ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى ناحية الشعراني بمركز قوص بمديرية قنا و بذلك أصبحت من توابع الناحية المذكورة . العمبره وردت في تحفة الإرشاد من أعمال المرتاحية . العوامر انظر بني برزه . العورا وردت في التحفة من أعمال البحيرة . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم كوم العورا بأراضي ناحية المهديه بمركز أبو المطامير بمديرية البحيرة . العوفي وردت في دفتر تاريع سنة ۱۲۲٤ هـ ضمن نواحي مديرية الفيوم وفي سنة ۱۲۷۷ هـ ألغيت وحدتها وأضيفت إلى أبو جندير بمركز إطسا ثم أعيد اعتبارها وحدة إدارية سنة ۱۹۳۰ ثم ألغيت للمرة الثانية سنة ۱۹۳۱ . العونيد ورد في معجم البلدان أنه موضع قرب مدين من أعمال مصر قرب الحوراء . العيايشه وردت في تاريع سنة ۱۲۲٤ هـ ضمن نواحي مديرية البحيرة وسكنها موجود في أراضي كوم حماده ثم ألغيت وحدتها سنة ۱۸۹۹ وأضيف زمامها إلى كوم حماده بمركزها . الغابه وردت في قوانين ابن مماتي باسم الغابة المجاورة لباجه بالفيوم وفي تحفة الإرشاد وردت الغابة المجاورة لناحية باحة والصواب باجه بالجيم . الغابه وردت في التحفة من أعمال الغربية وفي تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ ضمن نواحي ولاية الغربية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت وأضيف زمامها في سنة ۱۲٤٥ هـ إلى أراضي ناحية كتامه الغابه بمركز كفر الزيات بمديرية الغربية وقد نسبت كتامه إلى الغابه لمجاورتها لها قديما ثم لاشتراكها معها الآن في زمام واحد . وأما مكان قرية الغابة التي اندثرت فيدل عليه حوض الغابه رقم ۲۷ الواقع في الزاوية القيلية الغربية من زمام ناحية كتامه المذكورة . الغارات وردت في التحفة من صفقة نهيا من أعمال الجيزيه . وبالبحث عن مكانها تبين لي أن الغارات كان اسم حوض زراعي ذي وحدة مالية وكان واقعا في القسم الشمالي من أراضي ناحية ناهيا بمركز امبابه بمديرية الجيزة . الغاضره ورد في أحسن التقاسيم وفي كتاب المسالك والملك لابن خرداذبه أنها واقعة بين جرجير ومسجد قضاعه في الحوف الشرقي وأن بينها وبين مسجد قضاعه ۱۸ میلا . وبالبحث تبين لي أن مسجد قضاعه هي القرية التي تعرف اليوم باسم المسيد بمركز أبوحماد بمديرية الشرقية . الغاطس وردت في التحفة باسم الفاطس بالفاء من حقوق فيشه بلخا من أعمال البحيرة وبالبحث تبين لي أن صوابه الغاطس بالغين وهو اسم حوض زراعي كانت تغمره المياه أكثر أيام السنة ويدل عليه حوض الغاطس الوارد في دفتر تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بأراضي ناحية نظارة فيشا بلخه بمركز المحمودية بمديرية البحيرة . الغائله وظهر البلاط وردت في التحفة من صفقة ذات الكوم من أعمال الجيزيه . وبالبحث تبين لي أن الغائله وظهر البلاط اسمان لحوضين زراعيين كانا معتبرين ذوي وحدة مالية وقد ألغيت وأضيف زمامها إلى أراضي ناحية المنصورية بمركز امبابه بمديرية الجيزة ويدل على موقعهما حوض البلاط بأراضي الناحية المذكورة . الغرابي وردت في صبح الأعشى ضمن محطات البريد بين مصر وغزه غربي بلدة قطيا . وبالبحث عن هذه المحطة تبين لي أن مكانها اليوم حوض أبو غرب في رمال دبة الغرابيات الواقعة جنوبي آثار مدينة الفرما وعلى بعد ۱۱ كيلو مترا منها بأراضي قسم سينا الشمالي . الغريراء وردت في معجم البلدان وقال الغريراء تصغير الغراء موضع بحوف مصر كانت فيه واقعة موسی بن مصعب والي مصر من قبل المهدي قتل فيها موسى في شوال سنة 168 هـ ووردت في قوانين ابن مماتي وفي ن م د — الغريرا من أعمال الشرقية ثم ذكر اسمها في حرف الميم مع منى جعفر مما يدل على أنها كانت من كفورها . ووردت في تحفة الإرشاد محرفة باسم العريرا ثم محرفة أيضا مع منى جعفر باسم الغزيزا من أعمال الشرقية . وبالبحث عن الغريرا بين كفور بني جعفر تبين لي أنها اندثرت ويدل عليها حوض الغریري رقم 6 المنسوب إلى الغريرا بأراضي ناحية العطاره بمركز شبين القناطر بمديرية القليوبية وهذا الحوض يتجاور أراضي ناحية الحزانيه وناحية المنايل ويرشدنا إلى موقع الغريرا منهما . الغشماسه وردت في الانتصار وقوانين الدواوين من أعمال الدقهلية والمرتاحية وفي التحفة وردت محرفة باسم الغشمانه من الأعمال المذكورة وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد منية غشماسه من أعمال المرتاحية ووردت في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۹ھ محرفة باسم القجماسية بولاية الدقهلية والظاهر أن الذي كتب دفتر المقاطعات ظن أنها تنسب إلى الأمير قجماس فحرفها باسمه وهو خطأ وصوابها الغشماسه كما وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ ضمن نواحي ولاية الدقهلية وقد ألغيت وحدتها واختفى اسمها . وبالبحث تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض الغشماسه رقم ۲۲ بأراضي ناحية برج نور الحمص بمركز أجا بمديرية الدقهلية . الغطّاسه وردت في تحفة الإرشاد من كفور نقانه الغربيه من نواحي الكفور الشاسعة في حوف رمسيس وفي الانتصار وقوانين الدواوين أنها من كفور تروجه من أعمال البحيرة . الغفارتين وردت في معجم البلدان من قرى مصر من ناحية الجيزیه ووردت في قوانين الدواوين وتحفة الإرشاد باسم الغفاريه في الجيزيه وتعرف اليوم باسم نزلة الشوبك أو شوبك الغفاره من توابع ناحية الشوبك الغربي بمركز العياط . الغنيمية وردت في تاريع سنة ۱۲۳۰ھ ضمن نواحي ولاية المنفلوطية وأنها كانت غيطا من غير حيط . وبالبحث تبين لي أن الغنيميه كان اسم حوض زراعي ذي وحدة مالية وألغيت سنة ۱۲٤٥ هـ وأضيف زمامها إلى ناحية نزلة رميح بمركز منفلوط بمديرية أسيوط . الفاضل ورد في التحفة مع سمربایه باسم سمربايه والفاصل کفرها من أعمال الغربية . وبالبحث عن هذا الكفر تبين لي أنه كان يسمى الفاضل، وقد اندثر وألغيت وحدته وأضيف زمامه إلى أراضي ناحية سبرباي بمركز طنطا بمديرية الغربية، ويدل على مكانها عزبة الأوقاف الملكية بحوض الفاضل رقم 6 بأراضي ناحية سبرباي المذكورة . الفدن وردت في قوانين الدواوين من أعمال الدقهلية والمرتاحية . الفراجون هي من القرى المصرية القديمة وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الغربية ، وفي التحفة وردت مع تيده من أعمال الغربية، وفي معجم البلدان ذكرها باسم الأفراحون قال واسمها القديم الأفراجون بليدة بمصر قرب سخا ثم وردت في كتب الكور لابن خرداذبه واليعقوبي وقدامه والقضاعي وغيرهم باسم الأفراحون أو الأفراجون أو الفراجون تارة منفردة وتارة مع تيده لقربها منها ، وذكرها جورج دی شير باسم Phragonis ضمن أقسام الوجه البحري بمصر في عهد الرومان وبين أقسام الإقليم الذي يعرف اليوم بمديرية الغربية ، ووردت في الانتصار مع تيدا باسم الفراجين . وذكرها أميلينو في جغرافيته ص ۱۷۹ فقال إن اسمها المصرى Phragonin والرومی Fragonis ثم قال إنها وردت في كتاب رومي باسم Gloucine وهي Faragoneos بأرض مصر . ولما تكلم على تيده قال إنها وردت مع قرية أخرى تسمى الفراجين هكذا Phragonin Teneou = Toit وهذا دليل على أن الفراجون هي قرية أخرى غير تل الفراعين المخلف عن أطلال مدينة بوطو وهي أبطو الحالية . وذكرها كل من جان مسبرو وجاستون فييت في كتابهما الخاص بالتعليقات على أسماء الأقاليم والمدن والقرى الواردة في الخطط المقريزية باسم Pharagonie لأن اسمها القبطي فريوني ثم قال إن فراجوني هي بذاتها كوم فراين القريب من اسمها القبطي والذي يعرف اليوم بكوم الفراعين الواقع في الجنوب الغربي من تيده على بعد عشرة كيلو مترات . وأقول إن فراجوني هي الفراجون وليس لها أي علاقة بكوم الفراعين الذي هو مكان مدينة بوطو القديمة والتي تعرف اليوم باسم أبطو إحدى قرى مركز دسوق بمديرية الغربية . وأما مدينة فراجونيس أو الفراجين أو الفراجون أو الأفراجون فقد دلني البحث على أنها قد اندثرت من قديم ، ولا يزال مكان أطلالها يشغل مساحة كبيرة من الأرض تعرف بكوم سیدي سالم الواقع في شمال قرية تيده على بعد ثلاث كيلو مترات . وكانت الفراجون معتبرة وحدة مالية مشتركة مع تيده في زمام واحد لغاية سنة ۱۲۲٤ هـ كما ورد في كشف حصر النواحي في تلك السنة ، ثم ألغيت وحدتها في تاريع ستة ۱۲۲۸ هـ وأضيف زمامها إلى ناحية تيده بمركز كفر الشيخ بمديرية الغربية لمجاورتها لها . الفراسين انظر سرنا والفراسين . الفرقه وردت في التحفة محرفة الغرقه بالغين من أعمال الدقهلية . وبالبحث تبين لي أن هذه القرية قد اندثرت و يدل على مكانها اليوم حوض الفرقه رقم ۱۷ بأراضي ناحية ميت النحال بمركز دكرنس بمديرية الدقهلية . الفرما هي مدينة من أقدم الرباطات المصرية بقرب الحدود المصرية لمصر ، وكانت في زمن الفراعنة حصن مصر من جهة الشرق لأنها في طريق المغيرين على مصر . اسمها المصري القديم « برآمن » أي مدينة الإله أمون ومنه اسمها العبرى « برمون » والقبطی « برما » ، ومن هذا أتى الاسم العربي وهو « الفرما » وسماها الروم بیلوز ومعناها الوحله لأنها كانت واقعة في منطقة من الأوحال بسبب تغطية ماء البحر الأبيض لأراضي تلك المنطقة وكانت الفرما تستقي الماء قديما من الفرع البيلوزی . وورد في معجم البلدان أن الفرما مدينة على الساحل من ناحية مصر وهي حصن على ضفة البحر لطيف لكنه فاسد الهواء وَخِمه لأنه يحيط هذا الحصن من كل جهة سباخ تتوحل فلا تكاد تجف صيفا ولا شتاء وليس بها زرع ولا ماء يشرب إلا ماء المطر يخزن في الجباب و يخزنون أيضا ماء النيل يحمل إليهم في المراكب من تنيس وبظاهرها في الرمل ماء يقال له العذيب وأهلها من القبط وبعضهم من العرب من بني جري وأكثر متاجرهم في النوى والشعير والعلف لكثرة اجتياز القوافل بهم . وقد اندثرت هذه المدينة وتعرف اليوم آثارها بتل الفرما على بعد ثلاثة كيلو مترات عن ساحل البحر الأبيض المتوسط وعلى بعد ۲۳ كيلو متر شرقي محطة الطينه الواقعة على السكة الحديدية التي بين بور سعيد والاسماعيلية ، ويوجد بالقرب من تل الفرما أطلال قلعة قديمة تسمى قلعة الطينه لوقوعها في أرض موحلة وإليها تنسب محطة الطينة المذكورة ، وقد كانت هذه القلعة مستعملة إلى آخر القرن الثاني عشر الهجري حيث كانت مجعولة منفى لغير المرغوب فيهم من المصريين، ولا تزال آثار قلعتها باقية إلى اليوم . الفروجيه من نسخة معهد دمیاط في الشرقية، ومحلها اليوم منشاة نبهان ( كفر المقيل سابقا ) ويدل عليها حوض الفرجيات رقم 11 المجاور لسكن الكفر من الجهة القبلية الشرقية والكفر واقع بحوض أم غيته رقم 6 . الفزاريه انظر منفلوط قاعدة مركز منفلوط . الفسطاط هي أول مدينة أنشأها العرب في مصر بعد فتحها، فقد اختطها عمرو بن العاص في سنة عشرين هجرية = 641 م في الجهة الشرقية الشمالية من قصر الشمع . الفكرانون وردت في جغرافية أميلينو ص 46 Alphokranon قال إنها وردت في كشف الأسقفيات بعد أطفيح وليس هذا الاسم أثر . الفنس وردت في مباهج الفكر في البهنساوية وقال على غربي النيل ، ووردت في الخطط التوفيقية بهذا الاسم بوصف يدل على أنها هي ناحية القيس التي بمركز بني مزار ثم ذكر القيس في حرف القاف . الفهدير وردت في تحفة الإرشاد من كفور سخا من أعمال الغربية . الفؤاديه كانت ناحية إدارية واقعة في أراضي ناحية البسلقون بمركز كفر الدوار بمديرية البحيرة أنشئت بقرار من وزارة الداخلية في سنة ۱۹۳٤ من بعض عزب من توابع الناحية المذكورة ثم تبين عدم الحاجة إلى فصلها من البسلقون فألغيت وحدتها الإدارية وبذلك أصبحت من توابع ناحية سيدي غازي وهى ناحية إدارية أخرى واقعة في زمام البسلقون . القاعه وردت في تحفة الإرشاد قال وهي منية طراد من أعمال البحيرة — انظر منية طراد . القباله وردت في الانتصار مع جراح وتدارس والسنطه من أعمال الدقهلية والمرتاحية . وبالبحث عن هذه القبالة تبين لي أنها اسم حوض زراعي ذي وحدة مالية ألغيت وحدته وأضيف زمامه إلى ناحية السنطه التي عرفت فيما بعد باسم السنيطه، ثم قسمت إلى ناحيتين وهما كفر عوض وكفر الشراقوه السنيطه بمركز أجا بمديرية الدقهلية، ولا يزال حوض القباله محتفظا باسمه وهو حوض القباله رقم ۱ بأراضي ناحية كفر عوض السنيطه المذكور . القبرا وردت في تاريخ الفيوم للصفدي من قرى الفيوم وقد اندثرت وكانت واقعة في حوض التربه رقم ۹ بأراضي منشاة عطيفه، ولما خربت أضيف زمامها إلى ناحية الأخصاص ولذلك لم يدرج لها زمام خاص في الروك الناصري . القبه كانت ناحية إدارية من نواحي قسم أسوان . وردت في إحصاء سنة ۱۸۸۲ وألغيت وحدتها وهي الآن من توابع ناحية غرب أسوان بمركز أسوان باسم نجع القبه . القرار وردت في التحفة مع نشين القناطر قال والقرار کفرها من أعمال الغربية . وبالبحث عن هذا الكفر تبين لي أنه اندثر وكان واقعا بحوض الكروان رقم ۲٤ بأراضي ناحية نشيل بمركز طنطا بمديرية الغربية . القراره والاشرفيات وردت في التحفة قال وهی قراره السمور من أعمال الدقهلية وصوابه قراره البشمور . القراط وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بأنها بخط مطوبس بولاية الغربية . القراقره وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ من نواحي ولاية الشرقية وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها ألغيت في سنة ۱۲٥٤ هـ بسبب خرابها وأضيف زمامها بأحواضها القديمة إلى أراضي ناحيتي فاقوس والديدمون بمركز فاقوس بمديرية الشرقية . القراقره انظر منشية كردیده . القرشيه أصلها من توابع ناحية بانوب ظهر الجمل بمركز ديروط ثم فصلت عنها من الوجهة الإدارية في سنة ۱۹۱۲ بناء على طلب منشئها قطب باشا قرشي ، وفي سنة ۱۹۳۲ صدر قرار بالغائها لعدم الحاجة إلى جعلها ناحية إدارية لقربها من ديروط المحطة وإعادتها كما كانت إلى توابع ناحية بانوب بمركز ديروط بمديرية أسيوط . القرعا وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الفيومية . القرعه وردت في تاريع سنة ۱۳۲۱ هـ ضمن نواحي ولاية جرجا وقد ألغيت وحدتها المالية في فك زمام مديرية قنا سنة 1904 وأضيف زمامها إلى أراضي ناحية الشعراني بمركز قوص بمديرية قنا . القرموه وردت في تحفة الإرشاد وفي قوانين الدواوين من أعمال الجيزيه . القرى وردت في تحفة الإرشاد من الأعمال الأسيوطية ، ووردت في نسخة معهد دمياط باسم العَوْرى. القريص وردت في الخطط التوفيقية ( ص ۲٥ ج ٩ ) بأنها من محطات طريق الحاج وتعرف بمحطة بئر أم عباس نسبة إلى والدة عباس باشا حلمي الأول والي مصر لإجرائها بعض إصلاحات في بئر هذه المحطة . القريه وردت في الطالع السعيد ضمن النواحي الواقعة على الشاطئ الغربي للنيل بين هو ودندره بالقوصية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها لا تزال موجودة إلى اليوم ومعروفة بنجع القريه ضمن توابع ناحية دندره بمركز قنا بمديرية قنا . القريه وردت في تاريع سنة ۱۲۳۱ هـ أنها بخط قمولا بولاية القوصية ثم ألغيت وحدتها في سنة ۱۲٤٥ هـ . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها لا تزال موجودة ومعروفة بنجع القرية من توابع ناحية الأوسط قمولا بمركز قوص بمديرية قنا . القريه وردت في تاريع سنة ۱۲۲٤ هـ ضمن نواحي مديرية جرجا ووردت في جدول سنة ۱۸۹٤، وألغيت سنة ۱۸۹۷ وأضيف زمامها إلى ناحية فزاره بمركز طهطا وأصبح اسمها فزاره بالقريه وهي مشتركة معها في الإدارة والزمام ومنفصلة عنها في السكن . القريه ولعلها العزبه بخط شطوط دمياط ومحلها عزبة شط الخياطه وما جاورها بأراضي الشطوط بمرکز فارسكور . القريه بجهينه انظر فزاره بالقريه بمركز طهطا وانظر القريه . القس هي من النواحي الساحلية الشرقية القديمة من بلاد الجفار بمصر. ورد في معجم البلدان لياقوت بأن القس ناحية من بلاد الساحل قريبة إلى ديار مصر تنسب إليها الثياب القسية بين الفرما والعريش بأرض الجفار وهي خراب لا أثر فيها لشيء . ورأس القس هو لسان خارج في البحر وعنده حصن يسكنه الناس ولهم حدائق وماء عذب ویزرعون زرعا ضعيفا ويسميه الروم رأس کاسیاس . وورد في خط السير الروماني أن القس على بعد 19 كيلو مترا شرقي الوراده . وفي الخطط التوفيقية ذكرها باسم قس الحيف . وبالبحث عن المكان الذي كانت فيه هذه القرية تبين لي أن مكانها يعرف اليوم باسم القَلْس على ساحل البحر الأبيض المتوسط في الشمال الشرقي لمحطة بئر العبد . القُسيطة ورد في تاج العروس أنها قرية بمصر ويحتمل أن تكون بالغربية وصحة اسمها الفسيطه ويدل عليها حوض الفسططيه رقم ٤ بأراضي محلة القصب بمركز كفر الشيخ . القشاشيه وردت في التحفة من صفقة الزنار من أعمال الجيزية ولما ذكر ياقوت في مشترك البلدان القرى التي باسم الكنيسه قال إن التي بكورة الجيزيه تسمى كنيسة القشاشيه ومن هذا يتبين أن القشاشيه كانت أراضيها متاخمة لأراضى الكنيسه التي بمركز الجيزه وأن المقصود من صفقة الزنار الأراضي الواقعة بضواحي مدينة الحيزه على جانبي شارع الهرم لغاية حدود أراضي ناحية الكوم الأخضر من الجهة الغربيه . وبالبحث عن قرية القشاشيه تبين لي أنها اندثرت وكانت واقعة في القسم الجنوبي من أراضي ناحية الكنيسه بمركز الجيزه بمديرية الجيزه . القَصْبَه وردت في الانتصار من أعمال الواحات . القصر ورد في الخطط المقريزية ( جزء أول ) أنها قرية كانت في أول حدود بلاد النوبة جنوبي بیلاق بميل واحد . القصر وردت في الخطط المقريزية ( صفحة ۹۳ جزء ٤ ) بين الصالحيه والسعيديه ثم كررها بقوله وذلك بمنزلة القصر ووردت في النجوم الزاهرة وفي السلوك القصر ، وبالبحث تبين لي أنها هي ناحية الجعافره بمركز فاقوس . القُصير وردت في خط سير سعاة البريد بين الصالحيه والغرابي وأقرب إلى الثانية منهما وذكر القلقشندي في صبح الأعشى في آخر الجزء الرابع عشر أن هذا القصير يقارب المركز القديم المعروف بالعاقوله المقارب لقنطرة الجسر الجاري تحتها فواضل ماء النيل أوان زيادته إذا خرج إلى الرمل . القُصير ويعرف ببني صبره ، ورد في التحفة من أعمال القليوبية وورد في جدول سنة ۱۲۲٤ هـ بأنها هي التي تعرف بأبي زعبل . القصير القديم ورد في معجم البلدان أنه موضع على ساحل بحر القلزم قرب عيذاب بينهما ثمانية أيام . وبالبحث تبين لي أنها كانت تسمى میوس هورمس وأنها كانت واقعة في شمال بلدة القصير الحالية على ساحل البحر الأحمر واندثرت . القُصَيْعَه وردت في التحفة من أعمال الشرقية وفي تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بأنها كانت بولاية الشرقية . وبالبحث تبين لي أن هذه القرية قد اندثرت ومكانها اليوم عزبة علي أغا أدهم من توابع ناحية بني صرید بمركز فاقوس بمديرية الشرقية ويدل على موقعها حوض القصيعة الوارد في دفتر تاريع ناحية بني صريد المذكورة . القصيعه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال السمنوديه . انظر كفر الحصة بمركز طلخا . القضّابي وردت في التحفة من أعمال الشرقية وقال في قوانين الدواوين بأنها من حقوق حوض نجيح وقد اندثر سكن هذه الناحية وأضيف زمامها إلى زمام حوض نجيح وفي كتاب وقف سنة 956 هـ لداود باشا عبد الرحمن أنها كانت في الحد الشمالي لأراضي الزرزمون . القَطَّاطِيّه وردت في التحفة من الأعمال الأسيوطية ووردت في قوانين الدواوين باسم القاطيه من أعمال أسيوط . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض قطيطه رقم ۳۷ بأراضي ناحية منقباد بمركز أسيوط بمديرية أسيوط . القطراني ورد في تاج العروس أنه اسم موضع بجيزة مصر ، وفي تحفة الإرشاد أرض القطراني بالجيزيه . وبالبحث تبين لي أن القطراني هو اسم للصحراء التي تبدأ من أهرامات الجيزه وتمتد إلى الغرب في شمال إقليم الفيوم وبحيرة قارون . القطعه وردت في الانتصار وقوانين الدواوين من أعمال الدقهلية والمرتاحية . وفي التحفة وردت محرفة باسم القطفه المجاورة لتل تميم من أعمال الدقهليه والمرتاحيه . وبالبحث تبين لي أن القطعة اسم حوض زراعي ذي وحدة مالية ثم ألغيت وأضيف زمامه إلى أراضي ناحية ميت العامل بمركز أجا بمديرية الدقهليه ، ويدل على مكانها حوض القطعه الذي يعرف اليوم بحوض القطع رقم ۱۷ بأراضي الناحية المذكورة ، وفوق ذلك فان حوض القطع المذكور يجاور حوض دایر تل تميم الذي يعرف اليوم بحوض مصلة عمرو رقم 16 بأراضي ناحية سنجيد المتاخمة لناحية ميت العامل وبه مقام الشيخ التميمي المنسوب إلى تل تميم المجاور لحوض القطعة المذكور. القطعه وردت في التحفة القطعه المعروفة بالبرادعه من أعمال الشرقية ، وفي الانتصار القطعه المجاورة لخربة تمي وصوابه لخربة نمي المعروفة بالبرادعه . وبالبحث تبين لي أن القطعة المعروفة بالبرادعه اسم لحوض زراعي ذي وحدة مالية ألغيت وأضيف زمامها إلى أراضي ناحية خربة نما التي تعرف اليوم بالجعفريه بمركز أبو حماد بمديرية الشرقية ومكانه اليوم حوض الرمليه رقم ۲ بأراضي الناحية المذكوره . القطعه وردت في قوانين ابن مماتي بأنها من حقوق سنهور المدينه من أعمال الغربيه . القطعه من الصهرجتيه انظر قطيفه العزيزيه بمركز منيا القمح . القطيسه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الكفور الشاسعة بحوف رمسيس . القطيعه وردت في التحفة من أعمال الغربيه ووردت في قوانين الدواوين مع منية القصري التي بالسمنوديه وهي غير التي في المنوفيه . القلابیه انظر العلامیه . القُلْزم وردت في معجم البلدان بأنها مدينة في الطرف الشمالي لبحر اليمن بأرض مصر وإليها ينسب بحر القلزم ( البحر الأحمر ) وفي تاج العروس بأنها خربت وبني في موضعها بلد آخر يسمى السويس وآثارها لم تزل قائمة بين مساكن بندر السويس باسم قلعة القلزم . القلميه وردت في التحفة من أعمال الاخيمية ، وقال في الانتصار القلميه وهي جرف أسندمر من الأخميميه . وبالبحث تبين لي أن القلميه وصوابها القلمينه اسم حوض زراعي ذي وحدة مالية وقد ألغيت وحدته وأضيف زمامه إلى أراضي ناحية نيده بمركز اخميم بمديرية جرجا ، ويدل على مكانه حوض القلمينا رقم ٤ بأراضى الناحية المذكوره وكان يعرف بجرف سندمر لوقوعه على النيل ، ولا يزال هذا الحوض واقعا على النيل إلى اليوم . القَلول وردت في الانتصار من أعمال الواحات . القُلَيعه وردت في التحفة من أعمال الأشمونين وفي دليل سنة ۱۲۲٤ هـ القليعه وتعرف بالحسينيه بولاية الأشمونين وفي دفتر الروزنامه سنة ۱۲۲۸ هـ قليعة الحسينيه . القناطر الخيريه ويقال لها القلعة السعيديه وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بأنها وحدة مالية غيط من غير حيط . وبالبحث تبين لي أن هذا الاسم كان يطلق على أرض زراعية تحيط بالقلعة السعيديه التي أنشأها محمد سعيد باشا والي مصر بين فرعي النيل على رأس الدلتا من جهة القناطر الخيرية الحالية وقد ألغيت هذه الوحدة وأضيف زمامها إلى ناحية دروه بمركز أشمون بمديرية المنوفية ويدل عليها حوض القلعه القبلي والبحري رقمي ۲ و ۳ بالناحية المذكورة ، وهذه الناحية هي بخلاف بلدة القناطر الخيرية الواقعة شرقي القناطر الخيرية بمركز قليوب بمديرية القليوبيه . القنطره وردت في تحفة الإرشاد مع محلة أبو علي من أعمال السمنوديه . القنطره وردت في تحفة الإرشاد بأنها مجموعة مع ناحية الحوراني ووردت في التحفة باسم القنيطره والرصاصي من أعمال ثغر دمياط . القنطوره وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقيه . القنطوره وردت في تاج العروس بأنها قرية بالجيزه . القنيطره انظر الرصاصي . القهرمان وردت في تحفة الإرشاد مع تفهنا الكبرى من أعمال جزيرة قوسينا . القواصر وردت في معجم البلدان بأنها اسم موضع بين الفرما والفسطاط نزلة عمرو بن العاص في طريقه إلى فتح مصر وتحول بعده إلى بلبيس . انظر الجعافره بمركز فاقوس . القوری في الأسيوطية من نسخة التحفة لمعهد أسيوط . القُوسَه وردت في الطالع السعيد بأنها على شاطئ النيل الشرقي بين قريتي الخيام والقصر . وبالبحت عن هذه القرية بين ناحية الخيام التي بمركز البلينا بمديرية جرجا و بين ناحية القصر والصياد التي بمركز نجع حمادي بمديرية قنا تبين لي أن القوسه لا تزال موجودة إلى اليوم وتعرف بنجع القوصه من توابع ناحية البلابيش قبلي بمركز البلينا بمديرية جرجا وهو من النجوع الكبيرة العامرة بالسكان . القوصي انظر القوصيه بمركز منفلوط . القيطون وردت في تحفة الإرشاد بأنها من حقوق منية بري من أعمال جزيرة قوسينا . الكاب اسمها بالمصري نيخاب و باليونانية ألاطيا أو الياتيا بوليس ، وفي الخطط التوفيقية قال وتسمی لوسين أو جونون وآثارها عزبة الكاب الشهيرة بعزبة كوداك تبع ناحية المحاميد بأراضي الحجز قبلي مركز أدفو . الكروم ورد في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ مع بتمده بولاية الشرقيه . الكريمين بمركز المحلة الكبرى ، زالت ومحلها حوض کريمن في بشبيش نصف أول مركز بيلا . الكفر الجديد ورد في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ تبع ناحية الصرمون بولاية الدقهلية . وبالبحث عن هذا الكفر تبين أن وحدته ألغيت في سنة ۱۲۷۲ هـ وأضيف زمامه إلى ناحية الجلاليه بمركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية . الكفر المعروف بمدينة حسن ورد في تحفة الإرشاد من أعمال الفيوميه . الكلابيه مع زرنیخ مشتركة معها في جدول سنة ۱۸۸۰ بقسم أسنا . الكننه مركز الزقازيق وهي التي تكون من زمامها المسيد وأبو حماد . الكُنَيِّسه وردت في التحفة من كفور شمما من أعمال المنوفية . وبالبحث عن قرية الكنيسه تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض جزيرة الكنيسه رقم ۲ بأراضي ناحية شما بمركز أشمون بمديرية المنوفية . الكُنَيِّسه ورد في مشترك قوانين الدواوين أنها من حقوق سمسطا من أعمال البهنساوية . الكوادي والدمن وردت في التحفة من أعمال الدقهلية والمرتاحية . الكوم كانت ناحية إدارية واقعة في أراضي عزبة خالد مرعي بمركز رشید بمديرية البحيرة ، تكونت من الوجهة الإدارية بقرار في ۲۷ يونية سنة 1906 ، ولتقسيم زمام عزبة خالد مرعي وتوزيعه على النواحي المستجدة بتفتیش ادفينا التابع للخاصة الملكية أصدرت وزارة الداخلية قرارا درج في المنشور رقم ٤ في ۱۸ مايو سنة ۱۹۳۳ بالغاء ناحية الكوم هذه من الوجهة الإدارية وجعلها من توابع ناحية الفوزیه المستجده وحذف اسمها من جداول النواحي الإدارية . الكوم الأحمر وردت في مشترك قوانين الدواوين من حقوق مرج بني هميم في القوصية وهى خلاف الكوم الأحمر التي من حقوق هو والموجودة الآن بمركز نجع حمادي بمديرية قنا وفوق ذلك فان مرج بني هميم يقع شرقي النيل وناحية هو تقع في غرب النيل . الكوم الأحمر وردت في مشترك تحفة الإرشاد وفي مشترك قوانين الدواوين بأنها من حقوق منية عقبه بالحيزيه وهي خلاف الكوم الأحمر الموجودة الآن بجوار ناحية شنباري بمركز امبابه بمديرية الجيزه . الكوم الأحمر ورد في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ ضمن نواحي ولاية البهنساوية . وبالبحث عن هذه الناحية تبين لي أن وحدتها ألغيت في سنة ۱۲۷۱ هـ وأضيف زمامها إلى ناحية منهري بمركز أبوقرقاص بمديرية المنيا . الكوم الأحمر ورد في التحفة من أعمال البحيرة وفي تحفة الإرشاد أنه من حقوق نقانه بالبحيرة . انظر كفر الدفراوي مركز شبراخيت . الكوم الأخضر وردت في تحفة الإرشاد بالدنجاوية ، وأيضا في نسخة معهد دمياط . الكوم الأسود ورد في مشترك تحفة الإرشاد أنها مجموعة مع دجرجا من الأعمال الأخميمية ، وفي مشترك قوانين الدواوين بأنها من الأخميمية . الكوم الأسود ورد في مشترك قوانين الدواوين أنها من أعمال الشرقية . وورد في تحفة الإرشاد أنها مجموعة مع ناحية منى مغنوج من الشرقية . الكوم الصغير ورد في التحفة من صفقة بشتيل من أعمال الجيزيه . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها هي التي تعرف اليوم بكفر الهنادوه من توابع ناحية وراق العرب بمركز امبابه بمديرية الجيزه . الكيزان وردت في التحفة من أعمال ضواحي القاهره . وبالبحث تبين لي أن الكيزان هو اسم للرسوم التي كانت مقررة على الأواني التي تصنع من الفخار مثل القلل والأزيار والبرابخ والقواديس وغيرها ، وكانت الفواخير التي تعمل هذه الأنواع في ضواحي القاهرة تقوم بدفع هذه الرسوم سنويا للديوان السلطاني ولأنها من الإيرادات اعتبرت وحدة مالية وقيدت في جدول النواحي ذات الإيراد السنوی . اللبایده وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ ضمن نواحي ولاية الشرقية . وبالبحث عن هذه القرية تبين أنها كانت ناحية مالية وتوزع زمامها على نواحى أبو حريز وكفر حماد وكفر الحديدي وكفر الزور ( بني حسن ) وكفر أولاد صقر بمركز كفر صقر بمديرية الشرقية . اللبيني ورد في التحفة من صفقة منية القائد بمركز العياط . اللسدتين انظر الأسديه بمركز أبوحماد . اللسدسين انظر الأسديه بمركز أبوحماد . اللواسي ورد في معجم البلدان أنها مدينة خراب بالفيوم فيها مسجد لموسى بن عمران . اللؤلؤه وردت في التحفة من أعمال الدقهلية ووردت في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ باسم لوليه من نواحي خط محلة دمنه بولاية الدقهلية . وبالبحث عن هذه القرية تبين أنها اندثرت وأضيف زمامها إلى ناحية محلة دمنه بمركز المنصوره بمديرية الدقهلية ومكانها اليوم عزبة أحمد مظلوم باشا الواقعة بحوض المخازن رقم ۲۸ بأراضي الناحية المذكورة . الليونه وردت في قوانين ابن مماتي من ضواحي الإسكندرية ووردت أيضا في الانتصار بهذا المعنى . المآثر الخليليه وردت في إحصاء سنة ۱۸۸۲ ضمن نواحي مركز الدلنجات بمديرية البحيره . الماجديه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال القوصية . الماد وردت في الانتصار من الأعمال الأسيوطيه وذكرها جوتييه في قاموسه فقال Madou أو Madn ناحية من القسم الثالث عشر من الوجه القبلي وهو قسم أسيوط ونسبها إلى ناحية درنكه الواقعة جنوبي أسيوط . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي : ( أولا ) أنها لم تكن درنكه لأن الماد ودرنکه واردتان في الانتصار مما يدل على أنهما قريتان لا علاقة لإحداهما بالأخرى . (ثانيا) أن قرية الماد أو مادو قد اندثرت وكانت واقعة بحوض الكوم رقم 54 بأراضي ناحية ريفه بمركز أسيوط بمديرية أسيوط وناحية ريفه المذكورة تقع جنوبي أسيوط . انظر مادو . المالي وردت في تحفة الإرشاد من الكفور الشاسعة بحوف رمسيس . الماوين وردت في التحفة من نواحي الجبال بالفيوم . المبطط وردت في تحفة الإرشاد من أعمال المرتاحية ، ووردت في التحفة باسم البطط مع نوب ومنية غراب من أعمال الشرقية . وبالبحث عن البطط حول نوب ومنية غراب تبين لي أنه اسم حوض زراعي ذي وحدة مالية ألغيت وأضيف زمامها إلى ناحية نوب طريف المذكورة معه بمركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية ويدل عليه حوض البطط رقم ۲٤ بأراضي ناحية نوب المذكورة . انظر البطط . المبلات وردت في التحفة مع دماط من أعمال الغربية . وبالبحث تبين أن هذه القرية قد اندثرت وأضيف زمامها إلى أراضى ناحية دماط بمركز طنطا بمديرية الغربية وكانت واقعة بحوض كوم العبيد رقم ٥ بأراضي دماط المذكورة . المثنى ومنافعه وردت في التحفة من الأعمال السيوطية . المجرد والملقى وردت في التحفة من أعمال الجيزیه . وبالبحث عنها تبين أن المجرد والملقى اسم حوض زراعي كان ذا وحدة مالية ثم ألغيت وحدته وأضيف زمامه إلى ناحية دهشور بمركز العياط بمديرية الجيزه ويدل على مكانه حوض المجرد رقم ه بأراضي ناحية دهشور المذكورة . المجزره وردت في التحفة ضمن نواحي القاهرة قال وهي بكوم الريش مضافة على منية السيرج . وبالبحث تبين لي أن المجزرة هنا هو مكان الجزارة الذي يعرف اليوم باسم السلخانه حيث تذبح وتسلخ المواشي ، ولأن المجزرة عليها رسوم مقررة سنويا للديوان فقد أدرجت في التحفة ضمن النواحي ذات الإيراد ، وكانت المجزرة بكوم الريش التي تعرف اليوم بالزاوية الحمراء من ضواحي القاهره . المحالبه كانت ناحية مالية وردت في جدول سنة ۱۸۹۷ ضمن نواحي مرکز السنبلاوين . وبالبحث تبين أن هذه الناحية كانت غيط من غير حيط ، وفي فك زمام مديرية الدقهلية في سنة ۱۹۰۲ ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى ناحية صدقا بمركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية ، وفي ۲۸ مایو سنة 1903 صدر قرار بحذف اسمها من عداد النواحي ، ويدل على مكانها حوض ساحل المحالبه رقم ۱۷ بأراضي الناحية المذكورة . المحروقه وردت في التحفة مع النمروط من أعمال الشرقية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت وأضيف زمامها إلى ناحية النمروط بمركز فاقوس بمديرية الشرقية بدلیل ورود حوض المحروقة في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ ضمن أحواض ناحية النمروط ، ومكان المحروقه كفر الكيلاني الواقع بحوض المريانه رقم ۲ الذي يسمى في التاريع القديم حوض المحروقه بأراضي الناحية المذكورة . المحفر كانت ناحية ذات وحدة مالية قديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي ن م د من أعمال الشرقية وفي تحفة الإرشاد وردت محرفة باسم المجفر وورد في التحفة المحفر من الأعمال المذكورة . وبالبحث تبين لي أن هذه الناحية ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى ناحية الديدامون بمركز فاقوس بمديرية الشرقية ، ويدل عليها حوض المحفر الوارد في دفتر المساحة باسم حوض الجبل والتل والمحفر رقم ۱۰ بأراضي ناحية الديدامون المذكورة . المحمّديه ورد في الخطط المقريزية أنها قرية بين الإسكندرية وبرقا حول برنيق . المحمّه ورد في معجم البلدان أنها من ضواحي الإسكندرية وفي قوانين الدواوين المحمه أرض غربي الإسكندرية وقصر قديم يعرف بالدير الأحمر ، وفي التحفة وردت باسم المحميه من أعمال البحيرة . المحمه ورد في معجم البلدان أنها قرية بالصعيد قرب قنا بمصر . المحميه انظر المحمه بضواحي الإسكندرية . المحيللات وردت في الانتصار وقوانين الدواوين وفي نسخة أخرى من كتاب التحفة من أعمال الغربية . وفي التحفة وردت باسم المحيدلات من كفور شباس انباره من أعمال الغربية . وبالبحث عن هذه القرية تبين أنها اندثرت وأضيف زمامها إلى ناحية البكتوش بمركز دسوق بمديرية الغربية ، ومكانها عزبة كوم بليده من توابع الناحية المذكورة ومتاخمة لناحية شباس انباره التي تعرف اليوم بشباس عمير بمركز دسوق . المحيللات وردت في التحفة من أعمال البحيره . وبالبحث عن هذه القرية تبين أنها اندثرت ويدل على موقعها حوض المحلات الطويلة رقم ۲ وحوض المحلات القصيره رقم 3 وهما محرفان عن المحيللات بأراضي ناحية اسمانيه بمركز شبراخيت بمديرية البحيرة حيث أضيف زمام المحيللات إلى الناحية المذكورة . المداكير انظر المرازيق بمركز العياط . المداود وردت في التحفة مع البقليه والمخزن من أعمال الدقهلية والمرتاحية . وبالبحث عن هذه القرية تبين أنها اندثرت وأضيف زمامها إلى ناحية المخزن بمركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية ويدل على مكانها حوض المداود رقم ٥ بأراضي الناحية المذكورة . المدكوك ورد في تاج العروس أنها موضع بمصر وأنها غير دكوك التي في الغربية . المراجعات وردت في التحفة من أعمال القوصية . المرازقة وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ ضمن نواحي ولاية الشرقية . وبالبحث عن هذه القرية تبين أنها ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى كفر شاویش بمركز فاقوس بمديرية الشرقية ، ولا تزال موجودة ومعروفة بحصة المرازقه من توابع الناحية المذكورة . المرازقه هي من نواحي إقليم البرلس . وردت في إحصاء سنة ۱۸۸۲ وهي الآن من توابع ناحية البنايين بمركز بيلا بمديرية الغربية . المراسي وردت في تحفة الإرشاد من الكفور الشاسعة بحوف رمسيس من كفور نقانه الغربيه . المرتاحيه هذا الاسم كان يطلق على كورة من كور مصر بالوجه البحرى أي على قسم من أقسامها الإدارية، وكانت مصر مقسمة في أيام العرب إلى ثمانين كورة أي إلى ثمانين قسما ، وكانت مساحة أرض الكورة تعادل مساحة أرض المركز في وقتنا الحاضر . ويستفاد مما ورد في كتاب الديورة لأبي صالح الأرمني أن هذا التقسيم ألغي في عهد الدولة الفاطمية واستبدل بتقسيم آخر ذي مساحة واسعة نقله أبو صالح عن قائمة محررة في سنة 469 هـ ۱۰۷٦م . ومنها تبين أن مصر كانت مقسمة في ذلك العهد إلى ۲۲ إقليما أي كورة كبيرة منها ۱۳ کورة بالوجه البحرى ومن بين تلك الكور كورة المرتاحية وكانت قاعدتها بلدة نوسا وهي نوسا الغيط التي بمركز أجا . وبالبحث عن حدود هذه الكورة تبين لي أنها كانت تشمل البلاد التابعة الآن لمركز المنصورة والقسم الشمالي من بلاد مركز أجا و بعض بلاد من مركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية . وقد استمرت کورة المرتاحية قائمة بذاتها من أيام الدولة الفاطمية إلى سنة ۷۱٥ هـ التي عمل فيها الروك الناصري أي فك الزمام ، ففي تلك السنة أصدر الملك الناصر محمد بن قلاوون مرسوما بضم بلاد المرتاحية إلى بلاد الدقهلية وجعلها إقليما واحدا باسم الدقهلية والمرتاحية واستمر الإقليم بهذا الاسم إلى سنة ۹۳۳ هـ التي عمل فيها فك الزمام في أوائل الحكم العثماني بمصر فحذف اسم المرتاحية من الأقاليم وبقي الإقليم باسم الدقهلية فقط وعرف من تلك السنة بولاية الدقهلية وعاصمتها مدينة المنصورة . وأما سبب تسمية الكورة بالمرتاحية فهو لأن طائفة من المغاربة الذين دخلوا مصر مع جوهر القائد يعرفون باسم المرتاحية ولرغبتهم في الزراعة أنزلهم ببلاد تلك الكورة فعرفت بهم من ذلك الوقت ، ولما قسمت الأقاليم أصبحت المرتاحية قسما من أقسام الوجه البحري كما ذكرنا ، والذين لم يرغبوا في الفلاحة من عساكر هذه الطائفة استقروا بالقاهرة وأنشأوا لهم حارة عرفت بحارة المرتاحية ذكرها المقريزى في خططه ( ص ١٤ ج ۲ ) ضمن حارات القاهرة فقال أن هذه الحارة عرفت بالطائفة المرتاحية إحدى طوائف العسكر وأن خط باب القنطرة يعرف في كتب الأملاك القديمة بالمرتاحية . المرج وردت في التحفة من كفور نقانه من أعمال البحيرة . وبالبحث تبين : (أولا) أن نقانه هي لقانه التي بمركز شبراخيت . ( ثانيا ) أن قرية المرج قد اندثرت ومحلها عزبة عباس باشا يكن البحرية الواقعة في أراضي ناحية لقانه بمركز شبراخيت بمديرية البحيرة . المرج الشرقي ورد في التحفة مع الأشمونين من أعمال الأشمونين . وبالبحث تبين أن المرج الشرق هو اسم حوض زراعي ذي وحدة مالية ثم ألغيت وحدته وأضيف زمامه إلى ناحية الأشمونين بمركز ملوي بمديرية أسيوط . المرج الغربي ورد في التحفة مع الأشمونين من أعمال الأشمونين . وبالبحث تبين لي أن المرج الغربي هو اسم حوض زراعي ذي وحدة مالية ثم ألغيت وحدته وأضيف زمامه إلى ناحية الأشمونين بمركز ملوي بمديرية أسيوط . المرزوقه انظر المرزوقيه . المرزوقيه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الأخميمية ووردت في الانتصار وقوانين الدواوين المرزوقه من الأخميمية ، وفي دليل سنة ۱۲۲٤ هـ المرزوقيه من كفور المراغات وهذا يدل على أنها كانت من كفور المراغه الواقعة على الشاطئ الغربي للنيل ، ووردت في قوانين ابن مماتي باسم المسروقیه من الأخميمية . المرنيك وردت في مباهج الفكر من أعمال الأطفيحيه وصوابه الشوبك حيث وردت في قوانين الدواوين . المرهف وردت في تحفة الإرشاد من الكفور الشاسعة بحوف رمسيس . المروّم ورد في الخطط التوفيقية أنها من بلاد خطة الهله بقسم طهطا شرقي السوهاجيه وفي شمال بنجا . المريج المريج وهو مرج بني عفيف ، ورد في التحفة من كفور دهروط من الأعمال البهنساويه وزاد على ذلك في الانتصار أنه بالبر الشرقي من النيل وورد في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ مرج بني عفيف هو المريج من كفور دهروط وبالتربيع زاوية الجدامي بولاية البهنساويه ، وفي زاوية الجدامي قال هي المريج المعروف بمرج بني عفيف . ووردت كذلك بهذا الاسم في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۱ هـ . المريج ورد في التحفة من كفور شباس انباره من أعمال الغربية و بالبحث تبين لي أن هذه القرية اندثرت ويدل على مكانها حوض المريج رقم ١ بأراضي ناحية البكاتوش المجاورة لناحية شباس انباره التي تعرف اليوم بشباس عمير بمركز دسوق بمديرية الغربية . المسخوطه وردت في حصر سنة ۱۸۸۲ ضمن نواحي مرکز القنايات ولم ترد في جدول سنة ۱۸۹۰ . المسفار وردت في تحفة الإرشاد من الكفور الشاسعة بحوف رمسيس وورد في تاج العروس المسفار قريتان بمصر في حوف رمسيس والصواب أن إحداهما تسمى المسفار وهي هذه ، والثانية تسمى المسفيره وكلاهما من كفور حوف رمسيس كما ورد في تحفة الإرشاد التي نقل عنها صاحب تاج العروس . ويقابل اسم المسفار هذا في قوانين ابن مماتي اسم المقاص والظاهر أنه محرف . المسفيره وردت في تحفة الإرشاد من الكفور الشاسعة بحوف رمسيس ويقابل هذا الاسم في قوانين ابن مماتي المشفره ولعله محرف . المسكينه وردت في التحفة من أعمال الغربيه وزاد عليها في تحفة الإرشاد عبارة وهي محلة نشلابه من الغربية وهي خلاف نشلابه التي وردت كذلك في التحفة ووردت في قوانين ابن مماتي باسم محلة نشلابه وهي المسكينه يقابلها في تحفة الإرشاد محلتي قلايه وهي الكنيسه من أعمال الغربية وهو تحريف ظاهر . المشاد انظر الماد . المصيلحه وردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ من كفور التلين بولاية الشرقية . المطاوعه ناحية إداريه بمركز الصوالح ( فاقوس ) وردت في حصر سنة ۱۸۸۲ ضمن نواحي المركز المذكور . انظر نصف وربع المطاوعه بمركز ههيا . المطاولات وردت في التحفة وفي قوانين الدواوين من أعمال الأشمونين ، وزاد في قوانين الدواوين بأن ذكر معها وحدة أخرى باسم بركة الأسياد غير التي بالبهنساويه . المطيلب وردت في صبح الأعشى ضمن محطات البريد بين مصر وغزة ومذكوره بين قطيا والوراده . المعتصميه وردت في التحفة من أعمال الدقهليه والمرتاحيه . المعتمديه وردت في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ ضمن نواحي ولاية الأشمونين . وبالبحث عن هذه القرية تبين أن وحدتها ألغيت في سنة ۱۲٥4 هـ وأضيف زمامها إلى صفط الخمار الغربية بمركز المنيا بمديرية المنيا . المعتمديتين من كفور سخا انظر العمدان بمركز كفر الشيخ . المعدنيه انظر التمامه بمركز كفر الدوار . المعشوقه انظر كفر سیجر بمركز طنطا . المعشوقه انظر نبو . المعصره انظر الأخميين بمركز فاقوس . المعصره وردت في التحفة مع سبتريس من أعمال المنوفيه ، و بالبحث تبين : (أولا) أن سبتریس هي القرية التي تعرف اليوم باسم سنتريس بمركز أشمون . ( ثانيا ) أن قرية المعصره قد اندثرت ويدل على مكانها حوض المعصره رقم ۱۹ بأراضي ناحية سنتريس بمركز أشمون بمديرية المنوفية . المعنيه وردت في تحفة الإرشاد معنیه وفي التحفة المعنيه من أعمال الشرقيه ومحلها اليوم عزبة محمد بك النجار الواقعة على بحر صفط بحوض المعنية رقم ١ بأراضي الهجارسه بمركز كفر صقر . المعوضاب ناحية إدارية وردت في إحصاء سنة ۱۸۸۲ ضمن نواحي قسم أسوان . وبالبحث عنها تبين أنها الآن نجع من توابع ناحية غرب أسوان بمركز أسوان بمديرية أسوان . المعيصره وردت في التحفة من نواحي الجسر بأعمال الشرقيه وفي قوانين الدواوين باسم المعصره . المعيني وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الأسيوطيه . المغطس وردت في التحفة من أعمال الغربيه . وبالبحث تبين لي أن اسمها الأصلي منية طانه وبها بيعه للسيده دمیانه (جميانه) وكان بهذه القرية مغطس مبنى يغطس فيه النصارى فاشتهرت القرية باسم المغطس لكثرة الواردين إليه . وهذه القرية محلها عزبة السيدة دميانه بأراضي الشركة وهي بلقاس قسم خامس بمركز شربين بمديرية الغربيه . المقس وردت في معجم البلدان بأنها قرية كانت تسمى أم دنين على شاطئ النيل تجاه القاهره بمصر وفي الخطط المقريزيه ( ص ۱۲۱ ج ۲ ) تكلم عنها بالتفصيل . انظر أم دنين . الملاحه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الفيوميه . وبالبحث تبين أن هذا الاسم كان يطلق على ملاحة يستخرج منها ملح الطعام في الجهة القبلية من مدينة الفيوم ، ولأن هذا الملح كان مقررا عليه ضريبة لجهة الحكومة فقيد اسم الملاحة في تحفة الإرشاد ضمن النواحي المالية ذات الإيراد ، وإلى هذه الملاحة كانت تنسب بلدة دموشيه الملاحة التي اندثرت . وورد في تاريخ الفيوم للصفدي عند الكلام على دموشيه أنه كان بها ملاحة ينقل لها الماء بساقيه من بئر نبع ولما كان الذي يتحصل منها لا يفي بالنفقة عليها لرخص الملح عطلت الملاحة . الملاليه وردت في تاريخ الفيوم وبلاده أنها بليدة صغيرة من ضواحي مدينة الفيوم وزنارها بجوار أراضي دار الرماد والأعلام والمصلوب وقشوش جدارها أي سكنها في أرض المصلوب قريبة إلى مدينة الفيوم جدا من شرقيها على يسار السائر في الطريق المسلوك إلى مصر . ووردت في التحفة باسم المددليه مع شلاله من الأعمال الفيوميه . وبالبحث عن هذه القرية تبين أنها اندثرت ومحلها عزبة حسين بك رمزى الواقعة بأراضي ناحية دار الرماد شرقي مدينة الفيوم بمديرية الفيوم . الملجمون وردت في الانتصار من كفور أقفهس بالبهنساويه . الملقطه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقيه ووردت في تاج العروس محرفة باسم الملعطه قرية بشرقية مصر . وبالبحث عن هذه القرية تبين أنها اندثرت ومحلها جزيرة الملقطه الواقعة بأراضي ناحية العزازي بمركز فاقوس بمديرية الشرقيه . الملقى انظر المجرد والملقى . الملك بمدينة أخميم ورد في قوانين ابن مماتي من أعمال الأخميميه . وبالبحث تبين لي أن الملك هو اسم حوض زراعي كان ذا وحدة مالية ثم ألغيت وأضيف زمامه إلى أراضي ناحية أخميم قاعدة مركز أخميم بمديرية جرجا ويدل عليه حوض الملك رقم ۳۷ بأراضي أخميم المذكورة . المليحيه انظر الودي بمركز الصف . المليص وردت في التحفة مع البيضا من أعمال الدقهليه . وبالبحث عن هذه القرية تبين أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض شليص رقم 16 المحرف عن المليص بأراضي ناحية أبو داود السباخ بمركز السنبلاوين بمديرية الدقهليه وأطيان ناحية أبو داود الواقع فيها هذا الحوض تجاور أطيان ناحية البيضا المذكورة . المماسوح وردت في تحفة الإرشاد من الكفور الشاسعة بحوف رمسيس . المنتصریه وردت في تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الغربيه وعند ذكر الكنيسه في مشترك تحفة الإرشاد قال وهي المجموعة مع المنتصریه وشبراطو من الغربيه . ووردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ باسم المنصريه بخط المحله بولاية الغربيه . وبالبحث عن هذه القريه تبين أن المنصريه هي بذاتها المنتصريه وأنها كانت بخط المحلة الكبرى وأنها اندثرت وأضيف زمامها إلى ناحية المحلة الكبرى بمركز المحلة الكبرى بمديرية الغربيه ، وكان سكنها واقعا بحوض علو بلقينه رقم ۹ بأراضي المحلة المذكورة ولا يزال يوجد من بقاياها مقام الشيخ بدير في الجنوب الغربي من أراضي المحلة الكبرى . ومما ذكر يتبين أن المنتصریه هذه هي بخلاف المنتصرية المجموعة مع ناحية كنيسة شبراطو بمركز كفر الزيات بمديرية الغربيه . المنديات وردت في قوانين ابن مماتي وفي التحفة مع صرد من أعمال الغربيه . المنديد وردت في التحفة مع تمي من أعمال الدقهليه والمرتاحيه وتذكر معها اليوم باسم تمي الأمديد بمركز السنبلاوين واسمها القبطى منداده والرومي Medès وآثارها باقية إلى اليوم بأراضي تمي بجوار كفر الأمير عبد الله و باسمها حوض الأمديد من أحواض تمي الأمديد . المنزلقه وردت في التحفة من صفقة دهشور و برنشت من أعمال الجيزيه . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت وقد وجدت ضمن أحواض ناحية المعرقب في دفتر تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ حوضا باسم حوض المنزلقيه نسبة إلى المنزلقة ومن هذا يتبين أن المنزلقه ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى ناحية المعرقب التي بمركز العياط بمديرية الجيزه . المنشاه انظر منشاة المغالقه بمركز ملوي . المنشاوین انظر كفر المنشي القبلي بمركز طنطا . المنشليح وردت في التحفة من كفور شباس أنباره من أعمال الغربيه . المنشلیخ انظر المنشليح . المنشي انظر الحي والمنشي والحصار بمركز الصف . المنشيه انظر الفاروقيه بمركز بنها . المنشيه انظر المنيه بمركز شبين القناطر . المنشيه الكبرى وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الغربيه ومذكور في التحفة وفي الانتصار المنشيه مع البيطون من أعمال الغربيه ومذكور في مباهج الفكر وفي تحفة الإرشاد أن البيطون من الدنجاويه . وبالبحث تبين : ( أولا ) أن البيطون محلها اليوم عزبة بطن البقره الشهيرة بعزبة الطاحونه من توابع ناحية بسنديله . ( ثانيا ) أن قرية المنشيه قد اندثرت ويدل على مكانها حوض المنشيه رقم ۱۹ بأراضي ناحية بسنديله بمركز شربين بمديرية الغربية وأن هذا الحوض يجاور حوض بطن البقره رقم ۱۷ الذي فيه القيطون بزمام بسنديله المذكورة . المنصوره وردت في التحفة مع منزل نعمه وهي الطويله من أعمال الشرقيه . وبالبحث عن هذه القرية في جهة الطويله وهي الآن بمركز ههيا تبين لي أن صحة الاسم هو الصوره وقد اندثرت ويدل عليها حوض الصوره رقم ۱۳ بأراضي ناحية القرين وطواحين الهيصمية بمركز أبو حماد بمديرية الشرقية ، وأراضي ناحية القرين تجاور أراضي ناحية الطويله الوارد معها قرية الصوره المذكوره . المنصوره وردت في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۱ هـ ضمن نواحي ولاية الفيوم . المنوفيه وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الغربيه ووردت في التحفة ومعها الصافيه من أعمال الغربيه . و بالبحث عن هذه الناحية تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض المنايفه رقم ۱۲ بأراضي ناحية الصافيه ومیت الحميد بمركز دسوق بمديرية الغربيه . المنيل وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ ضمن نواحي ولاية الفيوم . وبالبحث عن هذا المنيل تبين أنه اسم لحوض زراعي ذي وحدة مالية ألغيت وأضيف زمامها في سنة ۱۲٥٤ هـ إلى أراضي ناحية قلمشاه بمركز إطسا بمديرية الفيوم وبذلك حذف من عداد النواحي . المنيني وردت في قوانين الدواوين من أعمال الجيزيه . وبالبحث عن هذه الناحية تبين أنه اسم لحوض زراعي ذي وحدة مالية ثم ألغيت وحدته وأضيف زمامه إلى ناحية صقاره بمركز العياط بمديرية الجيزه ويدل على مكانه حوض المنيلي رقم ١٥ المحرف عن المنيني بأراضي صقاره المذكوره . المنيه في نسخة معهد دمیاط في إقليم الشرقيه . المهل وردت في تحفة الإرشاد بالبوصيريه ووردت في مباهج الفكر محرفة باسم المهمله من البوصيريه . وبالبحث عن هذه القريه تبين أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض مهل رقم ۷ بأراضي ناحية بني سليمان بمركز الواسطى بمديرية بني سويف . المهمسمي وردت في تاريخ الفيوم وبلاده أنها بلدة صغيرة من كفور قمبشا وهي آخر الفيوم من القبلة بينها وبين مدينة الفيوم مسافة أربع ساعات للراكب ، قال وهي مفازة الطريق الصحراوية الموصلة من الفيوم إلى البهنسا ووردت في التحفة المهمسي وهو البهمسي من الأعمال الفيوميه ، وورد في كتاب وقف الملك الأشرف برسباي المحرر في سنة ٨٤١ هـ باسم المهمسا وذكرها الأستاذ بتلر في كتابه فتح مصر باسم البهنسا وصوابه البهمسا وورد في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ أنها غيط من غير حيط . وبالبحث عن قرية البهمسي تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض المهيمسي رقم ١٦٠ بأراضي ناحية قمبشا وهي ناحية قلمشاه بمركز إطسا بمديرية الفيوم . المهمله انظر المهل . الموريه وردت في تحفة الإرشاد الموريه وكفورها من أعمال الشرقيه ووردت في التحفة محرفة باسم الموربه بالباء الموحدة من الخفوج بالشرقيه . وورد في تحفة الإرشاد في حرف السين أن نواحی سرنا وسلمون وسنهور السباخ من كفور الموريه من أعمال الشرقيه . المونسيه وردت في معجم البلدان قرية بالصعيد على شرقي النيل دون قوص بيوم، وفي تاج العروس قال إنها منسوبة إلى مؤنس الخادم مملوك المعتصم أيام المقتدر عند قدومه مصر لقتال المغاربه قال وهي في جزيرة من أعمال قوص ( بمديرية قنا ) دونها بيوم واحد . الميما وردت في مشترك قوانين الدواوين بأنها من أعمال الأشمونين . الناصريه وردت في الجزء التاسع من كتاب النجوم الزاهرة ويستفاد مما ذكره المؤلف أنه بعد أن تم حفر خليج الاسكندريه في سنة ۷۱۰ هـ أنشئت عليه قرية جديدة باسم الناصريه تيمنا باسم الملك الناصر محمد بن قلاوون . وأقول إن هذه القرية لم يرد اسمها في كتب إحصائيات القرى المصرية القديمة ضمن نواحي إقليم البحيره . وبالبحث عنها في دفاتر الروزنامه القديمة المحفوظة بدار المحفوظات تبين لي أنها اعتبرت ناحية مالية في تربيع أي في قوائم مساحة فك الزمام التي عملت في سنة ۹۳۳ هـ ووردت في دفتر المقاطعات أي الالتزامات في سنة ۱۰۷۹ هـ وفي دليل النواحي في سنة ۱۲۲٤ هـ ولخراب مساكنها ألغيت وحدتها وأضيف زمامها في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ إلى ناحية سناباده وبذلك اختفى اسم الناصريه من عداد النواحي المصريه . وبالبحث عن مكان هذه القرية تبين لي أنه حول سنة ۱۲۰۰ هـ نزل بها جماعة من أهالي بلدة نكلا العنب إحدى قرى مركز اتياي البارود بمديرية البحيره فعمروها ووضعوا أيديهم على أطيانها وسموها كفر نکلا نسبة إلى نكلا بلدتهم الأصلية ، وفي تاريع سنة ١٢٤٥ هـ فصل کفر نکلا هذا بزمام خاص من أراضي ناحية سناباده وبذلك أصبح ناحية قائمة بذاتها . ومما ذكر يتضح أن الناصريه مكانها اليوم كفر نكلا المذكور إحدى قرى مركز المحمودية بمديرية البحيرة بمصر ، وهذا الكفر يقع على ترعة المحمودية التي هي خليج الإسكندرية وبالقرب من فمها الآخذ من فرع النيل الغربي عند بلدة المحمودية . الناصريه والحافر وردتا في دليل سنة ١٢٢٤ هـ ضمن نواحي ثغر الإسكندرية قال وتعرف بمنية سعيد وفي الأحباسي الخليج وهو خلیج فضاله ، وهذه بخلاف الجنان والحافر التي تعرف بمنية السعيد وحوض الشريفه والطويله . الناويه وردت في تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال البهنساوية وورد في معجم البلدان أنها في كورة البهنسي بمصر . و بالبحث عن هذه القرية تبين أنها اندثرت ومحلها كوم الناويه بحوض سكن الناويه القديم رقم ۱۳ بأراضي ناحية زاوية الناويه التي حلت محل القرية القديمة في زمامها بمركز ببا بمديرية بني سويف وفوق هذا الكوم يوجد الآن جبانة أموات ناحية زاوية الناويه المذكورة . الناويه بالطمريسيه وردت في التحفة من أعمال الغربية وهى خلاف الناويه التي بمركز سمنود . وبالبحث عن الناويه التي بالطمريسيه تبين لي أنها اندثرت ويدل عليها حوض الناويه الوارد في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بأراضي ناحية نصف أول بشبيش بمركز بيلا بمديرية الغربية . النجاشيه وردت في نزهة المشتاق ضمن بلاد الأشمونين قال ويقابلها في الغرب من النيل نساوه أو مسناره — ولعلها مساره التي بمركز ديروط — وهذه تسمى اليوم كوم أنجاشه بمركز ديروط . النجوم وردت في الخطط المقريزية وفي الكتب التي ذكرت کور مصر بأنها كورة في الشمال الغربية الغربي . النجومين ورد في تاج العروس أنها قرية بالبهنساويه . النخله وردت في التحفة من صفقة البدرشين من الأعمال الحيزية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض أرض النخله رقم ٦ بأراضي ناحية الشوبك الغربي بمركز العياط بمديرية الجيزه . النخله وردت في التحفة مع البيهو من أعمال البهنساوية ، وفي مباهج الفكر أنها على غربي النيل في البهنساوية . وبالبحث عن هذه القرية تبين أنها اندثرت وكانت واقعة في حوض الشيخ سليمان بأراضي ناحية البيهو بمركز سمالوط بمديرية المنيا . النزله أصلها من توابع ناحية الشرقي بهجوره بمركز نجع حمادي بمديرية قنا ، وفي سنة ۱۹۲۹ صدر قرار بفصلها منها من الوجهة الإدارية الأسباب حزبية ، وفي سنة ۱۹۳۱ صدر قرار آخر بفصلها منها من الوجهتين العقارية والمالية و بذلك أصبحت ناحية قائمة بذاتها . وفي سنة ۱۹۳٥ صدر قراران بالغائها من الوجهتين الإدارية والمالية وإعادتها هي وأحواضها كما كانت إلى أراضي ناحية الشرقي بهجوره فأصبحت من توابعها . النزله انظر برقين بمركز السنبلاوين . النزه وردت في تاج العروس موضع من حوف رمسيس بالبحيره . النشاصيه وردت في تحفة الإرشاد قال وهي منية يونس من أعمال جزيرة قوسينا . النشو وردت في التحفة بجوار القصر من نواحي الجبال بالفيوم . النعمانيه ورد في معجم البلدان أنها قرية بمصر فيها مقلع للطين ( وهو الطفل ) الذي تغسل به الرؤوس في الحمامات . النفيه وردت في دليل سنة ١٢٢٤ هـ مع السمار بولاية الشرقية . وبالبحث تبين لي أن السمار والنفيه لم تكن أسماء قرى وإنما هي أسماء نباتات تنبت في البرك والبحيرات وينتج منها محصول زراعي عليه رسوم مقررة ولذلك قيد ضمن النواحي ذات الإيراد . النقلون ورد في جغرافية أميلينو ( ص ۲۷۳ ) نقلا عن المقريزى أن هذه البلدة عرفت باسم دير النقلون ، وأقول إن النقلون لم تكن قرية بل هو جبل حجري مرتفع يعلوه دير يسمى دير النقلون نسبة إليه ، وهذا الجبل يقع في الصحراء شرقي عزبة قلمشاه بمركز إطسا وعلى بعد ۲٥۰۰ متراً منها . النقيدي التراز وردت في التحفة من أعمال البحيره . وبالبحث تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض النقیدي رقم ۱ بأراضي ناحية الخوالد مرکز اتیاي البارود بمديرية البحيره . النكارير وردت في قوانين الدواوين في الدنجاوية بالغربية . النيروم وردت في مباهج الفكر في آخر أسماء أعمال الشرقية وهى خلاف البيروم التي ذكرها في أول الأسماء . الهاله وردت في التحفة من أعمال الدقهلية والمرتاحية وفي دليل سنة ١٢٢٤ ھ أضاف إلى ذلك قوله الهاله وفي الأحباسي والجديده بولاية الدقهلية . وبالبحث عن هذه القرية تبين أنها خربت وأضيف زمامها إلى أراضي ناحية جديدة الهاله التي نسبت إليها لاشتراكهما معا في زمام واحد، ويدل عليها حوض الهاله رقم ٥ بأراضي جديدة الهاله بمركز المنصورة بمديرية الدقهلية ، وكان سكن الهاله واقعا في حوض الخرابة الذي يعرف اليوم بحوض المستجد رقم ۱ بأراضي جديدة الهاله وهذا الحوض يجاور حوض الهاله رقم ٥ وقد فصل من الجديده وأضيف إلى أراضي ناحية ميت خيرون المجاورة لها . الهامه ورد في معجم البلدان أنها موضع بتيه مصر وهی كورة واسعة فيها جبل ألاق . الهدمه وردت في الانتصار وقوانين الدواوين من أعمال الشرقية . الهرويه وردت في قوانين الدواوين من أعمال الغربية . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض الهرويه الوارد في دفتر تاريع ناحية سنهور سنة ۱۲۲۸ هـ وهي سنهور المدينة التابعة لمركز دسوق بمديرية الغربية . الهلّه ورد في الخطط التوفيقية ( ص ۲۰ ج ۱۷ ) أنها اسم خطة بقسم طهطا مشتملة على عدة قرى ونجوع نحو الستين منتشرة بين ترعة السوهاجية وحاجر الجبل الغربي ، وأشهر نواحيها الصفيحه وتل الزوکي ونزلة عماره وعكاو ونزلة القاضي وكوم بدر والكوم الأصفر والجبيرات ونزلة علي والشيخ مسعود والمروّم ، وفي تاج العروس الهلة بطن من العرب استوطنوا بالصعيد غربي النيل بمصر . والنواحي المذكورة في هذه الخطة هي الآن من قرى مركز طهطا بمديرية جرجا . الهويفه هي نجع الهويفى من توابع ناحية ساوه قبلي بمركز أدفو . انظر الهيفا . الهيشه وردت في التحفة من صفقة بشتيل من أعمال الجيزيه . وبالبحث تبين لي أن مكانها عزبة المفتي من توابع ناحية وراق العرب بمركز امبابه بمديرية الجيزه . الهيشه المفرده باللاهون وردت في كتاب الفيوم للصفدي وهي غيط البحاري مركز بني سويف . الهيفا El Hifa وردت في جغرافية أميلينو ص ۱۹٦ وقال انها وردت عند ذكر عسکري من الهيفا و يسكن في قرية من الأقصرين تسمى أغرارا ثم قال إن مكان الهيفا غير معلوم له بالمرة وإن كلمة عسکری ترجح أنها كانت بجوار الجبل حيث توجد ثكنات عساكر الحرس . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها لا تزال موجودة ومعروفة بنجع الهويفي الواقع بجوار الجبل الشرقي من توابع ناحية سلوه قبلي بمركز إدفو بمديرية أسوان . الواقه وردت في الانتصار من كفور دیر أسود بالأشمونين . ووردت في التحفة الواقيه من أعمال الأشمونين . وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها حوض الواق رقم ٥ بأراضي ناحية المطاهره البحرية بمركز المنيا بمديرية المنيا . الوحله وهي الوحلتين ، وردت في الانتصار وقوانين الدواوين من أعمال الدقهلية والمرتاحية وفي التحفة وردت محرفة باسم الولجة ( وهي الولجتين ) من أعمال الدقهلية والمرتاحية . الوحليه وردت في تاريع سنة ۱۲۳۱ هـ ضمن نواحي ولاية جرجا . وبالبحث عنها تبين أن وحدتها ألغيت وأضيف زمامها إلى ناحية التوادر والشيخ مرزوق في سنة ۱۲۷۷ هـ مع بقاء اسمها معهما، وفي سنة ۱۸۸۸ حذف اسم الوحليه من هذا الاسم المشترك وهي اليوم من توابع ناحية الشيخ مرزوق بمركز البلينا بمديرية جرجا . الورّاده وردت في كتاب المسالك لابن خرداذبه بين العريش والثعامه . ووردت في معجم البلدان الوراده منزل في طريق مصر من الشام في وسط الرمل والماء الملح من أعمال الجفار فيها سوق للمتعيشين ومنازل لهم ومسجد ومبرجة للحمام تكتب الرسائل وتعلق على أجنحتها وترسل إلى مصر بالوارد والصادر ، وكانت قديما مدينة فيها جامع وسوق وفنادق وكان برسمها عدة من الجند ثم قال وأما الآن فهي كما ذكرنا تقع بين تلال رمل موحشة على مسيرة يوم غربي العريش . وقال في الخطط التوفيقية ( ص ٥۷ ج ۱۷ ) وتسمى البارده . وبالبحث عن الوراده تبين أن مكانها محطة المزار الواقعة شرقي القنطرة بمسافة ۱۱۰ کیلو مترا على السكة الحديدية بين القنطرة والعريش في قسم سينا الشمالي التابع لمحافظة الحدود المصرية . الوراوره ورد في الخطط التوفيقية ( ص ۳ ج ١٤ ) أنها ضمن نواحي خطة بلاد العايد بقسم بلبيس ، ووردت في تاج العروس باسم وروری قرية من أعمال الشرقية ومبينة على خريطة الحملة الفرنسية للوجه البحرى باسم الوراوره ومكانها اليوم كفر أبو النور من توابع ناحية الجعفرية بمركز أبوحماد بمديرية الشرقية . الوردتين انظر الشرفا والوردتين . الوزيريه وردت في معجم البلدان وفي تحفة الإرشاد من أعمال البحيرة وقال إنها مجموعة مع قرية الصير . انظر الكنايس بمركز كفر الدوار . الوسطانيه وردت في التحفة من نواحي الجبال بالفيوم . انظر النزله وأبشواي . الوهله انظر الجابيه . اليهودي انظر الحوض المعروف بالیهودي . أم البارده السعيديه وردت في الخطط التوفيقية قال ويقال لها البارده وهي قرية بالقرب من العباسه في مدخل وادي الطميلات من الجهة الغربية للوادي المذكور . وبالبحث عن موقع هذه القرية تبين لي أنها هي التي تعرف اليوم باسم نزلة بني أيوب من توابع ناحية كفر العزازي بمركز أبو حماد بمديرية الشرقية ، ويدل على موقعها حوض البارد الذي يقع في وسطه نزلة بني أيوب بأراضي كفر العزازي المذكوره . أم البيض وردت في تحفة الإرشاد مع بيبان من أعمال حوف رمسيس . وبالبحث تبين لي أن هذا الاسم كان يطلق على حوض زراعي ذي وحدة مالية ألغيت وأضيف زمامه إلى بيبان بمركز كوم حماده بمديرية البحيره . أم الدياب وردت في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۱ هـ ضمن نواحي ولاية الأطفيحية . أم الديس وردت في التحفة من أعمال الغربية ، وفي الانتصار بأنها بالسخاوية . وبالبحث عن موقعها تبين لي أنها أضيفت إلى زمام ناحية القرضه القريبة من سخا بمركز كفر الشيخ بمديرية الغربية ، ويدل على موقعها حوض الديسه المحرف عن أم الديس بأراضي الناحية المذكورة . أم الزرازير وردت في تحفة الإرشاد من الكفور الشاسعة بحوف رمسيس . ووردت في التحفة باسم أبو الزرازير من أعمال البحيرة . وبالبحث تبين لي أن ناحية أبو الزرازير كانت لا تزال معتبرة وحدة مالية لغاية سنة ۱۰۷۹ھ كما ورد في دفاتر الروزنامه القديمة ، ثم ألغيت وحدتها بعد ذلك وأضيف زمامها على زاوية حمور بمركز الدلنجات بمديرية البحيرة ، ويدل على مكانها حوض أبو الزرازير رقم ۲ بأراضي الناحية المذكورة . أم السباع وردت في التحفة مع بسطا من الأعمال الفيومية . وبالبحث عن موقعها تبين لي أن مكانها اليوم عزبة واصف غالي باشا بأراضي ناحية الغابه بمركز إطسا بمديرية الفيوم . أم السرابیري وردت في قوانين الدواوين من أعمال الشرقية . أم الضروع وردت في الخطط المقريزية عند ذكر أسماء الترع بعد ناحية جبارس بمركز اتياي البارود وفي نسخة معهد دمياط أبو الضروع في حوف رمسيس . أم العرب وردت في معجم البلدان لياقوت وقال إنها قرية قرب الفرما . ووردت في تاج العروس باسم أم العريك قال ويقال إنها هي أم العرب التي منها السيدة هاجر أم سيدنا اسماعيل وكانت أمام الفرما من أرض مصر . وبالبحث عن موقع هذه القرية تبين لي أنها اندثرت وكانت واقعة في الجنوب الشرقي لأطلال مدينة الفرما المندرسة على بعد أربعة كيلو مترات منها . أم الفقيه سليمان وردت في التحفة مع خربة نما من الشرقية ، وفي نسخة معهد دمیاط وردت باسم كوم سليمان من كفور خربة نما ومحلها اليوم عزبة أبوسليمان من توابع ناحية الجعفرية ( خربة نما سابقا ) بمركز الزقازيق . أم القعدان وردت في التحفة من الأعمال الشرقية . وبالبحث عن موقع هذه الناحية تبين لي أنها هي التي تعرف اليوم باسم كفر القواعده من توابع ناحية الصالحيه بمركز فاقوس بمديرية الشرقية . أم اللبن وردت في التحفة من أعمال البحيرة . وبالبحث عنها تبين لي أن زمامها قد أضيف إلى ناحية الحجر المحروق بمركز الدلنجات بمديرية البحيرة ، ويدل عليها كوم أم اللبن الواقع بجوار عزبة أم اللبن الشهيرة بعزبة محمد أفندي حافظ بأراضي الناحية المذكورة . أم حكيم وردت في التحفة وفي قوانين الدواوين من أعمال الشرقية ، وقال إنها بأرض السباخ . أم حوفي انظر صبيح مركز ههيا . أم خنزیر وردت في قوانين الدواوين من أعمال البحيره . وبالبحث عنها تبين لي أنها كانت واقعة بأراضى ناحية رزافه بمركز الدلنجات بمديرية البحيرة ، ويدل عليها حوض الخنزيري رقم ٥ بأراضي الناحية المذكورة . أم خنّور وردت في معجم البلدان قال وهو اسم لمصر أي للقطر المصري ومعناها الأرض الخصبة وتطلق على مصر ، ويوجد بهذا الاسم حوضان زراعيان أحدهما بناحية طوخ القراموص بمركز ههيا بمديرية الشرقية ، والثاني بأراضي ناحية بني عمار بمركز سمالوط بمديرية المنيا وبه عزبة باسم أم خنور . أم دنين هي من القرى المصرية القديمة لها ذكر في فتح العرب لمصر . ولما تكلم المقريزي في خططه على المقس ( ص ۱۲۱ ج ۲ ) قال أن المقس قديم وكان في الجاهلية قرية تعرف بأم دنين وهي الآن أي في زمنه ، محلة بظاهر القاهرة في بر الخليج الغربي على ساحل النيل حيث كانت واقعة عليه وقت إنشاء القاهرة . ثم قال وأنشأ الإمام المعز لدين الله أبو تميم معد في المقس الصناعة وبه أيضا أنشأ الإمام الحاكم بأمر الله أبو علي منصور جامع المقس ، وقال القاضي أبو عبد الله القضاعي المقس كانت ضيعة تعرف بأم دنين ، وإنما سميت المقس لأن العاشر وهو صاحب المكس كان يقعد بها لأخذ المكس فقيل لها المكس ثم قلبت الكاف فقيل لها المقس . والمكس في اللغة الجباية مكسه يمكسه مكسا ، والمكس دراهم كانت تؤخذ من بائع السلع في الأسواق ثم صارت تؤخذ على الوارد إلى المدن من أنواع المأكولات وغيرها . وقال ابن عبد الظاهر في كتاب خطط القاهرة وسمعت من يقول أن المقس هو المقسم قيل لأن قسمة الغنائم عند الفتوح كانت به . ومما ذكر يتبين أن أم دنين والمكس والمقس والمقسم كلها أسماء مترادفة لقرية كانت واقعة على شاطئ النيل وقت أن كان النيل يجري في عهد الدولة الفاطمية في المكان الذي يمر فيه اليوم شارع عماد الدين ثم شارع الملكة نازلي من النهاية البحرية لشارع عماد الدين ثم میدان محطة مصر ثم شارع غمره إلى فم الترعة الإسماعيلية . وقرية أم دنين يسميها الروم « تندونياس Tendunyas » ، وبالبحث عن المكان الذي كانت فيه هذه القرية وقت فتح العرب مصر تبين لي أنها كانت تشغل المنطقة التي تحد اليوم من الغرب بميدان باب الحديد فشارع الملكة نازلي فشارع عماد الدين ، ومن الجنوب شارع قنطرة الدكة وشارع القبيلة ، ومن الشرق شارع الكنيسة المرقسية ( الدرب الواسع سابقا ) وسكة شق التعبان وحارة الحدره ، ومن الشمال شارع بين الحارات إلى أن ينتهي الحد بميدان باب الحديد . ويدخل في هذه المنطقة القسم البحري من شارع ابراهيم باشا وفيه جامع أولاد عنان وهو في مكان الجامع الذي أنشأه في المقس الحاكم بأمر الله أبو منصور علي في سنة ۳۹۳ هـ باسم الجامع الأنور ويقال له جامع المقس أو جامع المقسي أو جامع باب البحر . ولا يدخل في حدود قرية أم دنين شارع كامل الذي كان جزءاً من شارع ابراهيم باشا ولا حديقة الأزبكية كما ورد في الحاشية رقم 1 المدرجة في الصفحة الثامنة من الجزء الأول من النجوم الزاهرة لابن تغري بردي لأن قرية أم دنين كانت واقعة على شاطئ النيل في أرض ذات منسوب مرتفع لا تغمره مياه النيل وقت الفيضان ، وأما شارع كامل وحديقة الأزبكية فأرضهما منحطة عن منسوب أرض سكن أم دنين وكان في موضعهما أراض زراعية يغمرها ماء النيل سنويا وكان يتخلف فيها بعد الفيضان بركة عرفت أخيراً ببركة الأزبكية ، وإلى هذه البركة ينسب شارع وجه البركة الذي يرى كل من مر فيه أنه أوطى من منسوب شارع القبيلة والحارات المتفرعة بينه وبين شارع وجه البركة ، وعادة تكون المساكن في الأراضي المرتفعة وليست بأرض البرك كما يظهر من تحديدنا لهذه القرية . أم دياب وردت في الخطط التوفيقية بأنها كانت شرقي الطينه على بعد ١٤ كيلو مترا منها بالقرب من الفرما . وبالبحث عنها تبين لي أن هذه النقطة مكانها اليوم نقطة أبو الديوك على السكة الحديد الموصلة بين القنطرة والعريش غربي محطة الروماني بأربعة كيلو مترات . أم دينار من الغربية من تاج العروس ومحلها الآن عزبة الأوقاف بأراضي ناحية كفر المنشي البحري بمركز كفر الشيخ ويدل عليها حوض أم دينار الواقع على جانبي ترعة الشاكريه . أم سطیح وردت في تاج العروس قال وهي قرية بصعيد مصر ووردت في الخطط التوفيقيه باسم أسطيح من توابع كيمان المطاعنه بمركز اسنا . وبالبحث عنها تبين أنها لا تزال موجودة باسم نجع سطيح من توابع ناحية كيمان المطاعنه بمركز اسنا بمديرية قنا . أم طوق وردت في الانتصار وقوانين الدواوين من أعمال الشرقيه . وبالبحث عن موقعها تبين لي أنها أضيفت إلى زمام ناحية الهوابر بمركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية التي كانت قديما من نواحي الشرقيه ويدل على موقعها حوض أم طوق بأراضي الناحية المذكورة . أم عامر وردت في التحفة من أعمال الشرقيه . وبالبحث عن هذه الناحية تبين لي أنها اندثرت وأضيف زمامها على زمام ناحية سنجها بمركز كفر صقر بمديرية الشرقية ويدل عليها حوض الركن وأم عامر بأراضي الناحية المذكورة . أم عفن وردت في التحفة من أعمال الشرقيه . وبالبحث عن موقعها تبين لي أن مكانها اليوم ناحية منشية أبو عمر الواقعة بجوار جزيرة أم عفن بأراضي ناحية المناجاه الكبرى بمركز فاقوس بمديرية الشرقية . أم عيسي كانت قرية قديمة وردت في تحفة الإرشاد من الأعمال الجيزيه والظاهر أنها كانت بجوار البدرشين بدليل أن هذه وردت في الانتصار باسم البدرشين أم عيسى . أم عیسی من الشرقيه . هي الناحية التي تعرف اليوم باسم المناجاه الكبرى بمركز فاقوس . أم عيسي أبكم من الغربيه . وردت في تاج العروس باسم محلتا أبكم وأم عيسى وقد ورد حوض أم عيسى بتاريع محمد علي بناحية كفر الجرايده بمركز شربين . أم غاليه انظر عزيزه وأم غاليه . أم قمص وردت في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۹ هـ ضمن نواحي ولاية الشرقيه ولعلها شبرا قمص التي بمركز منيا القمح . أم نخله وردت في مباهج الفكر من الأعمال الأخيميه . أمبوبه انظر وراق الخضر بمركز امبابه . أمسوس ذكرها المقريزي في الجزء الأول من خططه فقال أن مدينة أمسوس كانت عاصمة مصر قبل الطوفان . وبالبحث عن موقعها تبين لي أنها كانت واقعة غربي النيل في المنطقة التي أنشئت فيها فيما بعد مدينة منف بعد الطوفان بدلیل ما ذكره المقريزي عند الكلام على هذه المدينة وهي أمسوس وهو أن بعض ملوك مصر الذين استوطنوا أمسوس دفنوا بأهرام الجيزه ودهشور وهذا لا يكون إلا إذا كانت مدينة أمسوس واقعة بالقرب من الأهرام المذكورة أي في مكان مدينة منف التي اندثرت أيضا وكانت مساكنها واقعة في المنطقة التي بها اليوم نواحي میت رهينه والبدرشين وسقاره بمديرية الجيزه . أملاك بني يونس وردت في تحفة الإرشاد من أعمال القوصيه . أمون وردت في جغرافية أميلينو ص ٤٧ Amoun قال إن هذا الاسم ورد في عبارة أن مركبا صاحبها يسكن بابیلون غرقت في النيل بالقرب من جبل أمون وقال إن جورجي القبرصي أرجع اسم هذا الجبل إلى جبل الطيلمون Tailamoun وإن جبل أمون هو على كل حال على النيل جنوبي مصر القديمة ولكن لا يعرف أين موقعه الحقيقي . إنبابه ورد هذا الاسم لأول مرة في نزهة المشتاق للأدريسي بأنها مدينة واقعة بين شاطئ النيل أعني أنها كانت جزيرة ، ثم وردت في مباهج الفكر وتعرف اليوم باسم امبابه وهذا الاسم لم يرد في الجداول الرسمية باسم قرية وانما يطلق على مجموعة نواحي وهي جزيرة امبابه وكفر الشوام ومیت کردك وكفر الشيخ اسماعيل وتاج الدول و بها يسمی مرکز امبابه أحد مراكز مديرية الجيزة والذي يدل على أنها كانت في جزيرة أنه يوجد ضمن المجموعة المذكورة ناحية باسم جزيرة امبابه وهي اليوم ضمن نواحي شاطئ النيل الغربي . أنترو وردت في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ ضمن نواحي ولاية الغربية . أنتويه وردت في قوانين ابن مماتي من أعمال الشرقيه وفي تحفة الإرشاد وردت محرفة ابينويه وفي ن م د أبنويه من الأعمال المذكوره . أنتوهه الحمام وردت في التحفة من أعمال الشرقيه وفي قوانين الدواوين باسم أنتوهه وقد زالت وتوزع زمامها على نواحي کفر الحمام وكفر عطا الله وكفر الشيخ ابراهيم وكلها بمركز بنها . أنسيدون كانت مدينة قديمة واقعة بالقرب من شاطئ البحر الأبيض غربي قرية رفح . أنصنا ورد في تاريخ مصر أنه كان يوجد في شرقي النيل بالصعيد بلدة قديمة تسمى Bésa « بيسا » وفي سنة ۱۳۰ م أنشأ الامبراطور هدريان الروماني ملك مصر بأرض بيسا قبرا لغلامه أنطونيو ( أنطونيوس ) الذي غرق عندها في النيل ثم بنى أعيان بيسا مساكنهم حول حدائق هذا القبر فعرفت المدينة من ذلك الوقت باسم مدينة Antinoé تخليدا لذكراه وبذلك اختفى اسم بيسا من عداد النواحي المصرية . ووردت في الخطط التوفيقية باسم بيز وقال إنها مدينة كانت موجودة قبل أنصنا . ويقال لمدينة أنطنویه Enséné أو Ancinâ وسماها العرب أنصنا وكانت قاعدة كورة أنصنا ويسميها القبط أنصله Enselé والعامة يقولون مدينة النصله . ووردت في معجم البلدان بأنها مدينة أزلية على شرقي النيل من الصعيد بمصر . ووردت في التحفة ضمن النواحي المالية من أعمال الأشمونين . و بالبحث تبين لي أن اسمها كان يطلق على زمامها لغاية أوائل القرن الثالث عشر الهجري وبسبب خراب مساكن هذه البلدة قيد زمامها في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ باسم الشيخ عباده وهي نزلة من توابع ناحية أنصنا المذكوره ، وبذلك اختفى اسم أنصنا من عداد النواحي المصرية ومكانها اليوم الأطلال الواقعة في حوض مدينة النصله ( المحرفة عن أنصنا ) رقم ۱۱ بأراضي ناحية الشيخ عباده الواقعة شرقي النيل بمركز ملوى بمدينة أسيوط . وأما مدينة بيسا الأصلية فقد اندثرت أيضا ومكانها الآن تل أثري كبير يشغل كل مساحة حوض علي المغربي رقم ۸ بأراضي ناحية الشيخ عباده المذكورة . أنطابلس Antabulus هو اسم عربي يقابله بالرومية Pentapolis ومعناها الخمس مدن ، وفي كتب القبط الخمس مدن الغربية أو الخمس مدن بالغرب وجغرافيو العرب يطلقون على مجموعة الخمس مدن المذكورة اسم إقليم برقه وبعضهم يظن أن برقه أو أنطابلس اسم مدينة والصواب أنها اسم إقليم يشمل خمس مدن وهي : بنغازي Berénice طوقره Tokhira طلميثه Tolimais وهي الآن طلميته . قرناه Cyréne « « قيرينا ويسمونها باريتشي أي باريس . درنه Adriani وأما القرية التي يطلقون عليها اسم برقه فهي قرية المرج الواقعة بين هذه المدن الخمس في منطقة أراضي الجبل الأخضر باقليم برقه الذي يسميه الافرنج Cyrénaique نسبة إلى مدينة Cyréne التي كانت قاعدته قديما وأما الآن فان مدينة بنغازي هي قاعدة إقليم برقه إحدى ولايات طرابلس الغرب الواقعة في شمال إفريقيا بين مصر وتونس . أنيب من أشهر مدن نوبيا القديمة من قبل الميلاد . أهريت Arit , Ehrit ذکر جوتييه Arit في قاموسه وقال إن بروکش وضعها بين Thimonepsi وبين Hipponon ولكن جوتييه يشك في ذلك ولم يعين موقعها وقد ورد في كتاب اميلينو ص ۱٥۹ قرية باسم Ehrit وقال إنها من قسم البهنسا ولكنه لم يستدل عليها إما لأنها قد اختفت بسبب اندراسها أو أنها معروفة اليوم باسم آخر . وأقول تبين لي مما ورد في كتاب المسالك لابن حوقل بأن اهريت التي باقليم البهنسا كانت واقعة شرقي النيل تجاه مدينة القيس التي بمركز بني مزار ومما ورد في الخطط المقريزية بأنها كانت واقعة شرقي النيل جنوبي ناحية بياض النصارى التي بمركز بني سويف ومما ورد في الانتصار بأنها كانت واقعة على شاطئ النيل بدليل أنها ذكرت فيه باسم اهریت وجزائرها ومما ورد في التحفة السنية باسم اهريت من الأعمال البهنساوية ومما ذكره بروکش بأن Arit كانت بالقرب من Hipponon وهي التي تعرف اليوم باسم الحيبه الواقعة على الشاطئ الشرقي للنيل بمركز الفشن . فبناء على هذه البيانات وإقرار كبار السن من سكان قرية الشيخ فضل تبين لي أن Arit التي وردت في قاموس جوتييه و Ehrit التي وردت في كتاب امیلینو هما اسمان لقرية واحدة الأول اسمها المصرى والثاني اسمها القبطى وأن هذه القرية لا تزال موجودة وهي التي تعرف اليوم باسم الشيخ فضل الواقعة على شاطئ النيل الشرقي تجاه بني مزار والقيس بمركز بني مزار بمديرية المنيا ، وقد تغير اسم هذه القرية في العهد العثماني نسبة إلى الشيخ فضل المدفون فيها . أهنه من الأشمونين ذكرها ياقوت مع طهنه وقال هما قريتان متقاربتان بشرقي النيل بصعيد مصر قرب أنصنا ومحلها اليوم بني حسن الشروق بمركز أبو قرقاص . أواريس هي من المدن المصرية الحربية القديمة أنشأها الهكسوس جنوبي مدينة بيلوز على الشاطئ الشرقي للفرع البيلوزی باسم «حات اوارت » Hat Awart أو Avart ومنه اسمها الرومي Avaris ولما تولى الملك رمسيس الثاني حكم مصر اتخذها سكنا ومعسكرا له وسماها Per Ramses أو مدينة رعمسيس وقد ازدهرت هذه المدينة في أيامه . ولما انقطع وصول ماء النيل إلى تلك الجهة بعد أن كانت تروي أراضيها وبساتينها هي ومدينة الفرما وما جاورهما من مياه فرع النيل المعروف بالبيلوزي نسبة إلى بيلوز وهي الفرما خربت تلك المدن ولم يبق من آثارها إلا بقايا من التلول الصغيرة ، ومدينة أواريس أو رعمسيس قد اندثرت ومحلها يعرف بتل الحير أو الهر الواقع في الشمال الشرقي لبلدة القنطرة على بعد عشرين كيلو مترا وفي الجهة الغربية من السكة الحديدية الموصلة إلى العريش على بعد كيلو مترين . وظن بعض الباحثين أن مدينة أواريس أو رمسيس هي مدينة تيكو التي سماها الروم هيرويونبولیس التي مكانها تل المسخوطه كما ظن البعض الآخر أن أواريس هي بلدة هواره المقطع التي بالفيوم . وقد دل البحث على أن هذه الظنون في غير محلها وأن الصواب هو ما ذكرناه . أورسیسیوس وردت في جغرافية اميلينو ص ۲۰٥ Horsiîsi قال إن اسمها ورد بالعربي أورسیسیوس وإنها وردت مع كابور التي بالأشمونين ولم يعلق عليها . أوستراسين Ostracine قال جوتييه هي الوراده وتعرف اليوم باسم الفلوسيه ولم يبين موقعها . ووردت في كتاب امیلینو ص ۲۸۸ باسم Ostrakini وقال إنها وردت في خط السير الروماني على بعد ۲٥ کیلو مترا غربي العريش وقد اختفت . وأقول إن الوراده وردت في أحسن التقاسيم وفي معجم البلدان بأنها من نواحي الحفار في وسط الرمل في الطريق بين مصر والشام غربي العريش على مسيرة يوم وفي الخطط التوفيقية قال وتسمى البارده . وبالبحث تبين لي أن محلها اليوم يعرف باسم محطة المزار إحدى محطات السكة الحديدية الواقعة بين القنطرة والعريش على بعد ۱۱۰ کیلو مترا شرقي القنطره ويوجد في شمالها على شاطئ البحر الأبيض المتوسط آثار قلعة قديمة تعرف باسم الفلوسيات وكانت من توابع الوراده . ومحطة المزار من النقط التابعة لقسم سينا الشمالي بمحافظة سينا . أوسية بوالسري وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الأشمونين . أولاد الصغير كانت من النواحي المالية بمركز أسيوط بمديرية أسيوط ولتداخل أطيانها في أطيان أولاد ابراهيم صدر قرار في ۲۱ مایو سنة ۱۹۰٦ بالغاء وحدتها وإضافة زمامها إلى زمام أولاد ابراهيم وبذلك أصبحت من توابعها . أولاد علي كانت ناحية ذات وحدة مالية فصلت من الوجهتين الإدارية والمالية من ناحية أولاد عليو التي بمركز البلينا بمديرية جرجا سنة ۱۹۲۹ ثم ألغيت وحدتها في سنة ١۹٣٦ فأصبحت من توابع أولاد عليو المذكوره . أولاد عليو كانت من النواحي ذات الوحدة المالية بمركز منفلوط ولتداخل أطيانها في أطيان بني عدي البحريه بمركز منفلوط بمديرية أسيوط صدر قرار في ۲۰ ديسمبر سنة ۱۹۰٥ بالغاء وحدتها وإضافة زمامها إلى زمام ناحية بني عدي البحريه وبذلك أصبحت من توابعها . أولاد غازي كانت ناحية مالية وردت في تاريع سنة ۱۲۳۱ هـ ضمن نواحي ولاية جرجا وفي سنة ۱۲۷۷ هـ ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى ناحية أولاد بهيج بمركز جرجا وأصبحت من توابعها . أويت سوبدو Aaouit Sopdou قال جوتييه إنها ناحية مقدسة للإله الصقر Sopdou وردت بين منفيس وأوسيم . وأقول بما أن Sopdou عربت إلى صفط و بالبحث في القرى التي بين منفيس وأوسيم فقد تبين لي أن Aaouit Sopdou هو الاسم المصري للقرية التي تعرف اليوم باسم صفط اللبن بمركز امبابه حيث تقع بين منفيس وأوسيم بمديرية الجيزه . أيتمش وردت في مباهج الفكر بجزيرة قوسنيا . وبالبحث عن قرية بهذا الاسم بنواحي مركز قويسنا الذي بمديرية المنوفية وبالبلاد المجاورة له لم أجد قرية بهذا الاسم ، ثم بمقارنة حروف هذا الاسم على أي قرية من قرى تلك المنطقة تبين لي أنها قريبة الشكل من اسم قرية أرشنيس التي تعرف اليوم باسم شرانيس بمركز قويسنا بمديرية المنوفية ، وكما حصل التحريف في اسم هذه القرية لا يبعد وقوع الخطأ فيه كذلك عند النقل من كتاب آخر . أيزديس قرية على الشاطئ الغربي لفرع دمياط بحري سمنود وهي بذاتها التي تعرف اليوم باسم بهبيت الحجاره بمركز طلخا . أيله وردت في الخطط المقريزية بأنها بلدة في أول حدود الحجاز من جهة مصر ، وقد خربت سنة ٤٥٩ هـ في زلزلة . وبالبحث تبين لي أن أيله المذكورة في البلدة التي تعرف اليوم باسم العقبة الواقعة في شمال خليج العقبة بالبحر الأحمر في الحدود بين مصر وشرق الأردن وهي تابعة لأمارة شرق الأردن ويقال لها عقبة أيله . إيلوزيس وردت في جغرافية استرابون Eleusis وقال إنها من ضواحي الاسكندرية كانت واقعة على ترعة كانوب قبل تفرعها إلى فرعي کانوب وشديا . وبالبحث تبين لي أنها كانت واقعة على خليج الاسكندرية غربي فرعي کانوب وشديا أي أنها كانت على ترعة المحمودية شرقي مدينة الاسكندرية ومكانها المنطقة التي تحد اليوم من الجهة الجنوبية بترعة المحمودية ومن الشرق بشارع سراي نمرة ٣ ومن الشمال بالسكة الحديدية التابعة للحكومة ، ومن الغرب بترعة الفرخه بقسم محرم بك بالاسكندرية . وكانت الأراضي الواقعة شرقي شارع سراي نمرة ٣ وحديقة النزهة وحديقة أنطونيادس تابعة لمدينة إيلوزيس ومشغولة بالحدائق والبساتين ومحلات النزهة والرياضة والتسلية ، وبها كثير من الدكاكين والفنادق ، وكان يوجد فيها دائما خلق كثيرون من أهل الاسكندرية بالليل والنهار ، وكان في ایلوزیس عدة أسواق تجارية يقصدها الناس من جميع الجهات . وقد تكلم علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية ( ص ٤٥ ج ۷ ) . عن ايلوزيس إلا أنه سماها بیلوزه ثم عند كلامه على خليج شديا ذكرها باسم ایلزي عرضا دون أن يتنبه إلى أنها هي مدينة ايلوزيس ، وقد وضع برشیا مدينة ايلوزيس في مكان حديقة النزهة وحديقة أنطونيادس في حين أنها كانت غربيهما كما ذكرنا ، وكانت متنزهات ايلوزيس في مكان هاتين الحديقتين . إيليزي انظر ایلوزيس .