id
stringlengths
4
6
url
stringlengths
34
789
title
stringlengths
3
152
text
stringlengths
100
1.13M
213489
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%20%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%20%D8%B1%D9%82%D9%85%202570
قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2570
القرار 2570 (2021)                 الذي اتخذه مجلس الأمن في 16 نيسان/أبريل 2021         إن مجلس الأمن،         إذ يشير إلى قراره 1970 (2011) وجميع قراراته اللاحقة المتعلقة بليبيا، بما في ذلك القرارات 2259 (2015) و 2510 (2020) و 2542 (2020) والبيانات الصادرة عن رئيسه،         وإذ يؤكد من جديد التزامه بالعملية السياسية التي يقودها ويملك زمامها الليبيون وتيسرها الأمم المتحدة، وبسيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية،         وإذ يرحب بالاتفاق على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021 على النحو المبين في خارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي المعقود في تونس العاصمة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وإذ يلاحظ أن الأساس الدستوري للانتخابات وقانون الانتخابات ذي الصلة ينبغي أن يكونا قد وضعا بحلول 1 تموز/يوليه 2021 من أجل إتاحة الوقت الكافي للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات للتحضير للانتخابات وفقا للجدول الزمني المحدد،         وإذ يرحب باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2020 (S/2020/1043)،         وإذ يشير إلى التزام المشاركين في مؤتمر برلين بالامتناع عن التدخل في النزاع المسلح أو في الشؤون الداخلية لليبيا، وإلى دعوتهم الجهات الفاعلة الدولية إلى أن تحذو حذوهم،         وإذ يسلم بالدور الهام للبلدان المجاورة والمنظمات الإقليمية في دعم الأمم المتحدة، وإذ يعرب عن القلق إزاء تأثير النزاع على البلدان المجاورة، بما في ذلك من جراء التهديدات الناشئة عن النقل غير المشروع للأسلحة وتكديسها وإساءة استخدامها بما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار، وعن تدفق الجماعات المسلحة والمرتزقة،         وإذ يعرب عن القلق البالغ إزاء استغلال الجماعات الإرهابية والعنيفة للحالة في ليبيا، وإذ يؤكد من جديد ضرورة التصدي للأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين من جراء الأعمال الإرهابية، وفقا للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة،         وإذ يشير إلى القرارين 2532 (2020) و 2565 (2021)، وإذ يعرب عن بالغ القلق إزاء تدهور الحالة الإنسانية والأثر المدمر لجائحة كوفيد-19 في ليبيا،         وإذ يكرر الإعراب عن بالغ قلقه إزاء تهريب المهاجرين واللاجئين والاتجار بالبشر عبر ليبيا، وإذ يرحب بالعمل الذي تنهض به بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في تنسيق عملية تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين والمهاجرين ودعمها،         وإذ يسلم بضرورة حماية النساء، بمن فيهن المشاركات في الفضاءات العامة، من التهديدات والأعمال الانتقامية، وإذ يشدد على ضرورة النشر الفعال للمستشارين المعنيين بشؤون حماية النساء والأطفال ضمن البعثة، على النحو المطلوب في القرار 2542 (2020)، وإذ يشير إلى طلبه بأن تضع البعثة في الاعتبار المنظور الجنساني بشكل كامل في تنفيذ ولايتها،         وإذ يشير إلى أنه قرر، في قراره 2213 (2015)، أن الحالة في ليبيا لا تزال تشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين،         1 -     يرحب بالمجلس الرئاسي المؤقت وبحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بصفتها حكومة ليبيا المكلفة بقيادة البلد إلى غاية الانتخابات الوطنية في 24 كانون الأول/ديسمبر 2021، على النحو المبين في خارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي؛         2 -     يدعو حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة إلى القيام بالأعمال التحضيرية اللازمة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية حرة ونزيهة وشاملة للجميع في 24 كانون الأول/ديسمبر 2021، على النحو المبين في خارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، بما في ذلك الترتيبات اللازمة لكفالة المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للنساء وإشراك الشباب، وإلى توفير التمويل بسرعة للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات؛         3 -     يشير إلى أن إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية سيتيح للشعب الليبي انتخاب حكومة تمثيلية موحدة وتعزيز استقلال ليبيا وسيادتها وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية؛         4 -     يدعو السلطات والمؤسسات ذات الصلة، بما في ذلك مجلس النواب، إلى اتخاذ الإجراءات المبينة في خارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي لتيسير إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 كانون الأول/ديسمبر 2021، بما في ذلك توضيح الأساس الدستوري للانتخابات وسن التشريعات، حسب الاقتضاء، بحلول 1 تموز/يوليه 2021 من أجل إتاحة الوقت الكافي للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات للتحضير للانتخابات وفقا للجدول الزمني المحدد، ويدعو كذلك الملتقى إلى اتخاذ خطوات لتيسير الانتخابات إذا لزم الأمر؛         5 -     يشدد على أهمية إجراء عملية مصالحة وطنية جامعة شاملة، ويرحب بدعم المنظمات الإقليمية في هذا الصدد، ويشدد على أهمية تنفيذ تدابير بناء الثقة لتهيئة بيئة مواتية لإجراء انتخابات وطنية ناجحة؛         6 -     يشير إلى القرار 2542 (2020) ودور البعثة في تقديم الدعم للعملية الانتقالية الليبية، بما في ذلك تنظيم الانتخابات، ويؤكد دور البعثة في دعم الانتخابات المرتقبة في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021؛         7 -     يدعو حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة إلى تحسين تقديم الخدمات الأساسية للشعب الليبي، ومكافحة الفساد، وحماية حقوق الإنسان، وضمان إدارة الموارد على نحو يتسم بالشفافية والإنصاف على النحو المبين في خارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي؛         8 -     يشدد على أهمية توحيد المؤسسات في ليبيا، والحوكمة الرشيدة وتحسين الأداء الاقتصادي، بسبل منها الاتفاق على ميزانية موحدة، والاتفاق بسرعة على المناصب السيادية، على النحو المبين في خارطة الطريق المنبثقة عن الملتقى؛         9 -     يؤكد من جديد عزمه على كفالة أن تتاح للشعب الليبي ولصالحه، في مرحلة لاحقة، الأصول المجمدة عملا بالفقرة 17 من القرار 1970 (2011)؛         10 -   يشدد على ضرورة التخطيط لنزع سلاح الجماعات المسلحة وجميع الجهات المسلحة من غير الدول ذات الصلة وتسريحها وإعادة إدماجها، وإصلاح قطاع الأمن، وإنشاء هيكل أمني جامع وخاضع للمساءلة بقيادة مدنية لليبيا ككل؛         11 -   يشدد على وجوب محاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني وانتهاكات وتجاوزات القانون الدولي لحقوق الإنسان؛         12 -   يدعو جميع الأطراف الليبية إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2020، ويحث جميع الدول الأعضاء بقوة على احترام ودعم التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك بسحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون مزيد من التأخير؛         13 -   يشير إلى قراره القاضي بأن تتقيد جميع الدول الأعضاء بحظر توريد الأسلحة، ويطالب بأن تمتثل جميع الدول الأعضاء وغيرها امتثالا تاما لحظر توريد الأسلحة المفروض بموجب القرار 1970 (2011)، بصيغته المعدلة بموجب قرارات لاحقة، وذلك بوسائل منها وقف تقديم كافة أشكال الدعم إلى جميع المرتزقة المسلحين وسحبهم، ويطالب جميع الدول الأعضاء بعدم التدخل في النزاع أو اتخاذ تدابير تؤدي إلى تفاقم النزاع؛         14 -   يشير إلى قراره جواز أن تقوم اللجنة المنشأة عملا بالفقرة 24 من القرار 1970 (2011) بتصنيف الأفراد أو الكيانات ممن يتورطون في أعمال تهدد السلام أو الاستقرار أو الأمن في ليبيا أو تعرقل أو تقوض نجاح تحولها السياسي، أو يقدمون الدعم لتلك الأعمال لغرض إخضاعهم لتدابير حظر السفر وتجميد الأصول المحددة في القرار 1970 (2011)، بصيغتها المعدلة بموجب قرارات لاحقة، ويؤكد أن اللجنة ستنظر في تصنيف الأفراد أو الكيانات الذين ينتهكون حظر توريد الأسلحة، أو ينتهكون وقف إطلاق النار، أو يعرقلون نجاح التحول السياسي في ليبيا؛         15 -   يشير إلى قراره 2542 (2020) وقراره القاضي بأن تساعد البعثة على تحقيق وقف إطلاق النار وتقديم الدعم المناسب لتنفيذه؛         16 -   يحيط علما بالتقرير المرحلي للأمين العام بشأن الترتيبات المقترحة لرصد وقف إطلاق النار في ليبيا (S/2021/281)، ويوافق على مقترحات الأمين العام بشأن تكوين عنصر رصد وقف إطلاق النار وجوانبه التنفيذية على النحو المبين في رسالته المؤرخة 7 نيسان/أبريل، بغية التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2020، ويطلب إلى البعثة أن تقدم الدعم إلى اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وآلية رصد وقف إطلاق النار التي يقودها الليبيون ويتولون زمام أمورها (آلية رصد وقف إطلاق النار)، بسبل منها تيسير تدابير بناء الثقة والنشر القابل للتطويع والتدريجي لمراقبي وقف إطلاق النار التابعين للبعثة متى سمحت الظروف بذلك؛         17 -   يشدد على أهمية مواصلة اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 تطوير خططها فيما يتعلق بآلية رصد وقف إطلاق النار، بما يشمل الجوانب المتعلقة بتشكيل ومسؤوليات اللجان الفرعية، ومن ذلك المشاركة الهادفة للمرأة؛ والجدول الزمني لعنصر البعثة لرصد وقف إطلاق النار وحجمه وانتشاره الجغرافي؛ والمراحل البارزة المحددة بوضوح؛ والوضع النهائي المتوقع؛ والترتيبات الأمنية المعدة لتوفير مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للبعثة؛         18 -   يلاحظ أن للدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية القدرة على تقديم الدعم إلى آلية رصد وقف إطلاق النار عن طريق الأمم المتحدة، بسبل منها توفير مراقبين أفراد تحت رعاية البعثة، وتوفير الموارد العينية أو المالية فيما يتعلق بقائمة بالمعدات اللازمة، على النحو الذي اتفقت عليه اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، ويتطلع إلى تقديم الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية لهذا الدعم على النحو الملائم؛         19 -   يطلب كذلك إلى الأمين العام أن يدرج في تقاريره الدورية وفي أي تقارير إضافية، حسب الاقتضاء، معلومات مستكملة عن الدعم المقدم من البعثة إلى السلطات والمؤسسات الليبية المختصة قبل الانتخابات المرتقبة، وعن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 تشرين الأول/أكتوبر، وعن التقدم الذي أحرزته آلية رصد وقف إطلاق النار، وعن نشر مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للبعثة لأغراض الدعم، وعن معايير رحيلهم في نهاية المطاف؛         20 -   يعرب عن اعتزامه استعراض التقدم المحرز صوب نشر مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للبعثة قبل 15 أيلول/سبتمبر 2021، ويطلب أن يضع الاستعراض الاستراتيجي المستقل للبعثة في الاعتبار عنصر البعثة الخاص برصد وقف إطلاق النار، ويطلب كذلك إلى الأمين العام أن يستشير المجلس بشأن أي زيادة في العدد الأقصى الأولي لمراقبي وقف إطلاق النار على النحو المبين في رسالته المؤرخة 7 نيسان/أبريل؛         21 -   يشدد على أن الإحالات إلى حكومة الوفاق الوطني الواردة في القرارات السابقة، بما فيها القرارات 2509 (2020) و 2292 (2016) و 2357 (2017) و 2420 (2018) و 2473 (2019) و 2526 (2020)، ينبغي أن تعتبر بوصفها إحالات إلى حكومة ليبيا، وأنها تنطبق بالتالي على حكومة الوحدة الوطنية، بصفتها حكومة ليبيا المؤقتة، حسب الاقتضاء؛         22 -   يقرر أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي. قرارات مجلس أمن الأمم المتحدة عام 2021
213490
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%20%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%20%D8%B1%D9%82%D9%85%202569
قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2569
القرار 2569 (2021)                 الذي اتخذه مجلس الأمن في 26 آذار/مارس 2021         إن مجلس الأمن،         إذ يشير إلى قراراته السابقة ذات الصلة، بما في ذلك القرارات 825 (1993) و 1540 (2004) و 1695 (2006) و 1718 (2006) و 1874 (2009) و 1887 (2009) و 1928 (2010) و 1985 (2011) و 2050 (2012) و 2087 (2013) و 2094 (2013) و 2141 (2014) و 2207 (2015) و 2270 (2016) و 2276 (2016) و 2321 (2016) و 2345 (2017) و 2356 (2017) و 2371 (2017) و 2375 (2017) و 2397 (2017) و 2407 (2018) و 2464 (2019) و 2515 (2020)، وإلى بياناته الرئاسية المؤرخة 6 تشرين الأول/أكتوبر 2006 (S/PRST/2006/41) و 13 نيسان/ أبريل 2009 (S/PRST/2009/7) و 16 نيسان/أبريل 2012 (S/PRST/2012/13) و 29 آب/ أغسطس 2017 (S/PRST/2017/16)،         وإذ يشير إلى إنشاء فريق خبراء، عملا بأحكام الفقرة 26 من القرار 1874 (2009)، كي يعمل بتوجيه من اللجنة لإنجاز المهام المنصوص عليها في تلك الفقرة،         وإذ يشير إلى التقرير المؤقت (S/2020/840) المؤرخ 28 آب/أغسطس 2020 الصادر عن فريق الخبراء الذي عينه الأمين العام عملا بأحكام الفقرة 26 من القرار 1874 (2009)، وإلى تقريره الختامي المؤرخ 4 آذار/مارس 2021 (S/2021/211)،         وإذ يشير إلى المعايير المنهجية المتعلقة بتقارير آليات رصد الجزاءات الواردة في تقرير الفريق العامل غير الرسمي التابع لمجلس الأمن والمعني بالمسائل العامة المتعلقة بالجزاءات (S/2006/997)،         وإذ يرحب بالجهود التي تبذلها الأمانة العامة من أجل توسيع قائمة الخبراء الخاصة بفرع الهيئات الفرعية لمجلس الأمن وتحسينها، واضعة في اعتبارها التوجيهات الواردة في مذكرة رئاسة المجلس (S/2006/997) ومراعية الفقرة 11،         وإذ يؤكد في هذا الصدد أهمية إعداد تقييمات وتحليلات وتوصيات مستقلة وموثوق بها ومستندة إلى حقائق، وفقا لولاية فريق الخبراء، بصيغتها المحددة في الفقرة 26 من القرار 1874 (2009)،         وإذ يقرر أن انتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، وكذلك وسائل إيصالها، لا يزال يشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين،         وإذ يتصرف بموجب المادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة،         1 -     يقرر أن يمدد حتى 30 نيسان/أبريل 2022 ولاية فريق الخبراء، بصيغتها المحددة في الفقرة 26 من القرار 1874 (2009) والمعدلة في الفقرة 29 من القرار 2094 (2013)، ويقرر أن تسري هذه الولاية أيضا فيما يتعلق بالتدابير المفروضة في القرارات 2270 (2016) و 2321 (2016) و 2356 (2017) و 2371 (2017) و 2375 (2017) و 2397 (2017)، ويعرب عن عزمه استعراض الولاية واتخاذ الإجراء المناسب بشأن مواصلة تمديدها في موعد أقصاه 25 آذار/مارس 2022، ويطلب إلى الأمين العام أن يتخذ التدابير الإدارية اللازمة لهذا الغرض؛         2 -     يطلب إلى فريق الخبراء أن يقدم إلى اللجنة تقريرا لمنتصف المدة عن أعماله في موعد أقصاه 3 آب/أغسطس 2021، على النحو المطلوب في الفقرة 43 من القرار 2321 (2016)، ويطلب إليه كذلك أن يقدم إلى المجلس، بعد مناقشة يجريها مع اللجنة، نفس تقريره لمنتصف المدة بحلول 6 أيلول/سبتمبر 2021، ويطلب أيضا إلى فريق الخبراء أن يقدم إلى اللجنة تقريرا ختاميا في موعد أقصاه 28 كانون الثاني/يناير 2022، يضمِّنه استنتاجاته وتوصياته، ويطلب إليه كذلك أن يقدم إلى المجلس، بعد مناقشة يجريها مع اللجنة، نفس تقريره الختامي في موعد أقصاه 25 شباط/فبراير 2022؛         3 -     يطلب إلى فريق الخبراء أن يقدم إلى اللجنة برنامج العمل الذي يعتزم القيام به في موعد أقصاه ثلاثون يوماً من إعادة تعيين الفريق، ويشجع اللجنة على إجراء مناقشات منتظمة بشأن ذلك البرنامج وعلى التواصل بانتظام مع الفريق بشأن أعماله، ويطلب كذلك إلى فريق الخبراء أن يوافي اللجنة بأي مستجدات تتعلق ببرنامج العمل المذكور؛         4 -     يشدد في هذا الصدد على أهمية أن يقوم الفريق بإعداد تقييمات وتحليلات وتوصيات موثوقة ومستقلة ومستندة إلى حقائق، طبقا لولاية فريق الخبراء، بصيغتها المحددة في الفقرة 26 من القرار 1874 (2009)؛         5 -     يعرب كذلك عن اعتزامه مواصلة متابعة أعمال الفريق؛         6 -     يحث جميع الدول وهيئات الأمم المتحدة المعنية وغيرها من الأطراف المهتمة على التعاون التام مع اللجنة المنشأة عملا بالقرار 1718 (2006) ومع فريق الخبراء، لا سيما بإتاحة أي معلومات لديها بشأن تنفيذ التدابير المفروضة بموجب القرارات 1718 (2006) و 1874 (2009) و 2087 (2013) و 2094 (2013) و 2270 (2016) و 2321 (2016) و 2356 (2017) و 2371 (2017) و 2375 (2017) و 2397 (2017)؛         7 -     يقرر أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي. قرارات مجلس أمن الأمم المتحدة عام 2021
213491
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%20%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%20%D8%B1%D9%82%D9%85%202568
قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2568
القرار 2568 (2021)                 الذي اتخذه مجلس الأمن في 12 آذار/مارس 2021           إن مجلس الأمن،         إذ يشير إلى جميع قراراته السابقة وبيانات رئيسه بشأن الحالة في الصومال،         وإذ يؤكد من جديد احترامه لسيادة الصومال وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي ووحدته،         وإذ يرحب باستجابة المجتمع الدولي لمعالجة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في الصومال، وإذ يثني على قيادة الاتحاد الأفريقي لهذه الاستجابة،         وإذ يرحب بالتقدم المحرز في الصومال حتى الآن، وإذ يثني على الشعب الصومالي والسلطات الصومالية والاتحاد الأفريقي وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال والبلدان المساهمة بقوات فيها والأمم المتحدة وشركاء الصومال الدوليين الآخرين لدورهم في هذا الصدد،         وإذ يكرر التأكيد على أن الخطر الفوري والملح الذي يهدد استقرار الصومال وأمنه، ويهدد الشعب الصومالي وجيران الصومال هو حركة الشباب وجماعات المعارضة المسلحة، وإذ يدين بأشد العبارات الممكنة هجماتها في الصومال وخارجه، وإذ يعرب عن بالغ القلق إزاء الخسائر في أرواح المدنيين من جراء هذه الهجمات،         وإذ يشيد بالشجاعة التي يبديها أفراد بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وأفراد قوات الأمن الصومالية وما يبذلونه من تضحيات في مكافحة حركة الشباب، وإذ يثني على مساهمة بعثة الاتحاد الأفريقي في إرساء السلام والاستقرار الدائمين في الصومال،         وإذ يرحب بالدعم الذي يقدمه مكتب الأمم المتحدة للدعم في الصومال إلى بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال، وإذ يعترف بالعمل التكميلي الذي يقوم به فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالصومال، وبدور الجزاءات التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باعتبارها تشكّل، في جملة أمور، وسيلة غير عسكرية لإضعاف حركة الشباب وجماعات المعارضة المسلّحة،         وإذ يقرّ بأن الحالة في الصومال قد تطوّرت منذ أن أذن لأول مرة ببعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال قبل 14 عاما، بما في ذلك التهديد الذي تشكله حركة الشباب، وإذ يقر كذلك بأن العمل العسكري وحده لن يتغلب على هذا التهديد، وإذ يكرر تأكيد الحاجة، بالتالي، إلى اتباع نهج يتصدى لتحديات تحقيق الاستقرار والحوكمة، بما في ذلك سد الثغرات المتعلقة بالإدارة العامة، وسيادة القانون، ومكافحة الجريمة المنظمة، والعدالة وإنفاذ القانون، ومنع ومكافحة التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب، إلى جانب إصلاح قطاع الأمن والعمليات العسكرية، وإذ يلاحظ في هذا الصدد إمكانات التعاون والدعم الدوليين لبناء السلام وإعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء النزاع في الصومال إذا ما تم توفيرهما بما يتماشى مع الأولويات التي حددتها حكومته، وإذ يلاحظ كذلك في هذا الصدد سياسة الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء النزاع ومركز الاتحاد الأفريقي المخصص في القاهرة لإعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء النزاع،         وإذ يشير إلى أن السلطات الصومالية تتحمل المسؤولية الرئيسية عن ضمان الأمن في بلدها، وإذ يرحّب بالتزام حكومة الصومال الاتحادية بالاضطلاع بعمليات مشتركة مع البعثة لكي تصبح الجهة الأساسية التي توفر الأمن في الصومال، بيد أنه يلاحظ أن الصومال ليس في وضع يسمح له بعد بتحمل المسؤولية الكاملة عن أمنه، وأن إضعاف حركة الشباب وجماعات المعارضة المسلحة وبناء السلام وإدامته ستتطلب بالتالي استمرار التعاون والدعم على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإذ يشدد على أن هذا الدعم ينبغي أن يتماشى مع التوجيه المقدم من الصومال،         وإذ يشدد على أهمية بناء قدرات القوات والمؤسسات الصومالية حتى تتمكن من إدارة التهديدات الحالية والمستقبلية، وإذ يشدد كذلك على أهمية التنسيق الفعال بين الحكومة الاتحادية الصومالية والولايات الاتحادية الأعضاء والشركاء الدوليين من أجل ضمان اتساق بناء القدرات وتواؤمها مع التوجيه المقدم من الصومال وتمكين قوات الأمن الصومالية من أن تتولى تدريجيا مسؤولية أكبر عن أمن الصومال،         وإذ يؤكد الأهمية الحاسمة لتوصل حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء إلى اتفاقات سياسية شاملة للجميع، وإذ يعرب عن القلق إزاء التأخيرات في وضع الصيغة النهائية لترتيبات الانتخابات في عام 2021، وإذ يحثّهما على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية وشاملة للجميع، تماشيا مع اتفاق 17 أيلول/سبتمبر 2020، في أقرب وقت ممكن، وإذ يحثهما كذلك على التعاون بشأن الأمن والأولويات الوطنية الأخرى، وإذ يشير إلى مسؤوليات جميع الأطراف في تحسين التعاون والمشاركة في مناقشات بقيادة حكومة الصومال الاتحادية، وإذ يؤكد أن تعاون جميع الأطراف تعاونا تاما من شأنه تعزيز التقدم المحرز بشأن الأولويات الوطنية بما في ذلك تنفيذ هيكل الأمن الوطني والخطة الانتقالية المنقحة للصومال، بما يكفل وجود نظام اتحادي يعمل بكامل طاقته ووضع الصيغة النهائية للدستور كأساس قانوني وسياسي لحكومة الصومال ومؤسساته،         وإذ يشير إلى قراره 1325 (2000) وقراراته اللاحقة، وإذ يقرّ بأهمية دور المرأة في منع نشوب النزاعات وحلِّها وفي بناء السلام، وإذ يشدد على أهمية مشاركتها وإشراكها بصورة كاملة ومتساوية ومجدية في جميع الجهود على جميع المستويات لصون وتعزيز السلام والأمن، وعلى ضرورة تعزيز دورها في صنع القرار والقيادة فيما يتعلق بمنع نشوب النزاعات وحلِّها على النحو المتوخّى في ميثاق المرأة الصومالية،         وإذ يدين الانتهاكات والتجاوزات المرتكبة في مجال حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني في الصومال، وإذ يدعو جميع الأطراف إلى التصرف في امتثال تام لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وإذ يشير إلى استنتاجات الفريق العامل المعني بالأطفال والنـزاع المسلح في الصومال (S/AC.51/2020/6)،         وإذ يعرب عن قلقه الشديد إزاء الحالة الإنسانية في الصومال وأثر جائحة كوفيد-19 والفيضانات وانتشار الجراد الصحراوي، وإذ يدرك أنها تشكل تحديا للنظام الصحي والزراعي والحالة الاجتماعية والاقتصادية والحالة الإنسانية في الصومال، وإذ يدعو جميع أطراف النزاع إلى أن تتيح وتيسر، وفقا للأحكام ذات الصلة من القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني الواجب التطبيق، وبما يتماشى مع مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية لتقديم المساعدة الإنسانية في حالات الطوارئ، بما في ذلك المعاملة الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية، وتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لدعم الصومال، وإذ يلاحظ مع التقدير التدابير التي اتخذتها بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال والأمم المتحدة لكفالة سلامة وأمن أفراد بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وموظفي الأمم المتحدة مع الحفاظ على استمرارية العمليات، وإذ يدعو إلى مواصلة الجهود للتخفيف من أثر الجائحة وتفشي الجراد، وإذ يرحب بالدور الذي تضطلع به بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال في دعم جهود إدارة الكوارث والإغاثة التي يقودها الصوماليون وجهودهم المبذولة في سبيل تهيئة الظروف المؤاتية لتقديم المساعدات الإنسانية،         وإذ يشدد على ضرورة أن تضع حكومة الصومال الاتحادية والأمم المتحدة استراتيجيات وافية لتقييم المخاطر وإدارتها فيما يتعلق بتغير المناخ، والتغيرات الإيكولوجية الأخرى، والكوارث الطبيعية، وغير ذلك من العوامل التي تؤثر على استقرار الصومال،         وإذ يحيط علماً بالتقييم المستقل للدعم الدولي المقدّم للبيئة الأمنية برمتها في الصومال بعد عام 2021 (التقييم المستقل) الصادر به تكليف من الأمم المتحدة (القراران 2520 (2020) و 2472 (2019)) وبالتوصيات المنبثقة عنه، وإذ يعيد تأكيد الفقرة 1 من القرار 2520 (2020)، وإذ يرحّب بالخطة الانتقالية المنقّحة للصومال (2021)، بالصيغة التي أحيلت بها رسميا إلى الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في شباط/فبراير 2021، وإذ يحثّ الصومال، من خلال لجنة الأمن والعدالة، والاتحاد الأفريقي، من خلال مجلس السلم والأمن، إلى الانتهاء من التصديق عليها دون تأخير، وإذ يعرب عن دعمه التام لرغبة الصومال في قيادة العملية الانتقالية الأمنية، وإذ يشير كذلك إلى بيان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي المؤرخ 9 شباط/فبراير 2021 بشأن الحالة في الصومال، وبتقرير الأمين العام المؤرخ 17 شباط/فبراير 2021 (S/2021/113) عن الحالة في الصومال، وإذ يتطلع إلى التقديم المستقل الذي من المقرر أن يجريه الاتحاد الأفريقي للبعثة في أيار/مايو 2021،         وإذ يسلّم بأن هدفه المتمثل في نقل المسؤولية عن الأمن إلى السلطات الصومالية، لكي تتولى الصومال زمام القيادة في عام 2021، وتتولى المسؤولية الكاملة بنهاية عام 2023، يتطلب الأخذ بنهج مرحلي وبأن هذا القرار يبدأ عملية سيُسترشد فيها بما يلي:         (أ)      التقييم المستقل الصادر به تكليف من الأمم المتحدة، الذي نُشر في كانون الثاني/ يناير 2021؛         (ب)     الخطة الانتقالية للصومال، التي نُشرت في شباط/فبراير 2021؛         (ج)     التقييم المستقل الذي من المقرر أن يجريه الاتحاد الأفريقي في أيار/مايو 2021؛         (د)      قرارات مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي التي من المقرر أن تصدر أيضا في أيار/مايو 2021، وإنجاز وضع مفهوم عمليات منقّح مشترك بين الاتحاد الأفريقي وحكومة الصومال الاتحادية في آب/أغسطس 2021، على النحو المنصوص عليه في الفقرة 8 من هذا القرار؛         (هـ)     عرض الأمين العام لاقتراح إنشاء بعثة جديدة اعتبارا من عام 2022، في أيلول/سبتمبر 2021، على النحو المنصوص عليه في الفقرة 9 من هذا القرار، الذي اشترك في تقديمه الأمين العام مع الاتحاد الأفريقي وبالتشاور مع حكومة الصومال الاتحادية والجهات المانحة؛         (و)     عرض الأمين العام لخيارات مواصلة تقديم الأمم المتحدة للدعم اللوجستي في تشرين الأول/أكتوبر 2021، على النحو المنصوص عليه في الفقرة 21 من هذا القرار؛         وإذ يشدد على ضرورة مشاركة جميع الجهات المعنية صاحبة المصلحة مشاركة بنّاءة في هذه الأنشطة،         وإذ يقرر أن الحالة في الصومال لا تزال تشكل تهديدا للسلام والأمن الإقليميين والدوليين،         وإذ يتصرف بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة،         1 -     يكرر تأكيد تطلّعه إلى أن يكون الصومال مسؤولاً عن أمنه، ويشدد على أن حكومة الصومال الاتحادية ينبغي أن تقود العملية الانتقالية الأمنية وأن هذه العملية ينبغي أن تبدأ فعليا في عام 2021، ويرحب في هذا الصدد بـالخطة الانتقالية للصومال، ويحث حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء على التنفيذ الكامل لالتزاماتها، ويحث كذلك شركاء الصومال الدوليين على دعم الصومال في الوفاء بهذه الالتزامات، بما في ذلك من خلال ضمان أن تدعم المهام الاستراتيجية لبعثة الاتحاد الأفريقي وأولوياتها الانتقال إلى تولّي الصومال المسؤولية عن الأمن؛         2 -     يسلّم بدور مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، ويحيط علما بطلبه أن تنتهي مفوضية الاتحاد الأفريقي من تقييمها المستقل لتقدّم تقريرا بشأنه في أيار/مايو 2021، ويحثه على أن يكلّف في أيار/مايو 2021 بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال بولاية تتمثل في دعم الخطة الانتقالية للصومال والتمكين من تنفيذها وتحديد وتنفيذ الخطوات اللازمة في عام 2021، من أجل ضمان مواصلة تقديم الدعم للجهود الأمنية الصومالية في عام 2022، بما في ذلك من خلال بعثة للاتحاد الأفريقي يُعاد تشكيلها، وتكون اعتبارا من عام 2022 أكثر قدرة على مواجهة التهديد المتغير الذي تشكله حركة الشباب وجماعات المعارضة المسلحة، وتركز على دعم قوات الأمن الصومالية وتمكينها من تحمل المسؤولية الرئيسية عن الأمن؛         3 -     يكرر التأكيد على أن حركة الشباب، رغم أنها لا تزال تشكل التهديد المباشر والأكثر إلحاحا للأمن والاستقرار في الصومال، لن تتأتى هزيمتها وهزيمة جماعات المعارضة المسلحة بالوسائل العسكرية وحدها، ويحث في هذا الصدد حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء على القيام، بدعم من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والشركاء الدوليين، بالعمل معا على نحو أوثق لزيادة تنفيذ الأنشطة غير العسكرية للتصدي لما تضطلع به حركة الشباب من أنشطة تتصل بالجريمة المنظمة والتمويل غير المشروع والحصول على الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة والاتجار بها والشراء والعدالة والدعاية؛         4 -     يؤكد ضرورة أن يتبع الصومال وشركاؤه نهجا منسقا ومتسقا إزاء الإصلاحات السياسية والأمنية التي يقودها الصوماليون، يتضمن جميع العمليات المشتركة، والقرارات الاستراتيجية والعملياتية، بما في ذلك تكوين قوات الأمن الصومالية، لضمان انتقال المسؤوليات الأمنية المتفق عليها بين السلطات الصومالية وقوات الأمن الصومالية وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال منذ البداية، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين عند الاقتضاء، ويدعو بالتالي إلى:         (أ)      أن تتولى حكومة الصومال الاتحادية قيادة التنسيق الاستراتيجي من خلال عقد اجتماعات منتظمة رفيعة المستوى للجنة التوجيهية الاستراتيجية للخطة الانتقالية للصومال بدعم من لجنة الأمن والعدل (التي كانت تُسمى سابقاً اللجنة التنفيذية للنهج الشامل إزاء الأمن) ولجنة مرفق التنمية وإعادة الإعمار في الصومال؛         (ب)     أن تقوم حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال ومكتب الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال والشركاء الدوليون بزيادة التنسيق والتعاون، بما في ذلك عن طريق إنشاء خلية دمج مشتركة من أجل تخطيط وتنفيذ العمليات الاستراتيجية المتكاملة التي تقودها الحكومة الصومالية، وبدعم من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وشركاء الأمن للصومال، والاضطلاع بالتحليل المشترك والتخطيط المتكامل المشترك والتنسيق العملياتي وتقييم الأداء المشترك مع الإشارة إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال قد أقام بالفعل مرفقا مناسبا في مقديشو ويدعو كذلك حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال ومكتب الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال والشركاء الدوليين إلى توسيع نطاق خلية الدمج المشتركة لتصل إلى قطاعات البعثة؛         (ج)     أن يقوم الشركاء الدوليون والإقليميون، بالتنسيق مع بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال ومن خلال الأخذ بنهج شامل إزاء الأمن، بمواصلة تنسيق وتحسين مواءمة دعمهم المقدم فيما يتعلق بالتوجيه والتدريب وتوفير المعدات وبناء قدرات قوات الأمن الصومالية، ودفع أجور قوات الشرطة والقوات العسكرية الصومالية بما في ذلك عبر كفالة الإخطار المناسب بكل ما يقدم من دعم ومساعدة من هذا القبيل على النحو المطلوب بموجب القرار 2551 (2020)؛         5 -     يشدد على أن المسؤولية الرئيسية عن حماية المدنيين تقع على عاتق السلطات الصومالية، ويشدد كذلك على أهمية حماية المدنيين وفقا للقانون الدولي الإنساني، ويؤكد على ضرورة أن يأخذ الصومال وشركاؤه الدوليون في الاعتبار الحالة الأمنية في كل موقع أثناء انتقال المسؤوليات الأمنية إلى الصومال، ويشدد على ضرورة استرشاد التخطيط وصنع القرار بتقييم شامل للتهديد الذي يتعرض له المدنيون، واتخاذ تدابير استباقية للتخفيف من المخاطر، بما في ذلك عن طريق تشكيل قوات أمن صومالية تكون مناسبة من حيث الحجم ومؤهلة لضمان استمرار الأمن والحماية قبل العمل العسكري وأثناءه وبعده، ويؤكد من جديد الدور الأساسي الذي تقوم به الشرطة وقطاع العدل في جهود تحقيق الاستقرار والتحضير للانتخابات وإجرائها؛                 بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال                 الأهداف والمهام         6 -     يكرر تأكيد هدفه المتمثل في تمكين الصومال، من خلال الدعم المقدم من العناصر العسكرية والشرطية والمدنية التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، من تحمل المسؤولية الكاملة عن أمنها في المستقبل، بهدف تولي الصومال زمام القيادة في عام 2021، وتوليها المسؤولية الكاملة بنهاية عام 2023 بما يتماشى مع الخطة الانتقالية للصومال ومع مراعاة الحالة في الميدان؛         7 -     يسلّم بضرورة وجود بعثة للاتحاد الأفريقي يُعاد تشكيلها منذ بداية عام 2022، وتركز على تمكين قوات الأمن الصومالية من تحمل المسؤولية الرئيسية عن الأمن وعلى دعمها في هذا المجال؛         8 -     يطلب إلى الاتحاد الأفريقي وحكومة الصومال الاتحادية إجراء تحديث مشترك لمفهوم عمليات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال بما يتماشى مع الخطة الانتقالية للصومال حتى نهاية عام 2023 وبالتعاون الوثيق مع الولايات الاتحادية الأعضاء والأمم المتحدة والشركاء الدوليين، لتقديمه إلى مجلس الأمن في موعد أقصاه نهاية آب/أغسطس 2021 ليُسترشد به في اتخاذ القرارات بشأن حجم البعثة المقبلة وشكلها، بما في ذلك احتياجاتها اللوجستية، ويشدد على أن حجم البعثة سيتراجع بمرور الوقت مع تحمل الصومال مسؤوليات أمنية أكبر؛         9 -     يطلب إلى الأمين العام أن يقدم، بالاشتراك مع الاتحاد الأفريقي وبالتشاور مع حكومة الصومال الاتحادية والجهات المانحة، اقتراحا بشأن الأهداف الاستراتيجية لبعثة الاتحاد الأفريقي التي سيُعاد تشكيلها وبشأن حجمها وتكوينها وذلك بنهاية أيلول/سبتمبر 2021؛         10 -   يقرر أن يأذن للدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي أن تواصل نشر 626 19 فردا من أفراد البعثة النظاميين حتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2021، بما يشمل ما لا يقل عن 040 1 فردا من أفراد الشرطة التابعين لبعثة الاتحاد الأفريقي بما في ذلك خمس وحدات شرطة مشكلة، فضلا عن 70 من الأفراد المدنيين التابعين للبعثة بدعم من مكتب الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال للاضطلاع بمهام تتماشى مع الخطة الانتقالية للصومال، وبدء عملية تسليم المسؤوليات الأمنية تدريجيا إلى قوات الأمن الصومالية في عام 2021؛         11 -   يقرر أن يأذن لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتنفيذ ولايتها، في إطار الامتثال التام لالتزامات الدول المشاركة بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وفي احترام تام لسيادة الصومال وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي ووحدته؛         12 -   يقرر أن يأذن لبعثة الاتحاد الأفريقي بالعمل من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية التالية:         (أ)      الحد من التهديد الذي تشكله حركة الشباب وجماعات المعارضة المسلحة بهدف التوصل إلى صومال مستقر واتحادي وذي سيادة وموحد؛         (ب)     دعم نقل المسؤوليات الأمنية من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال إلى قوات الأمن الصومالية عن طريق المساعدة على بناء قدرات قوات الأمن الصومالية من خلال التدريب والتوجيه، وتيسير نقل المسؤولية عن المهام الأمنية من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال إلى السلطات الصومالية في المناطق المحررة، والاضطلاع بعمليات يتم تخطيطها والاتفاق عليها بشكل مشترك مع قوات الأمن الصومالية، مع التركيز بشكل متزايد على أن تكون هذه العمليات بقيادة صومالية؛         (ج)     مساعدة حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء وقوات الأمن الصومالية في توفير الأمن للعملية السياسية على جميع المستويات، بما في ذلك جهود تحقيق الاستقرار والمصالحة وبناء السلام، وعن طريق تقديم الدعم ذي الصلة للشرطة الصومالية والسلطات المدنية؛         13 -   يقرر أن يأذن لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال بأن تضطلع بالمهام التالية لتحقيق الأهداف المذكورة:         (أ)      مع الإشارة إلى الفقرتين 2 و 8 في هذا القرار والعمل على وضع جداول زمنية وأهداف عملياتية محددة في إطار الخطة الانتقالية للصومال، توفير وجود مستمر في القطاعات المبينة في مفهوم العمليات المشترك، مع إعطاء الأولوية للمراكز السكانية التي حددتها حكومة الصومال الاتحادية ووافقت عليها بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال؛         (ب)     القيام بعمليات هجومية مخططة على نحو مشترك مع قوات الأمن الصومالية ومحددة الأهداف من أجل تعطيل وإضعاف حركة الشباب وجماعات المعارضة المسلحة، واتخاذ الإجراءات الرامية إلى التخفيف من التهديد الذي تشكله الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع؛         (ج)     الاضطلاع بعمليات متكاملة يتم تخطيطها بشكل مشترك مع قوات الأمن الصومالية، بالتنسيق مع الشركاء الدوليين الآخرين والجهات الفاعلة في مجال تحقيق الاستقرار والمصالحة، لتأمين واستعادة المناطق من حركة الشباب، والسماح بنقل المسؤوليات الأمنية في هذه المناطق إلى قوات الأمن الصومالية عند الاقتضاء؛         (د)      إعادة تنظيم قطاعات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال مع حدود الولايات الاتحادية الأعضاء بنهاية عام 2021، وإنشاء مقر تخطيط مشترك بين بعثة الاتحاد الأفريقي وقوات الأمن الصومالية في كل من القطاعات/الولايات الاتحادية الأعضاء، بما في ذلك لنشر قوات متعددة الجنسيات حيثما أمكن/اقتضى الأمر إلى هذه القطاعات؛         (ه)     توفير قدرات متنقلة، تساعد قوات الأمن الصومالية على أن تصبح، من حيث وضع القوة، أكثر هجومية بهدف تأمين احتياطي متنقل معين لبعثة الاتحاد الأفريقي لكل قطاع، يكون قادرا على العمل كقوة للرد السريع والعمل عبر حدود القطاعات مع القوات الأخرى، بنهاية آب/أغسطس 2021؛         (و)     الإسهام في تأمين طرق الإمداد الرئيسية والحفاظ عليها بالتعاون مع قوات الأمن الصومالية، بما فيها المفضيةُ إلى المناطق التي تم استردادها من حركة الشباب وبالتنسيق مع الجهات الفاعلة في مجال تحقيق الاستقرار والمصالحة، وخاصة طرق الإمداد التي تكتسي أهمية بالغة في تحسين الحالة الإنسانية، مما قد يشمل البضائع التجارية الضرورية لتلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين، والطرق ذات الأهمية البالغة لتوفير الدعم اللوجستي لبعثة الاتحاد الأفريقي والطرق التي تدعم تنفيذ الخطة الانتقالية للصومال؛         (ز)     مساعدة قوات الأمن الصومالية، حسب الاقتضاء، في توفير الدعم الأمني لتمكين حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء من أداء مهامها المتعلقة بالحكم، بما في ذلك الدعم المقدم من العنصر المدني في بعثة الاتحاد الأفريقي إلى الجهود التي تبذلها الحكومة الاتحادية والولايات من أجل تحقيق الاستقرار بالتنسيق مع وزارة الداخلية والشؤون الاتحادية والمصالحة، والفريق المعني بتعافي المجتمعات المحلية وبسط سلطة الدولة والمساءلة، والمصالحة وبناء السلام والتحضير للانتخابات وتقديم الدعم لتمكين قوات الأمن الصومالية من توفير الأمن للعملية والبنى التحتية الحيوية الأخرى؛         (ح)     حماية أفرادها ومرافقها ومنشآتها ومعداتها ومهامها، حسب الاقتضاء، وكفالة أمن وحرية تنقل أفرادها وأفراد الأمم المتحدة الذين يضطلعون بمهام صدر بها تكليف من مجلس الأمن؛         (ط)     تلقّي المنشقّين على أساس مؤقت، حسب الاقتضاء وبالتنسيق مع الأمم المتحدة وحكومة الصومال الاتحادية؛         (ي)     دعم ومساعدة حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء في تنفيذ الحظر التام لتصدير الفحم من الصومال وتوثيق وتيسير عمليات تفتيش المعدات المصادَرة بما في ذلك الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة على النحو المطلوب في الفقرة 18 من القرار 2111 (2013) والفقرة 6 من القرار 2182 (2014)؛         (ك)     مع الإشارة إلى الفقرات 2 و 6 و 12 من هذا القرار، ومع الإشارة كذلك إلى التوجيه المقدم من الصومال المبين في الخطة الانتقالية للصومال، والفقرة 10 من بيان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي المؤرخ 9 شباط/فبراير 2021، يرحب بإعادة التشكيل المتوخاة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال بحيث تركز على تمكين قوات الأمن الصومالية ودعمها وحماية الأمم المتحدة في الصومال، ويأذن لها كذلك ببدء العمل الأولي لإعادة التشكيل في كل قطاع من القطاعات من أجل توفير المهام التالية:   ’1‘  توفير مهام الدعم التالية لقوات الدعم الصومالية: مكافحة الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، والمراقبة، والاستطلاع والاستهداف، ودعم القيادة والاتصالات، والتنسيق المدني - العسكري، والإجلاء الطبي، والهندسة، وإنشاء قوة رد سريع متنقلة لكل قطاع؛   ’2‘  توفير مهام الدعم التمكيني التالية لقوة الشرطة الصومالية والمهام المتصلة بتحقيق الاستقرار المدني والحوكمة لدعم الجهود التي تبذلها حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء في بناء المؤسسات والدولة، بما في ذلك: التخطيط والاتصال بين المدنيين والشرطة، والدوريات المشتركة، وتوفير الحراسة الأمنية وتوفير الخبرة المتخصصة في التحقيقات ودعم الشرطة المجتمعية بطريقة مراعية للمنظور الجنساني؛   ’3‘  بناء قدرات قوات الأمن الصومالية وقوات الشرطة الصومالية مع ضمان الاتساق مع الشركاء الدوليين الذين يقومون بأعمال مماثلة، ومع التركيز على: تخطيط وإدارة العمليات المتكاملة، ومكافحة الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، وعمليات مكافحة الإرهاب، واللوجستيات، والهندسة، والاستطلاع والمراقبة، والاتصالات العسكرية، والخفارة المجتمعية؛   ’4‘  توجيه ومساعدة قوات الأمن الصومالية لضمان قدرة وحداتها المدربة على العمل مع بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، بما في ذلك عن طريق إجراء تدريبات مشتركة وتمرينات عملياتية، وتمكين عمليات قوات الأمن الصومالية من خلال توجيه القدرات القتالية وقدرات الدعم القتالي في إطار العمليات، وتقديم التدريب والتوجيه عند الضرورة للشرطة الصومالية؛         14 -   يطلب إلى الاتحاد الأفريقي أن يواصل تعزيز الرقابة والتنسيق العملياتي فيما بين وحدات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، وتعزيز قيادة الوحدات التمكينية للبعثة، بما في ذلك الأصول الجوية، والتحكم بها والمساءلة تجاه تفعيلها، والتمكين من إنشاء وتشغيل قوات متنقلة في القطاعات تمشيا مع إعادة تشكيل البعثة، وكفالة تنسيق عملية اتخاذ القرارات العملياتية تحت قيادة كل من القطاع وقائد القوة؛         15 -   يدعم استعراضات المعدات التي أجراها الاتحاد الأفريقي في عام 2019، ويحث الاتحاد الأفريقي على الانتهاء من استعراض المعدات الذي يجريه، بما يتماشى مع استعراض مفهوم العمليات، وبدعم من الأمم المتحدة، مع مراعاة بيانات احتياجات الوحدة وفي حدود الموارد المتاحة، بغية تعزيز القدرات العملياتية لبعثة الاتحاد الأفريقي، وسد الثغرات في الاحتياجات من الموارد، وتعزيز تدابيرها لحماية قوتها من أجل الاضطلاع بالمهام المنوطة بها، ويشجع كذلك الدول الأعضاء على دعم الاتحاد الأفريقي في مساعيه إلى حشد الموارد والمعدات اللازمة، بما في ذلك من خلال تقديم مساهمات مالية غير مقيَّدة إلى الصندوق الاستئماني لبعثة الاتحاد الأفريقي استنادا إلى التوصيات المنجزة المبينة في استعراض المعدات؛         16 -   يحث على نشر العنصر المدني المتبقي لتقديم الدعم الكامل للمهام العسكرية والشرطية المنوطة ببعثة الاتحاد الافريقي والمتصلة بإعادة تشكيل البعثة لدعم الانتقال إلى العمليات التي تجري بقيادة قوات الأمن الصومالية والخفض التدريجي؛         17 -   يؤكد بشدة استمرار أهمية اضطلاع قوات بعثة الاتحاد الأفريقي بولايتها في ظل الامتثال التام للالتزامات الواقعة على عاتق الدول المشاركة فيها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك ما يتعلق بحماية المدنيين، وبخاصة النساء والأطفال، وأهمية تعاونها مع بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال ومكتب الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال في تنفيذ سياسة بذل العناية الواجبة في مراعاة حقوق الإنسان عند تقديم دعم الأمم المتحدة إلى قوات أمنية غير تابعة للأمم المتحدة (سياسة بذل العناية الواجبة في مراعاة حقوق الإنسان) أثناء المراحل المتصلة بالتحضير للعمليات وإجرائها واستعراضها، بما في ذلك في سياق العمليات المشتركة مع قوات الأمن الصومالية، ويهيب ببعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال أن تضطلع بالرصد المنتظم والتحقيقات السريعة والوافية في الادعاءات بحصول انتهاكات وتجاوزات القانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني والإبلاغ عنها وضمان أعلى معايير الشفافية والمساءلة والسلوك والانضباط ومواءمة إجراءاتها مع بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال، ويهيب بالاتحاد الأفريقي أن يكفل ذلك، ويرحب بما أحرزه الاتحاد الأفريقي من تقدم بشأن وضع إطار للامتثال، ويحث البلدان المساهمة بقوات وبأفراد شرطة على تعزيز تعاونها مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لأجل ضمان فعالية تدابير الامتثال والمساءلة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال؛         18 -   يطلب إلى بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال أن تعزز اتساق الإبلاغ إلى الخلية المعنية بحصر الخسائر في صفوف المدنيين وتحليلها والاستجابة لها في جميع القطاعات، وأن تتخذ خطوات إضافية لكفالة وضع تدابير مخفِّفة، ويؤكد أهمية كفالة تبادل المعلومات مع الأطراف الفاعلة المعنية، بما فيها الأمم المتحدة، وإدراجها في تقارير بعثة الاتحاد الأفريقي وتضمينها في المبادئ التوجيهية والخطط العملياتية، ويطلب إلى البلدان المساهمة بقوات وبأفراد شرطة تقديم الدعم الكامل لهذه الخلية، بالتعاون مع الجهات الفاعلة في مجالات المساعدة الإنسانية وحقوق الإنسان والحماية؛         19 -   يؤكد من جديد أهمية سياسة بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال التي تقضي بعدم التسامح إطلاقا إزاء الاستغلال والانتهاك الجنسيين، وفي هذا الصدد، يشدد على ضرورة منع أعمال الاستغلال والانتهاك هذه، ويطلب إلى الاتحاد الأفريقي والبلدان المساهمة بقوات وبأفراد شرطة فرز الأفراد، وإجراء تقييمات للمخاطر، وتقديم جميع التدريبات المناسبة للأفراد، من أجل حماية الناجين الذين يبلغون عن الاعتداء عليهم ودعم إغاثتهم وتعافيهم، والتحقيق في الادعاءات في الوقت المناسب لمساءلة الجناة، وإعادة الوحدات إلى أوطانها حيثما وجدت أدلة موثوقة على تورط تلك الوحدات في ارتكاب أعمال الاستغلال أو الانتهاك الجنسيين على نطاق واسع أو بشكل منهجي، ويطلب كذلك إلى الاتحاد الأفريقي العمل عن كثب مع الأمم المتحدة في هذا الصدد؛         20 -   يشجع بشدة الجهود التي تبذلها البلدان المساهمة بقوات وبأفراد شرطة لزيادة نسبة تعيين النساء في صفوف الأفراد النظاميين في بعثة الاتحاد الأفريقي، ويحث البعثة على ضمان مشاركة النساء مشاركة كاملة وفعالة ومجدية في جميع عملياتها وعلى إدماج منظور يراعي الاعتبارات الجنسانية في جميع مراحل تنفيذ ولايتها؛                 الدعم اللوجستي والمالي         21 -   يطلب إلى الأمين العام أن يواصل، من خلال مكتب الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال، توفير مجموعة عناصر للدعم اللوجستي تمتثل امتثالا تاما لسياسة بذل العناية الواجبة في مراعاة حقوق الإنسان، لفائدة الأفراد النظاميين في بعثة الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال و 70 عنصرا مدنيا في بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، استنادا إلى الأساس المحدد في الفقرة 2 من منطوق القرار 2245 (2015)، وبما يتماشى مع الفقرتين 10 و 11 من هذا القرار، وأن يقدم الدعم إلى 900 13 من قوات الأمن الصومالية، بما يشمل حصة مناسبة من شرطة الولايات والشرطة الاتحادية، الذين تم إدماجهم رسميا في قوات الأمن الصومالية انسجاما مع هيكل الأمن الوطني، والذين يشاركون بنشاط في عمليات مشتركة أو منسقة مع بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال تنفذ الخطة الانتقالية للصومال تنفيذا مباشرا، ويكرر تأكيد أهمية عمل بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وقوات الأمن الصومالية بالاشتراك مع مكتب الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال على توفير الدعم اللوجستي، بما يشمل في جملة أمور كفالة أمن القوافل والمطارات، وحماية المدنيين، وحماية طرق الإمداد الرئيسية، ويطلب كذلك إلى الأمين العام أن يوسع نطاق الدعم الذي تقدمه الأمم المتحدة إلى قوات الأمن الصومالية ليشمل التدريب والمعدات والتوجيه لمواجهة خطر الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، ويطلب كذلك إلى الأمين العام أن يقوم، بالتشاور مع جميع الجهات المعنية صاحبة المصلحة، بعرض الخيارات الممكنة لاستمرار الدعم اللوجستي المقدم من الأمم المتحدة اعتبارا من عام 2022، بحيث تتضمن استمرار تقديم الدعم من الأمم المتحدة لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال ولقوات الأمن الصومالية إلى جانب بعثة للاتحاد الأفريقي يُعاد تشكيلها، لينظر فيها مجلس الأمن بنهاية تشرين الأول/أكتوبر 2021؛         22 -   يتفق مع الأمين العام على أن الرقابة والمساءلة، وخصوصا الامتثال لسياسة بذل العناية الواجبة في مراعاة حقوق الإنسان، ستشكلان حجر الأساس للشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وحكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء، ويطلب إلى الأمين العام أن يكفل الامتثال، في أي دعم يقدَّم إلى القوات الأمنية غير التابعة للأمم المتحدة، امتثالا تاما لسياسة بذل العناية الواجبة في مراعاة حقوق الإنسان، ويطلب إلى حكومة الصومال الاتحادية والاتحاد الأفريقي الاتفاق على سبيل الاستعجال على مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة بشأن شروط تقديم الأمم المتحدة الدعم إلى قوات الأمن الصومالية؛         23 -   يطلب إلى الأمين العام أن يعمل على نحو وثيق مع الاتحاد الأفريقي لدعم تنفيذ هذا القرار، بما في ذلك تقديم المشورة التقنية ومشورة الخبراء بشأن أنشطة التخطيط لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال ونشرها وإدارتها الاستراتيجية وفقا لولاية مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي؛         24 -   يلاحظ مع التقدير استمرار الدعم المالي المقدم إلى بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي، ويحث الجهات المانحة الجديدة على تقديم الدعم لما يلي:         (أ)      بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، بما في ذلك عن طريق توفير تمويل إضافي لأجور القوات والمعدات والمساعدة التقنية الخاصة بالبعثة، على النحو الموصى به في تقرير التمويل المشترك بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وتقديم الدعم لتحقيق الفعالية في أداء الخلية المعنية بحصر الخسائر في صفوف المدنيين وتحليلها والاستجابة لها ودفع التعويضات؛         (ب)     صندوق الأمم المتحدة الاستئماني لدعم بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وقوات الأمن الصومالية، بما في ذلك التمويل الموجه إلى معدات التدريب وتمويل وتوجيه قوات الأمن الصومالية من أجل التصدي لخطر الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، ومعالجة انتشار الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة، ودعم قوة الشرطة الصومالية على النحو المنصوص عليه في الفقرة 20؛         (ج)     المؤسسات على الصعيد الوطني وعلى مستوى الولايات من أجل تطوير القطاع الأمني الصومالي، بما في ذلك بناء قدرات قوة الشرطة البحرية، بما يتماشى مع القرار 2246 (2015)؛         25 -   يؤكد ضرورة تعزيز إمكانية التنبؤ بتمويل عمليات دعم السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي بإذن من مجلس الأمن وبموجب سلطة المجلس وفق أحكام الفصل الثامن من الميثاق واستدامة ذلك التمويل ومرونته، ويشجع الأمين العام والاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء على مواصلة الجهود في بحثهم الجاد لترتيبات تمويل البعثة، آخذين في الاعتبار المجموعة الكاملة للخيارات المتاحة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين ومراعين لحدود التمويل الطوعي، من أجل وضع ترتيبات لتأمين تمويل بعثة الاتحاد الأفريقي في المستقبل؛                 الصومال         26 -   يدعو حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية وشاملة للجميع بما يتماشى مع اتفاق 17 أيلول/سبتمبر دون مزيد من التأخير، ويحث حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء على الانتهاء من وضع اتفاق سياسي لتحقيق هذه الغاية؛         27 -   يدعم الجهود التي تبذلها حكومة الصومال الاتحادية لإصلاح مؤسساتها وبناء القدرات في قطاع الأمن، ويحيط علما بإطار المساءلة المتبادلة لعام 2021، ويرحّب بالتقدم المحرز في العمليات المشتركة، بما في ذلك عملية بادبادو، ويكرر تأكيد الحاجة الملحة والضرورية إلى التعاون الكامل بين حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء من أجل الوفاء بالتزاماتها؛         28 -   يرحب بـالخطة الانتقالية للصومال، ويدعو بالسلطات الصومالية إلى العمل على وجه السرعة على تنفيذها، بدعم منسق من المجتمع الدولي، من أجل الاضطلاع بمسؤولية أكبر عن الأمن الوطني في عام 2021، ووضع وتنفيذ خطة استراتيجية على وجه السرعة لإنشاء قوات أمن صومالية جديدة، ودمج القوات القائمة عند الاقتضاء، وتدريب قوات حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء الحالية والمنشأة حديثا وتزويدها بأهداف وجداول زمنية واضحة، وفي هذا الصدد، يدعو بحكومة الصومال الاتحادية إلى أن تقوم، بالعمل مع الولايات الاتحادية الأعضاء، بتحديد طريق واضح للمضي قدما في عملية تكوين القوات وإدماج القوات الإقليمية، قبل بلورة مفهوم العمليات، مع الإشارة إلى الحاجة إلى تعزيز قدرات قوات الأمن الخاصة وإمكانياتها، ويدعو كذلك حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء أن تعزز الرقابة المدنية على أجهزتها الأمنية وأن تواصل اعتماد وتنفيذ إجراءات مناسبة للتحري عن سوابق جميع أفراد الدفاع والأمن، بما في ذلك التحري المتعلق بحقوق الإنسان؛         29 -   يدعو السلطات الصومالية إلى كفالة تَوفُّر الموارد المناسبة لتنفيذ الخطة الانتقالية للصومال، بما يشمل آليات القيادة والمراقبة والتنسيق اللازمة لتمكينها من تخطيط وإجراء وتنفيذ عمليات مشتركة مع بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال على المستويين الاستراتيجي والعملياتي؛         30 -   يدعو حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء إلى تقديم الدعم الكامل لشرطة الولايات والشرطة الاتحادية عن طريق التدريب الفعال وتوفير المعدات والدعم بالإمدادات، ويكرر تأكيد الدور البالغ الأهمية الذي تؤديه الشرطة في ضمان أمن الأراضي وبسط السيطرة عليها، ويشدد على أن وجود قوة شرطة محترفة ومقتدرة، تكون قادرة على توفير الأمن للسكان المدنيين، أمر ضروري لكي تنفذ حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء الخطة الانتقالية للصومال، ويشجع على أن يتم تجنيد قوات الأمن الصومالية وقوة الشرطة الصومالية على نحو أكثر شمولا وتمثيلا ومن كافة شرائح المجتمع الصومالي؛         31 -   يدعو حكومة الصومال الاتحادية والولايات الاتحادية الأعضاء إلى كفالة أن تحترم جميع قوات الأمن والشرطة القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني احتراما كاملا، وإلى كفالة محاسبة المسؤولين عن انتهاكات وتجاوزات القانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، ويدعو كذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وغيرهما من الشركاء الدوليين إلى دعم السلطات الصومالية في هذا الأمر حسب الاقتضاء ويطلب إلى بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال أن تتبادل الخبرات والدروس المستفادة من عمل الخلية المعنية بحصر الخسائر في صفوف المدنيين وتحليلها والاستجابة لها مع السلطات الوطنية، بما في ذلك بهدف دعم وضع سياسات وآليات لرصد الخسائر في صفوف المدنيين الصوماليين والتخفيف من حدتها وتلافيها؛         32 -   يهيب بالسلطات الصومالية أن تقوم، بالتنسيق مع بعثة الاتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين وكيانات الأمم المتحدة المعنية، بما في ذلك دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، بمكافحة الإتجار والنقل غير المشروعين للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة في الصومال وتكديس هذه الأسلحة المزعَزِع للاستقرار وإساءة استخدامها بجميع جوانبه، ومنع إمكانية حصول جهات متلقية غير مأذون لها على جميع أنواع المتفجرات والمواد ذات الصلة في الصومال، وأن تكفل إدارتها وتخزينها على نحو آمن وفعال؛         33 -   يهيب بالسلطات الصومالية أن تقوم، بالتنسيق مع بعثة الاتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين وكيانات الأمم المتحدة المعنية، بما في ذلك مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة والتصدي لقدرة حركة الشباب على توليد الإيرادات من خلال عمليات الجريمة المنظمة؛         34 -   يؤكد من جديد أهمية المشاركة الكاملة والمتساوية والمجدية والفعالة لجميع الصوماليين، بمن فيهم النساء والشباب والأشخاص ذوو الإعاقة والمشردون داخليا واللاجئون، في منع نشوب النزاعات وحلِّها، وعمليات المصالحة، وبناء السلام، والانتخابات والعمليات السياسية الأخرى، ويسلِّم بالإسهام الكبير الذي يمكن أن يقدِّمه المجتمع المدني في هذا الصدد؛         35 -   يدعو السلطات الصومالية إلى أن تعمل مع الشركاء المعنيين لكفالة الحماية للجميع من العنف الجنسي والجنساني، بما يشمل الاستغلال والانتهاك الجنسيين والعنف الجنسي المتصل بالنزاعات، وأن تتخذ الخطوات المناسبة للتحقيق في الادعاءات وتعزز التشريعات لدعم المساءلة بما يتسق مع القرارات ذات الصلة، وأن تعجّل بتنفيذ البيان المشترك وخطة العمل الوطنية لمكافحة العنف الجنسي في حالات النزاع؛         36 -   يعرب عن بالغ القلق إزاء التقارير التي تفيد بزيادة حوادث قتل الأطفال وتشويهم واغتصابهم وغير ذلك من أشكال العنف الجنسي المستخدمة ضد الأطفال في النزاع المسلح، وكذلك استمرار المستويات المرتفعة من تجنيد الأطفال وإعادة تجنيدهم، بما في ذلك في أدوار غير قتالية، واستخدامهم بشكل غير مشروع واختطافهم، ويدعو السلطات الصومالية إلى اتخاذ إجراءات لمنع جميع أشكال العنف ضد الأطفال ومحاسبة المسؤولين، ويهيب بالسلطات الصومالية أن تتخذ التدابير المناسبة لمنع الهجمات على البنى التحتية المدنية، بما في ذلك على المدارس والمستشفيات، ومنع استخدامها لأغراض عسكرية، ووقف عمليات احتجاز جميع الأطفال بتهم تتعلق بالأمن القومي متى تعارض ذلك مع القانون الدولي الواجب التطبيق، وبدلا من ذلك معاملة الأطفال بوصفهم ضحايا في المقام الأول، ويدعو كذلك حكومة الصومال الاتحادية إلى اتخاذ إجراءات من أجل التنفيذ التام لخطط عملها لعام 2012، وإجراءات التشغيل الموحدة لعام 2014 لتسليم الأطفال المنفصلين عن الجماعات المسلحة، وخريطة طريق عام 2018، واستنتاجات الفريق العامل المعني بالأطفال والنزاع المسلح في الصومال (S/AC.51/2020/6)؛         37 -   يكرر الإعراب عن قلقه المستمر إزاء ارتفاع عدد اللاجئين والمشردين داخليا، ويشدد أن أي عمليات إخلاء ينبغي أن تكون متسقة مع القوانين الوطنية والالتزامات الدولية ذات الصلة، ويرحب بتصديق حكومة الصومال الاتحادية على اتفاقية الاتحاد الأفريقي لحماية ومساعدة النازحين داخليا في أفريقيا (اتفاقية كمبالا)، ويشدد على أهمية تنفيذ حكومة الصومال الاتحادية أحكامها بالكامل، ويدعو حكومة الصومال الاتحادية إلى إحراز تقدم على صعيد التزامها بتوفير الحماية والمساعدة والحلول الدائمة للمشردين في الصومال، بما في ذلك من خلال اعتماد أطر قانونية وطنية للمشردين داخلياً واللاجئين؛         38 -   يشير إلى قراره 2417 (2018)، ويعرب عن القلق الشديد من استمرار الأزمة الإنسانية في الصومال وتأثيرها على شعب الصومال، ويشجع جميع الشركاء بما في ذلك الجهات المانحة على الاستمرار في بذل الجهود الإنسانية في عام 2021 وعلى تقديم مساعدة إضافية لمواجهة جائحة كوفيد-19 على نطاق أوسع، ويدين بشدة الهجمات العشوائية والهجمات الموجهة ضد العاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية والمجال الطبي والبنى التحتية المدنية، بما في ذلك تلك التي تشنها حركة الشباب، وكذلك أي إساءة استخدام للمساعدة الإنسانية أو عرقلة لها، ويكرر مطالبته أن تسمح جميع الأطراف، وفقا لأحكام القانون الدولي ذات الصلة وبما يتماشى مع مبادئ المساعدة الإنسانية، بالوصول الكامل والآمن والسريع دون عوائق من أجل إيصال المساعدة الإنسانية في الوقت المناسب إلى المحتاجين في جميع أنحاء الصومال، ويؤكد على أهمية المحاسبة السليمة في سياق تقديم الدعم الإنساني الدولي؛                 تقديم التقارير         39 -   يطلب إلى الاتحاد الأفريقي أن يبقي مجلس الأمن على اطلاع كل 90 يوما، عن طريق الأمين العام، على تنفيذ ولاية بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، من خلال ما لا يقل عن ثلاثة تقارير خطية مفصلة، على أن يقدم أولها في موعد أقصاه 1 أيار/مايو 2021، ويطلب كذلك في هذا الصدد أن يتم الإبلاغ بشكل محدد عن:   ’1‘  التقدم المحرز في العمليات المشتركة لدعم الخطة الانتقالية للصومال بما في ذلك استخدام وفعالية آليات التنسيق،   ’2‘  التقدم المحرز على صعيد الأهداف والمهام المنقحة المبينة في الفقرتين 11 و 12،   ’3‘  تدابير المساءلة المتخذة لمعالجة التقصير في الأداء، بما في ذلك القيادة والمراقبة والسلوك والانضباط،   ’4‘  التدابير المتخذة لحماية المدنيين،   ’5‘  نتائج استعراض المعدات واستخدام أصول القوات،   ’6‘  الملاك الوظيفي للعنصر المدني، ويشجع على تقديم التقارير في الوقت المناسب بما يتيح لمجلس الأمن أن يأخذ في الاعتبار وجهات نظر الاتحاد الأفريقي بشأن الحالة في الصومال؛         40 -   يطلب إلى حكومة الصومال الاتحادية أن تطلع مجلس الأمن على آخر المستجدات بشأن حالة التصديق على الخطة الانتقالية للصومال بحلول 1 أيار/مايو 2021، وأن توافيه بتقرير عن تنفيذها بنهاية تشرين الأول/أكتوبر 2021؛         41 -   يطلب إلى الأمين العام أن يطلع مجلس الأمن بانتظام على تنفيذ هذا القرار في تقاريره الدورية المطلوبة في الفقرة 16 من القرار 2540 (2020)، وفي هذا الصدد يطلب كذلك إلى الأمين العام أن يقيِّم في تقاريره الدورية ما يلي:   ’1‘  تنفيذ الخطة الانتقالية للصومال وإطار المساءلة المتبادلة على النحو المشار إليه في الفقرة 1 من هذا القرار،   ’2‘  تنفيذ سياسة بذل العناية الواجبة في مراعاة حقوق الإنسان عند تقديم دعم الأمم المتحدة إلى قوات أمنية غير تابعة للأمم المتحدة،   ’3‘  الدعم المقدم من مكتب الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال إلى بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال وقوات الأمن الصومالية؛         42 -   يؤكد من جديد اعتزامه مواصلة استعراض تشكيل بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال؛         43 -   يقرر أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي. قرارات مجلس أمن الأمم المتحدة عام 2021
213492
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%20%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%20%D8%B1%D9%82%D9%85%202567
قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2567
القرار 2567 (2021)                 الذي اتخذه مجلس الأمن في 12 آذار/مارس 2021         إن مجلس الأمن،         إذ يشير إلى قراراته السابقة وبيانات رئيسه وبياناته الصحفية بشأن الحالة في جنوب السودان،         وإذ يؤكد من جديد التزامه القوي بسيادة جمهورية جنوب السودان واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية، وإذ يشير إلى أهمية مبادئ عدم التدخل وحسن الجوار والتعاون الإقليمي،         وإذ يؤكد دعمه للاتفاق المنشط لتسوية النزاع في جمهورية جنوب السودان (الاتفاق المنشط) لعام 2018،         وإذ يؤكد أن عملية السلام لا تبقى صالحة من دون الالتزام الكامل من جانب جميع الأطراف، وإذ يرحب في هذا الصدد بالتطورات المشجعة في عملية السلام في جنوب السودان، وبإبداء أطراف الاتفاق المنشط الإرادةَ السياسية في سبيل تهيئة الظروف اللازمة للمضي قدما بعملية السلام، بما في ذلك الاتفاق على تعيين حكام الولايات وغير ذلك من أوجه التقدم المحرزة في تشكيل هياكل الحكم على صعيدي الولايات والحكومات المحلية،         وإذ يسلّم بانخفاض مستوى العنف بين الأطراف الموقّعة على الاتفاق المنشط، وبالالتزام بوقف إطلاق النار الدائم في معظم أنحاء البلد،         وإذ يعرب عن تقديره لما تقوم به قيادة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية من أجل النهوض بعملية السلام في جنوب السودان، وإذ يرحب بالتزام وجهود الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والدول الأعضاء فيها، واللجنة المشتركة للرصد والتقييم المعاد تشكيلها، والاتحاد الأفريقي، ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة وبلدان المنطقة لمواصلة العمل مع القادة في جنوب السودان من أجل معالجة الأزمة الراهنة، وإذ يشجعها على مواصلة المبادرة إلى التعاون،         وإذ يرحب بما تقوم بها حاليا جمعية سانت إيجيديو من تيسير الحوار السياسي بين الجهات الموقّعة والجهات غير الموقّعة على الاتفاق المنشط، وإذ يشجع جميع الأطراف على مواصلة جهودها الرامية إلى حل المنازعات بالوسائل السلمية من أجل تحقيق سلام شامل ودائم،         وإذ يكرر الإعراب عن جزعه وقلقه العميق بشأن الأزمة السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية في جنوب السودان، وإذ يحيط علما بأثر جائحة كوفيد-19، وإذ يشدد على أن لا حل عسكريا للحالة في جنوب السودان،         وإذ يعرب عن القلق إزاء التأخيرات في تنفيذ الاتفاق المنشط، وإذ يشدد على ضرورة الإسراع في وضع الترتيبات الأمنية في صيغتها النهائية، وإنشاء جميع مؤسسات حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية المنشّطة، بما في ذلك الجمعية التشريعية الوطنية، وإحراز تقدم على صعيد الإصلاحات الانتقالية،         وإذ يدين بقوة جميع أعمال القتال، بما في ذلك أعمال العنف والإصابات الناتجة عن الانشقاقات الأخيرة، والانتهاكات الأخرى ”لاتفاق وقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين وتيسير وصول المساعدات الإنسانية“ المؤرخ 21 كانون الأول/ديسمبر 2017 وأحكام الاتفاق المنشط المتعلقة بوقف إطلاق النار الدائم، وإذ يرحب بالتقييم السريع للانتهاكات الذي تجريه آلية الرصد والتحقق من وقف إطلاق النار وترتيبات الأمن الانتقالية، وإذ يشجع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية على إطلاع مجلس الأمن على التقارير على وجه السرعة، وإذ يلاحظ أن الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد طالبوا بوجوب محاسبة الأطراف التي تنتهك اتفاق وقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين وتيسير وصول المساعدات الإنسانية،         وإذ يعرب عن بالغ القلق إزاء تزايد العنف بين الجماعات المسلحة في بعض أنحاء جنوب السودان، الذي أسفر عن مقتل وتشريد الآلاف، وإذ يدين حشد هذه الجماعات من جانب أطراف النزاع، بما في ذلك أفراد القوات الحكومية وجماعات المعارضة المسلحة،         وإذ يعرب عن بالغ القلق إزاء استمرار ورود تقارير عن العنف الجنسي والجنساني، بما في ذلك النتائج التي خلص إليها الأمين العام في تقريره إلى مجلس الأمن عن العنف الجنسي المتصل بالنزاعات (S/2020/487) بشأن استخدام أطراف النزاع للعنف الجنسي كتكتيك ضد السكان المدنيين في جنوب السودان، بما في ذلك استخدام الاغتصاب والاسترقاق الجنسي والتعذيب الجنسي بغرض الترهيب والعقاب، على أساس الانتماء السياسي المتصوَّر، وفي إطار استراتيجية تستهدف أعضاء الجماعات الإثنية، وحيث استمر العنف الجنسي المتصل بالنزاع وغير ذلك من أشكال العنف ضد النساء والفتيات بعد توقيع الاتفاق المنشط، على النحو الموثق في تقرير بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الصادر في أيار/مايو 2020 عن ”الحصول على الرعاية الصحية للناجين من العنف الجنسي المتصل بالنزاعات في جنوب السودان“، وإذ يشير إلى ما لوحِظ من إحراز الأطراف في جنوب السودان بعضَ التقدم من خلال تنفيذ خطط العمل للتصدي للعنف الجنسي في حالات النزاع، وإذ يشدد على ضرورة وأهمية إجراء التحقيقات في الوقت المناسب لدعم المساءلة وتوفير المساعدة والحماية لضحايا العنف الجنسي والجنساني والناجين منه،         وإذ يثير جزعه الوضع الإنساني المتردي، وارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي في البلد، والمجاعة المرجّح حدوثها في بعض المناطق، وإذ يشير إلى قراره 2417 (2018) الذي يسلّم بالحاجة إلى كسر الحلقة المفرغة بين النزاع المسلح وانعدام الأمن الغذائي، وإذ يدين شنّ الهجمات على سبل كسب الرزق والحرمان المتعمّد من الحصول على الغذاء، اللذين قد يرقيان إلى مستوى جرائم الحرب، وإذ يدين كذلك العراقيل التي تعوق بها جميع الأطراف حركة المدنيين وحركة الجهات الفاعلة في مجال تقديم المساعدة الإنسانية لتحول دون وصولها إلى المدنيين المحتاجين للمساعدة، وإذ يعرب عن قلقه إزاء فرض الضرائب والرسوم التي تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء البلد، وإذ يلاحظ مع القلق التقارير التي تفيد بأن التشريد القسري ومنع وصول المساعدات الإنسانية يفاقمان انعدام الأمن الغذائي للسكان المدنيين،         وإذ يعرب عن القلق الشديد والملحّ لأن عدد المشردين أصبح يناهز 3,8 ملايين مشرد ولاستمرار الأزمة الإنسانية، ولأن 8,3 ملايين شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية وفقاً لـلاستعراض العام للاحتياجات الإنسانية لجنوب السودان لعام 2021، ولأن ما يُقدّر بـ 7,2 ملايين شخص سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول منتصف عام 2021، وفقاً لتقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الصادر في كانون الأول/ديسمبر 2020، وإذ يثني على الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والشركاء والجهات المانحة على ما تبذله من جهود لتقديم الدعم العاجل والمنسق إلى السكان،         وإذ يدين بقوة جميع الهجمات التي تستهدف العاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية والمرافق الإنسانية التي أسفرت عن وفاة ما لا يقل عن 124 عاملا منذ كانون الأول/ديسمبر 2013، بما في ذلك الهجوم على مجمع تيرين في 11 تموز/يوليه 2016 والهجمات على العاملين في المجال الطبي وعلى المستشفيات، وإذ يلاحظ مع القلق الاتجاه المتصاعد في حالات مضايقة وتخويف العاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية، وإذ يذكّر بأن شن الهجمات على العاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية وعلى المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة قد ترقى إلى انتهاكات للقانون الدولي الإنساني،         وإذ يدين بقوة جميع انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني من جانب جميع الأطراف، بما فيها الجماعات المسلحة وقوات الأمن الوطنية، وكذلك التحريض على ارتكاب تلك التجاوزات والانتهاكات، وإذ يدين كذلك ما يتعرض له المجتمع المدني والعاملون في مجال تقديم المساعدة الإنسانية والصحفيون من مضايقة واستهداف ورقابة، وإذ يشدد على وجوب محاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني وانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، وعلى أن حكومة جنوب السودان تتحمل المسؤولية الرئيسية عن حماية سكانها من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، وإذ يعرب عن القلق من استمرار ارتكاب انتهاكات وتجاوزات، منها الاغتصاب والعنف الجنسي، قد تصل إلى حد الجرائم الدولية، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وذلك على الرغم من توقيع الاتفاق المنشط،         وإذ يعرب عن بالغ القلق بشأن التقارير المتعلقة بحالة حقوق الإنسان في جنوب السودان الصادرة عن البعثة والأمين العام، وإذ يعرب كذلك عن بالغ القلق لأن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يمكن أن تكون قد ارتكبت، وفقا لتقرير لجنة الاتحاد الأفريقي لتقصي الحقائق في جنوب السودان، الصادر في27 تشرين الأول/أكتوبر 2015، وتقارير اللجنة المعنية بحقوق الإنسان في جنوب السودان، الصادرة في 23 شباط/فبراير 2018 و 20 شباط/فبراير 2019 و 20 شباط/فبراير 2020 و 19 شباط/فبراير 2021، وإذ يشدد على أنه يتوقع أن يُنظر على النحو الواجب في هذه التقارير وغيرها من التقارير الموثوقة في إطار أي آليات للعدالة الانتقالية لجنوب السودان، بما فيها الآليات المنشأة عملا بالاتفاق المنشط، وإذ يؤكد على أهمية جمع الأدلة والحفاظ عليها لكي تستخدمها في نهاية المطاف المحكمة المختلطة لجنوب السودان وغيرها من آليات المساءلة، وإذ يشجع على بذل الجهود في هذا الصدد،         وإذ يعيد تأكيد الضرورة الملحة لإنهاء حالة الإفلات من العقاب في جنوب السودان وتقديم جميع المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني وانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان إلى المحاكمة، وإذ يشدد على أهمية تدابير العدالة الانتقالية، بما يشمل تلك الواردة في الاتفاق المنشط، لإنهاء حالة الإفلات من العقاب وتعزيز المساءلة، وتيسير المصالحة الوطنية ولأم الجراح، وضمان إحلال السلام الدائم، على النحو المسلّم به في الفصل الخامس من الاتفاق المنشط، وإذ يسلّم في هذا الصدد بقيام السلطة القضائية لجنوب السودان بتفعيل محكمة للعنف الجنساني والأحداث، وإذ يسلّم كذلك بالخطوات التي اتخذها الاتحاد الأفريقي لإنشاء المحكمة المختلطة لجنوب السودان، وكذلك بالعمل الذي قامت به الأمم المتحدة حتى الآن، وإذ ينوّه بموافقة حكومة جنوب السودان على إنشاء آليات للعدالة الانتقالية، بما في ذلك المحكمة المختلطة لجنوب السودان،         وإذ يدين بقوة مواصلة حكومة جنوب السودان وجماعات المعارضة إعاقة عمل البعثة، بما في ذلك فرضها قيودا على حرية الحركة، وقيامها بالاعتداء على أفراد البعثة، ووضعها عقبات لعرقلة العمليات التي تقوم بها البعثة، بما في ذلك فرض قيود على الدوريات وعلى الجهود التي تبذلها البعثة للقيام بجملة أمور منها رصد أحوال حقوق الإنسان، وهي أعمال أُبلغ الأمين العام عن الكثير منها باعتبارها انتهاكات لاتفاق مركز القوات من جانب حكومة جنوب السودان، وإذ يشير إلى أن اتفاق مركز القوات ينص على أن تتمتع البعثة والمتعاقدون معها بحرية كاملة وغير مقيدة في التنقل بدون تأخير في جميع أنحاء جنوب السودان عبر أقصر الطرق الممكنة، دون حاجة إلى تصريح سفر أو إذن مسبق أو إخطار مسبق، وبالحق في توريد المعدات والمؤن والإمدادات والوقود والمواد وغيرها من السلع، معفاة من المكوس أو الضرائب أو الرسوم أو المصروفات ودون أي أشكال أخرى من الحظر أو التقييد،         وإذ يشير إلى قراره 2117 (2013)، وإذ يعرب عن بالغ القلق إزاء الخطر الذي يتهدد السلام والأمن في جنوب السودان نتيجة للنقل غير المشروع للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة وتكديسها المزعزع للاستقرار وإساءة استخدامها،         وإذ يلاحظ التدابير التي اتخذها مجلس الأمن في القرار 2428 (2018) وجددها في القرارين 2471 (2019) و 2521 (2020)، وإذ يشير إلى أن الجهات، من أفراد أو كيانات، التي تكون مسؤولة عن الإجراءات أو السياسات التي تهدد السلم أو الأمن أو الاستقرار في جنوب السودان أو المتواطئة عليها أو المشاركة فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، معرّضة لفرض جزاءات محددة الهدف عليها، وإذ يشير كذلك إلى استعداده لفرض جزاءات محددة الهدف، وإذ يؤكد الأهمية الحاسمة لتنفيذ نظام الجزاءات بفعالية، بما في ذلك تدابير حظر السفر التي يفرضها، والدور الرئيسي الذي يمكن أن تضطلع به في هذا الصدد الدول المجاورة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية، وإذ يشجع الجهود الرامية إلى مواصلة تعزيز التعاون، وإذ يكرر تأكيد استعداده للنظر في تعديل التدابير، بما في ذلك عن طريق تعديل التدابير المتخذة لمواجهة الوضع أو تعليقها أو رفعها أو تعزيزها،         وإذ يشدد على أن العقبات الكأداء التي تحول دون التنفيذ التام للقرار 1325 (2000)، والقرارات اللاحقة التي تتناول المرأة والسلام والأمن، بما فيها القرار 2242 (2015)، لا تذلّل إلا من خلال الالتزام الراسخ بتمكين المرأة وضمان مشاركتها وكفالة حقوق الإنسان الواجبة لها، وتضافر جهود القيادة، واتساق المعلومات والإجراءات، وتوافر الدعم من أجل بناء أسس مشاركة المرأة بصورة تامة ومتساوية ومجدية في عملية صنع القرار بجميع مستوياتها،         وإذ يقر بأهمية تصديق حكومة جنوب السودان على البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة، وإذ يرحب بتوقيع حكومة جنوب السودان على خطة العمل الشاملة لإنهاء ومنع جميع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال،         وإذ يعرب عن قلقه المستمر بشأن التقييد الشديد لحريات الرأي والتعبير وتكوين الجمعيات، وإذ ينوّه بالدور الهام للعاملين على حماية حقوق الإنسان وتعزيزها، ومنظمات المجتمع المدني والصحفيين وغيرهم من العاملين في مجال الإعلام في تعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، وإذ يعرب في هذا السياق عن بالغ القلق لاستمرار حدوث انتهاكات وتجاوزات للحق في حرية الرأي والتعبير، وإذ يدين استخدام وسائط الإعلام لنشر خطاب الكراهية وتوجيه رسائل تحرّض على العنف ضد جماعات عرقية بعينها، وهي ممارسة قد تؤدي إلى انتشار العنف وتفاقم النزاع المسلح،         وإذ يعرب عن بالغ القلق بشأن الحالة العصيبة التي يعاني منها الأشخاص ذوو الإعاقة في جنوب السودان، بما في ذلك التخلي عنهم وتعرضهم للعنف، وعدم استفادتهم من الخدمات الأساسية، وإذ يشدد على ضرورة كفالة تلبية الاحتياجات الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة في الاستجابة الإنسانية،         وإذ يدرك ما لتغير المناخ والتغيرات الإيكولوجية والكوارث الطبيعية، من بين جملة عناصر، من آثار سلبية على الحالة الإنسانية والاستقرار في جنوب السودان، وإذ يشدد على ضرورة أن توفر حكومة جنوب السودان والأمم المتحدة تقييمات شاملة للمخاطر واستراتيجيات لإدارة المخاطر لكي يُسترشد بها في البرامج المتعلقة بهذه العوامل،         وإذ يثني على عمل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، وإذ يعرب عن بالغ تقديره للإجراءات التي اتخذها أفراد حفظ السلام التابعون للبعثة والبلدان المساهمة بقوات عسكرية وأفراد شرطة لتنفيذ ولاية البعثة في بيئة صعبة، بما في ذلك في حماية المدنيين، بمن فيهم المواطنون الأجانب، المعرضون لخطر العنف البدني، ولتحقيق استقرار الحالة الأمنية داخل مواقع البعثة وخارجها، وإذ يعرب كذلك عن بالغ التقدير لأفراد البعثة لما بذلوه من جهود استثنائية في مواجهة جائحة كوفيد-19 ونتائجها،         وإذ يرحب بالتزام الأمين العام بالإنفاذ الصارم لسياسته في عدم التسامح مطلقا مع الاستغلال والانتهاك الجنسيين، وإذ يلاحظ التدابير المختلفة التي تتخذها البعثة والبلدان المساهمة بقوات وبأفراد شرطة لمكافحة الاستغلال والانتهاك الجنسيين، وإذ يعرب مع ذلك عن بالغ القلق إزاء الادعاءات بوقوع أعمال استغلال وانتهاك جنسيين ارتكبها حسب التقارير أفراد حفظ سلام في جنوب السودان،         وإذ يدين بقوة هجمات القوات الحكومية وقوات المعارضة والجماعات الأخرى على أفراد ومرافق الأمم المتحدة والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، والهجوم الذي تعرض له موقع حماية المدنيين في ملكال في شباط/فبراير 2016، والهجوم الذي تعرض له موقع حماية المدنيين في جوبا في تموز/يوليه 2016، والهجوم الذي تعرض له مجمع تيرين، واحتجاز واختطاف موظفين تابعين للأمم المتحدة وأفراد مرتبطين بها، والهجمات المتكررة التي تتعرض لها معسكرات البعثة في بور وبانتيو وملكال وملوط، واختفاء ثلاثة من الموظفين الوطنيين المنتسبين إلى الأمم المتحدة وأحد المتعاقدين الوطنيين الذي تقف وراءه على ما قيل قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان ووفاتهم، واحتجاز مسؤولين تابعين لحكومة جنوب السودان لفريق آلية الرصد والتحقق من وقف إطلاق النار وترتيبات الأمن الانتقالية وإساءة معاملتهم له في كانون الأول/ديسمبر 2018، وإذ يهيب بحكومة جنوب السودان أن تستكمل التحقيق في هذه الهجمات بشكل سريع وواف وأن تحاسب المسؤولين عنها،         وإذ يحيط علما بنتائج الاستعراض الاستراتيجي المستقل لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (S/2020/1224)،         وإذ يحيط علما بتقرير الأمين العام المؤرخ 23 شباط/فبراير 2021 (S/2021/172)،         وإذ يعرب عن تقديره للعمل الذي بذله الممثل الخاص للأمين العام لجنوب السودان ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان السيد ديفيد شيرر من أجل النهوض بالسلام والأمن والتنمية في جنوب السودان، وإذ يرحب بتعيين الأمين العام لخلفه، السيد نيكولاس هايسوم،         وإذ يقرر أن الحالة في جنوب السودان ما زالت تشكل خطراً يهدد السلام والأمن الدوليين في المنطقة،         وإذ يتصرف بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة،                 ولاية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان         1 -     يقرر تمديد ولاية البعثة حتى 15 آذار/مارس 2022؛         2 -     يقرر أن تكون ولاية البعثة مصممة لتعزيز رؤية استراتيجية مدتها ثلاث سنوات من أجل منع العودة إلى الحرب الأهلية في جنوب السودان، وبناء سلام دائم على الصعيدين المحلي والوطني، ودعم الحوكمة الشاملة للجميع والخاضعة للمساءلة، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وسلمية وفقا للاتفاق المنشط؛         3 -     يقرر أن تكون لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان الولاية التالية، ويأذن للبعثة باستخدام جميع الوسائل اللازمة لتنفيذ ولايتها:                          (أ)      حماية المدنيين:         ’1‘     حماية المدنيين المعرضين لخطر العنف البدني، بغض النظر عن مصدر هذا العنف، في حدود قدراتها وداخل مناطق انتشارها، وحماية النساء والأطفال بصفة خاصة، بطرق منها مواصلة الاستعانة بالمستشارين لشؤون حماية الطفل والمستشارين لشؤون حماية المرأة والمستشارين للشؤون الجنسانية للعسكريين والمدنيين في البعثة، وهي وظائف ينبغي التعجيل بملئها؛         ’2‘     ردع أعمال العنف ضد المدنيين، بمن فيهم المواطنون الأجانب، ولا سيما من خلال النشر الاستباقي وتسيير الدوريات بصورة نشطة، مع إيلاء اهتمام خاص للمشردين داخليا واللاجئين، بمن فيهم على سبيل المثال لا الحصر الموجودون في مواقع الحماية والمخيمات، وللعاملين في المجال الإنساني والمدافعين عن حقوق الإنسان، وتحديد التهديدات التي تستهدف السكان المدنيين وحالات تعرّضهم للهجمات، بطرق منها تنفيذ استراتيجية للإنذار المبكر والاستجابة على نطاق البعثة تستند إلى التواصل المنتظم مع السكان المدنيين بمن فيهم مساعدو شؤون الاتصال المجتمعي، والعمل عن كثب مع منظمات المساعدة الإنسانية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني والتنمية في المناطق المعرّضة بشدة لأخطار النزاع، ولا سيما عندما تعجز حكومة جنوب السودان عن تأمين هذه الأماكن أو لا تقوم بتأمينها؛         ’3‘     صون السلامة والأمن العامين لمواقع حماية المدنيين التابعة للبعثة وداخلها، وفي المناطق التي أعيد فيها تعيين مواقع حماية المدنيين، والحفاظ على وضعية مرنة مرتبطة بتحليل التهديدات، ووضع خطط للطوارئ لحماية المواقع التي تواجه أزمة، والقدرة على زيادة وجود المواقع التي أعيد تعيينها وحمايتها إذا تدهور الوضع الأمني؛         ’4‘     ردع العنف الجنسي والجنساني ومنعه والتصدي له في حدود قدراتها وداخل مناطق انتشارها؛         ’5‘     بذل المساعي الحميدة، وبناء الثقة، وتيسير الدعم المقدّم لاستراتيجية الحماية التي تتّبعها البعثة، ولا سيما فيما يتعلق بالنساء والأطفال، بما في ذلك المساعي الرامية إلى المساعدة في منع نشوب النزاعات القبلية والتخفيف من حدتها وتسويتها بسبل منها الوساطة والتواصل بين المجتمعات المحلية من أجل تشجيع مصالحة محلية ووطنية مستدامة باعتبار ذلك جزءا أساسيا من أنشطة منع العنف وبناء الدولة في الأجل الطويل؛         ’6‘     تقديم الدعم للسلطات المعنية ومنظمات المجتمع المدني في وضع وتنفيذ برامج للحد من العنف المجتمعي تكون مراعية للاعتبارات الإنسانية، بالتعاون والتنسيق مع الشركاء الإنمائيين وممثلي المجتمعات المحلية، مع التركيز بشكل خاص على النساء والشباب؛         ’7‘     استخدام المساعدة التقنية وبناء القدرات لدعم حكومة جنوب السودان في استعادة وإصلاح قطاع سيادة القانون والعدالة، من أجل تعزيز حماية المدنيين، ومكافحة الإفلات من العقاب، وتعزيز المساءلة، بما في ذلك التحقيق في العنف الجنساني والعنف الجنسي المرتبط بالنزاعات وانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، وملاحقة مرتكبيها؛         ’8‘     المساعدة على تهيئة بيئة آمنة تسمح بعودة المشردين داخليا واللاجئين أو نقلهم أو إعادة توطينهم أو إدماجهم في المجتمعات المضيفة بطريقة آمنة وواعية وطوعية وكريمة عندما تكون الظروف مواتية وإلى الأماكن حيث تكون الظروف مواتية، وذلك بوسائل منها رصد أجهزة الشرطة والمؤسسات الحكومية والأمنية والأطراف الفاعلة بالمجتمع المدني، والتأكّد من احترامها لحقوق الإنسان والتنسيق معها في الحالات التي تكون متوافقة فيها مع سياسة الأمم المتحدة المتعلقة ببذل العناية الواجبة في مراعاة حقوق الإنسان وممتثلة لهذه السياسة بالكامل، لدى تنفيذها للأنشطة ذات الصلة والتي تركز على الحماية، والتحقيق والمقاضاة في قضايا العنف الجنسي والجنساني والعنف الجنسي المتصل بالنزاع، وكذلك سائر انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، وذلك من أجل تعزيز حماية المدنيين، ومكافحة الإفلات من العقاب، وتعزيز المساءلة؛         ’9‘     تيسير شروط التنقل بأمان وحرية إلى جوبا وخارجها وما حولها، بما في ذلك على صعيد وسائل الدخول إلى المدينة والخروج منها وخطوط الاتصال والنقل الرئيسية في جوبا، بما في ذلك المطار؛         ’10‘    القيام فورا وبفعالية بمواجهة أي جهة يُعتقد لأسباب معقولة أنها تعد لهجمات أو تشارك في هجمات ضد المدنيين ومخيمات المشردين داخليا ومواقع حماية المدنيين التابعة للأمم المتحدة، وغيرها من المباني التابعة للأمم المتحدة، وموظفي الأمم المتحدة أو الجهات الفاعلة في المجال الإنساني على الصعيدين الدولي والوطني؛                 (ب)     تهيئة الظروف المواتية لإيصال المساعدات الإنسانية:         ’1‘     الإسهام، بالتعاون الوثيق مع الجهات الفاعلة في المجال الإنساني، في تهيئة الظروف الأمنية المواتية لإيصال المساعدات الإنسانية، وفقا للقانون الدولي، بما يشمل أحكام القانون الدولي الإنساني المنطبقة، ووصول جميع موظفي المساعدة الإنسانية إلى جميع المحتاجين في جنوب السودان بشكل سريع وآمن ومن دون عوائق، وتقديم المساعدة الإنسانية في الوقت المناسب، بما في ذلك إلى المشردين داخليا واللاجئين، بما يتفق مع مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية في مجال المساعدة الإنسانية، بما في ذلك المعاملة الإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلالية؛         ’2‘     كفالة أمن موظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها وحرية تنقّلهم، حسب الاقتضاء، وضمان أمن منشآتها ومعداتها اللازمة لتنفيذ مهام الولاية؛                 (ج)     دعم تنفيذ الاتفاق المنشّط وعملية السلام:         ’1‘     بذل المساعي الحميدة لدعم عملية السلام وتنفيذ الاتفاق المنشط، بما في ذلك عن طريق تقديم المشورة أو المساعدة التقنية، والتنسيق مع الجهات الفاعلة الإقليمية المعنية؛         ’2‘     مساعدة جميع الأطراف في مجال كفالة المشاركة الكاملة والفعالة والمجدية للنساء والشباب والجماعات الدينية والمجتمع المدني في عملية السلام، وهيئات ومؤسسات الحكومة الانتقالية، وجميع جهود تسوية النزاعات وبناء السلام؛         ’3‘     المشاركة في عمل آلية الرصد والتحقق من وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الانتقالية، واللجنة المشتركة للرصد والتقييم المعاد تشكيلها، وآليات التنفيذ الأخرى وتقديم الدعم لها في تنفيذ ولاياتها، بما في ذلك على المستوى دون الوطني؛         ’4‘     استخدام المساعدة التقنية لدعم آليات الاتفاق المنشط؛                 (د)      رصد انتهاكات القانون الإنساني الدولي وانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان والتحقيق فيها والإبلاغ عنها:         ’1‘     رصد تجاوزات وانتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني والتحقيق فيها والتحقق منها والإبلاغ عنها بشكل فوري وعلني ومنتظم، بما في ذلك الأفعال التي يُحتمل أن تشكل جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية؛         ’2‘     رصد الانتهاكات والتجاوزات المرتكبة ضد النساء والأطفال والتحقيق فيها والتحقق منها والإبلاغ عنها بشكل محدَّد وعلني، بما في ذلك جميع أشكال العنف الجنسي والجنساني في النـزاعات المسلحة، وذلك من خلال التعجيل بتطبيق الترتيبات المتعلقة برصد أعمال العنف الجنسي المرتبطة بالنـزاع وتحليلها والإبلاغ عنها، ومن خلال تعزيز آلية رصد الانتهاكات والتجاوزات التي ترتكب ضد الأطفال والإبلاغ عنها؛         ’3‘     رصد حوادث نشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتحقيق فيها والإبلاغ عنها، بالتعاون مع مستشار الأمم المتحدة الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية؛         ’4‘     التنسيق مع الآليات الدولية والإقليمية والوطنية المشاركة في رصد انتهاكات القانون الدولي الإنساني وانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، بما فيها تلك التي قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية، والتحقيق فيها والإبلاغ عنها، وتقاسم المعلومات المناسبة مع تلك الآليات وتوفير الدعم التقني لها، حسب الاقتضاء؛         4 -     يقرر الإبقاء على المستويات العامة لقوات البعثة بحد أقصى قوامه 000 17 فرد، وحد أقصى لعنصر الشرطة قوامه 101 2، بمن في ذلك 88 موظفا لشؤون السجون، و يعرب عن استعداده للنظر في إدخال تعديلات على مستويات قوات البعثة ومهام بناء القدرات وذلك رهنا بالأوضاع الأمنية في الميدان وتنفيذ التدابير ذات الأولوية الواردة في الفقرة 7 من المنطوق الواردة أدناه؛                 عملية السلام في جنوب السودان         5 -     يطالب جميع أطراف النزاع والأطراف المسلحة الأخرى بالوقف الفوري للقتال في جميع أنحاء جنوب السودان والانخراط في الحوار السياسي، ويطالب كذلك قادة جنوب السودان بتنفيذ وقف إطلاق النار الدائم المعلن في الاتفاق المنشط وجميع اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة ووقف الأعمال العدائية، بما في ذلك الالتزامات الواردة في إعلان روما؛         6 -     يدعو الأطراف إلى التنفيذ الكامل للاتفاق المنشط، وإنشاء مؤسساته دون تأخير، وكفالة مشاركة النساء والشباب والجماعات الدينية والمجتمع المدني مشاركة كاملة وفعالة ومجدية في جميع جهود تسوية النزاعات وبناء السلام؛         7 -     يدعو حكومة جنوب السودان وجميع الأطراف الفاعلة المعنية إلى تنفيذ التدابير ذات الأولوية التالية قبل نهاية الولاية الحالية للبعثة:     •  توفير الأمن لمواقع حماية المدنيين المعاد تعيينها بطريقة تتفق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وإجراء فحص سليم لجميع أفراد قوات الأمن المشاركين في توفير الأمن في المواقع المعاد تعيينها،     •  إنجاز تخريج القوى الموحدة اللازمة، وبدء إعادة نشرها بشكل فعلي، واعتماد هيكل قيادتها الموحد،     •  إنهاء جميع العراقيل التي تعوق عمل البعثة، بما يشمل، في جملة أمور، العراقيل التي تحول دون اضطلاعها بولايتها المتمثلة في رصد انتهاكات حقوق الإنسان والتحقيق فيها، والكف فورا عن عرقلة الجهات الفاعلة الإنسانية الدولية والوطنية في مسعاها لمساعدة المدنيين، وبتيسير حرية الحركة لآلية الرصد والتحقق من وقف إطلاق النار وترتيبات الأمن الانتقالية،     •  القيام دون مزيد من التأخير بتوقيع مذكرة التفاهم مع الاتحاد الأفريقي لإنشاء المحكمة المختلطة لجنوب السودان، والبدء في إنشائها بفعالية، وإنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة ولأم الجراح وهيئة التعويض وجبر الضرر،     •  إعادة تشكيل المجلس التشريعي الوطني الانتقالي ومجلس الولايات، ومباشرة عملية دائمة لوضع الدستور والإشراف عليها، مع إجراء مشاورات عامة واسعة القاعدة؛         8 -     يطالب حكومة جنوب السودان بالامتثال للالتزامات المنصوص عليها في اتفاق مركز القوات المبرم بين حكومة جنوب السودان والأمم المتحدة، والكف فورا عن عرقلة البعثة في أداء ولايتها، ويدعو حكومة جنوب السودان إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لردع ومحاسبة المسؤولين عن أي أعمال عدوانية أو أعمال أخرى تعوق البعثة أو الجهات الفاعلة الإنسانية الدولية والوطنية، ويذكّر حكومة جنوب السودان بأن البعثة، عملاً باتفاق مركز القوات، لا تحتاج إلى ترخيص أو إذن مسبق للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، ويؤكد الأهمية الحاسمة لقدرة البعثة على استخدام جميع قواعدها دون قيود من أجل تنفيذ ولايتها، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، قاعدتها في تومبينغ، المتاخمة لمطار جوبا الدولي، التي تعد أساسية لعمليات البعثة وأمنها، ويحث حكومة جنوب السودان على تيسير عمل جميع قواعد البعثة بسلاسة وعلى تهيئة بيئة من التعاون المتبادل بين البعثة وشركائها من أجل القيام بعملهم؛         9 -     يطالب جميع الأطراف بأن توقف فورا جميع أشكال العنف وانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والجنساني، وأن تحاسب المسؤولين عنها، من أجل كسر حلقة الإفلات من العقاب السائدة، ويدعو حكومة جنوب السودان إلى المضي قدما بسرعة وشفافية صوب استكمال التحقيقات الجارية في الادعاءات المتعلقة بانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان بما يتماشى مع الالتزامات الدولية الواقعة عليها، ويشجّعها على نشر تقارير هذه التحقيقات؛ ويدعو حكومة جنوب السودان إلى القيام فورا بإدانة ومكافحة تصاعد خطاب الكراهية والعنف العرقي، وتشجيع شعبها على التصالح؛         10 -   يطالب جميع الأطراف بالسماح، وفقا للقانون الدولي، بما يشمل أحكام القانون الإنساني الدولي المنطبقة، بالوصول السريع والآمن ودون عوائق للعاملين في مجال الإغاثة، والمعدات واللوازم، والسماح بإيصال المساعدة الإنسانية، في وقتها، إلى جميع المحتاجين في جميع أنحاء جنوب السودان، ولا سيما إلى المشردين داخليا واللاجئين، ووضع حد لاستخدام المستشفيات والمدارس وغير ذلك من المباني المدنية لأغراض يمكن أن تجعلها عرضة للهجوم، ويؤكد على الالتزام باحترام وحماية جميع العاملين في المجال الطبي والعاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية الذين يشاركون حصرياً في المهام الطبية، ووسائط النقل والمعدات التابعة لهم، وكذلك المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى، ويؤكد أيضا أن أي عمليات عودة أو غيرها من الحلول الدائمة للمشردين داخليا أو اللاجئين يجب أن تتم على أساس طوعي مستنير وفي ظل ظروف تصون كرامتهم وسلامتهم، ويشير إلى ضرورة احترام حرية تنقل المدنيين وحقهم في طلب اللجوء؛         11 -   يهيب بحكومة جنوب السودان على حل قضايا الإسكان والأراضي والممتلكات من أجل التوصل إلى حلول دائمة للمشردين داخلياً واللاجئين، بما في ذلك من خلال الجهود الرامية إلى وضع سياسة وطنية بشأن الأراضي؛         12 -   يدعو الأطراف إلى كفالة مشاركة وانخراط المرأة بصورة كاملة وفعالة ومجدية في جميع مجالات ومستويات القيادة السياسية، وعملية السلام، والحكومة الانتقالية، وعمليات الإصلاح المستمرة في إطار اتفاق السلام، ويدعو كذلك الأطراف إلى الاعتراف بضرورة حماية المنظمات التي تقودها المرأة وبانيات السلام من التهديدات والانتقام، والوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق المنشط بشأن إشراك الجميع، بما في ذلك فيما يتعلق بالتنوع الوطني والمساواة بين الجنسين والشباب والتمثيل الإقليمي، بما يشمل كفالة حد أدنى لتمثيل المرأة نسبته 35 في المائة؛         13 -   يطالب جميع أطراف النزاع والجهات الفاعلة المسلحة الأخرى بمنع ارتكاب المزيد من أعمال العنف الجنسي، وتنفيذ الإجراءات التي دعا إليها القرار 2467 (2019) لاعتماد نهج يركز على الناجين من العنف الجنسي في حالات النزاع وما بعد انتهاء النزاع في منع ومواجهة هذا العنف، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، بما في ذلك من خلال التحقيق الفوري مع الجناة ومقاضاتهم ومعاقبتهم، فضلا عن تقديم تعويضات للضحايا حسب الاقتضاء، ويحث قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان والجناح المعارض في الجيش الشعبي لتحرير السودان الجيش وجبهة الخلاص الوطني على تنفيذ الالتزامات وخطط العمل المشتركة والانفرادية التي قدماها بشأن منع العنف الجنسي المتصل بالنزاعات؛         14 -   يحث بقوة جميع أطراف النزاع المسلح في جنوب السودان على تنفيذ الإجراءات المطلوبة في الاستنتاجات بشأن الأطفال والنزاع المسلح في جنوب السودان التي اعتمدها الفريق العامل التابع لمجلس الأمن المعني بالأطفال والنزاع المسلح في 5 آذار/مارس 2021، ويحثّ جميع الجهات على التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة لإنهاء ومنع جميع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال المؤرخة كانون الثاني/يناير 2020، ويدعو حكومة جنوب السودان إلى تنفيذ البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة؛         15 -   يهيب بحكومة جنوب السودان، مع الإحاطة علما في الوقت نفسه بالفقرة 3-2-2 من الفصل الخامس من الاتفاق المنشط، أن تحاسب جميع المسؤولين عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، وتكفل حصول جميع ضحايا العنف الجنسي على حماية متساوية تحت مظلة القانون، وعلى فرص متكافئة للّجوء إلى القضاء، وتضمن تمتّع النساء والفتيات بالمساواة في احترام حقوقهن في هذه العمليات، من خلال توفير المساعدة القانونية والدعم الطبي والمشورة النفسية الاجتماعية، ويلاحظ أن تنفيذ تدابير العدالة الانتقالية، بما في ذلك تلك الواردة في الاتفاق المنشط، هو مفتاح لأم الجراح والمصالحة، ويحث حكومة جنوب السودان على إيلاء الأولوية لاستعادة مؤسسات سيادة القانون والعدالة وإصلاحها، ويدعو المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم لإنشاء المحكمة المختلطة لجنوب السودان؛         16 -   يعرب عن اعتزامه، كما يبرهن على ذلك اتخاذه القرارات 2206 (2015) و 2290 (2016) و 2353 (2017) و 2428 (2018) و 2471 (2019) و 2521 (2020)، النظر في اتخاذ جميع التدابير المناسبة ضد الأشخاص الذين يقومون بأعمال تقوّض سلام جنوب السودان واستقراره وأمنه، ويؤكد على حرمة مواقع الحماية التابعة للأمم المتحدة، ويشدد على أنّ المسؤولين، من الأفراد والكيانات، عن شنّ الهجمات على أفراد البعثة ومبانيها وعلى أي من العاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية أو الضالعين في هذه الهجمات، قد يستوفون المعايير التي تحدد خضوعهم للجزاءات، ويحيط علما بالتقرير الخاص للأمين العام الصادر في20 شباط/فبراير 2018 بشأن تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (S/2018/143) الذي يفيد بأن إعادة إمداد جنوب السودان بالأسلحة والذخيرة على نحو مطرد تمس بصورة مباشرة بسلامة موظفي الأمم المتحدة وتضر بقدرة البعثة على الاضطلاع بولايتها، ويحيط علما كذلك بالبلاغ الصادر عن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في 8 شباط/فبراير 2018 الذي ينص على ضرورة حرمان الجهات الموقعة لاتفاق وقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين وتيسير وصول المساعدات الإنسانية من الوسائل اللازمة لمواصلة القتال، ويؤكد التدابير التي اعتمدها مجلس الأمن في القرار 2428 (2018)، بما في ذلك حظر توريد الأسلحة لحرمان الأطراف من الوسائل اللازمة لمواصلة القتال ومنع انتهاكات اتفاق وقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين وتيسير وصول المساعدات الإنسانية، ويطالب جميع الدول الأعضاء بالامتثال لالتزاماتها في منع ما قد يتم بصورة مباشرة أو غير مباشرة من توريد أو بيع أو نقل الأسلحة وما يتصل بها من عتاد بجميع أنواعه، بما في ذلك الأسلحة والذخائر، إلى إقليم جنوب السودان على النحو الوارد في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة؛                 عمليات البعثة         17 -   يشير إلى قراره 2086 (2013)، ويعيد تأكيد المبادئ الأساسية لحفظ السلام، على نحو ما ترد في بيان رئيسه S/PRST/2015/22، بما في ذلك مبادئ موافقة الأطراف والحياد والامتناع عن استخدام القوة إلا في حالة الدفاع عن النفس والدفاع عن الولاية، ويسلم بأن ولاية كل بعثة من بعثات حفظ السلام تحدَّد وفقاً لاحتياجات البلد المعني وأوضاعه، وبأن مجلس الأمن يتوقع التنفيذ الكامل للولايات التي يأذن بها؛         18 -   يطلب إلى الأمين العام أن ينفذ كل ما يلزم لإعمال ما يلي من قدرات يتعين اكتسابها والتزامات قائمة في مجال تخطيط وإجراء عمليات البعثة:         (أ‌)      تعزيز تنفيذ استراتيجية للإنذار المبكر والاستجابة على كامل نطاق البعثة، في إطار نهج منسَّق لجمع المعلومات وتتبع الحوادث وتحليلها، والرصد والتحقق والإنذار المبكر وتعميم المعلومات، وإيجاد آليات للتصدي، بما في ذلك آليات التصدي للتهديدات والهجمات ضد المدنيين التي قد تنطوي على انتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان أو انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، فضلا عن التأهب لاحتمال وقوع مزيد من الهجمات التي تستهدف أفراد الأمم المتحدة ومرافقها، وكفالة تعميم تحليل النزاعات على نحو مراعٍ للاعتبارات الجنسانية في جميع الجهود المبذولة على صعيد الإنذار المبكر ومنع نشوب النزاعات؛         (ب‌)     تشجيع استخدام بناء الثقة، والتيسير، والوساطة، والمشاركة المجتمعية، والاتصالات الاستراتيجية لدعم أنشطة البعثة في مجال الحماية وجمع المعلومات والوعي بالأوضاع؛         (ج‌)     إعطاء الأولوية لتعزيز قدرة البعثة على التنقل وتسيير الدوريات بصورة نشطة من أجل تنفيذ ولايتها على نحو أفضل في المناطق المحفوفة بمخاطر الحماية الناشئة والتهديدات الناشئة، بما في ذلك في المواقع النائية، وإعطاء الأولوية لنشر القوات التي لديها الأصول الجوية والبرية المائية المناسبة، لدعم أنشطة البعثة في مجال الحماية وجمع المعلومات والوعي بالأوضاع؛         (د‌)      ضمان أن تستند أي عمليات إعادة تعيين تجري في المستقبل لمواقع حماية المدنيين إلى تقييمات أمنية شاملة تحدد الظروف الأمنية اللازمة، واضطلاع سلطات جنوب السودان بمسؤوليتها الرئيسية عن حماية المدنيين وإثبات قدرتها على تزويد المشردين بحماية غير تمييزية مرتبطة بكل موقع على حدة، واستمرار المشاركة المجتمعية الشاملة، وتنسيق عملية نقل تقديم الخدمات، وتقديم الدعم إلى حكومة جنوب السودان في منع العنف أو الإجرام الموجه ضد سكان تلك المخيمات والتصدي لهما؛         (ه)     تعزيز أنشطتها المتعلقة بمنع العنف الجنسي والجنساني والتصدي له بما يتماشى مع القرار 2467 (2019)، بما في ذلك عن طريق مساعدة الأطراف في أنشطة تتسق مع القرار 2467 (2019)، وعن طريق ضمان إدراج مخاطر العنف الجنسي والجنساني في نظم البعثة لجمع البيانات وتحليل التهديدات والإنذار المبكر من خلال الانخراط بطريقة أخلاقية مع الناجين من العنف الجنساني وضحاياه، والمنظمات النسائية؛         (و‌)     مساعدة اللجنة المنشأة عملا بالفقرة 16 من القرار 2206 (2015) وفريق الخبراء المنشأ بموجب القرار نفسه، فيما يتعلق بالتدابير المتخذة في القرار 2521 (2020)، بما في ذلك أحكامه المتعلقة بحظر توريد الأسلحة ويشجع بصفة خاصة على تبادل المعلومات في وقتها بين بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان وبين فريق الخبراء؛         (ز‌)     إعطاء الأولوية لأنشطة الحماية الصادر بها تكليف عند اتخاذ القرارات المتعلقة باستخدام القدرات والموارد المتاحة داخل البعثة، وفقا للقرار 1894 (2009)؛         (ح‌)     تنفيذ الأولويات المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن بموجب القرار 1325 (2000) وجميع القرارات التي تتناول قضايا المرأة والسلام والأمن، بما في ذلك عن طريق السعي إلى زيادة عدد النساء في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان تمشيا مع القرار 2538 (2020)، فضلا عن كفالة مشاركة المرأة مشاركة كاملة ومتساوية ومجدية في جميع جوانب العمليات، بما في ذلك عبر ضمان تهيئة بيئات عمل آمنة وتمكينية ومراعية للاعتبارات الجنسانية للمرأة في عمليات حفظ السلام، مع المراعاة التامة للاعتبارات الجنسانية باعتبارها مسألة شاملة طوال فترة ولايتها، والتأكيد من جديد على أهمية مستشاري الشؤون الجنسانية النظاميين والمدنيين، والمنسقين المعنيين بالشؤون الجنسانية في جميع عناصر البعثة، والخبرات والقدرات الجنسانية في تنفيذ ولاية البعثة بطريقة تراعي المنظور الجنساني؛         (ط‌)     تنفيذ الخطة المتعلقة بالشباب والسلام والأمن بموجب القرار 2250 (2015)، لوضع وتنفيذ استراتيجيات خاصة بالسياق بشأن الشباب والسلام والأمن، وضمان المشاركة الكاملة والفعالة والمجدية للشباب، اعترافا بدورهم الحيوي في منع نشوب النزاعات وتسويتها وفي بناء السلام؛         (ي‌)     مواصلة الحوار مع أطراف النزاع بشأن وضع خطط العمل وتنفيذها، تمشيا مع القرار 1612 (2005) والقرارات اللاحقة المتعلقة بالأطفال والنزاع المسلح، ودعم الجهود الرامية إلى إطلاق سراح الأطفال المرتبطين بجماعات وقوات مسلحة في جميع أنحاء البلد؛         (ك‌)     تنفيذ الشروط المنصوص عليها لأداء عمليات حفظ السلام بموجب القرارين 2378 (2017) و 2436 (2018)، فضلا عن التحسينات في مجال السلامة والأمن بموجب القرار 2518 (2020)، وخطة العمل المتعلقة بتحسين السلامة والأمن المتصلة بالتقرير المتعلق بـ ”تحسين أمن حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة“، والمبادئ التي يُسترشد بها في تلقيح الأفراد النظاميين ضد كوفيد-19 في مسرح العمليات وقبل النشر وفقاً للمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة وأفضل الممارسات لتحسين سلامة حفظة السلام؛         (ل‌)     تنفيذ سياسة الأمم المتحدة بشأن عدم التسامح إطلاقا إزاء سوء السلوك الجسيم والاستغلال والاعتداء الجنسيين والتحرش الجنسي، وجميع الإجراءات المنصوص عليها بموجب القرار 2272 (2016)؛         (م‌)      كفالة امتثال أي دعم يُقدَّم إلى قوات أمنية غير تابعة للأمم المتحدة امتثالا صارما لسياسة بذل العناية الواجبة في مراعاة حقوق الإنسان عند تقديم دعم الأمم المتحدة إلى قوات أمنية غير تابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك رصد كيفية استخدام الدعم وتنفيذ تدابير التخفيف والإبلاغ عنهما؛         (ن‌)     التنسيق مع جميع وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها بشأن جنوب السودان، والتنسيق مع المنظمات الإقليمية وأصحاب المصلحة الآخرين المعنيين، بما في ذلك الفريق القطري للعمل الإنساني والهيئات المرتبطة به؛                 الأمم المتحدة والدعم الدولي:         19 -   يطلب إلى الممثل الخاص للأمين العام أن يتولى إدارة دفة عمليات البعثة المتكاملة وتنسيق جميع الأنشطة التي تضطلع بها منظومة الأمم المتحدة في جمهورية جنوب السودان، وأن يبذل مساعيه الحميدة لقيادة منظومة الأمم المتحدة في جنوب السودان من أجل مساعدة الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، واللجنة المشتركة للرصد والتقييم المعاد تشكيلها، وآلية الرصد والتحقق من وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الانتقالية، والجهات الفاعلة الأخرى، فضلا عن الأطراف، في تنفيذ الاتفاق المنشط وتعزيز السلام والمصالحة، ويشجعه على ذلك، ويؤكد في هذا الصدد الدور الحاسم لآلية الرصد والتحقق من وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الانتقالية وكذلك أهمية الدعم المقدم لها من البعثة في إنجاز ولايتها، ويؤكد من جديد في هذا الصدد الدور الحاسم الذي تؤديه الأمم المتحدة، بالتنسيق مع المنظمات الإقليمية والجهات الفاعلة الأخرى، في النهوض بالحوار السياسي بين الأطراف والإسهام في تحقيق وقف دائم للأعمال القتالية ودفع الأطراف إلى عملية سلام شاملة للجميع؛         20 -   يشجع مواصلة المشاركة الحازمة من جانب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي وبلدان المنطقة من أجل إيجاد حلول دائمة لتحديات السلام والأمن في جنوب السودان، وحث قادة جنوب السودان على الوفاء دون إبطاء بجميع الالتزامات المتعهد بها بموجب اتفاقات وقف الأعمال العدائية والاتفاق المنشط، ويشجع كذلك على التشاور بين الكيانات الإقليمية والأمين العام وممثله الخاص بشأن وضع خطة عمل ورسائل مشتركة تحقيقا لهذه الغاية، ويؤكد أهمية الدعم الذي تقدمه الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية للحوار الوطني، بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ويحث الهيئة على تعيين رئيس للجنة المشتركة للرصد والتقييم المعاد تشكيلها؛         21 -   يحث جميع الأطراف وجميع الدول الأعضاء، إضافة إلى المنظمات الدولية والإقليمية ودون الإقليمية، على كفالة التعاون مع فريق الخبراء المنشأ بموجب القرار 2206 (2015)، ويحث كذلك جميع الدول الأعضاء المعنية على ضمان سلامة أفراد فريق الخبراء وإتاحة إمكانية وصول الفريق دون عائق، وخاصة وصوله إلى الأشخاص والوثائق والمواقع، ليتسنى له الاضطلاع بالولاية المنوطة به؛         22 -   يطلب إلى الأمين العام أن يواصل توفير المساعدة التقنية المتاحة إلى مفوضية الاتحاد الأفريقي وإلى حكومة جنوب السودان في إنشاء المحكمة المختلطة لجنوب السودان وتنفيذ الجوانب الأخرى من الفصل الخامس من الاتفاق المنشط، بما في ذلك ما يتعلق بإنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة ولأم الجراح، وهيئة التعويض وجبر الضرر، مع التشديد على أن التدابير المتخذة ينبغي أن تكون مراعية للاعتبارات الجنسانية وشاملة للجميع ومتاحة وأن تتوفر لها الموارد الكاملة وأن تُصمم وتُنفّذ بمشاركة المرأة وقيادتها بشكل كامل ومجد، ويدعو الاتحاد الأفريقي إلى أن يُطلع الأمين العام على المعلومات المتعلقة بالتقدم المحرز في إنشاء المحكمة المختلطة لجنوب السودان؛         23 -   يشيد بالتزام البلدان المساهمة بقوات وبأفراد شرطة في تنفيذ ولاية البعثة في بيئة صعبة، وفي هذا الصدد يشدد على أن أي محاذير وطنية تؤثر سلبا في تنفيذ الولاية بفعالية ينبغي ألا تكون مقبولة من قبل الأمين العام، ويطلب من البلدان المساهمة بقوات وبقوات شرطة تنفيذ الأحكام ذات الصلة من القرار 2538 (2020) بشأن تقليل العوائق أمام مشاركة المرأة على جميع المستويات وفي جميع المناصب في عمليات حفظ السلام وزيادة مشاركتها، بما في ذلك عن طريق ضمان تهيئة بيئات عمل آمنة وممكّنة ومراعية للاعتبارات الجنسانية للنساء في عمليات حفظ السلام، ويؤكد أن عدم فعالية القيادة والتحكم، ورفض إطاعة الأوامر، وعدم التصدي للهجمات التي يتعرض لها المدنيون، ورفض المشاركة في دوريات بعيدة المدى أو تسييرها في أجزاء نائية من البلد، وعدم كفاية المعدات والموارد المالية هي أمور قد تؤثر سلبا في المسؤولية المشتركة عن تنفيذ الولاية بفعالية؛         24 -   يحث البلدان المساهمة بقوات وبأفراد شرطة على مواصلة اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع الاستغلال والاعتداء الجنسيين، بما في ذلك فحص جميع الأفراد، والتدريب على التوعية قبل النشر وأثناء البعثة، وكفالة المساءلة التامة في حال إتيان الأفراد التابعين لها أي سلوك من هذا القبيل، بوسائل منها القيام في الوقت المناسب بإجراء تحقيقات تركز على الناجين في الادعاءات المتعلقة بوقوع استغلال وانتهاك جنسيين من جانب البلدان المساهمة بقوات وبأفراد شرطة من أجل محاسبة الجناة، وإعادة الوحدات إلى أوطانها عندما يكون هناك أدلة موثوقة على ارتكاب استغلال وانتهكاك جنسيين على نطاق واسع أو بشكل منهجي من جانب تلك الوحدات وإبلاغ الأمم المتحدة بشكل تام وعلى الفور بالإجراءات المتخذة؛         25 -   يهيب بالمجتمع الدولي أن يزيد من الاستجابة الإنسانية لشعب جنوب السودان لتلبية الاحتياجات الإنسانية الشديدة والمتزايدة؛         26 -   يؤكد استمرار الحاجة إلى أن يعمل الشركاء الثنائيون والمتعددو الأطراف بشكل وثيق مع حكومة جنوب السودان من أجل التصدي لجائحة كوفيد-19، وتوفير المساعدة الدولية، والمساعدة في مجال التنمية المستدامة، بالشراكة مع وكالات منظومة الأمم المتحدة الإنمائية؛                 التقارير:         27 -   يطلب إلى الأمين العام أن يجري، وفقا لأفضل الممارسات، تقييما للاحتياجات، بما في ذلك الاحتياجات الأمنية والإجرائية واللوجستية اللازمة لتهيئة بيئة مواتية لإجراء الانتخابات في جنوب السودان، وأن يوافي به مجلس الأمن، في موعد أقصاه 15 تموز/يوليه 2021؛         28 -   يطلب إلى الأمين العام أن يواصل تقديم تقاريره عن انتهاكات اتفاق مركز القوات أو العراقيل التي تعترض عمل البعثة على أساس شهري؛         29 -   يطلب إلى الأمين العام أن يقدم إلى مجلس الأمن معلومات عن تنفيذ ولاية البعثة والعراقيل التي تواجهها البعثة في سياق قيامها بذلك في التقرير الخطي الشامل المقرر تقديمه في غضون 90 يوما من تاريخ اتخاذ هذا القرار، وكل 90 يوما بعد ذلك، ويؤكد أن تلك المعلومات ينبغي أن تتضمن إيلاء الاهتمام إلى ما يلي:     •  ما إذا كان كل نشاط من أنشطة البعثة المضطلع بها عملا بالفقرة 3 قد أسهم في النهوض بالرؤية الاستراتيجية الوارد وصفها في الفقرة 2، وكيف ساهمت هذه الأنشطة في ذلك، وما هي التحديات والعقبات التي تواجهها البعثة في النهوض بالرؤية الاستراتيجية، وذلك باستخدام البيانات التي تم جمعها وتحليلها من خلال النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء وغيره من أدوات التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء لوصف أثر البعثة.     •  تنفيذ التدابير ذات الأولوية المبينة في الفقرة 7 أعلاه.     •  كيفية تنفيذ القدرات والالتزامات المبينة في الفقرة 18 في تخطيط وتنفيذ عملياتها.     •  تقديم توصيات، حسب الاقتضاء، لمجلس الأمن لاتخاذ إجراءات بشأنها لمعالجة العقبات التي تم تحديدها من خلال التخطيط الاستراتيجي وأدوات قياس الأداء؛         30 -   يقرر أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي. قرارات مجلس أمن الأمم المتحدة عام 2021
214194
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة
المقالة الخامسة في استخراج المجهولات بالجبر والمقابلة والخطأين وغيرهما من القواعد الحسابية وهي مشتملة على أربعة أبواب: الباب الأول في الجبر والمقابلة وهو مشتمل على عشرة فصول الفصل الأول في التعريفات الفصل الثاني في جمع الأجناس الفصل الثالث في التفريق لهذه الأجناس الفصل الرابع في ضرب هذه الأجناس الفصل الخامس في قسمة هذه الأجناس الفصل السادس في جذر هذه الأجناس الفصل السابع في ذكر المسائل الجبرية الفصل الثامن في كيفية استخراج المجهول بالمسائل الست المشهورة الفصل التاسع في كيفية استخراج المجهول إذا انتهى العمل الى التعادل بين اجناس يكون المناسبة بينها كالمناسبة بين اجناس المسائل الست المذكورة الفصل العاشر فيما وعدنا إيراده من المسائل التي استنبطناها الباب الثاني في استخراج المجهول بطريق الخطأين الباب الثالث في ايراد بعض قواعد الحسابية يكون الاحتياج بها في استخراج المجهولات كثيرا وهو خمسون قاعدة الباب الرابع في الأمثلة وهي أربعون مثالاً الفصل الأول مشتمل على خمسة وعشرين مثالاً الفصل الثاني مشتمل على سبعة أمثلة في الوصايا الفصل الثالث مشتمل على ثمانية أمثلة مجهولاتها مستخرجة بالقوانين الهندسية
214195
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الأول
الفصل الأول في التعريفات الفصل الثاني في جمع الأجناس الفصل الثالث في التفريق لهذه الأجناس الفصل الرابع في ضرب هذه الأجناس الفصل الخامس في قسمة هذه الأجناس الفصل السادس في جذر هذه الأجناس الفصل السابع في ذكر المسائل الجبرية الفصل الثامن في كيفية استخراج المجهول بالمسائل الست المشهورة الفصل التاسع في كيفية استخراج المجهول إذا انتهى العمل الى التعادل بين اجناس يكون المناسبة بينها كالمناسبة بين اجناس المسائل الست المذكورة الفصل العاشر فيما وعدنا إيراده من المسائل التي استنبطناها
214280
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الأول/الفصل الأول
في التعريفات وذكر الاصطلاحات علم الحبر والمقابلة هو علم بقانون يعرف منه كثير من المجهولات العددية من معلوماتها المخصوصة بوجه مخصوص. وتلك المعلومات إمّا أن تكون معلومة باعيانها كالأعداد ومعلومة بالاعتبارات المخصوصة كجذر كذا وضلع كذا ونسبة كذا وغيرها من المعارف الحسابية والهندسية على ما يعرف من كلام السائل فلا بد عن تسمية المجهول بشيء أو دينار أو درهم أو نصيب أو سهم أو غيرها والمعهود في الأكثر أن نسميه شيئًا وإذا ضرب المجهول أي المسمى بشيء في نفسه يقال للحاصل مال لأن الشيء ههنا بمثابة الجذر وفي المال كعب وفي الكعب مال مال وقس عليه سائره كما ذكرنا في الباب الخامس من المقالة الأولى. ويسمى هذه المراتب بمراتب المجهولات والأجناس المجهولات لأن ضلعها الأول هو الشيء المجهول فإذا سئل عن مسئلة نفرض المجهول منها شيئًا ومربع المجهول مالاً، ونعمل عليه ما فهم عن كلام السائل ونسوقه بشروط المسئلة على ما يقتضى الحساب إلى أن نعرف مقدارًا منها باعتبارين يقال لهما المتعادلين مثلا نزيد عددًا يكون مجموع ضعفه ونصفه ثلاثين نفرض ذلك العدد شيئًا فيكون مجموع ضعفه ونصفه شيئين ونصفا يعادل ثلاثين وهو مقدار واحد عرفنا أنه ثلاثين وعرفنا أنه شيئان ونصف. مثال آخر نطلب عددا يكون جذره مثل ثلاثة نفرض جذره شياء فيكون ذلك العدد مال وثلاثة ثلث المال وهو يعادل شياء فمقدار واحد عرف تارة أنه شيء وتاره أنه ثلث مال، وإذا انتهى العمل إلى التعادل يقال له المسئلة الجبرية، وإن كان في أحد المتعادلين أو في كليهما استثناء يطرح المستثنى برأسه حتى يبقى المستثنى منه وحده أى يصير تامّا ثم نزيد مثل المستثنى المطرح على الآخر ونعادل بين الباقي والمجموع فهو معنى الجبر مثلاً مال إلا شيئين يعادل خمسة عشر وبعد الجبر يصير مالا معادلا لخمسة عشر وشيئين. وإذا كان جنس واحد موجودا في كل من المتعادلين نسقط المشترك من كل منهما ونعادل بين الباقيين مثلا شيء وعشرة تعادل أربعين نسقط العشرة من كل واحد من المتعادلين تبقى شيء معادل الثلاثين وهذا معنى المقابلة. وإذا كان المال في أحد التعادلين أكثر من واحد نرده إلى الواحد وإن كان أقل منه نكلمه ونأخذ سائر الأجناس التي معه فيهما على تلك النسبة بأن نقسم عدد كل جنس على عدد الأموال لنخرج من المال مال واحد ولسائره. مثلا خمسة أموال وعشرة أشياء يعادل ثلاثين قسمنا كلا من الخمسة والعشرة والثلاثين على الخمسة خرج مال واحد واثنان شياء معادل الستة ويسمى هذا بعمل الرد. وإن كان نصف المال وخمسة أشياء يعادل سبعة قسمنا النصف والخمسة والسبعة على النصف خرج مال واحد وعشرة شياء معادلا لأربعة عشر ويسمى هذا بعمل التكميل.
214281
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الأول/الفصل الثاني
في جمع الأجناس أى العدد والشيء والمال والكعب وغيرها وقد يسمى الجنس الذي استثنى منه الزايد والذي استثنى الناقص فنضع الأجناس الزائدة للمزيد في جدول والناقصة في جدول آخر في جنبه ونضع للمزيد عليه محازيا له الزايدة للزايدة والناقصة للناقصة ثم نجمع الأجناس الزائدة من المزيد مع الأجناس الزائدة من المزيد عليه ونجمع الأجناس الناقصة من المزيد مع الأجناس الناقصة من المزيد عليه بأن نجمع عدد كل جنسين متماثلين ونجمع المختلفة بواو العطف ونضعهما في تحتهما بعد أن نخط بينهما خطا، وأن وضع أجناس المزيد والمزيد عليه بحيث يكون كل جنس محاذيا لجنسه أن كان وإلا فيوضع منفردا ونضع في الجدول الخالية صفرا لكان أولى ثم نطرح من المستثنى والمستثنى منه ما هو مشترك فيهما فما بقي من المستثنى والمستثنى منه فهو المطلوب. مثاله أردنا أن نجمع خمسة أموال ومائة عدد إلا عشرة أشياء وكعبا مع كعب وثلاثة أموال وستة أشياء إلا جزء مال وخمسة أعداد وضعناهما هكذا فكان المجموع ثمانية أموال وخمسة وتسعون عددا الأجزاء مال وأربعة أشياء
214282
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الأول/الفصل الثالث
في التفريق فإن لم يكن في المنقوص والمنقوص منه استثناء نضع أجزاء المنقوص منه في جدول وللمنقوص تحته أو فوقه والأولى أن نضع كل جنس تحت جنسه ثم ننطر إلى جنس من المنقوص هل يوجد في المنقوص منه ذلك الجنس أم لا وأن وجد وكانا متساوى العدد نطرحهما بأن نخط تحت كل واحد منهما خطا وإن كانا مختلفي العدد نطرح الأقل مطلقا ومن الأكثر مثل الأقل ونضع الباقي تحته بعد الخط الفاصل ثم نستثنى ما بقي في جدول المنقوص منه. مثاله أردنا أن ننقص خمسة أموال وستة أشياء وعشرون عددًا من كعب وستة أموال ومائة وجزء شيء عملنا هكذا فبقي مال وكعب وثماثون عددا وجزء شيء إلا ستة أشياء وإن كان في المنقوص منه استثناء فقط نضع أجزاء المستثنى في يسار المستثنى منه في جدول بحيث يكون المستثنى والمستثنى منه في صف واحد ونضع أجناس المنقوص تحته أو فوقه ونعمل كما سبق فما في صف المنقوص نزيد على المستثنى من المنقوص منه ونستثنى المجموع من الأجناس المستثنى منه من المنقوص منه. مثاله أردنا أن ننقص مالا وشيئين وخمسة أعداد من كعبين ثلاثة أشياء واثنين وجزء مال إلا مالا وضعناهما هكذا فبقي في صف المنقوص مال وثلاثة أعداد وفي صف المنقوص منه كعبان وشيء وجزء مال إلا مالا زدنا ما بقي في صف المنقوص على المستثنى للمنقوص منه وهي مال بلغ مالان وثلاثة أعداد استثناها من الأجناس الزائدة الباقية في صف المنقوص منه صار كعبان وشيء وجزء مال إلا مالين وثلاثة أعداد وهو المطلوب. وإن كان في المنقوص والمنقوص منه استثناء فنجمع الأجناس الناقصة للمنقوص مع الأجناس الزائدة للمنقوص منه ليتجبر المنقوص ونزيد في المنقوص بقدر جبر المنقوص ثم ننقض إلا جناس الزائدة للمنقوص من الأجناس الزائدة الحاصلة والناقصة للمنقوص منه بمثل ما مّر.
214342
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الأول/الفصل الرابع
في ضرب هذه الأجناس بعضها في بعض والمطلوب فيه معرفة كمية الحاصل وجنسيته، أمّا الأول فكما سبق وأمّا الثاني فقد ذكرنا في الباب الخامس من المقالة الأولى، أن لهذه الأجناس سلسلتان في طرفي الصعود والنزول وابتداؤهما من الواحد، وجميعها متناسبة على الولاء وعدد منزلة الواحد صفر وللشيء وجزء الشيء واحد وللمال وجزء المال اثنان وللكعب وجزء الكعب ثلاثة ولمال المال وجزء مال المال أربعة وهكذا بالغًا ما بلغ وههنا يكون العدد في حكم الواحد ولو كان أكثر منه أو أقل لإن العدد كم كان هو كمية جنس الواحد كما أن خمسة أشياء هي كمية الأشياء. فإذا ضربنا جنسًا من هذه الأجناس في جنس آخر يكون الحاصل من جنس يكون عدد منزلة بقدر مجموع عددي منزلة المضروبين إن كانا في طرف واحد من سلسلتي الصعود والنزول وإلا بقدر فضل أحدهما على الآخر وهو في طرف المجموع أو الفضل وقد أوردنا جدولاً فيه جنسية حواصل ضرب وهذه الأجناس بعضها في بعض ويعرف منه جنسية خارج قسمته بعضها على بعض وهو هذا وإن كان أحد المضروبين جنسا واحدًا والآخر أكثر منه نضرب كميته أي عدده في كميّة كل واحد من أجناس المضروب فيه فيكون كلّ واحد من الحواصل كمية جنس الحاصل وهو ما وقع في ملتقا المضروبين في الجدول أو نحصل بما ذكرنا وإن كان كل واحد من المضروبين أكثر من جنس واحد نرسم ذا أربعة أضلاع ونقسمها في الطول بعدة أجناس أحد المضروبين بخطوط وفي العرض بعدة أجناس الآخر لينقسم الشكل بمربعات ونكتب أحد المضروبين على أعلى الشكل كل جنس منه محاذيا لجدول والآخر على يمين الشكل والأولى أن نقدم أعظم المنازل ثم أعظم الباقية إلى أن يتم أو بالعكس ثم نضرب كل واحد من أجناس المضروب في كل واحد من أجناس المضروب فيه ونعرف جنسيته الحاصل وكميته وتكبتهما في ملتقا المضروبين إلى أن يتم ثم نجمع كمية كل ما كان متجانسا ونجمعها مع سائر المختلفة بالعطف مثاله أردنا أن نضرب شيئين وخمسة أموال في شيئين وخمسة أموال عملنا هكذا فالحاصل أربعة أموال وعشرون كعبًا وخمسة وعشرون مال مال مثال آخر فالحاصل خمسة عشر شيئا وستة وعشرون مالا وثلاثة وعشرون كعبا وستة أموال مال. وإن كان مع أحد المضروبين أم مع كليهما استثنى نفرض يمين مربعات الأجناس الزائدة في الزائدة والناقصة في الناقصة معا على حده، ونجمع حواصل ضروب الأجناس الزائدة في الناقصة ونستثنيها من الأول لأن حاصل ضرب الزائد في الزائد زائد وحاصل ضرب الناقص في الناقص أيضًا زائد وحاصل ضرب الزائد في الناقص وبالعكس ناقص. ثم نطرح ما كان مشتركا في المستثنى والمستثنى منه مثال ضرب ما فيه استثناء فحصل كعب كعب ومالا كعب ومالا مال وعشرة كعاب وأربعة عشر مالا وواحد وأربعة أجزاء شيء إلا مال كعب وثلاثة أموال مال وأربعة كعاب وثلاثة أموال واحد عشر شيئا وعشرون عدد أو بعد اسقاط ما كان مشتركا حصل كعب كعب ومال كعب وستة كعاب واحد عشر مالا وأربعة أجزاء شيء إلا مال مال واحد عشر شيئا وتسعة عشر عددا وهو المطلوب. وقد أورد بعض أصحاب هذا الفن كيفية ضرب ما فيه قسمة كضرب شيء مقسوم على شيء في شيء مثلا ضرب مائة مقسومة على خمسة في ستين اعني ضرب خارج قسمة مائة على خمسة وهو عشرون في ستين ولإنه لاخفاء فيها تركناها.
214356
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الأول/الفصل الخامس
في قسمة هذه الأجناس بعضها على بعض إذا أردنا أن نقسم جنسا واحدا على جنس واحد نقسم كمية جنس المقسوم على كمية جنس المقسوم عليه فما خرج فهي عدد جنس خارج القسمة الذي يكون عدد منزلة بقدر الفضل بين عددي منزلة المقسومن إن كانا في طرف واحد أو بقدر مجموعهما ِإن اختلفا وهو من طرف الصعود وإن كانت مرتبة المقسوم فوق مرتبة المقسوم عليه وإلا من طرف النزول وهو الذي وقع في ملتقا المقسومين في الجدول الذي سبق ويحصل جنسيته خارج القسمة من ذلك الجدول أيضًا بطريق آخر وهو أن نطلب المقسوم في طول جدول يكون على رأسه جنس المقسوم عليه فالجنس الذي وقع نصف جزء مال مثال آخر قسمنا عشرة كعاب على مالين خرجت خمسة أشياء وإن أردنا أن نقسم أجناسا كثيرة على جنس واحد فنقسم كل جنس من المقسوم على المقسوم عليه ونجمع بين الحواصل بواو العطف. وإن كان في المقسوم استثناء نقسم المستثنى منه أولا عليه فما خرج نستثنى منه خارج قسمة الستثنى على المقسوم عليه. وإن أردنا أن نقسم جنسًا واحدا أو أكثر فإن أمكن أن نجد ما إذا ضرب في المقسوم عليه ساوى المقسوم فهو المطلوب وإلا فمتعذر.
214357
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الأول/الفصل السادس
في استخراج جذر هذه الأجناس والضلع الأول من سائر المضلعات إذا إردنا جذر جنس واحد ننظر أن كان عدد منزلته زوجا كالمال ومال المال وكعب الكعب ومال كعب الكعب نأخذ جذر عدد الجنس وننصف عدد منزلة ذلك الجنس فردا فلا جذر له في الأجناس وإن كان في نفس الأمر مجذور الكنه في حكم مالا جذر له. وكذا لم يوجد جذر جنسين أو أربعة أجناس وأمّا الثلاثة أجناس فإن وجد لكل واحد من جنسي الأعلى والأدني في الرتبة جذر بالعدد والجنس معا والجنس الأوسط يكون مساويا لحاصل ضرب أحد الجذرين في ضعف الآخر فيكون مجموع الجذرين جذر تلك الأجناس كأربعة أموال وعشرين كعبا وخمسة وعشرين مال مال يكون جذره شيئين وخمسة أموال وامتحانه ويتسير تصويره يحصل من هذه الشبكة. فالحاصل أربعة أموال وعشرون كعبا وخمسة وعشرون مال مال. وأما الخمسة أجناس فإن وجد لجنسي الأعلى والأدنى جذر بالعدد والجنس معا وكذا وجد لجنس الأوسط بعد حذف حاصل ضرب أحد جذري الطرفين في ضعف جذر الآخر منه جذر ويكون جنس الواقع بين الأدني والأوسط مساويا لحاصل ضرب جذر الأدنى في ضعف جذر باقي الأوسط بعد حذف ما ذكروا واقع بين الأوسط والأعلى مساويا لحاصل ضرب جذر الأعلى في ضعف جذر باقي الأوسط بعد حذف ما ذكر فيكون مجموع الجذور الثلاثة جذر مجموع تلك الأجناس الخمسة ويسهل تصوره عن هذه الشكبة فحصل أربعة أموال وعشرون كعبًا واحد واربعون مال مال وأربعون مال كعب وستة عشر كعب كعب. وأمّا السّتة أجناس فإن وجذ لكل واحد من الأعلى والأدنى واحد الأوسطين جذر بالعدد والجنس معا، ويكون الأوسط الآخر مساويا لحاصل أحد جذري الطرفين في ضعف جذر الآخر وكل واحد من الجنسين الباقيين يكون مساويًا لحاصل جذر أحد الأقربين إليه في ضعف جذر الآخر المجذور الثلاثة يكون جذر مجموع تلك الأجناس الستة. ويسهل تصوره عن هذه الشبكة فحصل أربعة أعداد واثنا عشر شيئا وتسعة أموال وعشرون كعبًا وثلاثون مال مال وخمسة وعشرون كعب كعب. وأمّا السبعة أجناس فيتصور من هذه الشبكة فحصل وأمّا الثمانية أجناس فيتصور من هذه الشبكة فحصل وإن لم نجد بتلك الشرائط فلا يوجد جذره في الأجناس وأمّا الضلع الأول من سائر المضلعات فإن كان ذلك المضلع جنسا واحد أو يوجد لعدد منزلة ذلك لجنس كسرٌ سمىّ لعدد منزلة ذلك المضلع فنأخذ جنسا يكون عدد منزلة بقدر ذلك الكسر. مثاله إردنا ضلع أول مال مال لكعب مكرر أربعة مرات وعدد منزلة الضلع أعنى مال المال أربعة وسميتها الربع وربع اثنى عشر ثلاثة وهي عدد منزلة المكعب وهو ضلع مال المال لكعب مكرر أربع مرات وإن لم يوجد لعدد منزلة كسر سمى لعدد منزلة المضلع المطلوب فلا يوجد ضلع الأول وأمّا إن كان الجنس أكثر من واحد فلان الاحتياج إليه قليل والمباحث فيه كثير فايراده يليق بغير هذا الكتاب.
214459
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الأول/الفصل السابع
في ذكر المسائل الجبرية إذا انتهى العمل إلى التعادل فلا يخلو من أن يكون جنس واحد أو أكثر ولأن الأجناس غير متناهية فيكون المسائل أيضًا غير متناهية بل يكون أنواعا غير متناهية وفي كل نوع مسائل غير متناهية كما يعادل جنس واحد جنسا واحدا أو جنسين أو ثلاثة أو أربعة إلى ما لا نهاية له أو يعادل جنسان أو ثلاثة أو أربعة هكذا إلى ما لا نهاية له جنسين أو ثلاثة أو أربعة هكذا إلى ما لا نهاية له ولم يبين المتقدمون كيفية استخراج المجهول إذا كانت المعادلة بين غير العدد والشيء والمال من الأجناس الأخرى إلا ما سنشير إليه فينحصر عملهم في ست مسائل وهي إمّا أن يعادل جنس واحد من الثلاثة جنسا واحدا منها يسمى بالمفردات وهي ثلاث مسائل الأولى عدد معادل للأشياء والثانية أشياء معادلة للأموال والثلاثة عدد معادل للأموال. وأمّا أن يكون جنس واحد من الأجناس الثلاثة معادله للجنسين الباقيين يسمى بالمقترنات وهي أيضًا ثلاث مسائل الأولى عدد يعادل أشياء وأموالا والثانية يعادل عددًا وأموالا والثالثة أموال يعادل عددا وأشياء. وإن كان التعادل بين أجناس أخرى يكون المناسبة بينها كالمناسبة بين أجناس المسائل الست المذكورة اعنى يكون المعادلة بين جنسين متواليين أو ثلاثة أجناس متوالية فإذا بدلت بأجناس المسائل الست المذكورة كل لنظيره صارت أيضًا من الست المذكورة. وإن كان التعادل أربعة أجناس متوالية كعدد وشيء ومال وكعب أي يعادل بعض من هذه الأربعة بعضا أخر منها كما يعادل جنس واحد منها جنسا آخر منها أو جنسين أو ثلاثة أو يعادل جنسان منها جنسين آخرين فهي منحصرة في خمس وعشرين مسئلة ويكون ستة منها ما سبق ويبقى تسع عشرة مسئلة. وقد أورد شارح البهائية أن الإمام شرف الدين المسعودي استخرج تسعة عشرة مسئلة غير الست المشهورة وبين كيفية استخراج المجهول منها يمكن أن يكون هي هي. وإن كانت الأجناس المتعادلة له بعضها مع بعض خمسة اعنى من العدد إلى مال المال فينحصر في خمس وتسعين مسئلة ويكون خمس وعشرون منها ما سبق ذكرها بقي سبعون ولم تبين المتقدمون كيفية استخراج المجهول فضلا عما جاوز الأجناس من الخمسة. وقد استنبطنا كيفية استخراج المجهول بالمسائل السبعين التي لم يتعرضها أحد من المتقدمين والمتأخرين وكذا بالتسع عشرة التي قبل استخرجها الأمام شرف الدين المسعودي وليت شعرى هذا بسط مما استخرجه أو هو أو كانا متوافقين أولا وأيضًا استنبطنا مسائل كثيرة غيرها كما كان أحد المتعادلين جنسا واحدا والأخر جنسا أو جنسين أو ثلاثة ولو كانا متباعدين في الرتبة ولكثرة الأعمال والمباحث فيها لا يليق بهذا المختصر وسنوردها في كتاب مفرد أن شاء لله تعالى ونورد في هذا الكتاب منها ما كان منها يكون أسهل في عمل.
214557
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الأول/الفصل الثامن
أمّا المسئلة الأولى من المفردات فهي عدد يعادل أشياء نقسم العدد على عدد الأشياء فما خرج فهو مقدار الشيء المجهول أعنى المجهول الذي فرض شيئا كعشرة أعداد يعادل شيئين قسمنا العشرة على الاثنين خرجت خمسة فالشيء المجهول خمسة. وأمّا الثانية منها فهي أشيئا يعادل أموالا نقسم عدد الأشياء على عدد الأموال فما خرج فهو مقدار الشيء المجهول وهذا العمل مثل عمل الرد والتكميل يحصل منه كمية مال واحد من الأشياء بل كمية شيء واحد من العدد مثاله عشرون شيئا يعادل خمسة أموال قسمنا العشرين على الخمسة خرجت أربعة وهي مقدار الشيء المجهول. وأمّا المسئلة الثالثة منها فهي عدد يعادل أموال نقسم العدد على الأموال فما خرج فهو المال المجهول نأخذ جذره فهو الشيء المجهول وهذا أيضًا كعمل الرد والتكميل يحصل منه كمية مال واحد من العدد. مثاله عشرون عددا يعادل خمسة أموال قسمنا العشرين على عدد الأموال وهو خمسة خرجت من القسمة أربعة وهي مقدار المال المجهول أخذنا جذره فكان اثنين وهما مقدار الشيء المجهول. المسئلة الأولى من المقترنات فهي عدد يعادل أشياء وأموالا وبعد الرد والتكميل يصير إلى عدد يعادل لا شيء ومال واحد نربع نصف عدد الأشياء ونزيده على العدد ونأخذ جذر المجموع وننقص منه نصف عدد الأشياء فما بقي فهو مقدار الشيء المجهول. مثاله أحد وعشرون عددا يعادل أربعة أشياء ومالا واحدا حصلنا مربع نصف عدد الأشياء فكان أربعة زدناها على العدد بلغت خمسة وعشرين أخذنا جذره كان خمسة نقصنا منها عدد الأشياء وهو اثنان بقيت ثلاثة وهو الشيء المجهول وضعنا هذا العمل في الجدول ليسهل فهمه وضبطه وهو هذا وأمّا المسئلة الثانية من المقترنات فهي اشياء معادلة لعدد وأموال وبعد الرد والتكميل يصير إلى أشياء معادلة لعدد ومال واحد نربع نصف عدد الأشياء وننقص منه العدد وما بقي نأخذ جذره ونزيده على نصف عدد الأشياء أو ننقصه منه أيهما أردنا فما بلغ أو بقى فهو الشيء المجهول. وإن كان العدد اكثر من مربع نصف عدد الأشياء فالمسئلة مستحيلة وإن كان مساويا له فنصف عدد الأشياء هو الشيء المجهول. مثاله عشرة أشياء يعادل مالا واحدا واحدا وعشرون عددا حصلنا مربع نصف عدد الأشياء فكان خمسة وعشرين نقصنا منه العدد وهو أحد وعشرون بقيت أربعة أخذنا جذرها فكان اثنان زدناهما على نصف عدد الأشياء تارة بلغت سبعة فهي الشيء المجهول ونقصناهما منه تارة بقيت ثلاثة وهي أيضًا الشيء المجهول أيهما ازدنا يصح المطلوب من كل منهما، ووضعنا هذا العمل في الجدول هكذا. وأمّا المسئلة الثالثة من المقترنات فهي أموال معادلة لأشياء وعدد وبعد الرد والتكميل يصير إلى مال واحد معادل لأشياء وعدد نربع نصف عدد الأشياء ونزيده على العدد ونأخذ جذر المجموع ونزيده على نصف عدد الأشياء فما بلغ فهو الشيء المجهول. مثال مال واحد يعادل ستة أشياء وأربعين عددًا حصَلنا مربع نصف عدد الأشياء فكان تسعة زدناها على العدد وهو أربعون بلغت تسعة وأربعون أخذنا جذره فكان سبعة زدناها على نصف عدد الأشياء وهو ثلاثة بلغت عشرة وهو الشيء المجهول وضعنا هذا العمل في الجدول.
214576
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الأول/الفصل التاسع
في كيفية استخراج المجهول إذا انتهى العمل إلى التعادل من أجناس يكون المناسبة بينها كالمناسبة بين أجناس المسائل الست المذكورة نأخذ بمثل عدد ما كان عدد منزلة أقل عددًا وبمثل عدد ما يليه أشياء ثم بمثل عدد ما يليه إن كان أموالا لينتهي بمسئلة من المسائل الست المذكورة فيستخرج منه المجهول كما ذكرنا مثلا إذا كانت ستة كعاب يعادل ثمانية أموال مال ومال كعب نأخذ بدل ستة كعاب ستة أعداد وبدل ثمانية أموال ثمانية أشياء وبدل مال كعب مالا فيكون ستة أعداد معادلة لثمانية أشياء ومال وهو المسئلة الأولى من المقترنات.
214597
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D8%B1
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الأول/الفصل العاشر
فيما وعدنا إيراده من المائل التي استنبطناها إذا انتهى العمل إلى معادلة جنس واحد جنسا واحدا ولو كانا متباعدين فيكون مسائل هذا النوع غير متناهية ولم يذكرها المتقدمون وأنا استنبطت قاعدة يخرج منها جميعها وهي أن نقسم عدد منزلة أكثر فما خرج نحفظه ونأهذ التفاضل بين عددى منزلتي الجنسين المتعادلين ونأخذ الضلع الأول من المحفوظ على أنه من مضلع يكون عدد منزلة بقدر التفاضل بين عددي منزلتي الجنسين المتعادلين فهو الشيء المجهول. مثاله أربعة وستون ما لا يعادل أربعة كعاب قسمنا عدد الأموال وهو أربعة وستون على عدد كعاب الكعب وهو أربعة خرجت من القسمة ستة عشر أخذنا ضلع أوله على أنه مال مال لإن التفاضل بين عدد منزلة المال وعدد منزلة كعب الكعب أربعة وهي عدد منزلة مال مال فكان اثنان وهما الشيء المجهول. مثال أربعون عددا يعادل خمسة كعاب قسمنا الأربعون على الخمسة فخرجت ثمانية أخذنا كعبها لأن التفاضل بين منزلتي العدد والكعب ثلاثة وهي عدد منزلة الكعب. مثال آخر إذا كان مائتان وثلاثة وأربعون عددا معادلا لثلثة أموال مال قسمنا العدد على عدد مال المال خرج أحد وثمانون أخذنا ضلعه الأول على أنه مال مال فكان ثلاثة وهي الشيء المجهول. هذا ما وعدنا إيراده في هذا الكتاب وهو شامل للمفردات الثلاثة أيضًا وسنورد سائر ما استنبطناه في هذا الباب في كتاب مفرد وأمّا أمثلة استخراج المجهولات بالجبر والمقابلة فسنوردها في الباب الرابع إن شاء الله تعالى.
214671
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الثاني
وهو يصح إذا سئل عن مجهول عمل عليه كذا وكذا صار عدد امعينا مثل أن نصف أو ضعوف أو زيد عليه ونقص منه نصفه أو ضعفه أو ضرب في عدد معلوم غير مجهول وإن أوتي في المسئلة ضرب مجهول في مجهول آخرا وقسمة مجهول على مجهول آخر أو احتيج إلى استخراج جذر أو كعب مثلهما لا يصحّ به وهو أن نفرض المجهول أي عدد شيئا ونعمل عليه ما فهمنا من كلام السائل حتى يحصل حاصل فإن وافق العدد المعلوم فهو المطلوب وإلا نأخذ التفاضل بين ما حصل من عملنا والعدد المعلوم وهو المسمى بالخطأ الأول ثم نفرض المجهول عدد آخر ونعمل عليه كما عملنا حتى يحصل حاصل ثان فإن وافق المعلوم فهو المطلوب، وإلا فتأخذ التفاضل بينه وبين المعلوم وهو المسمى بالخطأ الثاني ثم نستخرج من هذين الخطأين صوابا بأن نضرب المفروض الأول في الخطأ الثاني وكذا المفروض الثاني في الخطأ الأول فإن كان الخطأين زائدين معًا على المعلوم إو ناقصين منه معًا فنقسم التفاضل بين حاصلي الضربين على التافضل بين الخطأين فما خرج فهو المجهول المطلوب. وإن كانا مختلفين في الزيادة والنقصان نقسم مجموع الحاصلين على مجموع الخطأين فما خرج فهو المطلوب. مثاله إردنا عددا إذا ضرب في ثُلثة وزيد على الحاصل عشرة ثم ضوعف المجموع وزيد عليه عشرة صار تسعين فرضناه خمسة ضربناها في الثلاثة حصلت خمسة عشر زدنا عليها العشرة بلغت خمسة وعشرون ضعفناها صارت خمسين زدنا عليه عشرة بلغ ستين وهو ناقص من التسعين المعلوم بثلثين وهو الخطأ الأول، ثم نفرضه سبعة وعملنا عليها ما سبق حصل الخطأ الثاني ثمانية عشر وهو ناقص أيضًا، فضربنا المفروض الأول وهو الخمسة في الخطأ الثاني وهو ثمانية عشر حصل تسعون، ثم ضربنا المفروض الثاني وهو سبعة في الخطأ الأول وهو ثلاثون حصل مائتان وعشرة ولما كان خطئان ناقصين معا أخذنا التفاضل بين الحاصلين فكان مائة وعشرون قسمناها على التفاضل بين الخطأين وهو اثنا عشر خرجت عشرة فهي العدد المطلوب.
214672
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الثالث
القاعدة الأولى إذا أردنا أن نضرب جذر عدد في جذر عدد آخر أو جذر جنس في جذر جنس آخر ولم يعرف ذلك الجذر لتعذر أو لاستحالة فنضرب أحد ذينك العددين أو الجنسين في الآخر ونأخذ جذر الحاصل فهو المطلوب. مثاله أردنا أن نضرب جذر تسعة في جذر خمسة وعشرين ضربنا التسعة في الخمسة والعشرين حصل مائتان وخمسة وعشرون وأخذنا جذره فكان خمسة عشر فهو المطلوب. وكذا يكون جذر تسعة أموال في جذر خمسة وعشرين مالا خمسة عشر كعبًا مثال آخر أردنا ضرب جذر اثنين في جذر ثمانية ضربنا الاثنين في الثمانية حصلت ستة عشر أخذنا جذره مكان أربعة وهو المطلوب. وكذا يكون ضرب جذر كعبين في جذر ثمانية أموال كعب ضربنا أحد المجذورين في الآخر حصلت عشر مال كعب كعب أخذنا جذره فكانت أربعة أموال مال. وكذا الحكم في ضرب ضلع أول كل مضلّع في ضلع أول ذلك المضلّع أيضًا لجنسين متفقين أو مختلفين ككعب جنس في كعب جنس آخر أو ذلك الجنس أو ضلع مال مال جنس في ضلع مال مال جنس آخر أو ذلك الجنس مثاله أردنا أن نضرب كعب ثلاثة أعداد في كعب تسعة كعاب ضربنا ثلاثة أعداد في تسعة كعاب حصلت سبعة وعشرون كعبًا أخذنا كعبه فكان ثلاثة أشياء فهو المطلوب. وأمّا إن أردنا أن نضرب ضلع أول مضلّع من جنس في ضلع أول مضلع من ذلك الجنس أو من جنس آخر على أن المضلعّين يكونان مختلفين كجذر مثلا في كعب أو جذر في مال مال فيرتقي أحد الجنسين أو كليهما بأن نضرب أحد الجنسين في نفسه ثم في الحاصل ثم في الحاصل الأوّل او الثاني وكذا نعمل بالآخر إلى أن يصيرا مضلعين متفقين فنضرب أحدهما في الآخر ونأخذ ضلع أول الحاصل على أنه ذلك المضلع المتفق فهو المطلوب. مثاله أردنا أن نضرب جذر تسعة في كعب ثمانية ضربنا التسعة في نفسه حصل أحد وثمانون فيكون الجذر المذكور ضلع مال ماله ثم ضربنا التسعة فيه حصل سبعمائة وتسعة وعشرون فيكون الجذر المذكور ضلع كعب كعبه ثم ضربنا الثمانية المذكورة في نفسها حصلت أربعة وستون فيكون الكعب المذكور كعب كعبه فإذا بلغ كل واحد منهما إلى مضلع واحد وهو كعب كعب ضربنا أحدهما في الآخر اعنى أربعة وستين في سبعمائة وتسعة وعشرين حصل أخذنا ضلع أوله على أنع كعب كعب فكان ستة وهي المطلوب. وإذا أردنا أن ضرب جذر تسعة أموال مال في كعب ثمانية من العدد ضربنا تسعة أموال مال في نفسه حصل أحد وثمانون مال كعب كعب ثم ضربنا تسعة أموال المال المذكور حصل سبعمائة وتسعة وعشرون كعب كعب كعب كعب فيكون الجذر المذكور ضلعه الأول على أنه كعب كعب ولو أن ذلك الجنس كعب مكرر أربع مرات ثم ضربنا الثمانية المذكورة من العدد في نفسها حصلت أربعة وستون عددا فيكون الكعب المذكور ضلع أوله على أنه كعب كعب وضربناه في كعب كعب تسعة أموال المال وهو سبعمائة وتسعة وعشرون كعبا مكررا أربع مرات حصل كعبًا مكررا أربع مرات أخذنا ضلعه الأوّل على أنه كعب كعب كانت ستة أموال وهو المطلوب. وكذا يكون الحكم في القسمة اعنى إذا أردنا أن نقسم جذر عدد أو جنس على جذر عدد أو جنس آخر نقسم مجذور المقسوم عليه ونأخذ جذر خارج القسمة فهو المطلوب. القاعدة الثانية إذا أردنا أن نستخرج جذر أجناس المجهولات بالتعين على الطريق الذي مرّ فإن الجذر هناك كان مجهولا أيضًا فالطريق فيه أن نطلب مجذورًا أما إذا قوبل بالجنس المطلوب جذره أو بالأجناس المطلوب جذرها انتهى العمل إلى معادلة جنس آخر يليه كعدد لشيء أو شيء لمال أو مال لكعب أو جزء مال لجزء شيء ثم نقسم عدد الجنس الأدنى على عدد الجنس الأعلى فما يخرج فهو مقدار شيء واحد نحسب منه مقدار الأجناس المطلوب جذرها بأن نأخذ لمال واحد مربّع مقدار ذلك الشيء أي مربع خارج القسمة ولمكعب واحد مكعبه ولمال مال ماله وعليه القياس ثم نضرب عدد كل جنس من الأجناس المطلوب جذرها في مقدار ذلك الجنس ونجمع الحواصل ونزيد العدد عليه إن كان مع الأجناس المطلوب جذرها ونأخذ المجموع فهو المطلوب. مثاله أردنا جذر ثلاثة كعاب قابلناه بمجذور ثلاثة أشياء وهو تسعة اموال ليكون المقابلة على الشرط المذكور فقسمنا عدد الجنس الأدنى وهو تسعة على عدد جنس الأعلى وهو الثلاثة خرج من القسمة ثلاثة وهي مقدار شيء واحد يكون ماله تسعة وكعبه سبعة وعشرين وثلاثة كعابه أحدا وثمانين أخذنا جذره فكان تسعة وهي جذر ثلاثة كعاب. مثال آخر أردنا جذر ستة أشياء وستة أموال قابلناها بمجذور ثلاثة أشياء وهو تسعة أموال وبعد حذف ستة الأموال المشتركة صارت ستة أشياء معادلة لثلاثة أموال قسمنا الستة على الثلاثة خرج من القسمة اثنان وهو مقدار شيء واحد من الأجناس المطلوب جذرها اعنى ستة أشياء وستة أموال فأخذنا ستة أمثال الاثنين لستة أشياء حصل اثنى عشر وستة أمثال مربع الاثنين ليتة أموال حصلت أربعة وعشرون ومجموعها ستة وثلاثون وهو مقدار ستة أشياء وستة أموال على أن شيئا واحد اثنان أخذنا جذره فكانت ستة أشياء وستة أموال. مثال آخر أردنا جذر ستة عشر عددا وعشرين شيئا وثلاثة وأربعة أموال وبعد حذف المشتركة وهي ستة عشر عددا وثلاثة أموال آلت إلى معادلة الأربعة وهي مقدار شيء واحد فيكون أمثاله ثمانون وثلاثة أمواله ثمانية وأربعين وهما مع ستة عشر عددا مائة وأربعة وأربعون عددًا وهو مقدار ستة عشر عددا وعشرون شيئا وثلاثة أموال الذي أردنا جذره فأخذنا جذره فكان اثنا عشر وهو الجذر المطلوب على أن شيئا واحدا أربعة ولا يجب أن يكون جذر ذلك الأجناس ما حصل بعينه بل يمكن أن يوجد لها جذور غير متناهية، مثلاً لو قابلنا الأجناس المذكورة وهي ستة عشر عددا وعشرون شيئا وثلاثة أموال بمجذور شيئين إلا أربعة أعداد وهو أربعة أموال وستة عشر عدد إلا ستة عشر شيئا وبعد الجبر والمقابلة صارت ستة وثلاثون شيئا معادلا لمال واحد قسمنا عدد الأشياء على عدد الأموال خرجت من القسمة ستة وثلاثون بعينه لا غير لإن المقسوم عليه واحد وهو مقدار شيء واحد فيكون عشرون يكون ثلاثة أموال وهما مع ستة عشر يكون أخذنا جذره فكانت ثمانية وستون وهو جذر الأجناس المذكورة على أن شيئا واحد ستة وثلاثون. واعلم أن استخراج الجذر بهذا الطريق يحتاج إلى الاستقراء ويمكن استخراجه أيضًا بأن نطلب عددا بالإستقراء إذا فرضنا مقدار شيء واحد وحسبنا به مقدار الأجناس المطلوب جذرها كان مجذورا وربما كان هذا الطريق في بعض المواد أسهل من الأول. القاعدة الثالثة إذا أردنا أن نجمع الأعداد المتوالية من الواحد إلى أي عدد شئنا بالنظام الطبيعي نزيد الواحد على العدد الأخير ونضرب المجموع في نصف العدد الأخير أو نضرب العدد الأخير في نصف ذلك المجموع. مثاله أردنا أن نجمع من الواحد إلى العشرة زدنا الواحد على العشرة بلغ أحد عشر ضربناه في نصف العشرة حصلت خمسة وخمسون وإن أردنا أن نجمع من غير الواحد إلى أي عدد شئنا نجمع الطرفين اعنى أقل تلك الأعداد وأكثرها ونضرب المجموع في نصف تلك الأعداد مثاله أردنا أن نجمع من ثلاثة إلى عشرة جمعناهما بلغ ثلاثة عشر ضربناها في نصف عدد تلك الأعداد وهو أربعة حصل اثنان وخمسون وهو المطلوب. القاعدة الرابعة إذا أردنا جمع الأفراد المتوالية دون الأزواج نزيد على الفرد الأخير واحد أو نضرب نصف المجموع وهو تلك الأفراد في نفسه يحصل المطلوب. مثاله أردنا أن نجمع الأفراد المتوالية من الواحد إلى التسعة زدنا عليهما واحد أبلغت عشرة حصلنا مربع نصفها كان خمسة وعشرين وهو المطلوب. القاعدة الخامسة إذا أردنا جمع الأزواج المتوالية دون الأفراد نضرب نصف زوج الأخير وهو عدد تلك الأزواج فيما يليه أي فيما يزيد عليه بواحد يحصل المطلوب. مثاله أردنا أن نجمع الأزواج المتوالية من الاثنين إلى العشرة ضربنا الخمسة في ستة حصل ثلاثون فهو المراد القاعدة السادسة إذا أردنا جمع الأزواج الأفراد المتوالية نضرب عددها في نفسه ونضعف الحاصل فهو المطلوب. مثاله إردنا أن نجمع عشرة أعداد هي أزواج الأفراد المتوالية على أن أولها اثنان فربعنا العشر صارت مائة ضعفناها صارت مائتان وهو المطلوب ومن لم يعد الاثنين من أزواج الأفراد وجعل زوج الفرد الأول ستة فنزيد على عددها واحد أو نعمل ما ذكرنا ثن ننقص من الحاصل اثنين بقي مطلوبه وأمّا جمع أزواج الأزواج سنذكره في القاعدة التاسعة. القاعدة السابعة إذا أردنا جمع الأعداد المتزايدة من الواحد وغيرها بتفاضلات متساويات وهذه القاعدة مما استنبطناه ننقص من عددها واحدا أبدا فما فقي نضربه في مقدار ما يتزايد به ونزيد على الحاصل العدد الأقل من تلك الأعداد سواء كان واحد أو أكثر فما بلغ فهو العدد الأكثر نزيد عليه العدد الأقل ثانيا ونضرب ما بلغ في نصف عدد تلك الأعداد فما حصل فهو المطلوب وهذه القاعدة شاملة للقاعدة الثالثة أيضًا. مثال ذلك أردنا أن نجمع ستة أعداد متزايدة بثلاثة بثلاثة من الواحد وهي واحد أربعة سبعة عشرة ثلاثة عشر ستة عشر نقصنا من الستة التي هي عدتها واحدا بقيت خمسة ضربناها في الثلاثة التي يتزايد بها تلك الأعداد حصلت تسعة زدنا عليها السبعة التي هي أقل تلك الأعداد بلغت ستة عشر وهو أكثر تلك الأعداد زدنا عليه العدد الأقل ثانيا بلغ ثلاثة وعشرين ضربناه في الاثنين الذين هما نصف عددها حصلت ستة وأربعون وهو المطلوب. القاعدة الثامنة إذا أردنا جمع الأعداد المتزايدة من الواحد وتفاضلاتها المتوالية متزايدة أمّا بواحده واحدة أو اثنين اثنين أو ثلاثة ثلاثة وعلى ذلك القياس. أمّا ما كانت تفاضلاتها متزايدة بواحدة واحدة فكالواحد والثلاثة والستة والعشرة والخمسة عشر ما كانت تفاضلاتها متزايدة باثنين اثنين وهو المربعات المتوالية كالواحد والأربعة والتسعة والستة عشرة وما كانت تفاضلاتها متزايدة بثلاثة ثلاثة كالواحد والخمسة والاثني عشر ولاثنين والعشرين والخمسة والثلاثين وعليه القياس والعمل في جميع تلك الأنواع أن ننقص من عددها واحدا دائما ونضرب الباقي في مقدار ما تزايد به التفاضلات ونأخذ ثلث الحاصل دائمًا ونزيد عليه واحدا فما بلغ نضربه في جميع تلك الأعداد بالنظم الطبيعي فالحاصل هو المطلوب. مثاله أردنا أن نجمع عشرة أعداد متزايدة بثلاثة ثلاثة أولها واحد نقصنا من العشرة واحدا بقيت تسعة ضربناها في الثلاثة التي تزايد بها التفاضلات حصلت سبعة وعشرون أخذنا ثلثه فكان تسعة نزيد عليها واحدا بلغت عشرة ضربناها في خمسة وخمسين الذي هو مجموع الأعداد من الواحد إلى العشرة بالنظم الطبيعي حصل خمسمائة وخمسون وهو المطلوب. القاعدة التاسعة إذا أردنا أن نجمع الأعداد الحاصلة من تضاعيف الواحد وغيره وهذه أيضًا مما استنبطناه وطريقة إذا كان العدد الأخير معلوما أن ننقص من ضعفه واحد فالباقي هو مجموع تلك الأعداد وإن لم يكن العدد الأخير معلومًا ننظر إلى عدد مرات التضعيف هو عدد منزلة أي مضلع فيحصل ذلك المضلع على أن ضلعه الأول اثنان وطريق تحصيله أن ننظر إلى عدد تلك المرات أن كان قابلا للتنصيف إلى الواحد وغيره ننظر انه كم مرة تقبل التنصيف إلى الواحد أو نعرف أنه مضلع للاثنين وكم يكون عدد منزلة نربع الاثنين مرة بعد أخرى بعدة ذلك العدد أي نضرب الاثنين في نفسه ثم الحاصل في نفسه ثم الحاصل الثاني في نفسه هكذا بعدة ذلك العدد ليحصل العدد الأخير نضاعفه وننقص منه واحدا ابدا ليحصل مجموع تلك الأعداد ولو نزيد أولا واحد أعلى مرات التضعيف ويكون المجموع قابلا للتنصيف نعمل به ما عملنا يحصل عدد المجموع بزيادة واحد مثاله أردنا أن نضعف الواحد ثمانية مرات وهي قابلة للتنصيف إلى الواحد بثلاث مرات وكعب الاثنين وعدد منزلة الكعب أيضًا ثلاثة ربعنا الاثنين ثلاث مرات فكان المربع الأول أربعة ومربع الثاني ستة عشر والثالث مائتين وستة وخمسين وهو العدد الأخير ضعفناه صار نقصنا منه واحدا صار وهو المطلوب. وإذا نقصنا منه واحدًا أخر بقي وهو مجموع ثمانية أزواج متواليات وذلك ما وعدناه في القاعدة السادسة. مثال آخر أردنا أن نضع واحد في بيت من بيوت الشطرنج والاثنين في بيت آخر والأربعة في بيت آخر وهكذا يتضاعف لسائر البيوت إلى أن يتم جميع البيوت فيكون عدد التضاعيف ثلاثة وستون ويصير بالتضعيف الأخير لجمع جميع الأعداد الموضوعة فيها أربعة وستين وهو قابل للتنصيف إلى الواحد ست مرات فربّعنا الاثنين سّت مرات هكذا. ثم نصفنا المربع السادس صار وهو العدد الموضوع في البيت الأخير من بيوت الشطرنج وأمّا إن لم يكن عدد مرات التضعيف قابلا للتنصيف إلى الواحد ثم من الباقي وهكذا إلى أن لا يبقى شيء أو بقي واحد فينقسم إلى تلك الأعداد مثلا إذا كان عشرة نجعلها بقسمين هما ثمانية واثنان كل منهما قابلا للتنصيف إلى الواحد وإن كان مائة نجعلها ثلاثة أقسام كما قلنا وهي أربعة وستون واثنان وثلاثون وأربعة ثم ننظر إلى كل واحد منها كم مرة تقبل التنصيف إلى الواحد فنضع هذه الأعداد في جدول ونسميها بأقسام العدد ونضع بإزاء كل واحد منها عدد مرات تنصيفه في جدول آخر ونسميها بأعداد المرات وإن كان أحد من عدة أقسام العدد واحد فنضع بإزائه في جدول أعدا المرات صفرا ثم نربع الاثنين مّرة بعد أخرى بعدة أكثر عدد المرات ثم نضع المربع الأخير بإزاء العدد الأكثر في الجدول وكذا نضع بإزاء كل عدد من أعداد المرات من المربعات ما هو بعدة ذلك العدد ليكون بإزاء كل عدد مربع حصل بتربيع الاثنين مّرة بعد أخرى بعدة ذلك العدد وإن كان في جدول المرات صفر نضع بإزائه الاثنين بغير تربيع ثم نضرب المربعات الموضوعة في الجدول بإزاء أعداد المرات بعضها في بعض فالحاصل الأخير هو العدد الأخير ونضعفه وننقص منه واحد ليحصل المطلوب. مثاله أردنا أن نجمع تضاعيف الواحد أحد عشر مرة وهي مع الواحد اثنا عشر عددا ثم أخذنا من أحد عشر أكثر عدد قابل للتنصيف إلى الواحد وهو ثمانية ثم اثنان وبقي واحد فالثمانية تقبل التنصيف ثلاث مرات والاثنان تقبل مرة وكان الجزء الثالث الواحد لا تقبل فليس له عدد مرات فحصل في جدول أعداد المرات ثلاثة واحد وصفر فربّعنا الاثنين ثلاث مرات للأول فكان المربّع الثالث ومرة للثاني وكان أربعة وأخذنا نفس الاثنين للثالث وهو كما وضعناه في هذا الجدول ثم ضربناه في الاثنين في الأربعة حصل ضربناه في الاثنين حصل وهو التنصيف الأخير ضعفياه ونقصنا منه واحد صار وهو المطلوب وأن أردنا تضاعيف عدد غير الواحد مرات معينة نحصل أولا تضاعيف الواحد بعدة تلك المراتب على ما سبق ثم نضرب العدد الأخير أو عدد المجموع أيهما أردنا في ذلك العدد أعنى العدد الذي نريد تضاعيفه ليحصل العدد الأخير أو عدد المجموع بحسب ذلك العدد. مثاله أردنا أن نضعف الخمسة أحد عشر مرة وكان العدد الأخير على أن العدد الأول واحد كما سبق ضربناه في الخمسة حصل وهو العدد الأخير على أن العددالأول خمسة فيكون المجموع على أن الأول خمسة وهو المطلوب. القاعدة العاشرة إذا أردنا جمع حواصل ضروب وكل عدد من الأعداد المتوالية من الواحد فيما يليه أعنى أن نضرب الواحد في الاثنين والاثنين في الثلاثة والثلاثة في الأربعة وهكذا إلى ما أوردناه وطريقة أن ننقص من العدد الأخير واحدا ونأخذ ثلثي الباقي ونضربه في مجموع تلك الأعداد بالنظم الطبيعي. مثاله أردنا أن نجمع حواصل ضروب كل واحد من الأعداد المتوالية من الواحد إلى الستة نقصنا من الستة واحدا وأخذنا ثلثي الباقي فكانت ثلاثة وثلثا ضربناه في مجموع تلك الأعداد وهو أحد وعشرون حصل سبعون وهو المطلوب. القاعدة الحادية عشر إذا أردنا جمع حواصل ضروب كل عدد من الأعداد المتوالية من الواحد فيما يليه ثم حاصل فيما يليه نحذف العدد الأخير ونجمع الباقية ونضرب المجموع فيما نقص عنه بواحد يحصل المطلوب. مثاله أردنا مجموع حواصل الضروب لكل عدد من الواحد إلى الستة فيما يليه ثم الحاصل فيما يليه جمعنا من الواحد إلى الخمسة كان خمسة عشر ضربناه في أربعة عشر حصل مائتان وعشرة وهو المطلوب. القاعدة الثانية عشر إذا أردنا جمع مربعات الأعدا المتوالية من الواحد إلى كم شيئا نزيد واحدا على ضعيف العدد الأخير ونضرب ثُلث المجموع في مجموع تلك الأعداد مثاله أن نجمع مربعات الأعداد المتوالية من الواحد إلى ستة زدنا على ضعفها واحدا بلغ ثلاثة عشر وكان ثلثه أربعة وثلثا ضربناه في مجموع تلك الأعداد وهو واحد وعشرون حصل أحد وتسعون. القاعدة الثالثة عشر إذا أردنا أن نجمع مكعبات المتوالية من الواحد كم شئنا نضرب مجموع تلك الأعداد في نفسه يحصل المطلوب. مثاله أردنا مجموع مكعبات الأعداد المتوالية من الواحج إلى ستة جمعنا تلك الأعداج فكان أحدا وعشرون ضربناه في نفسه حصل أربعمائة واحد وأربعون وهو المطلوب. القاعدة الرابعة عشر إذا أردنا جمع أموال الأموال للأعداد المتوالية من الواحد ننقص من مجموع تلك الأعداد واحد ونأخذ ثلث الباقي دائما ونزيده يحصل المطلوب. مثاله إردنا أن نجمع أموال المال للأعداد المتوالية من الواحد إلى ستة أخذنا مجموع تلك الأعداد فكان أحدا وعشرون نقصنا منه واحد بقي عشرون أخذنا خمسة فكان أربعة زدناها أحد وعشرون بلغت خمسة وعشرين ضربناها في أحد وتشعين الذي كان مجموع مربعات تلك الأعداد حصل ألفان ومائتان وخمسة وسبعون. القاعدة الخامسة عشر إذا أردنا جمع المضلعات المتوالية لأي عدد كان مع الضلع الأول هذا أيضًا مما استنبطناه نضرب الضلع الأول في المضلع الأخير وننقص من الضلع الأول بواحد فما خرج فهو المطلوب مثاله ننقص من الضلع الأخير واحدا دائما ونضرب الباقي في الضلع الأول ونقسم الحاصل على عدد ناقص من الضلع الأول بواحد فما خرج فهو المراد. نوع آخر ننقص من المضلع الأخير الضلع الأول ونقسم ما بقي على عدد ناقص من المضلع الأول بواحد فما خرج نزيد عليه المضلع الأخير ليحصل المطلوب مثال النوع الأول أردنا جمع المضلعات المتوالية للأربعة إلى مال الكعب ضربنا الضلع الأول وهو أربعة في المضلع الأخير مال كعبها وهو حصل نقصنا منه الضلع الأول وهو أربعة بقي قسمناه على ثلاثة وهو ناقص من الضلع الأول بواحد خرج من القسمة وهو المطلوب. مثال النوع الثاني نقصنا من المضلع الأخير وهو واحدًا بقي ضربناه في الضلع الأول وهو أربعة حصل قسمناه على ثلاثة خرج وهو المراد مثال النوع الثالث نقصناه الضلع الأول وهو أربعة من المضلع الأخير وهو بقي ألف وعشرون قسمناه على ثلاثة وهي ناقص من الضلع الأول بواحد خرج من القسمة ثلاثمائة وأربعون زدناه على المضلع الأخير وهو ألف وأربعة وعشرون بلغ وهو المطلوب. وإن كان الضلع الأول كسرًا ننقص كسر المضلع الأخير عن مخرجه ونضرب الباقي في كسر الضلع الأول فما حصل نقسمه على فضل مخرج الضلع الأول على كسره فما خرج من القسمة نقسمه على مخرج المضلع الأخير إن كان أكثر منه وإلا ننسبه. مثاله أردنا أن نجمع مضلعات ثلاثة أرباع إلى مال المال وكان مال ماله نقصناه كسره عن مخرجه بقي ضربناه في كسر الضلع الأول الذي هو ثلاثة حصل قسمناه على مخرج المضلع الأخير فخرج من القسمة وهو المطلوب. مثال آخر أردنا أن نجمع مضلعات متواليات الثلاثة أسباع إلى الكعب وكان كعبها أخذنا فضل مخرجه على كسره فكان ضربناه في الثلاثة التي هو كسر الضلع الأول حصل قسمناه على فضل مخرج الضلع الأول على كسره وهو أربعة خرج من القسمة نسبناه إلى مخرج المضلع الأخير الذي هو فصار هكذا وهو المطلوب. والضابطة الشاملة للصحاح والكسور أن نأخذ التفاضل بين الواحد وكل واحد من الضلع الأول والمضلع الأخير ونضرب الضلع الأول في التفاضل الثاني ونقسم الحاصل على التفاضل الأول فما خرج فهو المطلوب. مثاله أردنا جمع مضلعات متواليات لثلاثة أسباع إلى الكعب وكان التفاضل الأول أربعة أسباع والثاني ضربنا الضلع الأول وهو ثلاثة أسباع في التفاضل الثاني حصل قسمناه على التفاضل الأول وهو أربعة أسباع خرج من القسمة وأمّا بالوجه الثاني قسمنا الثاني على الأول خرج من القسمة ضربناه في الضلع الأول الذي هو ثلاثة أسباع حصل وهو المطلوب. القاعدة السادسة عشر إذا أردنا أن نحصل مضلع عدد يكون عدد منزلة كثيرا من غير أن نحصل جميع مضلعاته المتوالية التي كانت بينهما وهذه أيضًا مما استنبطناه نعرف عدد منزلة ذلك المضلع فإن كان قابلا للتنصيف إلى الواحد نعرف عدد مرات تنصيفه إلى الواحد فنربع الضلع الأول بعدته يكون المربع الأخير هو المطلوب. مثاله أردنا مال كعب كعب الخمسة وكان عدد منزلة ثمانية وهي تبلغ بثلاثة تنصيفات إلى الواحد ربعنا الخمسة ثلاث مرات حصل المربع الأول والثاني والثالث وهذا مال كعب الكعب للخمسة وإن لم يكن عدد منزلة المضلع المطلوب قابلاً للتنصيف إلى الواحد نأخذ منه أكثر عدد قابل للتنصيف إلى الواحد نأخذ منه أكثؤ عدد قابل للتنصيف إلى الواحد ثم الباقي هكذا إلى أن لا يبقى شيء أو يبقى واحد ليحصل لنا أعداد مجموعها بقدر عدد منزلة ذلك المضلع ويكون كل واحد منها قابلاً للتنصيف إلى الواحد وكان أحدها واحد والباقية قابلة للتنصيف إلى الواحد نضعها في جدول كما سبق في القاعدة التاسعة ونعرف عدد مرات تنصيف كل واحد منها إلى الواحد ونضعه في جنبه ونضع بإزاء الواحد صفرا ونسميها بأعداد المرات ثم نربع الضلع الأول مرة بعد أخرى بعدة العدد الأكثر منها ونضع مربع الأخير بإزائه وكذا نضع بإزاء كل واحد من تلك الأعداد المربع الذي حصل من تربيع الضلع الأول مرات بعدته ونضع بإزاء الصفر الضلع الأول ثم نضرب هذه المضلعات الموضوعة في الجدول بعضها في بعض فيكون الحاصل الأخير هو المطلوب. مثاله أردنا أن نحصل مال كعب كعب كعب الكعب للثلاثة وعدد منزلة أربعة عشر قسمناه إلى ثمانية وأربعة واثنان وضعناها في الجدول وتممنا هكذا العمل ثم ضربنا في حصل ضربناه في التسعة حصل وهو مال كعب كعب كعب الكعب للثلاثة وقد ذكرنا مضمون هذه القاعدة في القاعدة التاسعة على أن الضلع الأول اثنان خصوصا أوردناها هيهنا للعموم والتمييز عند الحوالة إليها القاعدة السابعة عشر كل أربعة إعداد إن كانت متناسبة اعنى يكون نسبة الأول منها إلى الثاني كنسبة الثالث إلى الرابع يكون حاصل ضرب الأول في الرابع مساويا لحاصل ضرب الثاني في الثالث وقد عبر المنسوب والمنسوب إليه بالمقدم والتالي. القاعدة الثامنة عشر نسبة أعظم المقدارين إلى ثالث أعظم من أصغرهما إليه ونسبة الثالث إلى أصغرهما أعظم من نسبة إلى أعظمهما. القاعدة التاسعة عشر إذا كانت مقادير نسبة الأول إلى الثاني كنسبة الثالث إلى الرابع ونسبة الخامس إلى الثاني كنسبة الثالث إلى السادس فيكون نسبة الأول إلى السادس كنسبة الخامس إلى الرابع. القاعدة العشرون إذا كانت مقادير نسبة الأول إلى الثاني كنسبة الثالث إلى الرابع ونسبة الأول إلى الخامس كنسبة السادس إلى الرابع فيكون نسبة الثاني إلى السادس كنسبة الخامس إلى الثالث القاعدة الحادية والعشرون إذا كانت مقادير نسبة الأول إلى الثاني كنسبة الثالث إلى الرابع ونسبة الخامس إلى الثاني كنسبة السادس إلى السابع يكون مجموع الأول والخامس إلى الثاني كنسبة مجموع الثالث والسادس إلى الرابع. القاعدة الثانية والعشرون إذا كانت مقادير نسبة الأول منها إلى الثاني كنسبة الثالث إلى الرابع ونسبة الأول إلى الخامس كنسبة الثالث إلى السادس فيكون نسبة الأول إلى مجموع الثاني والخامس كنسبة الثالث إلى مجموع الرابع والسادس. الفاعدة الثالثة والعشرون إذا كانت أربعة أعداد متناسبة فكما يكون نسبة الأول إلى الثاني كنسبة الثالث إلى الرابع فيكون بالعكس أيضًا متناسبة، أعني يكون نسبة الثاني إلى الأول كنسبة الرابع إلى الثالث، أو نقول نسبة الرابع إلى الثالث كنسبة الثاني إلى الأول ويقال لها عكس النسبة. القاعدة الرابعة والعشرون إذا كانت أربعة أعداد متناسبة فيكون نسبة المقدم إلى المقدم كنسبة التالي إلى التالي النظير للنظير ويقال لهذه أبدال النسبة. القاعدة الخامسة والعشرون إذا كانت أربعة أعداد متناسبة فيكون نسبة الأول إلى مجموع الأول والثاني كنسبة الثالث إلى مجموع الثالث والرابع ويقال لها تركيب النسبة. القاعدة السادسة والعشرون إذا كانت أربعة أعداد متناسبة وكان المقدم أعظم من التالي فيكون نسبة الأول إلى فضله على التالي كنسبة الثالث إلى فضله على الرابع ويقال لها قلب النسبة. القاعدة السابعة والعشرون إذا كان صفان من المقادير متساويا العدة كل اثنين صنف من على نسبة اثنين من الصنف الآخر وانتظمت النسبة، أعني يكون نسبة الأول على الترتيب مثلا يكون نسبة الأول إلى الثاني من الصنف الأول كنسبة الأول إلى الثاني من الصنف الآخر وكذا يكون نسبة الثاني إلى الثالث من الصنف الأول كنسبة الثاني إلى الثالث من الصنف الآخر وقس عليه فيكون من الصنف الآخر ويقال لها المساواة المنتظمة. القاعدة الثامنة والعشرون إذا كان صنفان من المقادير متساويا العددة كل اثنين من صنف على نسبة اثنين من الصنف الآخر لأعلى الترتيب مثلا تكون نسبة الأول إلى الثاني من الصنف الأول كنسبة الثاني إلى الثالث من الصنف الآخر ونسبة الثاني إلى الثالث من الصنف الأول كنسبة الأول إلى الثاني من الصنف الآخر فتكون نسبة الأول إلى الأخير من الصنف الأول كنسبة الأول إلى الأخير من الصنف الأخير ويقال لها المساواة المضطربة. القاعدة التاسعة والعشرون إذا توالت أربعة أعداد على نسبة أي يكون نسبة الأول إلى الثاني كنسبة الثاني إلى الثالث والثالث إلى الرابع فيكون حاصل ضرب مرّبع الأول في نفس الرابع يساوي كمعب الثاني وحاصل ضرب مربع الرابع في الأول يساوي مكعب الثالث. القاعدة الثلاثون إذا توالت أعداد متناسبة مبتدءة من الواحد فثالث الواحد مربع وكذلك خامسة وسابعة وما بعده يترك واحد ونوخذ واحد ورابع الواحد مكعب وكذلك سابعه وعاشره اثنان ويوخذ واحد وخامس والواحد مال وكذلك تاسعه وما بعده يترك ثلاثة ونوخذ واحد وسابع الواحد مال كعب وكذا ما بعده يترك خمسة ويوخذ واحد ويكون ضلع أول تلك المضلعات الأعداد المناسبة على التوالي. القاعدة الحادية والثلاثون إذا توالت أربعة أعداد على نسبة إذا ضرب الأول في الثالث وكذا الثاني في الرابع ثم نضرب الحاصل الأول ومساو لمربع العدد الثاني في الحاصل الثاني وهو مساو لمربع العدد الثالث يكون جذر الحاصل هذا مساويا لحاصل ضرب العدد الأول في الرابع وهو مساو لحاصل ضرب العدد الثاني في الثالث أيضًا. القاعدة الثانية والثلاثون إذا نقص من عددين أو زيد عليهما عددان على نسبتهما كان الباقيان أو المجموعان على تلك النسبة أيضًا. القاعدة الثالثة والثلاثون كل عدد يضرب في عددين فيكون النسبة بين الحاصلين كالنسبة بينهما. القاعدة الرابعة والثلاثون كل عدد ضرب في عدد آخر يكون نسبة أحد المضروبين إلى مربعه كنسبة المضروب الآخر إلى حاصل الضرب فيكون بعد العكس وإلا بدال نسبة حاصل الضرب إلى مربع أحدهما كنسبة المضروب الآخر إليه أي إلى جذر ذلك المربع إلى عدة أجذاره كنسبة الجذر إلى تلك العدة مثلا نسبة ستة عشر إلى ثلاثة أجذاره وهو اثنى عشر كنسبة الجذر وهو أربعة إلى عدة الأجذار وهو ثلاثة فإذا ضرب الأربعة في الثلاثة حصل اثنى عشر ويكون نسبة إلى مربع الأربعة وهو ستة عشر كنسبة الثلاثة إلى الأربعة. القاعدة الخامسة والثلاثون كل عدد ضرب تارة في عدد وتارة قسم عليه وضرب الحاصل في الخارج من القسمة فما حصل فهو مساو لمربع ذلك العدد. القاعدة السادسة والثلاثون كل عددين قسم كل واحد منهما على الآخر وضرب مجموع الخارجين من القسمتين في حاصل ضرب أحد العددين في الآخر فما حصل فهو مساو لمجموع مربعي العددين. القاعدة السابعة والثلاثون إذا قسم أحد العددين على الآخر وكذا الآخر على الأول فنسبة أحد الخارجين إلى الآخر كنسبة إلى الواحد مثناة وإذا قسم الواحد على أحد الخارجين يخرج الآخر وإذا ضرب مجموع أحد الخارجين والواحد في المقسوم عليه يحصل مجموع العددين. القاعدة الثامنة والثلاثون كل عدد قسم على عدد فيكون نسبة الخارج من القسمة إلى مربعه كنسبة المقسوم عليه إلى المقسوم فإذا أردنا أن نحصل مجذورا يكون نسبة مجذوره العدد المطلوب. القاعدة التاسعة والثلاثون نسبة سعر إلى سعر عند تساوي المسعرين كنسبة مثمن بالسعر الثاني إلى مثمن بالمسعر الأول عند تساوي الثمن على التبادل مثلا إذا كان مثقالا من اللولو بعشرة دراهم ومثقال من الذهب بخمسة دراهم فيكون عشرون مثقالا من الذهب بمائة دينار وعشرة مثاقيل من اللؤلؤ بمائة دينار أيضًا، وكذا يكون النسبة بين الوزنين والمكيلين والذراعين المصطلحين في بلدين أو فيما بين طائفتين وبين ما يوزن ويكال ويمسح بهما، مثلا لما كان ذراع اليد ثلاثة أرباع لذراع الهاشميّ فيكون عدد ذرعان ثوب ممسوح بذراع الهاشمي ثلاثة أرباع عدد ذرعان ذلك الثوب إذا مسح بذراع اليد على التبادل. ونسبة مربع ذراع اليد إلى مربع ذراع الهاشمي كنسبة تسعة إلى ستة عشر فيكون نسبة مساحة سطح ممسوح بذراع الهاشمي إلى مساحة ذلك السطح بذراع اليد أيضًا كنسبة تسعة إلى ستة عشر. ونسبة مكعب ذراع اليد إلى مكعب ذراع الهاشمي كنسبة إلى فيكون نسبة مساحة مجسم ممسوح بذراع الهاشمي إلى مساحة بذراع اليد أيضًا كنسبة إلى وأيضًا يكون نسبة أجرة أجير إذا تساوت أيام عملهما كنسبة أيام عمل الثاني إلى أيام عمل الأول على تقدير تساوي الأجرتين وكذا الحكم إذا كانت عدة من جنس معادلا لعدة من جنس الآخر يكون نسبة مقدار جنس واحد من الأعلى إلى مقدار جنس واحد من الأدنى إلى عدد جنس الأعلى مثلا إذا كانت عشرة أشياء معادلة لثلاثة أموال يكون نسبة مال واحج إلى شيء قدر بمقياسين هاشمي واحد ومال واحد. القاعدة الأربعون نربع كل عدد يساوي مجموع مربعي قسميه وحاصل ضرب أحدهما في ضعف الآخر فيكون التفاضل بين كل مربعين بقدر حاصل ضرب مجموع جذريهما في تفاضلهما. القاعدة الحادية والأربعون كل عدد نصف وقسم بمختلفين فمجموع حاصل ضرب أحد القسمين في ضعف الآخر ومربع الفضل بين النصف القسم يساوي مربع النصف، وأيضًا مجموع مربعي القسمين يساوي ضعف مربعي النصف والفضل بين النصف والقسم. القاعدة الثانية والأربعون كل عدد ضرب في أحد قسميه ونزيد على الحاصل مربع نصف القسم الآخر يكون المجموع مساويا لمربع المجموع ذلك القسم ونصف القسم الآخر. القاعدة الثالثة والأربعون نسبة المربع إلى المربع كنسبة الجذر إلى الجذر مثناه اعنى إذا كان نسبة الجذر إلى الجذر نسبة النصف يكون نسبة المربع إلى المربع نصف النصف أي الربع كل لنظيره وكذا يكون نسبة الدائرة إلى الدائرة كنسبة القطر إلى القطر مثناة وكذا يكون النسبة بين كل سطحين متشابهين وبين أضلاعهما وأقطارهما النظائر. القاعدة الرابعة والأربعون نسبة الكعب إلى الكعب كنسبة الضلع إلى الضلع مثلثه وكذا يكون نسبة الكرة إلى الكرة كنسبة القطر إلى القطر مثلثه، وكذا الحكم بين كل متشابهين وبين أضلاعهما وبين أقطارهما النظير للنظير، وكذا يتزايد تكرار نسبة الضلع الأول إلى الضلع الأول بتزايد عدد منزلة المضلعات ويكون عدد التكرار مساويا لعدد منزلة المضلع كما تكون نسبة مال الكعب إلى مال الكعب كنسبة الضلع الأول إلى الضلع الأول مخمسة. القاعدة الخامسة والأربعون إذا أردنا أن نقسم عددا نسبة ذات وسط وطرفين أي يكون نسبة إلى أعظم قسميه كنسبة أعظم قسميه إلى الأصغر ولا بد تكون نسبة القسم الأصغر إلى الأعظم كنسبة الأعظم إلى مجموعهما فطريقة أن نضرب ذلك العدد في نفسه أو نزيد على الحاصل ربع الحاصل ونأخذ جذر ما بلغ وننقص منه نصف ذلك العدد فما بقي فهو قسمة الأعظم، وإن كان القسم الأعظم معلومًا والأصغر ومجموعهما مجهولين نعمل عليه ذلك العمل بعينه يحصل القسم الأصغر يكون مجموعهما العدد المقسوم على نسبة ذات وسط وطرفين، وإن كان أصغر القسمين معلومًا فقط نعمل عليه ذلك العمل بعينه فما بقي آخر العمل بعينه نزيد عليه الأصغر المعلوم فما بلغ فهو القسم الأعظم نوع آخر كل عدد نضرب في سادسة يخرج من القسمة القسم الأصغر وإذا كان الأصغر معلومًا نقسمه على فضل الواحد على الرقوم وهي سادسة فما خرج من القسمة فهو القسم الأعظم. وأعلم أنه كلما كان أحد هذه المقادير الثلاثة منطبقا فليس الباقيان بمنطقين وقد استخرجنا هذه القاعدة من الأصول. القاعدة السادسة والأربعون إذا كان مثلث قائم الزاوية يكون مجموع مربعي ضلعيه المحيطين بها مساويا لضلع الموتر بها. القاعدة السابعة والأربعون كل مثلث إذا خرج من أحدى زواياه خطوط إلى الضلع الموتر بها ليصير مثلثات تكون نسبة بعضها إلى بعض كنسبة قواعدها من الضلع الذي وصل إليه تلك الخطوط النظير للنظير. القاعدة الثامنة والأربعون كل وترين متقاطعان في دائرة فيقسم كل واحد منهما بالآخر يكون حاصل ضرب أحد قسمي وتر منهما في القسم الآخر مساويًا لحاصل ضرب أحد قسمي الوتر الآخر في القسم الآخر منه فإذا تقاطع وتر مع القطر على زاويا قائمة تكون حاصل ضرب أحد قسمي القطر في الآخر مساويا لمربّع نصف الوتر. القاعدة التاسعة والأربعون إذا أردنا أن نستخرج العدد التام وهو الذي يكون أجزاؤه مثله أعني يكون مجموع كل عدد يعده يساويه كالستة فأن الواحد والاثنين والثلاثة يعدها ومجموعها ستة وطريقه أن نجمع أعداد متوالية من الواحد على نسبة الضعف وكان المجموع عددًا أوّلا أي لا يعده غير الواحد ثم نضرب المجموع في آخر تلك الأعداد يحصل عدد تام. مثاله جمعنا الواحد والاثنين والأربعة كان المجموع سبعة ولا يعدها غير الواحد ضربناها في الأربعة التي هي آخر تلك الأعداد حصلت ثمانية وعشرون وهو العدد التام مجموع ما يعده يساويه أعني مجموع الواحد والاثنين والأربعة والسبعة والأربعة عشر. القاعدة الخمسون إذا أردنا أن نستخرج العددين المتحابين وهما عددان يكون مجموع أجزاء كل واحد منهما مساويا للآخر نطلب عددا من تضاعيف الاثنين إذا ضربناه تارة في واحد ونصف وتارة في ثلاثة وننقص من كل واحد من الحاصل واحدًا فلا يعد لكل واحد من الباقيين غير الواحد فإذا وجد يسمى الباقي الأوّل الفرد الأول والثاني الفرد الثاني ولا بد تكون الفرد الثاني زائدا على ضعف الفرد الأول بواحد ثم نضرب الفرد الأول في الفرد الثاني ونسمي الحاصل بالفرد الثالث ثم نضرب العدد الموجود من تضاعيف الاثنين تارة في الفرد الثالث وتارة في مجموع الفردين الأول والثاني فيكون الحاصل الأول أحد العددين المتحابين وإذا نريد الحاصل الثاني عليه فما بلغ فهو العدد الأخير من المتحابين. مثاله أخذنا من تضاعيف الاثنين الأربعة وضربناها في واحد ونصف حصلت ستة نقصنا منها واحدا بقيت خمسة ولا يعدها غير الواحد فهي الفرد الأول ثم ضربنا الأربعة أيضًا في ثلاثة حصل اثنا عشر نقصنا منه واحدا بقي أحد عشر وهو الفرد الثاني أوردنا على ضعف الفرد الأول واحد أبلغ أيضًا الفرد الثاني ضربنا أحد الفردين في الآخر حصلت خمسة وخمسون وهو الفرد الثالث ثم ضربنا الأربعة في الفرد الثالث حصل مائتان وعشرون وهو أحد المتحابين وأيضًا ضربنا الأربعة في مجموع الفردين الأول والثاني حصلت أربعة وستون زدناه على ذلك بلغ مائتان وأربعة وثمانون وهو العدد الثاني من المتحابين. وقد أوردنا هذا المثال هذا المثال مع مثال آخر في جدول ليسهل فهمه ويكون دستورًا لمن أراد هذا ذلك وهو وأمّا استخراج أجزاء كل واحد من المتحابين للامتحان أمّا أجزاء العدد الأقل منهما فهي الواحد وتضاعيفه إلى العدد الزوج الذي نعمل عليه وكذا كل واحد من الفرد الأول والثاني وتضاعيف كل واحد منهما بعدة تضاعيف الواحد إلى الزوج المذكور وكذا الفرد الثالث وتضاعيفه بعدة تضاعيف الواحد إلى نصف الزوج المذكور فيكون المجموع جميع أجزاء العدد الأقل من المتحابين يساوي العدد الأكثر منهما. وأمّا أجزاء العدد الأكثر فهي الواحد وتضاعيفه إلى العدد الزوج الذي نعمل عليه وكذا كل واحد من الفرد الأول والثاني وتضاعيف كل منهما بعده تضاعيف الواحد إلى الزوج المذكور وكذا الفرد الثالث وتضاعيفه بعده تضاعيف الواحد نصف الزوج المذكور فيكون المجموع جميع أجزاء العدد الأقل من المتحابين تساوي العدد الأكثر منهما. وأمّا الجزاء العدد الأكثر فهي الواحد وتضعيفه إلى الزوج المذكور ومجموع الأفراد الثلاثة وتضاعيفه بعده تضاعيف الواحد إلى نصف الزوج المذكور
214736
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%88%D8%B5%D9%81%20%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%B5%D8%A7%D8%B1%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%B1
وصف إفريقية من الاستبصار في عجائب الأمصار
الاستبصار في عجائب الأمصار، كتاب يجمع بين أسلوب المسالك والممالك وأدب الرحلات، مؤلفه مراكشي مجهول، بدأ في تأليفه سنة 587هـ وانتهى منه سنة 591هـ. جغرافيا
214797
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B1%D9%88%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84
روح الثورات والثورة الفرنسية/الجزء الأول
الباب الأول – صفات الثورات الفصل الأول – الثورات العلمية والثورات السياسية الفصل الثاني – الثورات الدينية الفصل الثالث – شأن الحكومات في الثورات الفصل الرابع – شأن الأمة في الثورات الباب الثاني – النفسية التي تسود الثورات الفصل الاول – تقليات الخلق أيام الثورات الفصل الثاني – النفسية الدينية والنفسية اليعقوبية الفصل الثالث – النفسية الثورية والنفسية المجرمة الفصل الرابع – روح الجماعات الثورية الفصل الخامس – روح المجالس الثورية روح الثورات والثورة الفرنسية
214881
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%87%D8%A7/%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D8%B9%D9%85%D8%AF%D8%A7
كتاب الصلاة وحكم تاركها/حكم تارك الصلاة عمدا
لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من اعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن اثمه ثم الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة ثم اختلفوا في قتله وفي كيفية قتله وفي كفره. فأفتى سفيان بن سعيد الثوري وأبو عمرو الأوزاعي وعبد الله بن المبارك وحماد بن زيد ووكيع بن الجراح ومالك بن أنس ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه واصحابهم بأنه يقتل ثم اختلفوا في كيفية قتله فقال جمهورهم يقتل بالسيف ضربا في عنقه وقال بعض الشافعية يضرب بالخشب إلى ان يصلي أو يموت وقال ابن سريج ينخس بالسيف حتى يموت لأنه ابلغ في زجره وأرجى لرجوعه. والجمهور يحتجون بقوله صلى الله عليه وسلم: وضرب العنق بالسيف أحسن القتلات وأسرعها إزهاقا للنفس وقد سن الله سبحانه في قتل الكفار المرتدين ضرب الأعناق دون النخس بالسيف وإنما شرع في حق الزاني المحصن القتل بالحجارة ليصل الألم إلى جميع بدنه حيث وصلت إليه اللذة بالحرام ولأن تلك القتلة أشنع القتلات والداعي إلى الزنا داع قوي في الطباع فجعلت غلظة في مقابلة قوة الداعي ولأن في تذكيرا لعقوبة الله لقوم الفاء بالرجم بالحجارة على ارتكاب الفاحشة. وقال ابن شهاب الزهري وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز وابو حنيفة وداود بن علي والمزاني يحبس حتى يموت أو يتوب ولا يقتل واحتج لهذا المذهب بما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رواه البخاري. وعن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: . أخرجاه في الصحيحين. قالوا ولأنها من الشرائع العملية فلا يقتل بتركها كالصيام والزكاة والحج قال الموجبون لقتله قال الله تعالى: فأمر بقتلهم حتى يتوبوا من شركهم ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ومن قال لا يقتل تارك الصلاة يقول متى تاب من شركه سقط عنه القتل وإن لم يقم الصلاة ولا آتى الزكاة وهذا خلاف ظاهر القرآن. وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال بعث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وهو ظاهرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها بين أربعة فقال رجل يا رسول الله اتق الله فقال: ثم ولى الرجل فقال خالد ابن الوليد يا رسول الله ألا أضرب عنقه فقال: فقال خالد فكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم المانع من قتله كونه يصلي فدل على أن من لم يصل يقتل ولهذا قال في الحديث الآخر نهيت عن قتل المصلين أبو داود رقم والطبراني في الكبير مجمع الزوائد وهو يدل على المصلين لم ينهه الله عن قتلهم. وروى الإمام أحمد والشافعي في مسنديهما مسند الإمام أحمد ومسند الإمام الشافعي رقم من حديث عبيد الله بن عدي بن الخيار أن رجلا من الأنصار حدثه أنه اتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فساره يستأذنه في قتل رجل من المنافقين فجهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فقال الأنصاري: بلى يا رسول الله ولا شهادة له قال: قال: بلى ولا شهادة له قال: قال: بلى ولا صلاة له قال: فدل على أنه لم ينهه عن قتل من لم يصل. في صحيح مسلم عن ام سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم فقال: . وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: . فوجه الاستدلال به من وجهين أحدهما أنه أمر بقتالهم إلى أن يقيموا الصلاة الثاني قوله: والصلاة من أعظم حقها. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: . رواه الإمام أحمد المسند وابن خزيمة في صحيحه رقم فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه امر بقتالهم إلى أن يقيموا الصلاة وأن دماءهم وأموالهم إنما تحرم بعد الشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فدماؤهم وأموالهم قبل بل هي مباحة. وعن أنس بن مالك قال لما توفي رسول الله ارتد العرب فقال عمر يا أبا بكر كيف تقاتل العرب فقال أبو بكر إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: . رواه النسائي وهو حديث صحيح. وتقييد هذه الأحاديث يبين مقتضى الحديث المطلق الذي احتجوا به على ترك القتل مع أنه حجة عليهم فإنه لم يثبت العصمة للدم والمال إلا بحق الإسلام والصلاة آكد حقوقه على الاطلاق. وأما حديث ابن مسعود وهو لا يحل دم امريء مسلم إلا بإحدى ثلاث البخاري رقم مسلم رقم فهو حجة لنا في المسألة فإنه جعل منهم والصلاة ركن الدين الأعظم ولا سيما إن قلنا بأنه كافر فقد ترك الدين بالكلية وإن لم يكفر فقد ترك عمود الدين. قال الإمام أحمد وقد جاء في الحديث لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة راجع طبقات الحنابلة وقد كان عمر بن الخطاب يكتب إلى الآفاق إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. قال فكل مستخف بالصلاة مستهين بها فهو مستخف بالإسلام مستهين به وإنما حظهم من الإسلام على قدر حظهم من الصلاة ورغبتهم في الإسلام على القادر رغبتهم في الصلاة فاعرف نفسك يا عبد الله واحذر أن تلقي الله ولا قدر للإسلام عندك فإن قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في قلبك. وقد جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المقاصد الحسنة رقم ألست تعلم أن الفسطاط إذا سقط عموده سقط الفسطاط ولم ينتفع بالطنب ولا بالأوتاد وإذا قام عمود الفسطاط انتفعت بالطنب والأوتاد وكذلك الصلاة من الإسلام. وجاء في الحديث مجمع الزوائد فصلاتنا آخر ديننا وهي أول ما نسأل عنه غدا من اعمالنا يوم القيامة فليس بعد ذهاب الصلاة إسلام ولا دين إذا صارت الصلاة آخر ما يذهب من الإسلام هذا كله كلام أحمد. والصلاة أول فروض الإسلام وهي آخر ما يفقد من الدين فهي أول الإسلام وآخره فإذا ذهب أوله وآخره فقد ذهب جميعه وكل شيء ذهب أوله وآخره فقد ذهب جميعه. قال الإمام أحمد كل شيء يذهب آخره فقد ذهب جميعه، فإذا ذهبت صلاة المرء ذهب دينه والمقصود أن حديث عبد الله بن مسعود: . من أقوى الحجج في قتل تارك الصلاة. واختلف القائلون بقتله في مسائل إحداها: أنه هل يستتاب أم لا فالمشهور أنه يستتاب فإن تاب ترك وإلا قتل هذا قول الشافعي وأحمد وأحد القولين في مذهب مالك وقال أبو بكر الطرطوشي في تعليقه مذهب مالك أنه يقال له صل ما دام الوقت باقيا فإن فعل ترك وإن امتنع حتى خرج الوقت قتل وهل يستتاب أم لا قال بعض اصحابنا يستتاب فإن تاب وإلا قتل وقال بعضهم لا يستتاب لأن هذا حد من الحدود يقام عليه فلا تسقطه التوبة كالزاني والسارق وهذا القول يلزم من قال يقتل حدا فإنه إذا كان حده على ترك الصلاة القتل كان كمن حده القتل على الزنا والمحاربة والحدود تجب ولا تسقطها التوبة بعد الرفع إلى الإمام. وأما من قال يقتل لكفره فلا يلزمه هذا لأنه جعله كالمرتد وإذا أسلم سقط عنه القتل قال الطرطوشي وهكذا حكم الطهارة والغسل من الجنابة والصيام عندنا فإذا قال لا أتوضأ ولا أغتسل من الجنابة ولا أصوم قتل ولم يستتب سواء قال هي فرض علي أو جحد فرضها. قلت: هذا الذي حكاه الطرطوشي عن بعض اصحابه أنه يقتل استتابة هو رواية عن مالك. وفي استتابه المرتد روايتان عن أحمد وقولان للشافعي ومن فرق بين المرتد وبين تارك الصلاة في الاستتابة فاستتاب المرتد دون تارك الصلاة كإحدى الروايتين عن مالك يقول الظاهر أن المسلم لا يترك دينه إلا لشبهة عرضت له تمنعه البقاء عليه فيستتاب رجاء زوالها والتارك للصلاة مع إقراره بوجوبها عليه لا مانع له فلا يمهل. قال المستتيبون له: هذا قتل لترك واجب شرعت له الاستتابة فكانت واجبة كقتل الردة قالوا بل الاستتابة هاهنا أول ى لان احتمال رجوعه اقرب لأن التزامه للإسلام يحمله على التوبة مما يخلصه في الدنيا والآخرة وهذا القول هو الصحيح لأن أسوأ أحواله أن يكون كالمرتد وقد اتفق الصحابة على قبول توبة المرتدين ومانعي الزكاة. وقد قال الله تعالى: وهذا يعم المرتد وغيره والفرق بين قتل هذا حدا وقتل الزاني والمحارب أن قتل تارك الصلاة إنما هو على إصراره على الترك في المستقبل وعلى الترك في الماضي بخلاف المقتول في الحد فإن سبب قتله على الحد لأنه لم يبق له سبيل إلى تداركها وهذا له سبيل الاستدراك بفعلها بعد خروج وقتها ثم الأئمة الأربعة وغيرهم ومن يقول من أصحاب أحمد لا سبيل له إلى الاستدراك كما هو قول طائفة من السلف يقول القتل ها هنا على ترك فيزول الترك بالفعل فأما الزنا والمحاربة فالقتل فيهما على فعل والفعل الذي مضى لا يزول بالترك. المسألة 1
214882
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%87%D8%A7/%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A3%D9%86%20%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86%20%D9%82%D8%AA%D9%84%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D8%A8%D8%B9%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%B9
كتاب الصلاة وحكم تاركها/فصل في أن يكون قتل تارك الصلاة بعد الدعوة والامتناع
المسألة الثانية أنه لا يقتل حتى يدعى إلى فعلها فيمتنع فالدعاء إليها لا يستمر ولذلك أذن النبي في الصلاة نافلة خلف الامراء الذين يؤخرون الصلاة حتى يخرج الوقت ولم يأمر بقتالهم ولم يأذن في قتلهم لأنهم لم يصروا على الترك فإذا دعي فامتنع لا من عذر حتى يخرج الوقت تحقق تركه وإصراره المسألة 2
214883
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%87%D8%A7/%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D9%8A%D9%86%20%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%A8%20%D9%84%D9%82%D8%AA%D9%84%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9
كتاب الصلاة وحكم تاركها/فصل في تعيين مقدار الترك الموجب لقتل تارك الصلاة
المسألة الثالثة بماذا يقتل هل بترك صلاة أو صلاتين أو ثلاث صلوات هذا فيه خلاف بين الناس فقال سفيان الثوري ومالك وأحمد في إحدى الروايات يقتل بترك صلاة واحدة وهو ظاهر مذهب الشافعي وأحمد وحجة هذا القول ما تقدم من الاحاديث الدالة على قتل تارك الصلاة وقد روى معاذ بن جبل أن رسول الله قال من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله رواه الإمام أحمد في مسنده 5 / 238 وعن أبي الدرداء قال اوصاني ابو القاسم أن لا أترك الصلاة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة رواه عبدالرحمن ابن ابي حاتم في سننه مجمع الزوائد 4 / 217 - 216 ولأنه إذا دعي إلى فعلها في وقتها فقال لا اصلي ولا عذر له فقد ظهر إصراره فتعين إيجاب قتله وإهدار دمه واعتبار التكرار ثلاثا ليس عليه دليل من نص ولا إجماع ولا قول صاحب وليس أولى من اثنتين وقال اسحاق بن منصور المعروف بالكوسج من أصحاب أحمد إن كانت الصلاة المتروكة تجمع إلى ما بعدها كالظهر والعصر والمغرب والعشاء لم يقتل حتى يخرج وقت الثانية لأن وقتها وقت الأولى في حال الجمع فأورث شبهة هاهنا وإن كانت لا تجمع إلى ما بعدها كالفجر والعصر وعشاء الآخرة قتل بتركها وحدها إذ لا شبهة ها هنا في التأخير وهذا القول حكاه إسحاق عن عبدالله بن المبارك او عن وكيع بن الجراح الشك من اسحاق في تعيينه قال ابو البركات عبدالسلام بن عبدالله ابن تيمية والتسوية أصح وإلحاق التارك ها هنا بأهل الأعذار في الوقت لا يصح كما لم يصح إلحاقه بهم في اصل الترك قلت وقول إسحاق اقوى وافقه لأنه قد ثبت أن هذا الوقت للصلاتين في الجملة فأورث ذلك شبهة في إسقاط القتل ولأن النبي منع من قتل الأمراء المؤخرين الصلاة عن وقتها وإنما كانوا يؤخرون الظهر إلى وقت العصر وقد يؤخرون العصر إلى آخر وقتها ولما قيل له ألا نقاتلهم قال لا ما صلوا مسلم رقم 1854 فدل على أن ما فعلوه صلاة يعصمون بها دماءهم وعلى هذا فمتى دعي إلى الصلاة في وقتها فقال لا اصلي وامتنع حتى فاتت وجب قتله وإن لم يتضيق وقت الثانية نص عليه الإمام أحمد وقال القاضي محمد بن الحسين أبو يعلى وأصحابه كأبي الخطاب محفوظ بن محمد الكلواذاني وابن عقيل لا يقتل حتى يتضايق وقت التي بعدها قال الشيخ ابو البركات ابن تيمية من دعي إلى صلاة في وقتها فقال لا اصلي وامتنع حتى فاتت وجب قتله وإن لم يتضيق وقت الثانية نص عليه قال وإنما اعتبرنا تضايق وقت الثانية في المثال الذي ذكره يعني أبا الخطاب لأن القتل بتركها دون الأولى لأنه لما دعي إليها كانت فائتة والفوائت لا يقتل تاركها ولفظ أبي الخطاب الذي أشار إليه فإن اخر الصلاة حتى خرج وقتها جاحدا لوجوبها كفر ووجب قتله فإن اخرها تهاونا لا جحودا لوجوبها دعي إلى فعلها فإن لم يفعلها حتى تضايق وقت التي بعدها وجب قتله فالتي أخرها تهاونا هي التي اخرها حتى خرج وقتها فدعي إليها بعد خروج وقتها فإذا امتنع من فعلها حتى تضايق وقت الآخرة التي بعدها كان قتله بتأخير الصلاة التي دعي إليها حتى تضايق وقتها هذا تقرير ما ذكره الشيخ قال وقال بعض أصحابنا يقتل لترك الأولي ولترك قضاء كل فائتة إذا أمكنه من غير عذر لأن القضاء عندنا على الفور فعلى هذا لا يعتبر تضايق وقت الثانية قال والأول أصح لأن قضاء الفوائت موسع علىالتراخي عند الشافعي وجماعة من العلماء والقتل لا يجب في مختلف في إباحته وحظره وعن أحمد رواية أخرى أنه إنما يجب قتله إذا ترك ثلاث صلوات وتضايق وقت الرابعة وهذا اختيار الإصطخري من الشافعية ووجه هذا القول أن الموجب للقتل هو الاصرار على ترك الصلاة والانسان قد يترك الصلاتين لكسل أو ضجر او شغل يزول قريبا ولا يدوم فلا يسمى بذلك تاركا للصلاة فإذا كرر الترك مع الدعاء إلى الفعل علم أنه إصرار وعن احمد رواية ثالثة أنه يجب قتله بترك صلاتين ولهذه الرواية مأخذان احدهما أن الترك الموجب للقتل هو الترك المتكرر لا مطلق الترك حتى يطلق عليه أنه تارك الصلاة وأقل ما يثبت به الترك المتكرر مرتان المأخذ الثاني أن من الصلاة ما تجمع إحداهن إلى الأخرى فلا يتحقق تركها إلا بخروج وقت الثانية فجعل ترك الصلاتين موجبا للقتل وإسحاق وافق هذه الرواية في المجموعتين وحكم ترك الوضوء والغسل من الجنابة واستقبال القبلة وستر العورة حكم تارك الصلاة وكذلك حكم ترك القيام للقادر عليه هو كترك الصلاة وكذلك ترك الركوع والسجود وإن ترك ركنا أو شرطا مختلفا فيه وهو يعتقد وجوبه فقال ابن عقيل حكمه حكم تارك الصلاة ولا بأس أن نقول بوجوب قتله وقال الشيخ أبو البركات ابن تيمية عليه الإعادة ولا يقتل من أجل ذلك بحال فوجه قول ابن عقيل أنه تارك للصلاة عند نفسه وفي عقيدته فصار كتارك الزكاة والشرط المجمع عليه ووجه قول أبي البركات ابن تيمية أنه لا يباح الدم بترك المختلف في وجوبه اقرب إلى مأخذ الفقه وقول ابن عقيل اقرب إلى الاصول فإن تارك ذلك عازم وجازم على الاتيان بصلاة باطلة فهو كما لو ترك مجمعا عليه وللمسألة غور بعيد يتعلق بأصول الإيمان وأنه من اعمال القلوب واعتقادها روى مسلم في صحيحه رقم 652 من حديث ابن مسعود أن النبي قال لقوم يتخلفون عن الجمعة لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم احرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم وعنأبي هريرة وابن عمر أنهما سمعا رسول الله يقول على اعواد منبره لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين رواه مسلم في صحيحه رقم 865 وفي السنن كلها ابو داود رقم 1052 الترمذي رقم 500 النسائي رقم 1369 ابن ماجة رقم 1125 من حديث ابي الجعد الضمري وله صحبة أن النبي قال من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه رواه الامام أحمد من حديث جابر المسند 3 / 425 - 424 وأخطأ على الشافعي من نسب إليه القول بأن صلاة الجمعة فرض على الكفاية إذا قام بها قوم سقطت عن الباقين فلم يقل الشافعي هذا قط فإنما غلط عليه من نسب ذلك إليه بسبب قوله في صلاة العيد إنها تجب على من تجب عليه صلاة الجمعة بل هذا نص من الشافعي أن صلاة العيد واجبة على الأعيان وهذا هو الصحيح في الدليل فإن صلاة العيد من اعاظم شعائر الإسلام الظاهرة ولم يكن يتخلف عنها احد من اصحاب رسول الله ولا تركها رسول الله مرة واحدة ولو كانت سنة لتركها ولو مرة واحدة كما ترك قيام رمضان بيانا لعدم وجوبه وترك الوضوء لكل صلاة بيانا لعدم وجوبه وغير ذلك وأيضا فإنه سبحانه وتعالى امر بالعيد كما أمر بالجمعة فقال فصل لربك وانحر 108 سورة الكوثر / الآية 2 فأمر النبي الصحابة أن يغدوا إلى مصلاهم لصلاة العيد معه إن فات وقتها وثبت الشهر بعد الزوال أبو داود رقم 1157 وأمر النبي العواتق وذوات الخدور وذوات الحيض ان يخرجن إلى العبد وتعتزل الحيض المصلي البخاري رقم 974 مسلم رقم 890 ولم يأمر بذلك في الجمعة قال شيخنا ابن تيمية فهذا يدل على ان العيد آكد من الجمعة وقوله خمس صلوات كتبهن الله علىالعبد في اليوم والليلة الموطأ 1 / 123 أبو داود رقم 425 النسائي رقم 461 ابن ماجه رقم 1401 لا ينفي صلاة العيد فإن الصلوات الخمس وظيفة اليوم والليلة وأما العيد فوظيفة العام ولذلك لم يمنع ذلك من وجوب ركعتي الطواف عند كثير من الفقهاء لأنها ليست من وظائف اليوم والليلة المتكررة ولم يمنع وجوب صلاة الجنازة ولم يمنع من وجوب سجود التلاوة عند من أوجبه وجعله صلاة ولم يمنع من وجوب صلاة الكسوف عند من اوجبها من السلف وهو قول قوي جدا والمقصود ان الشافعي رحمه الله نص على ان من وجبت عليه الجمعة وجب عليه العيد ولكن قد يقال إن هذا لا يستفاد منه وجوبه على الأعيان فإن فرض الكفاية يجب على الجميع ويسقط بفعل البعض وفائدة ذلك تظهر في مسألتين إحداهما أنه لو اشترك الجميع في فعله أثيبوا ثواب من أدى الواجب لتعلق الوجوب الثانية لو اشتركوا في تركه استحق الجميع الذم والعقاب فلا يلزم من قوله تجب صلاة العيد على من تجب عليه صلاة الجمعة أن تكون واجبة علىالأعيان كالجمعة فهذا يمكن أن يقال ولكن ظاهر تشيبه العيد بالجمعة والتسوية بين من تجب عليه الجمعة ومن يجب عليه العيد يدل على استوائهما في الوجوب ولا يختلف قوم أن الجمعة واجبة على الأعيان فكذا العيد والمقصود بيان حكم تارك الجمعة قال ابو عبدالله ابن حامد ومن جحد وجوب الجمعة كفر فإن صلاها اربعا مع اعتقاد وجوبها قال فإن قلنا هي ظهر مقصورة لم يكفر وإلا كفر حكم تارك الصوم والحج والزكاة وهل يلحق تارك الصوم والحج والزكاه بتارك الصلاة في وجوب قتله فيه ثلاث روايات عن الإمام أحمد إحداها يقتل بترك ذلك كله كما يقتل بترك الصلاة وحجة هذه الرواية أن الزكاة والصيام والحج من مباني الاسلام فيقتل بتركها جميعا كالصلاة ولهذا قاتل الصديق مانعي الزكاة وقال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة البخاري رقم 1400 مسلم رقم 20 إنها لقرينتها في كتاب الله وأيضا فإن هذه المباني من حقوق الاسلام والنبي لم يأمر برفع القتال إلا عمن التزم كلمة الشهادة وحقها وأخبر أن عصمة الدم لا تثبت إلا بحق الإسلام فهذا قتال للفئة الممتنعة والقتل للواحد المقدوم عيله إنما هو لتركه حقوق الكلمة وشرائع الإسلام وهذا أصح الأقوال الرواية الثانية لا يقتل بترك غير الصلاة لأن الصلاة عبادة بدنية لا تدخلها النيابة ولقول عبدالله بن شقيق كان أصحاب محمد لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة الترمذي رقم 2624 ولأن الصلاة قد اختصت من سائر الأعمال بخصائص ليست لغيرها فهي أول ما فرض الله من الاسلام ولهذا امر النبي نوابه ورسله ان يبدؤوا بالدعوة إليها بعد الشهادتين فقال لمعاذ ستأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله وأن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة البخاري رقم 4347 مسلم رقم 19 ولأنها أول ما يحاسب عليها العبد من عمله ولأن الله فرضها في السماء ليلة المعراج ولأنها اكثر الفروض ذكرا في القرآن ولأن اهل النار لما يسألون ما سلككم في سقر 74 سورة المدثر الآية 42 لم يبدؤوا بشيء غير ترك الصلاة ولأن فرضها لا يسقط عن العبد بحال دون حال ما دام عقله معه بخلاف سائر الفروض فإنها تجب في حال دون حال ولأنها عمود فسطاط الإسلام وإذا سقط الفسطاط وقع الفسطاط ولأنها آخر ما يفقد من الدين ولأنها فرض على الحر والعبد والذكر والأنثى والحاضر والمسافر والصحيح والمريض والغني والفقير ولم يكن رسول الله يقبل من إجابة إلى الاسلام إلا بالتزام الصلاة كما قال قتادة عن انس لم يكن رسول الله يقبل من اجابه إلى الاسلام إلا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولأن قبول سائر الاعمال موقوف على فعلها فلا يقبل الله من تاركها صوما ولا حجا ولا صدقة ولا جهادا ولا شيئا من الاعمال كما قال عون بن عبدالله إن العبد إذا دخل قبره سئل عن صلاته اول شيء يسأل عنه فإن جازت له نظر فيما سوى ذلك من عمله وإن لم تجز له لم ينظر في شيء من عمله بعد ويدل على هذا الحديث الذي في المسند والسنن من رواية أبي هريرة عن النبي أول ما يحاسب به العبد من عمله يحاسب بصلاته فإن صلحت فقد افلح وأنجح وان فسدت فقط فقد خاب وخسر الترمذي رقم 413 النسائي رقم 465 ولو قبل منه شيء من اعمال البر لم يكن من الخائبين الخاسرين الرواية الثالثة يقتل بترك الزكاة والصيام ولا يقتل بترك الحج لأنه مختلف فيه هل هو على الفور أو على التراخي فمن قال هو على التراخي قال كيف يقتل بأمر موسع له في تأخيره وهذا المأخذ ضعيف جدا لأن من يقتله بتركه لا يقتله بمحرد التأخير وإنما صورة المسألة أن يعزم على ترك الحج ويقول هو واجب علي ولا احج ابدا فهذا موضوع النزاع والصواب القول بقتله لأن الحج من حقوق الاسلام والعصمة تثبت لمن تكلم بالاسلام إلا بحقه والحج أعظم حقوقه وأما المسألة الثالثة وهو انه هل يقتل حدا كما يقتل المحارب والزاني أم يقتل كما يقتل المرتد والزنديق هذا فيه قولان للعلماء وهما روايتان عن الامام أحمد يقتل كما يقتل المرتد وهذا قول سعيد بن جبير وعامر الشعبي وإبراهيم النخعي وأبي عمرو الأوزاعي وأيوب السختياني وعبدالله بن المبارك وإسحاق بن راهويه وعبدالملك بن حبيب من المالكية وأحد الوجهين في مذهب الشافعي وحكاه الطحاوي عن الشافعي نفسه وحكاه ابو محمد ابن حزم عن عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وعبدالرحمن بن عوف وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة والثانية يقتل حدا لا كفرا وهو قول مالك والشافعي واختار أبو عبدالله ابن بطة هذه الرواية ونحن نذكر حجج الفريقين أدلة الذين لا يكفرون تارك الصلاة قال الذين لا يكفرونه بتركها قد ثبت له حكم الإسلام بالدخول فيه فلا نخرجه عنه إلا بيقين قالوا وقد روى عبادة بن الصامت عن النبي أنه قال من شهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وان محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل أخرجاه في الصحيحين البخاري رقم 3435 مسلم رقم 28 وعن انس أن النبي قال ومعاذ رديفة على الرحل يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا حرمه الله على النار قال يارسول الله افلا اخبر بها الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا فأخبر بها معاذ عند موته تأثما متفق على صحته البخاري رقم 128 مسلم 230 وعن أبي هريرة عن النبي قال اسعد الناس بشفاعتي من قال لاإله إلا الله خالصا من قلبه رواه البخاري رقم 99 وعن أبي ذر ان النبي قام بآية من القرآن يرددها حتى صلاة الغداة وقال دعوت لامتي وأجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم تركوا الصلاة فقال أبو ذر أفلا ابشر الناس قال بلى فانطلق فقال عمر أنك إن تبعث إلى الناس بهذا ينكلوا عن العبادة فناداه أن ارجع فرجع والآية إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم 5 سورة المائدة الآية 118 رواه الإمام أحمد في مسنده 5 / 170 وفي المسند أيضا 6 / 240 من حديث عائشة قالت قال رسول الله الدواوين عند الله ثلاثة ديوان لا يعبأ الله به شيئا وديوان لا يترك الله منه شيئا وديوان لا يغفره الله فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله قال الله تعالى إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة 5 سورة المائدة الآية 72 وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم تركه أو صلاة تركها فإن الله تعالى يغفر ذلك ويتجاوز عنه إن شاء وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص لا محالة وفي المسند ايضا 5 / 316 - 315 و 319 عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله يقول خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له المسند ايضا 2 / 290 من حديث أبي هريرة قال رسول الله أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة المكتوبة فإن أتمها وإلا قيل انظروا هل له من تطوع فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك رواه أهل السنن أبو داود رقم 864 الترمذي رقم 413 النسائي رقم 467 ابن ماجة رقم 1425 وقال الترمذي هذا حديث حسن قالوا وقد ثبت عنه أنه قال من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة أبو داود 3116 لفظ آخر من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة مسلم رقم 26 وفي صحيح قصة عتبان بن مالك البخاري رقم 425 مسلم رقم 33 وفيها إن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله وفي حديث الشفاعة البخاري رقم 7510 مسلم رقم 193 يقول الله تعالى وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله وفيه مجمع الزوائد 10 / 375 فيخرج من النار من لم يعمل خيرا قط وفي السنن الترمذي رقم 2641 مستدرك الحاكم 1 / 529 صحيح ابن حبان رقم 225 ابن ماجة رقم 4300 والمسانيد مسند أحمد 2 / 213 قصة صاحب البطاقة الذي ينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر ثم تخرج له بطاقة فيها شهادة أن لا إله إلا الله فترجح سيئاته ولم يذكر في البطاقة غير الشهادة ولو كان فيها غيرها لقال ثم تخرج له صحائف حسناته فترجح سيئاته ويكفينا في هذا قوله فيخرج من النار من لم يعمل خيرا قط ولو كان كافرا لكان مخلدا في النار غير خارج منها فهذه الأحاديث وغيرها تمنع من التكفير والتخليد وتوجب من الرجاء له ما يرجى لسائر أهل الكبائر قالوا ولأن الكفر جحود التوحيد وإنكار الرسالة والمعاد وجحد ما جاء به الرسول وهذا يقر بالوحدانية شاهدا أن محمدا رسول الله مؤمنا بأن الله يبعث من في القبور فكيف يحكم بكفره والإيمان هو التصديق وضده التكذيب لا ترك العمل فكيف يحكم للمصدق بحكم المكذب الجاحد أدلة الذين يكفرون تارك الصلاة قال المكفرون الذين رويت عنهم هذه الأحاديث التي استدللتم بها على عدم تكفير تارك الصلاة هم الذين حفظ عنهم الصحابة تكفير تارك الصلاة بأعيانهم قال أبو محمد ابن حزم المحلى 1 / 242 وقد جاء عن عمر وعبدالرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمدا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد قالوا ولا نعلم لهؤلاء مخالفا من الصحابة وقد دل على كفر تارك الصلاة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة أما الكتاب فالدليل الأول قال تعالى أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون أم لكم أيمن علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون سلهم أيهم بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون 68 سورة القلم / الآيات 43 - 35 فوجه الدلالة من الآية أنه سبحانه أخبر أنه لا يجعل المسلمين كالمجرمين وأن هذا الأمر لا يليق بحكمته ولا بحكمه ثم ذكر أحوال المجرمين الذين هم ضد المسلمين فقال يوم يكشف عن ساق 68 سورة القلم / الآية 42 وأنهم يدعون إلى السجود لربهم تبارك وتعالى فيحال بينهم وبينه فلا يستطيعون السجود مع المسلمين عقوبة لهم على ترك السجود له مع المصلين في دار الدنيا وهذا يدل على أنهم مع الكفار والمنافقين الذين تبقى ظهورهم إذا سجد المسلمون كميا من البقر ولو كانوا من المسلمين لأذن لهم بالسجود كما أذن للمسلمين الدليل الثاني قوله تعالى كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين 74 سورة المدثر / الآيات 47 - 38 فلا يخلو إما أن يكون كل واحد من هذه الخصال هو الذي سلكهم في سقر وجعلهم من المجرمين او مجموعها فإن كان كل واحد منها مستقلا بذلك فالدلالة ظاهرة وإن كان مجموع الأمور الأربعة فهذا إنما هو لتغليظ كفرهم وعقوبتهم وإلأ فكل واحد منها مقتض للعقوبة إذ لا يجوز أن يضم ما لا تأثير له في العقوبة إلى ما هو مستقل بها ومن المعلوم أن ترك الصلاة وما ذكر معه ليس شرطا في العقوبة على التكذيب بيوم الدين بل هو وحده كاف في العقوبة فدل على أن كل وصف ذكر معه كذلك إذ لا يمكن لقائل ان يقول لا يعذب إلا من جمع هذه الأوصاف الأربعة فإذا كان كل واحد منها موجبا للإجرام وقد جعل الله سبحانه المجرمين ضد المسلمين كان تارك الصلاة من المجرمين السالكين في سقر وقد قال إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجهم ذوقوا مس سقر 54 سورة القمر / الآيتان 48 - 47 وقال تعالى إن الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون سورة المطففين الآية 29 فجعل المجرمين ضد المؤمنين المسلمين الدليل الثالث قوله تعالى وأقيموا الصلاة واءتوا الزكواة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون 24 سورة النور / الآية 56 فوجه الدلالة أنه سبحانه علق حصول الرحمة لهم بفعل هذه الأمور فلو كان ترك الصلاة لا يوجب تكفيرهم وخلودهم في النار لكانوا مرحومين بدون فعل الصلاة والرب تعالى إنما جعلهم على رجاء الرحمة إذا فعلوها الدليل الرابع قوله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون 107 سورة الماعون / الآيتان 4 و 5 وقد اختلف السلف في معنى السهو عنها فقال سعد ابن ابي وقاص ومسروق بن الاجدع وغيرهما هو تركها حتى يخرج وقتها وروى في ذلك حديث مرفوع قال محمد بن نصر المروزي تعظيم قدر الصلاة رقم 42 حدثنا شيبان ابن ابي شيبة حدثنا عكرمة بن إبراهيم حدثنا عبدالملك بن عمير عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه سأل النبي عن الذين هم عن صلاتهم ساهون 107 سورة الماعون / الآية 5 قال هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها سنن البيهقي 2 / 214 وقال حماد بن زيد حدثنا عاصم عن مصعب بن سعد قال قلت لأبي يا ابتا أرأيت قول الله الذين هم عن صلاتهم ساهون 107 سورة الماعون / الآية 5 أينا لا يسهو أينا لا يحدث نفسه قال إنه ليس ذاك ولكنه إضاعة الوقت سنن البيهقي 2 / 214 وقال حيوة بن شريح أخبرني ابو صخر أنه سأل محمد بن كعب القرظي عن قوله الذين هم عن صلاتهم ساهون 107 سورة الماعون / الآية 5 قال هو تاركها ثم سأله عن الماعون 107 سورة الماعون / الآية 7 قال منع المال عن حقه تعظيم قدر الصلاة رقم 45 إذا عرف هذا فالوعيد بالويل اطرد في القرآن للكفار كقوله قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون 41سورة فصلت / الآيتان 6 و 7 وقوله ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيت الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم وإذا علم من ءاياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين 45 سورة الجاثية / الآيات 9 - 7 وقوله وويل للكافرين من عذاب شديد 14 سورة إبراهيم / الآية 2 إلا في موضعين وهما ويل للمطففين 83 سورة المطففين / الآية 1 و ويل لكل همزة لمزة 104 سورة الهمزة / الآية 1 فعلق الويل بالتطفيف وبالهمز واللمز وهذا لا يكفر به بمجرده فويل تارك الصلاة إما ان يكون ملحقا بويل الكفار أو بويل الفساق فإلحاقه بويل الكفار أولى لوجهين أحدهما أنه قد صح عن سعد ابن أبي وقاص في هذه الآية أنه قال لو تركوها لكانوا كفارا ولكن ضيعوا وقتها الثاني ما سنذكر من الأدلة على كفره يوضحه الدليل الخامس وهو قوله سبحانه فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلواة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا 19 سورة مريم / الآية 59 قال شعبة بن الحجاج حدثنا أبو إسحاق عن أبي عبيدة عن عبدالله هو ابن مسعود في هذه الآية قال هو نهر في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر مستدرك الحاكم 2 / 374 قال محمد بن نصر تعظيم قدر الصلاة رقم 26 حدثنا عبدالله بن سعد بن إبراهيم حدثنا محمد بن زياد بن زبار حدثني شرقي بن القطامي قال حدثني لقمان بن عامر الخزاعي قال جئت أبا أمامه الباهلي فقلت حدثني حديثا سمعته من رسول الله فقال سمعت من رسول الله يقول لو أن صخرة قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا ثم تنتهي إلى غي وأثام قلت وما غي وأثام قال بئران في اسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل جهنم فهذا الذي ذكره الله في كتابه فسوف يلقون غيا 19 سورة مريم / الآية 59 و أثاما 25 سورة الفرقان / الآية 68 قال محمد بن نصر تعظيم قدر الصلاة رقم 37 حدثنا الحسن بن عيسى حدثنا عبدالله بن المبارك أخبرنا هشيم بن بشير قال أخبرني زكريا ابن ابي مريم الخزاعي قال سمعت ابا امامة الباهلي يقول إن ما بين شفير جهنم إلى قعرها مسيرة خمسين خريفا من حجر يهوي أو قال صخرة تهوي عظمها كعشر عشراوات عظام سمان فقال له مولى لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد هل تحت ذلك من شيء يا أبا أمامة قال نعم غي وأثام وقال أيوب بن بشير عن شفي بن ماتع قال إن في جهنم واديا يسمى غيا يسيل دما وقيحا فهو لمن خلق له قال تعالى فسوف يلقون غيا 19 سورة مريم / الآية 59 الدر المنثور 5 / 528 فوجه الدلالة من الآية أن الله سبحانه جعل هذا المكان من النار لمن أضاع الصلاة واتبع الشهوات ولو كان مع عصاة المسلمين لكانوا في الطبقة العليا من طبقات النار ولم يكونوا في هذا المكان الذي هو اسفلها فإن هذا ليس من أمكنة أهل الإسلام بل من أمكنه الكفار ومن الآية دليل آخر وهو قوله تعالى فسوف يلقون غيا إلا من تاب واءمن وعمل صالحا 19 سورة مريم / الآيتان 59 و 60 فلو كان مضيع الصلاة مؤمنا لم يشترط في توبته الإيمان وأنه يكون تحصيلا للحاصل الدليل السادس قوله تعالى فإن تابوا وأقاموا الصلواة واءتوا الزكواة فإخوانكم في الدين 9 سورة التوبة / الآية 11 فعلق اخوتهم للمؤمنين بفعل الصلاة فإذا لم يفعلوا لم يكونوا إخوة المؤمنين فلا يكونوا مؤمنين لقوله تعالى إنما المؤمنون إخوة 49 سورة الحجرات / الآية 10 الدليل السابع قوله تعالى فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى 75 سورة القيامة / الآيتان 31 و 32 فلما كان الإسلام تصديق الخبر والانقياد للأمر جعل سبحانه له ضدين عدم التصديق وعدم الصلاة وقابل التصديق بالتكذيب والصلاة بالتولي فقال ولكن كذب وتولى 75 سورة القيامة / الآية 32 فكما أن المكذب كافر فالمتولي عن الصلاة كافر فكما يزول الإسلام بالتكذيب يزول بالتولي عن الصلاة قال سعيد عن قتادة فلا صدق ولا صلى 75 سورة القيامة / الآية 31 لا صدق بكتاب الله ولا صلى لله ولكن كذب بآيات الله وتولى عن طاعته أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى 75 سورة القيامة / الآيتان 34 و 35 وعيد على إثر وعيد الدليل الثامن قوله تعالى يا أيها الذين اءمنوا لا تلهكم أموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون 63 سورة المنافقون / الآية 9 قال ابن جريج سمعت عطاء ابن ابي رباح يقول هي الصلاة المكتوبة الدر المنثور 8 / 180 ووجه الاستدلال بالآية إن الله حكم بالخسران المطلق لمن الهاه ماله وولده عن الصلاة والخسران المطلق لا يحصل إلا للكفار فإن المسلم ولو خسر بذنوبه ومعاصيه فآخر أمره إلى الربح يوضحه أنه سبحانه وتعالى اكد خسران تارك الصلاة في هذه الآية بأنواع من التأكيد أحدهما إتيانه بلفظ الاسم الدال على ثبوت الخسران ولزومه دون الفعل الدال على التجدد والحدوث الثاني تصدير الاسم بالألف واللام المؤدية لحصول كمال المسمى لهم فإنك إذا قلت زيد العالم الصالح أفاد ذلك إثبات كمال ذلك له بخلاف قولك عالم صالح الثالث إتيانه سبحانه بالمبتدأ والخبر معرفتين وذلك من علامات انحصار الخبر في المبتدأ كما في قوله تعالى وأولئك هم المفلحون 2 سورة البقرة / الآية 5 وقوله تعالى هم الظلمون أولئك هم المؤمنون حقا 8 سورة الأنفال / الآية 4 ونظائره الرابع إدخال ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر وهو يفيد مع الفصل فائدتين اخريين قوة الاسناد واختصاص المسند إليه بالمسند كقوله وإن الله لهو الغني الحميد 22 سورة الحج / الآية 64 وقوله والله هو السميع العليم 5 سورة المائدة / الآية 76 وقوله هو الغفور الرحيم 28 سورة القصص / الآية 16 ونظائر ذلك التاسع قوله سبحانه إنما يؤمن بئايتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون 32 سورة السجدة / الآية 15 ووجه الاستدلال بالآية أنه سبحانه نفى الإيمان عمن إذا ذكروا بآيات الله لم يخروا سجدا مسبحين بحمد ربهم ومن أعظم التذكير بآيات الله التذكير بآيات الصلاة فمن ذكر بها ولم يتذكر ولم يصل ولم يؤمن بها لأنه سبحانه خص المؤمنين بها بأنهم اهل السجود وهذا من أحسن الاستدلال واقربه فلم يؤمن بقوله تعالى وأقيمو الصلواة 2 سورة البقرة / الآية 43 إلا من التزم إقامتها العاشر قوله تعالى وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين 77 سورة المرسلات / الآيتان 48 و 49 ذكر هذا بعد قوله كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون 77 سورة المرسلات / الآية 46 ثم توعدهم على ترك الركوع وهو الصلاة إذا دعوا إليها ولا يقال إنما توعدهم على التكذيب فإنه سبحانه وتعالى إنما أخبر عن تركهم لها وعليه وقع الوعيد على أنا نقول لا يصر على ترك الصلاة إصرارا مستمرا من يصدق بأن الله أمر بها اصلا فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجل مصدقا تصديقا جازما أن الله فرض عليه كل يوم وليلية خمس صلوات وأنه يعاقبه على تركها أشد العقاب وهو مع ذلك مصر على تركها هذا من المستحيل قطعا فلا يحافظ على تركها مصدق بفرضها أبدا فإن الايمان يأمر صاحبه بها فحيث لم يكن في قلبه مايأمر بها فليس في قلبه شيء من الإيمان ولا تصغ إلى كلام من ليس له خبره ولا علم بأحكام القلوب وأعمالها وتأمل في الطبيعة بأن يقوم بقلب العبد إيمان بالوعد والوعيد والجنة والنار وأن الله فرض عليه الصلاة وأن الله يعاقبه معاقبة على تركها وهو محافظ على الترك في صحته وعافيته وعدم الموانع المانعة له من الفعل وهذا القدر هو الذي خفي على من جعل الإيمان مجرد التصديق وإن لم يقارنه فعل واجب ولا ترك محرم وهذا من امحل المحال ان يقوم بقلب العبد إيمان جازم لا يتقاضاه فعل طاعة ولا ترك معصية ونحن نقول الإيمان هو التصديق ولكن ليس التصديق مجردا اعتقادا صدق المخبر دون الانقياد له ولو كان مجرد اعتقاد التصديق إيمانا لكان إبليس وفرعون وقومه وقوم صالح واليهود الذين عرفوا أن محمدا رسول الله كما يعرفون أبناءهم مؤمنين مصدقين وقد قال تعالى فإنهم لا يكذبونك 6 سورة الأنعام / الآية 33 اي يعتقدون أنك صادق ولكن الظالمين بئايات الله يجحدون 6 سورة الأنعام / الآية33 والجحود لا يكون إلا بعد معرفة الحق قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا 27 سورة النمل / الآية 14 وقال موسى لفرعون لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر 17 سورة الإسراء / الآية 102 وقال تعالى عن اليهود يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون 2 سورة البقرة / الآية 146 وأبلغ من هذا قول النفرين اليهوديين لما جاءا إلى النبي وسألاه عما دلهما على نبوته فقالا نشهد أنك نبي فقال ما يمنعكما من اتباعي قالا إن داود دعا أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن اتبعناك أن تقتلنا اليهود النسائي رقم 4078 الترمذي رقم 2734 و 3143 فهؤلاء قد اقروا بألسنتهم إقرارا مطابقا لمعتقدهم أنه نبي ولم يدخلوا بهذا التصديق والإقرار في الإيمان لأنهم لم يلتزموا طاعته والانقياد لأمره ومن هذا كفر أبي طالب فإنه عرف حقيقة المعرفة أنه صادق وأقر بذلك بلسانه وصرح به في شعره ولم يدخل بذلك في الإسلام فالتصديق إنما يتم بأمرين أحدهما اعتقاد الصدق والثاني محبة القلب وانقياده ولهذا قال تعالى لإبراهيم ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا 37 سورة الصافات / الآيتان 104 و105 وإبراهيم كان معتقدا لصدق رؤياه من حين رآها فإن رؤيا الأنبياء وحي وإنما جعله مصدقا لها بعد أن فعل ما أمر به وكذلك قوله والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه البخاري رقم 6243 مسلم رقم 2657 فجعل التصديق عمل الفرج لا ما يتمنى القلب والتكذيب تركه لذلك وهذا صريح في ان التصديق لا يصح إلا بالعمل وقال الحسن ابن ابي شيبة 11 / 22 ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل وقد روي هذا مرفوعا الكامل لابن عدي 6 / 2290 والمقصود أنه يمتنع مع التصديق الجازم بوجوب الصلاة والوعد على فعلها والوعيد على تركها وبالله التوفيق وأما الاستدلال بالسنة على ذلك فمن وجوه الدليل الأول ما رواه مسلم في صحيحه رقم 82 عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة رواه أهل السنن أبو داود رقم 4687 والترمذي رقم 2622 وصححه الترمذي الدليل الثاني ما رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي قال سمعت رسول الله يقول العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر رواه الامام احمد المسند 5 / 346 واهل السنن النسائي رقم 2463 الترمذي رقم 2623 ابن ماجة رقم 1079 وقال الترمذي حديث صحيح إسناده على شرط مسلم الدليل الثالث ما رواه ثوبان مولى رسول الله قال سمعت رسول الله يقول بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة فإذا تركها فقد أشرك رواه هبةالله الطبري وقال إسناده صحيح على شرط مسلم الترغيب والترهيب 1 / 379 الدليل الرابع ما رواه عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي أنه ذكر الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وابي بن خلف رواه الامام احمد في مسنده 2 / 169 وابو حاتم ابن حبان في صحيحه رقم 1467 وإنما خص هؤلاء الاربعة بالذكر لأنهم من رؤس الكفرة وفيه نكتة بديعة وهو أن تارك المحافظة على الصلاة إما أن يشغله ماله أو ملكه أو رياسته او تجارته فمن شغله عنها ماله فهو مع قارون ومن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون ومن شغله عنها رياسة ووزارة فهو مع هامان ومن شغله عنها تجارته فهو مع أبي بن خلف الدليل الخامس ما رواه عبادة بن الصامت قال اوصانا رسول الله فقال لا تشركوا بالله شيئا وإن قطعتم او حرقتم او صلبتم ولا تتركوا الصلاة عمدا فمن تركها عمدا متعمدا فقد خرج من الملة ولا تقربوا الخمر فإنها رأس الخطايا رواه عبدالرحمن ابن أبي حاتم في سننه مجمع الزوائد 4 / 216 تعظيم قدر الصلاة رقم 920 الدليل السادس ما رواه معاذ بن جبل قال قال رسول الله من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله رواه الإمام أحمد المسند 5 / 238 ولو كان باقيا على إسلامه لكانت له ذمة الإسلام الدليل السابع ما رواه أبو الدرداء قال اوصاني ابو القاسم أن لا أترك الصلاة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة رواه عبدالرحمن ابن أبي حاتم في سننه مجمع الزوائد 4 / 217 - 216 الدليل الثامن ما رواه معاذ بن جبل عن النبي أنه قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة تعظيم قدر الصلاة رقم 195 وهو حديث صحيح مختصر الاستدلال به أنه أخبر أن الصلاة من الأسلام بمنزلة العمود الذي تقوم عليه الخيمة فكما تسقط الخيمة بسقوط عمودها فهكذا يذهب الاسلام بذهاب الصلاة وقد احتج أحمد بهذا بعينه الدليل التاسع في الصحيحين البخاري رقم 8 مسلم رقم 16 والسنن الترمذي رقم 2736 النسائي رقم 5001 والمسانيد من حديث عبدالله بن عمر قال قال رسول الله بني الاسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان رواه الإمام أحمد المسند 2 / 26 و 143 وفي بعض الفاظه الاسلام خمس فذكره ووجه الاستدلا به من وجوه أنه جعل الاسلام كالقبة المبنية على خمسة أركان فإذا وقع ركنها الاعظم وقعت قبة الإسلام أنه جعل هذه الاركان في كونها أركانا لقبة الأسلام قرينة الشهادتين فهما ركن والصلاة ركن والزكاة ركن فما بال قبة الإسلام تبقى بعد سقوط أحد أركانها دون بقية أركانها الثالث أنه جعل هذه الأركان نفس الإسلام وداخلة في مسمى اسمه وما كان اسما لمجموع أمور إذا ذهب بعضها ذهب ذلك المسمى ولا سيما إذا كان من اركانه لا من اجزائه التي ليست بركن له كالحائظ للبيت فإنه إذا سقط البيت بخلاف العود والخشبة واللبنة ونحوها الدليل العاشر قول رسول الله من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا البخاري رقم 391 ووجه الدلالة فيه من وجهين أنه إنما جعله مسلما بهذه الثلاثة فلا يكون مسلما بدونها الثاني أنه صلى إلى الشرق لم يكن مسلما حتى يصلي إلى قبلة المسلمين فكيف إذا ترك الصلاة بالكلية الدليل الحادي عشر وما رواه الدارقي عبد الله عبدالله بن عبدالرحمن تعظيم قدرالصلاة رقم 175 قال حدثنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان بن قرم عن ابي يحيى القتات عن مجاهد عن جابر بن عبدالله عن النبي قال مفتاح الجنة الصلاة الترمذي رقم 4 مسند أحمد 3 / 340 وهذا يدل على أن من لم يكن من أهل الصلاة لم تفتح له الجنة وهي تفتح لكل مسلم فليس تاركها مسلم ولا تناقض بين هذا وبين الحديث الآخر وهو قوله مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله مسند أحمد 5 / 242 فإن الشهادة أصل المفتاح والصلاة وبقية الأركان أسنانه التي لا يحصل الفتح إلا بها إذ دخول الجنة موقوف على المفتاح وأسنانه البخاري تعليقا فتح الباري 3 / 131 وقيل لوهب بن منبه أليس مفتاح الجنة لاإله إلا الله قال بلى ولكن ليس مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك الدليل الثاني عشر ما رواه محجن بن الادرع الاسلمي أنه كان في مجلس مع النبي فأذن بالصلاة فقام النبي ثم رجع ومحجن في مجلسه فقال له ما منعك أن تصلي الست برجل مسلم قال بلى ولكني صليت في أهلي فقال له إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت رواه الامام احمد المسند 4 / 34 والنسائي رقم 857 فجعل الفارق بين المسلم والكافر الصلاة وأنت تجد تحت الفاظ الحديث إنك لو كنت مسلما لصليت وهذا كما تقول مالك كل لا تتكلم ألست بناطق وما لك لا تتحرك ألست بحي ولو كان الاسلام يثبت مع عدم الصلاة لما قال لمن رآه لا يصلي الست برجل مسلم إجماع الصحابة فقال ابن زنجويه حدثنا عمر بن الربيع حدثنا يحيى بن أيوب عن يونس عن ابن شهاب قال حدثني عبيدالله بن عبدالله بن عتبة ان عبدالله بن عباس اخبره انه جاء عمر بن الخطاب حين طعن في المسجد قال فاحتملته انا ورهط كانوا معي في المسجد حتى ادخلناه بيته قال فأمر عبدالرحمن بن عوف ان يصلي بالناس قال فلما دخلنا على عمر بيته غشي عليه من الموت فلم يزل في غشيته حتى اسفر ثم افاق فقال هل صلى الناس قال فقلنا نعم فقال لا إسلام لمن ترك الصلاة وفي سياق آخر لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة ثم دعا بوضوء فتوضأ وصلى وذكر القصة تعظيم قدر الصلاة رقم 923 فقال هذا بمحضر من الصحابة ولم ينكروه عليه وقد تقدم مثل ذلك عن معاذ بن جبل وعبدالرحمن بن عوف وابي هريرة ولا يعلم عن صحابي خلافهم وقال الحافظ عبدالحق الاشبيلي رحمه الله في كتابه في الصلاة ذهب جملة من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم إلى تكفير تارك الصلاة متعمدا لتركها حتى يخرج جميع وقتها منهم عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وعبدالله بن مسعود وابن عباس وجابر وابو الدرداء وكذلك روي عن علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه هؤلاء من الصحابة ومن غيرهم أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وعبدالله بن المبارك وإبراهيم النخعي والحكم بن عيينة وأيوب السختياني وأبو داود الطيالسي وابو بكر ابن أبي شيبة وابو خيثمة زهير بن حرب المانعون من التكفير يجب حمل هذه الاحاديث وما شاكلها على كفر النعمة دون كفر الجحود كقوله من تعلم الرمي ثم تركها فهي نعمة كفرها أبو داود رقم 2513 النسائي رقم 3578 وقوله لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم البخاري رقم 6830 مسلم رقم 62 تبرؤه من نسب وإن دق كفر بعد إيمان مسند أحمد 2 / 215 سباب المسلم فسوق وقتاله كفر البخاري رقم 48 مسلم رقم 64 من أتى امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد مسند أحمد 2 / 408 الترمذي رقم 135 أبو داود رقم 3904 ابن ماجه رقم 639 من حلف بغير الله فقد كفر رواه الحاكم في صحيحه 1 / 18 بهذا اللفظ وقوله اثنتان في امتي هما بهم كفر الطعن في الانساب والنياحة على الميت مسلم رقم 67 ونظائر ذلك كثيرة قالوا وقد نفى النبي الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر والمنتسب ولم يوجب زوال هذا عنهم الاسم عنهم كفر الجحود والخلود في النار فكذلك كفر تارك الصلاة ليس بكفر جحود ولا يوجب التخليد في الجحيم وقد قال النبي لا إيمان لمن لا أمانة له مسند أحمد 3 / 135 فنفى عنه الإيمان ولا يوجب ترك أداء الأمانة أن يكون كافرا كفرا ينقل عن الملة وقد قال ابن عباس في قوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون 5 سورة المائدة / الآية 44 ليس بالكفر الذي يذهبون إليه قال طاووس سئل ابن عباس عن هذه الآية فقال هو به كفر وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله قال أيضا كفر لا ينقل عن الملة وقال سفيان عن ابن جريح عن عطاء كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق معرفة الصواب في هذه المسألة مبني على معرفة حقيقة الإيمان والكفر ثم يصح النفي والإثبات بعد ذلك فالكفر والإيمان متقابلان إذا زال أحدهما خلفه الآخر كان الإيمان أصلا له شعب متعددة وكل شعبة منها تسمى إيمانا فالصلاة من الإيمان وكذلك الزكاة والحج والصيام والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق فإنه شعبة من شعب الإيمان وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب وكذلك الكفر ذو أصل وشعب فكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر والحياء شعبة من الإيمان وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر والصدق شعبة من شعب الإيمان والكذب شعبة من شعب الكفر والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان وتركها من شعب الكفر والحكم بماأنزل الله من شعب الإيمان والحكم بغير ما أنزل الله من شعب الكفر والمعاصي كلها من شعب الكفر كما ان الطاعات كلها من شعب الإيمان الإيمان قسمان قولية وفعلية وكذلك شعب الكفر نوعان قولية وفعلية ومن شعب الإيمان القولية شعبة يوجب زوالها زوال الإيمان فكذلك من شعبة الفعلية ما يوجب زوالها زوال الإيمان وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية فكما يكفر بالأتيان بكلمة الكفر اختيارا وهي شعبة من شعب الكفر فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف فهذا اصل وها هنا أصل آخر وهو ان حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل والقول قسمان قول القلب وهو الاعتقاد وقول اللسان وهوالتكلم بكلمة الإسلام والعمل قسمان عمل القلب وهو نيته وإخلاصه وعمل الجوارح فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة فأهل السنة مجمحون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهومحبته وانقياده كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم اعمال الجوارح ولا سيما إذا كان ملزوما لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره فإنه يلزمه من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح إذ لو اطاع القلب وانقاد أطاعت الجوارح وانقادت ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة وهو حقيقة الإيمان فإن الإيمان ليس مجرد التصديق كما تقدم بيانه وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبينه بل هو معرفته المستلزمة لاتباعه والعمل بموجبه وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء كما أن اعتقاد التصديق وإن سمي تصديقا فليس هو التصديق المستلزم للإيمان فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته وها هنا أصل آخر وهو أن الكفر نوعان كفر عمل وكفر جحود وعناد الجحود أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحودا وعنادا من اسماء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه وأما كفر العمل فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده فالسجود للضم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعا ولا يمكن أن ينفي عنه اسم الكفر بعد أن اطلقه الله ورسوله عليه فالحاكم بغير ما انزل الله كافر وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد ومن الممتنع أن يسمي الله سبحانه الحاكم بغير ما انزل الله كافرا ويسمى رسول الله تارك الصلاة كافرا ولا يطلق عليهما اسم كافر وقد نفى رسول الله الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر وعمن لا يأمن جاره بوائقه وإذا نفي عنه اسم الإيمان فهو كافر من جهة العمل وانتفى عنه كفر الجحود والاعتقاد وكذلك قوله لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض البخاري رقم 1739 مسلم رقم 1679 فهذا كفر عمل وكذلك قوله من أتى كاهنا فصدقه أو امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد مسند أحمد 2 / 408 الترمذي رقم 135 أبو داود رقم 3904 ابن ماجة رقم 639 وقوله إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهما البخاري رقم 6103 مسلم رقم 60 وقد سمى الله سبحانه وتعالى من عمل ببعض كتابه وترك العمل ببعضه مؤمنا بما عمل به وكافرا بما ترك العمل به فقال تعالى وإذا اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسرى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحيواة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون 2 سورة البقرة / الآيتان 84 و 85 فاخبر سبحانه أنهم أقروا بميثاقه الذي أمرهم به والتزموه به وهذا يدل على تصديقهم به أنهم لا يقتل بعضهم بعضا ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم ثم أخبر أنهم عصوا امره وقتل فريق منهم فريقا وأخرجوهم من ديارهم فهذا كفرهم بما أخذ عليهم في الكتاب ثم أخبر انهم يفدون من اسر من ذلك الفريق وهذا إيمان منهم بماأخذ عليهم في الكتاب فكانوا مؤمنين بما عملوا به من الميثاق كافرين بما تركوه منه فالإيمان العملي يضاده الكفر العملي والإيمان الاعتقادي يضاده الكفر الاعتقادي وقد اعلن النبي بما قلناه في قوله في الحديث الصحيح سباب المسلم فسوق وقتاله كفر البخاري رقم 48 مسلم رقم 64 ففرق بين قتاله وسبابه وجعل احدهما فسوقا لا يكفر به والآخر كفر ومعلوم أنه إنما أراد الكفر العلمي لا الاعتقادي وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الأسلامية والملة بالكلية كما لا يخرج الزاني والسارق والشارب من الملة وإن زال عنه اسم الإيمان وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم اعلم الأمة بكتاب الله وبالاسلام والكفر ولوازمهما فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين فريقا اخرجوا من الملة بالكبائر وقضوا على اصحابها بالخلود في النار وفريقا جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان فهؤلاء غلوا وهؤلاء جفوا وهدى الله اهل السنة للطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهب كالإسلام في الملل فها هنا كفر دون كفر ونفاق دون نفاق وشرك دون شرك وفسوق دون فسوق وظلم دون ظلم قال سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس في قوله تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكفرون ه سورة المائدة / الآية 44 ليس هو بالكفر الذي يذهبون إليه عبدالرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن ابيه قال سئل ابن عباس عن قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكفرون 5 سورة المائدة الآية 44 قال هو بهم كفر وليس كمن كفر بالله وملائكته كتبه ورسله وقال في رواية أخرى عنه كفر لا ينقل عن الملة وقال طاووس ليس بكفر ينقل عن الملة وقال وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق الذي قاله عطاء بين في القرآن لمن فهمه فإن الله سبحانه سمى الحاكم بغير ما أنزله كافرا وسمى جاحدا ما أنزله على رسوله كافرا وليس الكافران على حد سواء وسمى الكافر ظالما كما في قوله تعالى والكافرون هم الظالمون 2 سورة البقرة / الآية 254 وسمى متعدي حدوده في النكاح والطلاق والرجعة والخلع ظالما فقال ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه 65 سورة الطلاق / الآية 1 وقال نبيه يونس لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 21 سورة الأنبياء / الآية 87 وقال صفية آدم ربنا ظلمنا أنفسنا 7 سورة الأعراف الآية 23 وقال كليمه موسى رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي 28 سورة القصص / الآية 16 وليس هذا الظلم مثل ذلك الظلم الكافر فاسقا كما في قوله كما في قوله وما يضل به إلا الفسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثقه 2 سورة البقرة / الآيتان 26 و 27 الآية وقوله ولقد أنزلنا إليك آيت بينت يكفر بها إلا الفسقون 2 سورة البقرة / الآية 99 وهذا كثير في القرآن المؤمن من فاسق كما في قوله يأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهلة فتصبحوا على ما فعلتم ندمين 49 سورة الحجرات / الآية 6 نزلت في الحكم ابن أبي العاص وليس الفاسق كالفاسق وقال تعالى والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمنين جلدة ولا تقبلوا لهم شهدة أبدا وأولئك هم الفاسقون 24 سورة النور / الآية 4 وقالعن ابليس ففسق عن امر ربه 18 سورة الكهف / الآية 50 وقال فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق 2 سورة البقرة / الآية 197 وليس الفسوق كالفسوق والكفر كفران والظلم ظلمان والفسق فسقان وكذا الجهل جهلان جهل كفر كما في قوله تعالى خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين 7 سورة الأعراف / الآية 199 غير كفر كقوله تعالى إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهلة ثم يتوبون من قريب 4 سورة النساء / الآية 17 كذلك الشرك شركان شرك ينقل عن الملة وهو الشرك الأكبر وشرك لا ينقل عن الملة وهو الشرك الأصغر وهو شرك العمل كالرياء تعالى في الشرك الأكبر إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار 5 سورة المائدة / الآية 72 وقال ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق 22 سورة الحج / الآية 31 شرك الرياء فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا 18 سورة الكهف / الآية 110 ومن هذا الشرك الأصغر قوله من حلف بغير الله فقد اشرك رواه ابو داود رقم 3251 وغيره مسند أحمد 2 / 125 الترمذي رقم 1535 أن حلفه بغير الله لا يخرجه عن الملة ولا يوجب له حكم الكفار ومن هذا قوله الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل مسند أحمد 4 / 403 فانظر كيف انقسم الشرك والكفر والفسوق والظلم والجهل إلى ما هو كفر ينقل عن الملة وإلى ما لا ينقل عنها النفاق نفاقان نفاق اعتقاد ونفاق عمل فنفاق الاعتقاد هو الذي أنكره الله على المنافقين في القرآن واوجب لهم الدرك الأسفل من النار ونفاق العمل كقوله في الحديث الصحيح آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا ائتمن خان البخاري رقم 33 مسلم رقم 59 وفي الصحيح ايضا أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر وإذا ائتمن خان البخاري رقم 34 مسلم رقم 58 فهذا نفاق عمل قد يجتمع مع اصل الايمان ولكن إذا استحكم وكمل فقد ينسلخ صاحبه عن الإسلام بالكلية وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم فإن الإيمان ينهى المؤمن عن هذه الخلال فإذا كملت في العبد ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها فهذا لايكون إلا منافقا خالصا الإمام أحمد يدل على هذا فإن إسماعيل بن سعيد الشالنجي قالسألت أحمد ابن حنبل عن المصر على الكبائر يطلبها بجهده إلا أنه لم يترك الصلاة والزكاة والصوم وهل يكون مصرا من كانت هذه حاله قال هو مصر مثل قوله لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن يخرج من الإيمان ويقع في الإسلام ونحو قوله لا يشرب الخمر حين بشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن البخاري رقم 2475 مسلم رقم 57 ونحو قول ابن عباس في قوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون 5 سورة المائدة / الآية 44 قال اسماعيل فقلت له ما هذا الكفر قال كفر لا ينقل عن الملة مثل الإيمان بعضه دون بعض فكذلك الكفر حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه وههنا أصل آخر وهو أن الرجل قد يجتمع فيه كفر وإيمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وإيمان هذا من أعظم اصول أهل السنة وخالفهم فيه غيرهم من أهل البدع كالخوارج والمعتزلة والقدرية ومسألة خروج أهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها مبنية على هذا الأصل وقد دل عليه القرآن والسنة والفطرة وإجماع الصحابة قال تعالى وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون 12 سورة يوسف / الآية 106 فأثبت لهم إيمانا به سبحانه مع الشرك تعالى قالت الاعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمن في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من اعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم 49 سورة الحجرات / الآية 14 فأثبت لهم إسلاما وطاعة لله ورسوله مع نفي الإيمان عنهم وهو الإيمان المطلق الذي يستحق اسمه بمطلقه الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجهدوا بأموالهم وانفسهم في سبيل الله 49 سورة الحجرات / الآية 15 وهؤلاء ليسوا منافقين في اصح القولين بل هم مسلمون بما معهم من طاعة الله ورسوله وليسوا مؤمنين وإن كان معهم جزء من الإيمان أخرجهم من الكفار قال الإمام احمد من أتى هذه الأربعة أو مثلهن او فوقهن يرد الزنا والسرقة وشرب الخمر والانتهاب فهو مسلم ولا اسمية مؤمنا ومن اتى دون ذلك يريد دون الكبائر سميته مؤمنا ناقص الإيمان فقد دل على هذا قوله فمن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق البخاري رقم 34 مسلم رقم 58 فدل على أنه يجتمع في الرجل نفاق وإسلام الرياء شرك فإذا راءى الرجل في شيء من عمله اجتمع فيه الشرك والإسلام وإذا حكم بغير ما أنزل الله أو فعل ما سماه رسول الله كفرا وهو ملتزم للإسلام وشرائعه فقد قام به كفر وإسلام بينا ان المعاصي كلها شعب من شعب الكفر كما ان الطاعات كلها شعب من شعب الإيمان فالعبد تقوم به شعبة أو اكثر من شعب الإيمان وقد يسمى بتلك الشعبة مؤمنا وقد لا يسمى كما أنه قد يسمى بشعبة من شعب الكفر كافرا وقد لا يطلق عليه هذا الاسم فها هنا امران امر اسمي لفظي وأمر معنوي حكمي فالمعنوي هل هذه الخصلة كفر أم لا واللفظي هل يسمى من قامت به كافرا أم لا فالأمر الأول شرعي محضن والثاني لغوي وشرعي هنا اصل آخر وهو أنه لا يلزم من قيام شعبة من شعب الإيمان بالعبد ان يسمى مؤمنا وإن كان ما قام به إيمانا ولا من قيام شعبة من شعب الكفر به أن يسمى كافرا وإن كان ما قام به كفرا كماأنه لا يلزم من قيام جزء من اجزاء العلم به ان يسمى عالما ولا من معرفة بعض مسائل الفقه والطب أن يسمى فقهيا ولا طبيبا ولا يمنع ذلك ان تسمى شعبة الايمان إيمانا وشعبة النفاق نفاقا وشعبة الكفر كفرا وقد يطلق عليه الفعل كقوله فمن تركها فقد كفر الترمذي رقم 2623 النسائي رقم 463 ومن حلف بغير الله فقد كفر الترمذي رقم 1535 أبو داود رقم 3251 وقوله من اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر ومن حلف بغير الله فقد كفر رواه الحاكم في صحيحه 1 / 18 و 4 / 297 بهذا اللفظ فمن صدر منه خلة من خلال الكفر فلا يستحق اسم كافر على الإطلاق وكذا يقا لمن ارتكب محرما إنه فعل فسوقا وإنه فسق بذلك المحرم ولا يلزمه اسم فاسق إلا بغلبة ذلك عليه وهكذا الزاني والسارق والشارب والمنتهب لا يسمى مؤمنا وإن كان معه إيمان كما أنه لا يسمى كافرا وإن كان ما أتى به من خصال الكفر وشعبه إذ المعاصي كلها من شعب الكفر كما ان الطاعات كلها من شعب الإيمان أن سلب الإيمان من تارك الصلاة أولى من سلبه عن مرتكب الكبائر وسلب اسم الاسلام عنه اولى من سلبه عمن لم يسلم المسلمون من لسانه ويده فلا يسمى تارك الصلاة مسلما ولا مؤمنا وإن كان شعبة من شعب الإسلام والإيمان نعم يبقى ان يقال فهل ينفعه ما معه من الإيمان في عدم الخلود في النار فيقال ينفعه إن لم يكن المتروك شرطا في صحة الباقي واعتباره وإن كان المتروك شرطا في اعتبار الباقي لم ينفعه ولهذا لم ينفع الإيمان بالله ووحدانيته وأنه لا إله إلا هو من أنكر رسالة محمد ولا تنفع الصلاة من صلاها عمدا بغير وضوء فشعب الإيمان قد يتعلق بعضها ببعض تعلق المشروط بشرطه وقد لايكون كذلك الصلاة شرط لصحة الإيمان فيبقى النظر في الصلاة هل هي شرط لصحة الإيمان هذا سر المسألة والأدلة التي ذكرناها وغيرها تدل على أنه لا يقبل من العبد شيء من اعماله إلا بفعل الصلاة فهي مفتاح ديوانه ورأس مال ربحه ومحال بقاء الربح بلا رأس مال فإذا خسرها خسر أعماله كلها وإن اتى بها صورة أشار إلى هذا في قوله فإن ضيعها فهو لما سواها أضيع الموطأ 1 / 6 وفي قوله إن أول ما ينظر في شيء من اعماله بعد راجع ابو داود رقم 413 و 864 والنسائي رقم 465 وابن ماجة رقم 1425 و 1426 والحاكم 1 / 262 و 263 ومجمع الزوائد 1 / 291 و 292 العجب ان يقع الشك في كفر من أصر على تركها ودعى إلى فعلها على رؤوس الملأ وهو يرى بارقة السيف على رأسه ويشد للقتل وعصبت عيناه وقيل له تصلي وإلا قتلناك فيقول اقتلوني ولا اصلي ابدا ومن لا يكفر تارك الصلاة يقول هذا مؤمن مسلم يغتسل ويصلي عليه ويدفن في مقابر المسلمين وبعضهم يقول إنه مؤمن كامل الإيمان إيمانه كإيمانه جبريل وميكائيل فلا يستحي من هذا قوله من إنكاره تكفير من شهد بكفره الكتاب والسنة واتفاق الصحابة والله الموفق قال محمد بن نصر تعظيم قدر الصلاة رقم 978 حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن ايوب قال ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه وحكى محمد بن نصر 979 عن ابن المبارك قال من أخر صلاة حتى يفوت وقتها متعمدا من غير عذر فقد كفر وقال علي بن الحسن بن شقيق سمعت عبدالله بن المبارك يقول من قال إني لا أصلي المكتوبة اليوم فهو اكفر من حمار تعظيم قدر الصلاة رقم 980 وقال يحيى بن معين قيل لعبدالله بن المبارك إن هؤلاء يقولون من لم يصم ولم يصل بعد أن يقر به فهو مؤمن مستكمل الإيمان فقال عبدالله لا نقول نحن ما يقول هؤلاء من ترك الصلاة متعمدا من غير علة حتى أدخل وقتا في وقت فهو كافر تعظيم قدر الصلاة رقم 981 وقال ابن أبي شيبة قال النبي من ترك الصلاة فقد كفر فيقال له ارجع عن الكفر فإن فعل وإلا قتل بعد أن يؤجله الوالي ثلاثة أيام تعظيم قدر الصلاة رقم 988 وقال أحمد بن يسار سمعت صدقة بن الفضل وسئل عن تارك الصلاة فقال كافر فقال له السائل أتبين منه امرأته فقال صدقة وأين الكفر من الطلاق لو أن رجلا كفر ولم تطلق منه امرأته تعظيم قدر الصلاة رقم 989 قال أب و عبدالله محمد بن نصر تعظيم قدر الصلاة رقم 990 سمعت إسحاق يقول صح عن النبي أن تارك الصلاة كافر وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي إلى يومنا هذا أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر المسألة 3
214885
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%87%D8%A7/%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A3%D9%86%20%D8%AA%D8%B1%D9%83%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%8A%D8%AD%D8%A8%D8%B7%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84
كتاب الصلاة وحكم تاركها/فصل في أن ترك الصلاة يحبط الأعمال
وأما المسألة الرابعة وهي قوله هل تحبط الأعمال بترك الصلاة أم لا فقد عرف جوابها مما تقدم وإنا نفرد هذه المسألة بالكلام عليها بخصوصيتها فنقول أما تركها بالكلية فإنه لا يقبل معه عمل كما لا يقبل مع الشرك عمل فإن الصلاة عمود الإسلام كما صح عن النبي وسائر الشرائع كالأطناب والأوتاد ونحوها وإذا لم يكن للفسطاط عمود لم ينتفع بشيء من اجزائه فقبول سائر الاعمال موقوف على قبول الصلاة فإذا ردت ردت عليه سائر الأعمال وقد تقدم الدليل على ذلك وأما تركها أحيانا فقد روي البخاري في صحيحه رقم 553 من حديث بريدة قال قال رسول الله بكروا بصلاة العصر فإن من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله وقد تكلم قوم في معنى هذا الحديث فأتوا بما لا حاصل له قال المهلب معانه من تركها مضيفا لها متهاونا بفضل وقتها مع قدرته على أدائها حبط عمله في الصلاة خاصة أي لا يحصل له أجر المصلي في وقتها ولا يكون له عمل ترفعه الملائكة وحاصل هذا القول إن من تركها فاته أجرها ولفظ الحديث ومعناه يأبى ذلك ولا يفيد حبوط عمل قد ثبت وفعل وهذا حقيقة الحبوط في اللغة والشرع ولا يقال لمن فاته ثواب عمل من الأعمال إنه قد حبط عمله وإنما يقال فاته أجر ذلك العمل وقالت طائفة يحبط عمل ذلك اليوم لا جميع عمله فكأنهم استصعبوا حبوط الأعمال الماضية كلها بترك الصلاة واحدة وتركها عنده ليس بردة تحبط الاعمال فهذا الذي استشكله هؤلاء هو وارد عليهم بعينه في حبوط عمل ذلك اليوم والذي يظهر في الحديث والله أعلم بمراد رسوله أن الترك نوعان ترك كلي لا يصليها أبدا فهذا يحبط العمل جميعه وترك معين في يوم معين فهذا يحبط عمل ذلك اليوم فالحبوط العام في مقابلة الترك العام والحبوط المعين في مقابلة الترك المعين فإن قيل كيف تحبط الأعمال بغير الردة قيل نعم قد دل القرآن والسنة والمنقول عن الصحابة أن السيئات تحبط الحسنات كما الحسنات يذهبن السيئات قال تعالى يأيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقتكم بالمن والأذى يأيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم أن تبحط أعمالكم وأنتم لا تشعرون 49 سورة الحجرات / الآية 2 وقالت عائشة لأم زيد بن أرقم أخبري زيدا أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله إلا أن يتوب لما باع بالعينة نص الإمام أحمد على هذا فقال ينبغي للعبد في هذا الزمان أن يستدين ويتزوج لئلا ينظر ما لا يحل فيحبط عمله وآيات الموازنة في القرآن على هذا فكما أن السيئة تذهب حسنة أكبر منها فالحسنة يحبط أجرها بسيئة أكبر منها فإن قيل فأي فائدة في تخصيص صلاة العصر بكونها محبطة دون غيرها من الصلوات قبل الحديث لم ينف الحبوط بغير العصر إلا بمفهوم لقب وهو مفهوم ضعيف جدا وتخصيص العصر بالذكر لشرفها من بين الصلوات ولهذا كانت هي الصلاة الوسطى بنص رسول الله الصحيح الصريح راجع مسلم رقم 628 ولهذا خصها بالذكر في الحديث الآخر وهو قوله الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله البخاري رقم 552 مسلم رقم 626 اي فكأنما سلب أهله وماله فأصبح بلا أهل ولا مال وهذا تمثيل لحبوط عمله بتركها كأنه شبه أعماله الصحالة بانتفاعه وتمتعه بها بمنزلة أهله وماله فإذا ترك صلاة العصر فهو كمن له أهل ومال فخرج من بيته لحاجة وفيه أهله وماله فرجع وقد اجتيح الأهل والمال فبقي وترا دونهم وموتورا بفقدهم فلو بقيت عليه أعماله الصالحة لم يكن التمثيل مطابقا والحبوط نوعان عام وخاص فالعام حبوط الحسنات كلها بالردة والسيئات كلها بالتوبة والخاص حبوط السيئات والحسنات بضعها ببعض وهذا حبوط مقيد جزئي وقد تقدم دلالة القرآن والسنة والآثار وأقوال الأئمة عليه ولما كان الكفر والإيمان كل منهما يبطل الآخر ويذهبه كانت شعبة كل واحد منهما لها تأثير في إذهاب بعض شعب الآخر فإن عظمت الشعبة ذهب في مقابلتها شعب كثيرة وتأمل قول أم المؤمنين في مستحل العينة إنه قد أبطل جهاده مع رسول الله كيف قويت هذه الشعبة التي أذن الله فاعلها بحربه وحرب رسوله على إبطال محاربة الكفار فأبطل الحراب المكروه الحراب المحبوب كما تبطل محاربة أعدائه التي يحبها محاربته التي يبغضها والله المستعان المسألة 4
214886
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%87%D8%A7/%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D9%82%D8%A8%D9%88%D9%84%20%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1%20%D9%88%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84%20%D9%88%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%AA%D8%A9
كتاب الصلاة وحكم تاركها/فصل في قبول صلاة الليل بالنهار وصلاة النهار بالليل وقضاء الفائتة
وأما المسألة الخامسة التي هى قوله هل تقبل صلاة الليل بالنهار وصلاة النهار باليل أم لا فهذه المسألة لها صورتان إحداهما يقبل فيها بالنص والإجماع وهي ما إذا فاتته صلاة النهار بنوم أو نسيان فصلاها بالليل وعكسه كما ثبت في الصحيحين البخاري رقم 597 مسلم رقم 684 من حديث أنس بن مالك عن النبي قال من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها واللفظ لمسلم وروى مسلم عنه أيضا رقم 684 قال قال رسول الله إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها فإن الله يقول وأقم الصلواة لذكري 20 سورة طه / الآية 14 وفي صحيح مسلم رقم 680 عن أبي هريرة أن رسول الله حين قفل من غزوة خيبر سار ليلة حتى إذا ادركه الكرى عرس وقال لبلال أكد لنا الليل فصلى بلال ما قدر له ونام رسول الله وأصحابه فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر فغلبت بلالا عيناه وهو مستند إلى راحلته فلم يستيقظ رسول الله ولا بلال ولاأحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس فكان رسول الله اولهم استيقاظ ففزع رسول الله فقال اي بلال فقال بلال أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال قتادة فاقتادوا رواحلهم شيء ثم توضأ رسول الله وأمر بلالا فأقام الصلاة فصلى بهم الصبح فلما قضى الصلاة قال من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله تعالى قال وأقم الصلواة لذكري 20 سورة طه / الآية 14 وفي الصحيحين البخاري رقم 344 مسلم رقم 682 من حديث عمران بن حصين نحو هذه القصة وفي صحيح مسلم رقم 681 عن أبي قتادة قال ذكروا للنبي نومهم عن الصلاة قال إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الأخرى وفي مسند الإمام أحمد 1 / 386 و 464 من حديث عبدالله بن مسعود قال أقبل النبي من الحديبية ليلا فنزلنا منزلا دهاسا من الأرض فقال من يكلؤنا فقال بلال أنا قال إذا تنام قال لا فنام حتى طلعت الشمس فالستيقظ فلا وفلان فيهم عمر فقال اهضبوا فاستيقظ النبي فقال افعلوا كما كنتم تفعلون فلما فعلوا قال هكذا فافعلوا لمن نام منكم أو نسي فهذا متفق عليه بين الأئمة واختلفوا في مسألتين لفظية وحكمية فاللفظية هل تسمى هذه الصلاة أداء قضاء فيه نزاع لفظي محض فهي قضاء لما فرض الله عليهم واداء باعتبار الوقت في حق النائم والناسي فإن الوقت في حقهما وقت الذكر والأنتباه فلم يصلها إلا في وقتها الذي أمرنا بإيقاعها فيه وأما ما يذكره الفقهاء في كتبهم من قوله فليصلها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها فهذه الزيادة لم أجدها في شيء من كتب الأحاديث ولا اعلم لها إسنادا ولكن قد روى البيهقي السنن 2 / 219 والدارقطني 1 / 423 من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن ابي هريرة أن النبي قال من نسي صلاة فوقتها إذا ذكرها وأما المسألة الحكمية فهل تجب المبادرة إلى فعلها على الفور حين يستيقظ ويذكر أم يجوز له التأخير فيه قولان أصحهما وجوبها على الفور وهذا قول جمهور الفقهاء منهم إبراهيم النخعي ومحمد بن شهاب الزهري وربيعة ابن أبي عبدالرحمن ويحيى بن سعيد الأنصاري وابو حنيفة ومالك والإمام أحمد وأصحابهم وأكثر العلماء وظاهر مذهب الشافعي أنه على التراخي واحتج من نص على هذا القول بأن النبي لم يصلها في المكان الذي ناموا به بل أمرهم فاقتادوا رواحلهم إلى مكان آخر فصلى فيه وفي حديث أبي قتادة فلما استيقظوا قال اركبوا فركبنا فسرنا حتى ارتفعت الشمس نزل ثم دعا بميضأة فيها ماء فتوضأ ثم أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله ركعيتن ثم صلى الغداة قالوا ولو وجب القضاة على الفور لم يفارق منزله حتى يفعلها قالوا ولا يصح الاعتذار عن هذا بأن ذلك المكان كان فيه شيطان فلم يصلوا فيه فإن حضور الشيطان في المكان لا يكون عذرا في تأخير الواجب قال الشافعي ولو كان وقت الفائتة يضيق لماأخره لأجل الشيطان فقد صلى وهو يخنق الشيطان راجع البخاري رقم 461 مسلم رقم 541 قال الشافعي فخنقه للشيطان في الصلاة أبلغ من واد فيه شيطان قالوا ولأنها عبادة مؤقتة فإذا فاتت لم يجب قضاؤها على الفور كصوم رمضان بل أولى لأن الأداء متوسع في الصلاة دون الصوم فكانت التوسعة في القضاء أولى وقال أبو اسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي الشافعي إن اخرها لعذر قضاها على التراخي للحديث وإن اخرها لغير عذر قضاها على الفور لئلا يثبت بتفريطه ومعصيته رخصة لم تكن واحتج الجمهور بما رواه مسلم في صحيحه رقم 681 من حديث أبي قتادة أنهم ذكروا للنبي نومهم عن الصلاة فقال ليس في النوم تفريط فإذا نسي أحدكم صلاة اونام عنها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك وفي صحيحه أيضا رقم 680 عن أبي هريرة قال قال رسول الله من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله قال وأقم الصلواة لذكري 20 سورة طه / الآية 14 وعند الدارقطني 1 / 423 في هذا الحديث من نسي صلاة فوقتها إذا ذكرها وهذه الألفاظ صريحة في الوجوب على الفور قالوا وما استدللتم به على جواز التأخير فإنما يدل على التأخير اليسير الذي لا يصير صاحبه مهملا معرضا عن القضاء بل يفعله لتكميل الصلاة من اختيار بقعة على بقعة وانتظار رفقة او جماعة لتكثير اجر الصلاة ونحو ذلك من تأخير يسير لمصلحتها وتكميلها فكيف يؤخذ من هذا التأخير اليسير لمصلحتها جواز تأخير جواز تأخيرها سنين عددا وقد نص الإمام أحمد على ان المسافر إذا نام في منزله عن الصلاة حتى فاتت أنه يستحب له أن ينتقل عنه إلى غيره فيقضيها فيه للخبر مع أن مذهبه وجوب فعلها على الفور وإذا كانت اوامر الله ورسوله المطلقة على الفور فكيف المقيدة ولهذا أوجب الفورية في المقيدة اكثر من نفاها في المطلقة وأما ما تمسكوا به من القياس على قضاء رمضان فجوابه من وجهين أحدهما أن السنة فرقت بين الموضعين فجوزت تأخير قضاء رمضان وأوجبت فعل المنسية عند ذكرها فليس لنا أن نجمع ما فرقت السنة بينهما الثاني أن هذا القياس حجة عليهم فإن تأخير رمضان إنما يجوز إذا لم يأتي رمضان وهم يجوزون تأخير الفائتة وإن اتى عليها اوقات صلوات كثيرة فأين القياس وأما قولهم لو وجب الفور لما جاز التأخير لأجل الشيطان فقد تقدم جوابه وهو ان الموجبين للفور يجوزون التأخير اليسير لمصلحة التكميل وأما نقضهم بخنق النبي للشيطان في صلاته راجع البخاري رقم 461 مسلم رقم 541 فمن أعجب النقض فإن التأخير اليسير للعدول عن مكان الشيطان لا تترك به الصلاة ولا يذهب به وقتها ولا يقطعها المصلي بخلاف من عرض له الشيطان في صلاته فإنه لو تركها لأجله لكان قد أبطل صلاته وقطعها بعد دخوله فيها ولعله إن تعرض له في الصلاة الثانية فيقطعها فيترك الصلاة بالكلية فأين إحدى المسألتين من الأخرى والله أعلم بالصواب وأما الصورة الثانية وهي ما إذا ترك الصلاة عمدا حتى خرج وقتها فهي مسألة عظيمة تنازع فيها الناس هل ينفعه القضاء ويقبل منه ام لا ينفعه ولا سبيل له إلى استدراكها ابدا فقال ابو حنيفة والشافعي وأحمد ومالك يجب عليه قضاؤها ولا يذهب القضاء عنه إثم التفويت بل هو مستحق للعقوبة إلى أن يعفو الله عنه وقالت طائفة من السلف والخلف من تعمد تأخير الصلاة عن وقتها من غير عذر يجوز له التأخير فهذا لا سبيل له إلى استدراكها ولايقدر على قضائها ابدا ولا يقبل منه ولا نزاع بينهم أن التوبة النصوح تنفعه ولكن هل من تمام توبته قضاء تلك الفوائت التي تعمد تركها فلا تصح التوبة بدون قضائها أم لا تتوقف التوبة على القضاء فيحافظ عليها في المستقبل ويستكثر من النوافل وقد تعذر عليه استدراك ما مضى هل هذا محل الخلاف ونحن نذكر حجج الفريقين قال الموجبون للقضاء لما امر النبي النائم والناسي بالقضاء وهما معذوران غير مفرطين فإيجاب القضاء على المفرط العاصي أولى واحرى فلو كانت الصلاة لا تصح إلا في وقتها لم ينفع قضاؤها بعد الوقت في حق النائم والناسي قالوا وقد صلى العصر بعد المغرب يوم الخندق هو وأصحابه راجع البخاري رقم 596 مسلم رقم 631 ومعلوم قطعا أنهم لم يكونوا نائمين ولا ساهين عنها ولو اتفق النسيان لبعضهم لم يتفق للجميع قالوا وكيف يكون المفرط بالتأخر أحسن حالا من المعذور فيخفف عن المفرط ويشدد على المعذور قالوا وإنما أنام الله سبحانه وتعالى رسوله والصحابة ليبين للأمة حكم من فاتته الصلاة وأنها لا تسقط عنه بالتفويت بل يتداركها فيما بعد قالوا وقد أمر النبي من افطر بالجماع في رمضان ان يقضي يوما مكانه أبو داود رقم 2393 ابن ماجة رقم 1671 قالوا ولاقياس يقتضي وجوب القضاء فإن الامر متوجه علىالمكلف بفعل العبادة في وقتها فإذا فرط في الوقت وتركه لم يكن ذلك مسقط بفعل العبادة في وقتها فإذا فرط في الوقت وتركه لم يكن ذلك مسقطا لفعل العبادة عنه قال الآخرون أوامر الرب تبارك وتعالى نوعان نوع مطلق غير مؤقت فهذا يفعل في كل وقت نوع مطلق غير مؤقت بوقت محدود وهو نوعان احدهما ما وقته بقدر فعله كالصيام ما وقته أوسع من فعله كالصلاة وهذا القسم فعله في وقته شرط في كونه عبادة مأمورا بها فإنه إنما امر به على هذه الصفة فلا تكون عبادة على غيرها قالوا فما أمر الله به في الوقت فتركه المأمور حتى فات وقته لم يمكن فعله بعد الوقت شرعا وإن أمكن حسا بل لا يمكن حسا ايضا فإن إيتانه بعد الوقت امر غير المشروع قالوا ولهذا لا يمكن فعل الجمعة بعد خروج وقتها ولا الوقوف بعرفة بعد وقته قالوا ولا مشروع إلا ما شرعه الله ورسوله وهو سبحانه ما شرع فعل الصلاة والصيام والحج إلا في أوقات مختصة به فإذا فاتت تلك الأوقات لم تكن مشروعة ولم يشرع الله سبحانه فعل الجمعة يوم السبت ولاالوقوف بعرفة في اليوم العاشر ولاالحج في غير اشهره وأما الصلوات الخمس فقد ثبت بالنص والإجماع أن المعذور بالنوم والنسيان وغلبة العقل يصليها إذا زال عذره وكذلك صوم رمضان شرع الله سبحانه قضاءه بعذر المرض والسفر والحيض وكذلك شرع رسوله الجمع بين الصلاتين المشتركتين في الوقت للمعذور بسفر أو مرض او شغل يبيح الجمع فهذه يجوز تأخيرها عن وقتها المختص إلى وقت الأخرى للمعذور ولا يجوز لغيره بالاتفاق بل هو من الكبائر العظام كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر ولكن يجب عليه فعلها وإن اخرها إلى وقت الثانية في هذه الصورة لأنها تفعل في هذا الوقت في الجملة وقد أمر النبي بالصلاة خلف الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها وقيل له ألا نقاتلهم قال لا ما صلوا مسلم رقم وهم كانوا يؤخرون الظهر خاصة إلى وقت العصر فأمر بالصلاة خلفهم وتكون نافلة للمصلي وأمره أن يصلي الصلاة في وقتها ونهى عن قتالهم قالوا وأما من اخر صلاة النهار فصلاها بالليل أوصلاة الليل فصلاها بالنهار فهذا الذي فعله غير الذي أمر به وغير ما شرعه الله ورسوله فلا يكون صحيحا ولامقبولا قالوا وقد قال رسول الله من ترك صلاة العصر حبط عمله البخاري رقم 553 وقال الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر اهله وماله البخاري رقم 552 مسلم رقم 626 فلو كان يمكنه استدراكها بالليل لم يحبط عمله ولم يكن موتورا من أعماله بمنزلة الموتر من أهله وماله قالوا وقد صح عنه أنه قال من ادرك ركعة من العصر قبل ان تغرب الشمس فقد أدرك العصر البخاري رقم 556 مسلم رقم 608 فكذا من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ولو كان فعلها بعد المغرب وطلوع الشمس صحيحا مطلقا لكان مدركا سواء أدرك ركعة أو اقل من ركعة أو لم يدرك منها شيئا فإنه لم يرد أدرك ركعة صحت صلاته بلا إثم إذ لاخلاف بين الأمة أنه لا يحل له تأخيره إلى ان يضيق وقتها عن كمال فعلها وإنما أراد بالإدراك اصحة والأجزاء وعندكم تصح وتجزيء ولو ادرك منها قدر تكبيرة أو لم يدرك منها شيئا فلا معنى للحديث عندكم البتة قالوا والله سبحانه قد جعل لكل صلاة وقتا محدود الأول والآخر ولم يأذن في فعلها قبل دخول وقتها ولا بعد خروج وقتها والمفعول قبل الوقت وبعده أمر غير المشروع فلو كان الوقت ليس شرطا في صحتها لكان لا فرق في الصحة بين فعلها قبل الوقت وبعده لأن كلا الصلاتين صلاها في غير وقتها فكيف قبلت من هذا المفرط بالتنفويت ولم تقبل من المفرط بالتعجيل قالوا والصلاة في الوقت واجبة على كل حال حتى أنه يترك جميع الواجبات والشروط لأجل الوقت فإذا عجز عن الوضوء والاستقبال أو طهارة الثوب والبدن وستر العورة أو قراءة الفاتحة او القيام في الوقت وأمكنه ان يصلي بعد الوقت بهذه الأمور فصلاته في الوقت بدونها هي التي شرها الله واوجبها ولم يكن له أن يصلي بعد الوقت مع كمال هذه الشروط والواجبات فعلم أن الوقت مقدم عندالله ورسوله على جميع الواجبات فإذا لم يكن إلا أحد الامرين وجب أن يصلي في الوقت بدون هذه الشروط والواجبات ولو كان له سبيل إلى استدراك الصلاة بعد خروج وقتها لكانت صلاته بعد الوقت مع كمال الشروط والواجبات خيرا من صلاته في الوقت بدونها وأحب إلى الله وهذا باطل بالنص والإجماع قالوا وأيضا فقد توعد الله سبحانه من فوت الصلاة عن وقتها بوعيد التارك لها قال تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون 107 سورة الماعون / الآيتان 4 و 5 وقد فسر أصحاب رسول الله السهو عنها بأنه تأخيرها عن وقتها كما ثبت ذلك عن سعد ابن أبي وقاص وفيه حديث مرفوع سنن البيهقي 2 / 214 وقال تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلواة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا 19 سورة مريم / الآية 59 وقد فسر الصحابة والتابعون إضاعتها بتفويت وقتها راجع صفحة 32 والتحقيق أن اضاعتها تتناول تركها وترك وقتها وترك واجباتها وأركانها وأيضا إن مؤخرها عن وقتها عمدا متعد لحدود الله كمقدمها عن وقتها فما بالها تقبل مع تعدي هذا الحد ولا تقبل مع تعدي الحد الآخر قالوا وأيضا فنقول لمن قال إنه يستدركها بالقضاء أخبرنا عن هذه الصلاة التي تأمر بفعلها هي التي امر الله بها أم هي غيرها قال هي بعينها قيل له فالعامد بتركها حينئذ ليس عاصيا لأنه قد فعل ماأمر الله به بعينه فلا يلحقه الإثم والملامة وهذا باطل قطعا وإن قال ليست هي التي أمر الله بها قيل له فهذا من اعظم حججنا عليك إذ أقررت أن هذه غير مأمور بها ثم نقول أيضا ما تقولون في من تعمد تفويتها حتى خرج وقتها ثم صلاها أطاعه صلاته تلك ام معصية فإن قالوا صلاته طاعة وهو مطيع بها خالفوا الإجماع والقرآن والسنن الثابتة وإن قالوا هي معصية قيل فكيف يتقرب إلى الله بالمعصية وكيف تنوب المعصية عن الطاعة فإن قلتم هو مطيع بفعلها عاص بتأخيرها وهو أنه إذا تقرب بالفعل الذي هو طاعة لا بالتفويت الذي هو معصية قيل لكم الطاعة هي موافقة الأمر وامتثاله على الوجه الذي امر به فأين الله ورسوله ممن تعمد تفويت الصلاة بفعلها بعد خروج وقتها حتى يكون مطيعا له بذلك فلو ثبت ذلك لكان فاصلا للنزاع في المسألة قالوا وأيضا فغير أوقات العبادة لا تقبل تلك العبادة بوجه كما أن الليل لا يقبل الصيام وغير اشهر الحج لا يقبل الحج وغير وقت الجمعة لا تقبل الجمعة فأي فرق بين من قال ان أفطر النهار وأصوم الليل أو قال أنا أفطر رمضان في هذا الحر الشديد وأصوم مكانه شهرا في الربيع أو قال أنا أؤخر الحج من شهره إلى المحرم أو قال أنا اصلي الجمعة بعد العشاء الآخرة أو اصلي العيدين في وسط الشهر وبين من قال انا أؤخر صلاة النهار إلى الليل وصلاة الليل إلى النهار فهل يمكن أحدا قط أن يفرق بين ذلك قالوا وقد جعل الله سبحانه للعبادات أمكنه وأزمنة وصفات فلا ينوب مكان عن المكان الذي جعله الله مكانا ميقاتا لها كعرفة ومزدلفة ومنى ومواضع الجمار والمبيت والصفا والمروة ولا تنوب صفة من صفاتها التي اوجبها الله عليها عن صفة فكيف ينوب زمان عن زمانها الذي أوجبها الله فيه عنه قالوا وقد دل النص والإجماع على أن من اخر الصلاة عن وقتها عمدا أنها قد فاتته كما قال النبي من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله البخاري رقم 552 مسلم رقم 626 وما فات فلا سبيل إلى إدراكه ألبتة ولو امكن أن يدرك لما سمي فائتا وهذا مما لا شك فيه لغة وعرفا وكذلك هو في الشرع وقد قال النبي لا يفوت الحج حتى يطلع الفجر من يوم عرفة الموطأ 1 / 390 مجمع الزوائد 3 / 255 أفلا تراه جعله فائتا بفوات وقته لما لم يمكن أن يدرك في يوم بعد ذلك اليوم وهذا بخلاف المنسية والتي نام عنها فإنها لا تسمى فائتة ولهذا لم تدخل في قوله الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر اهله وماله البخاري رقم 552 مسلم رقم 626 قالوا والأمة مجمعة على أن من ترك الصلاة عمدا حتى يخرج وقتها فقد فاتته ولو قبلت منه وصحت بعد الوقت لكان تسميتها فائتة لغوا وباطلا وكيف يفوت ما يدرك قالوا وكما أنه لا سبيل إلى استدراك الوقت الفائت ابدا فلا سبيل إلى استدراك فرضه ووصفه قالوا وهذا معنى قوله في الحديث الذي رواه أحمد المسند 2 / 386 وغيره أبو داود رقم 2396 الترمذي رقم 723 ابن ماجة رقم 1672 من أفطر يوما من رمضان من غير عذر لم يقضه عنه صيام الدهر فأين هذا من قولكم يقضيه عنه صيام يوم من اي شهر اراد قالوا وقد امر الله سبحانه المسلمين حال مواجهة عدوهم أن يصلوا صلاة الخوف فيقصروا من اركانها ويفعلوا فيها الأفعال الكثيرة ويستدبروها فيها القبلة ويسلمون قبل الأمام بل يصلون رجالا وركبانا حتى لو لم يمكنهم إلا الإيماء اتوا بها على دوابهم إلى غير القبلة في وقتها ولو قبلت منهم في غير وقتها وصحت لجاز لهم تأخيرها إلى وقت الأمن وإمكان الإتيان بها وهذا يدل على أنها بعد خروج وقتها لا تكون جائزة ولا مقبولة منهم مع العذر الذي أصابهم في سبيله وجهاد اعدائه فكيف تقبل من صحيح مقيم لا عذر له البتة وهو يسمع داعي الله جهرة فيدعها حتى يخرج وقتها ثم يصليها في غير الوقت وكذلك لم يفسح في تأخيرها عن وقتها للمريض بل امره أن يصلي على جنبه بغير قيام ولا ركوع ولا سجود إذا عجز عن ذلك ولو كانت تقبل منه وتصح في غير وقتها لجاز تأخيرها إلى زمن الصحة فأخبرونا أي كتاب أو سنة أو اثر عن صاحب نطق بأن من اخر الصلاة وفوتها عن وقتها الذي امر الله بإيقاعها فيه عمدا يقبلها الله منه بعد خروج وقتها وتصح منه وتبرأ ذمته منها ويثاب عليها ثواب من ادى فريضته هذا والله ما لا سبيل لكم إليه البتة حتى تقوم الساعة ونحن نوجد لكم عن اصحاب رسول الله مثل ما قلناه وخلاف قولكم قال عبدالله بن المبارك في الزهد رقم 914 أخبرنا إسماعيل ابن أبي خالد عن زيد ان ابا بكر قال لعمر بن الخطاب إني موصيك بوصية إن حفظتها إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل وحقا بالليل لا يقبله بالنهار وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدي الفريضة وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الحق وثقله عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل وخفته عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يخف وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة وصالح ما عملوا وتجاوز عن سيئاتهم فإذا ذكرتهم خفت ألا أكون منهم وذكر اهل النار وأعمالهم فإذا ذكرتهم قلت أخشى أن أكون منهم وذكر آية الرحمة وآية العذاب ليكون المؤمن راغبا راهبا فلا يتمنى على الله غير الحق ولا يلقى بيده إلى التهلكة فإن حفظت قولي فلا يكونن غائب أحب اليك من الموت ولا بد لك منه وإن ضيعت وصيتي فلا يكونن غائباحب إليك من الموت ولن تعجزه وقال هناد بن السري الزهد 1 / 496 حدثنا عبده عن إسماعيل ابن ابي خالد عن زبيد اليامي قال لما حضرت أبا بكر الوفاة فذكره قالوا فهذا أبو بكر قال إن الله لا يقبل عمل النهار بالليل ولا عمل الليل بالنهار ومن يخالفنا بهذه المسألة يقولون بخلاف هذا صريحا وأنه يقبل صلاة العشاء الآخرة وقت الهاجرة ويقبل صلاة العصر نصف النهار قالوا فهذا قول أبي بكر وعمر وابنه عبدالله وسعد ابن ابي وقاص وسلمان الفارسي وعبدالله بن مسعود والقاسم بن محمد ابن أبي بكر وبديل العقيلي ومحمد بن سيرين ومطرف بن عبدالله وعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنهم وغيرهم قال شعبة عن يعلى بن عطاء عن عبدالله بن خراش قال رأى ابن عمر رجلا يقرأ في صحيفة قال له يا هذا القاريء إنه لا صلاة لمن لم يصل الصلاة لوقتها فصل ثم أقرأ ما بدا لك قالوا ولا يصح تأويلكم ذلك على أنه لا صلاة كاملة لوجوه أن النفي يقتضي نفي حقيقة المسمى والمسمى هنا هو الترتيب وحقيقة منتفية هذه حقيقة اللفظ فما الموجب للخروج عنها الثاني إنكم إذا أردتم بنفي الكمال الكمال المستحب فهذا باطل فإن الحقيقة الشرعية لا تنتفي لنفي مستحب فيها وإنما تنتفي لنفي ركن من أركانها وجزء من اجزائها وهكذا كل نفي ورد على حقيقة شرعية كقوله لا إيمان لمن لا أمانة له مسند أحمد ولا صلاة لمن لا وضوء له مسند أحمد 2 / 418 أبو داود رقم 101 ابن ماجة رقم 399 ولا عمل لمن لا نية له ابن ابي الدنيا الإخلاص والنية رقم 59 ولا صيام لمن لا يبيت الصيام من الليل أبو داود رقم 2454 النسائي رقم 2331 الترمذي رقم 730 ابن ماجه رقم 1700 ولا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب البخاري رقم 756 مسلم رقم 394 ولو انتفت لانتفاء بعض مستحباتها فما من عبادة إلا وفوقها من جنسها ما هوه احب إلى الله منها وقد ساعدتمونا على أن الوقت من واجباتها فإن انتفت بنفي واجب فيها لم تكن صحيحة ولا مقبولة الثالث إنه إذا لم يكن نفي حقيقة المسمى فنفي صحته والاعتداد به اقرب إلى نفيه من كماله المستحب وقال محمد بن المثنى حدثنا عبدالأعلى حدثنا سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أن عبدالله بن مسعود كان يقول إن للصلاة وقتا كوقت الحج المصنف لعبد الرزاق رقم 3747 فصلوا الصلاة لميقاتها المحلى 2 / 372 فهذا عبدالله قد صرح بأن وقت الصلاة كوقت الحج فإذا كان الحج لا يفعل في غير وقته فما بال الصلاة تجزيء في غير وقتها وقال عبدالرزاق المصنف رقم 2234 1 / 587 عن معمر عن بديل العقيلي قال بلغني أن العبد إذا صلى الصلاة لوقتها صعدت ولها نور ساطع في السماء وقالت حفظتني حفظك الله وإذا صلاها لغير وقتها طويت كما يطوى الثوب الخلق فيضرب بها وجهه قال الذين يعتدون بها بعد الوقت ويبرئون بها الذمة واللفظ لأبي عمر ابن عبدالبر فإنه انتصر لهذه المسألة اتم انتصار ونحن نذكر كلامه بعينه قال في الاستذكار في باب النوم عن الصلاة قرأت على عبدالوارث أن قاسما حدثهم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا ابن الاصبهاني حدثنا عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبي زياد عن تميم بن سلمة عن مسروق عن ابن عباس قال كان رسول الله في سفر فعرسوا من آخر الليل فلم يستيقظوا حتى طلعت الشمس فأمر بلالا فأذن ثم صلى ركعتين قال ابن عباس فما يسرني بها الدنيا وما فيها يعني الرخصة مسند أحمد 1 / 259 ومجمع الزوائد 1 / 321 قال أبو عمر ذلك عندي والله اعلم لأنه كان سببا إلى أن أعلم أصحابه المبلغين عنه إلى سائر أمته بأن مراد الله عن عباده في الصلاة وإن كانت مؤقته أن من لم يصلها في وقتها يقضيها أبدا متى ذكرها ناسيا كان لها او نائما عنه او متعمدا لتركها ألا ترى ألا حديث مالك في هذا الباب عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله قال من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها الموطأ 1 / 13 والنسيان في لسان العرب يكون للترك عمدا او يكون ضد الذكر قال الله تعالى نسوا الله فنسيهم 9 سورة التوبة الآية 67 اي تركوا طاعة الله والإيمان بما جاء به رسول الله فتركهم الله من رحمته وهذا لا خلاف فيه ولا يجهله من له اقل علم بتأويل القرآن فإن قيل فلم خص النائم والناسي بالذكر في قوله في غير هذا الحديث من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها الموطأ 1 / 13 قيل خص النائم والناسي ليرتفع التوهم والظن فيهما لرفع القلم في سقوط التأثيم عنهما بالنوم والنسيان فأبان رسول الله أن سقوط الاثم عنهما غير مسقط لما لزمهما من فرض الصلاة وأنها واجبة عليهما عند الذكر لها يقضيها كل واحد منهما بعد خروج وقتها إذا ذكرها ولم يحتج إلى ذكر العامد معهما لأن العلة المتوهمة في الناسي والنائم ليست فيه ولا عذر له في ترك فرض قد وجب عليه من صلاته إذا كان ذاكرا له وسوى الله سبحانه وتعالى في حكمها على لسان رسوله بين حكم الصلاة المؤقتة والصيام الؤقت في شهر رمضان بل كل واحد منهما يقضى بعد خروج وقته فنص على النائم والناسي في الصلاة كما وصفنا ونص على المريض والمسافر في الصوم وأجمعت الامة ونقلت الكافة فيمن لم يصم شهر رمضان عامدا وهو مؤمن بفرضه وإنما تركه أشرا وبطرا ثم تاب منه بعد ذلك أن عليه قضاءه وكذلك من ترك الصلاة عامدا فالعامد والناسي في القضاء للصلاة والصيام سواء وإن اختلفا في الاثم كالجاني على الاموال المتلف لها عامدا وناسيا سواء إلا في الاثم وكان الحكم في هذا النوع بخلاف رمي الجمار في الحج الذي لا يقضى في غير وقته لعامد ولا ناس لوجوب الدم فيما ينوب عنها وبخلاف الضحايا أيضا لأن الضحايا ليست بواجبة فرضا والصلاة والصيام كلاهما فرض واجب ودين ثابت يؤدي ابدا , ان خرج الوقت المؤجل لهما قال رسول الله دين الله احق ان يقضى البخاري رقم 1953 مسلم رقم 1148 وإذا كان النائم والناسي للصلاة وهما معذوران يقضيانها بعد خروج وقتها كان المتعمد لتركها الآثم في فعله ذلك وإن أبي لا يسقط عنه فرض الصلاة وأن يحكم عليه بالأتيان بها لأن التوبة من عصيانه في عمد تركها هي أداؤها وإقامتها مع الندم على ما سلف من تركه لها في وقتها وقد شذ بعض أهل الظاهر اي ابن حزم واقدم على خلاف جمهور علماء المسلمين وسبيل المؤمنين فقال ليس على المتعمد لترك الصلاة في وقتها أن يأتي بها في غير وقتها لأنه غير نائم ولا ناس وإنما قال رسول الله من نام عن صلاته أو نسيها فليصلها إذا ذكرها الموطأ 1 / 13 قال والمتعمد غير الناسي والنائم المحلى 2 / 235 قال وقياسه عليهما غير جائز عندنا كما أن من قتل الصيد لا يجزيه عندنا فخالف في المسألتين جمهور العلماء وظن أنه يستتر في ذلك برواية شاذة جاءت عن بعض التابعين شذ فيها عن جماعة من علماء المسلمين وهو محجوج بهم مأمور باتباعهم فخالف هذا الظاهري طريق النظر والاعتبار وشذ عن جماعة علماء الأمصار ولم يأت فيما ذهب إليه من ذلك بدليل يصح في العقول ومن الدليل على أن الصلاة تصلى وتقضي بعد خروج وقتها كالصيام سواء وإن كان إجماع الامة الذين أمر من شذ عنهم بالرجوع إليهم وترك الخروج عن سبيلهم يغني عن الدليل في ذلك قول النبي من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ومن أدرك ركعة من الصبح قبل ان تطلع الشمس فقد أدرك الصبح البخاري رقم 556 مسلم رقم 608 ولم يستثن متعمدا من ناس ونقلت الكافة عنه أن من ادرك ركعة من صلاة العصر قبل الغروب صلى تمام صلاة العصر بعد الغروب البخاري رقم 556 وذلك بعد خروج الوقت عند الجميع ولا فرق بين عمل صلاة العصر كلها لمن تعمد او نسي او فرط وبين عمل بعضها في نظر ولا اعتبار ودليل آخر وهو أن رسول الله لم يصل هو ولا أصحابه يوم الخندق صلاة الظهر والعصر حتى غربت الشمس لشغله بما نصبه المشركون من الحرب ولم يكن يومئذ نائما ولا ناسيا ولا كانت بين المسلمين والكافرين يومئذ حرب قائمة ملتحمة وصلى الظهر والعصر بالليل ودليل آخر ايضا وهو أن رسول الله قال بالمدينة لأصحابه يوم انصرافه من الخندق لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة البخاري رقم 946 ومسلم رقم 1770 فخرجوا مبادرين وصلى بعضهم العصردون بني قريظة خوفا من خروج وقتها المعهود ولم يصلها بعضهم إلا في بني قريظة بعد غروب الشمس لقوله لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة فلم يعنف رسول الله أحدا من الطائفتين وكلهم غير ناس ولا نائم وقد اخر بعضهم الصلاة حتى خرج وقتها ثم صلاها وقد علم رسول الله ذلك فلم يقل لهمإن الصلاة لم تصل في وقتها ولا تقضى بعد خروج وقتها ودليل آخر وهو قوله سيكون بعدي امراء يؤخرون الصوات عن ميقاتها قالوا انفصليها معهم قال نعم حدثنا عبدالوراث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي المثنى الحمصي قال اتى الي عن امرأة عبادة بن الصامت عن عبادة بن الصامت قال كنا عند النبي فقال إنه سيجيء بعدي امراء تشغلهم اشياء حتى لا يصلوا الصلاة لميقاتها قالوا نصليها معهم يا رسول الله قال نعم مسند أحمد 3 / 314 قال ابو عمر ابو مثنى الحمصي هو الاملوكي ثقة وفي هذا الحديث أن رسول الله اباح الصلاة بعد خروج ميقاتها ولم يقل إن الصلاة لا تصلى إلا في وقتها والأحاديث في تأخير الأمراء الصلاة حتى يخرج وقتها كثيرة جدا وقد كان الامراء من بني امية واكثرهم يصلون الجمعة عند الغروب وقد قال إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يدخل وقت الأخرى وقد اعلمهم أن وقت الظهر في الحضر ما لم يدخل وقت العصر وروي ذلك عنه من وجوه صحاح قد ذكرت بعضها في صدر الكتاب يعني الإستذكار في المواقيت وحدثنا عبدالله بن محمد بن راشد حدثنا حمزة بن محمد بن علي حدثنا أحمد بن شعيب النسوي حدثنا سويد بن نضر حدثنا عبدالله يعني ابن المبارك عن سليمان بن مغيرة عن ثابت بن عبدالله بن رباح عن ابي قتادة أن رسول الله قال ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يدخل وقت الأخرى مسلم رقم 681 الترمذي رقم 117 ابو داود رقم 437 فقد سمى رسول الله من فعل هذا مفرطا والمفرط ليس بمعذور وليس كالنائم والناسي عند الجميع من جهة العذر وقد اجاز رسول الله صلاته على ما كان عليه من تفريطه وقد روي في حديث أبي قتادة هذا ان رسول الله قال وإذا كان الغد فليصلها لميقاتها مسلم رقم 681 وهذا ابعد وأوضح في اداء المفرط للصلاة عند الذكر وبعد الذكر وحديث أبي قتادة هذا صحيح الأسناد إلا ان هذا المعنى قد عارضه حديث عمران بن الحصين في نوم رسول الله في صلاة الصبح بسفره وفيه قالوا يا رسول الله ألا نصليها لميقاتها من الغد قال لا إن الله لا ينهاكم عن الربا ثم يقبله منكم مسند أحمد 4 / 441 وروى من حديث أبي هريرة عن النبي مثله وقد ذكرنا الأسانيد بذلك كله في التمهيد وقد روى عبدالرحمن بن علقمة الثقفي وهو مذكور في الصحابة قال قدم وفد ثقيف على رسول الله فجعلوا يسألونه فلم يصل يومئذ الظهر إلا مع العصر وأقل ما في هذا أنه اخرها عن وقتها الذي كان يصليها فيه لشغل اشتغل به وعبد الرحمن بن علقمة من ثقات التابعين وكبارهم وقد أجمع العلماء على ان من ترك الصلاة عامدا حتى يخرج وقتها عاص لله وذكر بعضهم أنها كبيرة من الكبائر وأجمعوا على ان على العاصي ان يتوب من ذنبه بالندم عليه واعتقاد ترك العود إليه قال الله تعالى وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون 24 سورة النور / الآية 31 ومن لزمه حق الله أو لعباده لزمه الخروج منه وقد شبه رسول الله حق الله تعالى بحقوق الآدميين وقال دين الله أحق أن يقضي البخاري رقم 1953 مسلم رقم 1148 والعجب من هذا الظاهري في نقضه أصله بجهله وحبه لشذوذه وأصل أصحابه فيما وجب من الفرائض بإجماع أنه لا يسقط إلا بإجماع مثله أو سنة ثابتة لا ينازع في قبولها والصلوات المكتوبات واجبات بإجماع ثم جاء من الاختلاف شذوذ خارج عن اقوال علماء الأمصار فاتبعه دون سنة رويت في ذلك واسقط به الفريضة المجمع على وجوبها ونقض اصله ونسي نفسه ثم ذكر أن مذهب داود وأصحابه وجوب قضاء الصلاة إذا فوتها عمدا ثم قال فهذا قول داود وهو وجه أهل الظاهر وما أرى هذا الظاهري إلا وقد خرج عن جماعة العلماء من السلف والخلف وخالف جميع فرق الفقهاء وشذ عنهم ولا يكون إماما في العلم من اخذ بالشاذ من العلم وقد أوهم في كتابه أن له سلفا من الصحابة والتابعين تجاهلا منه فذكر عن ابن مسعود ومسروق وعمر بن عبدالعزيز في قوله أضاعوا الصلواة 19 سورة مريم / الآية 59 أن ذلك عن مواقيتها ولو تركوها لكانوا بتركها كفارا وهو لا يقول بتكفير تارك الصلاة عمدا إذا إذا أبى إقامتها ولا بقتله إذا كان مقرا بها فقد خالفهم فكيف يحتج بهم على انه معلوم أن من قضى الصلاة فقد تاب من تضييعها قال تعالى وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صلحا ثم اهتدى 20 سورة طه / الآية 82 ولا تصح لمضيع الصلاة توبة إلا بأدائها كما لا تصح التوبة من دين الآدمي إلا بأدائه ومن قضى صلاة فرط فيها فقد تاب وعمل صالحا والله لا يضيع أجر من احسن عملا وذكر عن سلمان أنه قال الصلاة مكيال فمن وفاه وفي له ومن طففه قد علمتم ما قاله الله في المطففين وهذا لا حجة فيه لأن الظاهر من معناه أن المطفف قد يكون من لم يكمل صلاته بركوعها وسجودها وحدودها وإن صلاها في وقتها وذكر عن ابن عمر أنه قال لا صلاة لمن لم يصل الصلاة لوقتها وكذا نقول لا صلاة له كاملة الأجزاء كما جاء لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد سنن البيهقي 3 / 111 و 174 ولا إيمان لمن لا امانة له مسند أحمد 3 / 135 ومن قضى الصلاة فقد صلاها وتاب من نسي عمله بتركها وكل ما ذكر في هذا المعنى فغير صحيح ولا له في شيء منه حجة لأن ظاهره خلاف ما تأوله قال المانعون من صحتها بعد الوقت وقبولها لقد ارعدتم وابرقتم ولم تنصفونا في حكاية قولنا على وجهه ولافي نقلنا مذاهب السلف ولا في حججنا فإنا لم نقل قط ولا احد من اهل الاسلام إنها سقطت من ذمته بخروج وقتها وإنها لم تبق واجبة عليه حتى تجلبوا علينا بما أجلبتم وتشنعوا علينا بما شنعتم بل قولنا وقول من حكينا قوله من الصحابة والتابعين اشد على مؤخر الصلاة ومفوتها من قولكم فإنه قد تحتمت عقوبته وباء بإثم لا سبيل له إلى استدراكه إلا بتوبة يحدثها وعمل يستأنفه وقد ذكر من الادلة ما لاسبيل لكم إلى رده فإن وجدتم السبيل إلىالرد فأهلا بالعلم أين كان ومع من كان فليس القصد إلا طاعة الله وطاعة رسوله ومعرفة ما جاء به ونحن نبين ما في كلامكم من مقبول ومردود فأما قولكم إن سرور ابن عباس بتلك الصلاة التي صلاها بعد طلوع الشمس لأنه كان سببا إلى ان اعلم رسول الله أصحابه المبلغين عنه إلى سائر أمته بأن مراد الله من عباده في الصلاة وإن كانت مؤقتة ان من لم يصلها في وقتها يقضيها ابدا ناسيا كان لها او نائما او متعمدا لتركها فهذا ظن محض منكم أن ابن عباس اراده ومعلوم ان كلامه لا يدل على ذلك بوجه من وجوه الدلالة ولا هو يشعر به ولعل ابن عباس إنما سر بها ذلك السرور العظيم لكونه صلاها مع رسول الله وأصحابه وفعل مثل ما فعلوا وحصل له سهمان من الاجر كما حصل للصحابة وخص تلك الصلاة بذلك تنبيها للسامع أنها مع كونها ضحى قد فعلت بعد طلوع الشمس فلا يظن أنها ناقصة وأنها لأاجر فيها فما يسرني بها الدنيا وما فيها وليس ما فهمتموه عن ابن عباس اولى من هذا الفهم ولعله أراد أن ذلك من رحمة الله بالأمة ليقتدي به من نام عن الصلاة ولم يفرط بتأخيرها فمن اين يدل كلامه هذا على أن سروره بتلك الصلاة لأنها تدل على ان من لم يصل وأخر صلاة الليل إلى النهار عمدا وصلاة النهار إلى الليل أنها تصح منه وتقبل وتبرأ بها ذمته وإن فهم هذا من كلام ابن عباس لمن اعجب العجب فأخبرونا كيف وقع لكم هذا الفهم من كلامه وبأي طريق فهمتموه وأما قولكم إن النسيان في لغة العرب هو الترك كقوله نسوا الله فنسيهم 9 سورة التوبة / الآية 67 الخ فنعم لعمر الله إن النسيان في القرآن على وجهين نسيان ترك ونسيان سهو ولكن حمل الحديث على نسيان الترك عمدا باطل لاربعة اوجه أحدها أنه قال فليصلها إذا ذكرها الموطأ 1 / 13 وهذا صريح في ان النسيان في الحديث نسيان سهولا نسيان عمد وإلا كان قوله إذا ذكرها كلاما لا فائدة فيه فالنسيان إذا قوبل بالذكر لم يكن إلا نسيان سهو كقوله واذكر ربك إذا نسيت 18 سورة الكهف / الآية 24 وقوله إذا نسيت فذكروني البخاري رقم 1933 مسلم رقم 1155 الثاني أنه قال فكفارتها ان يصليها إذا ذكرها ومعلوم أن من تركها عمدا لا يكفر عنه فعلها بعد الوقت إثم التفويت هذا مما لاخلاف فيه بين الامة ولا يجوز نسبته إلى رسول الله إذ يبقى معنى الحديث من ترك الصلاة عمدا حتى خرج وقتها فكفارة إثمه صلاتها بعد الوقت وشناعة هذا القول أعظم من شناعتكم علينا القول بأنها لا تنفعه ولا تقبل منه فأين هذا من قولكم الثالث أنه قابل الناسي في الحديث بالنائم وهذه المقابلة تقتضي أنه الساهي كما يقول جملة أهل الشرع النائم والناسي غير مؤاخذين الرابع أن الناسي في كلام الشارع إذا علق به الاحكام لم يكن مراده إلا الساهي وهذا مطرد في جميع كلامه كقوله من اكل او شرب ناسيا فليتم صومه فإنما أطعمه الله مسلم رقم 572 وأما قولكم وسوى الله سبحانه في حكمهما اي حكم العامد والناسي على لسان رسوله بين حكم الصلاة المؤقتة والصيام المؤقت في شهر رمضان بأن كل واحد منهما يقضى بعد خروج وقته فنص علىالنائم والساهي في الصلاة كما وصفنا ونص على المريض والمسافر في الصوم واجتمعت الأمة ونقلت الكافة فيمن لم يصم شهر رمضان عامدا وهو مؤمن بفرضه وإنم تركه اشرا وبطرا ثم تاب منه أن عليه قضاءه إلى آخره فجوابه من وجوه أحدها قولكم إن الله سبحانه وتعالى سوى بينهما اي بين العامد والناسي فكلام باطل على إطلاقه فما سوى الله سبحانه بين عامد وناس أصلا وكلامنا في هذا العامد العاصي الآثم المفرط غاية التفريط فأين سوى الله سبحانه بين حكمهما في صلاة أو صيام وقولكم فنص على النائم والناسي في الصلاة كما وصفنا قد تقدم ان النسيان المذكور في الصلاة لا يصح حمله على العمد بوجه وأن الذي نص عليه في الحديث هو نسيان السهو الذي هو نظير النوم فلا تعرض فيه للعامد وأما نصه على المريض والمسافر في الصوم فهما وإن أفطرا عامدين فلا يمكن أخذ حكم تارك الصلاة عمدا من حمكها وما سوى الله ولا رسوله بين تارك الصلاة عمدا او اشرا حتى يخرج وقتها وبين تارك الصوم لمرض او سفر حتى يؤخذ حكم احدهما من الآخر فمؤخر الصوم في المرض والسفر كمؤخر الصلاة لنوم أو نسيان وهذان هما اللذان سوى الله ورسوله بين حكمهما نص الله على حكم المريض والمسافر في الصوم المعذورين ونص رسول الله على حكم النائم والناسي في الصلاة المعذورين فقد استوى حكمهما في الصوم والصلاة ولكن اين استوى حكم العامد المفرط الآثم والمريض والمسافر والنائم والناسي المعذورين يوضحه أن الفطر بالمرض قد يكون واجبا بحيث يحرم عليه الصوم والفطر في السفر إما واجب عند طائفة من السلف والخلف أو أنه افضل من الصوم عند غيرهم أو هما سواء أو الصوم أفضل منه لمن لا يشق عليه عند آخرين وعلى كل تقدير فإلحاق تارك الصلاة والصوم عمدا وعدوانا به من أفسد الإلحاق وأبطل القياس وهذا مما لا خفاء به عند كل عالم وقولكم إن الأمة اجتمعت والكافة نقلت أن من لم يصم شهر رمضان عامدا أشرا او بطرا ثم تاب منه فعليه قضاؤه فيقال لكم أوجدونا عشرة من اصحاب رسول الله فن دونهم صرح بذلك ولن تجدوا إليه سبيلا وقد انكر الأئمة كالإمام أحمد والشافعي وغيرهما دعوى هذه الإجماعات التي حاصلها عدم العلم بالخلاف لا العلم بعدم الخلاف فإن هذا مما لا سبيل إليه إلا فيما علم بالضرورة أن الرسول جاء به وأما ما قامت الأدلة الشرعية عليه فلا يجوز لأحد ان ينفي حكمه لعدم علمه بمن قال به فإن الدليل يجب اتباع مدلوله وعدم العلم بمن قال به لا يصح أن يكون معارضا بوجه ما فهذا طريق جميع الأئمة المقتدى بهم قال الأمام أحمد في رواية ابنه عبدالله من ادعى الإجماع فهو كاذب لعل الناس اختلفوا هذه دعوى بشر المريسي والأصم ولكن يقول لا نعلم للناس اختلافا إذا لم يبلغه وقال في رواية المروزي كيف يجوز للرجل أن يقول أجمعوا إذا سمعتهم يقولون أجمعوا فاتهمهم لو قال إني لا اعلم مخالفا كان أسلم وقال في رواية أبي طالب هذا كذب ما اعلمه أن الناس مجمعون ولكن يقول ما اعلم فيه اختلافا فهو احسن من قوله اجمع الناس وقال في رواية ابي الحارث لا ينبغي لأحد أن يدعي الإجماع لعل الناس اختلفوا وقال الشافعي في أثناء مناظرته لمحمد بن الحسن لايكون لأحد أن يقول أجمعوا حتى يعلم إجماعهم في البلدان ولا يقبل على اقاويل من نأت داره منهم ولا قربت إلا خبر الجماعة عن الجماعة فقال لي تضيق هذا جدا قلت له وهو مع ضيقه غير موجود وقال في موضع آخر وقد بين ضعف دعوى الاجماع وطالب من يناظره بمطالبات عجز عنها فقال له المناظر فهل من إجماع قلت نعم الحمد لله كثيرا في كل الفرائض التي لا يسع جهلها وذلك الإجماع هو الذي إذا قلت اجمع الناس لم تجد احدا يقول لك ليس هذا بإجماع فهذه الطريق التي يصدق بها من ادعى الإجماع فيها وقال بعد كلام طويل حكاه في مناظرته أو ما كفاك عيب الإجماع أنه لم يرو عن احد بعد رسول الله دعوى الإجماع إلا فيما لم يختلف فيه احد إلى ان كان اهل زمانك هذا قال له المناظر فقد ادعاه بعضكم قلت افحمدت ما ادعى منه قال لا قلت فكيف صرت إلى ان تدخل فيما زعمت في اكثر ما عبت الاستدلال من طريق عن الأجماع وهو ترك ادعاء الإجماع فلا تحسن النظر لنفسك إذاقلت هذا إجماع فتجد حولك من يقول لك معاذ الله أن يكون هذا إجماعا وقال الشافعي في رسالته ما لا يعلم فيه خلاف فليس إجماعا فهذا كلام أئمة اهل العلم في دعوى الإجماع كما ترى فلنرجع إلى المقصود فنقول من قال من أصحاب رسول الله إن من ترك الصلاة عمدا لغير عذر حتى خرج وقتها أنها تنفعه بعد الوقت وتقبل وتبرأ ذمته فالله يعلم أنا لم نظفر على صاحب واحد منهم قال ذلك وقد نقلنا عن الصحابة والتابعين ما تقدم حكايته وقد صرح الحسن بما قلناه فقال محمد بن نصر المروزي في كتابه في الصلاة رقم 1078 حدثنا إسحاق حدثنا النضر عن الاشعت عن الحسن قال إذا ترك الرجل صلاة واحدة متعمدا فإنه لا يقضيها قال محمد وقول الحسن هذا يحتمل معنيين أحدهما انه كان يكفره بترك الصلاة متعمدا فلذلك لم يرد عليه القضاء لأن الكافر لا يؤمر بقضاء ما ترك من الفرائض في كفره والثاني أنه لم يكفره بتركها وأنه ذهب إلى أن الله تعالى إنما فرض ان يأتي بالصلاة في وقت معلوم فإذا تركها حتى ذهب وقتها فقد لزمته المعصية لتركه الفرض في الوقت المأمور بإتيانه فيه فإذا اتى به بعد ذلك فإنما أتى به في وقت لم يؤمر بإتيانه فيه فلا ينفعه أن يأتي بغير المأمور به عن المأمور به وهذا قول غير مستنكر في النظر لولا أن العلماء قد أجمعت على خلافه قال ومن ذهب إلى هذا قال في الناسي للصلاة حتى يذهب وقتها وفي النائم ايضا لو لم يأت الخبر عن النبي أنه قال من نام عن صلاة او نسيها فليصلها إذا استيقظ راجع البخاري رقم 597 مسلم رقم 684 وذكر أنه نام عن صلاة الغداة فقضاها بعد ذهاب الوقت لما وجب عليه في النظر قضاؤها أيضا فلما جاء الخبر عن النبي بذلك وجب علي قضاؤها وبطل حظ النظر فقد نقل محمد الخلاف صريحا وظن أن الأمة أجمعت على خلافه وهذا يحتمل م6عنيين أحدهما أنه يرى أن الإجماع ينعقد بعد الخلاف والثاني أنه لايرى خلاف الواحد قادحا في الإجماع وفي المسألتين نزاع معروف وأما قوله إن القياس يقتضي ان لا يقتضي النائم والناسي لولا الخبر فليس كما زعمتم لأن وقت النائم والناسي هو وقت ذكره وانتباهه لا وقت له غير ذلك كما تقدم والله أعلم وأما قولكم إن الكافة نقلت والأمة اجمعت ان من لم يصم شهر رمضان اشرا وبطرا ان عليه قضاءه فأين النقل بذلك إذا جاء عن أصحاب رسول الله وقد روى عنه اهل السنن ابو داود رقم 2396 الترمذي رقم 723 ابن ماجه رقم 1672 والامام أحمد في مسنده 2 / 386 من حديث ابي هريرة من افطر يوما من رمضان من غير عذر لم يقضه عنه صيام الدهر وإن صامه فهذه الرواية المعروفة فأين الرواية عنه او عن أصحابه من افطر رمضان او بعضعه اجزأ عنه ان يصوم مثله وأما قولكم إن الصلاة والصيام دين ثابت يؤدي ابدا وإن خرج الوقت المؤجل لما لقول رسول الله دين الله احق ان يقضي البخاري رقم 1953 مسلم رقم 1148 فنقول هذا الدليل مبني على مقدمتين إحداهما إن الصلاة والصيام دين ثابت في ذمة من تركهما عمدا والمقدمة الثانية أن هذا الدين قابل للأداء فيجب أداؤه فأما المقدمة الأولى فلا نزاع فيها ولانعلم أن أحدا من اهل العلم قال بسقوطها من ذمته بالتأخير ولعلكم توهمتم علينا أنا نقلو بذلك وأخذتم في الشناعة علينا وفي التشغيب ونحن لم نقل ذلك ولا أحد من أهل الإسلام وأما المقدمة الثانية ففيها وقع النزاع وأنتم لم تقيموا عليها دليلا فادعاؤكم لها هو دعوى محل النزاع بعينه جعلتموه مقدمة من مقدمات الدليل وأثبتم الحكم بنفسه فمنازعوكم يقولون لم يبق للمكلف طريق إلى استدراك هذا الفائت وإن الله تعالى لا يقبل أداء هذا الحق إلافي وقته وعلى صفته التي شرعه عليها وقد أقاموا على ذلك من الأدلة ما قد سمعتم فما الدليل على أن هذا الحق قابل للأداء في غير وقته المحدود له شرعا وأنه يكون عبادة بعد خروج وقته وأما قوله اقضوا الله فالله أحق بالقضاء البخاري رقم وقوله دين الله أحق أن يقضى البخاري رقم 1953 مسلم رقم 1148 فهذا إنما قاله في حق المعذور لا المفرط ونحن نقول في مثل هذا الدين يقبل القضاء وأيضا فهذا إنما قاله رسول الله في النذر المطلق الذي ليس له وقت محدود الطرفين ففي الصحيحين من حديث ابن عباس ان امرأة قالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها قال أرأيت لو كان على أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها قالت نعم قال فصومي عن أمك البخاري رقم 1953 مسلم رقم 1148 وفي رواية أن امرأة ركبت البحر فنذرت إن نجاها الله أن تصوم شهرا فأنجاها الله سبحانه وتعالى فلم تصم حتى ماتت فجاءت قرابة لها إلى رسول الله فذكرت ذلك فقال صومي عنها رواه أهل السنن أ و داود رقم 3308 النسائي رقم 3816 وكذلك جاء منه الأمر بقضاء هذا الدين في الحج الذي لا يفوت وقته إلا بنفاد العمر ففي المسند 4 / 5 والسنن النسائي رقم 3635 من حديث عبدالله بن الزبير قال جاء رجل من خثعم إلى رسول الله فقال إن ابي أدركه الإسلام وهو شيخ لا يستطيع ركوب رحل والحج مكتوب عليه أفأحج عنه قال أنت اكبر ولده قال نعم قال أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه أكان ذلك يجزيء عنه قال نعم قال فحج عنه وعن ابن عباس ان امرأة من جهينة جاءت إلى النبي فقالت إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها قال نعم حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته اقضوا الله فالله أحق بالوفاء متفق على صحته البخاري رقم 6699 وراجع مسلم رقم 1334 و 1335 وعن ابن عباس أيضا قال أتى النبي رجل فقال إن أبي مات وعليه حجة الإسلام افأحج عنه قال أرأيت لو ان اباك ترك دينا عليه فقضيته أكان يجزيء عنه قال نعم قال فحج عن ابيك رواه الدار قطني 2 / 260 ونحن نقول في مثل هذا الدين القابل للأداء دين الله أحق أن يقضى فالقضاء المذكور في هذه الأحاديث ليس بقضاء عبادة مؤقتة محدودة الطرفين وقد جاهر بمعصيته الله سبحانه وتعالى بتفويتها بطرا وعدوانا فهذا الدين مستحقه لا يعتد به ولا يقبله إلا على صفته التي شرعه عليها ولهذا لو قضاه على غير تلك الصفة لم تنفعه قولكم وإذا كان النائم والناسي للصلاة وهما معذوران يقضيانها بعد خروج وقتها كان المتعمد لتركها اولى فجوابه من وجوه أحدها المعارضة بما هو اصح منه او مثله وهو ان يقال لا يلزم من صحة القضاء بعد الوقت من المعذور المطيع لله ورسوله الذي لم يكن منه تفريط في فعل ما أمر به وقبوله منه صحته وقبوله منه متعد لحدود الله مضيع لأمره تارك لحقه عمدا وعدوانا فقياس هذا على هذا في صحه العبادة وقبولها منه وبراء الذمة بها من افسد القياس الوجه الثاني إن المعذور بنوم أو نسيان لم يصل الصلاة في غير وقتها بل في نفس وقتها الذي وقته الله له فإن الوقت في حق هذا حين يستيقظ ويذكر كما قال من نسي صلاة فوقتها إذا ذكرها رواه البيهقي السنن 2 / 219 والدارقطني 1 / 423 وقد تقدم فالوقت وقتان وقت اختيار ووقت عذر فوقت المعذور بنوم او سهو هو وقت ذكره واستيقاظه فهذا لم يصل الصلاة إلا في وقتها فكيف يقاس عليه من صلاها في غير وقتها عمدا وعدوانا الثالث إن الشريعة قد فرقت في مواردها ومصادرها بين العامد والناسي ويبن المعذور وغيره وهما مما لا خفاء به فإلحاق أحد النوعين بالآخر غير جائز الرابع إنا لم نسقطها عن العامد المفرط ونأمر بها المعذور حتى يكون ما ذكرتم حجة علينا بل ألزمانا بها المفرط المتعدي على وجه لا سبيل له إلى استدراكها تغليظا عليه وجوزنا قضاءها للمعذور غير المفرط وأما استدلالكم بقول من ادرك ركعة من العصر قبل ان تغرب الشمس فقد ادرك العصر البخاري رقم 579 مسلم رقم 608 فما أصحه من حديث وما أراه على مقتضى قولكم فإنكم تقولون هو مدرك العصر ولو لم يدرك من وقتها شيئا البتة بمعنى إنه مدرك لفعلها صحيحة منه مبرئة لذمته فلو كانت تصح بعد خروج وقتها وتقبل منه لم يتعلق من مبرئة لذمته فلو كانت تصح بعد خروج وقتها وتقبل منه لم يتعلق إدراكها بركعة ومعلوم أن النبي لم يرد أن من ادرك ركعة من العصر صحت صلاته بلا إثم بل هو آثم بتعمد ذلك اتفاقا فإنه امر أن يوقع جميعها في وقتها فعلم أن هذا الإدراك لا يرفع الإثم بل هو مدرك آثم فلو كانت تصح بعد الغروب لم يكن فرق بين ان يدرك ركعة من الوقت أولا يدرك شيئا منه شيئا فإن قلتم إذا أخرها إلى بعد الغروب كان أعظم اثرا قيل لكم النبي لم يفرق بينإدراك الركعة وعدمها في كثرة الإثم وخفته وإنما فرق بينهما في الإدراك وعدمه ولا ريب أن المفوت لمجموعها في وقت أعظم من المفوت لأكثرها والمفوت لأكثرها فيه اعظم من المفوت لركعة منها فنحن نسألكم ونقول ما هذا الإدراك الحاصل بركعة أهذا إدراك يرفع الإثم فهذا لا يقوله4 أحد أو إدراك يقتضي الصحة فلا فرق فيه بين ان يفوتها بالكلية أو يفوتها إلا ركعة منها وأما احتجاجكم بتأخير النبي لها يوم الخندق من غير نوم ولا نسيان ثم قضاها فيقال يالله العجب لو اتينا نحن بمثل هذا لقامت قيامتكم واقمتم قيامتنا بالتشنيع علينا فكيف تحتجون على تفويت صاحبه عاص لله آثم متعد لحدود مستوجب لعقابه بتفويت صدر من اطوع الخلق لله وارضاهم له واتبعهم لأمره وهو مطيع لله في ذلك التأخير متبع مرضاته فيه وذلك التأخير منه صلوات الله وسلام عليه إما ان يكون نسيانا منه او يكون أخرها عمدا وعلى التقديرين فلا حجة لكم فيه بوجه فإنه إن كان نسيانا فنحن وسائر الأمة نقول بموجبه وأن الناسي يصليها متى ذكرها وإن كان عامدا فهو تأخير لها من وقت إلى وقت أذن فيه كتأخير المسافر والمعذور الظهر إلى وقت العصر والمغرب إلى وقت العشاء وقد اختلف الناس فيمن أدركته الصلاة وهو مشغول بقتال العدو على ثلاثة اقوال أحدها أنه يصلي حال القتال على حسب حاله ولا يؤخر الصلاة قالوا والتأخير يوم الخندق منسوخ وهذا هو مذهب الإمام الشافعي والإمام مالك والإمام أحمد في المشهور عنه من مذهبه الثاني أنها تؤخر كما أخر النبي يوم الخندق وهذا مذهب ابي حنيفة والأولون يجيبون على هذا بأنه كان قبل أن تشرع صلاة الخوف فلما شرعت صلاة الخوف لم يؤخرها بعد ذلك في غزاة واحدة والحنيفة تجيب عن ذلك بأن صلاة الخوف إنما شرعت على تلك الوجوه ما لم يلتحم القتال فإنهم يمكنهم أن يصلوا صلاة الخوف كما امر الله سبحانه بأن يقوموا صفين صفا يصلون وصفا يحرسون وأما حال الالتحام فلا يمكن ذلك فالتأخير وقع حال الاشتغال بالقتال وصلاة الخوف شرعت حال المواجهة قبل الاشتغال بالقتال وهذا له موضع وهذا في القول كما ترى وقالت طائفة ثالثة يخير بين تقديمها والصلاة على حسب حاله وبين تأخيرها حتى يتمكن من فعلها وهذا مذهب جماعة من الشاميين وهو إحدى الروايتين عن الامام أحمد لأن الصحابة فعلوا هذا وهذا في قصة بني قريظة كما سنذكرها بعد هذا إن شاء الله تعالى وعلى الأقوال الثلاثة فلا حجة للعاصي المفرط المعتدي الذي قد باء بعقوبة الله وإثم التفويت في ذلك بوجه من الوجوه وبالله التوفيق وبهذا خرج الجواب عن استدلالكم بتأخير الصحابة العصر إلى بعد غروب الشمس عمدا حين قال النبي لا يصلين احد العصر إلا في بني قريظة البخاري رقم 946 مسلم رقم 1770 فأدركت طائفة الصلاة في الطريق فقالوا لم يرد منا تأخيرها فصلوها في الطريق وابت طائفة اخرى ان تصليها إلا في بني قريظة فصلوها بعد العشاء فما عنف رسول الله واحدة من الطائفتين فإن الذين اخروها كانوا مطيعين لرسول الله معتقدين وجوب ذلك التأخير وأن وقتها الذي امروا به حيث ادركهم في بني قريظة فكيف يقاس العاصي المتعدي لحدود الله على المطيع له الممتثل لامره فهذا من ابطل قياس في العالم وافسده وبالله التوفيق وقد فضلت طائفة من العلماء الذين أخروها إلى بني قريظة على الذين صلوها في الطريق قالوا لأنهم امتثلوا أمر رسول الله على الحقيقة والآخرون تأولوا فصلوها في الطريق وأما استدراكم بأمر النبي أن تصلي نافلة مع الامراء الذين كانوا يضيعون الصلاة عن وقتها ويصلونها في غير الوقت فلا حجة فيه لأنهم لم يكونوا يؤخرون صلاة النهار إلى الليل ولا صلاة الليل إلى النهار بل كانوا يؤخرون صلاة الظهر إلى وقت العصر وربما كانوا يؤخرون العصر إلى وقت الأصفرار ونحن نقول إنه متى أخر إحدى صلاتي الجمع إلى وقت الأخرى صلاها في وقت الثانية وإن كان غير معذور وكذلك إذا أخر العصر إلى الاصفرار بل إلى ان يبقى منها قدر ركعة فإنه يصليها بالنص وقد جمع النبي بالمدينة من غير خوف ولامطر أراد أن لا يحرج أمته مسلم رقم 705 الموطأ 1 / 144 فهذا التأخير لا يمنع صحة الصلاة وأما قولكم قد اجاز رسول الله صلاة من اخر الظهر إلى وقت العصر مع تفريطه في خروج وقت الظهر فجوابه إن الوقت مشترك بين الصلاتين في الجملة وقد جمع رسول الله بالمدينة من غير خوف ولا مرض وهذا لا ينازع فيه ولكن هل أجاز رسول الله صلاة الصبح في وقت الضحى من غير نوم لا نسيان وأما قولكم وقد روي من حديث أبي قتادة أن رسول الله قال فيمن نام عن صلاة الصبح وإذا كان الغد فليصلها لميقاتها مسلم رقم إن هذا أوضح في اداء المفرط للصلاة عند الذكر وبعد الذكر وهو حديث صحيح الإسناد فيا لله العجب أين في هذا الحديث ما يدل بوجه من وجوه الدلالة نصها أو ظاهرها أو إيمائها على ان العاصي المتعدي لحدود الله بتفويت الصلاة عن وقتها تصح منه بعد الوقت وتبرأ ذمته منها وهو اهل ان تقبل منه وكأنكم فهمتم من قوله فإذا كان الغد فليصلها لميقاتها امره بتأخيرها إلى الغد وهذا باطل قطعا لم يرده رسول الله والحديث صريح في إبطاله فإنه امره ان يصليها إذا استيقظ او ذكرها ثم روي في تمام الحديث هذه الزيادة وهي قوله فإذا كان من الغد فليصلها لميقاتها وقد اختلف الناس في صحة هذه الزيادة ومعناها فقال بعض الحفاظ هذه الزيادة وهم من عبدالله بن رباح الذي روى الحديث عن ابي قتادة او من احد الرواة وقد روي عن البخاري أنه قال لا يتابع في قوله فليصل إذا ذكرها لوقتها من الغد وقد روى الإمام أحمد في مسنده 4 / 441 عن عمران بن حصين قال سرت مع رسول الله فلما كان من آخر الليل عرسنا فلم نستيقظ حتى الحقتنا الشمس فجعل الرجل يقوم دهشا إلى طهوره فأمرهم النبي أن يسكنوا ثم ارتحل فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس توضأ ثم أمر بلالا فأذن ثم صلى الركعتين قبل الفجر ثم اقام فصلينا فقالوا يا رسول الله ألا نعيدها في وقتها من الغد قال اينهاكم ربكم تبارك وتعالى عن الربا ويقبله منكم قال الحافظ ابو عبدالله محمد بن عبدالواحد المقدسي وفي هذا دليل على ما قال البخاري لأن عمران بن الحصين كان حاضرا ولم يذكر ما قال عبدالله بن رباح عن أبي قتادة راجع المغني 2 / 348 وعندي أنه لا تعارض بين الحديثين ولم يأمر رسول الله بإعادتها من الغد وإنما الذي أمر به فعل الثانية في وقتها وأن الوقت لم يسقط بالنوم والنسيان بل عاد إلى ما كان عليه والله اعلم قوله وقد روى عبد الرحمن بن علقمة الثقفي قال قدم وفد ثقيف على رسول الله فجعلوا يسألونه فلم يصل يومئذ الظهر إلا مع العصر إلى آخره وقد تقدم جواب هذا وأمثاله مرارا وأن هذا التأخير كان طاعة لله تعالى وقربه وغايته أنه جمع بين الصلاتين لشغل مهم من امور المسلمين فكيف يصح إلحاق تأخير المتعدي لحدود الله به ولقد ضعفت مسألة تنصر بمثل هذا قوله وليس ترك الصلاة حتى يخرج وقتها عمدا مذكورا عند الجمهور في الكبائر فيقال يا لله العجب وهل تقبل هذا المسألة نزاعا وهل ذلك إلا من أعظم الكبائر وقد جعل رسول الله تفويت صلاة العصر محبطا للعمل فأي كبيرة تقوى على إحباط العمل سوى تفويت الصلاة وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر ولم يخالفه صحابي واحد في ذلك بل الآثار الثابتة الصحابة كلها توافق ذلك هذا والجامع بين الصلاتين قد صلاهما في وقت إحداهما للعذر فماذا نقول فيمن صلى الصبح في وقت الضحى عمدا وعدوانا والعصر نصف الليل من غير عذر وقد صرح الصديق أن الله لا يقبل هذه الصلاة ولم يخالف الصديق صحابي واحد وقد توعد الله سبحانه بالويل والغي لمن سها عن صلاته واضاعها وقد قال الصحابة وهم اعلم الامة بتفسير الآية إن ذلك تأخيرها عن وقتها كما تقدم حكايته ويا لله العجب اي كبيرة اكبر من كبيرة تحبط العمل وتجعل الرجل بمنزلة من قد وتر اهله وماله وإذا لم يكن تأخير صلاة النهار إلى الليل وتأخير صلاة الليل إلى النهار من غير عذر من الكبائر لم يكن فطر شهر رمضان من غير عذر وصوم شوال بدله من الكبائر ونحن نقول بل ذلك أكبر من كل كبيرة بعد الشرك بالله ولأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك به خير له من ان يؤخر صلاة النهار إلى الليل وصلاة الليل إلى النهار عدوانا عمدا بلاعذر وقد روى هشام بن عروة عن ابيه عن سليمان بن يسار عن المسور بن مخرمة أنه دخل مع ابن عباس على عمر حين طعن فقال ابن عباس يا أمير المؤمنين الصلاة فقال أجل أصلي إنه لا حظ في الإسلام لمن اضاع الصلاة سنن الدار قطني 2 / 52 وتعظيم قدر الصلاة رقم 925 وقال اسماعيل بن علية عن ايوب عن محمد بن سيرين قال نبئت أن ابا بكر وعمر كانا يعلمان الناس الإسلام تعبد الله ولاتشرك به شيئا وتقيم الصلاة التي افترض الله بمواقيتها فإن في تفريطها الهلكة تعظيم قدر الصلاة رقم 932 وقال محمد بن نصر المروزي وسمعت إسحاق يقول صح عن رسول الله ان تارك الصلاة كافر وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي إلى يومنا هذا أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر وذهاب الوقت ان يؤخر الظهر إلى غروب الشمس والمغرب إلى طلوع الفجر وإنما جعل آخر أوقات الصلاة بما ذكرنا لأن النبي جمع بين الصلاتين بعرفة والمزدلفة وفي السفر فصلى إحداهما في وقت الأخرى فلما جعل النبي الأولى منهما وقتا للأخرى في حال والأخرى وقتا للأولى في حال صار وقتاهما وقتا واحدا في حال العذر كما امرت الحائض إذا طهرت قبل غروب الشمس أن تصلي الظهر والعصر وإذا طهرت آخر الليل أن تصلي المغرب والعشاء تعظيم قدر الصلاة رقم 990 وإذا كان صلاة الذي يؤخر العصر حتى تصير الشمس بين قرني الشيطان صلاة المنافق بنص رسول الله مسلم رقم 622 فما يقول بأبي هو وأمي صلوات الله عليه وسلامه لمن يصليها بعد العشاء وقد قال تعالى إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم سورة النساء / الآية 31 فإذا اجتنب الرجل كبائر المنهيات واستمر على صلاة الصبح في وقت الضحى والعصر بعد العشاء كان على قولكم مغفورا له غير آثم البتة وهذا لا يقول أحد قوله والعجب من هذا الظاهري كيف نقض أصله فإنه يقول ما وجب بإجماع فإنه لا يسقط إلا بالإجماع فيقال غاية هذا أن منازعكم تناقض فلا يكون تناقضه مصححا لقولكم وإن اردتم بذلك الاستدلال بالاستصحاب وأن الصلاة كانت في ذمته بإجماع فلا تسقط إلا بإجماع وهو مفقود قيل لكم ومن ذا الذي قال بسقوطها من ذمته بالتأخير وأن ذمته قد برئت منها فمن قال بهذا فقوله أظهر بطلانا من ان نحتاج إلى دليل عليه والذي يقول منازعوكم إنها قد استقرت في ذمته على وجه لا سبيل له إلى ادائها واستدراكها إلا بعود ذلك الوقت بعينة وهذا محال ثم نعارض هذا الإجماع بإجماع مثله أو اقوى منه فنقول أجمع المسلمون على انه عاص متعد مفرط بإضاعة الوقت فلا يرتفع هذا الاجماع إلا بإجماع مثله ولم يجمعوا أنه يرتفع عنه الإثم والعدوان بالفعل بعد الوقت بل لعل هذا لم يقله أحد فهذا ما يتعلق بالحجاج من الجانبين وليس لنا غرض فيما وراء ذلك وقد بان من هو أسعد بالكتاب والسنة واقوال السلف في هذه المسالة والله المستعان فإن قيل فقد أمر النبي المفطر متعمدا في نهار رمضان بالقضاء في موضعين أحدهما المجامع والثاني المستقيء ففي السنن أبو داود رقم 2393 من حديث أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي قد جامع أهله في رمضان فذكر الحديث وقال فيه فأتى فأتى بعذق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعا وفيه قال كله انت واهل بيتك وصم يوما واستغفر الله تعالى وعند ابن ماجة رقم 1671 وصم يوما مكانه وفي السنن أبو داود رقم 2380 الترمذي رقم 720 ابن ماجة رقم 1676 والمسند 2 / 498 من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض قيل الحديثان معلولان لا يثبتان أما قصة المجامع في رمضان فقد رواها أصحاب الحديث ولم يذكر أحد منهم هذه الزيادة والذي ذكرها لا تقوم به الحجة فإنها من رواية عبدالجبار بن عمر الإيلي وقد ضعفه الأئمة قال يحيى بن معين ليس بشيء ولا يكتب حديثه وقال مرة ضعيف وكذلك قال ابو زرعة والسعدي اي ابن سعد والنسائي وقال البخاري ليس بالقوي عنده مناكير وقال ابن عدي عامة ما يرويه يخالف فيه والضعف بين على رواياته ورواه ائمة اصحاب ابن شهاب عنه كمالك وغيره فلم يذكروا قوله صم يوما مكانه ورواه أبو مروان العثماني عن إبراهيم بن سعد عن الليث عن ابن شهاب عن حميد عن ابي هريرة أن النبي قال له في هذه القصة اقض يوما مكانه وكذا روي عن الدراوردي عن إبراهيم بن سعد عن الليث قال البيهقي وإبراهيم عنده الحديث عن الزهري بلا هذه الكلمة وقد رواه حجاج بن أرطاة عن إبراهيم بن علي كذا مر عن ابن المسيب وعن الزهري عن حميد عن ابي هريرة ورواه حجاج عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده وقال فيه عمرو وأمره أن يقضي يوما مكانه وقد رواه هشام بن سعد عن الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة وقال فيه وصم يوما مكانه واستغفر الله فخالف هشام الناس في روايته عن ابي سلمة والحديث لحميد عن ابي هريرة ورواه ابن أبي اويس قال حدثني أبي ان ابن شهاب اخبره عن حميد ان أبا هريرة حدثه أن رسول الله أمر الذي يفطر في رمضان أن يصوم يوما مكانه ولكن هذا يخالف رواية أصحاب ابن شهاب فإنهم لم يذكروا هذه الزيادة وقال الشافعي أخبرنا مالك عن عطاء الخراساني عن ابن المسيب قال اتى اعرابي إلى رسول الله فذكر الحديث وقال في أخره فصم يوما مكان ما أصبت وهذا مرسل ولكنه من مراسيل بن المسيب ورواه داود ابن أبي هند عن عطاء فلم يذكر قوله وصم يوما مكانه وعطاء كذبه ابن المسيب وقال ابن حبان كان رديء الحفظ يخطيء ولا يعلم فبطل الاحتجاج به وأما حديث المستقيء عمدا فهو حديث أبي هريرة عن النبي قال من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء فعليه القضاء فقال الترمذي رقم 720 هذا حديث حسن غريب وقال قال محمد يعني البخاري لا اراه محفوظا وقال أبو داود رقم 2380 سمعت أحمد ابن حنبل يقول ليس من ذا شيء وقال الترمذي في كتاب العلل حدثنا علي بن حجر حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن ابي هريرة أن النبي قال من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض قال الترمذي سألت أبا عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عيسى بن يونس عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن ابي هريرة قال ما أراه محفوظا قال وقد روى يحيى ابن أبي كثير عن عمر بن الحكم أن ابا هريرة كان لا يرى القيء يفطر الصائم وبتقدير صحة الحديث فلا حجة فيه إذ المراد به المعذور الذي اعتقد أنه يجوز له الاستقياء او المريض الذي احتاج أن يستقيء فاستقاء فإن الاستقياء في العادة لا يكون وإلا فلا يقصد العاقل أن يستقيء من غير حاجة فيكون المستقيء متداويا بالاستقياء كما لو تداوى بشرب دواء وهذا يقبل منه القضاء او يؤمر به اتفاقا وقد اختلف الفقهاء في المجامع في نهار رمضان إذا كفر هل يجب أن يقضي يوما مكان الذي أفطره على ثلاثة اقوال وهي الشافعي أحدها يجب والثاني لا يجب والثالث إن كفر بالعتق أو الإطعام وجب عليه الصيام وإن كفر بالصوم لم يجب عليه قضاء ذلك اليوم المسألة 5
214887
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%87%D8%A7/%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9
كتاب الصلاة وحكم تاركها/فصل في حكم صلاة الجماعة
وأما المسألة السادسة وهي هل تصح صلاة من صلى وحده وهو يقدر على الصلاة جماعة أم لا فهذه المسألة مبينة على اصلين احدهما أن صلاة الجماعة فرض ام سنة وإذا قلنا هي فرض فهل هي شرط لصحة الصلاة ام تصح بدونها مع عصيان تاركها فهاتان مسالتان أما المسألة الأولى فاختلف الفقهاء فيها فقال بوجوبها عطاء ابن أبي رباح والحسن البصري وابو عمر الأوزاعي وأبو ثور والإمام أحمد في ظاهر مذهبه ونص عليه الشافعي في مختصر المزني 1 / 109 فقال وأما الجماعة فلا ارخص في تركها إلا من عذر وقال ابن المنذر في كتاب الاوسط ذكر حضور الجماعة على العميان وإن بعدت منازلهم عن المسجد ويدل على ذلك أن شهود الجماعة فرض لا ندب ثم ذكر حديث ابن ام مكتوم أنه قال يا رسول الله إن بيني وبين المسجد نخلا وشجرا فهل يسعني أن اصلي في بيتي قال تسمع الإقامة قال نعم قال فأتها المسند 3 / 423 ابو داود رقم 552 و 553 وابن ماجة رقم 792 قال ابن المنذر ذكر تخويف النفاق على تارك شهود العشاء والصبح في جماعة ثم قال في أثناء الباب فدلت الأخبار التي ذكرت على وجوب فرض الجماعة على من لا عذر له فمما دل عليه قوله لابن ام مكتوم وهو ضرير لا اجد لك رخصة أبو داود رقم 552 فإذا كان الأعمى لا رخصة له فالبصير أولى أن لا تكون له رخصة قال وفي اهتمامه بأن يحرق على قوم تخلفوا عن الصلاة بيوتهم راجع البخاري رقم 644 مسلم رقم 651 أبين البيان على وجوب فرض الجماعة إذ غير جائز أن يتهدد رسول الله من تخلف عن ندب وعما ليس بفرض مسلم رقم 655 قال ويؤيده حديث أبي هريرة أن رجلا خرج من المسجد بعدما أذن المؤذن فقال أما هذا فقد عصى أبا القاسم ولو كان المرء مخيرا في ترك الجماعة وإتيانها لم يجز أن يعصي من تخلف عما لا يجب عليه أن يحضره وإنما لما امر الله جل ذكره بالجماعة في حال الخوف دل على ان ذلك في حال الأمن اوجب والاخبار المذكورة في ابواب الرخصة في التخلف عن الجماعة لاصحاب الاعذار تدل على فرض الجماعة على من لا عذر له ولو كان حال العذر وغير حال العذر سواء لم يكن للترخيص في التخلف عنها في ابواب العذر معنى ودل على تأكيد فرض الجماعة قوله من يسمع النداء فلم يجب فلا صلاة له ابو داود رقم 551 وابن ماجة رقم 793 ثم ساق الحديث في ذلك ثم قال وقال الشافعي ذكر الله الاذان بالصلاة فقال وإذا ناديتم إلى الصلواة 5 سورة المائدة / الآية 58 وقال تعالى إذا نودي للصلواة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله 62 سورة الجمعة / الآية 9 وسن رسول الله الأذان للصلوات المكتوبات فأشبه ما وصفت أن لا يحل أن تصلي كل مكتوبة إلا في جماعة حتى لا يخلو جماعة مقيمون أو مسافرون من ان يصلي بهم صلاة جماعة فلا ارخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلا من عذر وإن تخلف أحد فصلاها منفردا لم تكن عليه إعادتها صلاها قبل الإمام أو بعده إلا صلاة الجمعة فإن من صلاها ظهرا قبل صلاة الإمام كان عليه إعادتها لأن اتيانها فرض هذا كله لفظ ابن المنذر وقالت الحنفية والمالكية هي سنة مؤكدة ولكنهم يؤثمون تارك السنن المؤكدة ويصححون الصلاة بدونه والخلاف بينهم وبين من قال أنها واجبة لفظي وكذلك صرح بعضهم بالوجوب قال الموجبون قال الله تعالى وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلواة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك 4 سورة النساء / الآية 102 ووجه الاستدلال بالآية من وجوه أحدها أمره سبحانه لهم بالصلاة في الجماعة ثم أعاد هذا الأمر سبحانه مرة ثانية في حق الطائفة الثانية بقول ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك 4 سورة النساء / الآية 102 وفي هذت دليل على أن الجماعة فرض على الأعيان إذ لم يسقطها سبحانه عن الطائفة الثانية بفعل الأولى ولو كانت الجماعة سنة لكان اولى الاعذار بسقوطها عذر الخوف ولو كانت فرض كفاية لسقطت بفعل الطائفة الأولى ففي الآية دليل على وجوبها على الاعيان فهذه على ثلاثة اوجه امره بها اولا ثم امره بها ثانيا وأنه لم يرخص لهم في تركها حال الخوف الدليل الثاني قوله تعالى يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة ابصرهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سلمون 68 سورة القلم / الآيتان 42 و 43 ووجه الاستدلال بها انه سبحانه عاقبهم يوم القيامة بأن حال بينهم وبين السجود لما دعاهم إلى السجود في الدنيا فأبوا أن يجيبوا الداعي إذا ثبت هذا فإجابة الداعي هي إتيان المسجد بحضور الجماعة لا فعلها في بيته وحده فهكذا فسر النبي الإجابة فروى مسلم في صحيحه رقم 653 عن ابي هريرة قال اتى النبي رجل اعمى فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله أن يرخص له فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء قال نعم قال فأجب فلم يجعل مجيبا له بصلاته في بيته إذا سمع النداء فدل على أن الإجابة المأمور بها هي إتيان المسجد للجماعة ويدل عليه حديث ابن ام مكتوم قال يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع فقال رسول الله تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح قال نعم قال فحيهلا رواه ابو داود رقم 553 والإمام أحمد 3 / 423 وحيهلا اسم فعل امر معناه اقبل واجب وهو صريح في ان إجابة هذاالامر بحضور الجماعة وان المتخلف عنها لم يجبه وقد قال غير واحد من السلف في قوله تعالى وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سلمون 68سورة القلم / الآية 43 قال هو قول المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح الدر المنثور 8 / 56 فهذا الدليل مبني على مقدمتين إحداهما أن هذه الإجابة واجبة والثانية لا تحصل إلا بحضور الصلاة في الجماعة وهذا هو الذي فهمه أعلم الأمة وأفقههم من الإجابة وهم الصحابة رضي الله عنهم فقال ابن المنذر في كتاب الأوسط روينا عن ابن مسعود وابي موسى انهما قالا من سمع النداء ثم لم يجب فإنه لا تجاوز صلاته رأسه إلا من عذر مجمع الزوائد 2 / 42 قال وروي عن عائشة أنها قالت من سمع النداء فلم يجب لم يرد خيرا ولم يرد به سنن البيهقي 3 / 57 وعن ابي هريرة انه قال ان تمتليء أذنا ابن آدم رصاصا مذابا خير له من ان يسمع المنادي ثم لا يجيبه فهذا وغيره يدل أن الإجابة عند الصحابة هي حضور الجماعة وأن المتخلف عنها غير مجيب فيكون عاصيا الدليل الثالث قوله تعالى وأقيموا الصلواة وءاتوا الزكوة واركعوا مع الركعين 2 سورة البقرة / الآية 43 ووجه الاستدلال بالآية أنه سبحانه امرهم بالركوع وهو الصلاة وعبر عنها بالركوع لأنه من اركانها والصلاة يعبر عنها بأركانها وواجباتها كما سماها الله سجودا وقرآنا وتسبيحا فلا بد لقوله مع الركعين 2 سورة البقرة / الآية 43 من فائدة اخرى وليست إلا فعلها مع جماعة المصلين والمعية تفيد ذلك إذا ثبت هذا الأمر المقيد بصفة أو حال لا يكون المأمور ممتثلا إلا بالإتيان به على تلك الصفة والحال فإن قيل فهذا ينتقص بقوله تعالى يمريم اقتني لربك واسجدي واركعي مع الركعين 3 سورة آل عمران / الآية 43 والمرأة لا يجب عليها حضور الجماعة قيل الآية لم تدل على تناول الأمر بذلك لكل امرأة بل مريم بخصوصها امرت بذلك بخلاف قوله وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكوة واركعوا مع الراكعين 2 سورة البقرة / الآية 43 ومريم كانت لها خاصة لم تكن لغيرها من النساء فإن امها نذرتها ان تكون محررة لله ولعبادته ولزوم المسجد وكانت لا تفارقه فأمرت ان تركع مه اهله ولما اصطفاها الله وطهرها على نساء العالمين امرها من طاعته بأمر اختصها به على سائر النساء قال تعالى وإذ قالت الملئكة يمريم إن الله اصطفك وطهرك واصطفك على نساء العلمين يمريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الركعين 3 سورة آل عمران / الآيتان 42 و 43 فإن قيل كونهم مأمورين أن يركعوا مع الراكعين لا يدل على وجوب الركوع معهم حال ركوعهم بل يدل على الإتيان بمثل ما فعلوا كقوله تعالى يايها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصدقين 9 سورة التوبة / الآية 119 فالمعية تقضي المشاركة في الفعل ولاتستلزم المقارنة فيه قيل حقيقة المعية مصاحبة ما بعدها لما قبلها وهذه المصاحبة تفيد زائدا على المشاركة ولا سيما في الصلاة فإنه إذا قيل صل مع الجماعة أو صليت مع الجماعة لا يفهم منه إلا اجتماعهم على الصلاة الدليل الرابع ما ثبت في الصحيحين البخاري رقم 644 مسلم رقم 651 وهذا لفظ البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله قال والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم اخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا او مرماتين حسنتين لشهد العشاء وعن ابي هريرة ان رسول الله قال إن اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا يصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار متفق على صحته البخاري رقم 657 مسلم رقم 651 واللفظ لمسلم وللإمام أحمد المسند 2 / 367 عنه لولا ما في البيوت من النساء والذرية أقمت صلاة العشاء وامرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار قال المسقطون لوجوبها هذا ما لا يدل على وجوب صلاة الجماعة لوجوه أحدها أن هذا الوعيد إنما جاء في المتخلفين عن الجمعة بدليل ما راه مسلم في صحيحه رقم 652 من حديث عبدالله بن مسعود أن النبي قال لقوم يتخلفون عن الجمعة لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم الثاني أن هذا كان جائزا لما كانت العقوبات المالية جائزة ثم نسخ بما نسخ العقوبات المالية الثالث أنه هم ولم يفعل ولو كان التحريق جائزا لكان واجبا فإن العقوبة لا تكون مستوية الطرفين بل إما واجبة أو محرمة فلما لم يفعل ذلك دل على عدم الجواز قالوا والحديث يدل على سقوط فرض الجماعة لأنه هم بالتخلف عنها وهو لا يهم بترك واجب قالوا وأيضا فالنبي إنما هم بإحراق بيوتهم عليهم لنفاقهم لا لتخلفهم عن حضور الجماعة قال الموجبون ليس فيما ذكرتم ما يسقط دلالة الحديث أما قولكم إن الوعيد إنما هو في حق تارك الجمعة فنعم هو في حق تارك الجمعة وتارك الجماعة فحديث أبي هريرة صريح في أنه في حق تارك الجماعة وذلك بين في اول الحديث وآخره وحديث ابن مسعود في ان ذلك لتارك الجمعة أيضا فلا تنافي بين الحديثين وأما قولكم إنه منسوخ فما أصعب هذه الدعوى وأصعب إثباتها فأين شروط النسخ من وجود معارض مقاوم متأخر ولن تجدوا أنتم ولا أحد من اهل الأرض سبيلا إلى إثبات ذلك بمجرد الدعوى وقد اتخذ كثيرا من الناس دعوى النسخ والإجماع سلما إلى ابطال كثير من السنن الثابتة عن رسول الله وهذا ليس بهين ولا تترك لرسول الله سنة صحيحة ابدا بدعوى الإجماع ولا دعوى النسخ إلى أن يوجد ناسخ صحيح صريح متأخر نقلته الأئمة وحفظته إذ محال على الأمة ان تضيع الناسخ الذي يلزمها حفظه وتحفظ المنسوخ الذي قد بطل العمل به ولم يبق من الدين وكثير من المولدة المتعصبين إذا رأوا حديثا يخالف مذهبهم يتلقونه بالتأويل وحمله على خلاف ظاهره ما وجدوا إليه سبيلا فإذا جاءهم من ذلك ما يغلبهم فزعوا إلى دعوى الاجماع على خلافه فإن رأوا من الخلاف مالا يمكنهم من دعوى الإجماع فزعوا إلى القول بأنه منسوخ وليست هذه طريق أئمة الإسلام بل ائمة الإسلام كلهم على خلاف هذا الطريق وأنهم إذا وجدوا لرسول الله سنة صحيحة صريحة لم يبطلوها بتأويل ولا دعوى إجماع ولانسخ والشافعي وأحمد من اعظم الناس إنكارا لذلك وبالله التوفيق وإنما لم يفعل النبي ما هم به للمانع الذي اخبر أنه منعه منه وهو اشتمال البيوت على من لا تجب عليه الجماعة من النساء والذرية فلو احرقها عليهم لتعدت العقوبة إلى من لا يجب عليه وهذا لا يجوز كما إذا وجب الحد على حامل فإنه لا يقام عليها حتى تضع لئلا تسري العقوبة إلى الحمل ورسول الله لا يهم بما لا يجوز فعله ابدا وقد أجاب عنه بعض اهل العلم بجواب آخر وهو ان القوم كانوا أخوف لرسول الله م8ن ان يسمعوه يقول هذه المقالة ثم يصرون على التخلف عن الجماعة وأما قولكم إن الحديث يدل على عدم وجوب الجماعة لكونه هم بتركها فمما لا يلتفت إليه ولا يظن برسول الله أنه يهم بعقوبة طائفة من المسلمين بالنار وإحراق بيوتهم لتركهم سنة لم يوجبها الله عليهم ولا رسوله وهو لم يخبر أنه كان يصلي وحده بل كان يصلي جماعة هو واعوانه الذين ذهبوا معه إلى تلك البيوت وايضا فلو صلاها وحده لكان هناك واجبان واجب الجماعة وواجب عقوبة العصاة وجهادهم فترك أدنى الواجبين لأعلاهما كحال يف صلاة الخوف قولكم إنما هم بعقوبتهم على نفاقهم لا على تخلفهم عن الجماعة فهذا يستلزم محظرون الغاء ما اعتبره رسول الله وعلق الحكم به من التخلف عن الجماعة والثاني اعتبار ما الغاه فإنه لم يكن يعاقب المنافقين على نفاقهم بل كان يقبل منهم علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله الدليل الخامس ما رواه مسلم في صحيحه رقم 653 أن رجلا اعمى قال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المجسد فسأل رسول الله أن يرخص له فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء قال نعم قال فأجب وهذا الرجل هو ابن ام مكتوم واختلف في اسمه فقيل عبدالله وقيل عمرو وفي مسند الإمام أحمد 3 / 423 وسنن أبي داود رقم 552 , 553 عن عمرو ابن ام مكتوم قال قلت يا رسول الله أنا ضرير شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني فهل لي رخصة ان اصلي في بيتي قال تسمع النداء قال نعم قال ما أجد لك رخصة قا المسقطون لوجوبها هذا امر استحباب لا امر إيجاب وقوله لا أجد لك رخصة أي إن اردت فضيلة الجماعة قالوا وهذا منسوخ قال الموجبون الأمر مطلق للوجوب فكيف إذا صرح صاحب الشرع بأنه لا رخصة للعبد في التخلف عنه لضرير شاسع الدار لا يلائمه قائده فلو كان العبد مخيرا بين ان يصلي وحده أو جماعة لكان اولى الناس بهذا التخيير مثل الأعمى ابو بكر ابن المنذر ذكر حضور الجماعة علىالعميان وإن بعدت منازلهم عن المسجد ويدل ذلك على أن شهود الجماعة فرض لاندب وإذا قال لابنأم مكتوم وهو ضرير لا أجد لك رخصة فالبصير أولى ان لا تكون له رخصة السادس ما رواه أبو داود رقم 551 وأبو حاتم ابن حبان في صحيحه رقم 2064 عن ابن عباس قال قال رسول الله من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر قالوا وما العذر قال خوف او مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلاها قال المسقطون للوجوب هذا حديث فيه علتان إحدهما أنه من رواية معارك العبدي وهو ضعيف عندهم الثانية إنما يعرف عن ابن عباس موقوفا عليه قال الموجبون قد قال قاسم بن اصبغ في كتابه حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ان النبي قال من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر وحسبك بهذا الإسناد صحة سنن ا لبيهقي 3 / 57 ورواه ابن المنذر حدثنا علي بن عبدالعزيز حدثنا عمرو بن عوف حدثنا هشيم ن شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا راجع صحيح ابن حبان رقم 2064 قالوا ومعارك العبدي قد روى عنه ابو اسحاق السبيعي على جلالته ولو قدر انه لم يصح رفعه فقد صح عن ابن عباس بلا شك وهو قول صاحب لم يخالفه صاحب السابع ما رواه مسلم في صحيحه رقم 654 عن عبدالله بن مسعود قال من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادي بهن فإنهن من سنن الهدى وأن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنكم لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو انكم تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف وفي لفظ وقال إن رسول الله علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه فوجه الدلالة أنه جعل التخلف عن الجماعة من علامات المنافقين المعلوم نفاقهم وعلامات النفاق لا تكون بترك مستحب ولا بفعل مكروه ومن استقر علامات النفاق في السنة وجدها إما ترك فريضة أو فعل محرم وقد اكد هذا المعنى بقوله من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يناجي بهن وسمى تاركها المصلي في بيته متخلفا تاركا للسنة التي هي طريقة رسول الله التي كان عليها وشريعته التي شرعها لأمته وليس المراد بها السنة التي من شاء فعلها ومن شاء تركها فإن تركها لا يكون ضلالا ولا من علامات النفاق كترك الضحى وقيام الليل وصوم الأثنين والخميس الدليل الثامن ما رواه مسلم في صحيحه رقم 672 من حديث أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم احدهم وأحقهم بالإمامة اقرؤهم ووجه الاستدلال به أنه امر بالجماعة وأمره على الوجوب التاسع أنه أمر من صلى وحده خلف الصف أن يعيد الصلاة رواه الإمام أحمد مسند 3 / 228 وأهل السنن ابو داود رقم 682 الترمذي رقم 230 و 231 ابن ماجه رقم 1004 وابو حاتم ابن حبان في صحيحه رقم 1198 و 1199 وحسنه الترمذي وعن علي بن شيبان قال خرجنا حتى قدمنا على النبي فبايعناه وصلينا خلفه قال ثم صلينا وراءه صلاة اخرى فقضى الصلاة فرأى رجلا فردا خلف الصف فوقف عيه حتى انصرف وقال استقبل صلاتك لا صلاة للذي خلف الصف رواه الإمام احمد المسند 4 / 23 وابن حبان رقم 2202 وفي رواية الإمام أحمد صليت خلف النبي فرأى رجلا يصلي فردا خلف الصف فوقف نبي الله الرجل حتى انصرف فقال له استقبل صلاتك فلا صلاة لمنفرد خلف الصف قال ابن المنذر وثبت هذا الحديث أحمد وإسحاق فوجه الدلالة أنه ابطل صلاة المنفرد عن الصف وهو في جماعة وأمره بإعاة صلاته مع أنه لم ينفرد إلا في المكان خاصة فصلاة المنفرد عن الجماعة والمكان أولى بالبطلان يوضحه أن غاية هذا الفذ ان يكون منفردا ولو صحت صلاة المنفرد لما حكم رسول الله بنفيها فأمر من صلى كذلك أن يعيد صلاته قال المسقطون للوجوب لايمكنكم الاستدلال بهذا الحديث إلا بعد إثبات بطلان صلاة الفذ خلف الصف وهذا قول شاذ مخالف لجمهور أهل العلم وقد دل على صحتها إجماع الناس على صحة صلاة المرأة وحدها خلف الصف وقد صلى رسول الله خلف جبريل فروى جابر بن عبدالله أن النبي أتاه جبريل يعلمه مواقيت الصلاة فتقدم جبريل ورسول الله خلفه والناس خلف رسول الله فصلى الظهر حين زالت الشمس وأتاه حين كان الظل مثل شخصه فصنع كما صنع فتقدم جبريل ورسول الله خلفه والناس خلف رسول الله رواه النسائي رقم 513 فقد صلى رسول الله خلف جبريل مقتد يأبه قالوا وقد احرم ابو بكرة فذا خلف الصف ثم مشى حتى دخل الصف ولم يأمره النبي بالإعادة البخاري رقم 783 قالوا وقد احرم ابن عباس البخاري رقم 699 مسلم رقم 763 عن يساره فأخذ بيده فأداره عن يمينه فأدراه عن يمينه ولم يأمره النبي مسلم باستقبال الصلاة بل صحح إحرامه فذا فهذا في النفل وحديث جابر مسلم رقم 3010 في الفرض أنه قام عن يسار رسول الله فأخذ بيده فأقامه عن يمينه قال الموجبون العجب من معارضة الأحاديث الصحيحة الصريحة بمثل ذلك فإنه لا تعارض بين الأحاديث بوجه من الوجوه وأما قولكم إن هذا قول شاذ فلعمر الله ليس شاذا ومعه رسول الله وسنته الصحيحة والصريحة ولو تركها من تركها فلا يكون ترك السنن لخفائها على من تركها أو لنوع تأيل مسوغا لتركها لغيره وكيف يقدم ترك التارك لهذه السنة عليها هذا وقد قال بهذه السنة جماعة من اكابر التابعين منهم سعيد بن جبير وطاوس وإبراهيم النخعي ومن دونهم كالحكم وحماد وابن ابي ليلى والحسن بن صالح ووكيع وقال بها الأوزاعي حكاه الطحاوي عنه وإسحاق بن راهويه والامام أحمد وابو بكر ابن المنذر ومحمد بن اسحاق بن خزيمة فأين الشذوذ وهؤلاء القائلون وهذه السنة وأما معارضتكم بموقف المرأة فمن أفسد المعارضات لان ذلك هو موقف المرأة المشروع لها حتى لو وقفت في صف الرجال أفسدت صلاة من يليها عند ابي حنيفة واحد القولين في مذهب أحمد فإن قيل لو وقفت فذة خلف صف النساء صحت صلاتها قيل ليس كذلك بل إذا انفردت المرأة عن صف النساء لم تصح صلاتها كالرجل الفذ خلف الرجال ذكر ذلك القاضي ابو يعلى في تعليقه لعموم قوله لا صلاة لفرد خلف الصف مسند أحمد خرج من هذا ما إذا كانت وحدها خلف الرجال للحديث الصحيح بقي فيما عداه على هذا العموم قصة صلاته صلوات الله وسلامه عليه خلف جبريل وحده والصحابة خلفه فقد أجيب عنها بأنها كانت في اول الامر حين علمه مواقيت الصلاة وقصة امره الذي صلى خلف الصف فذا بالإعادة متأخرة بعد ذلك وهذا جواب صحيح وعندي فيه جواب آخر وهو ان النبي كان هو إمام المسلمين فكان بين أيديهم وكان هو المؤتم بجبريل وحده وكان تقدم جبريل عليه السلام ابلغ في حصول التعليم من ان يكون إلى حانبه كما ان النبي صلى بهم على المنبر ليأتموا وليتعلموا صلاته وكان ذلك لأجل التعليم لم يدخب في نهيه الإمام به إذا ام الناس ان يقوم في مقتم ارفع منهم راجع ابو داود رقم 597 , 598 وأما قصة ابي بكرة فليس فيها انه رفع رأسه من الركوع قبل دخوله في الصف وإنما يمكن التمسك بها لو ثبت ذلك ولا سبيل إليه وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد فيمن ركع دون الصف ثم مشى راكعا حتى دخل فيه بعد ان رفع الإمام رأسه من الركوع وعنه في ذلك ثلاث روايات تصح مطلقا وحجة هذه الرواية أن النبي لم يأمر ابا بكرة بالإعادة ولا استفصله هل ادركه قبل رفع رأسه من الركوع ام لا ولو اختلف الحال لاستفصله سعيد بن منصور في سننه الموطأ 1 / 165 سنن البيهقي 2 / 90 و 3 / 106 عن زيد بن ثابت أنه كان يركع قبل أن يدخل في الصف ثم يمشي راكعا ويعتد بها وصل الصف ام لم يصل والرواية الثانية انها لا تصح نص عليها في رواية إبراهيم بن الحارث ومحمد بن الحكم وفرق بينه وبين من ادرك الركوع في الصف لأنه لم يدرك في الصف ما يدرك به الركعة فأشبه ما لو أدركه وقد سجد وهذه الرواية أصح عند أكثر أصحابه والرواية الثالثة إن كان عالما بالنهي لم تصح صلاته وإلا صحت لقصة أي بكرة وقول النبي لا تعد والنهي يقتضي الفساد ولكن ترك في الجاهل به حيث لم يأمره بالإعادة وكان هذه حال أبي بكرة وأما قصة ابن عباس وجابر في ترك أمرهها بابتداء الصلاة وقد أحرما فذين فهذه اولا ليس فيه أنهما قد دخلا في الصلاة وإنما فيه أنهما وقفا عن يساره فادارهما عند اول وقوفهما ولو قدر أنهما احرما كذك فمن أحرم فذا صح إحرامه بالصلاة ودخوله فيها وإنما الاعتبار بالركوع وحده وإلا فمن وقف معه آخر قبل الركوع صحت صلاته ولو اعتبرنا إحرام المأمومين جميعا لم ينعقد تحريم أحد حتى يتفق هو ومن إلى جانبه في ابتداء التكبير وانتهائه وهذا من أعظم الحرج والمشقة ولهذا لم يعتبره أحد أصلا والله أعلم الدليل العاشر ما رواه أبو داود في سننه رقم 547 والإمام أحمد في مسنده 5 / 196 من حديث أبي الدرداء قال قال رسول الله ما ثلاثة في قرية لا يؤذن ولا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية فوجه الاستدلال منه أنه أخبر باستحواذ الشيطان عليهم بترك الجماعة التي شعارها الأذن وإقامة الصلاة ولو كانت الجماعة ندبا يخير الرجل بين فعلها وتركها لما استحوذ الشيطان على تاركها وتارك شعارها الدليل الحادي عشر ما رواه في صحيحة رقم 655 من حديث أبي الشعثاء المحاربي قال كنا قعودا في المسجد فأذن المؤذن فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصرة حتى خرج من المسجد فقال أبو هريرة أما هذا فقد عصى أبا القاسم وفي رواية سمعت أبا هريرة وقد رأى رجلا يجتاز في المسجد خارجا بعد الأذان فقال أما هذا فقد عصى أبا القاسم ووجه الاستدلال به أنه جعله عاصيا لرسول الله بخروجه بعد الأذان لتركه الصلاة جماعة ومن يقول الجماعة ندب يقول لا يعصي الله ولا رسوله من خرج بعد الأذان وصلى وحده وقد احتج ابن المنذر في كتابه على وجوب الجماعة بهذا الحديث وقال لو كان المرء مخيرا في ترك الجماعة وإتيانها لم يجزأ أن يعصي من تخلف عما لا يجب عليه أن يحضره والذي يقول صلاة الجماعة ندب إن شاء فعلها وإن شاء تركها يجوز للرجل أن يخرج من المسجد وقد أخذ المؤذن في إقامة الصلاة بل يجوز له ان يجلس فلا يصلي مع الإمام والجماعة فإذا صلوا قام فصلى وحده ولو رأى رسول الله وأصحابه من يفعل هذا لأنكروا عليه غاية الإنكار بل قد أنكر ما هو دون هذا وهو على من لا يصلي مع الجماعة اكتفاء بصلاته في رحله وقال ما لك لا تصلي معنا الست برجل مسلم مسند أحمد 4 / 34 النسائي رقم 857 وأمر بالصلاة في الجماعة لمن صلى ثم أتى مسجد الجماعة فقال إذا صليتما في رحاللكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة الترمذي رقم 219 النسائي رقم 858 مسند أحمد 4 / 160 الدليل الثاني عشر إجماع الصحابة رضي الله عنهم ونحن نذكر نصوصهم قد تقدم قول ابن مسعود ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق مسلم رقم 654 وقال الإمام أحمد حدثنا وكيع حدثنا سليمان بن المغيرة عن ابي موسى الهلالي عن ابن مسعود قال من سمع المنادي فلم يجب من غير عذر فلا صلاة له المحلى 4 / 195 وقال أحمد أيضا حدثنا وكيع حدثنا مسعر عن ابي الحصين عن ابي بردة عن أبي موسى الاشعري قال من سمع المنادي فلم يجب بغير عذر فلا صلاة له المحلى 2 \ 42 مستدرك الحاكم 1 \ 246 وقال أحمد حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حيان التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد قيل ومن جار المسجد قال من سمع المنادي سنن البيهقي 3 / 57 و 174 وقال سعيد بن منصور حدثنا هشيم أخبرنا منصور عن الحسن بن علي قال من سمع النداء فلم يأته لم تجاوز صلاته رأسه إلا من عذر وقال عبدالرزاق 1 / 498 عن انس عن ابي إسحاق عن الحارث عن علي قال من سمع النداء من جيران المسجد وهو صحيح من غير عذر فلا صلاة له وقال وكيع عن عبد الرحمن بن حصين عن أبي نجيح المكي عن أبي هريرة قال أن تمتليء أذنابن آدم رصاصا مذابا خير له من ان يسمع المنادي ثم لا يجيبه المحلى 4 / 195 وقال الإمام أحمد حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن عدي بن ثابت عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها قالت من سمع المنادي فلم يجب عن غير عذر لم يجد خيرا ولم يرد به سنن البيهقي 3 / 57 قال وكيع حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عابس قال من سمع النداء ثم لم يجب من غير عذر فلا صلاة له صحيح ابن حبان رقم 2064 وقال عبدالرزاق 5 / 245 عن ليث عن مجاهد قال سأل رجل ابن عباس فقال رجل يصوم النهار ويقوم الليل لا يشهد جمعة ولا جماعة فقال ابن عباس هو في النار ثم جاء الغد فسأله عن ذلك فقال هو في النار قال واختلف إليه قريبا من شهر يسأله عن ذلك ويقول ابن عباس هو في النار فهذه نصوص الصحابة كما تراها صحة وشهرة وانتشارا ولم يجيء عن صحابي واحد خلاف ذلك وكل من هذه الآثار دليل مستقل في المسألة لو كان وحدة فكيف إذا تعاضدت وتضافرت وبالله التوفيق المسألة 6
214888
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%87%D8%A7/%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D9%87%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9%20%D8%B4%D8%B1%D8%B7%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B5%D8%AD%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D8%A3%D9%85%20%D9%84%D8%A7
كتاب الصلاة وحكم تاركها/فصل في هل الجماعة شرط في صحة الصلاة أم لا
وأما المسالة السابعة وهي هل الجماعة شرط في صحة الصلاة أم لا فاختلف الموجبون لها في ذلك على قولين أحدهماأنها فرض يأثم تاركها وتبرأ ذمته بصلاته وحده وهذا قول أكثر المتأخرين من اصحاب أحمد ونص عليه أحمد في رواية حنبل فقال إجابة الداعي إلى الصلاة فرض ولو أن رجلا قال هي عندي سنة أصليها في بيتي مثل الوتر وغيره لكان خلاف الحديث وصلاته جائزة وعنه رواية ثانية ذكرها أبو الحسن الزعفراني في كتاب الإقناع أنها شرط للصحة فلا تصح صلاة من صلى وحده وحكاه القاضي عن بعض الاصحاب واختاره أبو الوفاء ابن عقيل وأبو الحسن التميمي وهو قول داود وأصحابه قال ابن حزم المحلى 4 / 196 وهوقول جميع اصحابنا ونحن نذكر حجج الفريقين قال المشترطون كل دليل ذكرناه في الوجوب يدل على انها شرط فإنها إذا كانت واجبة فتركها المكلف لم يفعل ماأمر به فبقي في عهدة الأمر قالوا ولو صحت الصلاة بدونها لما قال أصحاب رسول الله إنه لا صلاة له ولو صحت لما قال النبي من سمع المنادي ثم لم يجبه لم تقبل منه الصلاة التي صلى فلما وقف القبول عليها دل على اشتراطها كما أنه لما وقف القبول على الوضو من الحدث دل على اشتراطه ونفي القبول إما ان يكون لفوات ركن او شرط ولا ينتقض هذا بنفي القبول عن صلاة العبد الآبق وشارب الخمر أربعين يوما لأن امتناع القبول هناك لارتكاب ارم محرم قارن الصلاة فأبطل أجرها قالوا ولو صحت صلاة المنفرد لما قال ابن عباس إنه في النار قالوا لو صحت صلاته أيضا لما كانت واجبة وأنه إنما يصح عبادة من ادى ما أمر به وقد ذكرنا من أدلة الوجوب ما فيه كفاية قال المصححون لها وهم ثلاثة أقسام قسم يجعلها سنة إذا شاء فعلها وإن شاء تركها وقسم يجعلها فرض كفاية إذا قام بها طائفة سقطت عمن عداهم يقول هي فرض على الأعيان وتصح بدونها وقد ثبت في الصحيحين البخاري رقم 645 مسلم رقم 650 من حديث ابن عمر قال قال رسول الله صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة وفيهما البخاري رقم 647 مسلم رقم 649 عن ابي هريرة عن النبي صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وسوقه خمسة وعشرين ضعفا وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت لها بها درجة وحطت عنه بها خطيئة فإذا صلى لم نزل الملائكة تصلي عليه ما دام في وصلاة ما لم يحدث اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة قالوا فلو كانت صلاة المنفرد باطلة لم يفاضل بينها وبين صلاة الجماعة إذ لا مفاضلة بين الصحيح والباطل قالوا وفي صحيح مسلم رقم 656 من حديث عثمان بن عفان أن النبي قال من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله قالوا فشبه فعلها في جماعة بما ليس بواجب والحكم في المشبه كهو في المشبه به أو دونه في التأكيد قالوا وقد روى يزيد بن الأسود قال شهدت مع النبي حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف فلما قضى صلاته انحرف فإذا هو برجلين في آخر القوم لم يصليا قال علي بهما فجيء بهما ترعد فرائصهما قال ما منعكما أن تصليا معنا فقالا يا رسول الله قد صلينا في رحالنا قال فلا تفعلوا إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة رواه أهل السنن النسائي رقم 858 أبو داود رقم 575 الترمذي رقم 219 وعند أبي داود إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك مع الأمام فليصلها معه فإنها له نافلة قالوا ولولا صحة الأولى لم تكن الثانية نافلة وعن محجن بن الأدرع قال اتيت النبي فحضرت الصلاة فصلى يعني ولم أصل فقال لي ألا صليت قلت يا رسول الله قد صليت في الرحل ثم أتيتك قال فإذا جئت فصل معهم واجعلها نافلة رواه الإمام أحمد المسند 4 / 34 وفي الباب عن ابي هريرة وعن ابي ذر وعبادة وعبدالله بن عمر ولفظ حديث ابن عمر عن سليمان مولى ميمونة قال اتيت على ابن عمر وهو بالبلاط والقوم يصلون في المسجد فقلت ما يمنعك أن تصلي مع الناس قال إني سمعت رسول الله يقول لا تصلوا صلاة في يوم مرتين رواه أبو داود رقم 579 والنسائي رقم 860 قال الموجبون التفضيل لا يستلزم براءة الذمة من كل وجه سواء كان مطلقا أو مقيدا فإن التفضيل يحصل مع مناقضة المفضل للمفضل عليه من كل وجه كقوله تعالى اصحب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا 25 الفرقان / الآية 24 وقوله تعالى قل أذلك خير أم جنة الخلد 25 سورة الفرقان / الآية 15 وهو كثير فكون صلاة الفذ جزءا واحدا من سبعة وعشرين جزءا من صلاة الجميع لا يستلزم إسقاط فرض الجماعة ولزوم كونها ندبا بوجه من الوجوه وغايتها ان يتأدى الواجب بهما وبينهما من الفضل ما بينهما فإن الرجلين يكون مقامهما في الصف واحدا وبين صلاتهما في الفضل كما بين السماء والأرض وفي السنن أبو داود رقم 796 عنه إن العبد ليصلي الصلاة ولم يكتب له من الأجر إلا نصفها ثلثها ربعها خمسها حتى بلغ عشرها فإذا عقل اثنان يصليان فرضهما صلاة احدهما افضل من صلاة الآخر بعشرة اجزاء وهما فرضان فهكذا يعقل مثله في صلاة الفذ وصلاة الجماعة وأبلغ من هذا قوله ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها اتحاف السادة المتقين 3 / 112 و 4 / 123 فإذا لم يعقل في صلاته إلا في جزء واحد كان له من الاجر بقدر ذلك الجزء وإن برئتى ذمته من الصلاة فهكذا المصلي وحده له جزء واحد من الأجر وإن برئت الذمة ومثل هذه الصلاة لا يسميها الشارع صحيحة وإن اصطلح الفقهاء على تسميتها صلاة فإن الصحيح المطلق ما تربت عليه اثره وحصل به مقصودة وهذه قد فات معظم أثرها ولم يحصل منها جل مقصودها فهي ابعد شيء من الصحة واحسن أحوالها أن ترفع عنه العقاب وإن حصلت شيئا من الثواب فهو جزء وما هذا إلا على قول من لا يجعلها شرطا للصحة وأما من جعلها شرطا لا تصح بدونه فجوابه إن التفضيل إنما هو بين صلاتين صحيحتين وصلاة الرجل وحده إنما تكون صحيحة للعذر وأما بدون العذر فلا صلاة له كما قال الصحابة رضي الله عنهم وهؤلاء لو أجابوا بهذا لرد عليهم منازعوهم إن المعذور يكمل له أجره فأجابوا على ذلك بأنه لا يستحق بالفعل إلا جزءا واحدا وأما التكميل فليس من جهة الفعل بل بالنية إذا كان من عادته ان يصلي جماعة فمرض او حبس أو سافر وتعذرت عليه الجماعة والله يعلم أن من نيته أن لو قدر على الجماعة لما تركها فهذا يكمل له أجره مع أن صلاة الجماعة افضل من صلاته من حيث العملين قالوا ويتعين هذا ولا بد فإن النصوص قد صرحت بأنه لا صلاة لمن سمع النداء ثم صلى وحده فدل على ان من له جزء من سبعة وعشرين جزءا هو المعذور الذي له صلاة قالوا والله تعالى يفضل القادر على العاجز وإن لم يؤاخذه فذلك فضله يؤتيه من يشاء وفي صحيح البخاري رقم 1115 عن عمران بن حصين وكان مبسورا قال سألت رسول الله عن صلاة الرجل وهو قاعد فقل من صلى قائما فهو افضل ومن صلى قاعدا فله نصف اجر القائم ومن صلى نائما فله نصف اجر القاعد فهذا إنما هو في المعذور وإلا فغير المعذور ليس له من الأجر شيء إذا كانت الصلاة فرضا وإن كانت نفلا لم يجز له التطوع على جنب فإنه لم يفعله رسول الله يوما من الدهر ولا أحد من الصحابة البتة مع شدة حرصهم على أنواع العبادة وفعل كل خير ولهذا جمهور الأمة يمنع منه ولا تجوز الصلاة على جنب إلا لمن لم يستطع القعود كما قال النبي لعمران صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب البخاري رقم 1117 وعمران بن حصين هو راوي الحديثين وهو الذي سأل عنهما النبي استدلالكم بحديث عثمان بن عفان من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل مسلم رقم 656 فمن افسد الاستدلال واظهر ما في نقضه عليكم قوله من صام رمضان واتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر مسلم رقم 1164 الترمذي رقم 759 ابو داود رقم 2433 ابن ماجه رقم 1716 وصيام الدهر غير واجب وقد شبه به الواجب بل الصحيح أن صيام الدهر كله مكروه فقد شبه به الصوم الواجب فغير ممتنع تشبيه الواجب بالمستحب في مضاعفة الأجر على الواجب القليل حتى يبلغ ثوابه ثواب المستحب الكثير وأما استدلالكم بحديث يزيد بن الأسود ومحجن بن الأدرع وأبي ذر وعبادة فليس في حديث واحد منهم أن الرجل كان قد صلى وحده منفردا مع قدرته على الجماعة البتة ولو اخبر النبي لما اقره على ذلك وانكرعليه وكذلك ابن عمر لم يقل صليت وحدي وأنا اقدر على الجماعة نقول إنه لم يصل من ترك الجماعة وهو يقدر عليها ونقول كما قال أصحاب رسول الله إنه لا صلاة له فحيث يثبت لهؤلاء صلاة فلا بد من احد الأمرين أن يكونوا صلوا جماعة مع غير هذه الجماعة أويكونوا معذورين وقت الصلاة ومن صلى وحده لعذر ثم زال عذره في الوقت لم يجب عليه إعادة الصلاة كما لو صلى بالتيمم ثم وجد الماء في الوقت او صلى قاعدا لمرض ثم بريء في الوقت او صلى عريانا ثم وجد السترة في الوقت وقد دلت احكام الشريعة على ان صلاة الجماعة فرض على كل واحد وذلك من وجوه أحدها ان الجمع لأجل المطر جائز وليس جوازه إلا محافظة على الجماعة وإلا فمن الممكن ان يصلي كل واحد في بيته منفردا ولو كانت الجماعة ندبا لما جاز ترك الواجب وتقديم الصلاة في وقتها لأجل ندب محض أن المريض إذا لم يستطع القيام في الجماعة وأطاق القيام إذا صلى وحده صلى جماعة وترك القيام ومحال أن يترك ركنا من اركان الصلاة لمندوب محض أن الجماعة حال الخوف يفارقون الإمام ويعملون العمل الكثير في الصلاة ويجعلون الإمام منفردا في وسط الصلاة كل ذلك لأجل تحصيل الجماعة وكان من الممكن أن يصلوا وحدانا بدون هذه الأمور ومحال ان يرتكب ذلك وغيره لأجل امر مندوب إن شاء فعله وإن شاء لم يفعله وبالله التوفيق المسألة 7
214889
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%87%D8%A7/%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D9%87%D9%84%20%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF%20%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9%20%D8%A3%D9%85%20%D9%84%D8%A7
كتاب الصلاة وحكم تاركها/فصل في هل يتعين المسجد لصلاة الجماعة أم لا
المسألة الثامنة وهي هل له فعلها في بتيه أم يتعين المسجد فهذه المسألة فيها قولان للعلماء وهما روايتان عن الإمام أحمد احدهما له فعلها في بيته وبذلك قالت الحنفية والمالكية وهو احد الوجهين للشافعية ليس له فعلها في البيت إلا من عذر وفي المسألة قول ثالث فعلها في المسجد فرض كفاية وهو الوجه الثاني لأصحاب الشافعي القول الأول حديث الرجلين اللذين صليا في رحالهما فإن النبي ندبهما إلى فعلها في المسجد ولم ينكر عليهما فعلها في رحالهما وكذلك حديث محجن بن الأدرع وحديث عبدالله بن عمر وقد تقدمت هذه الاحاديث وفي الصحيحن البخاري رقم 380 مسلم رقم 659 عن انس بن مالك قال كان النبي أحسن الناس خلقا فربما حضرت الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس وينضح ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا وفي الصحيحين البخاري رقم 689 مسلم رقم 411 عنه أيضا قال سقط النبي عن فرس فجحش شقة الايمن فدخلنا عليه نعوده فحضرت الصلاة فصلى قاعدا البخاري رقم 689 مسلم رقم 411 و في الصحيحن البخاري رقم 3425 مسلم رقم 520 ايضا عن ابي ذر قال سألت النبي اي مسجد وضع في الارض اول قال المسجد الحرام ثم المسجد الاقصى ثم حيثما أدركتك الصلاة فصل فإنه مسجد وصح عنه جعلت لي كل أرض طيبة مسجدا وطهورا البخاري رقم 335 مسلم رقم 521 ووجه الرواية الثانية ما تقدم من الأحاديث الدالة على وجوب الجماعة فإنها صريحة في إتيان المساجد وفي مسند الإمام أحمد 3 / 423 عن ابن ام مكتوم أن رسول الله اتى المسجد فرأى في القوم4 رقة فقال إني لأهم أن اجعل للناس إماما ثم اخرج فلا اقدر على انسان يتخلف عن الصلاة في بيته إلا احرقته عليه وفي لفظ لأبي داود رقم 553 ثم آتى قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرق عليهم بيوتهم و قال له ابن ام مكتوم وهورجل اعمى هل تجد لي رخصة ان اصلي في بيتي قال لا أجد لك رخصة ابو داود رقم 552 وقال ابن مسعود لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم مسلم رقم 654 وعن جابر بن عبدالله قال فقد النبي قوما في صلاة فقال ما خالفكم عن الصلاة فقالوا الماء كان بيننا فقال لا صلاة لجار المسجد إلا في السمجد رواه الدار قطني السنن 3 / 111 و 174 وقد تقدم هذا المعنى عن علي ابن ابي طالب وغيره من الصحابة فإن خالف وصلى في بيته جماعة من غير عذر ففي صحة صلاته قولان / 111 و 174 على نفي الكمال جمعا بينهما والرواية الأولى اختيار اصحابنا وان حضور المسجد لا يجب وهي عندي بعيدة جدا إن حملت على ظاهرها فإن الصلاة في المسجد من اكبر شعائر الدين وعلاماته وفي تركها بالكلية او في المفاسد ومحو آثار الصلاة بحيث تفضي إلى فتور همم اكثر الخلق عن اصل فعلها ولهذا قال عبدالله بن مسعود لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم قال وإنما معنى هذه الرواية والله اعلم أن فعلها في البيت جائز لآحاد الناس إذا كانت تقام في المساجد فيكون فعلها في المسجد فرض كفاية على هذه الرواية وعلى الآخرى فرض عين قال ويدل على ذلك جواز الجمع بين الصلاتين للأمطار ولو كان الواجب فعل الجماعة فقط دون الفعل في المسجد لما جاز الجمع لذلك لأن اكثر الناس قادرون على الجماعة في البيوت فإن الإنسان غالبا لا يخلو أن تكون عنده زوجة او ولد او غلام او صديق او نحوهم فيمكنه الصلاة جماعة فلا يجوز ترك الشرط وهو الوقت من اجل السنة فلما جاز الجمع علم ان الجماعة في المساجد فرض إما على الكفاية وإما على الاعيان هذا كلامه ومن تأمل السنة حق التأمل تبين له ان فعلها في المساجد فرض على الأعيان إلا لعارض يجوز معه ترك الجمعة والجماعة فترك حضور المسجد لغير عذر كترك أصل الجماعة لغير عذر وبهذا تتفق جميع الأحاديث والآثار مات رسول الله وبلغ اهل مكة موته خطبهم سهيل بن عمرو وكان عتاب بنأسيد عاملة على مكة قد توارى خوفا من اهل مكة فأخرجه سهيل وثبت اهل مكة على الأسلام فخطبهم بعد ذلك عتاب وقال يا اهل مكة والله لا يبلغني أن احدا منكم تخلف عن الصلاة في المسجد في الجماعة إلا ضربت عنقه وشكر لهاصحاب رسول الله هذا الصنيع وزاده رفعة في اعينهم فالذي ندين الله به انه لا يجوز لاحد التخلف عن الجماعة في المسجد إلا من عذر والله اعلم بالصواب المسألة 8
214890
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%87%D8%A7/%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D9%85%D9%86%20%D9%86%D9%82%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%88%D9%84%D9%85%20%D9%8A%D8%AA%D9%85%20%D8%B1%D9%83%D9%88%D8%B9%D9%87%D8%A7%20%D9%88%D9%84%D8%A7%20%D8%B3%D8%AC%D9%88%D8%AF%D9%87%D8%A7
كتاب الصلاة وحكم تاركها/فصل في حكم من نقر الصلاة ولم يتم ركوعها ولا سجودها
وأما المسألة التاسعة وهي حكم من نقر الصلاة ولم يتم ركوعها ولا سجودها المسألة قد شفى فيها رسول الله وكفى وكذلك اصحابه من بعده فلا معدل لناصح نفسه عما جاءت به السنة في ذلك ونحن نسوق مذهب رسول الله وأصحابه في ذلك بألفاظه فعن ابي هريرة ان النبي دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي فرد عليه السلام فقال ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاثا فقال والذي بعثك بالحق ما احسن غيره فعلمني قال إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها متفق على صحته البخاري رقم 6251 مسلم رقم 397 وهذا لفظ البخاري وفيه دليل على تعين التكبير للدخول في الصلاة وأن غيره لا يقوم مقامه كما يتعين الوضوء واستقبال القبلة وعلى وجوب القراءة وتقييدعا بما تيسر ولا ينفي تعين الفاتحة بدليل آخر فإن الذي قال هذا الذي قال كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج مسلم رقم 395 وهو الذي قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب البخاري مسلم رقم 394 ولا تضرب سننه بعضها ببعض وفي دليل على وجوب الطمأنينة وأن من تركها لم يفعل ما امر به فيبقى مطالبا بالأمر وتأمل امره بالطمأنينة في الركوع والاعتدال في الرفع منه فإنه لا يكفي مجرد الطمأنينة في ركن الرفع حتى تعتدل قائما قلنا فيجمع بين الطمأنينة والاعتدال خلافا لمن قال إذا ركع ثم سجد من ركوعه ولم يرفع رأسه صحت صلاته فلم يكتف من شرع الصلاة بمجرد الرفع حتى يأتي به كاملا بحيث يكون معتدلا فيه ولا ينفي هذا وجوب التسبيح في الركوع والسجود والتسميع والتحميد في الرفع بدليل آخر فإن الذي قال هذا وأمر به هو الذي امر بالتسبيح في الركوع فقال لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال اجعلوها في ركوعهم وأمر بالتحميد في الرفع فقال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد الترمذي رقم 267 فهو الذي امرنا بالركوع وبالطمأنينة فيه وبالتسبيح والتحميد وقال في الرفع من السجود ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وفي لفظ حتى تعتدل جالسا فلم يكتف بمجرد الرفع كحد السيف حتى تحصل الطمأنينة والاعتدال ففيه امر بالرفع والطمأنينة فيه والاعتدال يمكن التمسك بما لم يذكر في هذا الحديث على اسقاط وجوبه عند أحد من الأئمة فإن الشافعي يوجب الفاتحة والتشهد الأخير والصلاة على النبي ولم يذكر فيه وابو حنيفة يوجب الجلوس مقدار التشهد والخروج من الصلاة بالمنافي ولم يذكر ذلك فيه ومالك يوجب التشهد والسلام ولم يذكر ذلك فيه وأحمد يوجب التسبيح في الركوع والسجود والتسميع والتحميد وقول رب اغفر لي ولم يذكر في الحديث فلا يمكن لاحد ان يسقط كل ما لم يذكر فيه فإن قيل فرسول الله قد اقره على تلك الصلاة مرتين ولو كانت باطلة لم يقره عليها فإنه لا يقر على باطل قيل كيف يكون قد اقره وهو يقول له ارجع فصل فإنك لم تصل فأمره ونفى عنه مسمى الصلاة التي شرعها واي إنكار ابلغ من هذا فإن قيل فهو لم ينكر عليه في نفس الصلاة قيل نعم لما في ذلك من التنفير له وعدم تمكنه من التعليم كما ينبغي كما اقر الذي بال في المسجد على إكمال بوله حتى قضاها ثم علمه وهذا من رفقة وكمال تعليمه ولطفه صلوات الله وسلامه عليه فإن قيل فهلا قال له في نفس الصلاة اقطعها قيل لم يقل للبائل اقطع بولك وهذا أولى نعم لو أقره على تلك الصلاة ولم يأمره بإعادتها ولم ينف عنه الصلاة الشرعية كان فيه متمسك لكم فإن قيل قوله لم تصل اي لم تصل صلاة كاملة وإنما الممتنع أن تكون له صلاة صحيحة قد اخل ببعض مستحباتها ثم يقول له ارجع فصل فإنك لم تصل هذا في غاية البطلان وعن رفاعة بن رافع ان رسول الله بينما هو جالس في المسجد يوما ونحن معه إذ جاء رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته ثم انصرف فسلم على النبي فقال فقال وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا كل ذلك يأتي النبي فيسلم على النبي فيقول النبي وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل فخاف الناس وكبر عليهم ان يكون من اخف صلاته لم يصل فقال الرجل في آخر ذلك فأرني وعلمني فإنما أنا بشر اصيب وأخطيء فقال اجل إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما امر الله ثم تشهد واقم فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ثم اركع فاطمئن راكعا ثم اعتدل قائما ثم اسجد فاعتدل ساجدا ثم اجلس فاطمئن جالسا ثم قم فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن انتقصت منه شيئا انتقصت من صلاتك قال فكان هذا اهون عليهم من الاول أنه من انتقص من هذا شيئا انتقص من صلاته ولم تنقص كلها رواه الإمام أحمد المسند 4 / 340 وأهل السنن الترمذي رقم 302 ابو داود رقم 858 النسائي رقم 1053 وفي رواية أبي داود رقم 861 وتقرأ بما شئت من القرآن ثم تقول الله اكبر وعنده فإن كان معك قرآن فاقرأ به وفي رواية لأحمد المسند 4 / 340 إذا اردت ان تصلي فتوضأ فاحسن وضوءك ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ بأم القرآن ثم اقرأ بما شئت فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك ومكن لركوعك فإذا رفعت رأسك فاقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصليها فإذا سجدت فمكن لسوجودك فإذا رفعت فاعتمد على فخذك اليسرى ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة فإذا ضممت قوله في هذا الحديث توضأ كما امر الله إلى قوله في الصفا والمروة ابدؤوا بما بدأ الله به مسلم رقم 1218 أفاد وجوب الوضوء على الترتيب الذي ذكره الله سبحانه وقوله في الحديث اقرأ بأم القرآن ثم اقرا بما شئت تقيد لمطلق قوله اقرأ بما تيسر معك من القرآن وهذا معنى قوله في الحديث وتقرأ بما شئت من القرآن وقال فإن كان معك قرآن وإلا فاحمد الله وكبره وهلله فألفاظ الحديث يبين بعضها بعضا وهي تبين مراده فلا يجوز ان يتعلق بلفظ منها ويترك بقيتها وقوله ثم تقول الله اكبر فيه تعيين هذا اللفظ دون غيره وهو التكبير المعهود في قوله تحريمها التكبير مسند أحمد 1 / 123 و 129 أبو داود رقم 461 الترمذي رقم 3 ابن ماجة رقم 275 وقوله فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها صريح في وجوب الرفع والاعتدال منه والطمأنينة فيه وعن ابي مسعود البدري قال قال رسول الله لا تجزيء صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود رواه الإمام أحمد المسند 4 / 119 واهل السنن الترمذي رقم 265 أبو داود رقم 855 النسائي رقم 1027 ابن ماجه رقم 870 وقال الترمذي حديث حسن صحيح وهذا نص صريح في أن الرفع من الركوع وبين السجود الاعتدال فيه والطمأنينة فيه ركن لا تصح الصلاة إلا به وعن علي بن شيبان قال خرجنا حتى قدمنا على رسول الله فبايعناه وصلينا خلفه فلمح بمؤخر عينيه رجلا لا يقيم صلاته يعني صلبه في الركوع والسجود فلما قضى النبي قال يا معشر المسلمين لا صلاة لمن لم يقم صلبه في الركوع والسجود رواه الإمام أحمد المسند 4 / 23 وابن ماجه رقم 871 وقوله لا صلاة يعني تجزية بدليل قوله لا تجزيء صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود ولفظ أحمد في هذا الحديث لاينظر الله إلى رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده وعن ابي هريرة أن رسول الله قال لا ينظر الله إلى صلاة رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده رواه الإمام أحمد المسند 2 / 525 وفي سنن البيهقي السنن الكبرى 2 / 88 عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله لا تجزيء صلاةلا يقيم الرجل فيها صلبة في الركوع والسجود وقد نهى النبي عن نقر المصلي صلاته وأخبر أنها صلاة المنافقين وفي المسند 3 / 428 والسنن النسائي رقم 1112 أبو داود رقم 862 ابن ماجه رقم 1429 من حديث عبدالرحمن بن شبل قال نهى رسول الله عن نقرة الغراب وافتراش السبع وعن توطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير فتضمن الحديث النهي في الصلاة عن التشبه بالحيوانات بالغراب في النقرة وبالسبع بافتراشه ذراعية في السجود وبالبعير في لزومه مكانا معينا من المسجد يتوطنه كما يتوطن البعير وفي حديث آخر نهى عن عن التفات كالتفات الثعلب وإقعاء كإقعاء الكلب ورفع الأيدي كأذناب الخيل مسند أحمد 2 / 311 فهذه ست حيوانات نهى عن التشبه بها وأما ما وصفه من صلاة النقار بأنها صلاة المنافقين ففي صحيح مسلم رقم 622 عن علاء بن عبدالرحمن أنه دخل على انس بن مالك في داره بالبصرة حين انصرف من الظهر قال فلما دخلنا عليه قال أصليتما العصر فقلنا إنما انصرفنا الساعة من الظهر قال تقدموا فصلوا العصر فقمنا فصلينا فلما انصرفنا قال سمعت رسول الله يقول تلك صلاة المنافقين يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها اربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا وقد تقدم قول ابن مسعود ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها يريد الجماعة إلا منافق معلوم النفاق مسلم رقم 654 وقد قال تعالى إن المنفقين يخادعون الله وهو خدعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا 4 سورة النساء / الآية 142 فهذه ست صفات في الصلاةمن علامات النفاق الكسل عند القيام إليها ومراءاة الناس في فعلها وتأخيرها ونقرها وقلة ذكر الله فيها والتخلف عن جماعتها وعن ابي عبدالله الأشعري قال صلى رسول الله بأصحابه ثم جلس في طائفة منهم فدخل رجل منهم فقام يصلي فجعل يركع وينقر في سجوده ورسول الله ينظر إليه فقال ترون هذا لو مات مات على غير ملة محمد ينقر صداقه كما ينقر الغراب الدم إنما مثل الذي يصلي ولا يركع وينقر في سجوده كالجائع لا يأكل إلا تمرة او تمرتين فما يغنيان عنه فأسبغوا الوضوء وويل للاعقاب من النار فأتموا الركوع والسجود وقال ابو صالح فقلت لأبي عبدالله الأشعري من حدثك بهذا الحديث قال امراء الأجناد خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد ابن ابي سفيان كل هؤلاء سمعه من رسول الله رواه ابو بكر ابن خزيمة في صحيحه 1 / 332 فأخبر ان نقار الصلاة لو مات مات على غير الإسلام وفي صحيح البخاري رقم 791 عن زيد بن وهب قال رأى حذيفة رجلا لا يتم الركوع ولا السجود قال ما صليت لو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمدا ولو أخبر أن صلاة النقار صحت لما اخرجه عن فطرة الإسلام بالنقر جعل رسول الله لص الصلاة وسارقها شرا من لص الأموال وسارقها ففي المسند 5 / 210 من حديث ابي قتادة قال قال رسول الله اسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قالوا يا رسول الله كيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها أو قال لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فصرح بأنه اسوأ حالا من سارق الاموال ولا ريب أن لص الدين شر من لص الدنيا وفي المسند مصنف عبدالرزاق 2 / 373 رقم 375 سنن البيهقي 2 / 291 من حديث سالم ابن ابي الجعد عن سلمان هو الفارسي قال قال رسول الله الصلاة مكيال فمن وفى وفي له ومن طفف فقد علمتم ما قاله الله في المطففين قال مالك وكان يقال في كل شيء وفاء وتطفيف فإذا توعد الله سبحانه بالويل للمطففين في الاموال فما الظن بالمطففين في الصلاة وقد ذكر ابو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 1 / 121 عن الاحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله إذا توضأ العبد فأحسن وضوءه ثم قام إلى الصلاة فأتم ركوعها وسجودها والقراءة فيها قالت له الصلاة حفظك الله كما حفظتني ثم يصعد بها إلى السماء ولها ضوء ونور وفتحت لها أبواب السماء حتى تنتهي إلى الله تبارك وتعالى فتشفع لصاحبها وإذا ضيع وضوءها وركوعها وسجودها والقراءة فيها قالت له الصلاة ضيعك الله كما ضيعتني ثم يصعد بها إلى السماء فتغلقت دونها أبواب السماء ثم تلف كما يلف الثوب الخلق ثم يضرب بها وجه صاحبها وقال الإمام أحمد في رواية مهنا بن يحيى الشامي طبقات الحنابلة 1 / 364 جاء الحديث إذا توضأ فأحسن الصلاة ثم ذكره تعليقا المسألة 9
214891
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%87%D8%A7/%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%A7%D8%B1%20%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87
كتاب الصلاة وحكم تاركها/فصل في مقدار صلاة رسول الله
وأما المسألة العاشرة وهي مقدار صلاة رسول الله فهي من اجل المسائل وأهمها وحاجة الناس إلى معرفتها اعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب وقد ضيعها الناس من عهد انس بن مالك رضي الله عنه ففي صحيح البخاري رقم 530 من حديث الزهري قال دخلت على انس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت له ما يبكيك فقال لا اعرف شيئا مما ادركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت وقال موسى بن اسماعيل حدثنا مهدي عن غيلان عن انس قال ما اعرف شيئا مما كان على عهد رسول الله قيل فالصلاة قال اليس قد ضيعتم ما ضيعتم فيها أخرجه البخاري رقم 529 عن موسى وأنس رضي الله عنه تأخر حتى شاهد من إضاعة اركان الصلاة واوقاتها وتسبيحها في الركوع والسجود وإتمام تكبيرات الانتقال فيها ما انكره واخبر ان هدي رسول الله كان بخلافه كما ستقف عليه مفصلا إن شاء الله ففي الصحيحن البخاري رقم 706 مسلم رقم 469 من حديث انس رضي الله عنه قال كان رسول الله يوجز الصلاة ويكملها وفي الصحيحين البخاري رقم 708 مسلم رقم 469 عنه ايضا قال ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم صلاة النبي زاد البخاري وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتن امه فوصف صلاته بالإيجاز والتمام والإيجاز هو الذي كان يفعله لا الإيجاز الذي كان يظنه من لم يقف على مقدار صلاته فإن الإيجاز امر نسبي إضافي راجع إلى السنة لا إلى شهوة الإمام ومن خلفه فلما كان يقرأ في الفجر بالستين إلى المئة كان هذا الإيجاز بالنسبة إلى ست مئة إلى الف ولما قرأ في المغرب بالأعراف كان هذا الإيجاز بالنسبة إلى البقرة ويدل على هذا ان انسا نفسه قال في الحديث الذي رواه ابو داود رقم 888 والنسائي رقم 1135 من حديث عبدالله بن إبراهيم بن كيسان حدثني ابي عن وهب بن مانوس سمعت سعيد بن جبير يقول سمعت انس بن مالك يقول ما صليت وراء احد بعد رسول الله أشبه صلاة برسول الله من هذا الفتى يعني عمر بن عبدالعزيز فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات وفي سجوده عشر تسبيحات وانس ايضا هو القائل في الحديث المتفق عليه البخاري رقم 821 مسلم رقم 472 إني لا ألو أن اصلى بكم كما كان رسول الله يصلي بنا قال ثابت كان انس يصنع شيئا لا اراكم تصنعونه كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائما حتى يقول القائل قد نسي وإذا رفع رأس من السجدة مكث حتى يقول القائل قد نسي وأنس هو القائل هذا وهو القائل ما صليت وراء إمام قط اخف صلاة ولا أتم من صلاة النبي البخاري رقم 708 وحديثه لا يكذب بعضه بعضا ومما يبين ما ذكرناه ما رواه ابو داود في سننه رقم 853 من حديث حماد بن سلمة اخبرنا ثابت وحميد عن انس بن مالك قال ما صليت خلف رجل اوجز صلاة من رسول الله في تمام وكان رسول الله إذا قال سمع الله لمن حمده قام حتى نقول قد اوهم ثم يكبر ثم يسجد وكان يقعد بين السجدتين حتى نقول قد اوهم هذا سياق حديثه فجمع انس رضي الله عنه في هذا الحديث الصحيح بين الإخبار بإيجازه الصلاة وإتمامها وبين فيه ان من إتمامها الذي أخبر به إطاعة الاعتدالين حتى يظن الظان أنه قد اوهم أو نسي من شدة الطول فجمع بين الامرين في الحديث وهو القائل ما رأيت أوجز من صلاة رسول الله ولا أتم فيشبه ان يكون الإيجاز عاد إلى القيام والإتمام إلى الركوع والسجود والاعتدالين بينهما لأن القيام لا يكاد يفعل إلا تاما فلا يحتاج إلى الوصف بالإتمام بخلاف الركوع والسجود والاعتدالين وسر ذلك أنه بإيحاز القيام وإطالة الركوع والسجود والأعتدالين تصير الصلاة تامة لاعتدالها وتقاربها فيصدق قوله ما رأيت اوجز ولااتم من صلاة رسول الله وهذا هو الذي كان يعتمده صلوات الله عليه وسلامه في صلاته فإنه كان يعدلها حيث يعتدل قيامها وركوعها وسجودها واتدالها ففي الصحيحين البخاري رقم 820 مسلم رقم 471 عن البراء بن عازب قال رمقت الصلاة مع محمد فوجدت قيامه فركعته فاعتداله بعد ركوعه فسجدته فجلسته بين السجدتين مسجداته فجلسته بين التسليم والانصراف قريبا من السواء وفي لفظ لهما البخاري رقم 801 مسلم رقم 471 كانت صلاة رسول الله قيامه وركوعه وإذا رفع رأسه من الركوع وسجوده وما بين السجدتين قريبا من السواء ولا يناقض هذا ما رواه البخاري رقم 792 في هذا الحديث كان ركوع النبي وسجوده وما بين السجدتين وإذا رفع رأسه ما خلا القيام والقعود قريبا من السواء فإن البراء هو القائل هذا وهذا فإنه في السياق الأول ادخل في ذلك قيام القراءة وجلوس التشهد وليس مراده انهما بقدر ركوعه وسجوده وإلا ناقض السياق الاول والثاني وإنما المراد ان طولهما كان مناسبا لطول الركوع والسجود والاعتدالين بحيث لا يظهر التفاوت الشديد في طول هذا وقصر هذا كما يفعله كثير ممن لا علم عنده بالسنة يطيل القيام جدا ويخفف الركوع والسجود وكثير ما يفعلون هذا في التراويح وهذا هو الذي انكره انس بقوله ما صليت وراء إمام قط اخف صلاة ولا اتم من صلاة رسول الله فإن كثيرا من الأمراء في زمانه كان يطيل القيام جدا فيثقل على المأمومين ويخفف الركوع والسجود والاعتدالين فلا يكمل الصلاة فالامران اللذان وصف بهما انس رسول الله هما اللذان كان الامراء يخالفونهما وصار ذلك اعني تقصير الاعتدالين شعارا حتى استحبه بعض الفقهاء وكره إطالتهما ولهذا قال ثابت وكان انس يصنع شيئا لا اراكم تصنعونه كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائما حتى يقول القائل قد نسي فهذا الذي فعله انس هو الذي كان رسول الله يفعله وإن كرهه من كرهه فسنة رسول الله أولى واحق بالاتباع وقول البراء في السياق الآخر ما خلا القيام والقعود بيان ان ركن القراءة والتشهد اطول من غيرهما وقد ظن طائفة أن مراده بذلك قيام الاعتدال من الركوع وقعود الفصل بين السجدتين وجعلوا الاستثناء عائدا إلى تقصيرهما وبنوا على ذلك ان السنة تقصيرهما وابطل من غلا منهم الصلاة بتطويلهما وهذا غلط فإن لفظ الحديث وسياقه يبطل هؤلاء فإن لفظ البراء كان ركوعه وسجوده وما بين السجدتين وإذا رفع رأسه وما خلا القيام والقعود قريبا من السواء فكيف يقول وإذا رفع رأسه من الركوع ما خلا رفع رأسه من الركوع هذا باطل قطعا وأما فعل النبي فقد تقدم حديث أنس أنه صلى بهم صلاة النبي فكان يقوم بعد الركوع حتى يقول القائل قد نسي وكان يقول بعد رفع رأسه من الركوع 4سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولامعطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد رواه مسلم رقم 477 و 476 من حديث ابي سعيد ورواه من حديث ابن ابي اوفى وزادفيه بعد قوله من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس وكذلك كان هديه في صلاة الليل يركع قريبا من قيامه ويرفع رأسه بقدر ركوعه ويسجد بقدر ذلك ويمكث بين السجدتين بقدر ذلك وكذلك فعل في صلاة الكسوف اطال ركن الاعتدال قريبا من القراءة البخاري رقم 1056 مسلم رقم 901 فهذا هديه الذي كأنك تشاهده وهو يفعله وهكذا فعل الخلفاء الراشدون من بعد قال زيد بن اسلم كان عمر يخفف القيام والقعود ويتم الركوع والسجود فأحاديث انس رضي الله عنه كلها تدل على ان النبي كان يطيل الركوع والسجود و الاعتدالين زيادة على ما يفعله اكثر الائمة بل كلهم إلاالنادر فانس انكر تطويل القيام على ما كان رسول الله يفعله وقال كانت صلاة رسول الله متقاربة يقرب بعضها من بعض وهذا موافق لرواية البراء بن عازب انها كانت قريبا من السواء فأحاديث الصحابة في هذا الباب يصدق بعضها بعضا قدر قيامه للقراءة فقال ابو برزة الاسلمي كان النبي يصلي الصبح فينصرف الرجل فيعرف جليسه وكان يقرأ في الركعتين او احداهما ما بين الستين إلى المئة متفق على صحته البخاري رقم 771 مسلم رقم 647 وفي صحيح مسلم رقم 455 عن عبدالله بن السائب قال صلى بنا رسول الله الصبح بمكة فاستفتح سورة المؤمنين حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى اخذت النبي سعلة فركع وفي صحيح مسلم رقم 457 عن قطبة بن مالك انه سمع النبي يقرأ في الفجر والنخل باسقات لها طلع نضيد 50 سورة ق / الآية 10 وربما قال ق صحيح مسلم أيضا رقم 458 عن جابر بن سمرة ان النبي كان يقرأ في الفجر ب ق والقرآن المجيد 50 سورة ق / الآية 1 وكانت صلاته بعد تخفيفا وكانت صلاته بعد تخفيفا اي بعد صلاة الصبح اخف من قراءتها ولم يرد أنه كان بعد ذلك يخفف قراءة الفجر عن ق يدل عليه ما رواه مسلم في صحيحه رقم 459 من حديث شعبة عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان النبي يقرأ في الظهر ب واليل إذا يغشى 92 سورة الليل / الآية 1 وفي العصر بنحو ذلك وفي الصبح اطول من ذلك وفي صحيح مسلم رقم 458 عن زهير عن سماك بن حرب قال سألت جابر بن سمرة عن صلاة النبي فقال كان يخفف الصلاة ولا يصلي صلاة هؤلاء قال وأنبأني ان رسول الله كان يقرأ في الفجر ب ق والقرآن المجيد ونحوها فاخبر ان هذا كان تخفيفه وهذا مما يبين ان قوله وكانت صلاته بعد تخفيفا اي بعد الفجر فإنه جمع بين وصف صلاة رسول الله بالتخفيف وبين قراءته فيها ب 50 سورة ق ونحوها وقد ثبت في الصحيح البخاري رقم 1619 عن أم سلمة أنها سمعت النبي يقرأ في الفجر ب 52 سورة الطور قريب من 50 سورة ق وفي الصحيح البخاري رقم 763 مسلم رقم 462 عن ابن عباس انه قال إن ام الفضل سمعته وهو يقرأ 76 سورة والمرسلت عرفا فقالت يابني لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة فإنها لآخر ما سمعت من النبي يقرأ بها في المغرب فقد اخبرت ام الفضل ان ذلك آخر ما سمعته يقرأ بها في المغرب وام الفضل لم تكن من المهاجرين بل هي من المستضعفين كما قال ابن عباس كنت أنا وأمي من المستضعفين الذين عذر الله البخاري رقم 4587 و 4588 فهذا السماع كان متأخرا بعد فتح مكة قطعا وفي صحيح البخاري رقم 764 ان مروان بن الحكم قال لزيد بن ثابت مالك تقرأ في المغرب بقصار المفصل وقد سمعت رسول الله يقرأ فيها بطولي الطوليين وسأل ابن مليكة ابو داود رقم 812 احد رواته ما طولي الطوليين فقال من قبل نفسه المائدة والاعراف على صحة تفسيره حديث عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها ان رسول الله قرأ في صلاة المغرب بسورة الاعراف فرقها في الركعتين رواه النسائي رقم 991 وروى النسائي ايضا رقم 988 من حديث ابن مسعود ان رسول الله قرأ في المغرب ب44 سورة الدخان وفي الصحيحين البخاري رقم 765 مسلم رقم 463 عن جبير بن مطعم قال سمعت رسول الله يقرأ ب 52 سورة الطور في المغرب فأما العشاء فقال البراء بن عازب سمعت رسول الله يقرأ في العشاء 95 سورة والتين والزيتون وما سمعت احدا أحسن صوتا منه متفق عليه البخاري رقم 769 مسلم رقم 464 وفي الصحيحن ايضا البخاري رقم 766 مسلم رقم 578 عن ابي رافع قال صليت مع ابي هريرة العتمة فقرأ 84 سورة إذا السماء انشقت فسجد فقلت له فقال سجدت بها خلف ابي القاسم فلا ازال اسجد بها حتى القاه وفي المسند 5 / 355 والترمذي رقم 309 من حديث بريدة قال كان رسول الله يقرأ في العشاء الآخرة ب 91 سورة والشمس وضحها ونحوها من السور قال الترمذي حديث حسن لمعاذ في صلاة العشاء الآخرة اقرأ ب 91 سورة والشمس وضحها و 87 سورة سبح اسم ربك الأعلى و 96 سورة اقرأ باسم ربك و 92 سورة والليل إذا يغشى متفق عليه البخاري رقم 705 مسلم رقم 465 وأما الظهر والعصر ففي صحيح مسلم رقم 454 من حديث ابي سعيد الخدري قال كانت صلاة الظهر تقام فينطلق احدنا إلى البقيع فيقضي حاجته ثم يأتي اهله فيتوضأ ثم يرجع إلى المسجد ورسول الله في الركعة الاولى وعن ابي قتادة رضي الله عنه قال كان رسول الله يصلي بنا فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين ويسمعنا الآية احيانا وكان يطول الركعة الأولى من الظهر ويقصر الثانية ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب متفق عليه البخاري رقم 776 مسلم رقم 451 ولفظه لمسلم وفي رواية البخاري رقم 779 وكان يطول الاولى من صلاة الصبح ويقصر في الثانية وفي رواية لأبي داود رقم 800 قال فظننا أنه يريد ان يدرك الناس الركعة الاولى وفي مسند الامام احمد 4 / 356 عن عبدالله ابن ابي اوفى ان النبي كان يقوم في الركعة الاولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وقع قدم قال سعدابن ابي وقاص لعمر اما انا فأمد في الاوليين واخفف في الأخريين وما آلو ما اقتديت به من صلاة رسول الله فقال له عمر ذلك ظني فيك رواه البخاري رقم 755 ومسلم رقم 453 وقال ابو سعيد الخدري كنا نحزر قيام رسول الله في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في الركعتين الاوليين من الظهر قدر 32 سورة الم تنزيل السجدة وحزرنا قيامه في الأخريين قدر النصف من ذلك وحرزنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على النصف من وفي رواية بدل قومه 32 سورة تنزيل السجدة قدر ثلاثين آية وفي الآخريين قدر خمس عشرة آية وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر خمس عشرة وفي الأخريين قدر نصف ذلك هذه الالفاظ كلها في صحيح مسلم رقم 452 وقد احتج به من استحب قراءة السورة بعد الفاتحة في الأخريين وهو ظاهر الدلالة لو لم يجيء حديث ابي قتادة المتفق على صحته أنه كان يقرأ في الاوليين بفاتحة الكتاب وسورتين وفي الأخريين بفاتحة الكتاب فذكر السورتين في الركعتين الاوليين واقتصاره على الفاتحة في الاخريين يدل على اختصاص كل ركعتين بما ذكر من قراءتهما وحديثسعد يحتمل لما قال أبو قتادة ولما قال أبو سعيد وحديث ابي سعيد ليس صريحا في قراءة السوره في الاخريين فإنما هو حزر وتخمين وقال ابو جابر بن سمرة كان النبي يقرأ في الظهر 912 سورة واليل إذا يغشى وفي العصر نحو ذلك وفي الصبح اطول من ذلك رواه مسلم رقم 459 وعنه ان النبي كان يقرأ في الظهر 87 سورة سبح اسم ربك الأعلى وفي الصبح بأطول من ذلك رواه مسلم ايضا رقم 460 وعنه ان رسول الله كان يقرأ في الظهر والعصر 85 سورة والسماء ذات البروج و 86 سورة 6 والسماء والطارق ونحوهما من السور رواه احمد 5 / 103 واهل السنن ابو داود رقم 805 النسائي رقم 979 الترمذي رقم 307 سنن النسائي رقم 971 عن البراء قال كان رسول الله يصلي بنا الظهر فنسمع منه الآية بعد الآية من سورة لقمان والذاريات وفي السنن ابو داود رقم 807 من حديث ابن عمر ان رسول الله سجد في صلاة الظهر ثم قام فركع فرأينا أنه قرأ 32 سورة تنزيل السجدة وفيه دليل على انه لا يكره قراءة السجدة في صلاة السر وأن الامام إذا قرأها سجد ولا يخير المأمومون بين اتباعه وتركه بل يجب عليهم متابعته وقال انس صليت مع النبي صلاة الظهر فقرأ لنا بهاتين السورتين في الركعتين 87 سورة سبح اسم ربك الاعلى و 88 سورة هل اتك حديث الغشية رواه النسائي رقم 972 والصحابة رضي الله عنهم أنكروا على من كان يبالغ في تطويل القيام وعلى من كان يخفف الاركان ولا سيما ركني الاعتدال وعلى من كان لا يتم التكبير وعلى من كان يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها وعلى من كان يتخلف عن جماعتها واخبروا عن صلاة رسول الله التي ما زال يصليها حتى مات ولم يذكر أحد منهم اصلا انه نقص من صلاته في آخر حياته ولا ان تلك الصلاة التي كان يصليها منسوخة بل استمر خلفاؤه الراشدون على منهاجه في الصلاة كما استمروا على منهاجه في غيرها فصلى الصديق صلاة الصبح فقرأ فيها بالبقرة كلها فلما انصرف منها قالوا يا خليفة رسول الله كادت الشمس تطلع قال لو طلعت لم تجدنا غافلين الموطأ 1 / 82 وكان عمر يصلي الصبح بالنحل ويونس وهود ويوسف ونحوها من السور الموطأ 1 / 82 قال المخففون إنكم وإن تمسكتم بالسنة في التطويل فنحن اسعد بها منكم في الإيجاز والتخفيف لكثرة الاحاديث بذلك وصحتها وامر النبي بالإيجاز والتخفيف وشدة غضبه على المطولين وموعظته لهم وتسميتهم منفرين فعن ابي مسعود ان رجلا قال والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من اجل فلان مما يطيل بنا فما رأيت رسول الله في موضع اشد غضبا منه يومئذ ثم قال ايها الناس ان منكم منفرين فإيكم ما صلى الناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة رواه البخاري رقم 704 ومسلم رقم 466 وفي رواية للبخاري فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة وعن أبي هريرة أن النبي قال إذا أم أحدكم فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض وإذا صلى وحده فليصل كيف شاء راواه البخاري رقم 703 ومسلم رقم 467 واللفظ لمسلم عثمان ابن أبي العاص الثقفي أن رسول الله قال له أم قومكم قال قلت يا رسول الله إني أجد في نفسي شيئا قال ادنه فأجلسني بين يديه ثم وضع كفه في صدري بين ثديي ثم قال تحول فوضعها في ظهري بين كتفي ثم قال أم قومك فمن ام قوما فليخفف فإن فيهم الكبير وإن فيهم المريض وإن فيهم الضعيف وإن فيهم ذا الحاجة فإذا صلى أحدكم وحده فليصل كيف شاء رواه مسلم رقم 468 وفي رواية إذا اممت قوما فأخف بهم الصلاة وقال أنس بن مالك كان النبي يوجز الصلاة ويكلمها وفي لفظ يوجز ويتم متفق عليه البخاري رقم 706 مسلم رقم 469 وقال أنس أيضا ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم من صلاة رسول الله وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتن أمة متفق عليه البخاري رقم 708 مسلم رقم 469 وعن عثمان ابن أبي العاص أنه قال يا رسول الله اجعلني إمام قومي قال أنت إمامهم فاقتد بأضعفهم واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا رواه الإمام أحمد 4 \ 216 وأهل السنن أبو داود رقم 531 والنسائي رقم 672 ورواه أبو داود رقم 885 في سننه من حديث الجريري عن السعدي عن أبيه أو عمه قال رمقت النبي في صلاته فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول سبحان الله وبحمده ثلاثا ورواه أحمد أيضا في مسنده 5 \ 6 وروى أبو داود رقم 4904 في سننه من حديث ابن وهب أخبرني سعيد بن عبد الرحمن ابن ابي العمياء أن سهل ابن أبي أمامة حدثه أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة فقال إن رسول الله كان يقول لا تشددوا على انفسكم فيشدد عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فتلك بقاياهم في الصوامع والداريات ورهبانيته ابتدعوها ما كتبنها عليهم 57 سورة الحديد \ الآية 27 هذا الذي في رواية اللؤلؤي عن أبي داود ابن داسة عنه أنه دخل وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة في زمن عمر بن عبدالعزيز وهو أمير المدينة فإذا هو يصلي صلاة خفيفة كأنها صلاة مسافر أو قريبا منها فلما سلم قال يرحمك الله أرأيت هذه الصلاة هي المكتوبة او شيء تنفلت به قال إنها المكتوبة وإنها لصلاة رسول الله كان يقول لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم فإن قوما شددوا على انفسهم فشدد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والدايار ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم 57 سورة الحديد / الآية 27 ثم غدا من الغد فقال ألا تركب لننظر ونعتبر قال نعم فركبوا جميعا فإذا بديار باد اهلها وانقضوا وفنوا خاوية على عروشها قال أتعرف هذه الديار قال ما أعرفني بها وبأهلها هؤلاء أهل ديار أهلكم البغي والحسد إن الحسد يطفيء نور الحسد واللسان والفرج يصدق ذلك أو يكذبه فأما سهل ابن ابي امامة فقد وثقه يحيى بن معين وغيره وروى له مسلم وأما ابن أبي العمياء من أهل بيت المقدس وهو إن جهلت حاله فقد رواه ابو داود وسكت عنه وهذا يدل على ان الذي أنكره انس من تغيير الصلاة هو شدة تطويل الأئمة لها وإلا تناقضت احاديث أنس ولهذا جمع بين الإيجاز والإتمام وقوله ما صليت وراء إمام أخف صلاة ولا أتم من رسول الله ظاهر في إنكاره التطويل وقد جاء هذا مفسرا عن انس نفسه فروى النسائي رقم 981 من حديث العطاف بن خالد عن زيد بن اسلم قال دخلنا على انس بن مالك فقال أصليتم فقلنا نعم قال يا جارية هلمي لي وضوءا ما صليت وراء إمام قط أشبه بصلاة رسول الله من إمامكم هذا قال زيد وكان عمر بن عبدالعزيز يتم الركوع والسجود ويخفف القيام والقعود وهو حديث صحيح وقد صرح به عمران بن الحصين لما صلى خلف علي بالبصرة قال عمران لقد ذكرني هذا صلاة رسول الله البخاري رقم 826 وكانت صلاة النبي معتدلة كان يخفف القيام والقعود ويطيل الركوع والسجود وهو حديث صحيح راجع البخاري رقم 826 مسلم رقم 393 وفي الصحيحين البخاري رقم 705 مسلم رقم 465 عن جابر بن عبدالله ان النبي قال لمعاذ لما طول بقومه في العشاء الآخرة أفتان انت او قال افاتن انت ثلاث مرات فلولا صليت ب87 سورة سبح اسم ربك الأعلى 91 سورة والشمس وضحها 92 سورة والليل إذا يغشى فإنه يصلي وراءك الكبير والصغير والضعيف وذو الحاجة معاذ بن عبدالله الجهني أن رجلا من جهينة أخبره أنه سمع رسول الله يقرأفي الصبح 99 سورة زلزلت الارض في الركعتين كلتيهما فلا ادري سها رسول الله ام قرأ ذلك عمدا رواه أبو داود رقم 816 وفي صحيح مسلم رقم 456 عن عمرو بن حريث أنه سمع النبي يقرأ في الفجر 92 سورة واليل إذا يغشى وعن عقبة بن عامر قال كنت أقود برسول الله ناقته فقال لي ألا أعلمك سورتين لم يقرأ بمثلهما قلت بلى فلعمني 114 سورة قل اعوذ برب الناس و113 سورة اعوذ برب الفلق فلم يرني أعجب بهما نزل الصبح قرأ بهما ثم قال كيف رأيت يا عقبة أبو داود رقم 1462 النسائي 8 \ 252 ر وفي رواية ألا أعلمك خير سورتين قرئنا قلت بلى قال 113 سورة أعوذ برب الفلق و141 سورة اعوذ برب الناس فلما نزل صلى بهما الغداة قال كيف ترى يا عقبة رواه الإمام أحمد 4 \ 150 153 أبو داود رقم 1462 النسائي 8 / 252 وفي رواية ألا اعلمك خير سورتين قرئتا قلت بلى قال 113 سورة قل أعوذ برب الفلق و 114 سورة اعوذ برب الفلق فلما نزل صلى بهما الغداة قال كيف ترى يا عقبة رواه الإمام احمد 4 / 153 - 150 وأبو داود رقم 1462 وفي مسند الإمام أحمد 4 / 264 وسنن النسائي رقم 1305 من حديث عمار بن ياسر أنه صلى صلاة فأوجز فيها فأنكروا عليه فقال ألم أتم الركوع والسجود قالوا بلى قال اما اني دعوت فيها بدعاء كان رسول الله يدعو به اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك وأعوذ بك من ضراء مضرة ومن فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين قالوا فأين هذه من الأحاديث التطويل صحة وكثرة وصراحة وحينئذ فيتعين حملها على انها في اول الاسلام لما كان في المصلين قله فلما كثروا واتسعت رقعة الاسلام شرع التخفيف وامر به لانه ادعى إلى القبول ومحبة العبادة فيدخل فيها برغبة ويخرج منها باشتياق ويندر بها الوسواس فإنها متى طالت استولى الوسواس فيها على المصلي فلا يفي ثواب إطالته بنقصان أجره قالوا وكيف يقاس على رسول الله غيره من الائمة من محبة الصحابة له والقيام خلفه لسماع صوته بالقرآن غضا كما أنزل وشدة رغبة القوم في الدين وإقبال قلوبهم على الله وتفريغها له في العبادة ولهذا قال إن منكم منفرين ولم يكونوا ينفرون من طول صلاته فالذي كان يحصل للصحابة خلفه في الصلاة كان يحملهم على ان يروا صلاته وإن طالت خفيفة على قلوبهم وأبدانهمم فإن الإمام محمل المأمومين بقلبه وخشوعه وصوته وحاله فإذا عرى من ذلك كله كان كلا على المأمومين وثقلا عليهم فليخفف من ثقله عليهم ما أمكنه لئلا يبغضهم الصلاة وقد ذم رسول الله الخوارج لشدة تنطعهم في الدين وتشددهم في العبادة بقوله يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم البخاري رقم 3610 مسلم رقم 1064 الرفق واهله واخبر عن محبة الله له وأنه يعطي عليه ما لا يعطي علىالعنف وقال لن يشاد الدين احدا إلا غلبة البخاري رقم 39 وقال إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق مسند أحمد 3 / 199 فالدين كله في الاقتصاد في السبيل والسنة والله تعالى يحب ما دوام عليه العبد من الأعمال والصلاة القصد هي التي يمكن المداومة عليها دون المتجاوزة في الطول قال المكملون للصلاة اهلا وسهلا بكل ما جاء عن رسول الله فعلى الرأس والعينين وهل ندندن إلا حول الاقتداء به ومتابعة هديه وسنته ولا نضرب سنته بعضها ببعض ولانأخذ منها ما سهل ونترك منها ما شق علينا لكسل وضعف عزيمة واشتغال بديمنا قد ملأت القلوب وملكت الجوارح وقرت بها العيون بدل قرتها بالصلاة فصارت احاديث الرخصة في حقها شبهة صادفت شهوة وفتورا في العزم وقلة رغبة في بذل الجهد في النصحية في الخدمة واستسهلت في حق الله تعالى وجعلت كرمه وغناه من اعظم شبهاتها في التفريط فيه وإضاعته وفعله بالهوينا تحلة القسم ولهجت بقولها ما استقصى كريم حقه قط وبقولها حق الله مبني على المسامحة والمساهلة والعفو وحق العباد مبني على الشح والضيق والاستقصاء فقامت في خدمة المخلوقين كأنها على الفرش الوثيرة والمراكب الهينة وقامت في حق خدمة ربها وفاطرها كأنها على الجمر المحرق تعطيه الفضلة من قواها وزمانها وتستوفي لأنفسها كمال الحظ ولم تحفظ من السنة إلا افتان انت يا معاذ البخاري رقم 705 مسلم رقم 465 وأيها الناس إن منكم منفرين البخاري رقم 704 مسلم رقم 466 ووضع الحديث على غير موضعه ولم تتأمل ما قبله وما بعده ومن لم تكن قرة عينه في الصلاة ونعيمه وسروره ولذته فيها وحياة قلبه وانشراح صدره فإنه لا يناسبه إلا هذا الحديث وأمثاله بل لا يناسبه إلا صلا2ة السراق والنقارين فنقرة الغراب أولى به من استفراغ وسعه في خدمة رب الارباب وحديث أفتان انت يامعاذ البخاري رقم 705 مسلم رقم 465 الذي لم يفهمه أولى به من ح4ديث كانت صلاة الظهر تقام فينطلق أحدنا إلى البقيع فيقضي حاجته ثم يأتي أهله فيتوضأ ثم يدرك رسول الله في الركعة الأولى مسلم رقم 454 وحديث صلاته الصبح بالمعوذتين ابو داود رقم 1462 وكان هذا في السفر اولى به من حديث صلاته في الحضر بمئة آية إلى مئتين وحديث صلاته المغرب 112 سورة قل هو الله أحد و 109 سورة قل يأيها الكافرون الذي انفرد ابن ماجة رقم 833 برواية أولى به من الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه إن رسول الله قرأ فيها بطولي الطوليين وهي الأعراف البخاري رقم 764 أبو داود رقم 812 فهو يميل من السنة إلى ما يناسبه ويأخذ منها بما يوافقه ويتلطف لمن خشن في تأويل ما يخالفه ودفعه بالتي هي أحسن ونحن نبرأ إلى الله من سلوك هذه الطريقة ونسأله ان يعافبنا مما ابتلى به أربابها بل ندين الله بكل ما صح عن رسوله ولا نجعل بعضه لنا وبعضه علينا فنقر ما لنا على ظاهره ونتأول ما علينا على خلاف ظاهره بل الكل لنا لا نفرق بين شيء من سننه بل نتلقاها كلها بالقبول ونقابله بالسمع والطاعة ونتبعها أين توجهت ركائبها وننزل معها اين نزلت مضاربها فليس الشأن في الاخذ ببعض سنة رسول الله وترك بعضها بل الشأن في الأخذ بجملتها وتنزيل كل شيء منها منزلته ووضعه بموضعه وبالله التوفيق الإيجاز والتخفيف المأمور به والتطويل المنهي عنه لا يمكن ان يرجع فيه إلى عادة طائفة وأهل بلد واهل مذهب ولا إلى شهوة المأمومين ورضاهم ولا إلى اجتهاد الأئمة الذين يصلون بالناس ورأيهم في ذلك فإن ذلك لا ينضنبط وتضطرب فيه الآراء والإرادات اعظم اضطراب ويفسد وضع الصلاة ويصير مقدارها تبها لشهوة الناس ومثل هذا لا تأتي به شريعة بل المرجع في ذلك والتحاكم إلى ما كان يفعله من شرع الصلاة للأمة وجاءهم بها من عند الله وعلمعم حقوقها وحدودها وهيآتها وأركانها وكان يصلي وراءه الضعيف والكبير والصغير وذو الحاجة ولم يكن بالمدينة إمام غير صلوات الله وسلامه عليه فالذي كان يفعله صلوات الله عليه وسلامه وما أريد ان اخالفكم إلى ما أنهكم عنه 11 سورة هود / الآية 88 وقد سئل بعض أصحاب رسول الله فقال ما لك في ذلك من خير فأعاها عليه فقال كانت صلاة الظهر تقام فينطلق أحدنا إلى البقيع فيقضي حاجته ثم يأتي أهله فيتوضأ ثم يرجع إلى المسجد ورسول الله في الركعة الأولى مما يطولها رواه مسلم في الصحيح رقم 454 وهذا يدل على ان الذي أنكره ابو سعيد وانس وعمران بن الحصين والبراء بن عازب إنما هو حذف الصلاة والاختصار فيها والاقتصار على بعض ما كان رسول الله يفعله ولهذا لما صلى بهم أنس قال إني لا الو أن أصلس بكم صلاة رسول الله قال ثابت فكان انس يصنع شيئا لا اراكم تصنعونه كان إذا انتصب قائما يقوم 2حتى يقول القائل قد اوهم وإذا جلس بين السجدتين مكث حتى يقول القائل قد اوهم ابو داود رقم 853 فهذا مما انكره انس على الائمة حيث كانوا يقصرون هذين الركنين كما انكر عليهم تقصير الركوع والسجود واخبر ان اشبههم صلاة برسول الله عمر بن عبدالعزيز فحزروا تسبيحه في الركوع والسجود عشرا عشرا ومن المعلوم أنه لم يكن يسبحها هذا مسرعا من غير تدبر فحالهم اجل من ذلك وقد بلى انس بمن وهمه في ذلك كما بلى بمن وهمه في روايته ترك رسول الله في صلاته الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وقالوا كان صغيرا يصلي وراء الصفوف فلم يكن يسمع جهرة بها وكما بلى بمن وهمه في إحرام رسول الله بالحج والعمرة معا وقالوا كان بعيدا منه لا يسمع إحرامه حتى قال لهم ما تعدونني إلا صبيا كنت تحت بطن ناقة رسول الله فسمعته يهل بهما جميعا وقدم رسول الله المدينة ولأنس عشر سنين فخدمه واختص به وكان يعد من اهل بيته وكان غلاما كيسا فطنا وتوفي رسول الله وهو رجل كامل له عشرون سنة ومع هذا كله فيغلط على رسول الله في قراءته وقدر صلاه وكيفية إحرامه ويستمر غلطة على خلفائه الراشدين من بعده ويستمر على صلاته في مؤخر المسجد حيث لا يسمع قراءة احد منهم وقد اتفق الصحابة على ان صلاة رسول الله كانت معتدلة فكان ركوعه ورفعه منه وسجوده ورفعه منه مناسبا لقيامه فإذا كان يقرأ في الفجر بمئة آية إلى ستين آية فلا بد ان يكون ركوعه وسجوده مناسبا لذلك ولهذا قال البراء ابن عازب إن ذلك كله كان قريبا من السواء وقال عمران بن حصين كانت صلاة رسول الله معتدلة وكذلك قيامه بالليل وصلاة الكسوف وقال عبدالله بن عمر إن كان رسول الله ليأمرنا بالتخفيف وإن كان ليؤمنا بالصافات رواه الإمام أحمد المسند 2 / 26 والنسائي رقم 836 فهذا امره وهذا فعله المفسر له لا ما يظن الغالط المخطيء انه كان يأمرهم بالتخفيف ويفعل هو خلاف ما امر به وقد امر صلاة الله وسلامه عله الائمة ان يصلوا بالناس كما كان يصلي بهم ففي الصحيحين البخاري رقم 7246 مسلم رقم 674 عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رسول الله رحيما رفيقا فظن انا قد اشتقنا اهلنا فسألنا عمن تركنا من اهلنا فأخبرناه فقال ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم فليصلوا صلاة كذا في مين وصلاة كذا في حين كذا وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم احدكم وليؤمكم اكبركم وصلوا كما رأيتموني اصلي والسياق للبخاري فهذا خطاب للأئمة قطعا وإن لم يختص بهم فإذا امرهم ان يصلوا بصلاته وامرهم بالتخفيف علم بالضرورة أن الذي كان يفعله هو الذي امر به يوضح ذلك أنه ما من فعل في الغالب إلا وقد يسمى خفيفا بالنسبة إلى ما هو أطول منه ويسمى طويلا بالنسبة الى ماهو اخف منه فلا حد له في اللغة يرجع فيه إليه وليس من الافعال العرفية التي يرجع فيها إلى العرف كالحرز والقبض وإحياء الموات والعبادات يرحع إلى الشارع في مقاديرها وصفاتها وهيآتها كما يرجع إليه في أصلها فلو جاز الرجوع في ذلك إلى عرف الناس وعوائدهم في مسمى التخفيف والإيجاز لاختلفت أوضاع الصلاة ومقاديرها اختلافا متباينا لا ينضبط ولهذا لما فهم بعض من نكس الله قلبه أن التخفيف المأمور به هو ما يمكن من التخفيف اعتقد ان الصلاة كلما خفت واوجزت كانت افضل فصار كثير منهم يمر فيها مر السهم ولا يزيد على الله أكبر في الركوع والسجود بسرعة ويكاد سجوده يسبق ركوعه وركوعه يكاد يسبق قراءته وربما ظن الاقتصار على تسبيحه واحدة أفضل من ثلاث عن بعض هؤلاء انه رأى غلاما له يطمئن في صلاته فضربه وقال لو بعثك السلطان في شغل أكنت تبطيء في شغله مثل هذا الأبطاء وهذا كله تلاعب بالصلاة وتعطيل لها وخداع من الشيطان وخلاف لأمر الله ورسوله حيث قال تعالى واقيموا الصلاة 2 سورة البقرة / الآية 43 و 6 سورة الأنعام / الآية 72 فأمرنا بإقامتها وهو الإتيان بها قائمة تامة القيام والركوع والسجود والأذكار وقد علق الله سبحانه الفلاح بخشوع المصلى في صلاته فمن خشوع الصلاة لم يكن من أهل الفلاح ويستحيل حصول الخشوع مع العجلة والنقر قطعا بل لا يحصل الخشوع قط إلا مع الطمأنينة وكلما زاد طمأنينة ازداد خشوعا وكلما قل خشوعة اشتدت عجلته حتى تصير حركة يديه بمنزلة العبث الذي لا يصحبه خشوع ولا اقبال علىالعبودية ولا معرفة حقيقة العبودية والله سبحانه قد قال واقيموا الصلاة 2 سورة البقرة / الآية 43 وقال الذين يقيمون الصلوة 2 سورة المائدة / الآية 55 وقال واقم الصلاة 11 سورة هود / الآية 114 وقال فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة 4 سورة النساء / الآية 103 وقال والمقيمين الصلاة 4 سورة السناء / الآية 162 وقال ابراهيم عليه السلام رب اجعلني مقيم الصلاة 14سورة إبراهيم / الآية 40 وقال لموسى فاعبدني واقم الصلاة لذكري 20 سورة طه / الآية 14 فلن تكاد تجد ذكر الصلاة في موضع من التنزيل إلا مقرونا بإقامتها فالمصلون في الناس قليل ومقيم الصلاة منهم اقل القليل كما قال عمر رضي الله عنه الحاج قليل والركب كثير فالعاملون يعملون الأعمال المأمور بها على الترويج تحلة القسم ويقولون يكفينا أدنى ما يقع عليه الاسم وليتنا نأتي به ولو علم هؤلاء ان الملائكة تصعد بصلاتهم فتعرضها على ال جل جلاله بمنزلة الهدايا التي يتقرب بها الناس إلى ملوكهم وكبرائهم فليس من عمد إلى افضل ما يقدر عليه فيزينه ويحسنه ما استطاع ثم يتقرب به إلى من يرجوه ويخافه قمت يعمد إلى اسقط ما عنده واهونه عليه فيستريح منه ويبعثه إلى من لا يقع عنده بموقع وليس من كانت الصلاة ربيعا لقلبه وحياة له وراحة وقرة لعينه وجلاء لحزنه وذهابا لهمه وغمه ومفزعا له إليه في نوائبه ونوازله كمن هي سحت لقلبه وقيد لجوارحه وتكليف له وثقل عليه فهي كبيرة على هذا وقرة عين وراحة لذلك وقال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملقوا ربهم وأنهم إليه راجعون 2 سورة البقرة / الآيتان 45 و 46 فإنما كبرت على غير هؤلاء لخلو قلوبهم من محبة الله تعالى وتكبيره وتعظيمه والخشوع له وقلة رغبتهم فيه فإن حضور العبد في الصلاة وخشوعه فيها وتكميله لها واستفراغه وسعة في إقامتها وإتمامها على قدر رغبته في الله قال الامام احمد في رواية مهنا بن يحيى إنما حظهم من الاسلام على قدر حظهم من الصلاة ورغبتهم في الاسلام على قدر رغبتهم في الصلاة فاعرف نفسك يا عبدالله واحذر ان تلقى الله تعالى ولا قدر للاسلام عندك فإن قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في قلبك طبقات الحنابلة 1 / 354 وليس حظ القلب العامر بمحبة الله وخشيته والرغبة فيه وإجلاله وتعظيمه من الصلاة كحظ القلب الخالي الخراب من ذلك فإذا وقف الاثنان بين يدي الله في الصلاة وقف هذا بقلب مخبت خاشع له قريب منه سليم من معارضان السوء قد امتلأت ارجاؤه بالهيبة وسطع فيه نور الايمان وكشف عنه حجاب النفس ودخان الشهوات فيرتع في رياض معاني القرآن وخالط قلبه بشاشة الإيمان بحقائق الاسماء والصفات وعلوها وجمالها وكمالها الاعظم وتفرد الرب سبحانه بنعوت جلاله وصفات كماله فاجتمع همه على الله وقرت عينه به واحسن بقربه من الله قربا لا نظير له ففرغ قلبه له واقبل عليه بكليته وهذا الاقبال منه بين اقبالين من ربه فإنه سبحانه اقبل عليه اولا فانجذب قلبه إليه بإقباله فلما اقبل على ربه حظي منه بإقبال آخر اتم من الأول أسرار الصلاة وها هنا عجيبة من عجائب الاسماء والصفات تحصل لمن تفقه قلبه في معاني القرآن وخالط بشاشة الإيمان بها قلبه بحيث يرى لكل اسم وصفة موضعا من صلاته ومحلا منها فإنه إذا انتصب قائما بين يدي الرب تبارك وتعالة شاهد بقلبه قيوميته وإذا قال الله اكبر شاهد كبرياءه وإذا قال سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك شاهد بقلبه ربا منزها عن كل عيب سالما من كل نقص محمودا بكل حمد فحمده يتضمن وصفه بكل كمال وذلك يستلزم براءته من كل نقص تبارك اسمه فلا يذكر على قليل إلا كثرة وعلى خير إلا أنماه وبارك فيه ولا على آفة إلا أذهبها ولا على شيطان إلا رده خاسئا داحرا وكمال الاسم من كمال مسماه فإذا كان شأن اسمه الذي لا يضر معه شيء في الأرض ولا في السماء فشأن المسمى اعلى واجل وتعالى جده اي ارتفعت عظمته وجلت فوق كل عظمة وعلا شأنه على كل شأن وقهر سلطانه على كل سلطان فتعالى جده أن يكون معه شريك في ملكه وربوبيته أو في الهيته او في افعاله او في صفاته كما قال مؤمن الجن وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا 72 سورة الجن / الآية 3 فكم من هذه الكلمات من تجل لحقائق الأسماء والصفات على قلب العارف بها غير المعطل لحقائقها وإذا قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقد اوى إلى ركنه الشديد واعتصم بحوله وقوته من عدوه الذي يريد ان يقطعه عن ربه ويبعده عن قربه ليكون اسوأ حالا أسرار الفاتحة فإذا قال الحمد لله رب العالمين 1 سورة الفاتحة / الآية 2 وقف هنيهة يسيرة ينتظر جواب ربه له بقوله حمدني عبدي فإذا قال الرحمن الرحيم 1 سورة الفاتحة / الآية 3 انتظر الجواب بقوله اثنى علي عبدي فإذا قال ملك يوم الدين 1 سورة الفاتحة / الآية 4 انتظر جوابه يمجدني عبدي فيا لذة قلبه وقرة عينه وسرور نفسه بقول ربه عبدي ثلاث مرات فوالله لولا ما على القلوب من دخان الشهوات وغيم النفوس لاستطيرت فرحا وسرورا بقول ربها وفاطرها ومعبودها حمدني عبدني واثنى علي عبدي ومجدني عبدي ثم يكون لقلبه مجال من شهود هذه الأسماء الثلاثة التي هي اصول الاسماء الحسنى وهي الله والرب الرحمن فشاهد قلبه من ذكر اسم الله تبارك وتعالى إلها معبودا موجودا مخوفا لا يستحق العبادة غيره ولا تنبغي إلا له قد عنت له الوجوه وخضعت له الموجودات وخشعت له الأصوات تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده 17 سورة الإسراء / الآية 44 وله من في السموات والارض كل له قانتون 30 سورة الروم / الآية 26 وكذلك خلق السموات والارض وما بينهما وخلق الجن والانس والطير والوحش والجنة والنار وكذلك ارسل الرسل وانزل الكتب وشرع الشرائع والزم العباد الامر والنهي وشاهد من ذكر اسمه رب العلمين 1 سورة الفاتحة / الآية 2 قيوما قام بنفسه وقام به كل شيء فهو قائم على كل نفس بخيرها وشرها قد استوى على عرشه وتفرد بتدبير ملكه فالتدبير كله بيديه ومصير الامور كلها إليه فمراسيم التدبيرات نازلة من عنده على ايدي ملائكته بالعطاء والمنع والخفض والرفع والاحياء والاماتة والتوبة والعزل والقبض والبسط وكشف الكروب وإغاثة الملهوفين وإجابة المضطرين يسئله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن 55 سورة الرحمن / الآية 29 لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا معقب لحكمه ولا راد لأمره ولا مبدل لكلماته تعرج الملائكة والروح إليه وتعرض الاعمال اول النهار وآخره عليه فيقدر المقادير ويوقت المواقيت ثم يسوق المقادير إلى مواقيتها قائما بتدبير ذلك كله وحفظه ومصالحه يشهد عند ذكر اسم الرحمن 1 سورة الفاتحة / الآية 3 جل جلاله ربا محسنا إلى خلقه بأنواع الاحسان متحببا إليهم بصنوف النعم وسع كل شيء رحمة وعلما واوسع كل مخلوق نعمة وفضلا فوسعت رحمته كل شيء ووسعت نعمته كل حي فبلغت رحمته حيث بلغ علمه فاستوى على عرشه برحمته وخلق خلقه برحمته وأنزل كتبه برحمته وأرسل رسله برحمته وشرع شرائعه برحمته وخلق الجنة برحمته والنار ايضا برحمته فإنها سوطه الذي يسوق به عباده المؤمنين إلى جنته ويطهر بها ادران الموحدين من اهل معصيته وسجنه الذي يسجن فيه اعداءه من خليقته فتأمل ما في امره ونهيه ووصاياه ومواعيظه من الرحمة البالغة والنعمة السابغة وما في حشوها من الرحمة والنعمة فالرحمة هي السبب المتصل منه بعبادة كما ان العبودية هي السبب المتصل منهم به فمنهم إليه العبودية ومنه إليهم الرحمة ومن اخص مشاهد هذا الاسم شهود المصلي نصيبه من الرحمة الذي اقامه بها بين يدي ربه واهله لعبوديته ومناجاته واعطاه ومنع غيره واقبل بقلبه واعرض بقلب غيره وذلك من رحمته به فإذا قال مالك يوم الدين 1 سورة الفاتحة / الآية 4 فهنا شهد المجد الذي لا يليق بسوى الملك الحق المبين فيشهد ملكا قاهرا قد دانت له الخليفة وعنت له الوجوه وذلت لعظمته الجبابرة وخضع لعزته كل عزيز فيشهد بقلبه ملكا على عرش السماء مهيمنا لعزته تعنو الوجوه وتسجد وإذا لم تعطل حقيقة صفة الملك اطلعته على شهود حقائق الاسماء والصفات التي تعطيلها تعطيل لملكه وجحد له فإن الملك الحق التام الملك لا يكون إلا حيا قيوما سميعا بصيرا مدبرا قادرا متكلما آمرا ناهيا مستويا على سرير مملكته يرسل إلى اقاصي مملكته بأوامره فيرضى على من يستحق الرضا ويثيبه ويكرمه ويدنيه ويغضب على من يستحق الغضب ويعاقبه ويهينه ويقصيه فيعذب من يشاء ويرحم من يشاء ويعطى من يشاء ويقرب من يشاء ويقضى من يشاء له دار عذاب وهي النار وله دار سعادة عظيمة وهي الجنة فمن ابطل شيئا من ذلك او جحده وانكر حقيقته فقد قدح في ملكه سبحانه وتعالى ونفى عنه كماله وتمامهوكذلك من أنكر عموم قضائه وقدره فقد أنكر عموم ملكه وكماله فيشهد المصلي مجد الرب تعالى في قوله ملك يوم الدين 1 سورة الفاتحة / الآية 4 فإذا قال اياك نعبد وإياك نستعين 1 سورة الفاتحة / الآية 5 ففيها سر الخلق والامر والدنيا والآخرة وهي متضمنة لأجل الغايات وافضل الوسائل فأجل الوسائل فأجل الغايات عبوديته وافضل الوسائل إعانته فلا معبود يستحق العبادة إلا هو ولا معين على عبادته غيره فعبادته اعلى الغايات وإعانته اجل الوسائل وقد انزل الله سبحانه وتعالى مئة كتاب واربعة كتب جمع معانيها في اربعة وهي التوراة والانجيل والقرآن والزبور معانيها في القرآن وجمع معانيه في المفصل وجمع معانيه في الفاتحة وجمع معانيها في إياك نعبد وإياك نستعين 1 سورة الفاتحة / الآية 5 وقد اشتملت هذه الكلمة على نوعي التوحيد وهما توحيد الربوبية وتوحيد الالهية وتضمنت التعبد باسم الرب واسم الله فهو يعبد بألوهيته ويستعان بربوبيته ويهديإلى الصراط المستقيم برحمته فكان اول السورة ذكر اسمه الله والرب والرحمن تطابقا لاجل الطالب من عبادته وإعانته وهدايته وهو المنفرد بإعطاء ذلك كله لا يعين على عبادته سواه ولا يهدي سواه ثم يشهد الداعي بقوله اهدنا الصراط المستقيم 1 سورة الفاتحة / الآية 6 شدة فاقته وضرورته إلى هذه المسألة التي ليس هو الى شيء اشد فاقة وحاجة منه إليهاالبتة فإنه محتاج اليه في كل نفس وطرفة عين وهذا المطلوب من هذا الدعاء لا يتم إلا بالهدية إلى الطريق الموصل إليه سبحانه والهداية فيه وهي هداية التفصيل وخلق القدرة على الفعل وإرادته وتكوينه وتوقيعه لإيقاعه له على الوجه الرمضي المحبوب للرب سبحانه وتعالى وحفظه عليه من مفسداته حال فعله وبعد فعله ولما كان العبد مفتقرا في كل حال إلى هذه الهداية في جميع ما يأتيه ويذره من امور قد اتاها على غير الهداية فهو يحتاج إلى التوبة منها وامور هدي إلى اصلها دون تفصيلها اوهدي إليها من وجه دون وجه فهو يحتاج إلى إتمام الهداية فيها ليزداد هدى وامور هو يحتاج إلى ان يحصل له من الهداية فيها بالمستقبل مثل ما حصل له في الماضي وامور هو خال عن اعتقاد فيها فهو يحتاج إلى الهداية فيها وامور لم يفعلها فهو يحتاج إلى فعلها على وجه الهداية وامور قد هدي إلى الاعتقاد الحق والعمل الصواب فيها فهو محتاج إلى الثبات عليها إلى غير ذلك من انواع الهدايات فرض الله سبحانه عليه ان يسأله هذه الهداية في افضل احواله مرات متعددة في اليوم والليلة ثم بين ان أهل هذه الهداية هم المختصون بنعمتة دون المغضوب عليهم وهم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه ودون الضالين وهم الذين عبدوا الله بغير علم فالطائفتان اشتركتا في القول في خلقه وامره واسمائه وصفاته بغير علم فسبيل المنعم عليه مغايرة لسبيل اهل الباطل كلها علما وعملا فرغ من هذا الثناء والدعاء والتوحيد شرع له ان يطبع على ذلك بطابع من التأمين يكون كالخاتم له وافق فيه ملائكة السماء وهذا التأمين من زينة الصلاة كرفع اليدين الذي هو زينة الصلاة واتباع للسنة وتعظيم امر الله وعبودية اليدين وشعار الانتقال من ركن إلى ركن ثم يأخذ في مناجاة ربه بكلامه واستماعه من الامام بالانصات وحضور القلب وشهوده وأفضل اذكار الصلاة ذكر القيام واحسن هيئة المصلي هيئة القيام فخصت بالحمد والثناء والمجد وتلاوة كلام الرب جل جلاله ولهذا نهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود لأنهما حالتا ذل وخضوع وتطامن وانخفاض ولهذا شرع فيهما من الذكر ما يناسب هيئتهما فشرع للراكع ان يذكر عظمة ربه في حال انخفاضه هو وتطامنه وخضوعه وأنه سبحانه يوصف بوصف عظمته عما يضاد كبرياءه وجلاله وعظمته فأفضل ما يقول الراكع على الاطلاق سبحان ربي العظيم فإن الله سبحانه امر العباد بذلك وعين المبلغ عنه السفير بينه وبين عباده هذا المحل لهذا الذكر لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم 56 سورة الواقعة / الآية 96 قال اجعلوها في ركوعكم ابو داود رقم 869 وابطل كثير من اهل العلم صلاة من تركها عمدا واوجب سجود السهو على من سها عنها وهذا مذهب الامام أحمد ومن وافقه من ائمة الحديث والسنةوالامر بذلك لا يقصر عن الامر بالصلاة عليه في التشهد الاخير ووجوبه لا يقصر عن وجوب مباشرة المصلي بالجبهة واليدين وبالجملة فسر الركوع تعظيم الرب جل جلاله بالقلب والقالب والقول ولهذا قال النبي أما الركوع فعظموا فيه الرب مسلم رقم 479 يرفع رأسه عائدا إلى اكمل حديثه وجعل شعار هذا الركن حمد الله الثناء عليه وتحميده فافتتح هذا الشعار بقول المصلي سمع الله لمن حمده اي سمع سمع قبول وإجابة ثم شفع بقوله ربنا ولك الحمد ملء السموات والارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء ولا يهمل امر هذه الواو في قوله ربنا ولك الحمد فإنه قد ندب الامر بها في الصحيحين البخاري رقم 734 مسلم رقم 392 وهي تجعل الكلام في تقدير جملتين قائمتين بأنفسهما فإن قوله ربنا متضمن في المعنى انت الرب والملك القيوم الذي بيديه ازمة الامور وإليه مرجعها فعطف على هذا المعنى المفهوم من قوله ربنا قوله ولك الحمد فتضمن ذلك معنى قول الموحد له الملك وله الحمد ثم أخبر عن شأن هذا الحمد وعظمته قدرا وصفة فقال ملء السموات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء اي قدر ملء العالم العلوي والسفلي والفضاء الذي بينهما فهذا الحمد قد ملأ الخلق الموجود وهو يملأ ما يخلقه الرب تبارك وتعالى بعد ذلك ما يشاؤه فحمده قد ملأ كل موجود وملأ ما سيوجد فهذا احسن التقديرين وقيل ما شئت من شيء وراء العالم فيكون قوله بعد للزمان على الأول والمكان على الثاني اتبع ذلك بقوله اهل الثناء والمجد فعاد الامر بعد الركعة إلى ما افتتح به الصلاة قبل الركعة من الحمد والثناء والمجد ثم اتبع ذلك بقوله احق ما قال العبد تقريرا لحمده وتمجيده والثناء عليه وان ذلك احق ما نطق به العبد ثم اتبع ذلك بالاعتراف بالعبودية وان ذلك حكم عام لجميع العبيد ثم عقب ذلك بقوله لا مانع لما اعطيت ولامعطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وكان يقول ذلك بعد انقضاء الصلاة ايضا فيقوله في هذين الموضعين اعترافا بتوحيده وان النعم كلها منه وهذا يتضمن امورا احدها انه المنفرد بالعطاء والمنع الثاني انه إذا اعطى لم يطق احد منع من اعطاه وإذا منع لم يطق احد إعطاء من منعه الثالث أنه لاينفع عنده ولا يخلص من عذابه ولا يدني من كرامته جدود بني آدم وحظوظهم من الملك والرئاسة والغنى وطيب العيش وغير ذلك إنما ينفعهم عنده التقريب إليه بطاعته وإيثار مرضاته ثم ختم ذلك بقوله اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد كما افتتح به الركعة في اول الاستفتاح كما كان يختم الصلاة بالاستغفار وكان الاستغار في اول الصلاة ووسطها آخرها فاشتمل هذا الركن على افضل الاذكار وانفع الدعاء من حمده وتمجيده والثناء عليه والاعتراف له بالعبودية والتوحيد والتنصل إليه من الذنوب والخطايا فهو ذكر مقصود في ركن مقصود ليس بدون الركوع والسجود ثم يكبر ويخر لله ساجدا غير رافع يديه لأن اليدين تنحطان للسجود كما ينحط الوجه فهما ينحطان لعبوديتهما فأغنى ذلك عن رفعهما ولذلك لم يشرع رفعهما عند رفع الرأس من السجود لأنهما يرفعان معه كما يوضعان معه وشرع السجود على اكمل الهيئة وابلغها في العبودية واعمها لسائر الاعضاء بحيث يأخذ كل جزء من البدن بحظه من العبودية والسجود سر الصلاة وركنها الاعظم وخاتمة الركعة وما قبله من الاركان كالمقدمات له فهو شبه طواف الزيارة في الحج فإنه مقصود الحج ومحل الدخول على الله وزيارته وما قبله كالمقدمات له ولهذا اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد مسلم رقم 482 وافضل الاحوال له حال يكون فيها اقرب إلى الله ولهذا كان الدعاء في هذا المحل اقرب إلى الإجابة خلق الله سبحانه العبد من الارض كان جديرا بأن لا يخرج عن أصله بل يرجع إليه إذا تقاضاه الطبع والنفس بالخروج عنه فإن العبد لو ترك لطبعه ودواعي نفسه لتكبر واشر وخرج عن اصله الذي خلق منه ولوثب على حق ربه من الكبرياء والعظمة فنازعه أياهما وامر بالسجود خضوعا لعظمة ربه وفاطره وخشوعا له وتذللابين يديه وانكسارا له فيكون هذا الخشوع والخضوع والتذلل ردا له إلى حكم العبودية ويتدارك ما حصل له من الهفوة والغفلة والاعراض الذي خرج به عن اصله فتمثل له حقيقة التراب الذي خلق منه وهو يضع اشرف شيء منه واعلاه وهو الوجه وقد صار اعلاه اسفله خضوعا بين يدي ربه الاعلى وخشوعا له وتذللا لعظمته واستكانة لعزته وهذا غاية خشوع الظاهر فإن الله سبحانه خلقه من الارض التي هي مذللة للوطء بالاقدم واستعمله فيها ورده إليها ووعده بالاخراج منها فهي امه وابوه واصله وفصله فضمته حيا على ظهرها وميتا في بطنها وجعلت له طهرا ومسجدا فأمر بالسجود إذ هو غاية خشوع الظاهر وأجمع العبودية لسائر الاعضاء فيعفر وجهه في التراب استكانة وتواضعا وخضوعا وإلقاء باليدين وقال مسروق لسعيد بن جبير ما بقي شيء يرغب فيه إلا ان نعفر وجوهنا في التراب له وكان النبي لا يتقي الارض بوجهه قصدا بل إذا اتفق له ذلك فعله ولذلك سجد في الماء والطين البخاري رقم 813 مسلم رقم 1167 ولهذا كان من كمال السجود الواجب أنه يسجد على الاعضاء السبعة الوجه واليدين والركبتين واطراف القدمين فهذا فرض امر الله به رسول وبلغه الرسول لأمته ومن كماله الواجب او المستحب مباشرة مصلاه بأديم وجهه واعتماده على الارض بحيث ينالها ثقل رأسه وارتفاع اسافله على اعاليه فهذا من تمام السجود ومن كماله ان يكون على هيئة يأخذ فيها كل عضو من البدن بحظه من الخضوع فيقل بطنه عن فخذيه وفخديه عن ساقيه ويجافي عضديه عن جنبيه ولا يفرشهما على الارض ليستقل كل عضو منه بالعبودية ولذلك إذا رأى الشيطان ابن آدم ساجدا لله اعتزل ناحية يبكي ويقول يا ويله امر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وامرت بالسجود فعصيت فلي النار مسلم رقم 81 ولذلك اثنى الله سبحانه على الذين يخرون ! سجدا عند سماع كلامه وذم من لا يقع ساجدا عنده ولذلك كان قول من اوجبه قويا في الدليل ولما علمت السحرة صدق موسى وكذب فرعون خروا سجدا لربهم فكانت تلك السجدة اول سعادتهم وغفران ما افنوا فيه اعمارهم من السحر ولذلك اخبر سبحانه عن سجود جميع المخلوقات له فقال تعالى ولله يسجد ما في السموات وما في الارض من دابة والملئكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون 16 سورة النحل / الآيتان 49 و 50 فأخبر عن إيمانهم بعلوه وفرقيته وخضوعهم له بالسجود تعظيما وإجلالا تعالى الم تر ان الله يسجد له من السموات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء 22 سورة الحج / الآية 18 فالذي حق عليه العذاب هو الذي لا يسجد به سبحانه وهو الذي اهانه بترك السجود له واخبر انه لا مكرم له وقد هان على ربه حيث لم يسجد له وقال تعالى ولله يسجد من في السموات والارض طوعا وكرها وظللهم في الغدو والآصال 13 سورة الرعد / الآية 15 ولما كانت العبودية غاية كمال الانسان وقربه من الله بحسب نصيبه من عبوديته وكانت الصلاة جامعة لمتفرق العبودية متضمنة لاقسامها كانت افضل اعمال العبد ومنزلتها من الاسلام بمنزلة عمود الفسطاط منه وكان السجود افضل اركانها الفعلية وسرها الذي شرعت لأجله وكان تكرره في الصلاة اكثر من تكرر سائر الاركان وجعله خاتمة الركعة وغايتها وشرع فعله بعد الركوع فإن الركوع توطئة له ومقدمة بين يديه وشرع فيه من الثناء على الله ما يناسبه وهو قول العبد سبحان ربي الاعلى فهذا افضل ما يقال فيه ولم يرد عن النبي أمره في السجود بغيره حيث قال اجعلوها في سجودكم ومن تركه عمدا فصلاته باطلة عند كثير من العلماء منهم الامام احمد وغيره لأنه لم يفعل ما امر به وكان وصف الرب بالعلو في هذه الحال في غاية المناسبة لحال الساجد الذي قد انحط إلى السفل على وجهه فذكر علو ربه في حال سقوطه وهو كما ذكر عظمته في حال خضوعه في ركوعه ونزه ربه عما لايليق به مما يضاد عظمته وعلوه ثم لما شرع السجود بوصف التكرار لم يكن بد من الفصل بين السجدتين ففصل بينهما بركن مقصود شرع فيه من الدعاء ما يليق به ويناسبه وهو سؤال العبد المغفرة والرحمة والهداية والعافية والرزق فإن هذه تتضمن جلب خير الدنيا والآخرة ودفع شر الدنيا والآخرة فالرحمة تحصل الخير والمغفرة تقي الشر والهداية توصل إلى هذا وهذا والرزق إعطاء ما به قوام البدن من الطعام والشراب وما به قوام الروح والقلب من العلم والايمان وجعل جلوس الفصل محلا لهذا الدعاء لما تقدمه من رحمة الله والثناء عليه والخضوع له فكان هذا وسيلة للداعي ومقدمة بين يدي حاجته فهذا الركن مقصود الدعاء فيه فهو ركن وضع للرغبة وطلب العفو والمغفرة والرحمة فإن العبد لما أتى بالقيام والحمد والثناء والمجد ثم اتى بالخضوع وتنزيه الرب وتعظيمه ثم عاد إلى الحمد والثناء ثم كمل ذلك بغاية التذلل والخضوع والاستكانة بقي سؤال حاجته واعتذاره وتنصله فشرع له ان يتمثل في الخدمة فيقعد فعل العبد الذليل جاثيا على ركبتيه كهيئة المقلي نفسه بين يدي سيده راغبا راهبا معتذرا إليه مستعديا إليه على نفسه الامارة بالسوء ثم شرع له تكرير هذه العبودية مرة بعد مرة إلى إتمام الاربع كما شرع له تكرير الذكر مرة بعد مرة لانه ابلغ في حصول المقصود وادعى إلى الاستكانة والخضوع فلما أكمل ركوع الصلاة وسجودها وقراءتها وتسبيحها وتكبيرها شرع له ان يجلس في آخر صلاته جلسة المتخشع المتذلل المستكين جاثيا على ركبتيه ويأتي في هذه الجلسة باكمل التحيات وافضلها عوضا عن تحية المخلوق للمخلوق إذا واجهه او دخل عليه فإن الناس يحيون ملوكهم واكابرهم بأنواع التحيات التي يحيون بها قلوبهم فبعضهم يقول انعم صباحا وبعضهم يقول لك البقاء والنعمة وبعضهم يقول اطال الله بقاءك وبعضهم يقول تعيش الف عام وبعضهم يسجد للملوك وبعضهم يسلم فتحياتهم بينهم تتضمن ما بحبه المحيى من الاقوال والافعال والمشركون يحيون اصنامهم قال الحسن كان أهل الجاهلية يتمسحون بأصنامهم ويقولون لك الحياة الدائمة فلما جاء الاسلام امروا ان يجعلوا اطيب تلك التحيات وازكاها وافضلها لله فالتحية هي تحية من العبد للحي الذي لا يموت وهوسبحانه اولى بتلك التحيات من كل ما سواه فإنها تتضمن الحياة والبقاء والدوام ولا يستحق احد هذه التحيات إلا الحي الباقي الذي لا يموت ولا يزول ملكه وكذلك قوله والصلوات فإنه لا يستحق احد الصلاة إلا الله تعالى والصلاة لغيره من اعظم الكفر والشرك به وكذلك قوله والطيبات هي صفة الموصوف المحذوف اي الطيبات من الكلمات والافعال والصفات والاسماء لله وحده فهو طيب وافعاله طيبة وصفاته أطيب شيء واسماؤه أطيب الاسماء واسمه الطيب ولا يصدر عنه إلا طيب ولا يصعد إليه إلا طيب ولا يقرب منه إلا طيب وإليه يصعد الكلم الطيب وفعله طيب والعمل الطيب يعرج إليه فالطيبات كلها له ومضافة إليه وصادرة عنه ومنتهية إليه قال النبي إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا مسلم رقم 1015 وفي حديث رقية المريض الذي رواه أبو داود رقم 3892 وغيره أنت رب الطيبين ولا يجاوره من عبادة إلا الطيبون كما يقال لأهل الجنة سلم عليكم طبتم فادخلوها خالدين 39 سورة الزمر / الآية وقد حكم سبحانه شرعه وقدره ان الطيبات للطيبين فإذا كان هو سبحانه الطيب على الاطلاق فالكلمات الطيبات والافعال الطيبات والصفات الطيبات والاسماء الطيبات كلها له سبحانه لا يستحقها أحد سواه بل ما طاب شيء قط إلا بطيبته سبحانه فطيب كل ما سواه من آثار طيبته ولا تصلح هذه التحية الطيبة إلا له ولما كان السلام من انواع التحية وكان المسلم داعيا لمن يحييه وكان الله سبحانه هو الذي يطلب منه السلام لعباده الذين اختصهم بعبوديته وارتضاهم لنفسه وشرع ان يبدأ بأكرمهم عليه واحبهم إليه واقربهم منه منزلة في هذه التحية بالشهادتين اللتين هما مفتاح الاسلام فشرع أن يكون خاتمة الصلاة فدخل فيها بالتكبير والحمد والثناء والتمجيد وتوحيد الربوبية والالهية وختمها بشهادة ان لا إله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله وشرعت هذه التحية في وسط الصلاة إذا زادت على ركعتين تشبيها لها بجلسة الفصل بين السجدتين وفيها مع الفصل راحة للمصلي لاستقباله الركعتين الآخرتين بنشاط وقوة بخلاف ماإذا والى بين الركعات ولهذا كان الافضل في النفل مثنى مثنى وإن تطوع باربع جلس في وسطهن وجعلت كلمات التحيات في آخر الصلاة بمنزلة خطبة الحاجة امامها فإن المصلي إذا فرغ من صلاته جلس جلسة الراغب الراهب يستعطى من ربه ما لا غنى به عنه فشرع له امام استعطائه كلمات التحيات مقدمة بين يدي سؤاله ثم يتبعها بالصلاة على من نالت امته هذه النعمة على يده وسعادته فكأن المصلي توسل إلى الله سبحانه بعبودتيه ثم بالثناء عليه والشهادة له بالوحدانية ولرسوله بالرسالة ثم الصلاة على رسوله ثم قيل له تخير من الدعاء أحبه إليك فذاك الحق الذي عليك وهذا الحق الذي لك وشرعت الصلاة على آله مع الصلاة عليه تكميلا لقرة عينه بإكرام آله والصلاة عليهم وان يصلي عليه وعلى آله كما صلي على ابيه إبراهيم وآله والانبياء كلهم بعد إبراهيم من آله ولذلك كان المطلوب لرسول الله صلاة مثل الصلاة على إبراهيم وعلى جميع الانبياء بعده وآله المؤمنين فلهذا كانت هذه الصلاة أكمل ما يصلي على رسول الله بها وافضل فإذا اتى بها المصلي امر ان يستعيذ بالله من مجامع الشر كله فإن الشر إما عذاب الآخرة وإما سببه فليس الشر إلا العذاب وأسبابه والعذاب نوعان عذاب في البرزخ وعذاب في الآخرة واسبابه الفتنة وهي نوعان كبرى وصغرى فتنة الدجال وفتنة الممات والصغرى فتنة الحياة التي يمكن تداركها بالتوبة بخلاف فتنة الممات وفتنة الدجال فإن المفتون فيهما لا يتدارك شرع له من الدعاء ما يختاره من مصالح دنياه وآخرته والدعاء في هذا المحل قبل السلام افضل من الدعاء بعد السلام وانفع للداعي وهكذا كانت عامة ادعية النبي كلها كانت في الصلاة من اولها إلى آخرها فكان يدعو في الاستفتاح انواعا من الدعاء وفي الركوع وبعد رفع رأسه منه وفي السجود وبين السجدتين وفي التشهد قبل التسليم وعلم الصديق دعاء يدعوا به في صلاته وعلم الحسن بن علي دعاء يدعو به في قنوت الوتر وكان إذا دعا لقوم أو على قوم جعله في الصلاة بعد الركوع ومن ذلك ان المصلي قبل سلامه في محل المناجاة والقربة بين يدي ربه فسؤاله في هذا الحال اقرب إلى الإجابة من سؤاله بعد انصرافه من بين يديه وقد سئل النبي اي الدعاء اسمع فقال جوف الليل وادبار الصلوات المكتوبة الترمذي رقم 3494 ودبر الصلاة جزؤها الاخير كدبر الحيوان ودبر الحائط وقد يراد بدبرها ما بعد انقضائها بقرينة تدل عليه كقوله تسبحون الله وتحمدونه وتكبرونه دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين البخاري رقم 843 مسلم رقم 595 فهنا دبرها بعد الفراغ منها وهذا نظير انقضاء الأجل فإنه يراد به ولما يفرغ ويراد به فراغها وانتهاؤها ثم ختمت بالتسليم وجعل تحليلا لها يخرج به المصلي منها كما يخرج بتحليل الحج منه وجعل هذا التحليل دعاء الأمام لمن وراءه بالسلامة التي هي اصل الخير واساسه فشرع لمن وراءه ان يتحلل بمثل ما تحلل به الامام وفي ذلك دعاء له وللمصلين معه بالسلام ثم شرع ذلك لكل مصل وإن كان منفردا فلا احسن من هذا التحليل للصلاة وكما أنه لا احسن من كون التكبير تحريما لها فتحريمها تكبير الرب تعالى والجامع لإثبات كل كمال له وتنزيه عن كل نقص وعيب وإفراده وتخصيصه بذلك وتعظيمه وإجلاله فالتكبير يتضمن تفاصيل افعال الصلاة واقوالها وهيآتها فالصلاة من اولها إلى آخرها تفصيل لمضمون الله اكبر واي تحريم احسن من هذا التحريم المتضمن للإخلاص والتوحيد وهذا التحليل المتضمن الاحسان إلى اخوانه المؤمنين فافتتحت بالاخلاص وختمت بالاحسان قال المكملون للصلاة فالصلاة وضعت على هذا النحو وهذا الترتيب لا يمكن ان يحصل ما ذكرناه من مقاصدها التي هي جزء يسير من قدرها وحقيقتها إلا مع الاكمال والإتمام والتمهل الذي كان رسول الله يفعله ومحال حصول ما ذكرناه مع النقر والتخفيف الذي يرجع إلى شهوة الامام والمأمومين ومن اراد ان يصلي هذه الصلاة الخاصة فلا بد له من مزيد تطويل واما الصلاة الحرجية فلا تتوقف على ذلك استدلالكم باحاديث الامر بالايجاز فقد بينا ان الإيجاز هو الذي كان يفعله وعليه دوام حتى قبضة الله إليه فلا يجوز غير هذا البتة واما قراءته في الفجر بالمعوذتين فهذا إنما كان في السفر كما هو مصرح به في الحديث والمسافر قد أبيح له أو أوجب عليه قصر الصلاة لمشقة السفر فأبيح له تخفيف أركانها فهلا عملتم بقراءته في الحضر بمئة آية في الفجر ظإما قراءته صلاة الله عليه وسلامه بسورة التكوير في الفجر فإن كان في السفر فلا حجة لكم فيه وإن كان في الحضر فالذي يحكى عنه ذلك روى عنه أنه كان يقرأ فيها بالستين إلى المئة وب 50 سورة ق ونحوها فإنه كان يدخل في الصلاة وهو يريد إطالتها فيخففها لعارض من بكاء صبي وغيره وأما حديث تسبيحه في الركوع والسجود ثلاثا فلا يثبت والاحاديث الصحيحة بخلافه وهذا السعدي مجهول لا تعرف عينه ولا حاله وقد قال انس إن عمر بن عبدالعزيز كان اشبه الناس صلاة برسول الله وكان مقدار ركوعه وسجوده عشر تسبيحات وانس اعلم بذلك من السعدي عن ابيه او عمه لو ثبت فأين علم من صلى مع النبي عشر سنين كوامل إلى علم من لم يصل معه إلا بتلك الصلاة الواحدة او صلوات يسيرة فإن عم هذا السعدي أو اباه ليس من مشاهير الصحابة المداومين الملازمة لرسول الله كملازمه انس والبراء بن عازب وابي سعيد الخدري وعبدالله بن عمر وزيد بن ثابت وغيرهم ممن ذكر صفة صلاته وقدرها وكيف يقوم بعد الركوع حتى يقولوا قد نسي ويسبح فيه ثلاث تسبيحات فيجعل القيام منه بقدرة اضعافا مضاعفة وكذلك جلوسه بين السجدتين حتى يقولوا قد اوهم ولا ريب ان ركوعه وسجوده كان نحوا من قيامه بعد الركوع وجلوسه بين السجدتين حتى تكرهوا إطالتها ويغلو من يغلو منكم في بطل الصلاة بإطالتها وقد شهد البراء بن عازب ان ركوعه وسجوده كان نحوا من قيامه ومحال ان يكون مقدار ذلك ثلاث تسبيحات ولعله خفف مرة لعارض فشهده عم السعدي او ابوه فاخبر به وقد حكم النبي أن طول صلاة الرجل من فقهه وهذا الحكم اولى من الحكم له بقلة الفقه فحكم رسول الله هو الحكم الحق وما خالفه فهو الحكم الباطل الجائز فروى مسلم في صحيحه رقم 869 من حديث عمار بن ياسر قال قال رسول الله إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة عن فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة والمئنة العلامة وعند سراق الصلاة ان العجلة فيها من علامات الفقه فكلما سرق ركوعها وسجودها واركانها كان ذلك علامة فضيلته وفقهه وفي صحيح بن حبان رقم 1129 وسنن النسائي رقم 1414 عن عبدالله ابن ابي اوفى قال كان رسول الله يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف المشي مع الارملة والمسكين فيقضى له الحاجة فهذا فعله وذاك قوله في مثل صلاة الجمعة التي يجتمع لها الناس وكان يقرأ فيها سورة الجمعة والمنافقين كاملتين مسلم رقم 877 ولم يقتصر على الثلاث الآيات من آخرهما في جمعة واحدة أصلا فعطل كثيرا من الناس سنته فاقتصر على آخرهما ولم يقرأ بهما كاملتين اضلا وكذلك كان يقرأ في فجر يوم الجمعة 32 سورة الم تنزيل السجدة و 76 سورة هل اتى على الانسان كاملتين في الركعتين مع قراءته المترسلة على مهله وتأن البخاري رقم 891 مسلم رقم 880 فعطل كثير من الائمة ذلك واقتصروا على هذه وهذه وعلى إحدى السورتين في الركعتين ومن يقرأ بهما كاملتين فكثير منهم يقرأ بهما بسرعة وهذا مكروه للإمام وكل هذا فرار من هديه فإن جاءهم حديث صحيح خالف ما الفوه واعتادوه قالوا هذا منسوخ او خلاف الاجماع والعيار على ذلك عندهم مخالفة اقوالهم ولو كانت احاديث التطويل منسوخة لكان اصحاب رسول الله اعلم بذلك ولما احتجوا بها علىمن لم يعمل بها ولاعمل بها اعلم الامة به وهم الخلفاء الراشدون فهذا صديق الامة وشيخ الاسلام صلى الصبح فقرأ البقرة من اولها إلى آخرها وخلفه الكبير والصغير وذو الحاجة فقالوا له يا خليفة رسول الله كادت الشمس تطلع فقال لو طلعت الشمس لم تجدنا غافلين الموطأ1 \ 82 ومضى على منهاجه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وكان يقرأ في الفجر بالنحل ويوسف وبهود ويونس وبني اسرائيل سورة الإسراء ونحوها من السور الموطأ 1 \ 28 وقد تقدم حديث عبدالله بن عمر كان رسول الله يأمر بالتخفيف ويؤمنا بالصافات فالذي فعله هو الذي أمر به وقد تقدم حكاية الذكر والدعاء الذي كان يقوله في ركن الإعتدال من الركوع وأنه كان يطيله حتى يقول من خلفه قد أوهم وتقدم حديث أبي سعيد في دخوله في صلاة الظهر فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته ويأتي أهله فيتوضأ ثم يأتي المسجد فيدركه في الركعة الأولى فيالله العجب للذي حرم الإقتداء به في ذلك أو جعله مكروها ونحن نقول كلا والذي بعثه بالحق إن الاقتداء به في ذلك مرضاة الله ورسوله وإن تركها من تركها وأما حديث سعيد بن عبدالرحمن ابن أبي العمياء أبو داود رقم 4904 ودخول سهيل ابن أبي أمامة على أنس بن مالك فإذا هو يصلي صلاة خفيفة كأنها صلاة مسافر فقال إنها لصلاة رسول الله فهذا مما تفرد به ابن أبي العمياء وهو شبه المجهول والأحاديث الصحيحة عن انس كلها تخالفه كيف يقول أنس هذا وهو القائل إن أشبه من رأى صلاة برسول الله عمر بن عبدالعزيز وكان يسبح عشرا عشرا وهو الذي كان يرفع رأسه من الركوع حتى يقال قد نسي وكذلك ما بين السجدتين ويقول ما آلو أن اصلي لكم صلاة رسول الله وهو الذي يبكي على إضاعتهم الصلاة ويكفي في رد حديث ابن أبي العمياء ما تقدم من الأحاديث الصحيحة الصريحة التي لا مطعن في سندها ولا شبهة في دلالتها فلو صح حديث ابن ابي العمياء وهو بعيد عن الصحة لوجب حمله على ان تلك صلاة رسول الله للسنة الراتبة كسنة الفجر والمغرب والعشاء وتحية المسجد ونحوها لا أن تلك صلاته التي كان يصليها بأصحابه دائما وهذا مما يقطع ببطلانه وترده سائر الأحاديث الصحيحة الصريحة ولا ريب أن رسول الله كان يخفف سنة الفجر حتى تقول عائشة أم المؤمنين هل قرأ فيها بأم القرآن البخاري رقم 1165 مسلم رقم 724 وكان يخفف الصلاة في السفر حتى كان ربما قرأ في الفجر بالمعوذتين مسند أحمد 4 / 153 - 150 أبو داود رقم 1462 وكان يخفف إذا سمع بكاء الصبي البخاري رقم 708 مسلم رقم 469 فالسنة التخفيف حيث خفف والتطويل حيث أطال والتوسط غالبا فالذي انكره انس هو التشديد الذي لا يخفف صاحبه على نفسه مع حاجته إلى التخفيف ولا ريب أن هذا خلاف سنته وهديه وأما حديث معاذ وقوله أفتان أنت يا معاذ فلم يتعلق السراق منه إلا بهذه الكلمة ولم يتأملوا اول الحديث وآخره فاسمع قصة معاذ فعن جابر بن عبداله قال اقبل رجل بناضحين وقد جنح الليل فوافق معاذ يصلي فترك ناضحيه واقبل إلى معاذ فقرأ سورة البقرة أو النساء فانطلق الرجل وبلغه ان معاذا نال منه فأتى رسول الله يشكوا إليه معاذا فقال النبي افتان انت او قال افاتن انت ثلاث مرات فلولا صليت ب 87 سورة سبح اسم ربك الاعلى 91 سورة والشمس وضحها والليل إذا يغشى فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف لاوذو الحاجة رواه البخاري ومسلم ولفظه للبخاري وفي مسند الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك قال كان معاذ بن جبل يؤم قومه فدخل حرام وهو يريد أن يسقي نخلة فدخل المسجد مع القوم افلما رأى معاذا طول تجوز في صلاته ولحق بنخلة يسقيه فلما قضى معاذ الصلاة قيل له ذلك فقال إنه لمنافق أيعجل عن الصلاة من أجل سقي نخلة قال فجاء حرام النبي ومعاذ عنده فقال يا بنى الله إني أردت أن أسقي نخلا لي فدخلت المسجد لأصلي مع القوم فلما طول تجوزت في صلاتي ولحقت بنخلي أسقيه فزعم أني منافق النبي على معاذ فقال أفتان أنت لا تطول بهم اقرأ سبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحها ونحوها وعن معاذ بن رفاعة الانصاري عن سليم من بني سلمة انه اتى رسول الله فقال يا رسول الله إن معاذ بن جبل يأتينا بعدما ننام ونكون في اعمالنا بالنهار فينادي بالصلاة فنخرج إليه فيطول علينا فقال رسول الله يا معاذ بن جبل لا تكن فتانا إما أن تصلي معي وإما أن تخفف على قومك ثم قال يا سليم ما معك من القرآن قال إني أسأل الله الجنة أو قال أسأل الجنة واعوذ به من النار والله ما احسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال رسول الله وهل تصير دندنتي ودندنة معاذ إلا أن نسأل الله الجنة ونعوذ به من النار قال سليم سترون غدا إذا التقى القوم إن شاء الله قال والناس يتجهزون إلى احد فخرج فكان في الشهداء رحمه الله رواه الامام2 أحمد المسند 5 / 74 فإن قال فقد روى الامام أحمد المسند 5 / 355 من حديث بريدة أن معاذ بن جبل بن جبل صلى بأصحابه صلاة العشاء فقرأ فهيا 54 سورة اقتربت الساعة فقام رجل قبل أن يفرغ فصلى وذهب فقال له معاذ قولا شديدا فأتى الرجل النبي فاعتذر إليه فقال إني كنت اعمل في نخلي وخفت على الماء فقال رسول الله صل ب 91 سورة والشمس وضحها ونحوها من السور فقد أجيب عن هذا بأن قصة معاذ تكررت وهذا جواب في غاية البعد عن الصواب فإن معاذا كان أفقه في دين الله من ان ينهاه رسول الله ثم يعود له وأجود من هذا الجواب ان يكون قرأ في الركعة الاولى ب 2 سورة البقرة وفي الركعة الثانية 54 سورة اقتربت الساعة فسمعه من صلى معه من الركعة الاولى فقال صلى ب 2 سورة البقرة وبعضهم سمع قراءته في الثانية فقال صلى ب 54 سورة اقتربت الساعة والذي في الصحيحن أنه قرأ سورة البقرة وشك بعض الرواة فقال البقرة والنساء وقصة قراءته ب 54 سورة اقتربت لم تذكر في الصحيح والذي في الصحيح أولى بالصحة منها وقد حفظ الحديث جابر فقال كان معاذ يصلي مع النبي العشاء ثم اتى قومه فأمهم فافتتح سورة البقرة وذكر القصة فهذا جابر اخبر أنه فعل ذلك مرة وأنه قرأ بالبقرة ولم يشك وهذا الحديث متفق على صحته أخرجاه في الصحيحن البخاري رقم 705 مسلم رقم 465 والله أعلم وقد ظهر بهذا أن التعمق والتنطع والتشديد الذي نهى عنه رسول الله هو المخالف لهديه وهدي أصحابه وما كانوا عليه وان موافقته فيما فعله هو وخلفاؤه من بعده هو محض المتابعة وإن اباها وجهلها من جهلها فالتعمق والتنطع مخالفة ما جاء به وتجاوزه والغلو فيه ومقابلة إضاعته والتفريط فيه والتقصير عنه وهما خطأ وضلالة وانحراف عن الصراط المستقيم والمنهج القويم ودين الله تعالى بين الغالي فيه والجافي عنه وقد قال علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه خير الناس النمط الاوسط الذي يرجع إليهم الغالي ويلحق بهم التالي ذكره ابن المبارك عن محمد بن طلحة عن علي وقال ابن عائشة ما امر الله عباده بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان فإما إلى غلة وإما إلى تقصير وقال بعض السلف دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه وقد مدح تعالى اهل التوسط بين الطرفين المنحرفين في غير موضع من كتابه فقال تعالى والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقترفوا وكان بين ذلك قواما 25 سورة الفرقان / الآية 67 وقال تعالى ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا 17 سورة الإسراء / الآية 29 وقال وءات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا 17 سورة الإسراء / الآية 26 فمنع ذي القربى والمسكين وابن السبيل حقهم انحراف في جانب الامساك والتبذير انحراف في جانب البذل ورضاء الله فيما بينهما ولهذا كانت هذه الامة اوسط الامم وقبلتها اوسط القبل بين القبلتين المنحرفتين والوسط دائما محمي الاطراف اما الاطراف فالخلل إليها أسرع كما قال الشاعر كانت هي الوسط المحمي فاكتنفت ... بها الحوادث حتى اصبحت طرفا فقد اتفق شرع الرب تعالى وقدره على أن خيار الامور اوساطها وأما قولهم إن محبة الصحابة لرسول الله ولصوته وقراءته يحملهم على احتمال إطالته فلا يجدون بها مشقة فلعمر الله إن الامر كما ذكروا بل حبهم له يحملهم على بذل نفوسهم واموالهم بين يديه وعلى وقاية نفسه الكريمة بنفوسهم فكانوا يتقدمون إلى الموت بين يديه تقدم المحب إلى رضاء محبوبه ولعمر الله هذا شأن اتباعه من بعده إلى يوم القيامة لا تأخذهم في متابعة سنته لومة لائم ولا يثنيهم عنها عذل عاذل فهم يحتملون في متابعته والاهتداء بهديه لوم اللائمين وطعن الطاعنين ومعاداة الجاهلين الذي رضوا من سنته بآراء الرجال بدلا وتمسكوا بها فلا يبغون عنها حولا وعرضوا عليها نصوص السنة والقرآن عرض الجيوش على السلطان فما وافقها قبوله وما خالفها تلطفوا في رده بأنواع التأويل فمرة يقولون هذا متروك الظاهر ومرة يقولون لا يعلم له قائل ومرة يقولون هو منسوخ ومرة يقولون متبوعنا اعلم به منا وما خالفه إلا وقد صح عنده ما يقتضي مخالفته فأتباعه في مجاهده هذه الفرق دائبون وعلى متابعة سنته دائرون فإن كان قد غاب عن اعينهم شخصه الكريم فقد شاهدوا ببصائرهم ما كان عليه الهدي المستقيم فهاك سياق صلاته من حين استقباله القبلة وقوله الله اكبر إلى حين سلامه كأنك تشاهده عيانا ثم اختر لنفسك بعد ما شئت قيامه وقراءته كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة واستقبل القبلة ووقف في مصلاة رفع يديه إلى فروع أذنيه مسلم رقم 391 واستقبل بأصابعه القبلة ونشرها وقال الله اكبر ولم يكن يقول قبل ذلك نويت أن أصلي كذا وكذا مستقبل القبلة اربع ركعات فريضة الوقت اداء الله تعالى اماما ولا كلمة واحدة من ذلك في مجموع صلاته من اولها إلى آخرها فقد نقل عنه اصحابه حركاته وسكناته وهيئاته حتى اضطراب لحيته في الصلاة حتى إنه حمل بنت ابنه مرة في الصلاة فنقلوا ولم يهملوه فكيف يتفق ملؤهم من اولهم إلى آخرهم على ترك نقل هذا المهم الذي هو شعار الدخول في الصلاة ولعمر الله لو ثبت عنه من هذا كلمة واحدة لكنا اول من اقتدى به فيها وبادر إليها ثم كان يمسك شماله بيمينه فيضعها عليها فوق المفصل ثم يضعها على صدره ثم يقول سبحانك اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد البخاري رقم 744 مسلم رقم 598 وكان يقول أحيانا وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وأنا أول المسلمين 6 سورة الانعام / الآيتان 162 و 163 اللهم انت الملك لا إله إلا انت وانا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا انت واهدني لأحسن الاخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك إنا بك وإليك تباركت وتعاليت استغفرك واتوب إليك مسلم رقم 771 ولكن هذا إنما حفظ عنه في صلاة الليل كان يقول الله اكبر كبيرا الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا وربما كان يقول الله اكبر الله اكبر لا إله الا انت لا إله إلا انت سبحان الله وبحمده سبحان الله وبحمده ثم يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وربما قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخة ونفثه وهمزه ابو داود رقم 764 وربما قال اللهم إن اعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفثه ابو داود رقم 764 ثم يقرأ فاتحة الكتاب البخاري رقم 743 مسلم رقم 394 فإن كانت الصلاة جهرية اسمعهم القراءة ولم يسمعهم بسم الله الرحمن الرحيم فربه اعلم هل كان يقرؤها ام لا وكان يقطع قراءته آية آية ثم يقف على رب العالمين ثم يبتديء الرحمن الرحيم ويقف ثم يبتديء ملك يوم الدين على ترسل وتمهل وترتيل يمد الرحمن ويمد الرحيم وكان يقرأ ملك يوم الدين بالالف يعني لا يقرأ ملك وهي قراءة وإذا ختم السورة قال آمين يجهر بها ويمد بها صوته الترمذي رقم 248 وابو داود رقم 932 ويجهر بها من خلفه حتى يرتج المسجد سنن الشافعي 1 \ 67 واختلفت الرواية عنه هل كان يسكت بين الفاتحة وقراءة السورة ام كانت سكتة بعد القراءة كلها فقال يونس عن الحسن عن سمرة حفظت سكتتين سكتة إذا كبر الإمام حتى يقرأ وسكتة إذا فرغ من فاتحة الكتاب وسكتة عند الركوع وصدقه أبي بن كعب على ذلك ابو داود رقم 777 يونس اشعث الحمراني عن الحسن فقال سكتة إذا استفتح وسكتة إذا فرغ من القراءة كلها ابو داود رقم 778 وخالفهما قتادة فقال عن الحسن إن سمرة بن جندب وعمران بن الحصين تذاكرا فحدث سمرة أنه حفظ عن رسول الله سكتتين سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءة غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقط فحفظ ذلك سمرة وأنكر عليه عمران بن حصين فكتبا في ذلك إلى أبي كعب فكان في كتابه أن سمرة قد حفظ ابو داود رقم 779 وقال قتادة ايضا عن الحسن عن سمرة سكتتان حفظتها عن رسول الله إذا دخل في الصلاة وإذا فرغ من القراءة ثم قال بعد وإذا قال غير المغضوب عليهم ولاالضالين ابو داود رقم 780 فقد اتفقت الاحاديث أنهما سكتتان فقط إحداهما سكتة الافتتاح والثانية ومختلف فيها فالذي قال إنها بعد قراءة الفاتحة هو قتادة وقد اختلف عليه سمرة فمرة قال ذلك ومرة قال بعد الفراغ من القراءة ولم يختلف على يونس واشعث أنها بعد فراغه من القراءة كلها وهذا ارجح الروايتين والله اعلم وبالجملة فلم ينقل عنه بإسناد صحيح ولا ضعيف أنه كان يسكت بعد قراءة الفاتحة حتى يقرأها من خلفه وليس في سكوته في هذا المحل إلا هذا الحديث المختلف فيه كما رأيت ولو كان يسكت هنا سكتة طويلة يدرك فيها قراءة الفاتحة لما اختفى ذلك على الصحابة ولكان معرفتهم به ونقلهم اهم من سكتة الافتتاح يقرأ بعد ذلك سورة طويلة تارة وقصيرة تارة ومتوسطة تارة كما تقدم ذكر الأحاديث به لم يكن يبتديء من وسط السورة ولا من آخرها وإنما كان يقرأ من أولها فتارة يكملها وهو اغلب احواله وتارة يقتصر على بعضها ويكملها في الركعة الثانية ولم ينقل احد عنه انه قرأ بآية من سورة أو بآخرها إلا في سنة الفجر فإنه كان يقرأ فيها بهاتين الآيتين قولوا ءامنا بالله وما انزل إلينا 2 سورة البقرة / الآية 136 قل يأهل الكتاب الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم 3 سورة آل عمران / الآية 64 الآية وكان يقرأ بالسورة في الركعة وتارة يعيدها في الركعة الثانية وتارة يقرأ سورتين في الركعة أما الاول فكقول عائشة إنه قرأ في المغرب بالاعراف فرقها في الركعتين النسائي رقم 991 وأما الثاني فقراءته في الصبح 99 سورة إذا زلزلت في الركعتين كلتيهما ابو داود رقم 816 والحديثان في السنن الثالث فكقول ابن مسعود ولقد عرفت النظائر التي كان رسول الله يقرن بينهما فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين في ركعة وهذا في الصحيحين رقم 775 مسلم رقم 722 وكان يمد قراءة الفجر ويطيلها اكثر من سائر الصلوات واقصر ما حفظ عنه انه كان يقرأ بها فيها على الحضر سورة ق ونحوها مسلم رقم 458 وكان يجهر بالقراءة في الفجر والاوليين من المغرب والعشاء ويسر فيما سوى ذلك وربما كان يسمعهم الآية في قراءة السر احيانا وكان يقرأ في فجر يوم الجمعة سورة الم تنزيل السجدة و هل أتى كاملتين ولم يقتصر على إحداهما ولا على بعض هذه وبعض هذه فقط وكان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة و المنافقون كاملتين ولم يقتصر على اواخرهما وربما كان يقرأ بسورة الأعلى و الغاشية وكان يقرأ في العيدين بسورة ق و اقتربت الساعة ولم يقتصر على اواخرهما وكان يقرأ في صلاة السر سورة فيها السجدة احيانا فيسجد للسجدة ويسجد معه من خلفه وكان يقرأ في الظهر قدر الم تنزيل السجدة مسلم 452 ونحو ثلاثين آية مسلم رقم 452 ومرة كان يقرأ فيها ب سبح اسم ربك الأعلى مسلم رقم 460 و والليل إذا يغشى مسلم رقم 459 و والسماء ذات البروج و والسماء والطارق ونحوها من السور أبو داود رقم 805 ومرة ب لقمان و الذاريان النسائي رقم 971 وكان يقوم في الركعة الاولى منها حتى لا يسمع وقع قدم مسند احمد 4 / 356 وكذلك كان يطيل الركعة الأولى من كل صلاة على الثانية قرائتة في العصر في الركعتين الاوليين في كل ركعة قدر خمس عشرة آية مسلم رقم 452 وكان يقرأ في المغرب بالاعراف تارة النسائي رقم 991 وبالطور تارة البخاري رقم 765 ومسلم رقم 464 والمرسلات تارة البخاري رقم 763 مسلم رقم 463 وبالدخان تارة النسائي رقم 988 وروي عنه أنه قرأ فيها ب قل يا ايها الكافرون و قل هو الله احد تفرد به ابن ماجه رقم 833 ولعل أحد رواته وهم من قراءته بهما في سنة المغرب فكان يقرأ بهما في سنة المغرب فقال كان يقرأ بهما في المغرب او سقطت كلمة سنة من النسخة والله اعلم وكان يقرأ في عشاء الآخرة ب والتين والزيتون البخاري رقم 767 مسلم رقم 464 وسورة إذا السماء انشقت ويسجد فيها جميع من خلفه البخاري رقم 766 مسلم رقم 578 وب الشمس وضحاها ونحو ذلك من السور مسند أحمد 5 / 355 الترمذي رقم 309 النسائي رقم 999 وكان إذا فرغ من القراءة سكت هنيهة ليرجع إليه نفسه ثم كان يرفع يديه إلى ان يحاذي بهما فروع اذنيه كما رفعهما في الاستفتاح مسلم رقم 391 ابو داود رقم 745 صح عنه ذلك كما صح التكبير للركوع بل الذين رووا عنه رفع اليدين ههنا اكثر من الذين رووا عنه التكبير ثم يقول الله اكبر ويخر راكعا ويضع يديه على ركبتيه فيمكنهما من ركبتيه وفرج بين اصابعه وجافى مرفقيه عن جنبيه ثم اعتدل وجعل رأسه حيال ظهره فلم يرفع رأسه ولم يصوبه وهصر ظهره اي مدة ولم يجمعه ثم قال سبحان ربي العظيم ابو داود رقم 886 وروى عنه انه كان يقول سبحان ربي العظيم وبحمده قال ابو داود رقم 870 واخاف ان لا تكون هذه الزيادة محفوظة وربما مكث قدر ما يقول القائل عشر مرات وربما مكث فوق ذلك ودون وربما قال سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي البخاري رقم 794 مسلم رقم 484 وربما قال سبوح قدوس رب الملائكة والروح مسلم رقم 487 وربما قال اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك اسلمت وعليك توكلت انت ربي خشع قلبي وسمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين مسلم رقم 771 النسائي رقم 1051 وربما كان يقول سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة النسائي رقم 1049 وكان ركوعه مناسبا لقيامه في التطويل والتخفيف وهذا بين في سائر الأحاديث ثم كان يرفع رأسه قائلا سمع الله لمن حمده مسلم رقم 476 ويرفع يديه كما يرفعهما عند الركوع البخاري رقم 735 فإذا اعتدل قائما قال ربنا لك الحمد وربما قال اللهم ربنا ولك الحمد ملء السموات وملءالارض وملء ما شئت منم شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد مسلم رقم 477 وربما زاد على ذلك اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الوسخ مسلم رقم 476 وكان يطيل هذا الركن ختى يقول القائل قد نسي وكان يقول في صلاة الليل فيه لربي الحمد لربي الحمد ابو داود رقم 874 ثم يكبر ويخر ساجدا ولا يرفع يديه وكان يضع ركبتيه قبل يديه هكذا قال عنه وائل بن حجر ابو داود رقم 838 الترمذي رقم 268 وانس بن مالك الدارقطني 1 / 345 الحاكم 1 / 226 وقال عنه ابن عمر إنه كان يضع يديه قبل ركبتيه الحاكم 2 / 226 ابن خزيمة رقم 627 واختلف على ابي هريرة ففي السنن ابو داود رقم 840 النسائي رقم 1090 1091 الترمذي رقم 269 عن النبي إذا سجد احدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه وروى عنه المقبري عن النبي إذا سجد احدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه البيهقي 2 / 100 فأبو هريرة قد تعارضت الرواية عنه وحديث وائل وابن عمر قد تعارضا فرجحت طائفة حديث ابن عمر ورجحت طائفة حديث وائل بن حجر وسلكت طائفة مسلك النسخ وقالت كان الامر الاول وضع اليدين قبل الركبتين ثم نسخ بوضع الركبتين اولا وهذه طريقة ابن خزيمة في ذكر الدلائل على الامر بوضع اليدين عند السجود منسوخ فإن وضع الركبتين قبل اليدين ناسخ ثم روى من طريق إسماعيل بن إبراهيم عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن ابيه عن سلمة عن مصعب بن سعد قال كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا بوضع الركبتين قبل اليدين ابن خزيمة رقم 628 وهذا لو ثبت لكان فيه الشفاء لكن يحيى بن سلمة بم كهيل قال البخاري عنده مناكير وقال ابن معين ليس بشيء لا يكتب حديثه وقال النسائي متروك الحديث وهذه القصة وهم فيها يحيى او غيره وإنما المعروف عن مصعب بن سعد عن ابيه نسخ التطبيق في الركوع بوضع اليدين على الركبتين فلم يحفظ هذا الراوي وقال المنسوخ وضع اليدين قبل الركبتين قال السابقون باليدين قد صح حديث ابن عمر فإنه من رواية عبيدالله عن نافع عنه قال ابن ابي داود وهو قول اهل الحديث قالوا وهم اعلم بهذا من غيرهم فإنه نقل محض قالوا وهذه سنة رواها اهل المدينة وهم اعلم بها من غيرهم ابن ابي داود ولهم فيها إسنادان أحدهما محمد بن عبدالله بن حسن عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة الدراوردي عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر قالوا وحديث وائل بن حجر له طريقان وهما معلومان في احدهما شريك تفرد به قال الدارقطني وليس بالقوي فيما يتفرد به والطريق الثاني من رواية عبدالجبار بن وائل عن ابيه ولم يسمع من ابيه قال السابقون بالركبتين حديث وائل بن حجر اثبت من حديث ابي هريرة وابن عمر قال البخاري حديث ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة لا يتابع عليه فيه محمد بن عبدالله بن الحسن قال ولا ادري سمع من ابي الزناد أم لا وقال الخطابي حديث وائل بن حجر اثبت منه قال وزعم بعض العلماء انه منسوخ ولهذا لم يحسنه الترمذي وحكم بغرابته وحسن حديث وائل قالوا وقد قال في حديث هريرة ابي لا يبرك كما يبرك البعير والبعير إذا برك بدأ بيديه قبل ركبتيه وهذا النهي لا يمانع قوله وليضع يديه قبل ركبتيه بل ينافيه ويدل على ان هذه الزيادة غير محفوظة ولعل لفظها انقلب على بعض الرواة قالوا ويدل على ترجيح هذا امران آخران احدها ما رواه ابو داود رقم 992 من حديث ابن عمر ان رسول الله نهى ان يعتمد الرجل على يديه في الصلاة وفي لفظ نهى ان يعتمد الرجل على يديه إذا نهض في الصلاة ولا ريب انه إذا وضع يديه قبل ركبتيه اعتمد عليهما فيكون قد اوقع جزءا من الصلاة معتمدا على يديه بالارض وايضا فهذا الاعتماد بالسجود نظير الاعتماد في الرفع منه سواء فإذا نهى عن ذلك كان نظيره كذلك ان المصلي في انحطاطه ينحط منه إلى الارض الاقرب إليها اولا ثم الذي من فوقه ثم الذي من فوقه حتى ينتهي إلى اعلى ما فيه وهو وجهه فإذا رفع رأسه من السجود ارتفع أعلى ما فيه اولا ثم الذي دونه حتى يكون آخر ما يرتفع منه ركبتاه والله اعلم ثم كان يسجد على جبهته وانفه ويديه وركبتيه واطراف قدميه البخار رقم 812 مسلم رقم 490 ويستقبل بأصابع يديه ورجليه القبلة وكان يعتمد على اليتي كفيه ويرفع مرفقيه ويجافي عضديه عن جنبيه حتى يبدو بياض إبطيه ويرفع بطنه عن فخذيه وفخديه عن ساقيه ويعتدل في سجوده ويمكن وجهه من الارض مباشرا به للمصلي غير ساجد على كور العمامة قال ابو حميد الساعدي وعشرة من الصحابة يسمعون كلامه كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه فإذا اراد ان يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم قال الله اكبر فرفع ثم اعتدل فلم يصوب رأسه ولم يقنعه ووضع يديه على ركبتيه وقال سمع الله لمن حمده ثم رفع واعتدل حتى رجع كل عضو في موضعه معتدلا ثم هوى ساجدا وقال الله اكبر ثم جافى وفتح عضديه عن بطنه وفتح اصابع رجليه ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها واعتدل حتى يرجع كل عظم موضعه معتدلا ثم هوى ساجدا وقال الله اكبر ثم ثنى رجله وقعد عليها حتى يرجع كل عضو إلى موضعه ثم نهض فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة ثم صنع كذلك حتى إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها الصلاة أخر رجله اليسرى وقعد على شقه متوركا ثم سلم البخاري رقم 827 و 828 ابو داود رقم 733 الترمذي رقم 304 وكان يقول في سجوده سبحان ربي الاعلى ابو داود رقم 869 ابن ماجة رقم 887 الدارمي 1 / 299 وروي أنه كان يزيد عليها وبحمده أبو داود رقم 870 وربما قال اللهم إني لك سجدت وبك آمنت ولك اسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصورة وشق سمعه وبصورة تبارك الله احسن الخالقين مسلم رقم 771 وكان يقول ايضا سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي البخاري رقم 817 مسلم رقم 484 وكان يقول سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا انت مسلم رقم 485 وكان يقول سبوح قدوس رب الملائكة والروح مسلم رقم 485 وكان يقول اللهم اغفر لي ذنبي كله دقة وجلة واوله وآخره وعلانيته وسره مسلم رقم 484 وكان يقول اللهم إني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما على اثنيت نفسك مسلم رقم 486 وكان يجعل سجوده مناسبا لقيامه ثم يرفع رأسه قائلا الله اكبر غير رافع يديه ثم يفرش رجله اليسرى ويجلس عليها وينصب اليمنى ويضع يديه على فخذيه ثم يقول اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني وفي لفظ وعافني بدل واجبرني هذا حديث ابن عباس وقال حذيفة كان يقول بين السجدتين رب اغفر لي والحديثان في السنن ابو داود رقم 850 الترمذي رقم 284 ابن ماجة رقم 898 وكان يطيل هذه الجلسة حتى يقول القائل قد اوهم او قد نسي ثم يكبر ويسجد غير رافع يديه ويصنع في الثانية مثل ما صنع في الأولى ثم يرفع رأسه مكبرا وينهض على صدور قدميه معتمدا على ركبتيه وفخذيه وقال مالك بن الحويرث كان رسول الله إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا البخاري رقم 823 فهذه تسمى جلسة الاستراحة لا ريب أنه فعلها ولكن هل فعلها على أنها من سنن الصلاة وهيئاتها كالتجافي وغيره أو لحاجته إليه لما اسن واخذه اللحم وهذا الثاني أظهر لوجهين ان فيه جمعا بينه ويبن حديث وائل بن حجر ابو داود رقم 838 وابي هريرة الترمذي رقم 288 أنه كان ينهض على صدور قدميه الثاني أن الصحابة الذين كانوا احرص الناس على مشاهدة افعاله وهيئات صلاته كانوا ينهضون على صدور اقدامهم فكان عبدالله بن مسعود يقوم على صدور قدميه في الصلاة ولايجلس رواه البيهقي السنن الكبرى 2 / 125 عنه ورواه عن ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وابي سعيد الخدري من رواية عطية العوفي عنهم وهو صحيح عن ابن مسعود ولم يكن يرفع يديه في هذا القيام وكان إذا استتم قائما أخذ القراءة ولم يسكت وافتتح قراءته بالحمد لله رب العالمين فإذا جلس في التشهد الأول مفترشا كما يجلس بين السجدتين ويضع يده اليسرى على ركبته اليسرى واليمنى على فخذه اليمنى وأشار باصبعه السبابة ووضع إبهامه على اصبعه الوسطى كهيئة الحلقة وجعل بصرة إلى موضع إشارته وكان يرفع اصبعه السبابة ويحنيها قليلا يوحد بها ربه تعالى وذكر ابو داود من حديث ابن عباس عنه أنه قال هكذا الاخلاص يشير بأصبعه التي تلي الإبهام وهكذا الدعاء فرفع يديه مدا حذو منكبيه وهكذا الابتهال فرفع يديه مدا وقد روي موقوفا ثم كان يقول التحيات لله والصلوات الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله البخاري رقم 831 مسلم رقم 402 وكان يعلمه أصحابه كما يعلمهم القرآن ايضا يقول التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله مسلم رقم 403 هذا تشهد ابن عباس والاول تشهد ابن مسعود وهو اكمل لأن تشهد ابن مسعود يتضمن جملا متغايرة وتشهد ابن عباس جملة واحدة وايضا فإنه في الصحيحين وفيه زيادة الواو وكان يعلمهم إياه كما يعلمهم القرآن وروى ابن عمر عنه التحيات لله الصلوات الطيبات ابو داود رقم 971 وفيه انواع اخر كلها جائزة وكان يخفف هذه الجلسة حتى كأنه جالس على الرضف ابو داود رقم 995 وهي الحجارة المحماة ثم يكبر وينهض فيصلي الثالثة والرابعة ويخففهما عن الاوليين وكان يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب وربما زاد عليها احيانا دعاء القنوت وكان إذا قنت لقوم أو على قوم يجعل قنوته في الركعة الأخيرة بعد رفع رأسه من الركوع وكان اكثر ما يفعل ذلك في صلاة الصبح وقال حميد عن انس قنت رسول الله شهرا بعد الركوع في صلاة يدعو على رعل وذكوان البخاري رقم 1003 ومسلم رقم 677 وقال ابن سيرين قلت لانس قنت رسول الله في صلاة الصبح قال نعم بعد الركوع يسيرا وقال ابن سيرين عن انس قنت رسول الله شهرا بعد الركوع في صلاة الفجر يدعو على عصبة متفق على هذه الاحاديث البخاري رقم 1001 مسلم رقم 677 فهؤلاء اعلم الناس بأنس قد حكوا عنه ان قنوته كان بعد الركوع وحميد هو الذي روى عن انس انه سئل عن القنوت فقال كنا نقنت قبل الركوع وبعده ابن ماجه رقم 1183 والمراد بهذا القنوت طول القيام وقد اخبر ابو هريرة مثل ما اخبر به انس سواء انه قنت بعد الركوع لما قال سمع الله لمن حمده قال قبل ان يسجد اللهم نج عياش ابن ابي ربيعة والوليد بن الوليد وسلمة بن هشام والمستضعفين من المؤمنين متفق عليه البخاري رقم 4560 مسلم رقم 675 وقال ابن عمر أنه سمع رسول الله إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول اللهم العن فلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد البخاري رقم 4559 فقد اتفقت الاحاديث انه قنت بعد الركوع وانه قنت لعارض ثم تركه ثم قال انس القنوت في المغرب والفجر رواه البخاري رقم 1004 وقال البراء كان رسول الله يقنت في صلاة الفجر والمغرب رواه مسلم رقم 678 وقنت ابو هريرة في الركعة الأخيرة من الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح بعدما يقول سمع الله لمن حمده يدعو للمؤمنين ويلعن الكفار وقال لأقربن بكم صلاة رسول الله ذكره البخاري رقم 797 وقال أحمد وصلاة العصر مكان صلاة العشاء وقال ابن عباس قنت رسول الله شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاة إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة الأخيرة يدعو على حي من بني سليم ويؤمن من خلفه ذكره أحمد المسند 1 / 301 وابو داود رقم 1443 وقد اتفقت الاحاديث كما ترى على أنه في الركعة الاخيرة بعد الركوع وأنه عارض لا راتب وفي صحيح مسلم رقم 677 عن انس قنت يدعو على إحياء من أحياء العرب ثم تركه وعند الامام احمد 3 / 191 قنت شهرا ثم تركه وقال ابو مالك الاشجعي قلت لأبي يا ابت إنك قد صليت خلف رسول الله وأبي بكر عمر وعثمان وعلي بالكوفة ههنا قريبا خمس سنين اكانوا يقنتون قال اي بني إنه محدث قال الترمذي رقم 402 هذا حديث صحيح ورواه النسائي رقم 1080 ولفظه صليت خلف رسول الله فلم يقنت وصليت خلف ابي بكر فلم يقنت وصليت خلف عمر فلم يقنت وصليت خلف عثمان فلم يقنت وصليت خلف علي فلم يقنت ثم قال يا بني بدعة فمن كره القنوت في الفجر احتج بهذه الاحاديث وبقول انس ثم تركه قالوا فهو منسوخ ومن استحبه قبل الركوع فحجته الآثار عن الصحابة والتابعين بذلك قال ابو داود الطيالسي حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن أبي رجاء عن ابي مغفل أنه قنت في الفجر الركوع وقال مالك عن هشام بن عروة عن ابيه أنه كان يقنت في الفجر قبل الركوع قال مالك عن هشام بن عروة عن ابيه انه كان يقنت قبل الركوع اصبع بن الفرج والحارث بن مسكين وابن ابي العمر حدثنا عبدالرحمن بن القاسم قال سئل مالك عن القنوت في الصبح اي ذلك اعجبت إليك قال الذي ادركت الناس عليه وهوامر الناس القديم القنوت قبل الركوع قلت اي ذلك تأخذ في خاصة نفسك قال القنوت قبل الركوع قلت فالقنوت في الوتر قال ليس فيه قنوت ومن استحبه بعد الركوع فذهب إلى الاحاديث التي صرحت بأنه بعد الركوع وهي صحاح كلها قال الأثرم قلت لأبي عبدالله يقول أحد في حديث أنس إن النبي قنت قبل الركوع غير عاصم الأحول قال ما عملت أحدا يقوله غيره خالف عاصما قلت هشام عن قتادة عن أنس ان النبي قنت بعد الركوع والتميمي عن ابي مجلز عن انس ان النبي قنت بعد الركوع وايوب عن محمد قال سألت أنسا وحنظلة السدوسي عن انس اربعة وجوه قيل لأبي عبدالله وسائر الأحاديث أليس إنما هي بعد الركوع قال بلى كلها خفاف اين كانت وابو هريرة قلت لأبي عبدالله فلم ترخص إذا في القنوت قبل الركوع وإنما صحت الأحاديث بعد الركوع فقال القنوت في الفجر بعد الركوع وفي الوتر نختاره بعد الركوع ومن قنت قبل الركوع فلا بأس لفعل أصحاب رسول الله واختلافهم فيه فأما في الفجر فبعد الركوع والذي فعله رسول الله هو القنوت في النوازل فأما في الفجر فبعد الركوع والذي فعله رسول الله هو القنوت في النوازل ثم تركه ففعله سنة وتركه سنة وعلى هذا دلت جميع الاحاديث وبه تتفق السنة وقال عبدالله بن احمد سألت أبي عن القنوت في اي صلاة قال في الوتر بعد الركوع فإن قنت رجلي في الفجر اتباع ما روي عن النبي أنه قنت دعاء للمستضعفين فلا بأس فإن قنت رجل بالناس يدعو لهم ويستنصر الله تعالى فلا بأس وقال إسحاق الحربي سمعت ابا ثور يقول لأبي عبدالله أحمد ابن حنبل ما تقول في القنوت في الفجر فقال أبو عبدالله إنما يكون القنوت في النوازل فقال له ابو ثور اي نوازل اكثر من هذه النوازل التي نحن فيها قال فإذا كان كذلك فالقنوت وقال الأثرم سألت ابا عبدالله عن القنوت في الفجر فقال نعم في الأمر يحدث كما قنت النبي يدعو على قوم قلت له ويرفع صوته قال نعم ويؤمن من خلفه كذلك فعل النبي قال وسمعت ابا عبدالله يقول القنوت في الفجر بعد الركوع وسمعته قال لما سئل عن القنوت في الفجر فقال إذا نزل بالمسلمين امر قنت الإمام وامن من خلفه ثم قال مثل ما نزل بالناس من هذا الكافر يعني بابك الخرمي الخارجي وقال عبدوس بن مالك العطار سألت ابا عبداله احمد ابن حنبل فقلت إني رجل غريب من اهل البصرة وإن قوما قد اختلفوا عندنا في اشياء واحب ان اعلم رأيك فيما اختلفوا فيه قال سل عما احببت قلت فإن بالبصرة قوما يقنتون كيف ترى في الصلاة خلف من يقنت فقال قد كان المسلمون يصلون خلف من يقنت وخلف من لا يقنت فإن زاد في القنوت حرفا أو دعا بمثل إنا نستعينك او عذابك الجد او نحفد فإن كنت في الصلاة فاقطعها وشرع لامته ان يصلوا عليه في التشهد الأخير فيقولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد البخاري رقم 3370 مسلم رقم 406 وأمرهم ان يتعوذوا بالله من عذاب النار وعذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال البخاري رقم 1377 مسلم رقم 588 وعلم الصديق أن يدعو في صلاته اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم البخاري رقم 834 مسلم رقم 2705 وكان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما اسررت وما اعلنت وما اسرفت وما انت اعلم به مني انت القمدم وانت المؤخر لا إله لا أنت مسلم رقم 771 ثم كان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله ابو داود رقم 996 الترمذي رقم 295 وروى ذلك خمسة عشر صحابيا وكان إذ اسلم قال استغفر الله ثلاثا اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام مسلم رقم 591 لا إله الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد البخاري رقم 844 مسلم رقم 593 لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون مسلم رقم 594 وشرع لأمته التسبيح والتحميد عقيب كل صلاة أبو داود رقم 1523 وروى عنه النسائي عمل اليوم والليلة رقم 100 من حديث ابي امامة أنه قال من قرأ آية الكرسي عقيب كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت وكان يصلي قبل الظهر اربعا وبعدها ركعتين دائما الترمذي رقم 424 ولما شغل عنهما يوما صلاهما بعد العصر الترمذي رقم 184 وندب إلى اربع بعدها فقال من حافظ على اربع ركعات قبل الظهر وأربع ركعات بعدها حرمه الله على النار قال الترمذي رقم حديث صحيح 428 ولم ينقل عنه أنه كان يصلي قبل العصر حديث صحيح وفي السنن أبو داود رقم 1269 النسائي رقم 874 و 875 الترمذي رقم 430 عنه انه قال رحم الله امرا صلى قبل العصر اربعا وكان يصلي بعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين وقبل الصبح ركعتين البخاري رقم 1180 مسلم رقم 729 فهذه اثنتا عشرة ركعة سننا راتبة والفرائض سبع عشرة ركعة وكان يصلي من الليل عشر ركعات وربما صلى اثنتي عشرة ركعة ويوتر بواحدة البخاري رقم 1138 1139 مسلم رقم 738 فهذه اربعون ركعة ورده دائما الفرائض وسننها وقيام الليل والوتر ولم يكن من سننه الدعاء بعد الصبح والعصر وإنما كان من هديه الدعاء في الصلاة وقبل السلام منها كما تقدم والله أعلم تم الكتاب ولله الحمد المسألة العاشرة
214892
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%87%D8%A7/%D9%85%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9
كتاب الصلاة وحكم تاركها/مقدمة
الحمد لله رب العالمين ما يقول السادة العلماء الذين وفقهم الله وأرشدهم وهداهم وسددهم في تارك الصلاة عامدا هل يجب قتله أم لا؟ وإذا قتل فهل يقتل كما يقتل المرتد والكافر فلا يغسل ولا يصلي عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين أم يقتل حدا مع الحكم بإسلامه وهل تحبط الأعمال وتبطل بترك الصلام أم لا وهل تقبل صلاة النهار الليل وصلاة الليل بالنهار أم لا وهل تصح صلاة من صلى وحده وهو يقدر على الصلاة جماعة أم لا وإذا صحت هل يأثم بترك الجماعة أم لا وهل يشترط حضور المسجد أم يجوز فعلها في البيت وما حكم من نقر الصلاة ولم يتم ركوعها وسجودها وما كان مقدار صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما حقيقة التخفيف الذي نبه عليه بقوله صلى الله عليه وسلم: وما معنى قوله لمعاذ: ؟. والمسؤول سياق صلاته صلى الله عليه وسلم من حين كان يكبر إلى ان يفرغ منها سياقا مختصرا كأن السائل يشهده فأرشد الله من دل على سواء السبيل وجمع بين بيان الحكم والدليل وما أخذ الله الميثاق على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ الميثاق على أهل العلم أن يعلموا ويبينوا. أجاب الشيخ الإمام العلامة بقية السلف ناصر السنة وقامع البدعة الشيخ شمس الدين محمد بن أبي بكر الحنبلي المعروف بابن قيم الجوزية رضي الله عنه وأرضاه وجعل جنة الخلد متقلبه ومثواه. الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وسلم تسليما كثيرا. المسألة 0
214966
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الرابع
أعلم أن في استخراج المجهولات العددية من معلوماتها طرفا مختلفة وهي إما محتاجة إلى فرض المجهول شيئا مبهمًا كعلم الجبر والمقابلة وإما لا يحتاج إليه سمى بعلم المفتوحات وهي كمقدمات الحساب التي سبقت وكما يحصل ببعض من تلك المقدمات واستعانة بعض القوانين من النسبة وهو شامل لمسئلة الخطأين أيضًا افرزت منه لخصوصيتها بفرض المجهول عددا ثم عدد آخر وربما كان السؤال مغلقا من جهة العبارة لا يفهم في بدو الحال كيفية المناسبة بين مجهولاته ومعلوماته ظن أن لا يحصل استخراجه بالمفتوحات ولا يمكن التصرف فيه بالجبر والمقابلة أو لا ينتهي بعد التصرف فيه إلى المعادلة ويكون مستحيلة. فينبغي للمستخرج أن يمعن النظر فيه ويخلص عبارته ويعرف المناسبة بين معلوماته ومجهولاته وخواص بعضها مع بعض ولوازمه حتى يسهل عليه استخراج المجهول منه ويقال لهذا الأمر التحليل والتركيب وينبغي أن يكون ماهرًا مستحضرًا على مقدمات الحساب وسائر قوانينه ويكون صاحب ذهن ذكي بعض المجهولات من معلوماتها بالقوانين المذكورة ليكون منهاجًا للمبتدئين في طريق استعمال القوانين السابقة وهي أربعون مثالا أوردناها في ثلاثة فصول. وإنما أوتي بعض هذه الأسئولة في البهائية لكنا نورد في عمله ما لا يورد فيها مع فوائد كثيرة لا يخفي على من نظر فيه الفصل الأول مشتمل على خمسة وعشرين مثالاً الفصل الثاني مشتمل على سبعة أمثلة في الوصايا الفصل الثالث مشتمل على ثمانية أمثلة مجهولاتها مستخرجة بالقوانين الهندسية
214967
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الرابع/الفصل الأول
المثال الأول نريد عددا إذا ضوعف ونريد عليه واحد وضرب المجموع في ثلاثة ونزيد على الحاصل اثنان ثم ضرب ما بلغ في أربعة ونزيد على الحاصل اثنان ثم ضرب ما بلغ في أربعة ونزيد على الحاصل ثلاثة بلغت خمسة وتسعين. طريق استخراجه بالجبر والمقابلة أن نفرض ذلك العدد شيئا زدنا على ضعفه واحدًا بلغ شيئان وواحد ضربناه في الثلاثة حصلت ستة أشيئا وثلاثة زدنا عليه اثنين بلغت ستة أشيئا وخمسة ضربناه في الأربعة حصلت من الأشيئا أربعة وعشرون ومن العدد عشرون زدنا عليه الثلاثة بلغ أربعة وعشرين شيئا وثلاثة وعشرون عددا وهو يعادل خمسة وتسعين اسقطنا المشترك من المعادلين أعني ثلاثة وعشرين عددًا بقيت أربعة وعشرون شيئا معادلا لاثنين وسبعين عددًا فانتهت المسئلة إلى الأولى من المفرد فقسمنا العدد على عدد الأشياء خرجت ثلاثة وهي العدد المجهول. والأسهل أن يعمل في استخراج هذه المسئلة بالتحليل هكذا نقصنا من الخمسة والتسعين المعلوم الثلاثة بقي اثنان وتسعون قسمناه على الأربعة خرجت ثلاثة وعشرون نقصنا منه الأثنين بقي أحد وعشرون قسمناه على ثلاثة خرجت سبعة نقصنا منها واحدا بقيت ستة أخذنا نصفه كانت ثلاثة وهي المطلوب. وأمّا استخراجه بالخطأين ففرضنا ذلك العدد اثنين خرج أحد وسبعون وهو ناقص من خمسة وتسعين بأربعة وعشرين وهو الخطأ الأول ثم فرضناه خمسة خرجت مائة بأربعة وعشرين وهو الخطأ الأول ثم فرضناه خمسة خرجت مائة وثلاثة وأربعون وهو زائد من الخمسة والتسعين ثمانية وأربعين وهو الخطأ الثاني فضربنا المفروض الأول وهو اثنان في الخطأ الثاني وهو ثمانية وأربعون حصلت ستة وتسعون وضربناه المفروض الثاني وهو خمسة في الخطأ الأول وهو أربعة وعشرون حصلت مائة وعشرون ولما كان أحد الخطأين ناقص والأخر زائد قسمنا مجموع الحاصلين وهو مائتان وستة عشر على مجموع الخطأين وهو اثنان وسبعون خرجت ثلاثة وهي المطلوب. المثال الثاني جماعة دخلوا بستانا وقد اجيتني أحدهم رمانا واحدا والثاني اثنين والثالث ثلاثة وهكذا يتزايد بواحد واحد ثم انقسموا جميع ما معهم فيما بينهم بالسوية فأصاب كل واحد منهم ستة فكم يكون عدد الجماعة. واسهل استخراج هذه المسئلة بالمفتوحات باستعانة القاعدة الثالثة وهو أن ينقص وحدا من ضعف الستة التي هي حصة كل واحد منهم ليبقى أحد عشر وهو عدد الجماعة. وأمّا بالجبر والمقابلة فبأن نفرض عدد الجماعة شيئا ونزيد عليه واحدًا ليصير شيئًا وواحدا نضربه في نصف شيء يحصل نصف مال ونصف شيء وهو عدد جميع الرمان الذي اجتنوه بالنظم الطبيعي على ما سبق في القاعدة الثالثة ثم نضرب الستة وهي نصيب كل منهم في شيء وهو عدد الجماعة نحصل ستة أشيئا وهو عدد جميع الرمان وهي معادلة لحاصل الأول وهو نصف مال ونصف شيء وبعد حذف نصف الشيء المشترك من المعادلين يبقى خمسة اشيئا ونصف معادلا لنصف مال وقد انتهت المسئلة بالثانية من المفردات قسمنا الخمسة والنصف على النصف خرج أحد عشر وهو عدد الجماعة مثل ما سبق. المثال الثالث بحر ساحله سائران تفارق في وقت واحد وسار أحدهما كل يوم عشرة أميال والأخر في خلاف جهة الأول في اليوم الأول ميلا وفي الثاني ميلين وفي الثالث ثلاثة وهكذا يتزايد واحد واحد بحيث لم يبعد عن ساحله فإذا لاقيا قطع الأول سدسًا من المحيط والأخر خمسة اسداسه نريد أن نعرف مقدار المحيط ومقدار أيام السير فرضنا أيام السير شيئا فيكون مقدار حركة السائر الأول عشرة أشيئا ومقدار حركة السائر الثاني نصف مال ونصف شيء الذي هو مجموع الشيء بالنظم الطبيعي كما سبق في المثال المتقدم ولإنه قطع خمسة أسداس المحيط والسائر الأول سدسه ضربنا مقدار حركة السائر الأول في خمسة حصل خمسون شيئا وهو معادل لنصف مال ونصف شيء وبعد اسقاط نصف الشيء المشترك من المعادلين يبقى نصف مال معادلا لتسعة وأربعين شيئا ونصف شيء قسمناه على عدد الأموال وهو النصف بأن ضعفناه صار تسعة وتسعين وهو الشيء المجهول أعني أيام السير ضربناه في مقدار حركة السائر الأول وهو عشرة أميال حصل تسعمائة وتسعون ميلا وهو سدس المحيط فيكون محيط البحر خسمة الآف وتسعمائة وأربعين ميلا نقصنا منه ما قطع السائر الأول بقي أربعة الآف وتسعمائة وخمسون ميلا وهو ما قطع السائر الثاني امتحانه كان أيام السير تسعة وتسعين زدنا عليه واحدًا بلغ مائة ضربناها في نصف تلك الأيام حصلت أربعة الآف وتسعمائة وخمسون كما سبق. وأمّا بالمفتوحات فضربنا مقدار السير السائر الأول في يوم واحد وهو عشرة في خمسة حصل خمسون ضعفناه صار مائة نقصنا منه واحدًا بقيت تسعة وتسعون وهو عدد أيام سيرهما. المثال الرابع ثوب قيمته مجهول وهو عشرة أذرع فبيع بعض منه يكون عدد ذرعاته سُبع قيمته الثوب بسعة عشر دينار أو نصف دينار نريد أن نعرف قيمة الثوب ومقدار المبيع منه. فبالمفتوحات لما كان نسبة الذرعان الثوب إلى قيمة كنسبة ذرعان المبيع إلى ثمنه فعلى ما ذكرناه في القاعدة السابعة عشر ضربنا عدد ذرعان الثوب وهو عشرة في ثمن المبيع وهو سبعة عشر ونصف حصلت مائة وخمسة وسبعون وبالقاعدة الرابعة والثلاثين أخذنا سبعة فكان خمسة وعشرين أخذنا جذره فكان خمسة وهو ذرعان المبيع شيئا فيكون قيمة الثوب سبعة اشيئا حاصل ضربهما بهما يكون سبعة أموال وهو معادل لحاصل ضرب ذرعان الثوب في ثمن المبيع وهو مائة وخمسة وسبعون عدد. ولما انتهى العمل إلى الثالثة من المفردات قسمنا العدد على عدد الأموال خرجت من القسمة خمسة وعشرون أخذنا جذره فكان خمسة وهي ثمن المبيع وسبعة أمثالها تكون قيمة الثوب وهي خمسة وثلاثون وبوجه أخر فرضنا قيمة الثوب شيئا وقسمنا عليه حاصل ضرب ذرعان الثوب في ثمن المبيع منه وهو مائة وخمسة وسبعون عددًا خرجت من القسمة مائة وخمسة وسبعون جزء شيء وهو معادل لسبع شيء. ولمّا كانت المناسبة بين جزء الشيء والشيء كالمناسبة بين العدد والمال فبدلنا جزء الشيء بالعدد والشيء بالمال فصارت مائة وخمسة وسبعون عددا معادلا لسبع مال وانتهى بالثالثة من المفردات قسمنا العدد على عدد المال بأن ضربناه في مخرج السبع حصل وهو الخارج من القسمة جذره فكان خمسة وثلاثان وهو قيمة الثوب يكون سبعة خمسة وهو ذرعان المبيع. المثال الخامس اشترينا جنسا بعشرة وبعناه باثنا عشر ربحنا ثلاثة أجذار رأس المال فكم يكون رأس المال. فبالمفتوحات ضربنا عدد الأجذار وهو ثلاثة في سعر الشري حصل ثلاثون قسمناه على فضل ما بين المسعرين وهو اثنان خرج من القسمة خمسة عشر وهو جذر رأس المال لأن نسبة المربع إلى عدة من أجذاره كنسبة الجذر إلى تلك العدة بالقاعدة الرابعة والثلاثين فيكون رأس المال مائتين وخمسة وعشرين. طريق أخر بالتحليل والتركيب خلاصة كلام هذا السؤال أنا أردنا عددا مربعا يكون ثلاثة أجذاره خمس ذلك العدد فإذا ضربنا الثلاثة في مخرج الخمس نحصل خمسة عشر فعلم أن ذلك المربع خمسة عشر مثلا لجذره فيكون ضلعه أيضًا خمسة عشر لأن المربع هو تكرار الجذر بعدته وبالجبر والمقابلة فرضنا رأس المال مالا لاحتياجنا بجذره تكون ثلاثة أجذاره معادلا لخمس مال. انتهى بالثانية من المفردات قسمنا عدد الأجذار وهو ثلاثة على عدد المال وهو خمس خرجت خمسة عشر وهو الشيء المجهول ربعناه صار مائتين وخمسة وعشرين وهو رأس المال وهو مثل ما مر. المثال السادس حلى مركب من الذهب واللؤلؤ وزنه ثلاثة مثاقيل وقيمة أربعة وعشرون دينار وقيمة مثقال من الذهب خمسة دنانير ومن اللؤلؤ خمسة عشر دينارا نريد معرفة وزن كل منهما. فبالجبر والمقابلة فرضنا وزن الذهب شيئا تكون ثمنه خمسة أشياء وبقي وزن اللؤلؤ ثلاثة مثاقيل الأشياء ضربناه في قيمة مثقال منه أعني خمسة عشر حصلت خمسة وأربعون دينار إلا خمسة عشر شيئا وهو ثمن اللؤلؤ جمعنا الثمنين بلغ خمسة وأربعين دينار إلا عشرة أشياء وهو معادل الأربعة وعشرون دينار قيمة الحلى وبعد جبر الاستثناء والمقابلة يكون أحد وعشرون دينار معادلا لعشرة أشياء انتهى بالأول من المفردات قسمنا العدد على عدد الأشيئا خرج من القسمة اثنان وعشر وهو الشيء المجهول اعني وزن الذهب فبقي وزن اللؤلؤ تسعة أعشار مثقال. وبالمفتوحات ضربنا وزن الحلي وهو ثلاثة في السعر الأعلى وهو خمسة عشر حصل خمسة وأربعون أخذنا التفاضل بينه وبين قيمة الحلي فكان أحدى وعشرين قسمناه على التفاضل بين السعرين وهو عشرة خرج اثنان وعشر وهو المطلوب. نوع آخر ضربنا وزن الحلي وهو ثلاثة في السعر الأدنى وهو خمسة حصل خمسة عشر أخذنا التفاضل بينه وبين قيمة الحلي فكان تسعة قسمناها على التفاضل بين السعرين وهو عشرة خرج تسعة أعشار وهو وزن اللؤلؤ. المثال السابع حلي مركب من ثلاثة جواهر كالذهب واللؤلؤ والياقوت وزنه ثلاثة مثاقيل وقيمته ستون دينار وقيمة مثقال من الذهب أربعة دنانير ومن اللؤلؤ عشرون دينارًا أو من الياقوت ثلاثون دينارًا نريد أن نعرف وزن كل واحد منها. وفي استخراجه طرق ثلاثة الطريق الأول وزن الحلي في السعر الأعلى وننقص منه قيمة الحلي فما بقي نقسمه على التفاضل بين سعري الأعلى والأدنى فما خرج نحفظ ثم نأخذ وزن الأرخص مقدارًا يكون أقل من المحفوظ كم كان وليكن نصف مثقال من الذهب يكون قيمة دينارين ننقص الوزن من وزن الحلي وقيمته من قيمته ليبقي حليًا مركبًا من اللؤلؤ والياقوت وزنه مثقالان ونصف وقيمته ثمانية وخمسون دينارًا نستخرج وزنهما كما سبق في المثال المتقدم بأن نفرض وزن اللؤلؤ شيئا يكون قيمته عشرين شيئا ويبقي وزن الياقوت مثقالان ونصف الأشيئا ضربناها في ثلاثين حصل ثمن الياقوت خمسة وسبعون دينار إلا ثلاثين شيئا يكون مجموع المثمن خمسة وسبعين دينار إلا عشرة أشيئا وهو معادل لقيمة الحلي المركب من اللؤلؤ والياقوت وهي ثمانية وخمسون دينارا وبعد الجبر والمقابلة يكون سبعة عشر دينارًا معادلًا لعشرة أشيئا فخرج من قسمة العدد على عدد الأشيئا وزن اللؤلؤ مثقال وسبعة أعشار وبقي وزن الياقوت أربعة أخماس مثقال وضعناهما مع وزن الذهب وثمن كل منهما في هذا الجدول الطريق الثاني أن نجمع سعري الأرخيصين وبنصف المجموع ليصير الجنس واحد قيمة مثقال منه ذلك النصف أعني اثنا عشر دينارًا فكان الحلي مركب من جنسين أحدهما مركب من جنسين قيمة مثقال منه اثنا عشر دينارًا والأخر ياقوت قيمة مثقال منه ثلاثون دينارًا وقيمة الحلي ستون دينار فيستخرج وزن كل منهما كما سبق في المثال السادس، مثلا ضربنا وزن الحلي وهو ثلاثة في السعر الأعلى وهو الثلاثون حصل تسعون أخذنا التفاضل بينه وبين قيمة الحلي فكان ثلاثين قسمناه على التفاضل بين السعرين أعني الاثني عشر والثلاثين وهو ثمانية عشر خرج من القسمة وزن مجموع الأرخصين مثقال وثلثان على التناصف بينهما وبقي وزن الياقوت مثقال وثلث كما في هذا الجدول الطريق الثالث أن نفرض وزن الذهب شيئا ووزن اللؤلؤ أيضًا شيئا وبقي وزن الياقوت ثلاثة مثاقيل إلا شيئين فيكون ثمن الذهب أربعة أشيئا وثمن اللؤلؤ عشرين شيئا وثمن الياقوت تسعين دينار إلا ستين مجموعها تسعون دينارًا إلا ستة وثلاثين شيئا وهو معادل الستين دينارًا وبعد إسقاط المشرك والجبر يكون ثلاثون معادلا لستة وثلاثين شيئا فإذا قسمنا العدد على عدد الأشيئا خرج وزن الذهب خمسة أسداس مثقال وكذا وزن اللؤلؤ وبقي وزن الياقوت مثقال وثلث كما سبق وإن قيد في السؤال أن وزن أحد من الجواهر ثلث وزن أحد الباقيين أو ربعه أو على نسبة أخري نفرض ذلك الجواهر شيئا والأخر ثلاثة أشيئا أو أربعة على النسبة المقيدة في السؤال ونتم العمل وإن كان الحلي مركبا من أربعة أجناس. فبالطريق الأول أن نضرب وزن الحلي في السعر الأعلى وننقص منه قيمة الحلي فما بقي نقسمه على فضل السعر الأعلى على نصف مجموع سعري الأرخصين أو على ثُلث مجموع سعر الأرخص وضعف سعر الأرخص الآخر أن نأخذ وزن الأول نصف وزن الثاني وقس عليه فما خرج فهو المحفوظ ثم نأخذ وزن كل واحد من الأرخصين مقدارا إما متساويين أو مختلفين بحيث يكون مجموعهما أقل من المحفوظ وننقص وزنهما عن وزن الحلي وقيمتهما عن قيمة فما بقي من الأول يكون وزن الباقيين معا ومن الثاني يكون قيمتهما معا نستخرجهما كما سبق في المثال السادس. المثال الثامن أجير أجرته في الشهر أعني ثلاثين يومًا عشرة دنانير وثوب عمل ثلاثة أيام فاستحق الثوب فكم يكون قيمة الثوب فرضناها شيئا فيكون الأجرة في الشهر عشرة دنانير وشيئا أخذنا عشرة لأن أيام عمله عشر أيام الشهر فكان دينارا وعشر شيء وهو قيمة الثوب يعادل شيئا وبعد المقابلة أي اسقاط العشر المشترك يكون دينار معادلاً لتسعة أعشار شيء فقسمنا الدينار على عدد الأشيئا وهو تسعة اعشار خرج من القسمة واحد وتسع وهو المطلوب. وإن عمل سبعة أيام واستحق الثوب فكم يكون ثمنه فرضناه شيئا فيكون الأجرة في الشهر عشرة دنانير وشيئا ونسبة إلى أيام الشهر كنسبة الشيء إلى أيام عمله وكما مر في القاعدة السابعة عشر ضربنا الثلاثين في الشيء حصل ثلاثون شيئا وضربنا السبعة في عشرة دنانير وشيء حصل سبعون دينارا وسبعة أشيئا معادلا لحاصل الأول وهو ثلاثون شيئا وبعد إسقاط سبعة الأشيئا المشتركة فيهما بقي سبعون دينار معالا لثلاثة وعشرين شيئا وقسمنا العدد على عدد الأشيئا فخرج من القسمة ثلاثة وجزء من ثلاثة وعشرين وهي الشيء المجهول وأعني ثمن الثوب امتحانه زدناه على العشرة بلغت الأجرة في الشهر ثلاثة عشر وجزء من ثلاثة وعشرين ضربناه في السبعة التي هي أيام العمل حصل أحد وتسعون وسبعة أجزاء من ثلاثة وعشرين. وبالمفتوحات إذا عمل سبعة أيام استحق الثوب فإن عمل بقية الشهر استحق عشرة دنانير قسمنا على البقية اعني ثلاثة وعشرين خرج من القسمة مجهول عشرة أجزاء من ثلاثة وعشرين وهو أجرة يوم واحد فيكون أجرة سبعة أيام ثلاثة دنانير وجزء من ثلاثة وعشرين. المثال التاسع ثلاثة أجزاء أجرة أحدهم في الشهر خمسة والثاني أربعة والثالث ثلاثة عمل كل واحد منهم أيامًا وكسورًا مجهولة مجموعها ثلاثون يومًا وكانت أجرتهم في أيام العمل متساوية نريد أن نعرف أيام عمل كل واحد منهم ولمّا كان نسبة أجرة الأول في الشهر إلى أجرة الثاني فيه كنسبة الخمسة إلى الأربعة ونسبة أجرة الأول فيه إلى أجرة الثالث فيه كنسبة الخمسة إلى الثلاثة فيكون نسبة أيام عمل الأول إلى أيام عمل الثالث كنسبة الثلاثة إلى الخمسة على التبادل عند تساوي الأجرة كما مر في القاعدة التاسعة والثلاثين ففرضنا أيام عمل من يأخذ في الشهر خمسة شيئا ولمن في يأخذ في الشهر أربعة أشيئا وربع شيء لأن الخمسة مثل وربع للأربعة ولمن يأخذ في الشهر ثلاثة شيئا وثلثي شيء جمعناها صارت ثلاثة أشيئا واحد عشر جزء من اثني عشر وهو معادل الثلاثين قسمنا الثلاثين عليه فخرج من القسمة سبعة واحد وثلاثون جزءً من سبعة وأربعين جزءً وهو الشيء المجهول أعني أيام عمل من يأخذ في الشهر خمسة أخذنا ربعه فكان واحدًا وثلاثة وأربعين جزءً من سبعة وأربعين زدناه عليه بلغت تسعة أيام وسبعة وعشرون جزءً من سبعة وأربعين وهذا أيام عمل من يأخذ في الشهر أربعة ثم أخذنا ثلثي أيام عمل الأول فكان خمسة وخمسة أجزاء من سبعة وأربعين زدناه على أيام عمل الأول بلغ اثنا عشر يومًا وستة وثلاثون جزءً من سبعة وأربعين وهو أيام عمل الثالث وإن أخذنا ثلث أيام عمل الثاني ونزيده عليه بلغت أيضُا أيام عمل الأجير الثالث. وقد وضعنا هذه المقادير في جدول مع امتحانها المثال العاشر أربعة أجزاء ويكون أجرة أحدهم في الشهر ستة والثاني خمسة والثالث أربعة والرابع ثلاثة عمل كل واحدًا مجهولة مجموعها ثلاثون يومًا فرضنا أيام عمل الأول شيئا فيكون للثاني شيئا وخمس شيء بما مر في المثال المتقدم وللثالث شيئا ونصف شيء وللرابع شيئين مجموعها خمسة أشيئا وسبعة أعشار شيء معادلا الثلاثين قسمناه عليه خرجت من القسمة خمسة وخمسة عشر جزءًا من سبعة وخمسين فهو أيام عمل الأجير الأوّل فيكون للباقي كما وضعناه في جدول وهو هذا المثال الحادي عشر أردنا أن نقسم عشرة بقسمين يكون مجموع مربع قسم منهما مع نفس القسم الآخر مربعا فرضنا ذلك القسم شيئا والقسم الآخر شيئين ووحدا من العدد ليكون مع المال مربعا أعني ليكون مجموع مربع الأول وهو مال ونفس الثاني وهو شيئان وواحد مالا وشيئين واحدا يوجد جذره وهو شيء ووحدا فجمعنا المفروضين كانت ثلاثة أشيئا وواحدا وهو معادل لعشرة وبعد اسقاط الواحد المشترك منهما يكون ثلاثة أشيئا معادلة لتسعة قسمناها عليها خرجت من القسمة ثلاثة وهو الشيء المجهول أعني القسم الأول وبقيت القسم الآخر سبعة وهي مع مربع الثلاثة تكون ستة عشر وهو مربع. وإن أردنا نفرض القسم الأول شيئين والثاني اثني عشر شيئا وتسعة من العدد ليكون مع مربع الأوّل وهو أربعة أموال مربعا قدره شيئان وثلاثة فيكون المجموع أربعة عشر شيئا معادلا لواحد قسمناه عليه خرج من القسمة نصف سبع وهو الشيء الواحد المجهول ولما فرضنا القسم الأول شيئين يكون السبع والقسم الآخر تسعة وستة أسباع وهو مع مربع الأول تسعة وثلاثة وأربعون جزءًا من تسعة وأربعين وهو مربع إذ يكون جذؤه ثلاثة وسبع وهو ما فرضناه شيئين وثلاث. المثال الثاني عشر نريد عددًا إذا زدنا عليه ثلاثة ونصفا أو نقصنا منه ثلاثة ونصفًا يكون بعد الزيادة والنقصان مربعا وخلاصة الكلام فيه أنا أردنا عدد إذا زدنا على مربعه سبعة كان المبلغ مربعا فإذا وجد وزيد على مربعه سبعة كان المبلغ مربعا فإذا وجد وزيد على مربعه ثلاثة ونصفا بلغ العدد الذي إذا زيد عليه أو نقص منه ثلاثة ونصف يكون بعد الزيادة والنقصان مربّعا. فبالجبر والمقابلة فرضناه شيئا فيكون مربعه مالا زدنا عليه السبعة بلغ مال وسبعة قابلناه بمربع وهو مال وشيئان وواحد وقد أوردنا شرط هذه المقابلة في القاعدة الثانية وبعد إسقاط المشتركة بقيت ستة معادلة لشيئين قسمنا الستة على الاثنين خرجت ثلاثة وهي المطلوب. فإذا زدنا على مربعه ثلاثة ونصف بلغ اثنا عشر ونصف وهو العدد المطلوب أوّلا أي الذي إذا زيد عليه أو نقص منه ثلاثة ونصف يكون بعد الزيادة أو النقصان مربعا. وإن قابلناه بمال وأربعة إلا أربعة أشياء وبعد إسقاط المشتركة بقيت ثلاثة معادلة لأربعة اشيئا قسمنا العدد على الأشيئا خرجت ثلاثة أرباع فإذا زدنا على مربعه وهو تسعة أجزاء من ستة عشر السبعة المذكورة بلغت سبعة وتسعة أجزاء من ستة عشر وهو مجذور جذره اثنان وثلاثة أرباع. وبالمفتوحات ننقص أي مربع كان من العدد الذي نريد أن يقع بين المربعين ونقسم نصف الباقي على جذر ذلك المربع فما خرج فهو المطلوب. أي جذر المربع الأقل وهو جذر ذلك المربع يكون جذر المربع الأكثر مثلا في هذه المسئلة نقصنا مربعا وهو الأربعة من السبعة التي نريد أن يقع ما بين المربعين بقيت ثلاثة قسمنا نصفها وهو واحد ونصف على جذر ذلك المربع وهو اثنان فخرجت ثلاثة أرباع وهي جذر المربع الأقل وهو المطلوب. ولو نربع نصف العدد الذي نريد أن يقع بين المربعين ونريد عليه ربع الواحد دائما فإذا زدنا على المبلغ أو نقصنا منه ذلك النصف لكان ما بلغ أو ما بقي مربعا وما سبق أعم من هذا. المثال الثالث عشر أردنا أن نقسم عشرين بقسمين يكون أحد قسميه مساويا لمربع الآخر فرضنا أحد القسمين شيئا فيكون القسم الآخر عشرون الأشياء وهو معادل لمال وبعد الجبر صار عشرون معادلا لمال وشيء فانتهى العمل بالمسئلة الأولى من المقترنات أخذنا مربع نصف عدد الأشيئا وهو النصف فكان ربعًا زدناه على العدد وهو عشرون بلغ عشرون وربع أخذنا جذره فكان أربعة ونصفا نقصنا منه نصف عدد الأشيئا وهو النصف بقيت أربعة وهو المطلوب. ووضعنا أرقام العمل وشرحه في جدول ليسهل ضبطه. المثال الرابع عشر أجير أجرته في الشهر تسعون دينارًا عمل أيامًا مجهولة فاستحق مقدار إذا نقص منه ديناران بقي مربع أيام عمله وخلاصة كلام هذا السؤال أنا نريد عددا إذا نقصنا من ثلاثة أمثاله اثنان بقي مربع ذلك العدد لأن نسبة الأجرة إلى الأيام نسبة ثلاثة إلى الواحد ففرضنا أيام عمله شيئا فيكون أجرته ثلاثة أشيئا نقصنا منه دينارين بقيت ثلاثة أشيئا إلا دينارين وهو معادل لمال وبعد الجبر يكون ثلاثة أشيئا معادلة لمال ودينارين فانتهى بالثانية من المقترنات أخذنا نصف عدد الأشيئا فكان واحدا ونصفا يكون مربعه اثنين وربعا نقصنا منه العدد وهو اثنان بقي الربع أخذنا جذره فكان النصف زدناه على نصف عدد الأشيئا تارة بلغ اثنان ونقصنا منه آخرب بقي واحد وكل واحد منهما الشيء المجهول أعني أيام عمله وضعنا أرقام العمل في جدول ليسهل فهمه وهو هذا امتحانه فإن عمل يومين تكون أجرته ستة دنانير فإذا نقصنا منه اثنين بقيت أربعة وهي مربع الاثنين وإن عمل يوما واحدا تكون أجرته ثلاثة دنانير وإذا نقصنا منه اثنين بقي واحد وهو مربع الواحد أيضًا المثال الخامس عشر أردنا عددا إذا نقص من ضعفه واحد ثم ضرب الباقي في ثلاثة ونقص من الحاصل اثنان وضرب الباقي في أربعة ونقص من الحاصل ثلاثة تكون جذر الباقي مثلي ذلك العدد وثُلث مثله فرضنا ذلك العدد شيئا ونقصنا من ضعفه واحدا بقي شيئان إلا واحد ضربناه في ثلاثه حصلت ستة أشياء إلا ثلاثة نقصنا منه اثنين بقيت ستة أشيئا إلا خمسة ضربناه في أربعة حصلت أربعة وعشرون شيئا إلا عشرين عددا نقصنا منه ثلاثة بقيت أربعة وعشرون شيئا إلا ثلاثة وعشرون عددا وهو معادل لمربع شيئين وثلث شيء وهو خمسة أموال وأربعة اتساع مال جبرنا الاستثناء صارت أربعة وعشرون شيئا معادلا لخمسة أموال وأربعة اتساع مال وثلاثة وعشرين عددا رددنا الأموال إلى مال واحد وأخذنا الجنسين الباقين على تلك النسبة بأن قسمنا كل واحد منهما على عدد الأموال فصار بعد الرد أربعة أشيئا وعشرون جزءا من تسعة وأربعين معادلا لمال واحد وأربعة أعداد واحد عشر جزءا من تسعة وأربعين فانتهى إلى الثانية من المقترنات واستخراج المجهول فأوردنا في هذا الجدول المثال السادس عشر أردنا أن نقسم عشرة بقسمين بحيث إذا نقصنا من العشرة نصف أحد قسميها بقي مربع القسم الآخر وخلاصة الكلام فيه أنا أردنا عددا يكون فضل مربعه عليه مساويا لفضل العشرة على ذلك المربع فرضناه شيئا ونقصناه من العشرة بقيت عشرة الأشيئا وهو ضعف أحد الفضليه فيكون نصفه خمسة إلا نصف شيء نقصناه من العشرة بقيت خمسة ونصف شيء وهو معادل لمال واحد. فانتهى بالثالثة من المقترنات حصلنا مربع نصف عدد الأشياء وهو الربع فكان جزءا من ستة عشر زدناه على العدد بلغت خمسة وجزء من ستة عشر أخذنا جذره فكان اثنين وربعا زدنا عليه نصف عدد الأشياء وهو الربع بلغ اثنين ونصفا وهو الشيء المجهول الذي يساوي فضل مربعه عليه فضل العشرة على مربعه وهو أيضًا أحد قسمي العشرة والآخر سبعة ونصف إذا نقص سبعة ونصف وهو ثلاثة وثلاثة أرباع بقيت ستة وربع وهو مربع اثنين ونصف وقد وضعنا أرقام العمل في جدول وهو هذا المثال السابع عشر جنسان عشرة من أحدها بدينار وخمسة عشر من الآخر بدينار نريد بدينار واحد منهما بالسوية. فبالمفتوحات طلبنا أقل عدد يعدة كل واحد من المسعرين فوجدناه ثلاثين قسمناه على العشر خرجت ثلاثة وعلى خمسة عشر خرج اثنان جمعناهما كانت خمسة جعلناها مخرجا ونسبنا كل واحد من خارجي القسمة إليه كان الأول ثلاثة أخماس والثاني خمسان وهما قسما الدينار إذا أخذنا بالأول من الجنس الأول وبالثاني من الثاني كان المأخوذان متساويين والمأخوذ هو الستة. طريق آخر جمعنا المسعرين كان خمسة وعشرين ولما كانت نسبة المسعر الثاني إلى المجموع كنسبة ثلاثة أخماس إلى الواحد أخذنا بثلاثة أخماس دينار من المسعر الأول وبخمسي دينار من المسعر الثاني حصلت ستة بما مر في القاعدة التاسعة والثلاثين. وإن أردنا بخمسة دنانير أو بخمس دينار منهما على السوية يحصل أولا بدينار منهما على السوية ثم نضرب كل واحد من قسمي الدينار والمأخوذ بهما في الخمسة أو في الخمس وعليه القياس. والجبر والمقابلة فرضنا أحد القسمين شيئا والآخر دينار إلا شيئا ضربنا الأول في المسعر الأول والثاني في المسعر الثاني حصل من الأول عشرة أشيئا وهو معادل الحاصل الضرب الثاني وهو خمسة عشر دينار إلا خمسة عشر شيئا وبعد الجبر يكون خمسة وعشرون شيئا معادلا لخمسة عشر دينار قسمنا العدد على عدد الأشيئا فخرجت ثلاثة أخماس وهو الشيء المجهول ضربناه في عشرة حصلت ستة وبقي القسم الآخر الخمسان ضربناهما في خمسة عشر حصلت أيضًا ستة وهو المطلوب. وإن أردنا نشتري أربعة عشر منهما بدينار فيعادل بين أربعة عشر وبين مجموع حاصلي الضربين أعني خمسة عشر دينار إلا خمسة أشيئا وبعد الجبر واسقاط المشتركة تكون خمسة أشيئا معادلا لدينار واحد قسمناه عليه خرج من القسمة خمس دينار وهو الشيء المجهول ضربناه في عشرة حصل اثنان وبقي القسم الآخر أربعة أخماس ضربناها في خمسة عشر حصل اثنا عشر مجموعهما أربعة عشر وهو المطلوب. وبالمفتوحات قسمنا الفضل بين المسعر الأكثر والمطلوب هو واحد على التفاضل بين المسعرين وهو خمسة خرج خمس دينار أخذنا به المسعر الأقل كان اثنان وبالباقي من المسعر الأكثر كان اثنا عشر مجموعهما هو المطلوب. وإن أردنا أربعين بثلاثة دنانير نضرب الثلاثة في المسعر الأكثر ونأخذ فضل الحاصل على الأربعين وهو خمسة نقسمها على الفضل بين المسعرين وهو أيضًا خمسة خرج واحد نأخذ به المسعر الأقل حصلت عشرة وبالباقي من الأكثر حصل ثلاثون مجموعهما أربعون وهو المطلوب. المثال الثامن عشر ثلاثة أجناس عشرة من الأول بدينار وخمسة عشر من الثاني بدينار وثلاثون من الثالث بدينار وأردنا بدينار واحد من تلك الأجناس بالسوية. فبالمفتوحات طلبنا أقل عدد يعده كل واحد من المسعرات الثلاثة وجدناه ستين قسمناه على كل واحد من المسعرات خرجت من الأولى ستة ومن الثانية أربعة ومن الثالثة اثنان قسمنا كل واحد من هذه مجموعها وهو اثني عشر خرج من القسمة الأولى النصف ومن الثانية الثلث ومن الثالثة السدس وهي أجزاء الدينار إذا أخذنا بالأول من الجنس الأول وبالثاني من الثاني وبالثالث من الثالث تكون المأخوذات متساوية كما أن نصف العشرة وثلث خمسة عشر وسدس ثلاثين يكون خمسة. وقد وضعنا دستور العمل في الجدول ليسهل فهمه على المتأمل فيه وعليه القياس إذا كانت الأجناس كثيرة وأمّا بالجبر والمقابلة ولما كان خلاصة كلام هذا السؤال أنا أردنا أن نقسم دينار بثلاثة أقسام إذا ضرب القسم الأول في عشرة والثاني في خمسة عشر والثالث في الثلاثين يكون الحواصل متساية وفرضنا القسم الأول شيئا والثاني ثلثي شيء لأن حاصل ضرب القسم الأول في عشرة تساوي حاصل ضرب القسم الثاني في خمسة عشر. فما مر في القاعدة السابعة يكون نسبة القسم الأول إلى الثاني كنسبة خمسة عشر إلى عشرة هذا بحسب مفهوم خلاصة الكلام. وأمّا بحسب مفهوم أصل السؤال فلإن نسبة السعر الأول إلى السعر الثاني كنسبة المسعر الثاني إلى المسعر الأول كما سبق في القاعدة التاسعة والثلاثين. فبقي القسم الثالث دينار الأشيئا وثلثي شيء ضربنا الأول في العشرة أو الثاني في خمسة حصلت عشرة أشيئا وضربنا الثالث في ثلاثين حصل ثلاثون دينار إلا خمسين شيئا وهو معادل لأحد الحاصلين الأولين وهو عشرة أشياء. وبعد الجبر يكون ثلاثون دينارا معادلا لستين شيئا قسمنا العدد على عدد الأشياء خرج من القسمة النصف وهو القسم الأول من الدينار ويكون القسم الثاني ثلاثة أعني الثلاث والباقي يكون القسم الثالث وهو السدس، ومن لم يقدر في أمثال هذه المسائل على معرفة كيفية النسبة من الأقسام فعليه نفرض القسم الأول شيئا والثاني فلسا والثالث دينارًا إلا شيئا وفلسا، فإذا حصل بضرب الأول عشرة أشيئا وبضرب الثاني خمسة عشر فلسًا وبالثالث ثلاثون دينار إلا ثلاثين شيئا وإلا ثلاثين فلسًا، فتبين له أن خمسة عشر فلسًا يساوي عشرة أشيئا لأن الفرض يساوي حاصل الضروب فيكون ثلاثون فلسًا مساويًا لعشرين شيئا فيكون الحاصل الثالث ثلاثين دينار إلا خمسين شيئا والباقي كما سبق بعينه. وهذا الطريق يليق بالمبتدئين ولا يليق بالماهرين في العلم والعمل لإن عمل به يعرف النسبة بين الشيء والفلس في آخر العمل وعلى الماهران يعرفها قبل الشروع في العمل. وإن أردنا عشرين منها بدينار أي أردنا أن نقسم دينار بثلاثة أقسام إذا ضرب الأول في عشرة والثاني في خمسة عشر والثالث في ثلاثين يكون مجموع الحواصل عشرين ففي استخراجها طرق ثلاثة على قياس ما ذكرنا في المثال السابع في الحلي إلا أن المسعر ههنا بمثابة السعر هناك وبالعكس وكذا الثمن والمثمن والرخيص بمثابة الغالي وبالعكس فإوردناها لسهولة فهم المبتدئين الطريق الأول أن ننقص المسعر المطلوب وهو عشرون المسعر الأكثر وهو ثلاثون ونقسم الباقي وهو عشرة على فضل المسعر الأكثر على الأقل وهو عشرون فما يخرج وهو النصف نحفظه ثم نفرض القسم الأول من الدينار مقدار أقل من المحفوظ كم كان وليكن خمسين ونشتري به من المسعر الأقل حصلت أربعة ننقص الثمن أعني الخمسين من الدينار يبقي ثلاثة أخماس ونقص المثمن أعني الأربعة عن المسعر المطلوب وهو عشرون بقيت ستة عشر فيصير المسئلة إلى أن لنا جنسين أحدهما خمسة عشر بدينار والآخر ثلاثون بدينار نريد ستة عشرة بثلاثة أخماس دينار نعمل بها كما عملنا في المثال المتقدم. والطريق الثاني أن نأخذ نصف مجموع المسعرين الأولين وهو اثنا عشر ونصف وندعوه بالمسعر المشترك ونفرضه مسعرا واحدا فآلت المسئلة إلى جنسين من الأول اثنا عشر ونصف بدينار ومن الثاني ثلاثون بدينار نريد عشرين منهما بدينار نعمل بها كما عملنا في المثال المتقدم فما حصل من المسعر المشترك بنصف الثمن والمثمن ليحصل المطلوب. والطريق الثالث أن نفرض القسم الأول من الدينار شيئا وثانيها أيضًا شيئا وثالثها دينار إلا شيئين ونضرب كلا منهما فيما بإزائه من المسعرات ونجمع الحواصل ومقابل المجموع بعشرين وقد أوردنا الحواصل بالطريق الثلاثة وهو هذه وقس عليه وعلى ما سبق أن أردنا مائة بخمسة دناينر وكانت الأجناس أكثر من ثلاثة. المثال التاسع عشر مائة من الطيور بط وعصافير ودجاج كل واحدة من البط بأربعة دنانير وكل خمسة من العصفور بدينار وكل واحدة من الدجاج بدينار واحد وأردنا مائة بمائة دينار ولما كان واحدة من الدجاج بواحد وسعر البط أكثر من مسعره والمسعر من العصفور أكثر من سعره فإذا تكافيا يكون الباقي عدد الدجاج. فبالمفتوحات إن لم يكن السعر والمسعر في كل منهما صحيحين نردهما إلى صحيحين كما في هذا السؤال كان كل واحد من العصفور بخمس دينار جعلناها خمسة بدينار ثم أخذنا الفضل بين سعر البط وهو أربعة ومسعره وهو واحد فكان ثلاثة ضربناها في المسعر من العصفور وهو خمسة حصلت خمسة عشر وهو عدد العصفور ثم أخذنا الفضل بين سعر العصفور ومسعره فكان أربعة ضربناها في المسعر من البط وهو واحد فلا يتغير عن حالها وهي عدد البط جمعناه مع عدد العصفور وهو خمسة بلغت تسعة عشر بتسعة عشر دينار والباقي نأخذ من الدجاج. وإن أردنا نأخذ كلاً منهما مثلي الذي سبق أو ثلاثة أمثاله إلى حد يجاوز المائة ونأخذ الباقي من الدجاج فيحصل بخمسة وجُوه كما في هذا الجدول وإن كان التفاضلان مشتركين أو متداخلين نأخذ جزء وفق كل منهما ونعمل به ما عملنا بالفضل. وأن كان كل ثلاثة من البط بسبعة دنانير وكل تسعة من العصفور بدينارين والدجاج واحدة بواحد ضربنا فضل سعر البط على مسعر وهو أربعة تارة في السعّر من العصفور وهو تسعة حصلت ستة وثلاثون وهو عدد العصفور وتارة في سعرها وهو اثنان حصلت ثمانية وهي ثمن العصفور. ثم ضربنا فضل المسعر من العصفور على سعرها وهو سبعة تارة في المسعر من البط وهو ثلاثة حصل أحد وعشرون وهو عدد البط وتارة في سعرها وهو سبعة حصلت تسعة وأربعون وهو ثمن البط والباقي إلى المائة وهو ثلاثة وأربعون عدد الدجاج وإن لم ينال عن أن يكون في الثمن كسر فإن كان عددي البط والعصفور متشاركين نأخذ جزء الوفق منهما كما في هذا السؤال نأخذ عدد البط سبعة وعدد العصفور اثني عشر مجموعهما تسعة عشر بتسعة عشر دينارًا ونأخذ الباقي من الدجاج وكذا يكون تضاعف السبعة واثني عشر إذا لم يجاوز مجموعهما عن المائة. وإن أردنا مائة من الطيور بماتي دينار نأخذ التفاضل بين سعر كل منهما وضعف مسعره ونضربه في مسعر الآخر لا في ضعفه. وأن التفاضل بين سعر كل منهما وضعف مسعره ونضربه في مسعر الآخر لا في ضعفه وإن أردنا بالعكس فبالعكس وههنا ينبغي أن يكون كل دجاجة بدينارين هكذا. وأما إن أردنا أن يكون دجاج واحد بدينار واحد فسنورده بعد العمل بالجبر والمقابلة. وأما بالجبر والمقابلة فرضنا عدد البط شيئا وعدد العصفور عدد مسعرها وهو تسعة مجموعهما شيء وتسعة فيكون ثمن البط شيئين وثلثا وثمن العصفور دينارين مجموعهما شيئان وثلث وديناران يعادل شيئا وتسعة إذا الثمن يساوي المثمن وبعد اسقاط المشترك بقي شيء وثلث يعادل سبعة قسمناها على واحد وثلث خرجت من القسمة خمسة وربع بسطناها لئلا يقع في الطير كسر فحصل عدد البط أحد وعشرون وعدد العصفور ستة وثلاثون وهو حصل ضرب التسعة في مخرج الكسر كما سبق في المفتوحات. وأن أردنا ثمن الطيور ضعف عددها يكون اسعارها كما سبق ويكون دجاج واحد بدينار لا بدينارين كما وعدناه وينبغي فيه أن يزيد على أحد المعادلين الذي بإزاء عدد البط والعصفور فضل مجموع أثمان الطيور على عددها ونجعل المجموع معادلا لآخر. مثلاً أردنا مائة وخمسين طيرًا بمائتين وخمسين دينارًا فرضنا عدد البط شيئًا وعدد العصفور ستة وثلاثين أربعة أمثال مسعره لأن لو نفرضه تسعة يخرج عدد العصفور مكسورًا بحيث أن بسطناه يزيد على مائة وخمسين فيكون ثمن البط شيئين وثلثا وثمن العصفور ثمانية دنانير مجموعهما شيئان وثلث شيء وثمانية دنانير يعادل مجموع عدد البط والعصفور والمائة التي هو التفاضل بين الثمن والمثمن وذلك شيء ومائة وستة وثلاثون. وبعد الجبر والمقابلة يكون شيء وثلث شيء معادلا لمائة وثمانية وعشرين قسمناه عليه خرجت من القسمة ستة وتسعون وهو عدد البط وذلك مع عدد العصفور مائة واثنان وثلاثون فما بقي إلى مائة وخمسين وهو ثمانية عشر عدد الدجاج وضعناها مع الأثمان في جدول وهو هذا وإن كانت الطيور أكثر من ثلاثة نفرز أولاً ما كان سعره أكثر من مسعره فما كان مسعره أكثر من سعره أي الغالي من الرخيص ونترك ما كان واحدا بواحدة بحاله ويحصل التفاضل بين كل سعر ومسعره ينبغي أن يكونا صحيحين وإلا نردهما إلى صحيحين ثم نجمع تفاضلات ما كان ليحصل عدد كل صنف من الطيور الرخيصة وتارة في كل واحد من أسعاره ليحصل ثمن كل صنف منها ثم نجمع تفاضلات ما كان رخيصًا ونضرب المجموع تارة في كل واحد من مسعرات ما كان غاليًا ليحصل عدد كل صنف من الطيور الغالية وتارة في كل واحد من أسعاره ليحصل أثمانه ونتمم تلك الأعداد بعدة ما كان واحد بواحد أي إلى عدد نريد أن يكون عدد الطيور. مثلاً أردنا أن نشتري عشرة أصناف من الطيور مجموعها ثلاثمائة بثلاثمائة دينار عملنا كما ذكرنا كما في هذا الجدول مع شرح العمل جمعنا عدد الطيور غير القبج وكان مائتين واحد عشر نقصناها من ثلثمائة بقيت تسعة وثمانون جعلنا القبج مثله وكذا يكون ثمنه فحصل جميع عدد الطيور ثلثمائة وجميع أثمانها أيضًا ثلثمائة وهو المطلوب. المثال العشرون خمسة أعداد يكون الأول مع الثاني عشر والثاني مع الثالث خمسة عشر والثالث مع الرابع ثمانية عشر والرابع مع الخامس أربعة وعشرون والخامس مع الأول ثلاثون فرضنا العدد الأول شيئا نقصناه من العشرة ليبقي الثاني ونقصنا الثاني من خمسة عشر ليبقى الثالث ووضعنا العمل في جدول ليسهل ضبطه ويكون دستورا وهو هذا المثال الحادي والعشرون خمسة رجال قال الأول للثاني أعطني أربعة أخماس ما معك ليكون ثمن هذا الفرس وقال الثاني للثالث أعطني ثلاثة أخماس ما معك يكون ثمن الفرس وقال الثالث للرابع أعطني خمسي ما معك وقال الرابع للخامس أعطني خُمْس ما معك وقال الخامس للأول أعطني سُدس ما معك يكون ثمن الفرس. فبالجبر والمقابلة فرضنا ثمن الفرس شيئا وما مع الرجل الأول واحد لأن المسئلة ساله أي لا ينحصر المجهول في مقدار واحد بل يمكن أن يكون أي عدد كان ووضعناه تتمة العمل في جدول ليسهل ضبطه وهو هذا والنسم الرجال بزيد وعمرو وخالد وبكر ووليد. ثم ضربنا ذلك السدس في مخرج السّدس حصل مقدار ما مع زيد بهذا الاعتبار فيسطنا الصحاح إلى الكسور فيهما فصار العدد الأشياء المعادلة فإذا قسمنا العدد على عدد الأشيئا لخرج مقدار ثمن الفرس على أن ما مع زيد واحد كما فرضناه لكنا نريد أن لا يكون مع الأعداد المطلوبة كسرًا أخذنا العدد الحاصل من البسط وهو ثمن الفرس وعدد الأشيئا الحاصلة من البسط وهو مقدار ما مع زيد لأن العدد المعادل لعدد الأشيئا إلى عدد الأشيئا كنسبة الشيء الواحد إلى الواحد كما ذكرنا في القاعدة التاسعة والثلاثين فإذا حصل ثمن الفرس ومقدار ما مع زيد حصلنا مقدار ما مع كل واحد من الباقيين بأن نقصنا ما مع زيد عن ثمن الفرس فما بقي كان أربعة أخماس مامع عمرو زدنا ربعه عليه لحصل ما مع عمرو ثم نقصنا ما مع عمرو عن ثمن الفرس بقي ثلاثة أخماس ما مع بكر حصلنا منه ما مع بكر وقس عليه سائره وكتبنا أيضًا بهذه المقادير على طريقة أصحاب السّياقة لإنها أليق بأمثال هذه المحاسبات وأبين من غيرها هكذا وإن كان الجماعة أربعة زيد وعمرو وبكر وخالد وطلب كل منهم من صاحبه ما طلب سابقًا إلا أن الخالد طلب من زيد ما طلب هناك من وليد فيعدل من الواحد والعدد المستثنى بالأشياء الذي وضعناه هناك من تحت اسم الوليد وهو بسبطناهما حصل ثمن الفرس وما مع زيد فيكون للبواقي ومقدار ما يأخذ كل واحد من صاحبه هكذا وإن كان الرجال ثلاثة فهذا أحسابهم وأمّا بالمفتوحات فرسمنا جداول بعدة الرجال وكتبنا في كل جدول اسم رجل ووضعنا تحت كل اسم الكسر الذي يطلب من صاحبه ومخرجه ثم ضربنا الكسور بعضها في بعض بأن ضربنا الكسر الأول في الثاني ثم الحاصل في الثالث وهكذا إلى أن يتم ونضع الحواصل تحت المخارج في صف آخر بحيث وقع كل حاصل تحت المخرج المضروب فيه أعني الحاصل الأول في الجدول الثاني والثاني في الثالث وقس عليه وكان الحاصل الأخير في هذه المسئلة سميناه المحفوظ الأول ثم ضربنا المخارج بعضها في بعض ونضع الحواصل في صف تحت حواصل الأول على ما سبق فكان الحاصل الأخير وسميناه المحفوظ الثاني ولما كان عدد الرجال فردًا جمعناهما صار وهو ثمن الفرس يصحّ منه ما مع كل واحد من الرجال وما طلب من صاحبه وحيث كان زوجًا فينبغي أن يؤخذ التفاضل بينهما ليبقى ثمن الفرس ولذلك رسمنا صفّنا أخر تحت الحواصل الثاني ووضعنا فيه مجموع الحاصلين تحت اسامي الفرد وتفاضلهما تحت اسامي الزوج فما وقع منها في الجدول الخامس هو ثمن الفرس إذا كان الرجال خمسة وما وقع في الجدول الرابع للأربعة وفي الثالث للثلاثة في الثاني للاثنين ثم رسمنا خطا تحت هذا الصف ببعد صالح واعلمنا عليه علامات جداول الزوج والفرد ونسميه بخط العلامات ثم قسمنا المخرج الأول على كسره أي الذي طلب زيد من عمرو فخرج واحد وربع وضعناه في الجدول الثاني تحت خط العلامات ونقصنا منه واحد لان فيه علامة الزوّج ووضعنا الباقي وهو ربع فوقه ثم ضربنا هذا الربع في المخرج الموضوع في هذا الجدول حصل واحد وربع وقسمناه على كسره وهو ثلاثة خرج وضعناه في الجدول الثالث تحت خط العلامات وزدنا عليه واحدًا لإن الجدول فرد ووضعنا المجموع فوقه ثم ضربنا المجموع وهو في المخرج الموضوع في هذا الجدول أيضًا حصل قسمنا على كسره خرج وضعناه في الجدول الرابع تحت خط العلامات ثم نقصناه منه واحدًا ووضعنا الباقي فوقه ثم ضربنا الباقي في المخرج الموضوع فيه حصل قسمناه على كسره فلا يتغير لإن المقسوم عليه واحد وضعناه في الجدول الخامس تحت خط العلامات وزدنا واحد عليه لفرديته ووضعنا المجموع فوقه وضربناه في المخرج الموضوع فيه حصل قسمناه على كسره لم يتغير وضعناه إمّا في الجدول الأول أو خارج الجدول أيهما شئنا تحت خط العلامات ثم بسطناه كسورًا وكذا البواقي التي وضعت تحت خط العلامات ووضعنا جميع المبسوطات تحتها في صف آخر فما وقع خارج الجدول هو ما مع زيد إذا كان الرجال خمسة وما وقع في الجدول الخامس هو ما معه إذا كان الرجال أربعة وما وقع للرابع للثلاثة وما وقع للثالث في الاثنين وقد حسبنا أيضًا ما كان خمسة رجال يطلب الأول نصف ما للثاني والثاني ثلث ثلث ما للثالث والثالث ربع ما للرابع والرابع خمس ما للخامس وسدس ما للأول فكان المثال الثاني والعشرون لزيد ألف وثلث ما لعمرو ولعمرو ألف وربع من لبكر ولبكر ألف لما سدس ما لخالد ولخالد ألف وسبع ما لزيد استخرجنا بالجبر والمقابلة هكذا وبعد الجبر يعادل عددًا شيئًا قسمنا العدد على عدد الأشياء بأن بسطنا الشيء وكسره صار ولما كان مخرج كسر العدد عاد المخرج كسر الشيء ضربنا العدد مع كسره في مخرج الشيء وهو حصل قسمناه على مبسوط الشيء وكسره وهو من القسمة وهو ما لزيد حسبنا منه البواقي هكذا المثال الثالث والعشرون بقرة وزن كل واحد من أرجلها كعب ووزن رأسها يساوي مجموع أرجلها والباقي ضعف مربع رجل واحد فرضنا وزن البقرة كعبًا ليكون وزن رجل واحد منها شيئًا ويكون وزن رأسها أربعة أشيئا والباقي مالين فالجموع ثمانية أشيئا ومالين يعادل كعبًا ولمّا بدلنا الأشيئا بالعدد والمالين بالشيئين والكعب بمال فيصير ثمانية أعداد وشيئان معادلًا لمال انتهي بالثالثة من المقترنات زدنا مربع نصف عدد الأشيئا وهو واحد على العدد بلغت تسعة أخذنا جذره فكان ثلاثة زدنا عليه نصف عدد الاشيئا بلغت أربعة وهو الشيء المجهول اعني وزن رجل واحد ومكعبها أربعة وستون وهو وزن البقرة وأربعة أمثال رجل واحد ستة عشر وهو يساوي وزن الرأس فبقى اثنان وثلاثون وهو ضعف مربع رجل واحد. المثال الرابع والعشرون مجسم كاسطوانة مجوفة مربعة القاعدة طوله بقدر مجموع ضلع القاعدة من مكعبه في طول تجويف اسطواني قاعدته ذراع في ذراع وطوله أقصر من طول المجسم بقدر ضلع قاعدة المجسم ومساحة المجسم مائتان وثلاثة وأربعون ذراعًا نريد معرفة مقدار ضلع قاعدته وطوله فرضنا ضلع قاعدته شيئا فيكون قاعدته مالًا إلا واحدًا ويكون طوله كعبا وشيئا ضربناه في القاعدة حصل مال كعب إلا شيئا زدنا عليه ما قصر طول التجويف عن طول المجسم وهو شيء واحد بلغ مال كعب وهو معادل لمائتين وثلاثة وأربعين فقد انتهى إلى غير المسائل الست واشرنا إلى استخراج أمثاله في الفصل العاشر من الباب الأول من هذه المقالة فعلى ما ذكرنا فيه قسمنا العدد وهو مائتان وثلاثة وأربعون على عدد مال الكعب وهو واحد خرج المقسوم بعينه لإن المقسوم عليه واحد أخذنا ضلعه الأول على أنه مال كعب كان ثلاثة وهي ضلع قاعدة المجسم حصلنا مكعبه كان سبعة وعشرين وهو مع الضلع ثلاثون وهو طلول المجسّم امتحان مساحته ضربنا ضلع قاعدته وهو ثلاثة في نفسه حصلت تسعة ضربناها في طوله وهو ثلاثون حصل مائتان وسبعون وهو مساحة مع التجويف نقصنا منه مساحة التجويف وهو حاصل ضرب واحد في واحد في سبعة وعشرين يكون سبعة زوعشرين بقي مائتان وثلاثة واربعون كما فرض المثال الخامس والعشرين سمكة رأسها أربعة أتساع وزنها وذنبها خسمة أمثال ضلع أول وزنها على أنه مال كعب والباقي ثمانية أمثال ذنبها. فبالجبر والمقابلة فرضنا وزن السمكة مال كعب فيكون ذنبها خمسة أشيئا ورأسها أربعة اتساع مال كعب يكون الباقي خمسة اتساع مال كعب إلا حمسة يعادل أربعين شيئا لإن البدن أربعون مثلا لضلع الأول لإنه ثمانية أمثال الذنب وهو خمسة أمثال الضلع الأول وبعد الجبر تكون خمسة اتساع مال كعب معادلاً لخمسة وأربعين شيئا فانتهى إلى المسائل التي اشرنا إليها في الفصل العاشر من الباب الأول من هذه المقالة فقسمنا عدد الأشياء على عدد أموال الكعب بأن ضربناه في مخرج التسع حصل أربعمائة وخمسة قسمناه على كسر وهو خمسة خرج أحد وثمانون ولما كان التفاوت بين منزلتي الجنسين المتعادلين أربعة وهي منزلة مال المال فخارج القسمة تكون من منزلة مال المال أخذنا ضلع أوله فكان ثلاثة وهو الشيء المجهول اعني ضلع أول وزن السمكة على أنه مال كعب فيكون وزن السمكة مائتين وثلاثة وأربعين ووزن ذنبها خمسة عشر ووزن رأسها مائة وثمانية وبقي وزن البدن مائة وعشرون وهو ثمانية أمثال الذنب. وبالتحليل والتركيب فرضنا الذنب سهمًا فيكون بدنها ثمانية أسهم مجموعهما تسعة أسهم وهي خمسة اتساع وزن السمكة بسطناها أخماسًا صارت خمسة وأربعين أخذنا أربعة أخماسها فكانت ستة وثلاثين وهو سهام رأس السمكة مجموعها أحد وثمانون سهمًا وهو مائتان وثلاثة وأربعون منّا فيكون سهم منها ثلاثة أمنان.
215422
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الرابع/الفصل الثاني
والطريق فيها أن نطلب أقل عدد يصح منه انصباء الورثة والوصايا فإن كانت التركة مثله فهو المطلوب وإن كانت أكثر منه أو أقل نقسمها عليه ونضرب الخارج من القسمة في سهام الأنصباء ليحصل نصيب كل واحد من الورثة والوصايا. المثال الأول رجل خلف ثلاثة بنين وأوصى لرجل بمثل نصيب أحدهم ولأخر بثلث ما يبقى من ثلث التركة بعد النصيب. فالجبر والمقابلة فرضنا التركة شيئا وأخذنا من ثلثه نصيبًا واحد للموصى له الأول بقي ثلث شيء إلا نصيبًا أخذنا ثلثه للموصى له الثاني وهو تسع شيء إلا ثلث نصيب نقصناهما اعني الوصيتين معًا عن الشيء بقيت ثمانية اتساع شيء إلا ثلثي نصيب وهو معادل الثلاثة انصباء وهي عدد الورثة وبعد الجبر يصيير ثمانية اتساع شيء معادلا لثلثة انصباء وثلثي نصيب انتهى بالأولى من المفردات فأردنا أن نقسم العدد على عدد الاشيئا وطريق هذه القسمة كما سبق في القسمة أن نجعل الصحاح كسورًا أو نوحد المخرجين ونقسم المقسوم على المقسوم عليه فصار المقسوم ثلاثة وثلاثين لانا جعلنا ثلاثة الانصباء وثلثي نصف اتساعًا كما كان كسر الاشياء وصار المقسوم عليه ثمانية فان نقسم المقسوم على المسقوم عليه يخرج منه صحاح وكسور ونحتاج إلى بسطه فأخذنا الثلاثة والثلاثين الشيء المجهول اعني التركة والثمانية النصيب يقلب التسمية لان نسبة العدد إلى عدد الأشياء كنسبة المجهول إلى الواحد كما سبق في القاعدة التاسعة والثلاثين. امتحانه إذا كانت التركة ثلاثة وثلاثين فيكون ثلثه أحد عشر فأخذنا منه الموصى له الأول ثمانية بقيت ثلاثة وأخذ الموصى له الثاني ثلثها وهو واحد فيكون مجموع الوصيتين تسعة بقيت من التركة أربعة وعشرون وهو انصباء ثلاثة بين فيكون نصيب كل واحد منهم ثمانية وضعناها هكذا ولأبي على الحسن بن الحارث الحُبُوتي الخوارزمي -رحمه الله- طريقة في استخراج امثال هذه المسائل يحصل من المطلوب باسهل تامل وهي أن نفرض التركة مستطيلًا ونجعله ثلاثة سطوح مستويات كسطوح ، ، ونقسمها في العرض بخط ، فإذا كان كل واحد من سطوح ، ، نصيبًا فيكون سطح ما يبقى من الثلث بعد النصيب لان ثلث التركة و نصيب واحد ثم نقسم سطح ثلاثة أقسام متساويات في العرض كسطوح ، ، فيكون سطح ثلث ما يبقى من الثلث بعد النصيب وهو الوصية الثانية فبقيت من السطوح الصغار ثمانية وهي نصيب واحد و نصيب آخر و نصيب آخر و الوصية الأولى وكل واحد منها ثمانية و الوصية الثانية وهو واحد فيكون التركة ثلاثة وثلاثين وأيضًا لان السطوح الصغار فيكون أربعة وعشرون مجموعها ثلاثة وثلاثون. المثال الثاني رجل خلف ثلاثة بنين وأوصي لرجل بمثل نصيب أحد بنيه إلا ثلث ما يبقى من الثلث بعد واصى لرجل بمثل نصيب أحد بنيه إلا ثلث ما يبقى من الثلث بعد الوصية فالبجبر والمقابلة فرضنا الوصية شيئا فيكون التركة ثلاثة انصباء وشيئا يكون ثلثه نصيبًا وثلث شيء نقصنا عنه الوصية وهي شيء بقي نصيب إلا ثلثي شيء أخذنا ثلثه فكان ثلث نصيب إلا تسعى شيء وهو المستثنى من نصيب للموصي له نقصناه عن نصيب بقي ثلثًا نصيب يعادل سبعة اتساع شيء قسمنا العدد على عدد الأشياء فخرجت ستة اسباع نصيب وهي الشيء المجهول فإذا كان نصيب واحد سبعة تكون الوصية ستة والتركة سبعة وعشرين كتبناها هكذا طريق أخر ولما كانت الوصية مثل نصيب ابن واحد إلا ثلث ما يبقى من الثلث بعد الوصية فيكون مثل نصيب إلا نصف ما يبقى من الثلث بعد النصيب فإذا فرضنا التركة شيئا ونقصنا من ثلثه نصيبًا بقي ثلث شيء إلا نصيبا نقصنا نصفه وهو سدس شيء إلا نصف عن نصيب بقي نصيب ونصف إلا سدس شيء وهو الوصية نقصناه عن الشيء بقي شيء وسدس شيء إلا نصيبًا ونصف نصيب وهو معادل الثلاثة انصباء وبعد الجبر يكون شيء وسدس شيء معادلاً لأربعة انصباء ونصف قسمنا العدد على عدد الأشياء خرج الشيء المجهول سبعة وعشرين وهو التركة والنصيب سبعة لأن الأول بسط العدد والثاني بسط الشيء والوصية ستة وبطريقة أبي الحسن بن الحارث الحبوتي جعلنا التركة مستطيلاً كسطح وقسمناه ثلاثة سطوح متساويات كسطوح ، ، وقسمنا الثلاثة بخط ، ثم قسمنا سطح بخط قسمين متساويين فيصير ستة سطوح صغار متساويات وأخذنا من سطح بخط مثل أحد السطوح الستة الصغار فِإذا كان كل واحد من ، ، نصيبًا يكون مقدار الوصية لأنه ناقص عن النصيب بسطح الذي هو ثلث اعني ما يبقى من الثلث وهو بعد الوصية وهو بل هو نصب اعني ما يبقى من الثلث بعد النصيب فبقى السطوح الصغار السبعة معادلاُ لنصيب فيكون كل نصيب سبعة والوصية ستة كما سبق. المثال الثالث رجل خلف ابنا وثلث بنات واوصى لرجل بمثل نصيب ابنه ولاخر بثلث ما يبقى من الثلث بعد نصيب الابن ولأخر بمثل نصيب بنت وثلثه فرضنا التركة شيئا وباقي العمل أوردنا في هذا الجدول هكذا جمعنا الفريضة والوصايا فكان المجموع وثلاثة وعشرين عددًا وتسع شيء وهو معادل لشيء واحد وبعد اسقاط تسع الشيء المشترط من المعادلين تكون ثلاثة وعشرون عددًا معادلا لثمانية اتساع شيء قسمنا العدد وعلى عدد الأشياء بسطنا العدد اتساعا فكان مائتين وسبعة وكانت اتساع الشيء ثمانية فبالقاعدة التاسعة والثلاثين إذا جعلنا التركة مائتين وسبعة تكون واحد من السهام التي يصّح منه الفريضية ثمانية ضربناها في فرض البنت منه وهو ثلاثة حصل نصيب بنت أربعة وعشرين فيكون نصيب ابن ثمانية وأربعين وكتبنا جميع الانصباء على منهاج السياقة هكذا هكذا يصح إذا جاز الورثة لان الوصية أكثر من ثلث التركة وفي الشرع المطهران الوصية يصح من الثلث التركة فإذا جاوز لم يجز إلا إذا جاوز الورثة فإن لم يجيزوا فليقسم ثلث التركة على الوصيا بحسب سهامهم وثلثاها على الورثة مثلا في هذه المسئلة أردنا أن يصح انصباء الورثة والوصية ويكون الوصايا ثلث التركة ضعفنا مجموع الوصايا وهو سبعة وثمانون فكان مائة وأربعة وستيّن ولما لم يصح منه انصباء الورثة اعني كان مباينا للخمسة التي يصح منها ضربناه في الخمسة حصل ثمان مائة وسبعون وهو الفريضة قسمناه على الورثة وكذا ضربنا حصة كل واحد من الوصية في الخمسة حصل الوصايا ومجموعها ثلث التركة هكذا وأما على قياس طريقة على الحسن بن الحارث الحبوتي فرضنا التركة سطح وقسمناه ثلاثة سطوح كسطوح ، ، ثم قسمنا تلك السطوح بخط ، وقسمنا سطح ثلاثة أقسام بخطي ، وفرضنا أن سطح نصيب ابن وضعناه للوصية الأولى وسطح للوصية الثانية لأنه ثلث ما يبقى اعني من الثلث وهو بعد نصيب ثم قسمنا قسمين بخط وأخذنا من سطح سطح ثلث فوضعنا مجموع سطحي ، الذي هو مجموع نصيب بنت وثلثه للوصية الثالثة ووضعنا سطح لنصيب الابن وبقي ثلثًا نصيب بنت فبقيت ثمانية سطوح صغار وهو معادل لنصيب بنتين وثلث نصيب إذا كان ثلثي نصيب قسمنا الثمانية على الاثنين وثلث خرجت ثلاثة اسباع فيكون ثلاثة سطوح صغار و ثلاثة اسباع سطح منها نصيب بنت واحد فإذا سطحا واحدًا منها سبعة يكون نصيب بنت واحد أربعة وعشرين ونصيب ابن ثمانية وأربعين ومجموع الفريضة مائة وعشرين والوصية الأولى ثمانية وأربعين والثانية سبعة والثالثة اثنين وثلاثين كما سبق. مثال الرابع رجل خلف ابوين وابنين وبنتين واوصي لرجل بمثل نصيب ابن ولآخر بتكملة السّدس بنصيب بنت ولآخر بتكملة الخمس بنصيب الأم والآخر بثلث ما يبقي من الثلث بعد الوصايا الأربع صححنا الفريضة أولا خرجت من ثمانية عشر لكل بنت اثنان ولكل ابن أربعة ولكل من الأبوين ثلاثة ففرضنا التركة شيئا فيكون الوصايا هكذا فجمعنا الوصايا الأربع الحاصلة في الجداول كانت من العدد خمسة ومن الشيء ثلاثة عشر جزءًا من تسعين زدنا عليه ثمانية عشر وهو الفريضة بلغت ثلاثة وعشرين عددا وثلاثة عشر جزءً من تسعين من شيء وهو معادل الشيء واحد وبعد اسقاط المشترك تكون ثلاثة وعشرين عددًا معادلًا لسبعة وسبعين جزءًا من تسعين من شيء ضربنا العدد في مخرج الأشياء حصل ألفان وسبعون وهو أقل عدد يصح منه الفريضة والوصية معا وضربنا السبعة والسبعين الذي هو كسر الشيء في ثمانية عشر حصل ألف وثلاثمائة وست وثمانون وهو الفريضة منه وفي كل واحد من الأنصباء حصل ذلك النصيب منه هكذا المثال الخامس رجل اوصى لزيد نصف التركة ولعمرو ثلثها ولبكر ربعها ولخالد خمسها ولوليد سدسها وأقل عدد يصح منه هذه الكسور ستون فإذا أخذنا هذه الكسور حصلت سبعة وثمانون أكثر من الأصل فيبقى في أمثال هذه أن نقسم التركة عليهم على تلك النسبة ويقال لهذا العمل العَوْل فكأنه أوصى لزيد بثلاثين سهما من سبعة وثمانين ولعمر بعشرين من سبعة وثمانين أيضًا ولبكر بخمسة عشر سهمًا منه ولخالد باثنى عشر سهمًا منه ولوليد بعشرة سهام منه ثم نهبو التركة وعرف القاضي مقدار ما نهب كل واحد فاسترد من زيد نصف ما نهب ومن عمرو وثلث ما نهب ومن بكر ربع ما نهب ومن خالد خمس ما نهب ومن وليد سدس ما نهب وجمع وقسم عليهم بالسّوية فحصل لكل واحد منهم مما بقي عنده بعد ما استردّه القاضي ومما اعطاه القاضي ما هو نصيب له أردنا أن نعرف مقدار ما نهب كل واحد منهم ففرضنا جميع ما استرد القاضي شيئا فيكون ما اعطى كل واحد خمس شيء واوردنا ما في العمل في الجدول فجعلنا ما استرد القاضي منهم كان خمسين إلا مائة وسبعة وثلاثين جزءا من ثلاثمائة جزء من شيء وهو يعدل الشيء المفروض وبعد الجبر يكون خمسون معادلا لشيء ومائة وسبعة وثلاثين جزءًا من ثلاثمائة من شيء فإذا قسمنا العدد على عدد الأشياء يخرج خمسون جزءا من أربعمائة وسبعة وثلاثين وهو الشيء المجهول أي ما استرد القاضي منهم لكما نريد مقادير الانصباء وما نهب منهم والمسترد صحاحًا فبسطنا كل واحد ما المتعادلين فحصل من بسط العدد خمسة عشر ألفا أخذناه الشيء المجهول اعني ما استرد القاضي منهم وحصل من بسط الأشياء أربعمائة وسبعة وثلاثون أخذناه مقدار سهم واحد من السهام المذكور فضربناه في كل واحد من الأنصباء وكذا في مجموعها اعني سبعة وثمانين حصلت التركة ثمانية وثلاثين ألفا وتسعة عشر وهذا أقل عدد يصح منه هذه المسئلة وحساب ما نهب كل واحد هكذا في الجدول امتحانه بطريق أهل السياقة هكذا المثال السادس رجل خلف ثلاثة بنين وأوصى لرجل بجذر نصيب أحدهم ولا يجوز في أمثال هذا أن نأخذه عددا يصح منه الانصباء والوصية ونقسم التركة عليه لان نسبة جذر إلى مجذوره لا يكون كنسبة جذر آخر إلى مجذوره ولا يكون النسبة بين كل عددين كالنسبة بين مربعيهما مطلقا كما مر في القاعدة الثالثة والأربعين فينبعي ان نعرف مقدار التركة ثم نفرض النصيب مالا والوصية شيئا فيكون ثلاثة أموال وشيء معادلا للتركة كم كانت وبعد الرد يكون مال واحد وثلث شيء معادلا لثلث التركة فالمسئلة هي الأولى من المقترنات فنربع نصف عدد الأشياء ونزيده على ثلث التركة ونأخذ جذره إن كان منطقا وإلا فبتقريب لا يعتد وننقص منه نصف عدد الأشياء فما بقي فهو الوصية ومربعه نصيب واحد وإن اتفق أن يكون التركة مثلاً ألفا ومائتين وعشرين فيكون الوصية عشرين وكل نصيب أربعمائة وهو مربع الوصية وأما إن كانت غيره فلا يجوز أن يقسمونه بهذه النسبة. المثال السابع رجل خلف ثلاثة بنين وأوصى لرجل بمثل نصيب أحدهم ولأخر بجذر ما يبقى من الثلث بعد النصيب مالا نقصناه عن ثلث التركة وهو ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون دينار أو ثلث دينار بقي ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون دينار وثلث دينار إلا مالا وهو نصيب واحد فيكون مجموع الوصيتين والانصباء الثلاثة ألفا وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين دينار وثلث دينار وشيئا إلا أربعة أموال وهو معادل لألف دينار وبعد الجبر والمقابلة تكون ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون دينار وثلث دينار وشيء معادلا لأربعة أموال وبعد الرد تكون ثلاثة وثمانون دينارا وثلث دينار وربع شيء معادلا لمال واحد انتهى بالثالثة من المقترنات أخذنا مربع نصف عدد الأشياء فكان جزء من أربعة وستين زدناه على العدد بلغت ثلاثة وثمانون وسبعة وستون جزءًا من مائة واثنين وتسعين حولنا الكسر إلى الأعشار وثانيها وثالثها ورابعها صار ثلاثة وثمانون و رابع الأعشار أخذنا جذره بتقريب لا يعتد تفاوتًا فكان تسعة و رابع الأعشار زدنا عليه نصف عدد الأشياء وهو الثمن أي ثالث الأعشار بلغت تسعة و رابع الأعشار وهو مقدار الوصية نقصناه عن ألف بقى تسعمائة وتسعون و رابع الأعشار قسمناه على أربعة خرج مائتان وسبعة وأربعون و رابع الأعشار وهو مقدار نصب واحد امتحانه نقصناه عن ثلث التركة بقيت حمسة وثمانون و رابع الأعشار أخذنا جذره فكان تسعة و رابع الاعشار مثل الوصية الثانية فان اتفق أن يكون التركة يكون ثلثها فيكون نصيب واحد إلا مالا فمجموع الانصباء الوصيتان وشيء إلا ربعة أموال يعادل وبعد الجبر والمقابلة والرد يكون عددا وربع شيء معادلا لمال واحد أخذنا مربع نصف عدد الأشياء فكان جزءا من أربعة وستين زدناه على العدد بلغ وجزء من أربعة وستين وهو منطق بالجذر أخذنا جذره فكان ثمانية وثمن زدنا عليه نصف عدد الأشياء بلغت ثمانية وربع وهو مقدار الوصية الثانية نقصناه من التركة وهو بقي وثلاثة أرباع أخذنا ربعه فكان و جزءًا من وهو نصيب واحد فإذا نقصناه من ثلث التركة بقي مربع ثمانية وربع بعينه
215525
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AA%D9%86%20%D8%A5%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%BA%D9%88%D8%AC%D9%8A
متن إيساغوجي
قَالَ الشَّيْخ الْإِمَامُ أَفْضَلُ المُتَأخَّرِينَ، قُدْوَةُ الْحُكَمَاءِ الرَّاسِخِينَ أَثيِرُ الدِّينِ الْأَبْهَرِيُّ، طَيَّبَ الله ثَرَاهُ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ: نَحْمَدُ اللهَ تَعَالَى عَلَى تَوْفِيقِهِ، وَنَسْأَلُهُ هِدَايَةَ طَرِيقِهِ، وَنُصَلَّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى عِتْرتِهِ أَجْمَعِينَ. وَبَعْدُ: فَهذِهِ ، أَوْرَدْنَا فِيهَا مَا يَجِبُ اسْتِحْضَارُهُ لِمَنْ يَبْتَدِئُ فِي شَيءٍ مِنَ الْعُلُومِ، مُسْتَعِيناً بِاللهِ تَعَالى، إِنَّهُ مُفِيضُ الْخَيْرَ وَالْجُودِ. اللَّفْظْ الدَّالُّ يَدُلُّ عَلَى تَمَامِ مَا وُضِعَ لَهُ. بِاْلمُطابَقَةِ: وَعَلَى جُزْئِهِ بِالتَّضَمُّنِ: إِنْ كَانَ لَهُ جُزْءٌ. وَعَلَى مَا يُلاَزِمُهُ فِي الذَّهْنِ بِالاِلْتِزَامِ. كَالْإِنْسَانِ: فَإنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الحَيَوَانِ النَّاطِقِ [بِالمُطَابَقَةِ]، وَعَلَى أَحَدِهِمَا [بِالتَّضَمُّنِ]. وَعَلَى قابِلِ العِلْمِ، وَصِنَاعَةِ الْكِتَابَةِ [بِالاِلْتِزَامِ]. ثُمَّ اللَّفْظُ إِمَا مُفْرَدٌ: وَهُوَ الَّذِي لاَ يُرُادُ بِالجُزْءِ مِنْهُ دِلاَلَهٌ عَلَى جُزْءِ مَعْنَاهُ. كَالإِنْسَانِ. وَإِمَّا مُؤَلَّفٌ: وَهُوَ الَّذِي لاَ يَكُونُ كَذلِكَ. كَرامِي الْحِجَارَةِ. وَالمُفْرَدُ إِمَّا كُلِّيٌّ: وَهُوَ الَّذِي لاَ يَمْنَعْ نَفْسُ تَصَوُّرِ مَفْهُومِهِ مِنْ وَقَوعِ الشَّركَةِ فِيهِ. كَالإِنْسَانِ. وَإِمَّا جُزْئِيٌ: وَهُوَ الَّذِي يَمْنَعُ نَفْسُ تَصَوُّرِ مَفْهُومِهِ مِنْ ذلِكَ. كَزَيْدٍ عَلَمًا. وَالْكُلِّيُّ إِمَّا ذَاتِيٌّ: وَهُوَ الَّذِي يَدْخُلُ فِي حَقِيقَةِ جُزْئِيَّاتِهِ. كَالحَيَوَانِ بِالنَّسْبَةِ إِلَى الْإِنْسَانِ وَالْفَرَسِ. وَإِمَّا عَرَضِيٌّ: وَهُوَ الَّذِي يُخَالِفُهُ. كَالضَّاحِكِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإِنْسَانِ. وَالذَّاتيُّ إِمَا مَقُولٌ فِي جَوَابِ مَا هُوَ بِحَسَبِ الشَّركَةِ المَحْضَةِ. كَالحَيَوَانِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإِنْسَانِ وَالْفَرَسِ، [وَهُوَ الجْنْسُ]. وَيُرْسَمُ بِأَنَّهُ كُلِّيٌّ مَقُولٌ عَلَى كَثِيرِينَ مُخْتَلفِين بِالحقائِقِ فِي جَوَابِ مَا هُوَ. وَإِمَّا مَقُولٌ فِي جَوَابِ مَا هُوَ بِحَسَبِ الشَّرِكَةِ وَالخُصُوصِيَّةِ مَعًا. كَالْإِنْسَانِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَفْرَادِهِ نَحْوُ زَيْدٍ وَعَمْرٍو [وَهُوَ النَّوْعُ]. وَيُرْسَمُ بِأَنَّهُ كُلِّيٌّ مَقُولٌ عَلَى كَثِيرِينَ مُخْتَلِفِينَ بِالْعَدَدِ دُونَ الحَقِيقَةِ فِي جَوَابِ مَا هُوَ. وَإِمَّا غَيْرُ مَقُولٍ فِي جَوَابِ مَا هُوَ بَلْ مَقُولٌ فِي جَوَابِ أَيُ شَيْءٍ هُوَ فِي ذَاتِهِ. وَهُوَ الَّذِي يُمَيِّزُ الشَّيْءَ عمَّا يُشَاركُهُ فِي الجْنْسِ. كَالنَّاطِقِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإنْسَانِ، [وَهُوَ الْفَصْلُ]. وَيُرْسَمُ بِأَنَّهُ كُلِّيٌّ يُقَالُ عَلَى الشَّيْءِ فِي جَوَابِ أَيَّ شَيْءٍ هُوَ فِي ذَاتِهِ. وَأَمَّا الْعَرَضِيَّ فَإِمَّا أَنْ يَمْتَنِعَ انْفِكَاكُهُ عَنِ المَاهِيَّةِ، [وَهُوَ الْعَرَضُ الَّلاَزِمُ]. أَوْ لَا يَمْتَنِعَ [وَهُوَ الْعَرَضُ المَفَارِقُ]. وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِمَّا أَنْ يَخْتَصَّ بِحَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ [وَهُوَ الخَاصَّةُ]. كَالضَّاحِكِ بِالْقُوَّةِ وَبِالْفِعْلِ لْلإِنْسَانِ. وَتُرْسَمُ بِأَنَّهَا كُلِّيَةٌ تُقًالُ عَلَى مَا تَحْتَ حَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ قَوْلاً عَرَضِيًا. وَإِمَّا أَنْ يَعُمَّ حَقَائِقَ فَوْقَ وَاحِدَةٍ [وَهْوَ الْعَرَضُ الْعَامُّ]. كَالمُتَنَفِّسِ (بِالْقُوَّةِ) وَ (الْفِعْلِ) بِالنِّسْبَةِ لْلإِنْسَانَ وَغَيْرِهِ مِنَ الحَيَوانَاتِ. وَيُرسَمُ بِأَنَّهُ كُلِّيٌّ يُقَالُ عَلَى مَا تَحْتَ حَقَائِقَ مُخْتَلِفَةٍ قَوْلاً عَرَضِيًا. الحَدُّ قَوْلٌ دَالٌّ عَلَى مَاهِيَّةِ الشَّيْءِ. وَهْوَ الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ جِنْسِ الشَّيْءِ وَفَصْلِهِ الْقَرِيبَيْنَ. كَالحَيَوانِ النَّاطِقِ بِالنِّسْبةِ إِلَى الْإِنْسَانِ، [وَهْوَ الحَدُّ التَّامُّ]. [وَالحَدُّ النَّاقِصُ]: وَهْوَ الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ جِنْسِ الشَّيْءِ الْبَعِيدِ وَفَصْلِهِ الْقَرِيبِ. كَالْجِسْمِ النَّاطِقِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإِنْسَانِ. وَالرَّسْمُ التَّامُّ وَهْوَ: الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ جِنْسِ الشَّيْءِ الْقَرِيبِ وَخَوَاصِّهِ الَّلاَزِمَةِ لَهُ. كَالحَيَوانِ الضَّاحِكِ فِي تَعْرِيْفِ الْإِنْسَانِ. وَالرَّسْمُ النَّاقِصُ وَهَوَ: الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ عَرَضِيَّاتٍ تَخْتَصُّ جُمْلَتُهَا بِحَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ. كَقَوْلِنَا: فِي تَعْرِيفِ الْإِنْسَانِ إِنَّهُ: (مَاشٍ عَلَى قَدَمَيْهِ، عِرِيضُ الْأَظْفَارِ، بَادِي الْبَشَرَةِ، مُسْتَقِيمُ الْقَامَةِ، ضَحَّاكٌ بِالطَّبْعِ). الْقَضِيَّةُ قَوْلٌ يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ لِقَائِلهِ إِنَّهُ صَادِقٌ فِيهِ أَوْ كَاذِبٌ وَهِيَ إِمَّا حَمْلِيَّهٌ: كَقَوْلِنَا: زَيْدٌ كَاتِبٌ. وَإِمَّا شَرطِيَّةٌ مُتَّصِلَةٌ: كَقَوْلِنَا إِنْ كَانَتِ الشَّمْسُ طَالِعَةً فَالنَّهَارُ مَوْجُودٌ. وَإِمَّا شَرْطِيَّةٌ مُنْفَصِلَةٌ. كَقَوْلِنَا: الْعَدَدُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ زَوْجًا أَوْ فَرْدًا. وَالجُزْءُ الْأَوَّلُ مِنَ الحَمْلِيَّةِ يُسَمَّى [مَوْضُوعًا]، وَالثَّانِي [مَحْمُولاً]. وَالجُزْءُ الْأَوَّلُ مِنَ الشَّرْطِيَّةِ يُسَمَّى [مُقَدَّمًا]، وَالثَّانِي [تَاليًا]. وَالْقَضِيَّةُ إِمَّا مُوجَبَةٌ: كَقَوْلِنَا: زَيْدٌ كَاتِبٌ. وَإِمَّا سَالِبَةٌ: كَقَوْلِنَا: زَيْدٌ لَيْسَ بِكاتِبٍ. وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِمَّا مَخْصُوصَةٌ كَمَا ذَكَرْنَا. وَإِمَّا كُلِّيَّةٌ مُسَوَّرَةٌ: كَقَوْلِنَا: كُلُّ إِنْسَانٍ كَاتِبٌ، وَلاَ شَيْءَ مِنَ الْإِنْسَانِ بِكاتِبٍ. وَإِمَّا جُزْئِيَةٌ مُسَوَّرَةٌ: كَقَوْلِنَا: بَعْضُ الْإِنْسَانِ كَاتِبٌ، وَبَعْضُ الْإِنْسَانِ لَيْسَ بِكاتِبٍ. وَإِمَّا أَنْ لا يَكُونَ كَذلِكَ، وَتُسَمَّى مُهْمَلَةً: كَقَوْلِنَا: الْإِنْسَانُ كَاتِبٌ وَالْإِنْسَانِ لَيْس بِكاتِبٍ. وَالمُتَّصِلَةُ إِمَّا لُزُومِيَّةٌ: كَقَوْلِنَا: إِنْ كَانَت الشَّمْسُ طَالِعًة فالنَّهَارُ مَوْجُودٌ. وَإِمَّا اتَّفَاقِيَّةٌ: كَقَوْلِنَا: إِنْ كَانَ الْإِنْسَانُ نَاطِقًا فَالْحِمَارُ نَاهِقٌ. وَالمُنْفَصِلَةُ إِمَّا حَقِيقَّةٌ: كَقَوْلِنَا: الْعَدَدُ إِمَّا زَوْجٌ وَإِمَّا فَرْدٌ. وَهِيَ إِمَّا مَانِعَةُ الجَمْعِ وَالْخَلَوِّ مَعًا كَمَا ذَكَرْنَا. وَإِمَّا مَانِعَةُ الجَمْعِ فَقَطْ كَقَولِنَا: هذَا الشَّيْءُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ شَجَرًا أَوْ حَجَرًا. وَإِمَّا مَانِعَةُ الْخُلُوَّ فَقَطْ كَقَوْلِنَا: زَيْدٌ إِمَّا أَنْ يَكُونَ فِي الْبَحْر، وَإِمَّا أَنْ لاَ يَغْرَقَ. وَقَدْ تَكُونُ المُنْفَصِلاَتُ ذَوَاتِ أَجْزَاءٍ كَقَوْلِنَا: (الْعَدَدُ إِمَّا زَائِدٌ أَوْ نَاقِصٌ أَوْ مُسَاوٍ). هُوَ اخْتِلاَفُ الْقَضِيَّتَينِ بِالْإِيجَابِ وَالسَّلْبِ بِحَيْثُ يَقْتَضِي لِذَاتِهِ أَنْ تَكُونَ إِحْدَاهُمَا [صَادِقَةً] وَالْأَخْرَى [كاذِبَةً]. كَقَوْلِنَا: زَيْدٌ كَاتِبٌ. زَيْدٌ لَيْسَ بِكَاتِبٍ. وَلاَ يَتَحَقَّقُ ذلِكَ إِلاَّ بَعْدَ اتِّفَاقِهِمَا فِي (المَوْضُوعِ، وَالمَحْمُول، وَالزَّمَانِ، وَالمَكانِ، وَالْإِضَافَة، وَالْقُوَةِ، وَالْفِعْلِ، وَالجُزْءِ، وَالْكُلِّ، وَالشَّرْطِ). نَحْوُ زَيْدٌ كَاتِبٌ، زَيْدٌ لَيْسَ بِكَاتِبٍ. فَنَقِيضُ المُوجَبَةِ الْكُلِّيَّةِ إِنَمَا هِيَ السَّالِبَةُ الجُزْئِيَّةُ. كَقَوْلِنَا: كُلُّ إِنْسَانٍ حَيَوانٌ، وَبَعْضُ الْإِنْسَانِ لَيْسَ بِحَيَوانٍ. وَنَقِيضُ السَّالِبَةِ الْكُلِّيَّةِ إِنَّمَا هِيَ المُوجَبَةُ. كَقَوْلِنَا: لاَ شَيْءَ مِنَ الْإِنْسَانِ بِحَيَوانٍ، وَبَعْضُ الْإِنْسَانِ حَيَوانٌ. وَالمَحْصُورتَانِ لاَ يَتَحَقَّقُ التَّنَاقُضُ بَيْنَهُمَا إِلاَّ بَعْدَ اخْتِلاَفهِمَا فِي الْكَمِّيَّةِ لِأَنَّ الْكُلِّيَّتيْنِ قَدْ تَكْذِبَانِ. كَقَوْلِنَا: كُلُّ إِنْسَانٍ كَاتِبٌ، وَلاَ شَيْءَ مِنَ الْإِنْسَانِ بِكَاتِبٌ. وَالجُزْئِيَّتَيْنِ قَدْ تَصْدُقانِ. كَقَوْلِنَا: بَعْضُ الْإِنْسَانِ كَاتِبٌ، وَبَعْضُ الْإِنْسَانِ لَيْسَ بِكَاتِبٍ. هُوَ أَنْ يَصِيرَ المَوْضُوعَ مَحْمُولاً. وَالمَحْمُولُ مَوَضُوعًا. مَعَ بَقَاءِ السَّلْبِ وَالْإِيجَابِ بِحَالِهِ وَالتَّصْدِيقِ وَالتَّكْذِيبِ بِحَالهِ، وَالمُوجَبَةُ الْكُلِّيَّةُ لاَ تَنْعَكِسُ كُلِّيَّةً إِذْ يَصْدُقُ قَوْلُنَا: كُلُّ إِنْسَانٍ حَيْوَانٌ. وَلاَ يَصْدُقُ: كُلُّ حَيَوانٌ إنْسَانٌ. بَل تَنْعَكِسُ جُزْئِيَّةً لِأَنَّا إِذَا قُلْنَا: كُلُّ إِنْسَانٍ حَيَوَانٌ يَصْدُقُ بَعْضُ الحَيَوَانِ إِنْسَانٌ. فَإِنَّا نَجِدُ شَيْئًا مَوْصُوفًا بِالْإِنْسَانِ وَالحَيَوَانِ، فَيَكُونُ بَعْضُ الحَيَوَانِ إِنْسَانًا. وَالمُوجَبَةُ الجُزْئِيَّةُ أَيْضًا تَنْعَكِسُ جُزْئِيَّةً بِهذِهِ الحُجَّةِ. وَالسَّالِبَةُ الْكُلِّيَّةُ تَنْعَكِسُ سَالِبَةً كُلِّيَّةً. وَذلِكَ بَيِّنٌ بِنَفْسِهِ. لِأَنَّهُ إِذَا صَدَقَ لاَ شَيْءَ مِنَ الْإِنْسَانِ بِحَجَرٍ، صَدَقَ لاَ شَيْءَ مِنَ الحَجَرِ بِإِنْسَانٍ. وَالٍسَّالِبَةُ الجُزْئِيَّةُ لاَ عَكْسَ لَهَا لُزُومًا، فَإِنَّهُ يَصْدُقُ بَعْضُ الحَيَوَانِ لَيْسَ بِإِنْسَانٍ، وَلاَ يَصْدُقُ عَكْسُهُ. هُوَ قَوْلٌ مَلْفُوظٌ أَوْ مَعْقُولٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ أَقْوَالٍ مَتَى سُلِّمَتْ لَزِمَ عَنْهَا لِذَاتِهَا قَوْلٌ آخَرُ. وَهُوَ إِمَّا اقْتِرَانِيٌ: كَقَوْلِنَا: كُلُّ جِسْمٍ مُؤَلَّفٌ وَكُلُّ مُؤَلَّفٍ حَادِثٌ فَكُلُّ جِسْمٍ حَادِثٌ. وَإِمَّا اسْتِثْنَائِيٌ: كَقَوْلِنَا: إِنْ كَانَتِ الشَّمْسُ طَالِعَةً فَالنَّهَارُ مَوْجُودٌ لكِنِ النَّهَارُ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ فَالشَّمْسُ لَيْسَتْ بِطَالِعَةٍ. وَالمُكَرَّرُ بَيْنَ مُقَدِّمَتَيِ القِيَاسِ يُسَمَّى [حَدًّا أَوْسَطَ]. وَمَوْضُوعُ المَطْلُوبِ يُسَمَّى [حًدًّا أَصْغَرَ]. وَمَحْمُولُهُ يَسَمَّى [حَدًّا أَكْبَرَ]. وَالمُقَدِّمَةُ الَّتِي فِيهَا الْأَصْغَرُ تُسَمَّى [صُغْرَى]. وَالَّتِي فِيهَا الْأَكْبَرُ تُسَمَّى [كُبْرَى]. وَهَيْئَةُ التَّألِيفِ تُسَمَّى [شَكْلاً]. وَالْأَشْكالُ أَرْبَعَةٌ لِأَنَّ الحَدَّ الْأَوْسَطَ إِنْ كَانَ مْحمُولاً فِي الصُّغْرَى مَوْضُوعًا فِي الْكُبْرَى فَهُوَ [الشَّكْلُ الْأَوَّلُ]. وَإِنْ كَانَ بِالْعَكْسِ فَهُوَ [الرَّابِعُ]. وَإِنْ كَانَ مَوْضُوعًا فِيهِمَا فَهُوَ [الثَّالِثُ]. وَإِنْ كَانَ مَحْمُولاً فِيهِمَا فَهُوَ [الثَّانِي]. وَالشَّكْلُ الثَّانِي مِنْهَا يَرْتَدُّ إِلَى الْأَوَّلِ بَعَكِسِ الْكُبْرَى. وَالثَّالِثُ يَرْتَدُّ إِلَيْهِ بِعَكْسِ الصُّغْرَى. وَالرَّابِعُ يَرْتَدُّ إِلَيْهِ بِعَكْسِ التَرْتِيبِ أَوْ بِعَكْسِ المُقَدِّمَتَيْنِ جَمِيعًا. وَالْكامِلُ الْبَيِّنُ الْإِنْتَاجِ هُوَ الْأَوَّلُ. وَالشَّكْلُ الرَّابِعُ مِنْهَا بَعِيدٌ عَنِ الطَّبْعِ جِدًّا. والَّذِي لَهُ طَبْعٌ مُسْتَقِيمٌ وَعَقْلٌ سَلِيمٌ لاَ يَحْتَاجُ إِلَى رَدِّ الثَّانِي إِلَى الْأَوَّلِ. وَإِنَّمَا يُنْتِجُ الثَّانِي عِنْدَ اخْتِلاَفِ مُقَدِّمَتَيْهِ بِـ(الْإِيجَابِ) وَ(السَّلْبِ). وَالشَّكْلُ الْأَوَّلُ هُوَ الَّذِي جُعِلَ مِعَيَارًا لِلْعُلُومِ. فَنَورِدُهُ لِيُجْعَلَ دُسْتُورًا. وَليُسْتَنْتَجَ مِنْهُ المَطَالِبُ كُلُّهَا. وَشَرْطُ إِنْتَاجِهِ إِيجَابُ الصُّغْرَى وَكُلِّيَّةُ الْكُبْرَى، وَضُرُوبُهُ. المُنْتِجَةُ أَرْبَعَةٌ الضَّرْبُ الْأَوَّلُ: كَلُّ جِسْمِ مُؤَلَّفٌ، وَكُلٌ مُؤَلَّفٍ مُحْدَثٌ، فَكُلُّ جِسْمٍ مُحْدَثٌ. الثَّانِي: كُلُّ جِسْمٍ مُؤَلَّفٌ، وَلاَ شَيْء مِنَ المُؤَلَّفِ بِقَدِيمٍ، فَلاَ شَيْءَ مِنَ الْجِسْمِ بِقَديمٍ. الثَّالِثُ: بَعْضُ الْجِسْمِ مُؤَلَّفٌ، وَكُلُّ مُؤّلِفٍ حَادِثٌ، فَبَعْضُ الْجِسْمِ حَادِثٌ. الرَّابِعُ: بَعْضُ الْجِسْمِ مُؤَلَّفٌ، وَلاَ شَيْءَ مِنَ المُؤَلَّفِ بِقَدِيمٍ، فَبَعْضُ الْجِسْمِ لَيْسَ بِقَدِيمٍ. وَالْقِيَاسُ الاِقْتِرَانِيُّ إِمَّا أَنْ يَتَرَكَّبَ مِنْ حَمْلِيَّتَيْنِ كَمَا مَرَّ. وَإِمَّا مِنْ مُتَّصِلَتَيْنِ: كَقَوْلِنَا: إِنْ كَانَتِ الشَّمْسُ طَالِعَةً فَالنَّهَارُ مَوْجُودٌ وَكُلَّمَا كَانَ النَّهَارُ مَوْجُودًا فالْأَرْضُ مُضِيئَةٌ يُنْتِجُ إِنْ كَانَتِ الشَّمْسُ طَالِعَةً فَالْأَرْضُ مُضِيئَةٌ. وَإِمَّا مُرَكَّبٌ مِنَ مُنْفَصِلَتَيْنِ: كَقَوْلِنَا: كُلُّ عَدَدٍ إِمَّا زَوْجٌ أَوْ فَرْدٌ وَكُلُّ زَوْجٍ فَهُوَ إِمَّا زَوْجِ الزَّوْجِ أَوْ زَوْجُ الْفَرْدِ يُنْتِجَ كُلُّ عَدَدٍ إِمَّا فَرْدٌ أَوْ زَوْجُ الزَّوْجُ أَوْ زَوْجُ الْفَرْدِ. وَإِمَّا مِنْ حَمْلِيَّةٍ وَمُتَّصِلَةٍ: كَقَوْلِنَا: كُلَّمَا كَانَ هَذَا إِنْسَانًا فَهُوَ حَيَوَانٌ وَكُلُّ حَيَوَانٍ جِسْمٌ يُنْتِجُ كُلَّمَا كَانَ هَذَا إِنْسَانًا فَهُوَ جِسْمٌ. وإِمَّا مِنْ حَمْلِيَّةٍ وَمُنْفَصِلَةٍ: كَقَوْلِنَا: كُلُّ عَدَدٍ إِمَّا زَوْجٌ أَوْ فَرْدٌ وَكُلُّ زَوْجٍ فَهُوَ مُنْقَسِمٌ بِمُتَسَاوِيَيْنِ يُنْتِجُ كُلُّ عَدَدٍ هُوَ إِمَّا فَرْدٌ أوْ مُنْقَسِمٌ بِمُتَسَاوِيَيْنِ. وإِمَّا مِنْ مُتَّصِلَة وَمُنْفَصِلَة: كَقَوْلِنَا: كُلَّمَا كَانَ هَذَا إِنْسَانًا فَهُوَ حَيَوَانٌ وَكُلُّ حَيَوانٍ إِمَّا أًبْيَضُ أَوْ أَسْوَدُ يُنْتِجُ كُلَّمَا كَانَ هَذَا إِنْسَانًا فَهُوَ إِمَّا أَبْيَضُ أَوْ أَسْوَدُ. وَاسْتِثْنَاءُ نَقِيضِ التَّالِي يُنْتْجُ نَقيضَ المُقَدَّمِ. كَقَوْلِنَا: إِنْ كَانَ هذَا الشَّيْءُ إِنْسَانًا فَهُوَ حَيَوَانٌ لكِنَّهُ لَيْسَ بِحَيَوَانٍ فَلاَ يَكُونُ إِنْسَانًا. وَإِنْ كَانَتْ مُنْفَصِلَةً حَقِيقِيَّةً فَاسْتِثْنَاءُ عَيْنِ أَحَدِ الجُزْءَيْنِ يُنْتِجُ نَقِيضَ الجُزْءِ الثَّانِي. كَقَوْلِنَا: الْعَدَدُ إِمَّا زَوْجٌ أَوْ فَرْدٌ لكِنَّهُ زَوْجٌ يُنْتِجُ أَنَّهُ (لَيْسَ بِفَرْدٍ أَوْ لكِنَّهُ فَرْدٌ) يُنْتِجُ أَنَّهُ لَيْسَ زَوْجًا. وَاسْتِثْنَاءُ نَقِيضِ أَحَدِهِمَا يُنْتِجُ عَيْنَ الثَّانِي. هُوَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ يَقِينِيةٍ لِإِنْتَاجِ الْيَقِينِيَّاتِ. وَالْيَقِينِيَّاتُ سِتَّةُ أَقْسَامٌ أَحَدُهَا أَوَّلِيَّاتٌ. كَقَوْلِنَا: الوَاحِدُ نِصْفُ الاِثْنَيْنِ وَالْكُلُّ أَعْظَمُ مِنَ الجُزْءِ. وَمُشَاهَدَاتٌ. كَقَوْلِنَا: الشَّمْسُ مُشْرِقَةٌ وَالنَّارُ مُحْرِقَةٌ. وَمُجَرَّبَاتٌ. كَقَوْلِنَا: السَّقَمُونِيَا مُسَهِّلَةٌ لِلصَّفْرَاءِ. وَحَدْسِيَّاتٌ َكَقَوْلِنَا: نُورُ القَمَرِ مُسْتَفَادٌ مِنْ نُورِ الشَّمْسِ. وَمُتَوَاتِرَاتٌ كَقَوْلِنَا: مُحَمَّدٌ ادَّعى النُّبُوَّةَ، وَظَهَرَتِ المُعْجِزَةُ عَلَى يَدِهِ. وَقَضَايَا قِيَاسَاتُهَا مَعَهَا. كَقَوْلِنَا: الْأَرْبَعَةُ زَوْجٌ بِسَبَبِ وَسَطٍ حَاضِرٍ فِي الذِّهْنِ وَهُوَ [الاِنْقِسَامُ بِمُتَسَاوِيَيْنِ]. وَالجَدَلُ وَهُوَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ مَشْهُورَةٍ لاَ مُسَلَّمَةٍ عِنْدَ النَّاسِ أَوْ عِنْدَ الخَصْمَيْنِ. كَقَوْلِنَا: الْعَدْلُ حَسَنٌ وَالظُّلُمُ قَبِيحٌ. وَالخَطَابَةُ وَهِيَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ مَقْبُولَةٍ مِنْ شَخْصٍ مُعْتَقَدٍ فِيهِ أَوْ مَظْنُونَةٍ. وَالشِّعْرُ وَهُوَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ مَقْبُولَة مُتَخَيَّلَةٍ تَنْبسِطُ مِنْهَا النَّفْسُ أَوْ تَنْقَبِضُ. وَالمُغَالَطَةُ وَهِيَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مَقَدِّمَاتٍ كَاذِبَةٍ شَبِيهَةٍ بِالْحَقِّ أَوْ بِالْمَشْهُورِ أَوْ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ وَهْمِيَّةٍ كَاذِبَةٍ وَالْعُمْدَةُ هُوَ الْبُرْهَانُ لاَ غَيْرُ. المصادر متن إيساغوجى على موقع مكتبة الإسكندرية متن إيساغوجى على موقع مكتبة الألوكة علوم منطق إيساغوجي
215556
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB
مفتاح الحساب/المقالة الخامسة/الباب الرابع/الفصل الثالث
تنشيطًا للمتعلمين وترغيبًا لهم بتحصيل الرياضيات المثال الأول رمح قائم في الماء والخارج منه ثلاثة أذرع أماله الريح حتى غاص في الماء فصار رأسه مع سطح الماء من غير أن زال أصله من موضعه وكان البعدين مطالعه الأول وبين مغيبه في الماء خمسة أذرع أردنا معرفة طول الرمح فرضنا سطح الماء والرمح قيامه وحين بلوغ رأسه سطح الماء فيكون ما بين مطلعه ومغيبه والخارج منه عن سطح الماء حين قيامه فكانه رسم بحركته قوس ما لم نزل أصله وهو من موضعه فيكون الرمح نصف القطر و نصف وتر، فبالقاعدة الثامنة والأربعين وبرهانها في الشكل الرابع والثلاثين من المقالة الثالثة من الأصول حصلنا مربع ما بين المطلع والمغيب كان خمسة وعشرين وهو مساو لسطح في تمامه إلى القطر فقسمناه على وهو ثلاثة خرجت من القسمة ثمانية وثلث زدناها على أي الثلاثة بلغ أحد عشر وثلث وهو مقدار قطر دائرة يكون قوسًا منها فنصف القطر خمسة وثلثان وهو مقدار طول الرمح. وبالجبر والمقابلة فرضنا شيئًا وهو ما كان من الرمح في الماء قيامه فيكون مربعه مالا وكان مربع خمسة وعشرين مجموعهما مال وخمسة وعشرون وهو يساوي مربع بالقاعدة السادسة والأربعين وبرهانها في الشكل السابع والأربعين من المقالة الأولى من الأصول وهو يسمى بالشكل العروس ويكون أي طول الرمح شيئا وثلاثة فيكون مربعه مالا وستة أشياء وتسعة وهو معادل لمجموع المربعين الأولين وبعد اسقاط المشتركة تكون ستة أشياء معادلة لستة عشر قسمنا العدد على عدد الأشياء خرج اثنان وثلاثين وهو الشيء المجهول اعنى زدنا عليه ثلثه وهي بلغت خمسة وثلثان وهو طول الرمح. المثال الثاني رمح بعضه في الماء وبعضه خارج منه وهو ثلاثة أذرع وهو مائل أي ليس بقائم فأماله الريح حتى غاصَ في الماء فكان البعد بين مطلعه الأول وبين مغيبه أربعة أذرع والبعد بين رأسه في الأول وبين مغيبه ثلاثة أذرع وأردنا أن نعرف طول الرمح، وليكن سطح االماء و الرمح و الخارج منه و ما بين مظهره ومغيبه و البعد بين رأسه في الموضع الأول، وبين مغيبه، فأخرجنا من عمود على ومن عمود عليه أيضًا، فوقع العمود على منتصف خط بالشكل الثالث من المقالة الثالثة من الأصول، فبالشكل الثالث عشر من الثانية من الأصول ونقصنا مربع وهو ستة عشر من مجموع مربعي ، وهو ثمانية عشر بقي اثنان قسمناهما على ضعف وهو ستة خرج من القسمة ثلث ذراع وهو خط ولأن نسبة إلى كنسبة إلى نسبة لتشابه مثلثي ، وكان ثلث ذراع و ثلاثة أذرع فيكون نسبة إلى كنسبة التسع فيكون نسبة إلى كذلك وكان نصف ذراعًا ونصفا فيكون ثلاثة عشر ذراعًا ونصف وهو طول الرمح. المثال الثالث إذا كانت زاوية ميل الرمح عن سطح الماء نصف قائمة والخارج من ثلاثة أذرع وما بين مظهره ومغيبه أربعة أذرع فنعيد الشكل المتقدم ونخرج من نقطة عمود على ولما كانت زاوية نصف قائمة يكون جيب زاوية ، وهو مقدار على ان ستون أما على أنه ثلاثة أذرع ، وهو ذرعان و ثالثة منه و مثله ويبقى ، مربعه مربع ، مجموعهما رابعة جذره ثانية وهو خط فيكون جيب زاوية قوسه فزاوية ، ولما كانت حادة علم أن المسئلة غير مستحيلة فتكون زاوية تمام زاوية ، جيبه وهو خط على أن ستون أما على أنه ثلاثة أذرع فتكون خط ، وخط أعني نصف وهو تكون ونسبة إلى كنسبة إلى فيكون ، وهو طول الرمح اعني ثلاثة وعشرين ذراعًا ثانية وذلك ما أردناه. المثال الرابع نخلتان قائمان على سطح الأفق أحديهما عشرون ذراعًا والآخرى خمسة وعشرون ذراعًا والبعد بينهما ستون ذراعًا وفيما بينهما وبركة وعلى رأس نخلة طائر رايًا في الماء سمكة، فطار إليها في أن واحد طيرانا واحدا متساويا على خطين مستقيمين ووصلا إليها معًا وهي على خط مستقيم واصل بين اصلي النخلتين نريد أن نعرف مقدار ما طار كل منهما والبعد بين متلقاهما أي موضع السمكة واصل كل واحدة من النخلتين وليكن البعد بين أصلي النخلتين و النخلة العظمي و الصغرى ونقطة موضع التلاقي موضع السمكة وكل واحد من ، مقدار ما طار كل واحد من الطائرين وهما متساويان ففرضناه البعد بين نقطة التلاقي واصل النخلة الصغرى شيئا يكون مربعه مالا ومربع النخلة الصغرى أربعمائة مجموع المربعين مال وأربعمائة حفظناه ولما كان بعد نقطة التلاقي عن أصل النخلة الصغرى اعني شيئا يكون بعده عن أصل النخلة الكبرى ستون ذراعًا إلا شيئا مربعه ثلاثة الآف وستمائة ذراع ومال إلا مائة وعشرين شيئا وهو معادل لما حفظناه، وبعد اسقاط المشترك يكون مائة وعشرين شيئا معادلا لثلاثة الأف وثمانمائة وخمسة وعشرين قسمنا العدد على عدد الأشياء خرج الشيء المجهول أحد وثلاثين ذراعًا وسبعة اثمان ذراع وهو بعد نقطة التلاقي عن أصل النخلة الصغرى فيكون بعدها عن الكبرى تمام ذلك إلى ستين وهو ثمانية وعشرون ذراعًا وثمن ذراع مربع الأول ومربع الثاني مجموع المربع الأول وطول النخلة الصغرى وهو مساو لمجموع المربع الثاني وطول النخلة الكبرى وهو مربع ما طار كل منهما جذره سبعة وثلاثون ذراعًا وثلاثة وعشرون جزءًا من مائة تقريبًا المثال الخامس مثلث قاعدته ثمانية عشر واحد الضلعين الباقيين نصف الآخر والعمود الخارج من الزاوية التي يوترها القاعد الواقعة عليها اثنان واردنا نعرف مقدار كل واحد من ضلعيه الباقيين وليكن المثلث وقاعدة معلوم وكذا عمود وضلع نصف ضلع وأردنا كميتها فنخرج قاعدة ونجعل ونجعل مثل ونخرج ونجعل مثل ونصل ونخرجه ونجعل مثل ونصل وننصف على ونصل فلان مثل و مثل وزاويتي المتقابلتين متساويتان فبالسادس من سادسه الأصول وبالرابع منها تكون مثلث مساويًا ومشابهًا لمثلث فزاوية مساوية لزاوية فـ مواز لـ بالسابع والعشرين من أولى الأصول ولأن كل واحد من ، مثل فيكون مساويًا لـ وهو مواز له فيكون ، متوازيان متساويان بالثلاثة والثلاثين من أولى الأصول ولان مثل و مثل وزاويتا ، متساويتان لتوازي ، فيكون مثلث مثل مثلث فيكون مساويًا لـ القاعدة ومثلثا ، متشابهتان لتوازي خطي ، وكان ثلث فيكون ثلث ويكون ثلثي بل وبقي ثلث بل ولان مثلثي ، متساويين متشابهين و مثل وزاوية مثل زاوية فيكون مثل وهو ثلثان القاعدة فنقصنا مربع العمود وهو أربعة عن مربع ثلثي القاعدة وهو بقي مربع ، أخذنا جذره فكان احد عشر و ثالث الأعشار وهو خط نقصناه منه ثلث القاعدة وهو ستة بقيت خمسة و ثالث الاعشار وهو خط مربعه أربعة وثلاثون و سادس الأعشار ومربع العمود أربعة مجموع المربعين ثمانية وثلاثون و سادس الأعشار أخذنا جذره فكان ستة و رابع الأعشار وهو مقدار ضلع وضعفه يكون مقدار وهو المطلوب والجبر والمقابلة فرضنا شيئا فيكون مربع مالا وأربعة ومربع أربعة أمثاله أي أربعة أموال وستة عشر وبقي ثمانية عشر الا شيئا مربعه ومال إلا شيئا جمعناه مع مربع بلغ ومال إلا شيئا وهو معادل الأربعة أموال وستة عشر وبعد الجبر والمقابلة يكون معادلا لثلاثة أموال و شيئا وبعد الرد يكون معادلا لمال واحد واثني عشر شيئا ربعنا نصف عدد الأشياء صار زدناه على العدد بلغ أخذنا جذره فكان كما سبق أحد عشر و ثالث الأعشار نقصنا منه نصف عدد الأشيئا بقيت خمسة و ثالث الأعشار وهو الشيء المجهول اعني والباقي كما سبق المثال السادس مثلث قاعدته ستة عشر واحد الضلعين الباقيين ثلاثة أمثال الآخر والعمود الخارج من الزاوية التي بوترها القاعدة الواقع عليها ثلاثة واردنا معرفة الضلعين الباقيين وليكن المثلث و القاعدة معلومة وكذا عمود ونريد معرفة ضلعي وليكن النسبة بينهما معلومة وهي أن ثلاثة أمثال ولاستعلام كميتهما نخرج إلى حتى يصيير ثلاثة أمثال وكذا نخرج إلى حتى يصيير ثلاثة أمثال ونصل ونخرجه إلى ليكون مساويا لـ ونصل نأخذ بقدر ونصل ولان زاويتي ، متساويتان وضلع ضعف و ضعف تكون مثلثا ، متشابهين ولان زاويتي ، متساويتان تكون ، متوازيين ولان ضعف ضعف و مثل خمسة اثمان لـ فيكون خمسة أثمان ولان مثلث مشابه لمثلث و خمس فيكون خمس فهو ثمن ولما كان ثلاثة أمثال القاعدة فيكون ثلاثة أثمان ولما كانت القاعدة ستة عشر فيكون ستة ولان فضل ضعف القاعدة بل ثمنى على خمسة أثمان فيكون ثلث الثمن بل ثمن القاعدة وهو ثلث فيكون اثنين فإذا نقصنا مربع وهو تسعة عن مربع وهو بقى مربع أخذنا جذره فكان خمسة و رابع الاعشار ربعناه صارت عشرة و خامس الأعشار زدنا عليه مربع بلغت تسعة عشر و خامس الأعشار أخذنا جذره فكان أربعة و رابع الأعشار وهو ضلع فيكون صلع ثلاثة عشر و رابع الأعشار وهو المطلوب. المثال السابع نريد أن نضع في داخل مثلث نقطة ونصل بينها وبين زوايا المثلث خطوطا ليصير ثلاثة مثلثات بحيث يكون أحدها نصف الثاني والثاني ثلث الثالث ونريد أن نعرف مقادير الخطوط ومقادير الأعمدة الخارجة من تلك النقطة على الأضلاع والمعلوم أضلاع المثلث فحسب وليكن المثلث فنقسم ثلاثة أقسام بحيث يكون أحد الأقسام نصف الثاني والثاني ثلث الثالث كأقسام ، ، فـ ضعف وثلث فيكون ستة أمثال وجميع سبعة أمثال ثم نصل فيكون مثلث نصف مثلث وهو مثلث كما مر في القاعدة السابعة والأربعين برهانها بالشكل الأول من سادسة الأصول ثم نخرج من نقطة خط موازيا لضلع ومن نقطة ، موازيا لـ فيتقاطعا على نقطة فهي النقطة المطلوبة فإذا وصلنا ، ، يكون مثلث مساويا لمثلث لوقوعها بين خطين متوازيين على قاعدة واحدة وهو بالسابعة والعشرين من أولى الأصول مثلث مساويا لمثلث بمثل ما مر وبقي مثلث وهو ثلث مثلث وذلك ما أردناه والآن نريد مقادير الأعمدة الخارجة من نقطة على الأضلاع وهي أعمدة ، ، وليكن عشرة و سبعة عشر و احد وعشرون فيكون مساحة المثلث أربعة وثمانون أخذنا تسعها فكان تسعة وثلثا وهي مساحة مثلث قسمناها على نصف خرج من القسمة عمود أحدا وثلاثة عشر جزاء من خمسة عشر ثم قسمنا ضعف التسع المذكور على نصف ضلع خرج من القسمة واحد وسعة أتساع وهو مقدار عمود ثم قسمنا ثلثي المساحة اعني ستة وخمسين على نصف ضلع خرجت من القسمة ستة وعشرة أجزاء من سبعة عشر وهو عمود طريق آخر أخرجنا من نقطة عمود على فبالشكل الثالث عشر من ثانية الاصول نقصنا مربع عن مجموع مربعي ، بقي قسمنا نصفه على خرج مقدار خط ستة نقصنا مربعها عن مربع بقي مربع جذره ثمانية وهي عمود ولان مثلث تسعى ولتشابه مثلثي ، يكون أيضًا تسعي و تسعي فيكون واحدا وسبعة التساع و واحدا وثلثا فجموع ثلاثة وثلثان مربعه ثلاثة عشر وأربعة اتساع ومربع ثلاثة وثلاثة عشر جزاء من أحد وثمانين مجموعها ستة عشر وتسعة وأربعون جزاء من أحد وثمانين جذره أربعة رابع الأعشار وهو خط وبقي سبعة وعشر وثلثا مربعة ثلاثمائة وأربعة اتساع فيكون مربع ثلاثمائة وثلاثة وتسعة وأربعين جزاء من أحدا وثمانين أخذنا جذره فكان سبعة عشر و رابع الأعشار وهو خط ثم أخرجنا من نقطة عمود على ومن نقطة عمود على فيكون مثلث مشابها المثلث لاتحاد زاويتي فيهما وقيام زاويتي فيكون نسبة إلى كنسبة إلى فيكون واحدا وثلاثة عشر جزءا من خمسة عشر وهو مثل المطلوب وأيضًا نسبة إلى كنسبة إلى فيكون واحدا وخمسين و مثل اثنان وتسعان فـ ثلاثة وثمانية وعشرون جزاء من خمسة وأربعين فيكون القوى عليه وعلى عمود المساوي لـ ستة رابع الأعشار وأيضًا يكون مثلث مشابها لمثلث لاتحاد زاوية وقيام زاويتي فيكون نسبة إلى كنسبة وهو أربعة عشر إلى فيكون ستة وعشرة أجزاء من سبعة عشر وهو مثل المطلوب فعرفنا مقادير الأعمدة الثلاثة ولامتحان صحة العمل يقول وأيضا نسبة إلى وهو خمسة عشر كنسبة وهو أربعة عشر إلى فيكون اثني عشر وستة أجزاء من سبعة عشر و مثل وهو كان ثلاثة وسبعة اتساع ستة عشر وعشرون جزاء من مائة وثلاثة وخمسين فـ القوي عليه وعلى يكون سبعة عشر رابع الأعشار بعينه مثل ما مر وذلك المطلوب وهذا آخر ما ٍأردنا إيراده في هذا الكتاب والحمد لله تعالى على نعمائة والصلوة والسلام على خير خلقه محمد وعلى آله الظاهرين وأصحابه الهادين المهتدين
215849
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%B5%D8%B1%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%B1%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9
كتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة
الطبعات الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة طبع في مدينة لندن -- 1830م كتاب الجبر والمقابلة مطبعة بول باربیه 1937م علماء الرياضيات مؤلفون-خ رياضيات علوم
217483
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B8%D8%B1%D8%A7%D9%81%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%AC%D9%86%D9%8A%D9%86%20%281967%29
أخبار الظراف والمتماجنين (1967)
الباب الأول: فيما ذكر عن الرجال القسم الأول: فيما يروى عن الأنبياء عليهم السلام القسم الثاني: فيما يروى عن الصحابة القسم الثالث: فيما يروى عن العلماء والحكماء القسم الرابع: فيما يروى من ذلك عن العرب القسم الخامس: ما يروي عن العوام الباب الثاني: فيما يذكر عن النساء من ذلك الباب الثالث: فيما ذكر عن الصبيان من ذلك مؤلفات ابن الجوزي
217651
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B3%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%AD
سر النجاح
الطبعات المتوفرة عقلاء المجانين (1886)—الطبعة الثانية، متوفرة في موقع المكتبة القطرية على شكل صفحات مستقلة سر النجاح (1922)—الطبعة الرابعة مؤلفات صموئيل سمايلز مؤلفات يعقوب صروف
217878
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%20182
مجلة الرسالة/العدد 182
مجلة الرسالة/العدد 182 /الضحك/ /القلب المسكين (7)/ /في الطفولة/ /القصور المثلى/ /في الأدب المقارن/ /من صديق إلى صديقين/ /قصة المكروب كيف كشفه رجاله/ /إدوارد الثامن/ /هكذا قال زرادشت (7)/ /في بهو فندق/ /في ساعة يأس/ /إدوارد الثامن/ /إلى الفيلسوف الشاعر نيتشه/ /من هنا ومن هناك/ /البريد الأدبي/ /النقد/ /نفح الطيب في طبعته الجديدة/ /سافو على مسرح الأوبرا الملكي/ مجلة الرسالة
217879
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%20182/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%8A%D9%86%20%287%29
مجلة الرسالة/العدد 182/القلب المسكين (7)
للأستاذ مصطفى صادق الرافعي وأما صاحب القلب المسكين فما علم أنها قد رحلت عن ليلته حتى أظلم الظلام عليه، كأنها إذا كانت حاضرة أضاء شيء لا يرى، فإذا غابت انطفأ هذا الضوء؛ ورأيته واجما كاسف البال يتنازعه في نفسه ما لا أدري، كأن غيابها وقع في نفسه إنذار حرب لماذا كان الشعراء ينوحون على الأطلال ويلتاعون بها ويرتمضون منها وهي أحجار وآثار وبقايا؟ وما الذي يتلقاهم به المكان بعد رحيل الأحبة؟ يتلقاهم بالفراغ القلبي الذي لا يملأه من الوجود كله إلا وجود شخص واحد؛ وعند هذا الفراغ تقف الدنيا مليا كأنها انتهت إلى نهاية في النفس العاشقة، فتبطل حينئذ المبادلة بين معاني الحياة وبين شعور الحي؛ ويكون العاشق موجودا في موضعه ولا تجده المعاني التي تمر به، فترجع منه كالحقائق تلم بالفراغ العقلي من وعي سكران يا أثر الحبيب حين يفارق الحبيب! ما الذي يجعل فيك تلك القدرة الساحرة؟ أهو فصلك بين زمن وزمن، أم جمعك الماضي في لحظة؛ أم تحويلك الحياة إلى فكرة؛ أم تكبيرك الحقيقة إلى أضعاف حقيقتها؛ أم تصويرك روحية الدنيا في المثال الذي تحسه الروح؛ أم إشعارك النفس كالموت أن الحياة مبنية على الانقلاب؛ أم قدرتك على زيادة حالة جديدة للهم والحزن؛ أم رجوعك باللذة ترى ولا تمكن؛ أم أنت كل ذلك لأن القلب يفرغ ساعة من الدنيا ويمتلئ بك وحدك؟ يا أثر الحبيب حين يفارق الحبيب! ما هذه القوة السحرية فيك تجتذب بها الصدر ليضمك، وتستهوي بها الفم ليقبلك، وتستدعي الدمع لينفر لك، وتهتاج الحنين لينبعث فيك؟ أكل ذلك لأنك أثر الحبيب، أم لأن القلب يفرغ ساعة من الدنيا ولا يجد ما يخفق عليه سواك؟ ووقف صاحبنا المسكين محزونا كأن شيئا يصله بكل هموم العالم؛ وتلك هي طبيعة الألم الذي يفاجئ الإنسان من مكمن لذته وموضع سروره فيسلبه نوعا من الحياة بطريقة سلب الحياة نفسها، ويأخذ من قلبه شيئا مات فيدفنه في قبر الماضي. يكون ألما لأن فيه المضض، وكآبة لأن فيه الخيبة، وذهولا لأن فيه الحسرة؛ وتتم هذه الثلاثة الهموم بالضيق الشديد في النفس لاجتماع ثلاثتها على النفس، فإذا المسكين مبغوت مبغوت كأن الآلام طبقت عليه من الجهات الأربع فقلبه منها صدوع صدوع وجعلت أعذل صاحبنا فلا يعتذل، وكلما حاولت أن أثبت له وجود الصبر كنت كأنما أثبت له أنه غير موجود. ثم تنفس وهو يكاد ينشق غيظا وقال: لماذا رحلت، لماذا؟ قلت: أنت أذللت جمالها بهذا الأسلوب الذي ترى أنك تعز جمالها به، وقد اشتددت عليها وعلى نفسك وتعنت على قلبك وقلبها؛ كانت ظريفة المذهب في عشقها وكنت خشنا في حبك، وسوغتك حقا فرددته عليها، وتهالكت وانقبضت أنت، ورفعت قدرك على نفسها تحببا وتوددا فخفضت قدرها عن نفسك من إطراح وجفاء، واستفرغت وسعها في رضاك فتغاضبت، ونضت عن محاسنها شيئا شيئا تسأل بكل شيء سؤالا فلم تكن أنت من جوابها في شيء ومن طبع المرأة أنها إذا أحبت امتنعت أن تكون البادئة، فالتوت على صاحبها وهي عاشقة، وجاحدت وهي مقرة؛ إذ تريد في الأولة أن تتحقق أنها محبوبة، وفي الثانية أن يقدم لها البرهان على أنها تستحق المهاجمة؛ وفي الثالثة هي تريد ألا تأخذها إلا قوة قوية فتمتحن هذه القوة، ومع هذه الثلاث تأبى طبيعة السرور فيها والاستمتاع بها إلا أن يكون لهذا السرور وهذا الإمتاع شأن وقيمة، فتذيق صاحبها المر قبل الحلو ليكبر هذا بهذا غير أنها إذا غلبها الوجد وأكرهها الحب على أن تبتدئ صاحبها؛ ثم ابتدأت ولم تجد الجواب منه، أو لم يأت الأمر فيما بينها وبينه على ما تحب، فان الابتداء حينئذ يكون هو النهاية، وينقلب الحب عدو الحب. وأنا أعرف امرأة وضعتها كبرياؤها في مثل هذه الحالة وقالت لصاحبها: سأتألم ولكن لن أغلب؛ فكان الذي وقع وا أسفاه - أنها تألمت حتى جنت، ولكن لم تغلب. . . قال: فما بال هذه؟ أما تراها تبتدئ كل يوم رجلا؟ قلت: إنها تبتدئ متكسبة لا عاشقة، فإذا أحبت الحب الصحيح أرادت قيمتها فيما هو قيمتها. وأنا أحسبها تحب فيك هذا العنف وهذه القسوة وهذه الروحية الجبارة، فإنها لذات جديدة للمرأة التي لا تجد من يخضعها. وفي طبيعة كل امرأة شيء لا يجد تمامه إلا في عنف الرجل، غير أنه العنف الذي أوله رقة وآخره رقة أما والله إن عجائب الحب أكثر من أن تكون عجيبة؛ والشيء الغريب يسمى غريبا فيكفى ذلك بيانا في تعريفه؛ غير أنه إذا وقع في الحب سمى غريبا فلا تكفيه التسمية، فيوصف مع التسمية بأنه غريب فلا يبلغ فيه الوصف، فيقع التعجب مع الوصف والتسمية من أنه شيء غريب؛ ثم تبقى وراء ذلك منزلة للإغراق في التعجب بين العاشق وبين نفسه؛ وهكذا يشعرون فكل أسرار الحب من أسرار الروح ومن عالم الغيب، وكأن النبوة نبوتان: كبيرة وصغيرة، وعامة وخاصة. فإحداهما بالنفس العظيمة في الأنبياء، والأخرى بالقلب الرقيق في العشاق. وفي هذه من هذه شبه لوجود العظمة الروحية في كلتيهما غالبة على المادة، مجردة من إنسان الطين إنسانا من النور، محركة هذه الطبيعة الآدمية حركة جديدة في السمو، ذاهبة بالمعرفة الإنسانية إلى ما هو الأحسن والأجمل، واضعة مبدأ التجديد في كل شيء يمر بالنفس، منبعثة بالأفراح من مصدرها العلوي السماوي بيد أن في العشق أنبياء كذبة؛ فإذا تسفل الحب في جلال، واستعلنت البهيمة في عظمة، وتجرد من إنسان الطين إنسان الحجر، وتحركت الطبيعة الآدمية حركة جديدة في السقوط، وذهبت المعرفة الإنسانية إلى ما هو الأقبح والأسوأ، وتجدد لكل شيء في النفس معنى فاسد، وانبعثت الأفراح من مصدرها السفلي - إذا وقع كل هذا من الحب فما عساه يكون؟ لا يكون إلا أن الشيطان يقلد النبوة الصغيرة في بعض العشاق كما يقلد النبوة الكبيرة في بعض الدجالين هكذا قال صاحب القلب المسكين وقد تكلم عن الحب ونحن جالسان في الحديقة وكنا دخلناها ليجدد عهدا بمجلسه فلعله يسكن بعض ما به؛ واستفاض كلامنا في وصف تلك العبهرة الفتانة التي أحلته هذا المجال وبلغت به ما بلغت، وكان في رقة لا رقة بعدها وفي حب لا نهاية وراءه لمحب. وخيل إلي أنه يرى الحديث عنها كأنه إحضارها بصورة ما وأنفع ما في حديث العاشق عن حبه وألمه أن الكلام يخرجه من حالة الفكر، ويؤنس قلبه بالاتعاظ، ويخفف من حركة نفسه بحركة لسانه، ويوجه حواسه إلى الظاهر المتحرك، فتسلبه ألفاظه أكثر معانيه الوهمية، وتأتيه بالحقائق على قدرها في اللغة لا في النفس؛ وفي كل ذلك حيلة على النسيان، وتعلل إلى ساعة، وهو تدبير من الرحمة بالعاشقين في هذا البلاء الذي يسمى الفراق أو الهجر وكان من أعجب ما عجبت له أن صديقا مر بنا فدعاه صاحبنا وقال وهو يومئ إلي: أنا وفلان هذا مختلفان منذ اليوم لا هو يقيم عذرا ولا أنا أقيم حجة؛ وأحسب أن عندك رأيا فاقض بيننا ويسأله الصديق: ما القضية؟ فيقول وهو يشير إلي: إن هذا قد تخرق قلبه من الحب فلا يدري من أين يجيء لقلبه برقعة. . . وأنه يعشق فلانة الراقصة التي كانت في هذا المسرح ويزعم لي. . . أنها أجمل وأفتن وأحلى من طلعت عليه الشمس، وأنه ليس بين وجهها وبين القمر وجه امرأة أخرى في كل ما يضيء القمر عليه، وأن عينيها مما لا ينسى أبدا أبدا أبدا. . . لأن ألحاظها تذوب في الدم وتجري فيه، وأن الشيطان لو أراد مناجزة العفة والزهد في حرب حاسمة بينه وبين أزهد العباد لترك كل حيله وأساليبه وقدم جسمها وفنها. . . فيقول له المسؤول: وما رأيك أنت؟ فيجيبه: لو كان عنها صاحيا لقد صحا. إن المشكلة في الحب أن كل عاشق له قلبه الذي هو قلبه، وحسبها أن مثل هذا هو يصفها. وما يدرينا من تصاريف القدر بهذه المسكينة ما عليها مما لها، فلعلها الجمال حكم عليه أن يعذب بقبح الناس، ولعلها السرور قضى عليه أن يسجن في أحزان وقلت له: يا صديقي المسكين، أوكل هذا لها في قلبك. فما هذا القلب الذي تحمله وتتعذب به؟ قال: إنه والله قلب طفل، وما حبه إلا التماسه الحنان الثاني من الحبيبة، بعد ذلك الحنان الأول من الأم. وكل كلامي في الحب إنما هو إملاء هذا القلب على فكره كأنه يخلق به خلق تفكيره آه يا صديقي، إن من السخرية بهذه الدنيا وما فيها أن القلب لا يستمر طفلا بعد زمن الطفولة إلا في اثنين: من كان فيلسوفا عظيما، ومن كان مغفلا عظيما وافترقنا؛ ثم أردت أن أتعرف خبره فلقيته من الغد، وكان لي في أحلامي تلك الليلة شأن عجيب، وكان له شأن أعجب أما أنا فلا يعنى القراء شأني وقصتي وأما هو. . .؟ (يتبع - طنطا) مصطفى صادق الرافعي مجلة الرسالة/العدد 182 مقالات مصطفى صادق الرافعي
218037
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB
تاريخ الجزائر في القديم والحديث
محتويات الجزء الثالث الاسبان في الجزائر الأتراك في الجزائر حكم الباي لارباي الجزائر في عهد الباي لارباي توحيد الجزائر عهد الباشوات الثلاثين العصر الذهبي للبحرية الجزائرية حكم الاغوات نظام الدايات تأکد اتجاه الاستقلال عن القسطنطينية ولاية محمد عثمان باشا ثورة وطنية تاريخ محاولات الاحتلال الفرنسي الإدارة الجزائرية في العهد التركي سقوط النظام التركي فهرست الجزء الثالث مؤلفات مبارك الميلي
218396
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%20%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%B9%D8%A9%20%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
نظام مقاطعة إسرائيل
نظام مقاطعة إسرائيل هو قانون في المملكة العربية السعودية يحظر التعامل مع الأفراد والكيانات الإسرائيلية ويعاقب بالحبس والغرامة من يخالفه تاريخ قبل إصدار القانون الذي يحظر التعامل مع إسرائيل في المملكة العربية السعودية كانت تصدر قائمة حظر تعامل مع الشركات الإسرائيلية أو التي تتعامل مع إسرائيل بشكل دوري في صحيفة أم القرى الصحيفة الرسمية للمملكة العربية السعودية تم إصدار نظام مقاطعة إسرائيل بمرسوم ملكي من الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود الخميس بتاريخ 25 / 6 / 1382هـ الموافق 22 نوفمبر 1962 ديباجة نظام مقاطعة إسرائيل مرسوم ملكي رقم م/ 28 وتاريخ 25 / 6 / 1382هـ . بعونه تعالى ... نحن سعود بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية بعد الإطلاع على المادة التاسعة عشرة من نظام مجلس الوزراء الصادر بالمرسوم الملكي رقم 38 وتاريخ 22 / 10 / 1377هـ . وبناءً على قرار مجلس الوزراء رقم 312 وتاريخ 21 / 6 / 1382هـ . وبناءً على ما عرضه علينا رئيس مجلس الوزراء. نرسم بما هو آت : أولاً : نصادق على نظام مقاطعة إسرائيل الصيغة المرافقة لهذا . ثانياً : على رئيس مجلس الوزراء والوزراء كلٌ فيما يخصه تنفيذ مرسومنا هذا. محتوى نظام مقاطعة إسرائيل مادة (1) •  يحظر على كل شخص طبيعي أو اعتباري أن يعقد بالذات أو بالوساطة اتفاقاً مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسياتهم أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها أينما قاموا وذلك متى كان محل الاتفاق صفقات تجارية أو عمليات مالية أو أي تعامل آخر أياً كانت طبيعته. •  تعتبر الشركات والمنشأت الوطنية والأجنبية التي لها مصالح أو فروع أو توكيلات عامة في إسرائيل في حكم الهيئات والأشخاص المحظور التعامل معهم طبقاً للفقرة السابقة حسبما يقرره مجلس الوزراء أو السلطة المخولة منه بذلك وفقاً لتوصيات مؤتمر ضباط الاتصال. مادة (2) •  يحظر إدخال أو استيراد البضائع والسلع والمنتجات الإسرائيلية بكافة أنواعها والقراطيس المالية وغيرها من القيم المنقولة الإسرائيلية إلى المملكة كما يحظر تبادلها أو الإتجار فيها. •  تعتبر (إسرائيلية) البضائع والسلع المصنوعة في إسرائيل أو التي دخل في صناعتها جزء أياً كانت نسبته من منتجات إسرائيل على اختلاف أنواعها سواء وردت من إسرائيل مباشرة أو بطريق غير مباشر. •  تعتبر في حكم البضائع الإسرائيلية السلع والمنتجات -المعاد شحنها- من إسرائيل أو المصنوعة خارج إسرائيل بقصد تصديرها لحسابها أو لحساب أحد الأشخاص أو الهيئات المنصوص عنها في المادة الأولى. مادة (3) يجب على المستورد في الحالات التي يعينها وزير التجارة والصناعة بقرار منه تقديم شهادة منشأ موضح فيها البيانات التالية: •  بيان البلد الذي صنعت فيه السلع . •  أنه لم يدخل في صناعة السلع أية مادة منتجات إسرائيل أيا كانت نسبتها. مادة (4) على السلطات المختصة – التي يعينها وزير التجارة والصناعة بقرار منه – أن تتخذ ما يلزم من التدابير لمنع تصدير السلع التي يعينها مؤتمر ضباط الاتصال إلى البلاد الأجنبية التي يثبت أنها تعيد تصديرها إلى إسرائيل. مادة (5) تسري الأحكام الواردة في المواد (2، 3، 4) على السلع التي تدخل مناطق حرة في المملكة أو تصدر من تلك المناطق كذلك تسري هذه الأحكام على السلع التي تنزل إلى أراضي المملكة أو تمر عبر أراضيها وتكون بقصد التصدير إلى إسرائيل أو أحد الأشخاص أو الهيئات المقيمين بها وذلك مع مراعاة أحكام الاتفاقيات الدولية التي تكون المملكة العربية السعودية طرفاً فيها. مادة (6) يحظر عرض البضائع والسلع والمنتجات المنوه عنها في المادة الثانية أو بيعها أو شراؤها أو حيازتها ويعتبر في حكم البيع والشراء – في تطبيق أحكام هذه المادة – كل صفقة تتم على سبيل التبرع أو البدل. مادة (7) •  يعاقب كل من يخالف أحكام المواد الأولى والثانية والخامسة بالسجن لمدة أدناها ثلاث سنوات وأقصاها عشر سنوات ، بغرامة أقلها خمسة آلاف ريال سعودي ولا تتجاوز خمسين ألف ريال سعودي. •  يعاقب كل من خالف أحكام المادة الثالثة أو السادسة بالسجن مدة أدناها ثلاثة أشهر وأقصاها ثلاث سنوات وبغرامة أقلها خمسمائة ريال عربي سعودي وأكثرها خمسة آلاف ريال عربي سعودي أو بإحدى هاتين العقوبتين . •  إذا كان الجاني في إحدى الجرائم السابقة شخصاً اعتبارياً تنفذ عليه وتنفذ العقوبة المالية وتنفيذ العقوبات البدنية على من ارتكب الجريمة من المنتمين للشخص الاعتباري. •  في جميع الأحوال يحكم بمصادرة الأشياء المضبوطة كما يحكم بمصادرة وسائل النقد التي استعملت في ارتكاب الجريمة إن علم أصحابها بذلك. مادة (8) يعفى من العقوبات المنصوص عليها في المادة السابعة – عدا المصادرة – من بادر من الجناة عند تعددهم بأخبار الحكومة عن المشتركين في إحدى الجرائم المذكورة آنفاً إن أدت هذه الأخبار فعلاً إلى اكتشاف الجريمة. مادة (9) •  تنشر خلاصة أي حكم يصدر بالإدانة تطبيقاً لأحكام هذا النظام على نفقة المحكوم عليه في الصحف المحلية كما تعلق على نفقته أيضاً نفس الخلاصة بحروف كبيرة على واجهة محل تجارته أو المصنع أو المخزن أو غيره من الأماكن التي يعمل بها مدة ثلاثة أشهر. •  يعاقب على نزع هذه الخلاصة أو إخفائها بأية طريقة أو إتلافها بالحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر وبغرامة لا تتجاوز مائتي ريال سعودي أو بإحدى هاتين العقوبتين . مادة (10) تُصرف بالطريقة الإدارية مكافآت مالية لكل شخص سواء كان من موظفي الحكومة أو من غيرهم ضبط الأشياء موضوع الجرائم المنصوص عليها في هذا النظام أو سهل ضبطها وتكون المكافآت بنسبة 20% من قيمة الأشياء المحكوم بمصادرتها وعند تعدد مستحقي المكافآت توزع بينهم بنسبة المجهود لكل منهم بقرار من وزير التجارة والصناعة. مادة (11) •  يقوم الموظفون الذين يعينهم وزراء – التجارة والصناعة والمالية والاقتصاد الوطني والدفاع والطيران والداخلية – بضبط وإثبات الجرائم التي نص عليها هذا النظام أو القرارات المنفذة له. •  وزارة التجارة والصناعة هي المختصة – بعد ضبط الجرائم و إثباتها – بإحالتها إلى الهيئة التي تصدر الأحكام فيها. مادة(12) •  تحال الجرائم التي نص عليها هذا النظام إلى هيئة مُشكّلة من : •  رئيس ديوان المظالم أو نائبه رئيساً. •  مستشار حقوقي من ديوان المظالم. •  مستشار حقوقي من مجلس الوزراء. •  ولا تعتبر قرارات هذه الهيئة نافذة إلا بعد التصديق عليها من رئيس مجلس الوزراء. مادة (13) تلغى الأنظمة والقرارات التي تتعارض مع أحكام هذا النظام. مادة (14) على رئيس مجلس الوزراء والوزراء كلٌ فيما يخصه تنفيذ هذا النظام ويعتبر نافذاً من تاريخ نشره. مصادر العلاقات الإسرائيلية السعودية 1962 في السعودية
219191
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%88%D8%B5%D9%8A%D8%A9%20%D8%A3%D8%A8%D9%8A%20%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%20%D8%B9%D9%86%D8%AF%20%D9%85%D9%88%D8%AA%D9%87
وصية أبي طالب عند موته
وذكر أن أبا طالب لما حضرته الوفاة جمع إليه وجهاء قريش فأوصاهم، وكان من وصيته أن قال: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَنْتُمْ صَفْوَةُ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ وَقَلْبُ الْعَرَبِ، فِيكُمْ السّيّدُ الْمُطَاعُ وَفِيكُمْ الْمُقَدّمُ الشّجَاعُ وَالْوَاسِعُ الْبَاعِ وَاعْلَمُوا أَنّكُمْ لَمْ تَتْرُكُوا لِلْعَرَبِ فِي الْمَآثِرِ نَصِيبًا إلّا أَحْرَزْتُمُوهُ وَلَا شَرَفًا إلّا أَدْرَكْتُمُوهُ فَلَكُمْ بِذَلِكُمْ عَلَى النّاسِ الْفَضِيلَةُ وَلَهُمْ بِهِ إلَيْكُمْ الْوَسِيلَةُ وَالنّاسُ لَكُمْ حِزْبٌ وَعَلَى حَرْبِكُمْ أَلْبٌ وَإِنّي أُوصِيكُمْ بِتَعْظِيمِ هَذِهِ الْبَنِيّةِ فَإِنّ فِيهَا مَرْضَاةً لِلرّبّ وَقِوَامًا لِلْمَعَاشِ وَثَبَاتًا لِلْوَطْأَةِ صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَلَا تَقْطَعُوهَا، فَإِنّ فِي صِلَةِ الرّحِمِ مَنْسَأَةً فِي الْأَجَلِ وَسَعَةً فِي الْعَدَدِ وَاتْرُكُوا الْبَغْيَ وَالْعُقُوقَ فَفِيهِمَا هَلَكَةُ الْقُرُونِ قَبْلَكُمْ أَجِيبُوا الدّاعِيَ وَأَعْطُوا السّائِلَ فَإِنّ فِيهِمَا شَرَفَ الْحَيَاةِ وَالْمَمَاتِ عَلَيْكُمْ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ فَإِنّ فِيهِمَا مَحَبّةً فِي الْخَاصّ وَمَكْرُمَةً فِي الْعَامّ وَإِنّي أُوصِيكُمْ بِمُحَمّدِ خَيْرًا، فَإِنّهُ الْأَمِينُ فِي قُرَيْشٍ، وَالصّدّيقُ فِي الْعَرَبِ، وَهُوَ الْجَامِعُ لِكُلّ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ وَقَدْ جَاءَ بِأَمْرِ قَبِلَهُ الْجَنَانُ وَأَنْكَرَهُ اللّسَانُ مَخَافَةَ الشّنَآنِ وَأَيْمُ اللهِ كَأَنّي أَنْظُرُ إلَى صَعَالِيكِ الْعَرَبِ، وَأَهْلِ الْبِرّ فِي الْأَطْرَافِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ النّاسِ قَدْ أَجَابُوا دَعْوَتَهُ وَصَدّقُوا كَلِمَتَهُ وَعَظّمُوا أَمْرَهُ فَخَاضَ بِهِمْ غَمَرَاتِ الْمَوْتِ فَصَارَتْ رُؤَسَاءُ قُرَيْشٍ وَصَنَادِيدُهَا أَذْنَابًا وَدُورُهَا خَرَابًا، وَضُعَفَاؤُهَا أَرْبَابًا، وَإِذَا أَعْظَمُهُمْ عَلَيْهِ أَحْوَجُهُمْ إلَيْهِ وَأَبْعَدُهُمْ مِنْهُ أَحْظَاهُمْ عِنْدَهُ قَدْ مَحَضَتْهُ الْعَرَبُ وِدَادَهَا، وَأَصْفَتْ لَهُ فُؤَادَهَا، وَأَعْطَتْهُ قِيَادَهَا، دُونَكُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ابْنَ أَبِيكُمْ كُونُوا لَهُ وُلَاةً وَلِحِزْبِهِ حُمَاةً وَاَللهِ لَا يَسْلُكُ أَحَدٌ مِنْكُمْ سَبِيلَهُ إلّا رَشَدَ وَلَا يَأْخُذُ أَحَدٌ بِهَدْيِهِ إلّا سَعِدَ وَلَوْ كَانَ لِنَفْسِي مُدّةٌ وَلِأَجَلِي تَأْخِيرٌ لَكَفَفْت عَنْهُ الْهَزَاهِزَ وَلَدَافَعْت عَنْهُ الدّوَاهِيَ» مراجع خطب أبو طالب
219738
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%AB%D8%A7%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%20%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%AD%D8%A9%20%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%A9%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%84%20%28%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%29
الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)
الأمثال العاميَّة: مشروحة ومُرتَّبة على الحرف الأوَّل من المثل، كتابٌ لِلباحث والمُحقِّق المصري أحمد تيمور باشا. يضم ما يزيد على ثلاثة آلاف مثل شعبيّ مصري هي خُلاصة ما جمعه عبر السنوات من تعبيراتٍ شاعت على لسان المصريين في عصره وقبله. وقد أضاف تيمور إلى الأمثال شُرُوحًا مُختصرة ساعدت على فهم معاني هذه الأمثال. صدرت الطبعة الثانية من هذا الكتاب في شهر شعبان 1375هـ المُوافق فيه شهر آذار (مارس) 1956م، ونشرتها لجنة المُؤلَّفات التيموريَّة مُنقَّحةً مُضافًا إليها «ما لم يسبق نشره». الفهرست صفحات سابقة على الحُرُوف الغلاف معلومات النشر صورة المؤلف مقدمة بقلم خليل ثابت الأسرة التيمورية ومكانتها في العلم والأدب والمعرفة درس لا أنساه الحُرُوف صفحات مُلحقة مؤلفات ذخائر
220094
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D8%AD%20%D8%A7%D8%A8%D9%86%20%D8%B9%D9%82%D9%8A%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%B1%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9
شرح ابن عقيل/المجلد الأول/النكرة والمعرفة
النكرة: ما يقبل أل وتؤثر فيه التعريف أو يقع موقع ما يقبل أل فمثال ما يقبل أل وتؤثر فيه التعريف رجل فتقول الرجل واحترز بقوله وتؤثر فيه التعريف مما يقبل أل ولا تؤثر فيه التعريف كعباس علما فإنك تقول فيه العباس فتدخل عليه أل لكنها لم تؤثر فيه التعريف لأنه معرفة قبل دخلوها عليه ومثال ما وقع موقع ما يقبل أل ذو التي بمعنى صاحب نحو جاءني ذو مال أي صاحب مال فذو نكرة وهي لا تقبل أل لكنها واقعة موقع صاحب وصاحب يقبل "أل" نحو: الصاحب. أي غير النكرة المعرفة وهي ستة أقسام: المضمر كهم واسم الإشارة كذي والعلم كهند والمحلى بالألف واللام كالغلام والموصول كالذي وما أضيف إلى واحد منها كابني وسنتكلم على هذه الأقسام. يشير إلى أن الضمير ما دل على غيبة كهو أو حضور وهو قسمان أحدهما: ضمير المخاطب نحو أنت والثاني: ضمير المتكلم نحو أنا. الضمير البارز ينقسم: إلى متصل ومنفصل فالمتصل هو: الذي لا يبتدأ به كالكاف من أكرمك ونحوه ولا يقع بعد إلا في الاختيار فلا يقال ما أكرمت إلاك وقد جاء شذوذا في الشعر كقوله: وقوله: المضمرات كلها مبنية لشبهها بالحروف في الجمود ولذلك لا تصغر ولا نثني ولا تجمع وإذا ثبت أنها مبنية فمنها ما يشترك فيه الجر والنصب وهو كل ضمير نصب أو جر متصل نحو أكرمتك ومررت بك وإنه وله فالكاف في أكرمتك في موضع نصب وفى بك في موضع جر والهاء في إنه في موضع نصب وفي له في موضع جر. ومنها ما يشترك فيه الرفع والنصب والجر وهو "نا" وأشار إليه بقوله: أي صلح لفظ نا للرفع نحو نلنا وللنصب نحو فإننا وللجر نحو بنا. ومما يستعمل للرفع والنصب والجر الياء فمثال الرفع نحو: اضربي ومثال النصب نحو أكرمني ومثال الجر نحو مر بي.ويستعمل في الثلاثة أيضا هم فمثال الرفع هم قائمون ومثال النصب أكرمتهم ومثال الجر لهم.وإنما لم يذكر المصنف الياء وهم لأنهما لا يشبهان "نا" من كل وجه لأن "نا" تكون للرفع والنصب والجر والمعنى واحد وهي ضمير متصل في الأحوال الثلاثة بخلاف الياء فإنها وإن استعملت للرفع والنصب والجر وكانت ضميرا متصلا في الأحوال الثلاثة لم تكن بمعنى واحد في الأحوال الثلاثة لأنها في حال الرفع للمخاطب (١) وفي حالتي النصب والجر للمتكلم وكذلك هم لأنها وإن كانت بمعنى واحد في الأحوال الثلاثة فليست مثل "نا" لأنها في حالة الرفع ضمير منفصل وفي حالتي النصب والجر ضمير متصل. الألف والواو والنون من ضمائر الرفع المتصلة وتكون للغائب وللمخاطب فمثال الغائب الزيدان قاما والزيدون قاموا والهندات قمن ومثال المخاطب اعلما واعلموا واعلمن ويدخل تحت قول المصنف وغيره المخاطب والمتكلم وليس هذا بجيد لأن هذه الثلاثة لا تكون للمتكلم أصلا بل إنما تكون للغائب أو المخاطب كما مثلنا. ينقسم الضمير إلى مستتر وبارز والمستتر إلى واجب الاستتار وجائزه. والمراد بواجب الاستتار ما لا يحل محله الظاهر والمراد بجائز الاستتار ما يحل محله الظاهر وذكر المصنف في هذا البيت من المواضع التي يجب فيها الاستتار أربعة: الأول: فعل الأمر للواحد المخاطب كافعل التقدير أنت وهذا الضمير لا يجوز إبرازه لأنه لا يحل محله الظاهر فلا تقول افعل زيد فأما افعل أنت فأنت تأكيد للضمير المستتر في افعل وليس بفاعل لا فعل لصحة الاستغناء عنه فتقول افعل فإن كان الأمر لواحدة أو لاثنين أو لجماعة برز الضمير نحو اضربي واضربا واضربوا واضربن. الثاني: الفعل المضارع الذي في أوله الهمزة نحو أوافق والتقدير أنا فإن قلت أوافق أنا كان أنا تأكيدا للضمير المستتر. الثالث: الفعل المضارع الذي في أوله النون نحو نغتبط أي نحن. الرابع: الفعل المضارع الذي في أوله التاء لخاطب الواحد نحو تشكر أي أنت فإن كان الخطاب لواحدة أو لاثنين أو لجماعة برز الضمير نحو: أنت تفعلين وأنتما تفعلان وأنتم تفعلون وأنتن تفعلن. هذا ما ذكره المصنف من المواضع التي يجب فيها استتار الضمير. ومثال جائز الاستتار زيد يقوم أي هو وهذا الضمير جائز الاستتار لأنه يحل محله الظاهر فتقول زيد يقوم أبوه وكذلك كل فعل أسند إلى غائب أو غائبة نحو هند تقوم وما كان بمعناه نحو زيد قائم أي هو. تقدم أن الضمير ينقسم إلى مستتر وإلى بارز وسبق الكلام في المستتر والبارز ينقسم إلى متصل ومنفصل فالمتصل: يكون مرفوعا ومنصوبا ومجرورا وسبق الكلام في ذلك والمنفصل: يكون مرفوعا ومنصوبا ولا يكون مجرورا. وذكر المصنف في هذا البيت المرفوع المنفصل وهو: اثنا عشر أنا للمتكلم وحده ونحن للمتكلم المشارك أو المعظم نفسه وأنت للمخاطب وأنت للمخاطبة وأنتما للمخاطبين أو المخاطبتين وأنتم للمخاطبين وأنتن للمخاطبات و"هو" للغائب و"هي" للغائبة و"هما" للغائبين أو الغائبتين و"هم" للغائبين و"هن" للغائبات. أشار في هذا البيت إلى المنصوب المنفصل وهو: اثنا عشر "أياي" للمتكلم وحده و"إيانا" للمتكلم المشارك أو المعظم نفسه و"إياك" للمخاطب و"إياك" للمخاطبة و"إياكما" للمخاطبين أو المخاطبتين و"إياكم" للمخاطبين و"إياكن" للمخاطبات و"إياه" للغائب و"إياها" للغائبة و"إياهما" للغائبين أو الغائبتين و"إياهم" للغائبين و"إياهن" للغائبات. كل موضع أمكن أن يؤتى فيه بالضمير المتصل لا يجوز العدول عنه إلى المنفصل إلا فيما سيذكره المصنف فلا تقول في أكرمتك أكرمت إياك لأنه يمكن الإتيان بالمتصل فتقول أكرمتك. فإن لم يمكن الإتيان بالمتصل تعين المنفصل نحو إياك أكرمت وقد جاء الضمير في الشعر منفصلا مع إمكان الإتيان به متصلا كقوله: أشار في هذين البيتين إلى المواضع التي يجوز أن يؤتى فيها بالضمير منفصلا مع إمكان أن يؤتى به متصلا فأشار بقوله سلنيه إلى ما يتعدى إلى مفعولين الثاني منهما ليس خبرا في الأصل وهما ضميران نحو الدرهم سلنيه فيجوز لك في هاء سلنيه الاتصال نحو سلنيه والانفصال نحو سلني إياه وكذلك كل فعل أشبهه نحو الدرهم أعطيتكه وأعطيتك إياه. وظاهر كلام المصنف أنه يجوز في هذه المسألة الانفصال والاتصال على السواء وهو ظاهر كلام أكثر النحويين وظاهر كلام سيبويه أن الاتصال فيها واجب وأن الانفصال مخصوص بالشعر وأشار بقوله: في كنته الخلف انتمى إلى أنه إذا كان خبر كان وأخواتها ضميرا فإنه يجوز اتصاله وانفصاله واختلف في المختار منهما فاختار المصنف الاتصال نحو كنته واختار سيبويه الانفصال نحو كنت إياه تقول الصديق كنته وكنت إياه. وكذلك المختار عند المصنف الاتصال في نحو خلتنيه وهو كل فعل تعدى إلى مفعولين الثاني منهما خبر في الأصل وهما ضميران ومذهب سيبويه أن المختار في هذا أيضا الانفصال نحو خلتني إياه ومذهب سيبويه أرجح لأنه هو الكثير في لسان العرب على ما حكاه سيبويه عنهم وهو المشافه لهم قال الشاعر: ضمير المتكلم أخص من ضمير المخاطب وضمير المخاطب أخص من ضمير الغائب فإن اجتمع ضميران منصوبان أحدهما أخص من الآخر فإن كانا متصلين وجب تقديم الأخص منهما فتقول الدرهم أعطيتكه وأعطيتنيه بتقديم الكاف والياء على الهاء لأنهما أخص من الهاء لأن الكاف للمخاطب والياء للمتكلم والهاء للغائب ولا يجوز تقديم الغائب مع الاتصال فلا تقول أعطيتهوك ولا أعطيتهمونى وأجازه قوم ومنه ما رواه ابن الأثير في غريب الحديث من قول عثمان رضي الله عنه أراهمني الباطل شيطانا فإن فصل أحدهما كنت بالخيار فإن شئت قدمت الأخص فقلت الدرهم أعطيتك إياه وأعطيتني إياه وإن شئت قدمت غير الأخص فقلت أعطيته إياك وأعطيته إياي وإليه. أشار بقوله وقدمن ما شئت في انفصال وهذا الذي ذكره ليس على إطلاقه بل إنما يجوز تقديم غير الأخص في الانفصال عند أمن اللبس فإن خيف لبس لم يجز فإن قلت زيد أعطيتك إياه لم يجز تقديم الغائب فلا تقول زيد أعطيته إياك لأنه لا يعلم هل زيد مأخوذ أو آخذ. إذا اجتمع ضميران وكانا منصوبين واتحدا في الرتبة كأن يكونا لمتكلمين أو مخاطبين أو غائبين فإنه يلزم الفصل في أحدهما فتقول أعطيتني إياي وأعطيتك إياك وأعطيته إياه ولا يجوز اتصال الضميرين فلا تقول أعطيتني ولا أعطيتكك ولا أعطيتهوه نعم إن كانا غائبين واختلف لفظهما فقد يتصلان نحو الزيدان الدرهم أعطيتهماه وإليه أشار بقوله في الكافية:وربما أثبت هذا البيت في بعض نسخ الألفية وليس منها وأشار بقوله ونحو ضمنت إلى آخر البيت إلى أن الإتيان بالضمير منفصلا في موضع يجب فيه اتصاله ضرورة كقوله:وقد تقدم ذكر ذلك.إذا اتصل بالفعل ياء المتكلم لحقته لزوما نون تسمى نون الوقاية وسميت بذلك لأنها تقي الفعل من الكسر وذلك نحو أكرمني ويكرمني وأكرمني وقد جاء حذفها مع "ليس" شذوذا كما قال الشاعر:واختلف في أفعل في التعجب هل تلزمه نون الوقاية أم لا فتقول ما أفقرني إلى عفو الله وما أفقري إلى عفو الله عند من لا يلتزمها فيه والصحيح أنها تلزم.ذكر في هذين البيتين حكم نون الوقاية مع الحروف فذكر ليت وأن نون الوقاية لا تحذف منها إلا نذورا كقوله:والكثير في لسان العرب ثبوتها وبه ورد القرآن قال الله تعالى: وأما لعل فذكر أنها بعكس ليت فالفصيح تجريدها من النون كقوله تعالى حكاية عن فرعون: ويقل ثبوت النون كقول الشاعر:{{أبيات| فقلت أعيراني القدوم لعلني\\أخط بها قبرا لأبيض ماجد<ref>هذا البيت من الشواهد التي لا يعرف قائلها. اللغة: " أعيراني " ويروى " أعيروني " وكلاهما أمر من العارية، وهي أن تعطى غيرك ما ينتفع به مع بقاء عينه ثم يرده إليك " القدوم " بفتح القاف وضم الدال المخففة الآلة التي ينجر بها الخشب " أخط بها " أي أنحت بها، وأصل الخط من قولهم: خط بأصبعه في الرمل " قبرا " المراد به الجفن، أي القراب، وهو الجراب الذي يغمد فيه السيف " لابيض ماجد " لسيف صقيل. الإعراب: " فقلت " فعل وفاعل " أعيراني " أعيرا: فعل أمر مبني على حذف النون، والألف ضمير الاثنين فاعل، والنون للوقاية، والياء مفعول أول لاعيرا " القدوم " مفعول ثان لاعيرا " لعلني " لعل: حرف تعليل ونصب، والنون للوقاية، والياء اسمها " أخط " فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، وجملة المضارع وفاعله في محل رفع خبر لعل " بها " جار ومجرور متعلق بأخط " قبرا " مفعول به لاخط " لابيض " اللام حرف جر، وأبيض مجرور بها، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف، والمانع له من الصرف الوصفية ووزن الفعل، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لقبر " ماجد " صفة لابيض، مجرور بالكسرة الظاهرة. الشاهد فيه: قوله " لعلني " حيث جاء بنون الوقاية مع لعل، وهو قليل. ونظيره قول حاتم الطائي يخاطب امرأته، وكانت قد لامته على البذل والجود: أريني جوادا مات هزلا لعلني أرى ما ترين، أو بخيلا مخلدا والكثير في الاستعمال حذف النون مع " لعل " وهو الذي استعمله القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: l{{قرآن|س=40|آ=36|لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} وقوله سبحانه: lثم ذكر أنك بالخيار في الباقيات أي في باقي أخوات ليت ولعل وهي إن وأن وكأن ولكن فتقول إني وإنني وأني وأنني وكأني وكأنني ولكني ولكنني ثم ذكر أن من وعن تلزمهما نون الوقاية فتقول مني وعني بالتشديد ومنهم من يحذف النون فيقول مني وعني بالتخفيف وهو شاذ قال الشاعر:أشار بهذا إلى أن الفصيح في لدني إثبات النون كقوله تعالى: ويقل حذفها كقراءة من قرأ من لدني بالتخفيف. والكثير في قد وقط ثبوت النون نحو قدني وقطني ويقل الحذف نحو قدي وقطي أي حسبي وقد اجتمع الحذف والإثبات في قوله:
220478
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%B4%D9%8A%D8%A9
البيعة المراكشية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم. سبحان من لا يرضى لعباده الكفر، ويرضى لهم الإيمان والحمد والشكر. والحمد لله الذي جعل الخلافة زينة للدنيا والدين. وفصم بها عرى العداة المعتدين. وحقن بها الأعراض والدماء والأموال. وانتصف بها من البغات والعتات (كذل) الهائمين في أودية الضلال، وهيأ للخلق من تكون لهم به الحماية، وتنالهم بسببه الحياطة والمنعة والعناية. إذ الرعية لا بد لها من حقطيظ، يرعى حق الله فيها، ويجتهد في إصلاح أحوالها وتلافيها. لولا الخلافة لم تؤمن لنا سبل وكان أضعفها نهبا لأقواها. والصلاة والسلام على من ملأ نوره الآفاق، وطبق بهديه السبع الطباق، وأخبر بأن الله تعالى خص بهذا الأمر قريشا. وأنزل عليه في ذلك والله يؤتي ملكه من يشاء. والرضى عن ءاله الذين ظاهروه على إقامة الحق الساطع الأنوار، وصحبه القائمين بعده بالعدل الحامين للضمار. أما بعد فلما كانت الخلافة العظمى قطبا يدور عليه ناموس الإسلام، وعقدا محرزا ضابطا كفيلا لصلاح الخاص والعام كان منصبها أعظم وأشرف وأسمى نظام أمر الخطط الدينية وأسنى المراتب. ولذلك وقع من السادات القادة أئمة الدين والعلماء المهتدين على اشتراط شروط فيمن يطوق رقبتها ويملك أزمتها. منها وهو سادسها: الكفاية في ضبط أمور المسلمين والنظر في مصالحهم المهمة كسد الثغور وتحصينها إلى غير ذلك. وقالوا إن فاقد بعض الشروط لا تنعقد له البيعة مع وجود المستوفي لجميعها، بل يلزم الرعية نظر غيره [ومبايعة من استوفى الشروط]. ثم لما كان المشروط متوفقا على وجود شرطه، بان وانكشف واتضح وتحقق أن المسلمين كانوا في فوضى عامة من وفاة سيدنا المقدس بالله إلى الآن لعدم كفاية المقلد بعده. حتى وفعوا في عقبات وحسرات ونكبات، بموالاته عدو الله وعدو الدين، حتى أسلم إليه أمره في يده وما نظر عاقبة يومه ولا غده. ودبر معه في قبور الأسرار، وصدور الأستار، حتى فضح الله سرائرهم وأبرز للظالم ضمائرهم، فعظم على المسلمين بالمغرب في هذا الزمان المصاب، وذاقوا من شدائده كل مر وصاب. وأطلت عليهم النوائب إطلال العقاب، فكانوا من عدوهم بين ضفر وناب. وناوشهم من كل نقطة وثغر، وفعل بأهل الإسلام ما أذهل كل فكر وتقلصت بسماعه الشفاه من كل ثغر. فاستولى أولا على مدينة وجدة، وأناخ على أهلها بكلكله، وأعمل فيهم من سيف قهره حده، ولم يجبدوا ناصرا ولا معينا، وصار كل ما فيها بيده رهينا. وصدرت المكاتب بالمطابع من فاس، وتليت على المنابر بما يثبطهم ويقعدهم على بساط الغرور والأماني في القرى والحواضر، بتمويهات هاوية وترهات فضائية. واستوطنها وزاد فيها زيادات واخترع فيها بناءات. وأجيرها على مدائن مملكته، وصيرها في ملكيته. وأخذ كل ما بحورتها من القبائل. وما تأثر لذلك كبير الإسلام، ولا انزعج ولا فهض لإزالة هذا [الضنك والحرج] وهذا سادس الشهور والعدو مستوليا عليها. ثم عمد إلى الدار البيضاء وعاث فيها وقتل، وسبا وأحرق وملأ من جثثهم الفضاء وضاعت بها أموال لا تحصى ومتمولات لا تستقصى. ثم شاع أنه حيث لم ير من يعارضه في ذلك ولا من يقابله ولو بالمحاققة معه عند غيره من الأحناس، على مقتضى الشروط المقررة، وذلك لضعف الإيمان، تشوف للاحتلال ببقية الثغور ومراكش وفاس. ولما تحقق المؤمنون في هذه النواحي بادية وحاضرة بأن ما يفعله العدو من الهجوم على البلاد [وإخضاعها] إنما يصير في الأسماع حكايات وخبرا، هالهم الحال وراعهم وشوش وكدر أرواحهم. واستغاثة القبائل المجاورة للثغور ضارعة مما حل بنواحيهم من شدائد البأس والشرور. واشتد تخوف أهل مراكش من سائر الوجوه، سيما وهم طالما [تعودوا] في الجرائد بإيقاع المكروه. واجتمع جم غفير من جلة أعيان هذه الحضرة المراكشية وولاة أمرها وشرفائها وعلمائها وقضاتها، وأهل زواياها مع من حضر من العمال وأعيان القبائل، وتجار أهل فاس الذين هنا، وعرضوا القضية على العلماء منهم طالبين بيان الحكم الشرعي فيها. فأجابوا بأن ذلك المقلد لا تبقى له بعية في الأعناق. بل الواجب هو نزع تلك الرقبة من الأطواق. وأنه لا عذر في ترك الجهاد ولا سيما [بسبب غزو العدو البلاد]. [وتدبورا أفكارهم وعملوا أنظارهم، وتعاطوا رأيهم، تاركين أهوائهم وراءهم، فيمن يؤم بهم طريق] الهدى والرشاد، ويسوقهم إلى ما فيه صلاح الدين [والدنيا] ويحمل لواء هذا المنصب الفخيم ويقف عند صراطه المستقيم، فما وقع نظرهم ولا اجتمع إجماعهم إلا على من أحرز أشتات الفضائل والفواضل، واعترف بجلالته وعلو منصبه كل فاضل، والعالم المشارك الفهامة المتفنن، النحرير المتقن، شريف العلماء وعالم الشرافاء الشريف الهمام، الهصور المقدام ذو الرأي والتدبير، والسماحة والمجد الشهير، أبو السعود والسعادات، سيدنا ومولانا عبد الحفيظ بن مولانا الحسن بن مولانا محمد بن مولانا عبد الرحمان بن هشام. فاعقد الإجماع في هذه المدينة المراكشية على بيعته، واستشرفت الأصقاع لولايته. وباعيوه أسعد الله أيامه، ونشر به للعدل ألويته وأعلامه، بيعة حضرها وجوه الأعيان وغيرهم من المسطرين في الأصل. بيعة جارية على السنة والجماعة، سالمة من كل كلفة وتباعة. رضي الكل بها وارتضاها والتزم حكمها بالسمع والطاعة، كما التزم المقيد (المقلد) أيده الله القيام بها علي حسب ما تقتضيه الشريعة المطهرة بمفاخره المسطرة المنتشرة. أشهدوا بذلك على أنفسهم، وكفى بالله شهيدا. فليأخذ سيدنا هذه الأمانة باليمين وليتلقاها تلقى الخلفاء الراشدين عالما بحديث جده سيد ولد عدنان، المقسطون علي يمين الرحمان. اللهم يسر له الفتوحات وانصر جيوشه وعساكره واجعل فيما يرضيك ويرضي رسولك صلى الله عليه وسلم موارده وصدوره. فمن حضر جمع أولئك الجمهور وسمع الكلام المسطور على الوجه المذكور قيده شاهدا به عليهم بأتمه في سادس رجب الفرد الحرام عام خمسة وعشرين وثلاثمئة وألف. الحمد لله [شكل] الحمد لله [شكل] الحمد لله أديا فقبلا وأعلم [شكل] الحمد لله أديا وأعلم عبد ربه [شكل] المغرب
220821
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A6%D8%A9%20%D9%88%D9%87%D9%88%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%AA%D9%85%D8%A9
كتاب الزهرة/الباب المائة وهو الخاتمة
ذكر ما جاء في الأراجيز من المختار مفرداً على جملة الأشعار عن البراء بن عازب قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم حفر الخندق ينقل معنا التّراب وهو يقول: والمشركون قد بغوا علينا عن رجاء قال: قلت للبراء: يا أبا عمارة أوليتم عن النَّبيّ صلى الله عليه وآله يوم حُنين. قال: أما أنا فاشهد أن رسول الله صلى الله عليه لم يتول يومئذٍ ولكن هوازن لما رشقتنا بالنبل ولى سرعان النَّاس ولقد سمعته يقول: الأسود بن قيس قال: سمعت جندباً قال: بينا رسول الله عليه السلام يمشي إذ أُصيب إصبعه فدميت: وقالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه قال: قال حسان: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: " إن من الشِّعر لحكماً وإنَّ من البيان لسحراً " . هذا آخر الكتاب والحمد لله رب العالمين وصلواته على خير خلقه أجمعين سيدنا وسيد الأوَّلين والآخرين محمَّد النَّبيّ وآله الطَّاهرين. وافق فراغه يوم الثلاثاء خامس عشر شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين كتاب الزهرة
220822
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D8%B3%D9%85%D8%B9%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1%20%D9%88%D9%84%D9%85%20%D9%8A%D8%B8%D9%87%D8%B1%20%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%84%D9%87%20%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%B5%D8%A7%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب التاسع والتسعون ذكر ما سمع من الأشعار ولم يظهر قائله للأبصار
أبو جعفر محمد بن علي قال: دخل سواد بن قارب السدوسي على عمر بن الخطاب فقال: نشدتك الله يا سواد هل تحسن اليوم من كهانتك شيئاً؟ فقال: سبحان الله والله ما استقبلتَ أحداً من جلسائك بمثل الَّذي استقبلتني به. فقال: سبحان الله يا سواد ما كنَّا فيه من شركنا أعظم ما كنت عليه من كهانتك، والله يا سواد لقد بلغني عنك حديث إنَّه لعجب قال: أي والله لعجب من العجب. قال: فحدثنيه. قال: كنت كاهناً في الجاهلية، فبينا أنا ذات ليلة إذ أتاني نجيّ فضربني برجله وقال: يا سواد اسمع اسمع أقلْ لك. قلت: هات. فقال: قال: فنمت ولم أحفل بقوله شيئاً، فلما كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله وقال: يا سواد بن قارب اسمع أقل لك قلت: هات فقال: قال: فحرَّك قوله منِّي شيئاً، ونمت فلمَّا كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله وقال: يا سواد أتفعل أم لا؟ قال: قلت ولم ذاك؟ قال: قد ظهر بمكة بنيّ يدعو إلى عبادة ربه فالحق به اسمع ما أقول. قال: قلت: هات. قال: قال: فعلمت أن الله عز وجل قد أراد بي خيراً فقمت إلى بردةٍ لي ففتقتها ووضعت رجلي في عرر ركاب الناقة ثمَّ أقبلت إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلّم، فعرض علي الإسلام فأسلمت وأخبرته بالخبر فقال: " إذا اجتمع النَّاس فأخبرهم " ، فلما اجتمع النَّاس قمت فقلت: قال: فسُرَّ المسلمون بذلك. فقال عمر: هل تحسنن اليوم منها شيئاً؟ قال: أما مذ علمني الله القرآن فلا. وفي حديث أم معبد الطويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين خرج من مكة مهاجراً إلى المدينة فذكر كلاماً كثيراً فيه، فأصبح صوت بمكة عال، يسمعون ولا يدرون من قائله وهو يقول: فلما سمع حسان بهتاف الهاتف قال يجاوبه: وذكر عن ابن عيينة عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما قتل هابيل قابيل قال آدم عليه السلام: فأجابه إبليس لعنه الله: قال: بكت الجنّ على عمر ثلاثة أيام يسمع النَّاس أصواتهنّ في طرقات المدينة وقالت: ونظر رجلٌ فإذا هاتفٌ يقول: كتاب الزهرة
220830
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D9%84%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9%20%D8%B5%D9%86%D9%88%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب الثامن والتسعون ذكر ما للنساء من المختار في جميع صنوف الأشعار
أنشدني بعض أهل الأدب لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهما: وأنشدني أيضاً لها صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها: وقالت أسماء بنت أبي بكر في قتل ابنها عبد الله بن الزبير: وتزوج رجل من همدان ابنة عمٍّ له، فلم يلبث أن ضرب عليه التعب إلى أذربيجان فأصاب بها خيراً، فاستعاد بها جارية وفرساً، فسمَّى الفرس الورد والجارية حبابة ثمَّ قفل، فأتاه ابن عم له فقال: ما يمنعك من القفول؟ فقال: أخشى ابنة عمي أن تحول بيني وبين هذه الجارية وقد هويتها، وأنشأ يقول: فبلغها الشعر فكتبت إليه: فلما وصلت أبياتها إليه باع الجارية، وأقبل مسرعاً فوجدها معتكفة في مسجدها وصلاتها فقال: يا هند فعلت ما قلن. قالت: الله أجلّ في عيني وأعظم من أن أرتكب المأثم ولكنه كيف وجدت طعم الغيرة فإنك عطتني فعطتك. كتاب الزهرة
220831
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D9%84%D8%A7%20%D9%8A%D8%B5%D9%84%D8%AD%20%D8%A3%D9%86%20%D9%8A%D8%B9%D8%B1%D9%89%20%D9%85%D9%86%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D9%88%D9%84%D8%A7%20%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%84
كتاب الزهرة/الباب السابع والتسعون ذكر ما لا يصلح أن يعرى منه الكتاب ولا يحتمل
الشعبي قال: أرسل مروان إلى أيمن بن خريم ألا تُعيننا على ما نحن فيه؟ قال: إن أبي وعمي شهدا بدراً وإنهما عهدا إليَّ أن لا أُقاتل أحداً شهد أن لا إله إلاَّ الله وأن محمداً رسول الله، فإن أنت حبيتني ببراءة من النَّار قاتلت معك. قال: لا حاجة لنا في معونتك فخرج وهو يقول: محمد بن إسحاق عن من حدَّثه قال: كان أبو عزَّة عمرو بن عبد الله الجمحي أُسر يوم بدر فقال للنبيّ صلى الله عليه وسلّم: يا محمد إنَّه ذو بنات وحاجة وليس بمكة أحد يعرفني وقد عرفت حاجتي فحقن رسول الله صلى الله عليه وسلّم دمه فأعتقه وخلَّى سبيله، وعاهده أن لا يعين عليه بيد ولا لسان، فامتدح نبي الله صلى الله عليه وسلّم حين عفا عنه فقال: قال ابن المبارك ورادني غيره: وبلغني أن راكباً من البصرة مرَّ بجرير فقال له جرير: ما وراءك؟ قال: ورائي موت الفرزدق. وكان كل واحدٍ من جرير والفرزدق قد جعل على نفسه أن يهجو صاحبه إن مات قبله فقال جرير: ثمَّ قال: والله لا أزيد عليه شيئاً. فأنشأ يقول: وقال أيضاً: ثمَّ قال: إنَّه والله ما تصاول فحلان فمات أحدهما إلاَّ كان الآخر سريع اللحاق، فما لبث جرير إلاَّ يسيراً حتَّى هلك. وبلغني أن خالد بن عبد الله القسري عرض سجنه فعرض عليه يزيد البلخي فقال له: يزيد. قال: لبيك أيها الأمير، قال: محبوسٌ أنت. قال: نعم. قال: في أي شيء؟ قال: في تهمة. قال: تعود إلى ما اتهمت به إن أطلقتك؟ قال: لا فأطلقه، وكان عاشقاً لجارية من جواري الحيّ. فأخذوه أولياء الجارية ليلاً فقدموه إلى خالد وقالوا: سارق. فقال: أسرقت يا يزيد وبالأمس أطلقتك؟ قال: نعم أيها الأمير، وكره أن يصرح بالقصة فتفضح صاحبته وينالها أهلها ببعض ما تكره، فقال خالد لأولياء الجارية: أحضروا رجال الحيّ حتَّى تقطع يده بحضرتهم. فكتب أخو يزيد إلى خالد شعراً: وبعث بالكتاب إلى خالد، فلما قرأ الأبيات أحضر أولياء الجارية فقال: زوّجوا يزيداً فتاتكم. قالوا: ظهر عليه ما ظهر فلا. فقال: لتزوجونه طائعين أوْ كارهين. فزوجوه ونفذ خالد المهر من عنده وجمع بينهما. كتاب الزهرة
220832
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AF%D9%84%20%D8%A8%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%87%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%B3%D9%88%D8%A1%20%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الخامس والتسعون ذكر من استدل بأشعاره على سوء اختياره
أول ما نذكره إن شاء الله في هذا الباب ما جاء في الشعر من معنى قبيح ولفظ غير عذب ولا فصيح. قال امرؤ القيس: وإن هذه لقناعة تدل على ضعة ورقاعة، لأن من اقتصر ورضي من المطالب بما يملأ به بطنه وأضرب عن المكارم صفحاً، فقد دل على نقصان همَّةٍ وإيضاع رتبة، وإن الشاعر ليهجو عدوه بما مدح هذا به نفسه فيكون بالغاً في ذمّه. قال حسان بن ثابت: على أن حسان بن ثابت لم يبلغ به في هجائه ما بلغه امرؤ القيس بنفسه في افتخاره لأن امرأ القيس قنع بالشبع والرِّي وحساناً هجاهم باقتصارهم على خزّ الثياب مع الطعام والشراب. وقال امرؤ القيس: وهذا ممَّا يعاب على قائله لأنه يدل على استحثاث شديد وذلك إما لعجز الفارس وإما لنقصان نفس الفرس. وقال امرؤ القيس: وهذا ممَّا يعاب عليه لأن كثرة شعر الناصية معدود في عيوب الخيل فكان السكوت عن ذكره أولى من الافتخار لها به. والذنب لا يسدّ الفرج إلاَّ من دبر وكان هذا حشو في الكلام لا عيب في ذكره. وبلغني أن رجلاً جاء إلى بعض العلماء فقال له: إنِّي صنعتُ شعراً فأريد عرضه عليك فقال: هاته. فأنشأ يقول: فقال: أحسنت ثمَّ ماذا؟ قال: فازداد عقله واستضحك من شعره. وأنشدني بعض النحويين قال: أنشدني رجل لنفسه: وقد ذكرنا في هذين الفصلين طرفاً من سوء الاختيار في نظم المعاني والألفاظ في الأشعار، ونحن - إن شاء الله - نذكر الآن في هذا الفصل الثالث طرفاً من الشعر الجيد الصنعة، الملحق بقائله ضرباً من الضعة فمن ذلك قول الفرزدق: وبلغني أن عبد الملك قال له: لآخذنَّك باعترافك بالزنا على نفسك فقال: يا أمير المؤمنين يمنعك من ذلك أنه كتاب الله قال: وما هي؟ قال: والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون. فصفح عنه. وقال آخر: وقال براقة الهمداني: كتاب الزهرة
220833
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D8%AA%D8%B4%D8%A8%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%AA%20%D9%85%D8%A7%20%D8%A8%D9%82%D9%8A%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA
كتاب الزهرة/الباب السادس والتسعون ذكر تشبيهات ما بقي من الموصوفات
وقد ذكرنا من صفات البحار والفلوات والخمور وآلات الصيد وسائر الدواب فيما قدمناه من الأبواب ما في بعضه بلاغة للمتأدبين، وكفاية للمفتشين، ونحن الآن نذكر - إن شاء الله - ضروباً من التشبيهات لأنواع من الموصوفات التي لو أفردنا كل موصوف منها في باب لما احتمله عدد أبواب الكتاب ولدخلنا في باب التطويل والإكثار إن لم نعجز عنه ما نحفظه من الشعار وسيستبين كل - إن شاء الله - في جران العود وحدها أن لو أفرد كل مشبه فيها بباب لم يصلح بناؤه على ترتيب هذا الكتاب. قال امرؤ القيس: وقال عبيد بن الأبرص وتروى لأوس بن حجر: وقال ذو الرمة: وقال آخر: وقال جران العوْد النميري: وقال عبد بني الحسحاس: وقال الحسين بن مطير: وقال البحتري: كتاب الزهرة
220834
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A3%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%84%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B2%D8%A7%D9%86%20%D8%AF%D9%88%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A3%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D9%8A
كتاب الزهرة/الباب الرابع والتسعون ذكر الخطأ في القول والأوزان دون الخطأ في الإعراب والمعاني
فمن عيوب الشعراء المساندة والأكفاء والمزاحفة والأقواء والتضمين والإيطاء والخرم. فأمَّا المساندة فهي اختلاف الإعراب في أرداف القوافي مثل قول عمرو بن كلثوم: فحرك الردف من البيت الأول وسكنه في البيت الثاني، وسبيل هذا الشعر أن يشاكل أرداف قوافيه في الإعراب ولا يضر أن يكون بعض أردافه ياءً وبعضها واواً ولا يجوز الألف بحال. وقال منصور النمري: وزعم قوم أن الإجارة أن تكون القوافي مقيدة فتختلف الأرداف كقول امرئ القيس: أفلا ترى أن الفاء الَّتي هي تردف قافية البيت الأول مكسورة والفاء الَّتي هي ردف قافية البيت مرفوعة فلو اتفقت هذه الأرداف كان أحسن لأن الحركة بالحركة أشبه من الحركة بالسكون وإذا اختلفت فالعيب في اختلافهما أيسر في اختلاف ما ذكرنا قبلها. وأمَّا الإكفاء فمن العلماء من يقول هو اختلاف القوافي وذلك أبعد ممَّا قبله من الصواب وأولى بالترك والاجتناب لأن ما قبح اختلاف إعرابه تضاعف القبح في اختلاف ألفاظه، وأنشدتني الهمدانية أعرابية رأيتها بالبادية: وقال آخر يصف الجراد: وهذا هو مختلف القوافي لأن ياء القافية إنَّما هي الحرف الَّذي يلحقه الإعراب، فالإعراب ربما كان ياء وربما كان واواً فلا تغترر بحرف تراه آخر البيت فربما بين القافية وبين آخر البيت حرف وربما كان من الشعر ما يحتاج قافية كل بيت منه إلى أربعة أحرف لوازم لا بد منها وإلاَّ لم يكن شعراً، فمن ذلك قول لبيد: فالألف الَّتي قبل الميم ردف القافية والردف إذا كان ألفاً لم يصلح أن ينوب غيرها كما إذا كان الردف ياءً أو واواً نابت عنها صاحبتها، والميم هي القافية لأن الإعراب يقع ولا بد من الألف الأخير وإلاَّ جاء بعض القوافي مذكراً وبعضها مؤنثاً وبعضها مضموماً وهذا لا يصلح بحال فكذلك لم يجز أن يكون في هذه الأبيات الَّتي ذكرناها ما يأتي قبل الهاء منه راء ولا يأتي قبلها منه ذال من قبل إن ما قيل الهاء هو حرف القافية ولا بد للشاعر من لزوم الميم، وقد جاء في الشعر ما هو أقبح من هذا كله فذلك أن هذه الأنواع الَّتي ذكرناها إنَّما هي عيوب يفهمها من يعلمها ويديرها والَّذي نحن إن شاء الله ذاكروه نفسه على عينة كل من سمعه: وقال آخر: وبلغني عن الخليل بن أحمد أنَّه كان يسمي هذا إجازة وإذا صفح عن هؤلاء الفصحاء المطبوعين فما معنى إنكاره على من حدث من المتكلفين. وبلغني أن رجلاً جاء إلى دعبل بن علي ليلاً فقال له: قد صنعتُ شعراً لم يتقدمني فيه أحد إلاَّ النابغة وأمثاله ولا تحسنن أن تقول مثله قال هو فأنشده: قال دعبل: فقلت له ويحك قافية البيت الأول راء وقافية البيت الثاني زاي، قال: فقال لا تتعظ فيفطنوا، قال: فقلت له فالأول مرفوع القافية والثاني مخفوض القافية. قال: فقال لي انظر إلى حمقه أنا آمره لا ينقط وهو يشكل. وأمَّا المزاحفة فمثل قول امرئ القيس الكندي: وهذان البيتان يقول كثير من الرواة أن امرأ القيس لم يقل خيراً منهما ولا قال أحد مثلها في معناهما، فأمَّا الأول منهما ففي المصراع الثاني فيه نقصان، وأمَّا البيت الثاني فمصراعاهما ناقصان. وقال زهير: وقال زهير أيضاً: وأمَّا الإقواء فزعم أبو عمرو انه اختلاف الإعراب في القوافي. قال النابغة الذبياني: فيقال أنَّه لم يعلم، حتَّى غُنِّي بحضرته فوقف حينئذ على عيبه، قال النابغة أيضاً: وفي هذه القصيدة يقول: وقال بشر بن أبي حازم: وفي هذه القصيدة يقول: وإنَّما يتساهل في اختلاف إعراب القوافي إذا كان بعضها مرفوعاً وبعضها مخفوضاً، فأمَّا النصب فلا يصلح معه غيره البتَّة لا في شعر جاهلي ولا غيره، وأمَّا قول جرير: برئتُ إلى عرينةَ من عَرينِ فهذا إنَّما بناه على الوقف ولو أعربه لفسد الشعر فاختار أن ينقص من عروضه حرفاً لا يضرّه على أن يتم العروض فيفسد شعره. وقد زعم غير أبي عمرو أن اللحن في القوافي إنَّما هو الإكفاء والإقواء هو نقصان حرف من فاضلة البيت وإنَّما سميت الإقواء لأنه نقص من عروضه قوّة. ويقال: أقوى فلان الحبل إذا جعل إحدى قواه أغلظ من الأخرى، وأمَّا التضمين فهو أن يكون محتاجاً إلى ثانية فلا يفهم معناه حتَّى يسمع ما يليه. قال بشر بن أبي حازم: وقال شبيب: وفي ذلك يقول الآخر وهو الشعر الجاري على ألسن الخاصة والعامة: فزاد في الوزن " اشدد " وهي كلمة فيها أربعة حروف لا تحتاج عروض الشعر إلى واحد منها. قالت الخنساء: فزادت في البيت الأول الهاء لا تحتاج العروض إليها. كتاب الزهرة
220835
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86
كتاب الزهرة/الباب الثالث والتسعون ذكر ما استعارته الشعراء من القرآن
وما نقلته إلى أشعارها من سائر المعاني فأول فصل نذكره من ذلك ما استعاره الرَّجل من شعر شاعر غيره. قال أبو دؤاد الإيادي: فأخذه امرؤ القيس: وقال أبو زياد: فأخذه الحطيئة: وقال طرفة: فأخذه الراعي فقال: فأخذه بشامة بن حرى: قال امرؤ القيس: فأخذه النابغة فقال: ولم يصنع النابغة في هذه السرقة قليلاً ولا كثيراً إلاَّ أنَّه لم يزد في المعنى ولا نقص فليست له فضيلة الاختصار ولا فضيلة التوكيد بل عليه فضيلة السابق على المسبوق وعليه تبديل لفظ مستحسن إلى لفظ مستحسن. وقال امرؤ القيس: وقال عمرو بن قميئة: فأخذه حميد بن ثور: وقال علقمة بن عبدة: فأخذه مسلم بن الوليد: قال الأحوص: فأخذه ابن هرمة: الفصل الثاني ما استعاره الشعراء من الأمثال الجارية على ألسن البلغاء ومن الأمثال السائرة قولهم من عَزَّ بَزَّ وللخنساء في نحو ذلك: ومنها قولهم: يداك أوْكَتا وفوك نفخ. أخذه الكميت فقال: ومنها قولهم مكره أخوك لا بطل أخذه الكميت فقال: الفصل الثالث ما استعانت به الشعراء من كلام الله تعالى قال الله عز وجل )إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض( فأدخلته الخنساء فقالت: وقال الله عز وجل )أولى لك فأولى( فأخذته الخنساء في هذه القصيدة: وقال جلّ ثناؤه )بل عجبت ويسخرون( فأخذ الكميت هذا المعنى: وقال جلّ ثناؤه )فخرج منها خائفاً يترقب( فأخذه الكميت فقال: وقال الله عز وجل )أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها( فأخذه الكميت فقال: وقال الله عز وجل )يحسبون كل صيحة عليهم وهم العدو( فأخذه جرير فقال: كتاب الزهرة
220836
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D8%A7%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%AA%20%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%8A%D9%87%20%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%AA%20%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF%D9%87%20%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الثاني والتسعون ذكر ما اتفقت قوافيه واتفقت حدوده ومعانيه
قال امرؤ القيس بن حجر الكندي: وله أيضاً: وهذا المعنى مأخوذ من قول أبي دؤاد الإيادي: وقال امرؤ القيس: وهكذا قول عبيد بن الأبرص: وقال امرؤ القيس: وهذا كقول طرفة: وقال زهير: وهذا مأخوذ من قول امرئ القيس: وقال طرفة: وقال الحطيئة: وهذا مأخوذ من قول عدي بن أوس لعدي بن زيد العبادي: وقد أخذه الفرزدق وقال: وبيت الكُسعيّ هذا الَّذي ضربت به الأمثال: وقال كثيّر: وهذا مأخوذ من قول جميل: وقال علي بن أبي عاصية السلمي: وهذا مأخوذ من قول أبي المعافى: كتاب الزهرة
220837
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D8%A8%D9%87%D8%AA%20%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%87%20%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%AA%20%D8%A3%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2%D9%87%20%D9%88%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%8A%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الحادي والتسعون ذكر ما اشتبهت معانيه واتفقت أعجازه وقوافيه
قال أبو بكر: قد جاء في شعر شعراء الجاهلية والإسلام ما يوافق بعضها بعضاً فمنها ما يتفق في المعنى دون اللفظ ومنها ما يتفق في المعنى واللفظ، فمن ذلك ما يقوي أسباب التهمة فيكاد العالم يقنع بأن المتأخر قد سرقه من المتقدم، مثل ما وقع في شعر امرئ القيس من شعر أبي دؤاد الإيادي فتقع التهمة قوية بامرئ القيس لا رواية أبي دؤاد، وكذلك يقوي التهمة بزهير فيما وقع من شعر مشبهاً لشعر أوس بن حجر، لأنه روايته، والإسلاميون أيضاً كذلك تتأكد التهمة على الرَّجُل إذا كان رواية لرجل فوجد في شعره ما يشبه شعره ككثيّر وجميل ومن جرى مجراهما ممَّن يكون الباب بتسميته. ومن لم يكن رواية شاعر بعينه إلا أنَّه علامةٌ، وبالرواية مشهور، لم يعذر محرماً لا يعرف الأخبار ولا يروي الأشعار، ونحن نقدم في هذا الباب ما يشاكل ترجمته ثمَّ نعود على ما تبقى من السرقات بعد ذلك فنذكره بعد الفراغ إن شاء الله، وقال امرؤ القيس: وهذا يشاكل قول طرفة بن العبد: ولست أتعجل القضاء بينهما لأن عمراً واحداً يجمعهما فلسنا نعلم أيهما أشعر من صاحبه وقال امرؤ القيس: وهذا يشبه قول طفيل الغنوي: وهذا والأول سواء لأنهما كانا في عصر واحد. وقال زهير بن أبي سُلمى: وهذا مأخوذ من قول أوس بن حجر: وقال زهير: وهذا يشبه قول المسيب بن علس: وهما جميعاً متهمان بقول امرئ القيس: وقال سالم بن وابصة: وقال النابغة الجعدي: وهذا مأخوذ من قول المسيب بن علس: وقال النابغة الجعدي: وهذا مأخوذ من قول النابغة الذبياني: وقال الأخطل: وهذا مأخوذ من قول الأعشى: قال أبو بكر: قد ذكرنا من الأشعار فيما سلف من هذا الباب ما استُعير له كلام من غيره واخترع له كلام في نفسه على ترتيب، وقال بشار: وهذا مأخوذ من قول الصلتان الفهمي: قال أبو بكر: وبلغنا أن الفرزدق مر بجميل وهو ينشد: فقال الفرزدق: أنت لا تحتاج إلى هذا البيت وأنا محتاج إليه لأني أهجو الرِّجال وأمدحهم فاتركه لي فتركه له وهذا من أحسن أفعال الفرزدق المحكية عنه لأنه إنَّما استوهب هذا البيت ولم يغضب عليه والهبة على كل حال خير من السرقة. وبلغني عن ابن سلام عن كرد بن البصري أن عريفهم عوف بن ثعلبة علق على الفرزدق فقال: يا عدو الله سرقتنا قول صاحبنا الأعلم العبدي حيث يقول: وبلغني أن الفرزدق وقف علَى الشمردل اليربوعي وهو ينشد: فقال الفرزدق: لتتركنه أوْ أتركن عرضك فقال: خذه لا بارك الله فيك فأخذه وتبع الفرزدق: فقال الفرزدق: وددت بأني سبقت إلى هذين البيتين، قيل له: كيف تقول: بجدي دارم وابن دارم أدخلهما بعد موته كتاب الزهرة
220838
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%AB%D8%A7%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9
كتاب الزهرة/الباب التسعون ذكر المعاني الظاهرة والأمثال السائرة
قال طرفة بن العبد: فيقال أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلّم كان يتمثل بقوله: ويأتيك من لم تزود بالأخبار. وروي عن ابن عباس أنَّه قال: " ويأتيك بالأخبار من لم تزود " كلمة نبي، وحكى لنا أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يتمثل: تنفك تسمع ما بقيت بهالك حتَّى تكونه والمرء قد يرجو الرجاء مغيّباً والموتُ دونه العباس بن محمد بن عثمان بن محمد قال: كان عمر ينشد هذا البيت: وحكي عن عثمان رضي الله عنه أنَّه تمثل: عن ابن سيرين عن عبيدة أنَّه قال: إن علي بن أبي طالب عليه السلام إذا أعطى فرأى ابن ملجم قال: وبلغني أن الحسين بن علي عليهما السلام دخل على معاوية وهو عليل فتشدد معاوية وجلس وأنشأ يتمثل ببيت له: ويروى أن يزيد بن معاوية تمثل يوم الحرَّة بقول ابن الزبعرى: وبلغني أن عبد الملك بن مروان تمثل: عن عروة عن عائشة قالت: وعك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين قدموا المدينة وعكاً شديداً قالت: فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في زيارة أبي ومولاه بلال وعامر بن فُهيرة قالت: فدخلت على أبي بكر فذكرت الحديث ثمَّ قالت: أتيت بلالاً فوجدته يهذي وهو يقول: اللهم العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام كما أخرجونا من مكة. فرجعت إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلّم بالذي رأيت فقال: " اللهم حبِّب إلينا المدينة كما حبَّبت إلينا مكة وبارك لنا فيها كما باركت لنا في مكة وبارك لنا في صاعنا ومدنا وانقل وباءنا عنا إلى مهيعة " . وقال زهير: ويقال أن عمرو بن معد يكرب كان يُعد من الشجعان فلما قال: عُدَّ حينئذٍ من الشعراء. وقال آخر: قال القطامي: وذكر أن بعض البصريين ممَّن لم يعرف بقول الشاعر ولا روايته سمع ليلة من الليالي يُنشد: فلمَّا أصبح وجده قد أصيب، لا يعرف سببه، ولا من أصابه. وقال آخر: وقال الخليل بن أحمد: وقال سعيد بن حميد: وقال آخر: وقال ربيعة الرقي: كتاب الزهرة
220839
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D8%AC%D8%A7%D8%A1%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89%20%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1%20%D9%84%D8%A7%20%D9%8A%D9%81%D9%87%D9%85%D9%87%20%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%B9%D9%87%20%D8%A5%D9%84%D8%A7%20%D8%A8%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب التاسع والثمانون ذكر ما جاء في الشعر من معنى مستور لا يفهمه سامعه إلا بتفسير
قال الشاعر: وقال آخر: هذا من الحداد، يقال أحدت المرأة، وحدّت المعنى واحد. قال يزيد ابن خذّاق: أنهجت: بيَّنت. وأنهج الثوب: أخلق، ويعدي: يعين، ومنه أعداني السلطان على فلان، أي أعانني عليه. يقول: أضاء الطَّريق وبيَّنه لك، يعمل على أمرك، ويدلك على قصدك. وقال القطامي: لماع: طرائق. الواحد: لمعة. والفصيلة: فخذ الرَّجُل الَّذي هو منها. وقال جُعيل الفهمي الهمداني: الربعي: الَّذي ولدته الناقة في الربيع، وثلاث: يعني نوقاً كان يرتضع ولد الناقة منهن وثلاثة أضياف، فراحوا حامدين، وراح النوق بُحّاً من شدة الحنين لفقد ولد الناقة. وقال آخر: الجارية: عين ماء تجري، ومكينة من الأرض، ذات سرور: تُسر واردها، وسخينة: ماؤها، وسمينة: مسمونة بالسمن. وقال آخر: حزمت وزممت بمعنى، وراحلته: بغلته، فحملها وتحمله وإياه من موضع قريب فلم يعتد بطول سفره. وأنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي: قال: أراد سهاماً، صنابر: دقاقاً، وأحدان: أفراد. سريعات موت: يمتن من رمي بهن، لا يُفيق، منهن سريعاً، وحملهن خفيف علَى من يحملهن. وقال آخر في مثل ذلك: وقال آخر: جرداء: لا ينبت قمحها، وجداء: لا ماء فيها، والوجناء في قول الأصمعي: الناقة الغليظة شبهت بالوجين، وهو الغليظ من الأرض، وفي قول أبي عمرو، وهي غليظة الوجين لا يثنين ركعتين، وآتين اللَّيل والنهار. وقال الثمال بن قطيف: يعني الديكة. وقال آخر: الجارية: السفينة، في بطنها رجل، في فخذه جمل. يعني في قبيلته، في ظهر الجمل قتب. وقال آخر: وسرب ملاح: يعني الثغر. وإناث أدانيه: يعني الثنيين والنابين والناجذين مؤنثان: وما خلف ذلك مذكر. وقال مسكين بن علي الحنظلي: الوحمى: الَّتي تشتهي شيئاً، فشبه شهوتها للصخب بذلك، وتتفل في شحم الذرى، أي تعود الإبل. وتعد اللوم درّاً: أي تحرص عليه كما تحرص على نهب الدر، وملحها موضوعة فوق الركب، حكي عن ابن الأعرابي عن الأصمعي أنَّه قال: إنَّها زنجية، والملح: السمن قال: سمنها في عجيزتها، ويقال: ملح الغلام وحلم: إذا سمن بمعنى واحد. ومنه قول أوس: إلى سنةٍ جرذانها لم تَحَلَّم وقال آخر: صار غزالاً من قول الله عز وجل فصُرن إليك، أي فاضممهنَّ إليك، يقول: ضمَّ إليه كلباً ثمَّ ضم إليه غزالاً في ساعتين، وثور: دابة، شبه القرادة، رآه في حجر نمل. وقطاة: يعني الَّتي مع القتب تشبه البكرة وتشد عليها الحبال. وقال آخر: يريد دجاج تين وديك تين المرأتين أيضاً كما قال المفضل ديك تان من التناء. وقال آخر: وقال آخر: يصف الأيَّام في إعراضهن من المكروه والمحبوب. وأنشدني أحمد بن يحيى في صفة البرغوث: وقال جرير يرثي عمر بن عبد العزيز: يعني الشَّمس ليست بكاسفة نجوم اللَّيل ولا القمر وقد تبكي عليك بين فعل الشَّمس ومفعولها. وقال آخر: الصلا: الدرك ومنه للفرس الَّذي يجيء تالي السابق المصلى فكأنه ينهاه عن إتيان جاريته في الدبر في مصلاها وليس هذا في النَّار المصلي. وقال آخر: كافر: مغطى بالله. سيري: ابتدأه. كتاب الزهرة
220840
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D8%AC%D8%A7%D8%A1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1%20%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%84%D8%A7%20%D9%84%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%A7%D8%A1%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب الثامن والثمانون ذكر ما جاء من الأشعار محتملا للهجاء والافتخار
أخبرنا الحارث بن أسامة عن زيد بن هارون قال: أخبرنا عبد الملك بن قدامة قال عمر بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال: كانت أم عبد الله بن عمرو بن العاص وأمه ريطة بنت منبه بن الحجاج وكانت تلطف برسول الله صلى الله عليه وسلّم، فأتاها ذات يوم فقال لها كيف أنتِ يا أم عبد الله قالت بخير وعبد الله رجل قد ترك الدُّنيا فقال له أبوه يوم صفين اخرج فقاتل فقال يا أبتي كيف تأمرني أن أخرج فأقاتل وكان من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما قد سمعت. فقال: نشدتك الله أتعلم أن آخر ما كان من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم إليك أخذ بيدك فوضعها في يدي فقال: أطع عمرو بن العاص، قال فإنِّي آمرك أن تقاتل فخرج فقاتل فلما وضعت الحرب أوزارها أنشأ عمرو بن العاص يقول فذكر أبياتاً بعدها، وقال عبد الله بن عمر: قال أبو بكر قائل هذا الشعر قد أجاد تأليفه وأحكم ترصيفه غير أنَّه لم يعلمنا بقوله أقصد إلى ذم أعدائه أم مدحهم وكذلك لم يتبين أمر الضَّيف الذين هو منهم لأنه لم يحرز ذماً ولا مدحاً لهم ولغيرهم وقال: وقال زفر بن الحارث: وبلغنا أن الزبرقان بن بدر استعدى عمر بن الخطاب على الحطيئة فقال أنَّه هجاني. قال وما قال لك؟ قال: قال: قال له عمر: ما ترضى أن تكون طاعماً كاسياً. قال له: والله لولا الإسلام لأنكرتني، قال ما أعلمه هجاك ولكن ادع ابن الفريعة بعني حساناً. فلما جاءه حسان قال له عمر أهجاه قال لا يا أمير المؤمنين ولكنه سلح عليه. قال فقال عمر للحطيئة: لأحسبنَّك أوْ لتكفنَّ عن أعراض المسلمين قال يا أمير المؤمنين لكل مقام مقال. قال وإنك لتهددني فحبسه فلما حبسه كتب إليه: قال: فلما قرأها عمر رقَّ له وخلَّى سبيله. وبيت الحطيئة وإن كان غيره أشدّ إيضاحاً بالهجاء منه، فإن معه ما يوضح عن مراد صاحبه ويزيل توهم المديح فيه عن سامعه وهو: ويُرى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سمع: قال وما تستوي أن ابن الخطاب كذلك فلما سمع: قال ما أحبّ كل هذه الذلة، ومع هذين البيتين ما يوضح على أنهما هجاء صحيح غير مشبَّه بشيء من المديح وهو: وقال رجلٌ من بني العنبر: وقال البحتري: فهذا إن شاء إنسانٌ يصير به إلى غاية المدح، وإن شاء آخر أن يصرفه إلى غاية الذم، وجد كلُّ امرئ منهم مقالا. أي مدح أبلغ من أن يكون كل ما دين من الخلفاء دون الممدوح بهذا القول. وأي ذنب أوكد حجةً على المرء من تشريفه على آبائه وأجداده والأخيار بأنه نجم من بينهم، مخالفاً لسؤددهم كما قال لجماعتهم. وقال آخر: فمن لم يعرف قبيلة هذا القائل، ومقصده من غير شعره لم يدرِ أطيئ المهجوّون أم هم الممدحون، وذلك الحال في بني أسد أيضاً. وقال أبو علي البصير: قال آخر: وفي نحو ذلك قال الأخطل لشقيق بن ثور: وقال آخر: فقال شقيق: يا أبا مالك: ما تُحسنْ أن تهجو، ولا تمدح، أردت أن تهجوني، فجعلت وائلاً كلها تحملني أمرها فسكت. كتاب الزهرة
220843
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%20%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B8%D8%B1%D9%81%20%D9%84%D8%AE%D8%B1%D9%88%D8%AC%D9%87%20%D8%B9%D9%86%20%D8%AD%D8%AF%20%D9%85%D8%A7%20%D9%8A%D8%B9%D8%B1%D9%81
كتاب الزهرة/الباب السابع والثمانون ذكر الشعر الذي يستظرف لخروجه عن حد ما يعرف
هذا شعرٌ لا يعجم منه شيء البتَّة. ومثله: ومثله: ولبعض أهل هذا العصر: وهذا شعر يعجم كله: ومثله: ومثله: وهذا شعر تعجم صدور أبياته، ولا تعجم أعجازها: وهذا شعر تعجم منه كلمة ولا تعجم منه كلمة: وهذا شعر يعجم منه حرف ولا يعجم منه حرف: ومثله: ومثله: وهذا شعر يعجم منه حرفان، ولا يعجم منه حرفان: وهذا شعر تعجم منه ثلاثة أحرف ولا تعجم منه ثلاثة أحرف: وهذا شعر أوائل أبياته مثل قوافيه منقلبة: وهذا شعر يُقرأ من أوله إلى آخره، ومن آخره إلى أوله: ومثله: وهذا بيت قد جمع الحروف كلها: ومثله: ومثله: وهذا شعر ليس فيه حرف منفرد: وفيما ليس منه حرف موصول لبعض أهل هذا العصر: هذا شعر إن شئت جعلته قصيدة، وإن شئت جعلته ثلاث قصائد: وهذا شعر مُضمَّنٌ بعضه ببعض وإن أدرجته كان كلاماً: وهذه أبيات تصلح أن تكون كل كلمة منها متقدمة لصواحبها، وهذا مثالها: علَى الفضل من الجود علاماتٌ مبيناتُ مبينات علامات من الجود علَى الفضل من الجود علَى الفضل مبينات علامات علامات مبينات علَى الفضل من الجود بسعود لا بنحس خير طير ليزيد خير طير ليزيد بسعود لا بنحس لا بنحس خير طير ليزيد بسعود ليزيد بسعود لا بنحس خير طير وكتب بعض أهل هذا العصر إلى أخ له رسالة في حشو كلامها بيتين من شعر قد بينّا حروف الشعر ليسهل استخراجه: بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاك وأدام عزك ونعماك وجعلني من المحذور دونك يا سيدي جُعلتُ فداك لا ترضى لأخيك بل لعبدك أن يبقى أبداً على حال قد أيست منه أولياءه وأشمتّ به أعداءه. وبعد ذا فأنا معترف بذنبي وحق مؤثر الإقرار على الإنكار، وأن لا يعاقب لذنب جناه، ولو عرفت ما تنكره لم أعذر والله ما تأمره فيّ كلما يعود عليَّ ضرره فضلاً عما يعود عليَّ نفعه، فقد برّح والله بي هجرك، وأنا لا أكون لعفوك أهلاً لكثرة جناياتي، فأضفه إلى قديم صفحك عن إساءتي هذا نالني على أنِّي والله ما أسخطك قطّ إلاَّ مبتغياً رضاك ولا أظهرت الجفاء إلاَّ وأنا ملتمسٌ منه موافقة هواك، وقد أزال إعراضك اصطباري، وأفنى تجنبك اعتذاري، فلا ضرر الآن عما كان، فقد - وعزيز حياتك - عيل والصبر، فما لفظي إلاَّ بذكرك، ولا أجزع إلاَّ من هجرك، فانظر لعبدك الصبر والجلدا، ضعف من أن يقوم بجفائك أوْ يعتاض بها وصلك. فاصفح جُعلتُ فداك عن عبدك، فإنَّه أولى بك والسلام. وهذا شعر فيه اسم يستخرج من أوائل الأبيات: وقال: وهذا بيت فيه أحد عشر صاداً: وهذا بيت فيه إحدى عشرة حاءً: وبلغني أن رجلاً أنشد الرياشي أوْ غيره: فقال: هو لعمري بيت حسن، غير أنَّه لو طرح بين يدي الشاة لأكلته، لأن فيه كَيْلجة نوى. وهذه أبيات مرجعة: وبلغني أن محمداً بن زبيدة قال لأبي نواس: قد أكثرت عليَّ وأنا مُلق عليك شيئاً، فنفيت من هارون، لئن لم تجزه لأقتلنك وأستريح.. قال: وما هو يا أمير المؤمنين، قال: قل شعراً بلا قافية فقال: وهذا شعر فيه بالزنجية: حدثني أبو الحسن محمد بن الخطاب الكلابي، عن محمد بن مزرّع البصري، قال: مررت ببطن مكة، ومعي صاحب لي، فرأيت على ركيّة ينشد شعراً بعضه أعجمي، وبعضه عربي، فقلت: يا أسود ما تقول؟ فأنشد: فقلت يا حبشي ما هذه الأسماء، قال: دِمنٌ لنا بالحبشة كنا نعتادها لنزهتنا. قال: قلت أحسبك كَلِفاً، قال: نعم، قلت: بمن، قال: بمن إن وقفت رأيته، قال: فطلعتْ سوداء على عُنقها جرَّة، فمتح لها فيها، وقال: ها هي، قال: قلت: أراك عاقلاً فما تصنع ها هنا. قال: أنا وقفت على قبر فلان وقد سمّاه، وهو يعرف بعض الملوك، أرشُّ عليه الماء، فأنا أبرّدُ من فوق، وربُّك يسخن من أسفل، أرأيت أحمق من هؤلاء يغالبون ربهم. وهذا شعر فيه بالفارسية: وهذا شعر فيه بالرومية وهو لأبي نواس: كتاب الزهرة
220844
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D8%AC%D9%84%20%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%20%D9%84%D9%85%20%D9%8A%D9%82%D8%AF%D9%85%20%D9%84%D9%87%20%D9%82%D8%A8%D9%84%20%D8%B0%D9%84%D9%83%20%D9%81%D9%83%D8%B1%D8%A7
كتاب الزهرة/الباب السادس والثمانون ذكر من ارتجل شعرا لم يقدم له قبل ذلك فكرا
حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال: حدثني عبد الله بن شبيب قال: حدثني حفص بن الأروع الطائي قال: كنتُ أسيرُ في بلاط طي، فرأيت جاريةً تسوق أعنزاً لها فقلت: يا جارية، أي البلاد أحبُّ إليك، فقالت: وأنشدتني أمُّ الجحاف الطائية ببلاط طي: وذكر أن جميلاً وكثيّراً وعمر بن أبي ربيعة اجتمعوا يوماً عند عبد الملك ابن مروان، فأوقرت ناقة ورقاء، ثمَّ قال: ليقلْ كلُّ واحدٍ منكم أبياتاً في الغزل، فأيّكم كان قوله أحسن فهي له، قال جميل: وقال كثيّر: وقال عمر بن أبي ربيعة: فقال عبد الملك: يا صاحب جهنّم دونك الناقة بما عليها، وذكروا أن عبد الملك ابن مروان جمع بين جرير والفرزدق، وأمر بناقة فأوقرت، وقال: أيكما أقام الناقة ببيت من شعر فهي له. فقال الفرزدق: فلم تقم الناقة فقال جرير: وزجر الناقة بآخر البيت، فوثبت، فدفعها عبد الملك إليه. واجتمعا أيضاً فقال جرير: فقال الفرزدق: فقال جرير: وحدثني أبو طالب الدمشقي بإسناد ذكره: أن الفرزدق وجريراً اصطحبا، فعطف جرير ناقته ليبول، وتخلَّف، وحنَّت ناقة الفرزدق فقال: ثمَّ قال: كأنك يا ابن المراغة قد تسمع بهذين البيتين فقال: فلحقهم جرير فقال: الروية يا أبا حَرْزة، ما سمعت ما قال أخوك أبو فراس فأنشده البيتين، فأطرق جرير ثمَّ جاء بالبيتين فقال راويتهما لعنكما الله من شيطانين يعلم كل واحد منكما ما في نفس صاحبه. وبلغني أن الفرزدق مرَّ وهو شاربٌ بامرأة فتعقل في سراويله، فالتفتت المرأة إلى أخرى فقالت: انظري هذا الشيخ، كيف يتعقل في سراويله، فالتفت إليهما فقال: وبلغني عن بعض أهل الأدب أنَّه قال: كنتُ عند عُمارة، فدخل ابن عتبة فقال: ألا أعجبكم، قلنا: بلى، قال: أنَّه مرَّت بي الساعة امرأة وكانت مُنتقبة، فلما دنت منّي حدرت خمارها لأنظر إليها فرأيتها فاستبشعت خلقتها، فقطبت وجهي فقالت: يا شيخ، ألا يعجبك الملاح، قلت: بلى، ثمَّ قلت: فخجلت وانصرفت. وذكر أن الحجاج جلس للمعزين لما مات ابنه وأخوه، وكان بين موتهما جمعة، ووضع بين يديه مرآة، وولَّى النَّاس ظهره، وقعد في مجلسه فكان ينظر إلى ما يصنعون، فدخل الفرزدق، فلما نظر إلى فعل الحجاج ضحك، فلما رأى الحجاج ذلك منه، قال: أتضحك، وقد هلك المحمدان، فأنشأ الفرزدق يقول: قال إسحاق الموصلي: كان قتادة بن معرب اليشكري وزياد الأعجم عند المغيرة بن المهلب، فتهاجيا، فأمر المغيرة فوجي عنق قتادة ومُزقت عليه ثيابه: وكان عبد الله بن العباس يمر في بعض الطريق وهو معتمد على بعض ولده فلقيه قوم فلحظوه فأنشأ ابنه يقول: وبلغني عن عنان جارية الناطفي أن مولاها ضربها فبكت، وحضرها بعض الشعراء فقال: فقالت من وقتها: وحدثني محمد بن الخطاب الكلابي، قال: حدثت عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: قدم علينا أعرابيّ فجالسناه فقال: دعا القتال الكلابي رجل يدعى أبا سفيان إلى وليمة فانتظره من غده فلم يأتِ رسوله فأنشأ القتال يقول: قال فقلت: أتحب أن أزيدك بيتاً، قال: نعم، فأنشدته: فقال الأعرابي: والله لقد أتيت بها بعد ما تعرف الورد، وأنك لمن طراز ما رأيت بالعراق مثله، وما يُلام الملوك على اصطفائهم لك، وإدنائهم إياك، ولو كان الشَّباب يشترى لاشتريته لك بثمن. وقف أعرابيّ على الحسين بن علي رضوان الله عليه في المسجد الحرام وحوله حلقة فقال لبعض جلسائه: من هذا الرجل، فقال: الحسين بن علي، فقال إياه أردتُ، فقال: وما تصنع به يا أعرابيّ فقال: بلغني أنهم أهل بيت حكمة، وأنهم يتكلمون فيعربون في كلامهم وإنِّي قد قطعت بوادي وقفاراً، وأودية، وجئت لأطارحهُ الكلام، وأسأله عن عويص العربية فقال له: إن كنت جئت لهذا فابدأ بذلك الشاب، وأومأ بيده إلى الحسين بن علي، فوقف عليه الأعرابي، فسلَّم، فرد السلام ثمَّ قال: ما حاجتك يا أعرابي، فقال: إنِّي قد جئتك من الهرقل والجُعلل والأيتم والهيهم فتبسم الحسين وقال: يا أعرابيّ لقد تكلمت بكلام لا يعقله إلاَّ العالمون. قال الأعرابي: وأقول أكثر من هذا فهل أنت مُجيبي على قدر ذلك فقال الحسين: قل ما شئت، فإنِّي مجيبك عنه، فقال الأعرابي: أنا بدوي، وأكثر مقالاتي الشعر، وهو ديوان العرب، فقال له الحسين: قل ما شئت فإنِّي مجيبك عنه فأنشأ الأعرابي يقول: فقال الحسين: قد قلتَ فأحسنت، فاسمع منّي فقال: فقال الأعرابي: تالله ما رأيت كاليوم مثل هذا الغلام، وأغرب منه كلاماً، ولا أذرب منه لساناً، ولا أفصح منه منطقاً، فالتفت إليه الحسين فقال: يا أعرابيّ: فقال الأعرابي: بارك الله فيكما، فوالله لقد أتيتكما وأنا مُبغضٌ لكما، وانصرفت وأنا محب لكما، راضٍ عنكما، فجزاكما الله عنِّي خيراً ثمَّ انصرف. وبلغني أن الحارث بن حلزةً اليشكري اعتمد على سيَّة قوسه حتَّى نفذت في كفه، وهو لا يشعر بذلك، لاشتغال فكره، حتَّى فرغ من ارتجال القصيدة الَّتي يقول فيها: في أبيات عدة من هذه القصيدة فيها تمام الباب، تركناها لشهرتها. وهذه القصيدة وإن كانت من السبع الجارية على ألسن الصبيان والمبتدئين، فلم يمنع ذلك من ذكرنا للأدباء والمتأدبين، وإنَّما غرضنا من هذا الباب أن نذكر ما ارتجل من الأشعار الَّتي لم تجرِ رياضتها في الادِّكار، فإذا أضربنا عن ذكرها، وهي من خير ما ذكرناه، كان غلطاً في التأليف، وهجنة على صاحب التصنيف، وعلى أنّا لم نرسم منها إلاَّ قليلاً من كثير، ولم ندع ما تركناه منها رغبةً عنها، غير أن الباب لا يسعه. ولعلي بن جبلة قصيدة ارتجلها بحضرة أبي دلف من وقته، وذلك أنَّه دخل عليه في الشعراء، ولم يكن أعدَّ له من نحو ما أعدوه، وهي الَّتي يقول فيها: وفي هذه القصيدة أبيات في وصف الفرس مقدمة على أكثر ما في نحوها، وقد ذكرناها في بابها، فكرهنا إعادتها. وعلي بن جبلة هذا هو المعروف بالعكوك، وهو جيد الذكر، مُستعذب الشعر، حسن البديهة والروية. وبلغني أن أبا دلف قال له: إنَّما تحسن أن تمدح، ولا تحسن أن تهجو. فقال له: الهجاء هدم، والمدح بناء، ومن يُحسن البناء، يُحسن الهدم، فلم يقبل القاسم ذلك منه فقال: فقال له: ويلك، أسمع هذا منك، قال: لا، قال: فلا تسمعه أحداً. كتاب الزهرة
220849
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%20%D9%85%D9%86%20%D9%83%D8%AB%D8%B1%D8%AA%20%D9%84%D8%AD%D8%B8%D8%A7%D8%AA%D9%87%20%D8%AF%D8%A7%D9%85%D8%AA%20%D8%AD%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الأول من كثرت لحظاته دامت حسراته
===الباب الأول من كثُرت لحظاته دامت حسراته=== قال بعض الحكماء ربَّ حربٍ جُنيت من لفظة وربَّ عشق غُرس من لحظة وقال العتبي أبو الغصن الأعرابي قال: خرجت حاجّاً فلما مررت بقباء تداعى النَّاس ألماً وقالوا قد أقبلت الصقيل فنظرت وإذا جارية كأن وجهها سيف صقيل فلما رميناها بالحدق ألقت البرقع على وجهها فقلت يرحمكِ الله إنا سفرٌ وفينا أجرٌ فأمتعينا بوجهكِ فانصاعت وأنا أرى الضحك في عينيها وهي تقول: وأنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي لامرأةٍ من الأعراب: وقال آخر: وقال آخر: وقال جرير بن عطية: وقال جميل بن معمر العذري: أما معنى البيت الأول فقبيح أن يجعل في الغزل إن كان قصد في باطنه ما يتبين في ظاهره وقد زعم بعض أهل الأدب أن قوله رمى الله في عيني بثينة بالقذى إنَّما عنى به الرَّفيبَ وقوله. وفي الغرّ من أنيابها إنَّما عنى به سروات قومها والقوادح الحجارة وقد عرضتُ هذا القول على أبي العباس أحمد بن يحيى فأنكره وقال لم يعن ولم يرَ به بأساً العرب تقول قاتله الله فما أشجعه ولا تريد بذلك سوءاً. وقال العديل بن الفرج العجلي: وقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي: وقال يزيد بن سويد الضبعي: وأنشدني بعض الكلابيين: وقال آخر: وأنشدني أحمد بن أبي طاهر: وقال عمرو بن الأيهم: وقال آخر: وقال الطرماح: وقال العجيف العقيلي: وأنشدني أحمد بن يحيى الشيباني أبو العباس النحوي: وقال عمر بن أبي ربيعة: وقال أيضاً: وقال آخر: وقال ذو الرمة: وقال كثير بن عبد الرحمن: وقال آخر: وقال حبيب بن أوس الطائي: وأنشدتني أم حمادة الهمدانية: وأنشدني أبو طاهر أحمد بن بشر الدمشقي: وبلغني أنَّ بثينة وعزَّة كانتا خاليتين تتحدثان إذ أقبل كثيِّر فقالت بثينة لعزَّة أتحبين أن أُبين لك إن كان كثيِّر فيما يظهره لك من المحبة غير صادق قالت نعم قالت: أدخلي الخباء فتوارت عزَّة ودنا كثيِّر حتَّى وقف على بثينة فسلم عليها فقالت له ما تركت فيك عزَّة مستمتَعاً لأحدٍ فقال كثيِّر والله لو أن عزَّة أمَة لوهبتها لكِ قالت له بثينة إن كنت صادقاً فاصنع في ذلك شعراً فأنشأ يقول: فبادرت عزَّة فكشفت الحجاب وقالت يا فاسق قد سمعت البيتين قال لها فاسمعي الثالث قالت وما هو فأنشأ يقول: وهذا الشعر وإن كان قبيحاً لمناسبته الخيانة والغدر فهو حسن من ثبات حدَّة الخاطر وسرعة الفكر. وقال أبو عبادة البحتري: وقال القطامي وهو أحسن ما قيل في معناه: قد ذكرنا من أقاويل الشعراء في الهوَى أنَّه يقع ابتداؤه من النظر والسَّماع ما في بعضه بلاغٌ ثمَّ نحن إن شاء الله ذاكرون ما في ذلك الأمر الَّذي أوقعه السماع والنظر ولمَ وقع وكيف وقع إذ قد صحَّ كونه عند العامَّة وخفيَ سببه على الخاصَّة أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني قال حدثنا ابن أبي مريم قال أخبرنا يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنَّه قال: الأرواح جنود مجنَّدة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. وفي مثل ذلك يقول طرفة بن العبد: وزعم بعضُ المتفلسفين أن الله جلَّ ثناؤه خلقَ كلَّ روحٍ مدوَّرة الشكل على هيئة الكرة ثمَّ قطعها أيضاً فجعل في كل جسد نصفاً وكل جسد لقي الجسد الَّذي فيه النصف الَّذي قطع من النصف الَّذي معه كان بينهما عشقٌ للمناسبة القديمة وتتفاوت أحوال النَّاس في ذلك على حسب رقَّة طبائعهم. وقد قال جميل في ذلك: وفي نحوه يقول بعض أهل هذا العصر: وكتب بعض الظرفاء إلى أخ له إنِّي صادقت منك جوهر نفسي فأنا غير محمود على الانقياد إليك بغير زمام لأن النفس يتبع بعضها بعضاً وحُكي عن أفلاطون أنَّه قال ما أدري ما الهوَى غير أنِّي أعلم أنَّه جنون إلاهي لا محمود ولا مذموم. وقد قال بعض الشعراء في مثله: ولقد أحسن الحسين بن مطير في قوله: وزعم بطليموس أن الصداقة والعداوة تكون على ثلاثة أضرب إما لاتفاق الأرواح فلا يجد المرء بدّاً من أن يحب صاحبه وإما للمنفعة وإما لحزن وفرح فأما اتفاق الأرواح فإنه يكون من كون الشَّمس والقمر في المولدين في برج واحد ويتناظران من تثليث أو تسديس نظر مودَّة فإنه إذا كان كذلك كانا صاحبا المولدين مطبوعين على مودَّة كل واحد منهما لصاحبه فأما اللذان تكون مودَّتهما لحزن أو لفرح فإنه من أن يكون طالع مولديهما برجاً واحداً ويتناظر طالعاهما من تثليث أو تسديس وأما اللذان مودتهما للمنفعة فإن ذلك من أن يكون بينهما سعادتاهما في مولديهما في برج واحد أو يتناظر السهمان من تثليث أو تسديس فإن لك يدل على المولدين تكون منفعتهما من جهة واحدة وينتفع أحدهما بصاحبه فتجلب المنفعة بينهما الصداقة أو تكون مضرتهما من جهة واحدة فيتفقان على الحزن فيتوادان بذلك السبب ويُقوِّي ذلك كله نظر السعود في وقت المواليد ويضعفه نظر النحوس وقد ذكر بعض الشعراء الهوَى فقسمه على نحوٍ من هذا المعنى فقال: وزعم جالينوس أنَّ المحبة قد تقع من العاقلين من باب تشاكلهما في العقل ولا تقع بين الأحمقين من باب تشاكلهما في الحمق لأن العقل يجري على ترتيب فيجوز أن يُتفق فيه على طريق واحد والحمق لا يجري على ترتيب فلا يجوز أن يقع به اتفاق بين اثنين وقال بعض المتطببتن إنَّ العشق طمع يتولد في القلب وتجتمع إليه مواد من الحرص مكلما قوي ازداد صاحبه في الاهتياج واللجاج وشدَّة القلق وكثرة الشَّهوة وعند ذلك يكون احتراق الدم واستحالته إلى السوداء والتهاب الصفراء وانقلابها إلى السوداء ومن طغيان السوداء فساد الفكر ومع فساد الفكر تكون العدامة ونقصان العقل ورجاء ما لا يكون وتمنِّي ما لا يتمُّ حتَّى يؤدي ذلك إلى الجنون فحينئذ ربَّما قتل العاشق نفسه وربَّما مات غمّاً وربَّما نظر إلى معشوقه فيموت فرحاً أو أسفاً وربَّما شهق شهقة فتختفي فيها روحه أربعاً وعشرين ساعة فيظنون أنَّه قد مات فيقبرونه وهو حيٌّ وربَّما تنفس الصعداء فتختنق نفسه في تامور قلبه وينضمُّ عليها القلب فلا ينفرج حتَّى يموت وربَّما ارتاح وتشوَّق للنَّظر أو رأى من يحبُّ فجأة فتخرج نفسه فجأة دفعة واحدة وأنت ترى العاشق إذا سمع بذكر من يحبُّ كيف يهرب ويستحيل لونه وإن كان الأمر يجري على ما ذكر فإنَّ زوال المكروه عمَّن هذه حاله لا سبيل إليه بتدبير الآدميين ولا شفاء له إلاَّ بلطف يقع له من رب العالمين وذلك أن المكروه العارض من سبب قائم منفرد بنفسه يتهيَّأ التَّلطُّف في إزالته بإزالة سببه فإذا وقع الشَّيئان وكل واحد منهما علَّة لصاحبه لم يكن إلى زوال واحدة منهما سبيل فإذا كانت السوداء سبباً لاتصال الفكر وكان اتصال الفكر سبباً لاحتراق الدم والصفراء وقلبها إلى تقوية السوداء كلما قويت قوَّت الفكر والفكر كلما قوي قوَّى السوداء وهذا هو الداء الَّذي يعجز عن معالجته الأطبَّاء وقد زعم بعض المتصوفين أن الله جل ثناؤه إنَّما امتحن النَّاس بالهوى ليأخذوا أنفسهم بطاعة من يهوونه وليشق عليهم سخطه ويسرَّهم رضاؤه فيستدلّ بذلك على قدر طاعة الله عزَّ وجلّ إذ كان لا مثل له ولا نظير وهو خالقهم غير محتاج إليهم ورازقهم مبتدئاً غير ممتنٍّ عليهم فإن أوجبوا على أنفسهم طاعة من سواه كان هو تعالى أحرى بأن يتَّبع رضاه والكلام في اعتبار ما حكيناه والإخبار عن جميعه بما يرضاه يكثر وربَّما استغني بالحكايات عن التَّصريح بالاختبارات ونحن إن شاء الله نذكر بعقب هذا الباب مبلغ الهوَى من قلوب ذوي الألباب ونصف مراتبه وتصرفه وازدياده وتمكنَّه ونخبَّر باقتداره على المقتدرين واستظهاره على المستظهرين وتلاعبه بقلوب المتفلسفين وتمالكه على خواطر المستسلمين. كتاب الزهرة
220850
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84%20%D8%B9%D9%86%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%89%20%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D9%82%20%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%85%D8%A7%20%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب الثاني العقل عند الهوى أسير والشوق عليهما أمير
قال جالينوس العشق من فعل النفس وهي كامنة في الدماغ والقلب والكبد وفي الدماغ ثلاثة مساكن التَّخييل وهو في مقدم الرأس والفكر وهو في وسطه والذِّكر وهو في مؤخره وليس يكمل لأحدٍ اسم عاشق إلاَّ حتَّى إذا فارق من يعشقه لم يخلُ من تخييله وفكره وذكره وقلبه وكبده فيمتنع عن الطعام والشراب باشتغال الكبد ومن النوم باشتغال الدماغ والتَّخييل والذِّكر له والفكر فيه فيكون جميع مساكن النفس قد اشتغلت به فمتى لم يشتغل به وقت الفراق لم يكن عاشقاً فإذا لقيه خلت هذه المساكن ولعمري لقد أحسن فيما وصف واحتجَّ لما قال فانتصف غير أَنه ذكر حال العشق وحده وترك ذكر أحوال ما قبله وأحوال ما بعده وذلك أنَّ الأحوال الَّتي تتولد عن السماع والنظر مختلفة في باب العظم والصِّغر ولها مراتب فأول ما يتولد عن النظر والسماع الاستحسان ثمَّ يقوى فيصير مودَّة والمودَّة سبب الإرادة فمن ودَّ إنساناً ودَّ أن يكون له خلاًّ ومن ودَّ غرضاً ودَّ أن يكون له مُلكاً ثمَّ تقوى المودَّة فتصير محبَّة والمحبَّة سبباً للطاعة. وفي ذلك يقول محمد الوراق: ثمَّ تقوى المحبَّة فتصير خُلَّة والخلَّة بين الآدميين أن تكون محبَّة أحدهما قد تمكَّنت من صاحبه حتَّى أسقطت السرائر بينه وبينه فصار متخلِّلاً لسرائره ومطَّلعاً على ضمائره. وفي هذا النحو يقول بعض أهل هذا العصر: ويقال إنَّ الخلَّة بين الآدميين مأخوذة من تخلُّل المودَّة بين اللَّحم والعظم واختلاطهما بالمخ والدم وهذا المعنى غير مخالف للأول بل هو أوضح سبب له لأن من حلَّ من النفس هذا المحل لم يستبدَّ عنه بأمر ولم يستظهر عليه بسرّ. وقد أنشدنا لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود في هذا النحو: ثمَّ تقوى الخلَّة فتوجب الهوَى والهوَى اسم لانحطاط المحب في مَحابِّ المحبوب وفي التوصُّل إليه بغير تمالك ولا ترتيب. أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى: ثمَّ تقوى الحال فيصير عشقاً والعاشق يمنعه من سرعة الانحطاط في هوى معشوقه إشفاقه عليه وضنُّه به حتَّى أنَّ إبقاءه عليه ليدعوه إلى مخالفته وترك الإقبال عليه فمن النَّاس من يتوهَّم لهذه العلَّة أنَّ الهوَى أتمُّ من العشق وليس الأمر كذلك ثمَّ يزداد العشق فيصير تتْيِيماً وهو أن تصير حال المعشوق مستوفية للعاشق فلا يكون فيه معها فضل لغيرها ولا يزيد بقياسه شيئاً إلاَّ وجدته متكاملاً فيها. وفي مثل هذا المعنى يقول أبو الشيص: ولو لم يقل أبو الشيص في عمره بل لو لم يقل أحد من أهل عصره غير هذه الأربعةِ الأبيات لكانوا مقصرين وإذا كانت كل خواطر العشَّاق فيما يتمنَّاه واقعة ممَّن يهواه على الأمر الَّذي يرضاه فهذه في المشاكلة الطبيعية الَّتي لا يفنيها مرُّ الزَّمان ولا تزول إلاَّ بزوال الإنسان وإذا صحَّ هذا المذهب لم يعجب من أن يميل الإنسان إلى الإنسان بخلَّة أوْ خلَّتين فإذا زالت العلَّة زال الهوَى فلا يزال المرابط متنقِّلاً إلى أن يصادف من يجتمع فيه هواه فحينئذ يرضاه فلا ينعطف عنه إلى أحد سواه. ولبعض أهل هذا العصر في هذا المعنى: ثمَّ يزداد التَّتييم فيصير ولهاً والوله هو الخروج عن حدود الترتيب والتَّعطُّل عن أحوال التَّمييز حتَّى تراه يطلب ما لا يرضاه ويتمنَّى ما لا يهواه ثمَّ لا يحتذي مع ذلك مثالاً ولا يستوطن حالاً. وقد قال حبيب بن أوس الطائي في نحو هذا: والشَّوق تابع لكلِّ واحدة من هذه الأحوال والمستحسن يشتاق إلى ما يستحسنه على قدر محلِّه من نفسه ثمَّ كلَّما قويت الحال قوي معها الاشتياق فالحبّ وما أشبهه يتهيَّأ كتمانه فإذا بلغت الاشتياق بطل الكتمان. وفي مثل ذلك يقول يزيد بن الطثرية: ولعمري إنَّ هذا لمن نفيس الكلام غير أنَّ في البيت ضعفاً وذلك أنَّه جعل سبب تمكُّن الهوَى من قلبه أنَّه صادفه خالياً لم يسبقه إليه غيره وليست هذه من أحوال أهل التَّمام إذ كلُّ من صادف محلا لا يدافع عنه لم يتعذر عليه طريق التَّمكُّن منه. وقد قال بعض أهل هذا العصر: فالمحبَّة ما دامت لهواً ونظراً فهي عذبة المبتدأ سريعة الانقضاء فإذا وقعت مرتَّبة على التَّمام في المصافاة تعذَّرت قدرة القلب على هواه فحينئذ تضلُّ أفهام المتميزين وتبطل حيل المتفلسفين. وفي نحو ذلك يقول بعض الظرفاء: وأنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى لامرأة من قيس: وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: وقال أبو دلف: وقال آخر: وقال آخر: وقال النابغة الذبياني: وأنشدتني أعرابية بالبادية: وقال آخر: وقال ماني: وقال غيره وهو مجنون بني عامر: وقال آخر: وقال الحسين بن مطير الأسدي وهو من جيد ما قيل في معناه: أما قوله فحبُّك بلوَى فكلام قبيح المعنى وذلك أنَّه كان صادقاً في هواها مختاراً لها على ما سواها فقد أتى على نفسه إذ جعل اختياره مضرّاً بقلبه وإن كان لم يدخل في الهوَى مختاراً وإنَّما وقع به اضطراراً فقد أخطأ إذ سمَّى ما هو موجودٌ في طبعه مفارقٌ لنفسه باسم البلوى الَّتي تعرض له وتنصرف عنه وأمَّا إخباره بأنَّه لا يسرُّ بأن يكون مبغضاً لها فكلامٌ لو سكت عنه كان أولى أو أن يكفّه أنَّه مُبتلًى عند نفسه بهواها حتَّى يريد مع ذلك أن يكون مبغضاً مائلاً إلى سواها غير أنِّي أرجع إلى من ملكه الإشفاق وغلب على قلبه الاشتياق عذراً بأن يُظهر ما يضمر سواه ويتمنَّى لنفسه غير ما يهواه ألم يسمع الَّذي يقول: وهذا لعمري سرفٌ شديد وطريق الاعتذار لقائله بعيد وأقرب منه قول أبي الوليد بن عبيد الطائي: وهذا الكلام أيضاً حسن الظَّاهر قبيح الباطن وذلك أنَّه يعبِّر عن صاحبته أنَّه إنَّما يريدها ما دامت تواصله فإذا هجرته انصرف عنها قلبه إلاَّ أنَّه وإن كان مقصِّراً في هذا البيت فما قصَّر في قوله: وهذا ضد قول أبي علي البصير: وأقبح من هذا القول الَّذي يقول: هذا يتوعد محبوبه بالعقاب وهو أسير في يده يجري عليه حكمه وينفذ فيه فكيف لو قد ملك نفسه وقدر على الإنصاف من خصمه هذه حالٌ لا يُخبر بها عن نفسه إلاَّ من قد غُلب على عقله أو تحيَّر في أمره وقد قال جميل في قريبٍ من هذا المعنى قولاً مليحاً وإن لم يكن معناه عندنا صحيحاً وهو: وللمجنون ما هو أقبح منه: وأنشدني أبو العباس محمد بن يزيد النحوي ليزيد بن الطثرية في ضد هذا المعنى: فهذا يختار لنفسه البلاء ضنّاً بمحلِّها من الهوَى ولعمري إنَّ هذه لحالٌ وكيدةٌ وإنَّها لو فارقته حتَّى يرى نفسه بعين الحريَّة من ملكها لانتقل عن رأيه وندم على وفائه وقد حدَّثتني مريم الأسدية قالت سمعت امرأة عقيليَّة تقول وهي على بعير لها تسير: قالت مريم فسألتها عن خَبالها فقالت كنت أهوى ابن عمٍ لي ففطن بي بعض أهلي فسقوني وإيَّاه شيئاً فسلا كل واحد منا عن صاحبه وهذه حالٌ قلَّ ما يقع مثلها وهي ألطف محلاًّ من كل ما ذكرناه وما نذكره بعدها لأنّا إنَّما نصف من آثر المقام مع من يهواه على السلوّ عنه والرَّاحة من أذاه وهو بعد مقيمٌ في هواه وصاحبة هذا البيت قد سلت عن محبوبها وإنَّما تأسَّى على العشق لا على المعشوق وفي مثل هذا المعنى يقول بعض الهذليين: ولقد أحسن الوليد بن عبيد حيث يقول: وأحسن الَّذي يقول: وأحسن أيضاً الَّذي يقول: وأنشدني أحمد بن يحيى عن الزبير بن بكار لجميل بن معمر: وهذا المعنى الَّذي في البيت الثاني داخل فيما عينَّاه من أنَّ من أقبل على من يهواه ما دام مفتقراً إليه فليست له في ذلك منَّةٌ عليه وحدثني أبو العباس أحمد بن يحيى النَّحويّ عن أبي سعيد عن القرويّ قال حدثني أخي عمران بن موسى قال أخبرني بعض أصحابنا أنَّ المجنون لما تغوَّل كان لا يؤخذ منه الشعر إلاَّ أن يجلس الرجل قريباً منه فينشد النَّسيب فيرتاح إليه فإذا سمع ذلك أنشد قال فجلس إلى جنبه رجلٌ فأنشده بيتاً من النَّسيب فقال ما أحسن هذا ثمَّ أنشده: وأنشدني بعض الأدباء للمجنون أيضاً: وأنشدني بعض الكتاب لنفسه: كتاب الزهرة
220851
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20%D9%85%D9%86%20%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D9%88%D9%89%20%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%87%20%D9%84%D9%85%20%D9%8A%D8%B5%D9%84%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%B4%D9%81%D8%A7%D8%A6%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الثالث من تداوى بدائه لم يصل إلى شفائه
قد ذكرنا في صدر هذا الكتاب أنَّ أصل الهوَى يتولَّد من النَّظر والسَّماع ثمَّ ينمي حالاً بعد حالٍ فإذا كان النظر الصَّاحي إلى الصُّورة الَّتي يستحسنها طرفه مؤكّداً للمنظور إليه المحبَّة في قلبه كان نظر المحبّ بعد تمكُّن المحبَّة له أحرى أن يغلبه على لبّه ويزيده كرباً على كربه ألا ترى أنَّ من حمَّ يومين متواليين كان ألمه في الثاني من اليومين إذا تساوى مقدار الحمَّيين أصعب إليه من أوّل اليومين. وفي مثل ذلك يقول حبيب بن أوس الطائي: وقال غيلان بن عقبة في نحو ذلك: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال آخر: ولقد أحسن الطائي حيث يقول: وأنشدني أبو طاهر الدمشقي: وقال علي بن محمد العلوي: وأنشدنا أحمد بن أبي طاهر: وقال الحسين بن الضحاك المعروف بالخليع: وقال آخر: وقال آخر: وأنشدني أحمد بن أبي طاهر لعلي بن الجهم لنفسه: وقال آخر: وقال مسلم بن الوليد: وقال أيضاً: ولبعض أهل هذا العصر: وله أيضاً: وله أيضاً: وله أيضاً: وقال آخر: وقال آخر: وقال مجنون بني عامر: وقال البحتري: وقال جميل: والأصل في هذا كله هو لامرئ القيس: وقال بشار بن برد: وقال عبيد بني حسحاس: وقال آخر: وقال آخر: فهذا البائس مع من قدَّمنا ذِكره مع نُظرائه قد صبر على مضاضة دائه مع علمه بأنه زائد في دائه ولم ير أن ينعطف إلى سواه ولا طلب الراحة إلاَّ من عند من ابتلاه وهذا ضدُّ الَّذي يقول: وضد الَّذي يقول: وهذا وإن كان مخالفاً لذلك في أنَّه جرب الأدوية على نفسه والتمس الراحة في إلفٍ غير إلفه فإنه موافق للذي يقدمه في التماسه من نحو الجهة الَّتي حدث عنها الدَّاء في رجوع نفسه إلى وطنها وإقبالها بعد الانحراف على سكنها. وقال عبيد الراعي: وقال علي بن الجهم: وقال آخر: وقال أبو صخر الهذلي: وقال آخر: أما قول تحلَّل أحقادي إذا ما لقيتها فهو كلام صحيح ولو أبدل اسم الحقد بغيرها كان أحسن لأنَّ الحقد لا يتولَّد إلاَّ عن موجدة فتخفى في النفس ويظهر غيرها ويرصد صاحبها بالمكافأة عنها وهذا كلُّه محال بين المتحابين بين باب الجد والهزل جميعاً وقد ذكر الله تعالى جلَّ ثناؤه في باب محبَّته للمؤمنين دليلاً على ما قلناه وذلك قوله عزَّ وجل: )وقالتِ اليهودُ والنَّصارى نحنُ أبناءُ اللهِ وأحبَّاؤهُ قلْ فلمَ يعذِّبكمْ بذنوبكمْ بلْ أنتمْ بشرٌ ممَّن خلقَ يغفرُ لمنْ يشاء ويعذِّبُ مَنْ يشاء( فجعل جلَّ ثناؤه مكافأتهم بالمعاقبة على ذنوبهم دليلاً على تكذيب دعواهم ونحو ذلك قوله تعالى: )قلْ إنْ كنتمْ تحبُّونَ اللهَ فاتَّبعوني يُجيبُكمُ اللهُ ويغفرْ لكمْ ذنوبكمْ( فضمَّ جلَّ وعزَّ الذُّنوب إلى المحبَّة غير أن من أحسن في بيتين وقصَّر في بيت كان محسناً معفيّاً على إساءته وأما قوله وتنمي بلا جرمٍ عليَّ حقودها فتعتورُه معانٍ أحدها أن يكون ضنُّه بودِّها دعاه إلى سوء الظنّ بها فنسبها أنَّها تضمر له حقداً ويمكن أن يكون عرف من خلائقها ما هو مغيَّب عنَّا. كتاب الزهرة
220852
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%84%D9%8A%D8%B3%20%D8%A8%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A8%20%D9%85%D9%86%20%D9%84%D9%85%20%D9%8A%D8%B5%D9%81%20%D9%85%D8%A7%20%D8%A8%D9%87%20%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8
كتاب الزهرة/الباب الرابع ليس بلبيب من لم يصف ما به لطبيب
قال أنو شروان لبزرجمهر متى يكون العييُّ بليغاً فقال إذا وصف هوًى أو حبيباً وقيل لبعض أهل هذا العصر متى يكون البليغ عييّاً فقال إذا سئل عمَّا يتمنَّاه أو شكا ما به إلى من يهواه وقال: وقال بعض الأدباء في مثل ذلك: وقال آخر: وهذا المعنى الَّذي ذكره ليس بمستنكر قد تمنع المحبّ هيبة المحبوب من النيل الَّذي هو اللُّطف من الشَّكوى محلاً في القلوب ألم تسمع الَّذي يقول: وأنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى: فهذا يخبرُ أنَّ لقاءها هو الَّذي يمنعهُ من شكوى ما يجده إلاَّ أنَّه يشفق من ضرره على نفسه ولا يُبقي بكتمانه على غيره على أنَّه قد قصَّر عنه كثير من أهل هذا العلم في قوله: إنَّ لقاءها يحدث في قلبه حالاً لم تكن قبل ذلك ظاهرة من نفسه إذ لو كان الهوَى قد استوفى منه حقَّه وتناهى به إلى غاية بعده لما كان اللقاء يزيد شيئاً ولا ينقصه. كما قال يزيد بن الطثرية: وكما قال ذو الرمة: ولقد أحسن حبيب بن أوس الطائي حيث يقول: وأحسن علي بن محمد العلوي الكوفي حيث يقول: على أنَّه من طلب لآدميٍّ مثله بما لم يطالب الله عباده فأخلق بأن يكون ظالماً وقد مدح الله تبارك وتعالى قوماً فقال: )الذين إذا ذُكر اللهُ وجلتْ قلوبهمْ وإذا تُليتْ عليهمْ آياتهُ زادتهمْ إيماناً( فلم يعبهم تعالى بأن كان ذكره بحضرتهم وظهراً عليهم ما لم يمكن قبل موجوداً منهم ومن أحسن ما قيل وأعرفُ من الشِّعر في هذا المعنى: ومن جيد ما قيل في نحو الفصل الأول: ولبعض أهل هذا الزَّمان في هذا المعنى: وأنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى عن الزبير بن بكار عن ثابت بن الزبير عن أبي العتاهية: وهذه حال منقوضة لأنَّ من منعه من شكوى ما يلقاه إشفاقه من موجدة من يهواه فإنما أبقى على نفسه ومن امتنع من ذلك إشفاقاً على قلب صاحبه فقد اعترض على وجده التَّصنُّع إذ فعل ما يقدر على تركه. وقال آخر: وقال الحسن بن هانئ: وللفتح بن خاقان: وقال الحسين بن الضحاك: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال المجنون: وقال أبو نواس: وقال أبو تمام: وقال أبو صخر الهذلي: وقال خليفة بن روح الأسدي: وأنشدني ابن أبي طاهر: وقال مضرس بن بطر الهلالي: وأنشدني آخر: وأنشدني أبو الضياء لنفسه: وقال أبو المنهال الأشجعي: وكتب عبد الله بن الدمينة إلى أمامة: وكتبت إليه: وكتب بعض أهل الأدب إلى أخ له من أهل هذا العصر: فأجابه: وقال آخر: وقال بعض الأعراب: أمَّا هذه فقد قرعت صاحبها على تركه تقاضيها تقريعاً يُغري المغترّين بشكوى كل ما يجدونه وبالإلحاح على من يودُّونه في المطالبة بجميع ما يريدونه وهذه حال من تحكَّم على مواردها تحكَّمت عليه مصادرها فيندم حيث لا تنفعه الندامة وهرب إلى حيث لا تنفعه السلامة وكيف يتهيَّأ للنَّادم على إظهار ما في ضميره أن يخفيه بعد إظهاره وقد كان جديراً أن يظهر منه بغلبات الحال في وقت حرصه على أسراره والمحبوب كثيراً ما يُطمع محبُّه في نفسه هذا الإطماع أو نحوه ليطَّلع على حقيقة ما في ضميره وقلبه فإذا وثق بصحَّة الملك زالت عنه دواعي الشك فتراخى حينئذ عن الاستعطاف تراخي المالكين وحصلت للنَّاسي المُظهر ما في ضميره ذلَّة المملوكين ولم أجد فيما جريت إليه في هذا الفصل بأرزأ مني على من أظهر إلفه على ما يجد من المحبَّة وإنَّما جريت إلى عيب من يدعوه إلى إظهار ما في نفسه رجاء النَّوال من صاحبه ولعمري لقد قال حبيب بن أوس في هذا الباب ما يقرب من جهة الصواب وهو قوله: وهذا الَّذي وصف أيضاً من الحال غير مستوعب لحد الكمال وذلك أن الكامل في حاله هو الَّذي كان غرضه في إظهار إلفه على كل ما يُلقى به أن يجعله مشاركاً له في علم ضمائره ومتحكِّماً معه لا بل عليه في سرائره فلا يتحكَّم هو حينئذ على خليله في أمرٍ ولا يستظهر عليه بسرٍّ وكلُّ من زال عن هذه الحال فزائلٌ عن مرتبة الكمال. كتاب الزهرة
220853
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%20%D8%A5%D8%B0%D8%A7%20%D8%B5%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%B8%D9%81%D8%B1%20%D9%88%D9%82%D8%B9%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%8A%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب الخامس إذا صح الظفر وقعت الغير
أشعار هذا الباب من أولها إلى آخرها مضادَّة للأشعار الَّتي قبلها لأنَّ في أشعار الباب الماضي تحريضاً للمحبِّ على إظهار محبوبه على ما له في نفسه ولوماً لمن كتم عن صاحبه ما يجده به وما يلقاه بسببه وأشعار هذا الباب إنَّما هي تحريض على الكتمان وتحذير من الإعلان والعلَّة في هذا ما قدَّمنا ذكره من أنَّ المحبوب يستعطف محبَّه ليشرف على حقيقة ما في قلبه وليتمكَّن أيضاً هواه من نفسه فإذا وقع له اليقين استغنى عن التعرُّف وإذا حصل له الودُّ استغنى عن التَّألُّف فحينئذ يقع الغضب عن غير ذنب والإعراض من غير وجدٍ لسكون القلب الواثق واستظهار المعشوق على العاشق. قال بشار بن برد: وقال طلحة بن أبي بكر: وقال جميل بن معمر: وقال ذو الرمة: وقال آخر: وأنشدتني أم حمادة الهمدانية: وقال آخر: وقال آخر: وقال العباس بن الأحنف: وقال أيضاً: وأنشدنا أحمد بن يحيى الشيباني: وقال آخر: وقال المجنون: وقال آخر: وقال ذو الرمة: وقال المجنون: وقال أبو ذهيل: وقال آخر: وقال آخر: وأنشدني أعرابي بنجد: وأنشدني أحمد بن طاهر لنفسه: وقال المؤمل: وبلغني أنَّ عبد الملك بن مروان جلس يوماً للنظر في المظالم فرُفعت إليه قصةٌ منسوبة إلى عمرو بن حارث وكان فيها: فلمَّا قرأها عبد الملك قلبها ثمَّ وقَّع في ظهرِها: ولبعض أهل هذا العصر: وله أيضاً: وأنشدني محمد بن الخطاب: وقال الأعشى: وقال عمر بن أبي ربيعة: فهذا التَّجنّي والمباعدة أمتع من الإقرار والمواصلة لأن الوصل المتقدم لوقوع العلم إن كان عن مودّة صادقة لم يزده العلم بحقيقة الحال إلاَّ توكيداً وإن كان امتحاناً وتعرُّفاً لم تزده الثقة إلاَّ وفاء وتعطُّفاً وإن كان الَّذي تظهره الثقّة والإدلال نعمة لا يؤدى شكرها إذْ كان دليلاً على تمام الحال الَّتي قصدها ومنهم من يتظاهر عليه ثقلها فيضعف فؤاده عن حملها فتراه ينهى ويأمر بالكتمان ومن قنع بهذه الحال كان انتفاعه قليلاً وقلقه بتعرُّف حاله عند صاحبه طويلاً وليست تنال الرُّتب إلاَّ بالتَّجاسر ولا تصحّ العلى إلاَّ للمخاطر وربَّما نجَّت الجبان قناعته وأهلكت الشُّجاع جسارته بلغني أن فتًى من الأعراب يكنَّى امرء القيس هويَ فتاة من الحيّ فلمَّا وقفت على ما لها عنده هجرته فأشفى على التلف فلما بلغها ذلك جاءت فأخذت بعضادتي الباب وقالت كيف نجدك يا امرء القيس فأنشأ يقول: ثمَّ لم يلبث إلاَّ يسيراً حتَّى مات فمن غلب عليه الجبن من مثل هذه الحال مال إلى التستُّر والكتمان ومن طمع في مثل ما ذكرنا من حسن المجازاة بالعدل والوصال مال إلى الإعلان وبلوغ الغاية في الوجهين جميعاً شديد والتَّوسُّط أقرب إلى السَّلامة لأن من لم تعلمه بما تنطوي له لم تلذَّ بما يبدو لك من وصله والهجر الَّذي يتولَّد عن الثّقة بالوداد خير من الوصال الَّذي يقع من غير اعتماد ومن أطلعته على كل ما تضمره له لم تجد سبيلاً إلى مكافاته على ما يتجدد لذلك من إحسانه هذا إذا سلمت من الدَّالة المؤدية إلى التلف فخير الأمور لمن أطاقه أن يظهر بعضاً ويخفي بعضاً ثمَّ يظهر الازدياد حالاً فحالاً على أن الحال إذا استغرقت صاحبها كان استعمال الاختيار فيها محالاً. ولقد أحسن العباس بن الأحنف حيث يقول: كتاب الزهرة
220854
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9%20%D9%84%D9%8A%D8%B3%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B8%D8%B1%D9%81%20%D8%A7%D9%85%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B5%D9%81
كتاب الزهرة/الباب التاسع ليس من الظرف امتهان الحبيب بالوصف
من سامحته الأيام لمحابِّه ورُزق حسن الوفاء والمساعدة من أحبابه ما يجب عليه في حدود الظَّرف دون ما يجب عليه من رعاية حقوق الإلف أن يقابل نعم الله عليه بما يوجب المزيد فيها لديه فإن لم يفعل ذلك فلا ينبغي له أن يتعرض لأسباب المهالك وليعلم أنَّ وصف ما في صاحبه من الخصال المرتضاة مُغرٍى بمن علمها بالمشاركة له في هواه ولقد أحسن الَّذي يقول: وأحسن أيضاً الَّذي يقول: وما قصر علي بن محمد العلوي حيث يقول: وإذ قد دللنا على قبح وصف الخليل بما فيه من الخَلق والخُلق الجميل فلا حاجة بنا إلى دلالة على قبح الوصف لما حمل عليه نفسه من المسامحة بصاحبه والمسارعة إلى بلوغ محبَّته فإنَّ المحبوب ربما دعته الرأفة بمحبِّه أو الإشفاق عليه إلى أن يحمل نفسه على ما لا يوجبه حقُّ الهوَى عليه وعلى ما لم يوصله صاحبه منه وأن يدعه أليه تحقُّقاً بالرِّعاية لمن يهواه وتظرُّفاً بالسّياسة له إلى أكثر ما يتمنَّاه وإن لم يقع ذلك إلاَّ بالحمل على النَّفس والغضِّ منها فإذا كان وصف الخِلقة الَّتي لا يتهيَّأ نقلها ولا يعاب بها صاحبها ليس بجميل كان وصف الخلائق الَّتي قد سومح فيها أحرى أن يكون غير جميل. ولعمري لقد أحسن جميل بن عبد الله بن معمر العذري حيث يقول: أما قوله لبئس مأوى الكريمة سرُّها فكلام حسن وأهله وإنِّي إذاً من حبِّكم لصحيح فكلام قبيح أتراه إن صحا من حبِّها خبَّر النَّاس بسرِّها حتَّى يجعل عليه في كتمانه إيَّاه أنَّه مغرم بها. بلغني أن رجلاً قام بحضرة معاوية فقال: قبَّح الله المجوس بلغني أن أحدهم يتزوج بأُمِّه والله لو أُعطيت عشرة آلاف درهم أن أفعل ذلك ما فعلته، فلمَّا انصرف قال معاوية: ما له أسخن الله عينه أترى لو زيد على ذلك كان يفعل، ولكن يُتلقَّى هذا الكلام من جميلٍ باليدين ويحمل على الرأس والعينين إذا سمع كلام الشيخ امرئ القيس: فما أدري من أي أمريه أعجب أمن خشية في نفسه أم من جهله بأمره يفرح بأن لم يرهم كاشحٌ ولم يفش لهم في البيت سرُّ وما عسى الكاشح لو رآهم إن كان يصنع بهم هل كان يستطيع أن يشيِّع عليهم إلاَّ بعض تشييعهم على أنفسهم. ولعمري قد أحسن الَّذي يقول: فأما هذا النحو من الشِّعر فلست أنشط لذكره لا من شِعر امرئ القيس ولا من شعر غيره فهو فعل خارج عن حدِّ الدِّيانة والمروءة وما خرج عن حدِّ هذين البابين تعدَّى عيبه من فاعله إلى ناشره ومستحسنه وأما ما ذكرناه في الباب الثامن من وصف اجتماع المحبّ مع محبوبه ومُسامحته له فيما يحور محبوبه فهو لعمري معيب ممَّن حكاه عن نفسه وعن صاحبه إلاَّ أنَّه عيبٌ لا ينهتك ستر المودَّة بمثله فمن أجل ذلك سامحنا بذكره وإن كانت مرتبة الكمال موجبة لغيره وكذلك نتساهل إن شاء الله في ذكر بعض ما وصفه المحبُّون من صور المحبوبين وإن كان فيه بعض الهجنة بهم فإنَّ فيه بعض المنفعة لغيرهم. قال ذو الرمة: وقال معن بن أوس: وقال ابن مرداس: وقال قيس بن الحطيم: وقال محمد بن إبراهيم الأسدي: وقال الضحاك بن عقيل العامري: وقال محمد بن بشير الخارجي: وقال الركاض الزبيدي: وقال صخر بن الجعد المحازي: وقال سويد بن أبي كاهل: وقال إبراهيم النظام: وله أيضاً: وله أيضاً: وهذا البيت لا يتهيَّأ لأحد أن يتخطَّاه ولا يأتي بأجود من معناه وقد قال جرير في هذا النحو فأحسن غير أنَّه حلَّ آخر كلامه ما عقد فإذا ضُمَّ بعضه إلى بعض فسد. قال جرير: وقال علي بن العباس الرومي: وقال حبيب بن أوس: وقال ذو الرمة: وقال أبو دلف العجلي: وقال امرؤ القيس: وقال يزيد بن الطثرية: وقال امرؤ القيس بن حجر: وهذا معنًى لم يسبقه إليهِ أحدٌ قبله ولم يلحقه فيه مَن بعده وإنَّه لحسن اللفظ مستوفي المعنى. وقال أبو تمام: ولأبي تمام أيضاً: وقال علي بن محمد العلوي الكوفي: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال الأحمر الطائي: وقال حسان بن ثابت: وهذا سرف شديد وهو مع ذلك مأخوذ من قول امرئ القيس: ولبعض أهل هذا العصر: وقال آخر: وقال الوليد بن عبيد الطائي: ولقد أنصف غاية الإنصاف الَّذي يقول: ومختار ما قالته الشعراء في وصف الخلق والأخلاق أكثر من أن تتضمنه الأوراق وفيما ذكرنا منه بلاغٌ وعلى كل حال وصف الخلائق والأفعال اسهل من وصف الخِلقة بالجمال وكلاهما داخلٌ في معنى الدلالة على الشركة في الأحباب حسب ما تقدم ذِكرنا في صدر هذا الكتاب. كتاب الزهرة
220855
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B0%D9%84%D9%84%20%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8%20%D9%85%D9%86%20%D8%B4%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%A8
كتاب الزهرة/الباب السادس التذلل للحبيب من شيم الأديب
قد ذكرنا أن تقصير المحبوب عن مواصلة محبّه وتراخيه عن إظهاره على كل ما له في قلبه إنَّما يتولَّدان عن وقوع الثقَّة به فربَّما جهل المحبُّ على نفسه فتوهَّم أنَّ ذلك داخل في باب الخيانة والغدر فكافى عليه بالانحراف والهجر فيجني على نفسه ما لا يتلافاه العذر ولا يقاومه الصبر والحازم من صبر على مضاضة التَّدلُّل والتمس العزَّ في استشعار التَّذلُّل فحينئذ يتمكَّن من وداد محبوبه ويظفر من هواه بمطلوبه. قال الحسن بن هانئ: وقال معاذ ليلى: وقال عمر بن أبي ربيعة: وقال المؤمل: وقال أبو الوليد عبيد الطائي: وقال آخر: وأنشدني محمد بن الخطاب الكلابي قال أنشدني ماني لنفسه: وقال أبو تمام الطائي: وقال آخر: وأنشدني بعض إخواننا: وقال كثيِّر: وقال آخر: وقال آخر: وقالت امرأة من الأعراب: وقال كثيّر: وقال البحتري: هذا الكلام وإن كان فيه شيء من التَّواضع والاستكانة فإنَّ فيه ضرباً من الضَّجر الدَّاعي إلى الخيانة لأنَّ صاحبه لم يصبر على التَّذلُّل نفسه على ما صبر عليه من بدأنا بذكره. وفي نحو هذا المعنى قول الآخر: وفي مثله يقول البحتري: وأنشدني أحمد بن أبي طاهر لنفسه في نحوه: وقال ابن حازم في نحو ذلك: وهؤلاء كلُّهم ومن جرى في هذا القول مجراهم إنَّما يتضاجرون على خلاَّنهم لثقلهم إيَّاهم عن عاداتهم ومنعهم إيَّاهم ما استعبدوه من مواصلاتهم لتغلُّب الحيرة على قلوبهم يحسبون أنَّ انحرافهم عن أحبابهم أقلُّ أذًى عليهم من الصبر لهم على محبَّاتهم ولو قد أنفذوا ما عزموا عليه من الفراق والهجر لشاهدوا ما يضطرُّهم إلى الرُّجوع بالصِّغر والتَّوسل إلى الصَّفح بالعذر ما لم يسمع الَّذي يقول: وفي مثل ذلك يقول الآخر: وفي نحو ذلك يقول البحتري: ولبعض الأعراب في مثل ذلك: ولقد أحسن العباس بن الأحنف حيث يقول: وأحسن أيضاً في قوله: ولبعض أهل هذا العصر: كتاب الزهرة
220856
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%85%D9%86%20%D8%B7%D8%A7%D9%84%20%D8%B3%D8%B1%D9%88%D8%B1%D9%87%20%D9%82%D8%B5%D8%B1%D8%AA%20%D8%B4%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%87
كتاب الزهرة/الباب السابع من طال سروره قصرت شهوره
من صبر على الامتحان لمن يهواه على مثل ما ذكرناه كان خليقاً أن يبلغ أقصى مُناه وأهل هذه الحال الذين يحمدون الهوَى ويشكرونه ويصفون لذاذته للذين لا يعرفونه ويزرون على عيشٍ من لم يتطعَّم مذاقه ولم يُتعبَّد باسترقاقه ألم تسمع الَّذي يقول: والكميت أنصف من هذا حيث يقول: وقال القطامي: أنشد أبو تمام لنفسه: فهؤلاءِ الذين قد سامحهم الدَّهر بصحابهم فاستطابوا المقام على حالهم ومن وصل إلى شيءٍ نفسه تقاصرت عليه الأيام وراصدته بمكروهات الشهور والأعوام. قال جميل بن معمر: وقال آخر: وقال آخر: وقال أبو تمام لنفسه: وقال بعض بني قشير: وقال الطائي: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال علي بن محمد العلوي: وقال أبو عبادة البحتري: وقال أيضاً: وله أيضاً: وله أيضاً: وقال آخر: قال محمد بن نصير: وقال جميل: وقال خالد الكاتب: وقال آخر: وقال عروة بن أذينة: وقال العرجي: وقال البحتري: وقال آخر: وأنشدتني ستيرة العصيبية: وقال بعض أهل هذا العصر: وقال عمر بن أبي ربيعة: أما هذه المخاطبة فقلَّما يقع ألطف منها لفظاً ولا أجلّ منها موقعاً ولو لم يصبر المحبُّ علَى امتحان إلفه إلاَّ بسمع مثل هذا من لفظه لكان ذلك حظّاً جزيلاً ودركاً جليلاً فكيف وحال الصَّفاء إذا ابتدأت بين المتحابَّين بالمشاكلة الطبيعية ثمَّ اتَّصلت بالحراسة عن الأخلاق الدَّنيئة ثمَّ عذبت بالرّعايات الاختياريَّة بلغت بهما الحال إلى حيث انقطعت بهم دونه الآمال وعلى أنَّ الحزم لمن سومح بالوصال ألا يرسل نفسه كلَّ الإرسال فإنَّ ذلك ربَّما دعا المحبوب إلى الملال وإن كان مقيماً على رعاية الحال. ولقد أحسن الَّذي يقول: كتاب الزهرة
220857
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D9%83%D8%A7%D9%86%20%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D9%81%D8%A7%20%D9%81%D9%84%D9%8A%D9%83%D9%86%20%D8%B9%D9%81%D9%8A%D9%81%D8%A7
كتاب الزهرة/الباب الثامن من كان ظريفا فليكن عفيفا
قال أبو بكر بن داود وحدثني أبي قال حدثنا سويد بن سعيد الحدثانيّ قال حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى الفتات عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: مَن عشق فعفَّ فكتمه فمات فهو شهيد ولو لم تكن عفَّة المتحابَّين عن الأدناس وتحاميهما ما ينكر في عرف كافة النَّاس محرَّماً في الشرائع ولا مستقبحاً في الطَّبائع لكان الواجب على كلِّ واحد منهما تركه إبقاء ودّه عند صاحبه وإبقاء على ودِّ صاحبه عنده. أنشدني أحمد بن يحيى عن زبير عن محمد بن إسحاق عن مؤمل بن طالوت من أهل وادي القرى عن حمزة بن أبي ضيغم: وأنشدتني أعرابية بالبادية: وقال العباس بن الأحنف: وأحسن من هذا قول عمر: ولبعض أهل هذا العصر: قال وبلغني عن الأصمعي أنَّه قال بينا أنا أطوف بالبيت إذا أنا بجاريةٍ متعلقة بأستار الكعبة وهي تقول: قال فقلت لها يرحمك الله أفي مثل هذا الموضع تنشدين هذا فقالت إليك عنِّي يا عراقيُّ لا رهقك فقلت لها وما الحب فقالت هيهات جل والله عن أن يُحصى وخفي عن أن يُرى فهو كامن ككمون النار في حجرها إن قدحته ورى وإن تركته توارى ثمَّ أنشأت تقول: وقال أبو صخر الهذلي: وقال آخر: وقال مسعر بن كدام: وقال جرير: وقال عبيد الرَّاعي: وقال ذو الرمة: وقال أيضاً: وأنشدني أعرابي ببلاد نجد: وقال آخر: وأنشدني أحمد بن يحيى النحوي لزينب بنت فروة: وقال العديس الكناني: وقال آخر: وقال آخر: وقال الحسن بن هانئ: وقال آخر: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وقال آخر: وقال آخر: ولعمري إنَّ هذا من نفيس الكلام قد جمع لفظاً فصيحاً ومعنًى صحيحاً غير أنَّه لم يخبر بالعلَّة الَّتي من أجلها لم ينل حراماً ولا حلالاً فيُقضى له على حسب ذلك لأنَّ من منعه من إتيان المنكر عجزه عنه لم يشكر وإنَّما يُستطرف ممَّن قدر على ما يهواه فتعفَّف. كما قال مسلم بن الوليد: وقال بعض أهل هذا العصر: فهذا يخبر أن صاحبه ونفاسته في صدره منعاه من الاستمتاع بالنظر إلى شخصه وأكسباه الغيرة له على نفسه وله أيضاً في باب التعظيم إلفه والتقديم له على نفسه كلام إن لم يقبح من باب الإفراط والتكثير لم يسهل من باب التساهل والتقصير وهو: وبلغني أن أعرابياً خلا بصاحبته فقيل له ما كان بينكما فقال ما زال القمر يزيّنها فلما غاب زيّنته فوضعت كفِّي على كفِّها فقالت مَهْ لا تُفسد فقلت والله ما يرانا إلاَّ الكواكب فقالت ويحك وأين مكوكبُها قال فارْفضضتُ والله عرقاً ولم أعد وبلغني أن العباس بن سهل الساعدي دخل على جميل وقد احتضر فقال له جميل بلِّغنا أتظنّ رجلاً عاش في الإسلام لم يزنِ ولم يسرق ولم يسفك دماً حراماً ناجياً من هول يوم القيامة قال العباس فقلت أي والله فمن ذلك قال إنِّي لأرجو أن تكونه قال فتبسَّمت وقلت أبعد إتيانك بثينة عشرين سنة فقال إنِّي في آخر يوم من أيام الدُّنيا وأول يومٍ من أيام الآخرة فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلّم إن كنتُ حدَّثت نفسي بحرامٍ منها قطُّ عمَّا وراء ذلك قال ثمَّ مات من يومه. كتاب الزهرة
220858
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D8%B1%20%D8%B3%D9%88%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D8%B8%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%B4%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%86
كتاب الزهرة/الباب العاشر سوء الظن من شدة الضن
قال الزبير بن بكار: قال جميل بن معمر: ما رأيت مصعباً يختال بالبلاط إلاَّ عرف على بثينة وهي بالحباب وبينهما مسيرة ثلاثٍ. وقال العباس بن الأحنف: ولبعض أهل هذا العصر: وله أيضاً: وله أيضاً: وقال بشار بن برد: وقال آخر: وقال آخر: قال أبو بكر واتصل بي أن ديك الجن قدم من سفر له فوجد جاريته وقد كان يهواها عبد أخيه تسأله عن خبره لإبطاءةٍ كان عيَّنها فقتلها وقتل أمها وقال في ذلك: وله أيضاً فيها: وله أيضاً فيها: وهذا وإن سلم من أن يكون مغلوباً على عقله فظنُّه الظنَّ الَّذي لا غاية بعده وذلك أنَّه قد أيس من حبيبه بقتله له وهو غير نادم على فعله بل مصوِّبٌ له وراجع باللَّوم على نفسه فيما أتاه من الغدر. وقال آخر: وقال آخر: وقال البحتري: وقال بشار: وقال ماني: وقال: وهذه المكاره كلُّها أثمار تلك الملاذّ الَّتي قبلها وذلك أن من هويَ إنساناً فإنما قصاره حين يهواه أن يعيد نظره إليه فيروى من شخصه ويستمتع من لفظه فإذا تهيَّأ ذلك له ازداد وجده به أضعافاً على ما كان في قلبه ثمَّ تدعوه نفسه بعد ذلك إلى كثرة التَّلاقي والمواصلة وتنبسط للمسائلة والمشاورة وهو في كل هذه الأحوال مشغول بحظوظ نفسه غير فارغ معها لصبابة غيره بل يحبُّ أن يكون إلفه سمحاً بالمواصلة لمن علم أنَّه يودُّه ليكون ذلك سبباً له إلى مواصلته وتسهيلاً له السَّبيل إلى معاشرته فإذا تمكَّن ودُّه من نفس محبوبه فاستشعر الوفاء له ودفع قياده إليه فلم يعترض شيء من أمره عليه لكسبه ذلك ضنّاً به وصيانة له. وفي مثل ذلك يقول بعض أهل هذا العصر: فما ظنُّك بترادف حالين كلُّ واحدة منهما سبب لصاحبتها متى يكون انقضاؤهما أم كيف يتوهَّم زوالهما لا سيَّما وإحداهما قد كانت قوَّتها في نفسها منميةً لها قبل أن تبتدئ الأخرى في معونتها فإذا انتهت الحال إلى حيث وصفنا فرغ المحبُّ حينئذ من المطالبة بحظوظ نفسه وتشاغل بالمطالبة بحقوق إلفه فأنف له من معاشرة غيره بل صانه وأشفق عليه من مخالطته هواه وعاد إلى ما كان يحسب له به مكرمةً من برِّه به فجعله عليه هُجنة وأوهم نفسه أنَّ ذلك الَّذي ناله غيره ممنوع من كلِّ من سأله ألم تسمع الَّذي يقول: وفي نحو هذا المعنى يقول الآخر: فحينئذٍ يظنُّ المحبُّ ما لا يخشاه ويتمنَّى ما لا يهواه ويفسد عليه أمر دينه ودنياه وهذه حال الوله الَّذي ذكرناه. وقال بعض الأدباء في نحو ذلك: ومرتبة العشق الَّتي هي في هذا الطَّريق إلى هذه المرتبة توجب على المحب طاعة المحبوب في كلِّ ما أحبَّه حتَّى لا يعصيَ له أمراً ولا يُقبِّح له فعلاً. وفي مثل ذلك يقول بعضهم: ويقول الآخر: ويقول الآخر: وبلغني عن الحسن بن سهل الكاتب أنَّه قال: أما أنا فإذا أحببت إنساناً نظرت إلى فعله ففعلت مثله فإنه إن أبغضني أبغض نفسه فإذا ابتدأ أهل العشق يرتفعون عن هذه الحال تكشَّف لهم عوار هذه الأفعال حالاً بعد حالٍ. ففي مثل ذلك يقول أبو عبادة البحتري: ولبعض أهل هذا العصر في هذا المعنى: وله أيضاً في نحو ذلك: ولغيره في نحوه أيضاً: وربَّما ضعف الخارج عن حال العشق الَّتي توجب طاعة المحبوب على المحب إلى حالة الوله التي توجب الاعتراض عليه لفرط الميل منه إليهِ فيرجع من قريبٍ وينقاد صاغراً إلى كلِّ ما يريده المحبوب. وفي مثل ذلك يقول بعض أهل هذا العصر: والعاشق ما دامت حال العشق مالكة يتوهَّم ألاّ غاية بعدها ولا رتبة فوقها ويرى أن اعتراض المحب على محبوبه إنَّما هو من نقض حاله في قلبه وليس الأمر بحيث علِيَ بل هو بضده. ولقد أحسن علي بن الرومي وقوله: كتاب الزهرة
220859
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%88%D9%81%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8%20%D9%87%D8%A7%D9%86%20%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A8
كتاب الزهرة/الباب الحادي عشر من وفى الحبيب هان عليه الرقيب
وإنَّما يغلظ أمر الرقيب على من يمتحن بمفارقة الحبيب فأما من غلبه الفراق وملكه الإشفاق وأذاع سره الاشتياق قلَّ اكتراثه بمن يرتقبه بل سهل عليه ألاّ يعاين من يحبّه إذا وثق بقربه منه وأمن من إعراضه عنه وربَّما كانت غيبة الحبيب أيسر من حضوره مع الرقيب وهذا شيء تختلف فيه الآراء علَى حسب غلبات الأهواء. قال ابن الدمينة: وقال أبو تمام الطائي: وقال أيضاً: وقال بعض الفصحاء: وقال الأخطل: وأنشد أعرابي بالبادية: وقال آخر: وقال آخر: وأنشدنا أحمد بن أبي طاهر: وله أيضاً: وقال آخر: وقال مسلم بن الوليد: وأنشدنا ابن أبي طاهر لأبي تمام: وقال آخر: صاحبُ هذا الشِّعر البائس مغترٌّ بالزَّمان جاهل بصروف الأيام يتبرَّم بالرَّقيب مع مشاهدة الحبيب وهو لا يعلم أن هذه الحال تتقاصر عنها الآمال وتنقطع دونها الآجال ولكن من لم ينكبه الفراق ولا الهجر ولم يعترض إلى الخيانة والغدر حسب أن الرَّقيب هو منتهى كيد الدَّهر وظنَّ أنَّه قد امتُحن بما لا يقوم له الصَّبر. وقد قال بعض أهل هذا العصر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وأنشد ابن أبي طاهر: وقال آخر: وأنشد ابن أبي طاهر: وقال آخر: وأنشدني ابن أبي طاهر: وأنشدني أيضاً لنفسه: وقال آخر: وأنشدني ابن أبي طاهر: وقال الطرماح: وقال آخر: وأنشدني ابن أبي طاهر: وله أيضاً: وقال آخر: وأنشدني ابن أبي طاهر: وقال بعض الأعراب: وأنشدنا ابن أبي طاهر: وقال آخر: وقال الراعي: وقال آخر: وقال آخر: وأنشدني الفضل بن أبي طاهر: وقال ابن الوليد عبيد الطائي: أمَّا هذا الكلام فكلام متغطرس علَى الأيام وقد كان يقال عند الثِّقة بالأيَّام تُحذر الغِيَر. وقال إبراهيم النظّام: كتاب الزهرة
220860
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%85%D9%86%D8%B9%20%D9%85%D9%86%20%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B5%D8%A7%D9%84%20%D9%82%D9%86%D8%B9%20%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%84
كتاب الزهرة/الباب الثاني عشر من منع من كثير الوصال قنع بقليل النوال
قال ذو الرمّة: وقال أيضاً: وقال جميل: أما هذا فقد دلَّنا بغاية جهده على شدَّة تمكُّنها من قلبه وأخبرنا مع ذلك في شعره أنَّه لو تهيَّأ خلاص شيء من حبِّه من يدها لصرفه إلى غيرها وهذه حال لا تُرضي أهل الوفاء ولا يستعملها أهل الصَّفاء. وقال آخر: هذه لَعمري قناعة شديدة تدلُّ على أن وراءها ذلَّة وكيدة لأن من يتهيَّأ له من يهواه لا يقنع بأن لا يراه وبأن يعده وعده إلاَّ يطالبه بوفائه ولعمري إنَّ هذه الحال تقرُّ عين المعادي وتسخن عين الموالي إلاَّ أنَّه وإن كان قد بالغ في القناعة فإنه قد التمس التعلُّل بالوعد وبتأميل اللقاء على البعد ومن قنع بترك اللقاء وأقام على حال الوفاء كان أتمَّ حالاً. كما قال أبو دلف العجلي: ولبعض أهل هذا العصر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال جميل: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال آخر: وقال أيضاً: وقال آخر: وقال البحتري: وقال إبراهيم بن العباس: وقال بعض الأعراب: وقال بعض الأعراب: وقال الأحوص بن محمد: وقال أيضاً: وقال البحتري: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وقال أبو صخر الهذلي: وهذه لعمري قناعة مفرطة في بابها وإن كانت مقصِّرة عن حال التَّمام لأن صاحب هذه الحال يستجلب بُعداً لنفسه نسيم الوصال وما قصَّر عن هذا النحو الَّذي يقول: وقال آخر في هذا المعنى فما قصّر: وأنشدني أحمد بن يحيى أبو العباس: ولعمري لقد أحسن الَّذي يقول ويقال أنَّه لأبي داود: ولبعض أهل هذا العصر في مثله: وكلُّ هذه الأحوال ناقصة عن حدِّ التَّمام على عجب أصحابها بها وافتخارهم بذكرها وتوهُّمهم أن قد تهيَّأ لهم على أنفسهم ما لم يتهيَّأ لغيرهم من صبرها لأحبابهم على الحظِّ اليسير من نوالهم وأتمُّ من هؤلاء في الحال وأحسن صبراً على قليل النوال بل على ترك جميعه من رضي من النَّيل بسلامة محبوبه وكان ذلك نهاية مطلوبه. وفي مثل ذلك يقول بعض أهل هذا العصر: كتاب الزهرة
220861
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%AD%D8%AC%D8%A8%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%AA%D8%B0%D9%84%D9%84%20%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%A8
كتاب الزهرة/الباب الثالث عشر من حجب من الأحباب تذلل للحجاب
أصل الحجاب يكون من جهتين إمَّا أن يقع من المحبوب اختياراً وإمَّا أن يوقعه غيره به اضطراراً فأمَّا الاضطرار فقسم واحد وهو صون المحبوب عن المحجوب وأما الاختيار فينقسم على ضروب فربَّما كان امتحاناً للمحبِّ من المحبوب وربَّما كان خوفاً عليه من الرَّقيب وربَّما كان استدعاءً للزيادة في الحال وربَّما كان إشفاقاً على النَّفس من العذَّال وتصوُّناً عن قبيح المقال وربَّما كان على جهة الضَّجر والملال وهذا هو شرُّ الأحوال وفي كل ذلك قد قالت الشُّعراء ونحن إن شاء الله نذكر من ذلك بعض ما يتهيَّأ على حسب ما يحتمله العدد الَّذي شرطناه. وأنشدني أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر: وقال عبد الله بن طاهر: وقال قيس بن ذريح: وقال بعض الأعراب: وقال آخر: وقال البحتري: وقال آخر: وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال أبو تمام الطائي: وقال ابن أبي طاهر: وقال العرجي: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال البحتري: وأنشدني أحمد بن أبي طاهر لنفسه: ولبعض أهل هذا الزمان: وقال جرير: وأرى في هذه المقطوعة ومقطوعات قبلها ما يدلُّ على ضجر من المحجوب وقلَّة صبر منه على نازلات الخطوب ولعمري كان الضَّجر على ما لا يصلح منه الانتصار ولا ينبسط عليه الاقتدار مهجِّناً لمظهره ومزرياً بمستشعره فإنَّ من تسامح له الزَّمان وتغافلت عنه صروف الأيَّام فوقع في مرعى خصيب وظفر بما لم يأمله المحبوب ثمَّ عطفت عليه الأيَّام عطفة الحنق المغتاظ فاسترجعت ما أعطته واستردَّت ما أعارته لغير معنَّف على الحيرة والتَّخليط والتَّأسُّف على ما قدَّم من التَّفريط. وفي هذا المعنى يقول بعض أهل هذا العصر: وأنشدني أبو طاهر الدمشقي في نحو ذلك: وفي مثله يقول عدي بن زيد: ولعمري قد أحسن أبو تمام الطائي حيث يقول: وعلى أنَّه لا ينبغي للعاقل أن يفرط في الجزع من غير الأيَّام فإنَّ الدَّهر حالٌ بعد حالٍ وكما كان اتِّصال السُّرور ذريعة إلى وقوع المحذور فكذلك ربَّما كان وقوع المكروه من أقوى الأسباب لرجوع المحابِّ ولقد أحسن كل الإحسان الَّذي يقول: وقد قيل في ذم الحاجب والمحجوب أشياء لا تصلح من محبّ إلى محبوب غير أنَّا نصل بذكر بعضها الباب لأنَّها وإن لم تكن داخلة في حقيقته فإنَّها غير خارجة من جملته. أنشدنا أبو الضياء لنفسه: وأنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى: وقال أيضاً أحمد بن يحيى: وقال البحتري: وقال ابن عبدوس لنفسه: كتاب الزهرة
220862
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%85%D9%86%D8%B9%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B5%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%B1%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84
كتاب الزهرة/الباب الرابع عشر من منع من الوصول اقتصر على الرسول
ذكروا أنَّ جميلاً وكثيِّراً التقيا فقال جميل لكثيّر بأني أريد أن تصير إلى بثينة فتأخذ لي عليها موعداً، فقال له: ويحك من عند عمِّها جئت وغاشية أهلها كثير قال له جميل: إنَّ الحيلة تأتي من وراء ذلك فقال له كثيّر: فأعطني علامة تعرفها قال جميل: آخر يوم التقينا كنَّا في وادي الدَّوم فأصاب ثوبها شيء من ورق الشَّجر فغسلته فمضى كثيّر إلى عمِّها فقال له: ما الَّذي ردَّك؟ فقال: أبيات صنعتها في عزَّة أحببت أن تسمعها قال: وما هي؟ فأنشأ يقول: فلمَّا سمعت ذلك بثينة قالت: إخسأ قال لها عمُّها: ما الَّذي أخسأت يا بثينة؟ قالت: كلباً كان يعترينا ليلاً وقد رأيته نهاراً فانصرف كثيّر إلى جميل وعرَّفه أنَّا قد ذكرت اللَّيل فصر إليها. وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال خليفة بن روح الأسدي: وقال ابن أبي أمية: وقال المقدام بن ضيغم: وقال يزيد بن الطثرية: وقال أيضاً: وقال عمر بن أبي ربيعة: فبلغني أنَّ ابن أبي عتيق لمَّا سمع هذا الشعر قال لعمر بن أبي ربيعة النَّاس في طلب خليفة مثل قوَّادتك هذه منذ قتل عثمان بن عفان فما يقدرون عليه. وقال أبو تمام الطائي: وقال أيضاً في وصفه كتاباً ورد عليه وأحسن: وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال زيادة بن زيد: وقال نصيب: وقال الأحوص: إن كان أحد من المرسَلين إلى أحبابهم والسَّائلين عن أخبارهم معذوراً فصاحب هذا الشِّعر معذور لأنه قد احتاط جهد وكتم سرَّه بحسب ما يمكنه وليس هذه حالة تامة ولا في باب المراسلات حال تامة غير أنَّ كلَّ ما قلَّ من الإظهار وانكتم من الأسرار كان صاحبه أعذر ممَّن أفرط في إظهار حاله وائتمن النَّاس علَى أسراره. وقال آخر: وقال آخر: وأنشدني أعرابي بالبادية: ولبعض أهل هذا العصر: وقال سهيل بن عليل: وقال آخر: وزعموا أن جارية أرسلت جاريتها برسالة إلى خليل كان لها فاتَّهمته بأنه خمشها فكتب معتذراً من ذلك: كتاب الزهرة
220863
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%20%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A3%D8%AD%D8%A8%D9%87%20%D8%A3%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%87%20%D9%88%D8%B4%D9%89%20%D8%A8%D9%87%20%D8%A3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%87
كتاب الزهرة/الباب الخامس عشر من أحبه أحبابه وشى به أترابه
مكايد الوشاة كلُّها تنقسم على ثلاثة أقسام فسعاية المتحابَّين إلى غيرهما وسعاية المحبّ إلى محبوبه وسعاية المحبوب إلى محبِّه فهذه عند كثير من الأدباء أضعف المكايد أثراً وليس الأمر كذلك ولا هو أيضاً بضدِّ ذلك ولكنَّه محتاج إلى نقصان أمَّا العشَّاق والمتيَّمون فلا يقبلون قول الوشاة بل لا يسمعونه لأنَّ الثِّقة منهم بأحبابهم ماحيةٌ لقول من وشى بهم وأمَّا أهل الوله المدلَّهون فيقبلون ما لا يسمعون فضلاً عمَّا يسمعون لما قدَّمنا من وصفهم وغلبة الظّنِّ على أنفسهم ونحن نذكر إن شاء الله من كلِّ ما قيل في ذلك طرفاً. وقال بعض الظرفاء: وقال الأحوص: وقال معاذ ليلى: وقال بعض الأعراب: وقال آخر: وقال جميل: وقال الحسين بن مطير: وقال آخر: وقال أبو القمقام الأسدي: وقال معاذ ليلى: وقال عروة بن حزام: وقال البحتري: وقال آخر: وقال أبو علي البصير: وأنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي ليزيد الغواني العجلي: وقال آخر: وقال معاذ ليلى: وقال بعض الأعراب: وقال ابن الدمينة: ولبعض أهل هذا العصر: وأنشدني أحمد بن يحيى: وأنشدتني منيرة العصبية: وقال آخر: وقال رجل من أزد: وقال الأقرع بن معاذ القشيري: وقال آخر: وقال البحتري: وقال حباب بن ملك العبشمي: وقال قيس بن ذريح: كتاب الزهرة
220864
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3%20%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D9%84%D9%85%20%D9%8A%D8%B9%D8%A7%D8%AA%D8%A8%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%84%D8%A9%20%D9%81%D9%84%D9%8A%D8%B3%20%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%20%D9%84%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%91%D8%A9
كتاب الزهرة/الباب السادس عشر من لم يعاتب على الزلة فليس بحافظ للخلّة
المعاتبة على الذُّنوب من المحبِّ والمحبوب قد تجري على ضروب فمنها معاتبة استتابٍ تقع على الارتياب ليزول الشَّكّ بما يجري فيها من الجواب ومعاتبة تقع بعد اليقين يقصد بها العاتب إلى أن يعلم هل من ذلك الذَّنب عذر أم هو داخل في باب الغدر ومنها معاتبة توقيف تجري على جهة التَّعنيف وهذه حال لا تكاد تجري بين المتحابَّين إلاَّ عند انقطاع الحال بينهما أوْ عند ضجرة شديدة تلحقهما أوْ تلحق أحدهما وأحمد أحوال العتاب صيانة الحال عن أن يجري فيها شيء من الاختلال بقيا على المذنب لا بقيا على المؤنِّب وترك جميع المعاتبة يدخل في باب الإهمال والموقِّف على كلِّ ذنب يوجب قطع المواصلة واتّصال العتب. قال الحسن بن هانئ: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وقال البحتري: وقال آخر: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وأنشدني أحمد بن أبي طاهر لنفسه: وقال العرجي: وكتب بعض أهل هذا العصر إلى أخ له يستأذنه في شكره: فلم يأذن له في ذلك وكتب يعاتبه: وله أيضاً: وقال بعض الأعراب: وقال الحسين بن الضحاك: وقال آخر: وقال يزيد بن الطثرية: كتاب الزهرة
220865
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%B9%D8%A7%D8%AA%D8%A8%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D9%83%D9%84%20%D8%B0%D9%86%D8%A8%20%D8%A3%D8%AE%D8%A7%D9%87%20%D9%81%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%82%20%D8%A3%D9%86%20%D9%8A%D9%85%D9%84%D9%87%20%D9%88%D9%8A%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%87
كتاب الزهرة/الباب السابع عشر من عاتب على كل ذنب أخاه فخليق أن يمله ويقلاه
أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى: وقال العرجي: وقال آخر: هؤلاءِ الذين ذكرنا أشعارهم يخبرون عن أنفسهم أنهم إنَّما يتركون معاتبة أحبابهم إشفاقاً من تغيُّرهم لهم وانحرافهم عنهم فإن كان ما تركوا المعاتبة عليه فعساه يرجع على أصحابهم فقد أساؤوا إذْ لم ينبِّهوهم على موضعه وآثروا منفعة أنفسهم على مصالح أحبَّتهم وإن لم يكن ذنباً ألا يتركوه فقد كان الأجمل بإخوانهم ألا يذكروه بل كان من حقِّ أحبابهم عليهم ألا يتوهَّموه فضلاً عن أن ينطقوا به لأوليائهم أوْ يجرونه على خواطر أعدائهم وسبيل مثل هذا أن يعترف به المحبوب مبتدئاً بذكره ومتنصِّلاً من فعله فلا يصغي المحبّ ليفهمه ولا يوهم صاحبه أنَّه خطر على وهمه. ولقد أحسن غاية الإحسان الَّذي يقول: وبلغني أن الوضاح الكوفي كتب إلى علي بن محمد العلوي: فأجابه علي بن محمد: فأهل الصَّفاءِ هكذا يجب أن تجري أحوالهُم في تركه ما كان من حقوق أنفسهم والابتداء ببسط العذر لأحبَّتهم. ولقد أحسن الَّذي يقول: هذا فيما كان من الجنايات لا يعيد علَى المحبوب في نفسه ضرراً ولا يبيِّن على غير المحبّ أثراً وأمَّا ما كان معيداً على المحبوب عاراً فلا بدَّ من تنبُّهه عليه اضطراراً وفي هذا المعنى لمخيس بن أرطاة التميمي: ولبعض أهل هذا العصر في هذا النحو: وقال بشار بن برد: وقال العرجي: وقال آخر: وقال الحسن بن هب: وقال عمر بن نجا: وقال مسلم بن الوليد: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وقال المؤمل: وقال آخر: وقال آخر: وقال أبو تمام حبيب: وقال أيضاً: وقال عمر بن أبي ربيعة: وقال الراعي: وهذه أحوال كلُّها لطيفة ومطالبات جميلة وأشنع منها لفظاً وأنقص من هذا معنًى. قول البحتري: وفي هذا النحو لبعض أهل هذا الزَّمان: وقد قال المتلمِّس ما يخرج قبحاً وجفاء عن هذا الباب ولا يصلح أن يجري في المخاطبة بين الأحباب وذلك قوله: وذلك أنَّه يخبر أنَّ الجناية قد أثَّرت في قلبه وولَّدت حقداً في نفسه وأنَّ الَّذي يمنعه من أن ينتقم خوفه من تزايد الألم وأنَّه على أن يعاقب إذا أمنَ العواقب والمعاتبة بل المعاقبة أحسن من الإغضاء على مثل هذه الحال. وفي نحو هذا المعنى يقول الوليد بن عبيد الطائي: أفلا ترى أنَّه يخبر أنَّ الإغضاء على المعاتبة على الذَّنب مع مقام الضَّمير على العتب يقطع الرَّجاء ويؤيس من الوفاء. كتاب الزهرة
220866
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86%20%D8%A5%D8%B0%D8%A7%20%D8%B8%D9%87%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%AF%D8%B1%20%D8%B3%D9%87%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب العشرون إذا ظهر الغدر سهل الهجر
العلة في سهولة الهجر عند ظهور الغدر ضربٌ من المكروه وكلُّ مكروهٍ فبعد النَّفس عنه خيرٌ لها من القرب منه وعلى أنَّ نفس المحبِّ إذا استيقنت بالغدر لم ترضَ بمقاومة الهجر لأنَّ في الهجر ضربٌ من التَّأديب وضربٌ من الانتقام والنَّفس المرَّة لا تعبأ بمن غدر بها ولا تستصلحه بمعاتبةٍ ولا ترصده بمعاقبةٍ بل تخلِّي فكرها عن ذكره وتصون خواطرها عن الخوض في أمره. وفي هذا النحو يقول بعض أهل هذا العصر: ومن النَّاس مَن تضعف قواه عن هذه الحال فلا يسأل عمَّا يصير إليهِ من النَّكال وكلُّ ذلك على حسب التَّوفيق والخذلان نسأل الله خير عواقب الأمور ونستكفيه كلَّ مهمٍّ ومحذور. وقال امرؤ القيس بن حجر: وقال الأحوص: وبلغني أن نصيباً أتى إلى صاحبته فدفع الباب ليدخل إليها فرأى عندها فتًى تحدِّثه فقالت له: ادخل يا أبا محجنٍ فأنشأ يقول: ثمَّ ترك الباب ولن يسدَّه وانصرف. وقال أبو نواس: وقال العباس بن الأحنف: وقال القعقاع الأسدي: وقال بعض الأعراب: وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي: وقال آخر: وقال بعض أهل هذا العصر: وقال محمد بن عبد الملك الزيات: وقال آخر: وقال عبد قيس بن خفاف البرجمي: وقال بعض الأعراب: وقال البحتري لنفسه: وأنشدني بعض أهل الأدب: وأنشدني أحمد بن أبي طاهر لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر: وقال أبو القمقام الأسدي: وقال آخر: وقال بعض الأعراب: وقال المتلمس: وقال الحسين بن الضحاك: وقال أيضاً: ولبعض أهل هذا العصر: وله أيضاً: أمَّا سلوُّ المحبّ عمَّن غدر به فغير معيب عليه إذ ليس ذلك مفوَّضاً إليه وإنَّما يوجبه نفور النَّفس عمَّن خالف شكلها كما توجب المحبَّة سكون النَّفس إلى شيء شاكل طبيعتها وأمَّا تشنيعه بالغدر على محبوبه فإنَّ ذلك لعمري قبيحٌ وما على من سلا عن إلفه أن يضمر ذلك في نفسه ولا يقصُّ على غيره ما ظهر له من سوء فعله فإن ظهر منه على ترك المواصلة عارض في ذلك بضربٍ من المجاملة. كما فعل الَّذي يقول: وكما قال الآخر: كتاب الزهرة
220867
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%82%20%D9%85%D9%84%D9%83%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%82
كتاب الزهرة/الباب الحادي والعشرون من راعه الفراق ملكه الاشتياق
التَّرويع بالفراق هو السَّهم الَّذي لا يعدل عن مقاتل العشَّاق من رمى به من المحبوبين أصاب ومن دُعي به من المحبِّين أجاب وربَّما ولعت نفوس العشَّاق محاذرة وقوع الفراق عن غير سبب يوجبه إظهار الإشفاق وتلك حالٌ لا يتهيَّأ معها وصالٌ. وفي نحو ذلك يقول الحسين بن الضحاك: وللبحتري في مثله: وعلى أنَّ من العشَّاق من يتحاقر روعات الفراق وذلك إمَّا لما ناله من مضاضة هجرٍ أو مواقعة غررٍ وإمَّا لطغيان النَّفس ونشاطها وانبساطها في محابِّها واستظهارها بغرَّة الجهل على أحبابها ولمن كان بهذه الخلل باب مفردٌ ووصفٌ مجرَّدٌ. وقال جميل بن معمر: وأنشد لأحمد بن أبي طاهر: وقال آخر: وقال آخر: وقال الطائي: وقال أبو نواس: وقال العرجي: وله أيضاً: وله أيضاً: وقال غيره: وقال آخر: وقال آخر: وقال أشجع السلمي: وقال ذو الرمة: وقال آخر: وقال العرجي: وقال آخر: وقال أيضاً: وقال توبة بن الحمير: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وأكثر استظهار خوف الفراق إنَّما هو على المتيَّمين والعشَّاق الذين استغرقهم الضَّعف بأحبابهم وجرت خلائق أحبَّتهم على نهاية محلِّهم فآمالهم مقصورة إلى الحذر من زوالهم فأمَّا من قد خرج عن حدود العشَّاق والمتيَّمين إلى مرتبة المولَّهين فإنَّ حذاره من الخيانة والغدر يشغله عن محاذرة الفراق والهجر. وقال توبة بن الحمير: فليلى الأخيليَّة عفا الله عنا وعنها إن كان ما حكاه لنا توبة عنها في البيت الثاني حقّاً فإنَّها كانت جاهلةً بأحوال العشَّاق غافلةً عمَّا تولده روعات الفراق ولَعمري إن من مراثيها في توبة بعد وفاته لدالَّةً على أنَّها لم تتعلَّق من الهوَى إلاَّ بأطرافه إذْ لو كان الهوَى قد بلغ بها أقصى الحال كانت حياتها بعد وفاة توبة ضرباً من المحال وما أحصي ما اتَّصل بي من أخبار من تخوَّف بمفارقة حبيبه فتلف من ساعته ولقد اتَّصل بي خبر لم أسمع بأعجب منه وإنَّ صاحبته وليلَى الأخيليَّة لفي الطَّرفين هذه عندها أنَّه لا يموت أحد من مخافة فرقةٍ وتلك تلفت من جريان خاطرٍ بالفراق على قلبها من غير أن يؤدي ذلك إليه ناظرها ولا سمعها ذكر أبو مالك الرَّاوية أنَّه سمع الفرزدق يقول أبقَ غلامان لرجل من بني نهشل يقال له الخضر قال فخرجت في طلبهما وأنا على ناقةٍ لي عنساء أريد اليمامة فلما صرت في ماءٍ لبني حنيفة ارتفعت لي سحابةٌ فرعدت وبرقت وأرخت عزاليها فعدلت إلى بعض ديارهم وسألتهم القِرى فأجابوا فدخلت الدَّار وأنخت النَّاقة وجلست تحت ظلالهم من جريد النَّخل وفي الدَّار جويريةٌ سوداء إذْ دخلت الدَّار جاريةٌ كأنَّها فلقة قمر وكأنَّ عينيها كوكبان درِّيَّان فسألت السوداء لمن هذه العنساء فقالت لضيفكم هذا فعدلت إليَّ فقالت السَّلام عليك فقلت وعليكِ السَّلام فقالت لي من الرِّجل فقلت من بني حنظلة فقالت من أيِّ بني حنظلة قلت من بني نهشلٍ قالت فأنت الَّذي يقول فيك الفرزدق: قال قلت نعم فتبسَّمت وقالت فإنَّ ابن الخطفى جريرٌ هدم عليه بيته هو الَّذي يقول: قال فأعجبتني فلمَّا رأت ذلك في وجهي قالت إلى أين تؤمُّ قلت اليمامة قال فتنفَّست الصُّعداء ثمَّ قالت ها هي تلك أمامك ثمَّ أنشأت تقول: قال فأنست بها فقلت أذات خدنٍ أم ذات بعلٍ فأنشأت تقول: قال فقلت لها من عمرٌو فأنشأت تقول: قال ثمَّ سكتت سكتةً كأنَّها تستمع إلى كلامي ثمَّ تهافتت وأنشأت تقول: قال ثمَّ شهقت فماتت فقلت لهم من هذه قالوا هذه عقيلة بنت الضَّحَّاك بن النُّعمان بن المنذر بن ماء السَّماء قلت ومن عمرٍو هذا قالوا ابن عمِّها قال فارتحلت من عندهم فدخلت اليمامة فسألت عن عمرٍو فإذا به قد دفن في ذلك الوقت من ذلك اليوم. كتاب الزهرة
220868
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86%20%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%D8%A8%D8%B9%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%88%D8%A8%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D9%82%D8%B1%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B1%20%D8%A3%D8%B4%D8%AF%20%D9%85%D9%86%20%D8%A8%D8%B9%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب الثامن عشر بعد القلوب على قرب المزار أشد من بعد الديار من الديار
الهجر على أربعة أضرب هجر ملالٍ وهجر دلالٍ وهجر مكافاةٍ على الذُّنوب وهجرٌ يوجبه البغض المتمكِّن في القلوب فأمَّا هجر الدَّلال فهو ألذُّ من كثير الوصال وأما هجر الملال فيطلبه من الأيَّام واللَّيالي إما بنأي الدَّار وإمَّا بطول الاهتجار. وفي مثل ذلك يقول الشاعر: وأما الهجر الَّذي يتولَّد عن الذَّنب فالتَّوبة تخرجه عن القلب وأما الهجر الَّذي يوجبه البغض الطَّبيعي فهو الَّذي لا دواء له وقد قال الجاحظ لكلِّ شيءٍ رفيقٌ ورفيق الموت الهجر وليس الأمر كما قال بل لكلِّ شيءٍ رفيقٌ ورفيق الهجر الموت. ألم تسمع قول ذي الرمة: وفي مثله يقول بعض أهل هذا العصر: وفي نحو ذلك يقول قيس بن الملوح: وما قيل في هذا المعنى من الأشعار القديمة والمحدثة أكثر من أنْ يحيط به كتاب فضلاً عن أن يتضمَّنه بابٌ. وقال خالد الكاتب: وقال بعض الأعراب: وقال ذو الرمة: وقال أيضاً: وأنشدنا أحمد بن أبي طاهر قال: أنشدني أبو سعيد المخزومي: وقال الوليد بن عبيد الطائي: وأنشدني أحمد بن يحيى عن أبي عبد الله بن الأعرابي: وقال العباس بن الأحنف: وقال آخر: وقال أبو نواس: وقال أيضاً: وبلغني عن سفيان بن عيينة أنَّه قال: بينا أنا بالكعبة إذ رأيتُ أبا السَّائب المخزومي متعلِّقاً بأستار الكعبة وهو يقول: قال: فقلتُ يا أبا السَّائب في مثل هذا الموضع تُنشد مثل هذا؟ فقال: إليك عنِّي يا أبا محمد فوالله للدُّعاءُ لهم في مثل هذا الموضع أفضل من حجةٍ وعمرةٍ. ولقد أحسن الفرزدق حيث يقول: وقال: وقال الحارث بن خالد المخزومي: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وقال آخر: وقال أبو تمام: وقال البحتري: ولقد أحسن علي بن محمد العلوي في قوله: كتاب الزهرة
220869
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9%20%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%D9%85%D8%A7%20%D8%B9%D8%AA%D8%A8%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%81%D8%B1%20%D9%88%D9%84%D8%A7%20%D8%A3%D8%B0%D9%86%D8%A8%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B0%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب التاسع عشر ما عتب من اغتفر ولا أذنب من اعتذر
المعتذر لا ينفكُّ من إحدى حالين إمَّا أن يكون صادقاً أو كاذباً فإن كان صادقاً فعذره مقبول وإن كان كاذباً فإنه لم يتجشَّم مضاضة الكذب في نفسه إلاَّ لنفاسة صاحبه في صدره ومن كان بهذه الحال قُبل عذره بل وجب شكره. وقد قال البحتري: ولبعض أهل هذا العصر: وله أيضاً: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وله أيضاً: وقال آخر: وقال البحتري: وقال أيضاً: ولعبيد بن طاهر: وقال آخر: وقال محمد بن عبد الملك الزيات: وقال الحسين الخليع: أمَّا اعتذاره بأنَّه لا يُناجي غير صاحبه إلاَّ خائفاً مترقِّباً فقبيحٌ جدّاً ولعمري إنَّ الإصرار على الغدر أصلح من التَّنصُّل بهذا العذر إذ من لم يكن عليه رقيب من نفسه يصونها عن مكاره إلفه فلا درك في مودَّته. وقد قال بعض أهل هذا العصر في هذا النحو: وأتم من هذا قول مسلم بن الوليد: وقال آخر: وقال آخر: وقال علي بن الجهم: وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال بعض أهل هذا العصر: وقال آخر: وقال علي بن الجهم: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وقال منصور النمري: كتاب الزهرة
220870
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86%20%D9%82%D9%84%20%D9%85%D9%86%20%D8%B3%D9%84%D8%A7%20%D8%A5%D9%84%D8%A7%20%D8%BA%D9%84%D8%A8%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%89
كتاب الزهرة/الباب الثاني والعشرون قل من سلا إلا غلبه الهوى
من كان سلوُّه تابعاً لظفَره بما من أجله كان ابتداء محبَّته فإنَّ الهجر والفراق لا يعيدان له هوًى ولا يتبعان على ضميره أسًى ومن كانت طبيعته بمشاكلة طبيعته فسلا لضجرة لحقته من مخالفة محبوبه أو من تعذُّر بعض مطلوبه أو لتأذٍّ بحاجبٍ أو رقيب أو لملالٍ من سعاية واشٍ أو عذول فإن أدنى عارض يطيف به من فراق أو هجر أو من مخافة خيانة أو غدر يعيد عليه قلق الإشفاق ويردُّه بعد السُّلوِّ إلى مواقف العشاق وربما ألمَّ بمن هذه صفته في المنام طائفٌ من خيال فردَّه إلى أتمِّ ما كان عليه من الحال. وقال البحتري: أما هذا الشعر فمن أضعف شيءٍ أعرف وذلك أنَّ صاحبه إنَّما استحسن صورةً وقدّاً فمتى تغيَّر حسنها أوْ رأى ما هو أحسن في عينه منها اتَّبعه وتركها على أنَّه مع افتقاره إلى خليله وعدمه لشكله ونظيره منتقلاً في هواه فمرَّةً يتسخَّط ومرَّةً يترضَّاه حتَّى يمسيَ مولًى ويصبح عبداً وهذه حالٌ خسيسة فإن كان لا بدَّ للمحبِّ من التَّباعد عن المحبوب فليكن ذلك ظاهراً في الأفعال غير معتقدٍ في القلوب. كما قال عبد الله بن أبي الشيص: وكما قال البحتري: وكما قال بعض أهل هذا العصر: وهذا أتم من قول بشار: لأنَّ بشاراً خبَّر أنَّه قد همَّ ثمَّ امتنع ومن لم يرد أن يقدر أتمُّ ممن أراد ذلك فلم يقدر وأنقص من بشار في هذه الحال. أبو المنيع الحضرمي حيث يقول: والأحوص بن محمد حيث يقول: ومحمد بن بشير حيث يقول: وذو الرمة حيث يقول: وللبحتري: ولبعض أهل هذا العصر في هذا النحو وإن لم يكن على ذلك التمام في باب النقصان: وقال الحسين بن الضحاك: وقال محرز العكلي: وقال آخر: وقال قيس بن ذريح: ولبعض أهل هذا العصر: وأنشدني أحمد بن يحيى لمجنون بني عامر: وزادني غيره: فهذا على كلِّ حال أقرب إلى درجة الكمال لأنه إنَّما يخبر أنَّ اشتياقه ظهر بعد أن كان كامناً وأنَّه عرض على قلبه العزاء فأبى عليه إلاَّ الوفاء وظهور الشَّوق بعد كمونه أحسن من رجوع العشق بعد سكونه وفي هذا المعنى الَّذي اخترناه. يقول امرؤ القيس: وفي ضده هذا المعنى الَّذي ذممناه بقول الملتمس: وقال البحتري: وأنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي لزياد بن منقذ: وقال امرؤ القيس: وقال آخر: وقال بشار: وقال أبو تمام: وقال زرعة الجعدي: وقال الوليد بن عبيد الطائي: وقال آخر: فإذا كان طيف الخيال يردُّ الهوَى على من قد سلاه ويذكر عهد الصبا من قد تناساه فما ظنُّك بحضور الفراق والهجران ومقاساة الاستبدال بالإخوان هذه أحوالٌ لا يقاومها الجفاء ولا يعارضها العزاء غير أنَّ من كان سلوُّه سلوُّ استغناءٍ لم يكترث لورود شيءٍ من هذه الأشياء. كتاب الزهرة
220871
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%BA%D9%84%D8%A8%D9%87%20%D9%87%D9%88%D8%A7%D9%87%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب الثالث والعشرون من غلبه هواه على الصبر
مَنْ غلبهُ هواهُ علَى الصَّبر صبرَ لمنْ يهواهُ علَى الغدرِ هذه الحال ليست جارية على الترتيب فيقع لصاحبها عذر أو تأنيب لأنها حال قد تجاوزت حدَّ العشق برضى المحب بكل فعل المحبوب وهو صاح عنها فأوقع له اختياره الرضى بها والمحبة معها ثمَّ تبعتها أشياء من غير جنسها إلاَّ أنَّها ليست هتكاً لحجاب المودة فاجتمعت معها وهذه حال وقعت بالمحبوب بعد أن وقع الرضى من محبة بخلافها ثمَّ وقع السخط منه بحدوثها والتباعد من صاحبها ثمَّ عرضت الحيرة الَّتي لا تمييز معها فردَّته بالصُّغر إلى ما لا يرضاه وصيَّرته على ما كان قبل وقوعه يخشاه وبين الرضى الاختياري وبين الرضى الاضطراري بَوْنٌ بعيد. قال ذو الرمة: وقال عمر بن نجا: وقال آخر: وقال بعض الأعراب: ولبعض أهل هذا العصر: وله أيضاً: وله أيضاً: وأنشد أعرابي ببلاد نجد: وقال البحتري: وقال آخر: وقال مسلم بن الوليد: وهذا كلام يستغني قارئه بقراءته عن التَّنبيه على تناقضه واستحالته ولا عذر في ذلك إلاَّ غلبة الحيرة على قائله وفي دون هذه الحال ما يذهل العقول ويطيش الألباب وليس العجب ممَّن أخطأ في هذا وإنَّما العجب ممَّن أصاب. وقال علي بن محمد العلوي: وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال آخر: وقال الأحوص: وقال أيضاً: أمَّا من دعته الضرورة إلى الصبر على من غدر به فلا مدخل لنا في أمره وأما من يتمنَّى لإلفه أن يميل إلى حبِّ غيره ليكون ذلك عاطفاً له عليه وداعياً له إلى وصله فهو من الحمق في محلٍّ قلَّ ما يتهيَّأ مثله وما أحسب من هذه صفته يكون إلاَّ داخلاً في جملة من وقعت لهم المحابُّ لتنفيذ ضرب من الشَّهوات. وقال بعض المحدثين: وأحس من هذا ومن كل ما تقدمه قول الآخر: هذا البائس قد ألزم نفسه قطيعة من غدر به وصبَّرها على المكروه كله إلاَّ أنَّه مع ذلك غير مضيع لما في ذمَّته من رعاية صاحبه بنفي الظُّنون عنه وهذا أكثر ما يمكن من الرعاية أو أتمُّ ما يتهيَّأ من الصِّيانة لمن بادر بالخيانة ولمن ضيَّع حقوق الأمانة ومن منع نفسه من طاعة الاشتياق وهو بعد مقيم تحت راية الإشفاق فقد قدر على أمر عظيم وظفر بحظ جسيم. وقال جميل: وحدثني أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال: حدثنا عبد الملك بن شبيب قال: حدثنا مشيختنا قال: بينما الحكم بن عمر الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم يسير بخراسان في بعض البلاد وهو واليها إذ سمع في بعض غياطلها رجلاً يغنِّي بهذين البيتين: فوقف وقال عليَّ بالرجل فأُتي به فقال ويحك ما أنت؟ قال رجل من أهل نجد من بني عامر كنت في الدَّهر من بني عامر فقال: هل لك في الحمى؟ فقال ما لي إلى ذلك سبيل ولي بالبلاد أهل وولد قال فإني أحمل معك أهلك وولدك قال فكيف بالمعاش لا حاجة لي في هذا قال ما من ذلك بدّ وأمر به أن يُحمل قال فاضطرب في أيديهم حتَّى مات وهذا من أعجب ما سمعت في معناه ولا أعرف لهذا الرجل عذراً في الفرار من الموضع الَّذي يهواه إلاَّ أن يكون قد اتَّصل به عن محبوبه من الغدر ما لا تنبسط على مثله يد الصَّبر فكان المقام على الفراق والتَّجلُّد على دواعي الاشتياق أهون عليه من مشاهدة ما لا طاقة له به عند التَّلاق. كتاب الزهرة
220872
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%AA%D8%AC%D9%84%D8%AF%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%89%20%D9%81%D9%82%D8%AF%20%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D8%B6%20%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7
كتاب الزهرة/الباب الرابع والعشرون من تجلد على النوى فقد تعرض للبلا
اجتراء العشَّاق على المبادرة إلى الفراق يكون إما لنفي أقوال الوشاة عنهم وعن أنفسهم وإما لضجرة تلحقهم من مكروه يقع بهم وإما لنشاط في النَّفس وزهد ليحقها لقوَّة الظَّفر بما قد حصل لها فترى نفسها أجلَّ من محبوبها لأنَّها مالكة ولا شيء في العالم يعدله وهو وإن كان مالكاً لها فإنَّها لا ترى نفسها في حدِّ ما يُفتخر بملكه فهي لهذه العلَّة تتكبَّر عليه. ولبعض أهل هذا العصر: وربَّما أعرض العاشق عن المعشوق إما من جهة الامتحان للصبر وإما لتجديد حاله عند محبوبه وكثيراً ما يجري الأمر في ذلك على ضدِّ تقديره. وفي هذا النحو يقول بعض أهل هذا العصر: وقال أبو تمام: وله أيضاً: وقال زهير بن أبي سلمى: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال عمر بن أبي ربيعة: وقال عمر بن نجا: وقال أبو تمام: وقال آخر: وأنشدني أحمد بن يحيى النحوي: وقلَّ من اجترأ هذا الضَّرب من الاجتراء وحمل نفسه على هذه الفظاظة والجفاء إلاَّ كان سريع النَّدم على صنيعه شديد الأسف على تصنيعه فكان كالذي يقول معنِّفاً لنفسه وموبِّخاً لها عند ما نزل به: وكالذي يقول: وقال يزيد بن الطثرية: وقال أبو تمام: وقال علي بن الجهم: وقال المجنون: وقال زياد بن أبي زياد: وقال هدبة بن خشرم: وقال آخر: وقال آخر: وقال الوليد بن عبيد الطائي: وقال الأحوص: وقال الحسين بن مطير الأسدي: وقال آخر: وقال قيس بن ذريح: وقال عبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: وقال ابن الدمينة: وقال آخر: كتاب الزهرة
220873
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86%20%D9%85%D8%A7%20%D8%AE%D9%84%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%82%20%D8%A5%D9%84%D8%A7%20%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B0%D9%8A%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%A7%D9%82
كتاب الزهرة/الباب السادس والعشرون ما خلق الفراق إلا لتعذيب العشاق
أما الفراق فمستغنٍ ببشاعة اسمه عن الإغراق في وصفه. ولقد أحسن حبيب بن أوس الطائي في قوله: وقد اختلف العشاق في التفصيل والفراق فمن أهل الهوى من يُعظم شأن الهجر على شأن النَّوى وينشد محتجّاً لذلك: وأكثر أهل هذا الشأن يُغلبون شأن النَّوى على شأن الهجر بل يغلِّبونه على كل مكروه من الأمر غير الخيانة والغدر. ولقد أحسن أبو تمام حبيب بن أوس الطائي حيث يقول: ونحن نقول الآن الفرقان بين الفراق والهجران الَّذي يعظم عندي أمر الهجر إنَّما هو منسبة ما بينه وبين الغدر لأنَّ الهجر إذا خرج عن أن يكون عقاباً على ذنبٍ أو تذلُّلاً بإظهار تجنٍّ أو عتب أو مراقبة لواشٍ أو مللاً من العذل فلا معذر له غير الغدر والخيانة وترك المقام للهوى بحق الرعاية فهذا أصعب أسباب الهجر ومما ينقص من صعوبته ويكفُّ من عاديته أنَّه إذا جرى هذا المجرى لحق المقصود به ضربٌ من الغيظ لقبح ما صنع به عن غير سبب موجب له وليس شخص المحبوب بناءٍ عن نظره فيتمالك عنه من إزعاج الشوق بفكره ما يذهب بغيظه ويُلين من قلبه ومع الفراق زوال ذلك كله لأن غيبة الشخص عن الناظر مزيلة لكل غيظ وغافرة لكل ذنب وذاهبة بكل عجب يتداخل المحبوب والمحب فالنفوس تذل للفراق وتنقاد معه لدواعي الإشفاق والاشتياق فهذا مقدار ما يتسهّل لنا من وصفهما ويجوز أن نقطع به من الحكم بينهما. قال ابن ميادة: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال أبو تمام: وقال ابن الدمينة: وقال معاذ ليلَى العقبلي: وقال المعلوط: وقال جران العود ومن النَّاس من يرويه لذي الرمة: وأنشدنا أحمد بن أبي طاهر لطفيل الغنوي: وقال آخر: وقال إسحاق الموصلي: وأنشدني أحمد بن أبي طاهر: وقال آخر: وقال الحسين الخليع: وقال ذو الرمة: وقال معقل بن عيسى أخو أبي الدلف: وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: وقال آخر: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وقال آخر: وقال آخر: وقال علي بن محمد العلوي الكوفي: وقال الطائي: وقال أبو تمام: وقال علي بن محمد العلوي: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: كتاب الزهرة
220874
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%B9%20%D9%82%D8%A8%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%82%20%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%BA%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D9%88%D9%82%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%82
كتاب الزهرة/الباب الخامس والعشرون في الوداع قبل الفراق بلاغ إلى وقت التلاق
فعل الوداع وتركه نقص كله ممن قدر أن يرد الفراق عن نفسه وذلك إن الحزم لأهل الهوى ألاَّ يبسطوا على أرواحهم يد النوى فإن عذاب الهوى مع حضور المحبوب ينغِّص العيش ويبرِّح القلوب فكيف إذا تحكَّم فيه سلطان الفراق وأمدَّت صاحبه الفكر بخواطر الإشفاق والتهبت في الضَّمير لوعات الاشتياق حينئذ تُسكب العبرات وتتمكَّن الحسرات. وقال حبيب بن أوس الطائي: فإن كان لا بدَّ من فراق فلا يكن إلاَّ بعد تشييع ووداع بلغني عن محمد بن سيرين أنَّه قال إن كان لا بدَّ من قيد فليكن مجليّاً. وفي هذا المعنى يقول بعض أهل هذا العصر: واختيارات العشَّاق تفاوتُ في أمر الوداع تفاوتاً شديداً فبعضهم مسارع إلى الفراق تغنُّماً للوداع فمنهم الَّذي يقول: ومنهم الَّذي يقول: وقال البحتري في هذا المعنى وله في ضده وما منهما إلاَّ مختار في بابه: ومنهم من يصبر على الفراق ويتعمَّد التَّخلُّف عن الوداع إشفاقاً من مضاضة وعجزاً عن معاتبة ساعته. فمنهم البحتري حيث يقول: وحكى أبو سليمان عن ابن الأعرابي أنَّه قال قلت لعمار بن عقيل بن بلال بن جرير ما كان أبوك صانعاً حيث يقول: قال فما يهمُّني إن قال كان يقلع عينيه ولا يرى أحبابه الظَّاعنين فمن يقع به الفراق اضطراراً ويترك هو الوداع اختياراً فهو أحسن حالاً ممَّن يضطر إلى الأمرين جميعاً فإن اجتماع الهجر والفراق يتلف مهجة المشتاق. وفي مثل ذلك يقول البحتري: وفي نحوه يقول أبو تمام: وعلى أنَّ من المحبوبين من يدعوه حضور الفراق إلى الحرص على التَّوديع والتَّلاق فيكون وقوع النَّوى سبباً لاستخراج ما في نفسه من الضِّغن. فمن ذلك قول أبي تمام: ومنه قول الآخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وأنشدنا أحمد بن يحيى: وقال جرير: وقال ذو الرمة: وقال الحسين بن الضحاك: وقال عبيد الله بن الصمة: وقال الطرماح: وقال البحتري: وقال قيس بن الحدادية الخزاعي: وقال آخر: وقال آخر: وقال طريح: وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: وقال آخر: وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أبو تمام: وقال آخر: وقال البحتري: وقال بعض الظاهريين: كتاب الزهرة
220875
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%BA%D8%A7%D8%A8%20%D9%82%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%87%20%D9%83%D8%AB%D8%B1%20%D8%AD%D9%86%D9%8A%D9%86%D9%87
كتاب الزهرة/الباب السابع والعشرون من غاب قرينه كثر حنينه
من شأن من غاب عن خليله أن تناله حيرةٌ في جميع أموره يصحو عنها ويرجع إليه تمييزه فمن كان المتناول له من تلك الحيرة والآخذ بعنانه من تلك الغمرة داعٍ من غلبات الاشتياق وناهٍ عن المقام في قبضة الفراق لم يتمالك عن أحبابه وقتاً من الأوقات ولم يتشاغل عنهم بضربٍ من اللذَّات ومن كان الآخذ بيده من تلك الغمرات والمتخلِّص بخواطره من تلك السَّكرات ضرباً من الاشتغال بغير تلك الحال سلا على مرِّ الأيَّام والليالي وما دام في تلك الحيرة فهو متشاغل بتذكُّر من فارقه والشَّوق والحنين إلى من خلَّفه ألم تسمع الَّذي يقول: والَّذي يقول: وقال آخر: وقال أبو عطاء السندي: وقال آخر: وقال آخر: وقال مسلم بن الوليد: وقال آخر: وقال آخر: وقال معاذ ليلَى: وقال آخر: وقال آخر: وقال بعض الأعراب: وقال الحسين الخليع: وقال ذو الرمة: وأنشدتني أعرابية بالبادية: وقال آخر: وقال بعض الأعراب: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وقال آخر: وقال آخر: وقال أبو تمام: وقال آخر: وقال يزيد بن الطثرية: وقال ابن الدمينة: وقال بعض الأعراب: وقال الحسين بن مطير: وقال أيضاً: وقال آخر: وقال زيادة بن زيد: ولبعض أهل هذا العصر: كتاب الزهرة
220876
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D9%84%D9%85%20%D9%8A%D9%84%D8%AD%D9%82%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%88%D9%84%20%D8%A8%D9%83%D9%89%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D9%88%D9%84
كتاب الزهرة/الباب الثامن والعشرون من لم يلحق بالحمول بكى على الطلول
إذا كان صحوُ المفارق لأحبابه من التحنُّن الَّذي ذكرناه بقلبه داعياً له قبل هواه ندم على مقامه بعد مضيّ أحبابه أوْ على اجترائه على السَّفر وأحبَّته مقيمون في الحضر فاستقبح صنيعه وتلافى تصنيعه فإن كان المحبُّ هو المسافر عن حبيبه. كان كالذي يقول: وكما قال عبيد الراعي: وإن كانَ المحبوب المسافر والمحبُّ هو المتخلِّف عن إلفه تعسَّف ركوب المهالك في اللَّحاق. كما قال العرجي: وقال: وقال: وقال: وأنشدني بعض أعراب البادية: وقال الراعي: ولئن كان أفرط في الإحسان في البيت الأول لقد أفرط في الإساءة في البيت الآخر ولولا أنَّ قوله فلا تمالك عن أرض لها عمدوا من أحسن الكلام لفظاً وأصحِّه معنًى وأليقه بما قصدناه لأضربنا عن ذكره لقباحة ما عقب به وما المخاوف والأوصاب حتَّى يعتذر بها في التخلُّف عن الأحباب لقد بلغني أنَّ بشر بن مروان كان في معسكرٍ له بظهر البصرة فنادى بكثرة انصراف الجند من العسكر إلى المدينة فنادى مناديه من وجد بالبصرة من الجند سمِّرت كفُّه بمسمارٍ وكان في العسكر فتًى يألف خلَّةً له بالبصرة فكتب إليها. لولا مخافة بشرٍ أوْ عقوبته وأن يسمِّر في كفِّي بمسمار إذن لعطلت ثغري ثمَّ زرتكم إنَّ المحبَّ إذا ما اشتاق زوَّار. فكتبت إليه: فلمَّا قرأ الأبيات دخل البصرة فأخذه صاحب الحرس فجاء به إلى بشر بن مروان فقال له بشرٌ ألم تسمع النِّداء قال بلى قال فما حملك على مخالفته قال هذه الأبيات ودفعها إلى بشر فلمَّا قرأها أمر مناديه فنادى من أحبَّ المقام في العسكر فليقم ومن أحبَّ دخول البصرة فليدخل. وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وله أيضاً: وقال أبو دهبل: وأنشدني أعرابي ببلاد نجد: ولبعض أهل هذا العصر: وقال بعض الأسديين: وقال نوال: وقال امرؤ القيس بن حجر: وقال ذو الرمة: وقال ضابي بن الحارث بن أرطاة البرجمي: وقال جميل بن معمر: وقال جرير: وقال علي بن محمد العلوي: ولبعض أهل هذا العصر: قوله فمحقوقٌ بذاك يعني أنت محقوقٌ بالفضل ليس تجشُّمي ما وصفته لك أوجب ذلك لي عليك بذلك على أنَّه أراد بذلك قوله وإن تبخل عليَّ فلا لومٌ ولا حرج لأنه لو كان حقّاً له كان ظالمه حرجاً فعلى هذا التَّفسير يصير معنى الكلام صحيحاً ولو قصد ذلك المعنى الآخر كان خطأً قبيحاً. وقال آخر: وقال آخر: وقال القعقاع الذهلي: من شأن من قصد لقاء أحبابه أن تتطاول عليه الطَّريق عند اقترابه ويلحقه حينئذٍ من الضَّجر مع قربه منه أضعاف ما ناله إذْ كان متباعداً عنه. وفي ذلك يقول الموصلي: فهذا لعمري قولٌ حقٌّ غير أنَّه لم يُخبر بعلَّته. ولقد أحسن الَّذي يقول في نحوه: وقد ذكر عمر بن أبي ربيعة هذا المعنى فجوّده أنشدني له أبو العباس أحمد بن يحيى: أفلا ترى إلى إيضاحه أنَّ العلّة في تزايد شوقه إنَّما هي تطاول مدَّةٍ وأنَّه كلَّما قطع جزءٌ من الطريق فقرب المقصود زاد في مدَّة المفارقة وقتٌ فزاد الاشتياق على حسب تزايد مدَّة الفراق على أنَّ عمر قد أوضح أشياء وأغفل شيئاً من أنَّ تطاول المدَّة يزيد في الشَّوق مع تقارب الشُّقَّة ولم يذكر أنَّ قوَّة الرَّجاء لسرعة اللِّقاء من أقوى الأسباب في تقوية الشَّوق عند الاقتراب. كتاب الزهرة
220877
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D9%82%D8%B5%D8%B1%20%D8%B9%D9%86%20%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%B1%20%D9%84%D9%85%20%D8%AA%D9%86%D9%81%D8%B9%D9%87%20%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب التاسع والعشرون من قصر عن مصاحبة الجار لم تنفعه مسائلة الدار
حدَّثني أبو العبَّاس أحمد بن يحيى النَّحويُّ قال حدَّثنا أبو سعيد قال حدَّثنا الهرويُّ قال حدثنا موسى بن جعفرٍ بن كثيِّرٍ قال كان المجنون لما أصابه ما أصابه يخرج فإذا أتى الشَّام قال لهم أين أرض بني عامر فقالوا له وأين أنت من أرض بني عامرٍ وقف عند جبلٍ يقال له التَّوباد ثمَّ أنشد: قال ثمَّ يمضي حتَّى يأتي العراق فيقول مثل ذلك ثمَّ يأتي اليمن فيقول مثل ذلك. وقال الوليد بن عبيد الطائي: وقال يحيى بن منصور: وقال ذو الرمة: وقال أيضاً: أمَّا تشبيهه رسوم الدَّار بالحلقة من الأرض فهذا إحسانٌ في معناه وإعرابٌ في لفظه وما أساء في تشبيهها بالكتابة بالمداد غير أنَّ هذا مسبوقٌ إليه فالمعيد لذكره غير ملومٍ فيه ولا محمودٍ عليه وأما إخباره بأنَّها تهيج هواه وادكاره فهو أيضاً معنًى غير مبتدعٍ إلاَّ أنَّه يدلُّ على ضعفٍ في الحال ونقصٍ في الجزع ويشهد بما قلناه اعتذاره إلى من يهواه ومن تركه القصد إلى لقائه بأنه إذا عزم على ذلك عداه عنه مكروهٌ من أشغاله وكلُّ هذه الأوصاف تدلُّ على قصور حاله. ولقد قال البحتري في أكثر هذه الأحوال فأحسن فيما قال فمن ذلك قوله: وله أيضاً: علَى أنَّه قد نقض أيضاً علَى نفسه هذا المعنى الَّذي استحسناه بقوله: فهو يوهمُنا في الأبيات الأول أنَّ الصَّبابة قد ملكت هممه وأفكاره وتناولت خواطره وادِّكاره حتَّى لم تدع فيه فضلاً لعارضٍ يهيجه ولا لمنزلٍ يذكّره وأنَّ شغله بالتَّفرُّد بالبكاء على إلفه يمنعه من التَّشاغل بالوقوف على منزله وهو في هذه الأبيات لا يرضى أن يجعل البكاء على الدَّار لضروبٍ من ضروب الادِّكار برغم أنَّ موقعها في فؤاده كموقع من كان فيها من أحبابه وهذا أفرط في التَّفاوت والمناقضات غير أنَّ من تكلَّم على قدر الأوقات وجرى مع أحكام الهوَى على حسب الغايات غدر بل تحيَّل في قوله فضلاً عن أن يخالف مذهباً إلى غيره. ولقد أنصف الَّذي يقول: وقال ذو الرمة: وقال أيضاً: وقال ذو الرمة: وقال أيضاً: وقال أبو تمام: وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال أبو تمام: وقال البحتري لنفسه: وقال ذو الرمة: وقال أيضاً: وقال الراعي: ولبعض أهل هذا العصر: وله أيضاً: كتاب الزهرة
220878
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D9%85%D9%86%D8%B9%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AD%20%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%82%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AD
كتاب الزهرة/الباب الثلاثون من منع من البراح تشوق بالرياح
كلُّ متشوَّقٍ من العشَّاق بنسيم ريحٍ أوْ لمعان برقٍ أوْ سجع حمامٍ فهو ناقصٌ عن حال التَّمام من جهتين إحداهما قلَّة صبره على فقد صاحبه حتَّى يحتاج أن يرى ما يشوقه بذكره والأخرى أنَّ من كانت هذه صفته فإنَّ الصَّبابة لم تتمالك على قلبه فتشغله عن أن يتشوَّق بشيءٍ يلمُّ به غير أنَّ الشَّوق بما ذكرناه إنَّما يقصِّر بأهله عن درجة الكمال وليس بمدخلٍ لهم في جملة الموصوفين بالنَّقص والإخلال ومن مختار ما قيل في الشَّوق بالرِّياح. قول ذي الرمة: وقال آخر: وقال مجنون بني عامر: وقال ابن الدمينة: وقالت وجيهة بنت أوس الضبية: وقال يزيد بن الطثرية: وقال آخر: وقال صخر الحرمازي: وقال آخر: قال آخر: وقال مهدي بن الملوح: وقال آخر: وقال الجويرية: وقال الورد بن الورد العجلي: وقال آخر: وقال ابن الدمينة: وقال آخر: وقال ابن الدمينة: وقال هدبة بن خشرم: ولبعض أهل هذا العصر في هذا المعنى: وقال حميد بن ثور: وقال جرير: وقال آخر: وقالت امرأة من مرة: وقال آخر: وقال الوقاف وهو الورد بن الورد الجعدي: وقال آخر: وقال كلاب بن عقبة: وقال آخر: وقال ابن الدمينة: وقال الورد بن الورد العبسي: وقال آخر: وقال طريح بن إسماعيل: وقالت العيوق بنت مسعود: وقال آخر: وقال آخر: كتاب الزهرة
220879
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%82%20%D8%A3%D9%86%D8%B3%20%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%B4%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%88%D9%82
كتاب الزهرة/الباب الحادي والثلاثون في لوامع البروق أنس للمستوحش المشوق
حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال حدثنا عبد الله بن شيب قال حدثنا مروان بن أبي بكرة قال حدثني محمد بن إبراهيم الليثي قال حدثني محمد بن معن الغفاري قال اقتحمتِ السَّنة ودخل المدينة ناسٌ من الأعراب منهم صرَّة من كلاب وكانوا يدعون عامَهم ذلك الجُراف قال فأبرقوا ليلة في النَّجد وغدوت عليهم فإذا غلام منهم قد عاد جلداً وعظماً ضيعةً ومرضاً وضمانة حبٍّ وإذا هو قد رفع عقيرته بأبيات والهاً من الليل: قال فقلت له ففي دون ما بك يُفحم عن الشِّعر فقال صدقت ولكنَّ البرق أنطقني ثمَّ ما لبث يومه ذلك حتَّى مات. وقال آخر: وأنشدني أحمد بن يحيى: وقال الأحوص: وقالت رامة بنت الشماخ: وقالت امرأة من طي: وقالت الخنساء: وقال عبد الرحمن بن دارة: وقال أبو القمقام الأسدي: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وأنشدني أبو طاهر الدمشقي: وقال علي بن محمد العلوي: وقال البحتري: وقال النابغة: وقال آخر: وقال آخر: وقال دعبل: وقال آخر: وقال آخر: وقال كثيّر: وقال آخر: وقال أبو هلال الأسدي: وقال محمد بن عبد الله الفقعسي: وقال بعض العامريين: وقال آخر: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: وله أيضاً: كتاب الزهرة
220880
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AA%D9%84%D9%87%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%20%D8%A3%D9%86%D8%B3%20%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86
كتاب الزهرة/الباب الثاني والثلاثون في تلهب النيران أنس للمدنف الحيران
أنشدني أبو طاهر الدمشقي قال أنشدني محمد بن الوليد الحيدري من أهل فلسطين: وقال جامع الكلابي: وقال جميل بن معمر: وقال كثيّر: وقال آخر: وقال آخر: وقال الشماخ: وقال الأحوص بن محمد: وقال آخر: وقال بعض الأعراب: وقال آخر: وقال آخر: وقال ربيعة بن ثابت: وقال ابن الدمينة: وقال آخر: وقال ابن مقيل: وقال امرؤ القيس: أمَّا البيت الأول فهو نهاية لا يتهيَّأ مجاوزتها بل لا تتمكن مقاربتها لأنه ذكر أنَّه تخيَّل نارها من المدينة وهو بالشام فساقه الشَّوق إليها من أجل ذلك وقد بلغني أنَّ أعرابياً ذكر صاحبةً له فقال إنِّي لأذكرها وبيني وبينها عقبة طائرٍ وأجد من ذكرها ريح المسك ويقال أنَّ عقبة الطَّائر مئة فرسخ فهذا لعمري مقاربٌ لبيت امرئ القيس ولذلك عليه فضل السَّابق على المسبوق وفضل النَّظم على المنثور وفضل الطَّاعة لاشتياقه وانقياده معه إلى إلفه الَّذي شاقه غير أنَّه عقَّب ذلك بما عفَّ على حسنه ومحا موضع الفخر له به. وقال الأحوص: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال آخر: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: كتاب الزهرة
220881
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D9%86%D9%88%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%85%20%D8%A3%D9%86%D8%B3%20%D9%84%D9%84%D9%85%D9%86%D9%81%D8%B1%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%85
كتاب الزهرة/الباب الثالث والثلاثون في نوح الحمام أنس للمنفرد المستهام
ذكروا أنَّ مجنون بني عامر رقد ليلةً تحت شجرةٍ فانتبه بتغريد طائرٍ فأنشأ: وقال شقيق بن سليك الأسدي: وهذه حال ناقصة منها في المحبَّة من ليست له حال تبة جحدر الفقعسي حيث يقول: افتراه إن سلا عمَّن يهواه لم يبق له في قلبه أثر من حبِّه ولا خاطر شارد من ذكره يعيد هواه على فكره فيعطف قلبه عليه إذ لم يستطع أن يردَّ وجده إليه حتَّى يكون نوح الحمام أقوى شيئاً في ردِّ قلبه إلى أحبابه مَن كان السبب في تعذيبه نوح الحمام كان السبب في تبعيده أضعف نوائب الأيَّام ولكنَّ أبا صخر الهذلي قال قولاً لا يهجَّن من ابتدعه ولا يقال على من انتخبه وهو: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال بعض الأعراب: وقال ابن الدمينة: وقال ناقد بن عطارد العبشمي: وقال نبهان العبشمي: وقال أبو تمام الطائي: وقال البحتري: وقال بعض الأعراب: وقال يزيد بن الطثرية: وقال بعض الأدباء: وقال بعض الأعراب: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال بعض العقيليين: وإنَّ هذا لمن نفيس الكلام قد اشتمل على لفظ فصيح ومعنى صحيح ألا ترى إلى احترازه من أن يتوهَّم سامع كلامه أنَّ الحمام أعاد له الشوق بعد سلوته أو ردَّ عليه ما كان ذهب من صبوته ثمَّ ما عقَّب به بعد ذلك من الجزالة السَّهلة والرِّقَّة المستحسنة. ولقد أحسن الَّذي يقول: وأحسن أيضاً الَّذي يقول: وقال حميد بن ثور: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: كتاب الزهرة
220882
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%86%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%82%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%20%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D8%BA%D9%84%20%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%87%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D9%81%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%AC%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب الرابع والثلاثون من امتحن بالمفارقة والهجر اشتغل فكره بالعيافة والزجر
سبيل كلّ مشغوف بشيء ما كان أن يحذر عليه ما دام في قبضته ويرجو رجوعه إذا خرج عن يده فالمحبُّ ما دام مقيماً مع محبوبه فخواطره موقوفةٌ على الحذر عليه من الزوال وفكره مرتهنةٌ بالخوف من تغيّر الحال فإذا فارق محبوبه وافتقد مطلوبه اشتغلت خواطره بتأميل أوبته كاشتغالها بمحاذرة فرقته إذ هو غير خال من الأحوال فتراه حينئذ يتيامن بالسَّوانح حسب تشاؤمه بالبوارح وقد قالت الشعراء في كلّ ذلك ونحن إن شاء الله نذكر من أقاويلهم حسب ما يحتمله الباب إذ كنَّا غير متجاوزين لما شرطناه في صدر الكتاب. قال عبد الله بن قيس الرقيات: وقال آخر: وقال الراعي: وقال جران العود: أفلا ترى إلى تقارب ما بين هذين التَّأويلين الرَّاعي لأنه كان مفارقاً لأحبابه وجرى العقاب بالأعقاب من الدَّار ورجوع الحال إلى ما يهوى لضعف المخاوف من المفارق وقوَّة الآمال وهذا لأنه كان مقيماً مع أحبَّته وجرى العقاب بالعقوبة من صاحبته فهذا كلُّه شاهدٌ لما قد ذكرناه. وقال جحدر الفقعسي: وقال آخر: وقال عروة بن حزام: وقال قيس بن ذريح: وقال آخر: وقال آخر: وقال الضحاك الخفاجي: وقال ثوابة بن زيات الأسدي: وقال عدي بن زيد: وقال قيس بن ذريح: وقال جميل بن معمر: وقال أبو ذؤيب الهذلي: وقال جرير: وقال آخر: وقال بعض الأعراب: وقال آخر: وقال آخر: وقال المرقش السدوسي: وقال الحارث بن سمر الحنفي: ولبعض أهل هذا العصر: وقال جهم بن عبد الرحمن الأسدي: وقال عروة بن الورد: وقال الكميت: وقال مجنون بني عامر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: كتاب الزهرة
220883
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AD%D9%86%D9%8A%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%82%20%D8%A3%D9%86%D8%B3%20%D9%84%D9%83%D9%84%20%D8%B5%D8%A8%20%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%82
كتاب الزهرة/الباب الخامس والثلاثون في حنين البعير المفارق أنس لكل صب وامق
قال مرة بن عقيل: وقال تميم بن كميل الأسدي: وقال أيضاً: وقال آخر: وقال آخر: وقال عروة بن حزام: وقال آخر: وقال النجاشي: وقال آخر: وقال جرير: وقال آخر: وقال آخر: وقالت امرأة من دارم: وقال آخر: وقال الأحوص: وقد قالت الشُّعراء أيضاً في تفضيل ما بين حنينهِم وحنين الإبل في تشاؤمهم بها وتطيُّرهم منها أشعاراً كثيرةً فممَّا ذكروه في وصف حنينهم وحنينها. قول ثعلبة بن أوس الكلابي: وقال أيضاً: وأنشدني أعرابي بالبادية: وقال آخر: وأنشدني أعرابي ببلاد نجد: وقال عروة بن أذينة: ومما ذكروا في التطيّر منها والكراهية لها قول عوف الراهب: وقال أبو الشيص في مثل ذلك: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: كتاب الزهرة
220884
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B5%D8%A7%D9%84%20%D9%86%D8%B9%D8%B4%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%84
كتاب الزهرة/الباب السادس والثلاثون من فاته الوصال نعشه الخيال
قد تقدَّم قولنا في عيب من خلَّف خليله أوْ تخلَّف عنه في وقته أوْ عن اللُّحوق به على حسب طاقته ثمَّ وكَّدنا عيب من لم يرض حتَّى أقرَّ بأنَّ المشوِّق له إلى إلفه عارضٌ غير متمكِّنٍ له من نفسه وأصحاب هذا الباب الَّذي نحن في أوَّله يلحقهم ذلك العيب كلُّه ويزدادون معه لوماً على مسامحتهم أنفسهم في التَّلذُّذ برقادهم وأخلاَّؤهم ظاعنون عن بلادهم ومن الصُّوفيَّة من لا يقنع لهم بما ألحقناه من العيب بهم حتَّى يقولوا إنَّ النَّوم لو كان مانعاً لهم لكان تخصيصهم إيَّاه بأنَّه يريهم أحبَّتهم نقصاً بيِّناً في مودَّتهم فإنَّ الحال إذا تمكَّنت لم تفترق الرُّوحان وإن افترق الشَّخصان فالمحبُّ المشاهد لصاحبه على كلِّ حالٍ مستغنٍ عن الاستعانة على إحضاره برؤية الخيال ومن طرائف ما قيل في الخيال وأدلّه على ضعف قائله في الحال. قول ذي الرمة: فهذا أحسن الله جزاءه لم يرض بالعيب الَّذي ذكرناه حتَّى طالب محبوبه بأن يجازيه على تخييله إيَّاه في منامه ثمَّ لم يقنعه أن يجازى بمثل بكائه مراراً فأما اعتذاره بأنه لا يرقد إلاَّ اعتاده منها زائرٌ فقد يتهيَّأ أن يخفَّف جرمه فيه فضربٌ من المعاذر فيقال إنَّه إنَّما عنى أنَّه لا ينفكُّ خاطره من ذكرها فإذا رقد رأى خيالها بقلبه لشدَّة غلبته في حال اليقظة على فكره وأما ما ذكره سوى ذلك من المحالات فإنَّه ينبو عن مراتب الاعتذارات وقد قال قيس بن الملوَّح ما إن لم يكن موفياً على حدِّ الكمال فإنَّه إلى الجليلة من الأحوال وهو: فهذا البائس إذاً تناعس وليس بناعسٍ ليتعلَّل بخيالها إذا فاته ما يؤمِّله من وصالها فنحن نشهد له بالتَّمام في هذه الحال ولا ندري ما الَّذي يوجب له الغيبة عن إلفه حتَّى اضطرَّه إلى التَّعلُّل بطيفه فنعلم أين منه ذلك تماماً أم يوجب عليه ملاماً. وما قصّر أيضاً الحسين بن وهب حيث يقول: ومن مليح ما يدخل في هذا الباب وإن كان مشهوراً في النَّاس: ولبعض أهل هذا العصر: ولبعض أهل الأدب: ومن مختار ما قالت الشعراء في الخيال علَى تقصير قائله عن بلوغ درج الكمال: وقال العرجي: وأنشدني أعرابي بالبادية: وقال بعض الأعراب وكان محبوساً في سجن الطائف: وقال الأقرع القشيري: وأنشدتني ستيرة العصيبية: وأنشدني أعرابي ببلاد نجد: وقال الحسين بن الضحاك: وقال الرقاد بن المنذر الضبي: وقال أبو تمام الطائي: وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أبو تمام: وقال عمر بن ربيعة المرقش: وقال عبادة الطائي: وقال أيضاً: وقال أيضاً: وقال أيضاً: ولبعض أهل هذا العصر: كتاب الزهرة
220885
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D9%85%D9%86%D8%B9%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%B1%20%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A3%D9%86%D8%B3%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AB%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب السابع والثلاثون من منع من النظر استأنس بالأثر
قال بعض الأعراب: وقال آخر: وقال بعض الأعراب: وقال بشر بن هذيل العبسي: وقال آخر: وقال حميد بن ثور: وقال آخر: وقال خلف بن روح الأسدي: وقال بعض الأعراب: وقال آخر: وقال آخر: وقال ابن الدمينة: ولبعض بني كلاب: وقال آخر: وقال ورد الهلالي: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال جرير: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال آخر: وقال ورد بن عبد الرحمن الأسدي: وقال آخر: وقال آخر: ولبعض أهل هذا العصر: كتاب الزهرة
220886
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%AD%D8%AC%D8%A8%20%D8%B9%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AB%D8%B1%20%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%84%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1
كتاب الزهرة/الباب الثامن والثلاثون من حجب عن الأثر تعلل بالذكر
قال القمقام الأسدي: وقال حميد بن ثور: وقال النابغة الجعدي: وقال متمم بن نويرة: وقال عدي بن زيد: وأنشدني أحمد بن أبي طاهر قال أنشدنا أبو تمام لنفسه: وقال حميد بن ثور: وقال أيضاً: وقال البحتري: وقال محمد بن عبيد الأزدي: وقال قيس بن ذريح: قال أبو العباس محمد بن يزيد النحوي فقلنا له فما الَّذي بقي بعد ما وصفت قال بقيت الموافقة. وقال البحتري: ولبعض أهل هذا العصر: وقال ابن ميادة: وقال الطرماح: وقال الحسن بن وهب: وقال علي بن محمد العلوي: وله أيضاً: وقال البحتري: وقال أيضاً: وقال المرار الفقعسي: وقال أبو صخر الهذلي: وقال السري بن مغيث النوفلي: كتاب الزهرة